الجنون فنون:

لكل ظرف معاش ميزاته وصفاته، ولكن هناك ميزة تكاد تميز كل البشرسواء أكان أسكيمويا، يعيش بين الثلوج، أوبدويا يرعى الأبل، ويعايش الصحراء القاحلة.

وهذه الميزة هي ميزة الجنون، ولانتكلم عن الجنون، كمرض ينتاب المريض، حينما يفقد قواه العقلية، فيرفع عنه القلم، ليصدق عليه عنوان مرض الجنون. لكننا نتكلم عن تلك اللحظات التي تنتاب البشر، ليتصرف التصرف الشاذالغيرمتزن، فيتجاوزفيه حد الإعتدال، إلى التصرف بإنفعال، وإبتذال.

نتكلم عن عشق الجنون، فنتذكرقيس بن الملوح، وهيامه بمعشوقته ليلى، ليعرف بمجنون ليلى. ونتذكر وجدانيات جميل بن معمر، وحبيبته بثينة، ليشتهر بجميل بثينة. وهكذايسري الأمر، إلى المكثرمن الشعر بالحبيبة عزة، ليعرف بكثيرعزة...الخ.

ومن الجنونيات التي تنتاب البشر، جنون العظمة، حيث يرى الفرد نفسه أكبرمن حجمه الطبيعي، لينعكس ذلك على تصرفاته وأفعاله.

فمن منا من لايتذكرمجرم العصرالمقبورصدام حيث، قفز من طفل بائس محروم ويتيم، فشاباسارقا للدجاج، إلى دكتاتورا دمويا قاتلا يترسم خطى الحجاج!!! وأخيراإنتهى جباناهاربامختبيا في حفرة خراج.

وهكذاتحول هذا المغامربحياته وحياة من حكمهم، إلى مريض مصاب بجنون العظمة، ليتجاوز التصويت له في إنتخاباته الصورية الفلكلورية ليس 100% بل إلى 1000%.

وأن يضفي على نفسه من الإسماء، وبمايضاهي أسماء ذي الجلالة والعياذ بالله. إلى كتابة كتاب الله بدمه النجس ..و... و.. الخ من جنون فنوني يصلح أن تؤلف حوله كتب عجايب الحكايات، وغرايب الروايات.

والشيئ بالشيئ يذكر، لقد عاصرنافي ساحة هجر،نوعاآخرمن جنونيات النت، حيث إستضفت أحدعشاق الحوارات ليطلع على فكرأهل البيت، بعد أن أدعى السيادة والنسب النبوي الشريف وأبدى تعطشه للنهل من معين العترة الطاهرة. ورغم الحفاوة والمدارات التي بذلناها له، لكنه تفرعن في الآخر ليخطئ الجميع، حتى وصل به الأمر، ليقول:

جئت لساحتكم لكي أقود وليس لأنقاد لأحد!!!

وبكل أسف لايزال له بعض النظائرمن مجانين النت والإعتداد بالرأي. ففي هذه الساحة مثلا، تطرح موضوعا، وبدلا من مناقشة الموضوع، يدخل أحد ####### ليعقب. ب:
#############

ومن أعاجيب الجنون التي يتفنن بهاالبعض، والتي يصادفهاالمغترب هنافي الغرب. حيث حرية الفرد غيرمقيدة بقيد عدى عدم التجاوز على حرية الغير.

هوماصادفنافي الصيفية الماضية، حيث زرنا مدينة ساحلية جميلة لنستمتع بموقعهاالخلاب، وبلاجاتهاالجميلة، مشهد إثنان من الشباب، أحدهم فارع الطول، وقد صبغ شعره بألوان زاهية جميلة محاكيا بذلك عرف الديك، ومكتسياملابس تشبه الريش. بينماالشاب ألآخر،الأصغرحجما،عمدإلى لبس مايشبهه بالدجاجة.

وكان يتباريان بين المارة والجالسين على مصاطب الكفتيريا، حيث يقوم المتشبه بالديك بعمل حركات ومحدثا صوت يشبه صوت الديك محاولا إعتلاء صاحبه الدجاجة!!! وكل من شاهدهما إبتسم لهما ومضى هازارأسه ومردداAbsolute madnessجنون بفنون بحق وحقيقي