حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
حتمية الإلتصاق الجزء الثالث - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: حتمية الإلتصاق الجزء الثالث (/showthread.php?tid=46266) |
حتمية الإلتصاق الجزء الثالث - فخري الليبي - 12-12-2011 حتمية الالتصاق..3
إن المرء يحتاج لهراوة جيدة لينال أنثى جيدة أول مـَهـر في التاريخ : لكنني لم أقل لكم كيف بدأ ثم استقر المجتمع البشري في عدة صور متشابهة الغرض والشكل - و إن بدأت ملامح انقلابه تظهر في عصرنا الحالي - إنها قصة طويلة بعض الشيء، لكني أزعم أنها ليست مملة لحد كاف. فبينما كانت الأنثى في ذلك العصر السحيق، مهتمة بما يملأ صدرها بالكثير من غذاء الأطفال الذين ينبثقون من جوفها باستطراد، و منشغلة بالعمل على إرضاء الذكر الذي يزودها بأكثر ما تحتاجه من المجففات والجلود الدافئة، كان بعض الرجال من منطقة الكهوف المجاورة ، يغيرون على الإناث المنهكة، اثناء غياب ذكورهن. تارة من اجل نهب بعض المخزون أو كله ، و تارة من أجل سرقة صغار الإناث لغرس عدة أطفال في جوفهن، كاحتياط بشري لزيادة مناعة منطقتهم بالمزيد من الحراس الفتيان، و تارة أخرى كانوا يغيرون على الإناث، لقضاء وطرهم منهن في عقر دارهن و أمام أطفالهن ، ثم تركهن إلى موعد قادم لغارة قد يدفعها الشبق لتكون قريبة. .... الكل يبحث عن المرأة، الكل يبحث عن الأمن الغذائي، غريزتان قاتلتان دفعتا البشر لتعلم اتقان تحطيم رؤوس بعضهم بعضا. .... و كلما توسعت مناطق الكهوف، وازدحمت المغارات المتوفرة بالأطفال وحاجة ذويهم من الثمار و جلود الحيوانات، دفع ذلك المجهول الذي يكمن داخل الجمجمة ويعمل بالحك,ثم أصبح يعمل متبرعا أحيانا بدون حك، دفع البشر لمزيد من الاقتتال من أجل بسط النفوذ على المزيد من مغارات البعض الآخر، لم يكن الأمر يحتاج لمراجعة الرأس في أخلاقية هذا العمل ، ذلك ببساطة لأن الأخلاقيات لم تكن قد اكتشفت بعد، لقد استلزم الأمر بضعة ملايين من السنين، و عدة رسل من السماء، والكثير من الدماء والحكماء الطيبين، لتتشرب بعض الرؤوس ما يكفي من الأخلاقيات والمبادئ، لكن قبل ذلك أضطر أحد سكان الكهوف لطرق جمجمته جيدا قبل أن يطرقع أصابعه صائحا ........العرف. لقد تمكن من اكتشاف فكرة العقد الاجتماعي ببضعة طرقات على رأسه، غير مدرك أنه أخرج لنا بطرقعة أصابع يد واحدة ، أبجدية قاموسنا الحالي، قاموسنا الأخلاقي...... واللغوي. أنتظر عزيزي القارئ ستعرف كيف فعل ذلك، فأنا أعد نفسي فاشلا إذا لم أجعلك تتابعني بشوق متمهل. اعتقد أنني رأيته شخصا ضخم الجثة مهيب المنكبين، يملك هراوة ثقيلة يتقن التلاعب بها بخفة مرعبة، وكان مهتما بأن يحافظ أيضا على مجموعته التي يتناقص عدد ذكورها نتيجة المعارك بينهم من أجل إناثها، بينما هو يحتاجهم لحماية المجموعة كلها من متاعب شبق الجيران و جوعهم. كان مدفوعا بغريزته التي دفعته سابقا لتهشيم الكثير من رؤوس الذكور، لكي يكفوا عن لعق أذان قريناته. فرض نفسه بهيبة منكبـَيه و ضخامة هراوته معا، حاصر مجموعته الأنثوية في المغارة الأكثر اتساعا ، لم يشترط - هذه المرة - على الذكور أن يتقاتلوا لكي يفوزوا بالإناث، بل اشترطت هراوته على من يريد أن ينال أنثى، أن يثبت جدارته في الصيد أولا، ثم عليه تحمل مسؤولية حماية أنثاه التي قد يفوز بها. أجل، الرجل الذي يجلب صيدا أكبر، ينال امرأة جيدة بأمر من هراوة الشيخ ذاتها، والذي يحضر فأرا فطسا، ينام في العراء بدون امرأة على الإطلاق، لقد انبثق عرف قبلي مناسب لذلك الزمن ، اسمه تحديد المسؤولية وضرورة دفع.... المهـر. الكسول الذي يصر على أن ينال امرأة بالمجان، يقف ضده جميع الذكور، ليكسروا رأسه جيدا. الذكر الذي يعتقد أنه أشطر من الآخرين ، و يتسلل في خفية ليلعق أذن أحد الإناث في ظلام الكهف محاولا إغراءها بالحب، يكسرون ساقيه و يديه لتنهشه الجوارح و أعينه مفتوحة. لقد أصبح لدينا عرف اجتماعي يقر ويفرق بين الواجب نحو الجماعة والملكية الخاصة، و يقر المـَهر، والمكافأة والعقاب. فأصبحت الأنثى التي كانت سببا للكثير من المتاعب رغما عنها، أصبحت مصدرا طيبا لزيادة مخزون الطعام ، وخاصة في فصل الربيع والشبق....أصبحت ذات قيمة مضاعفة لقيمة الذكر. بعد بضعة آلاف من السنين بالتمام والكمال ، ترسخ هذا العرف ، ولم يعد شيخ الهراوة ..أقصد شيخ القبيلة يشرف على توزيع الإناث ، لقد القى بذلك العبء المرهق على رأس والد الأنثى وحده، فليقايضها بالجلود المجففة، أو الثمار الطازجة أو أنثى أخرى يمتطيها بنفسه، ذلك أمر يخصه وحده، بدلا من شيخ النجع، أصبح والدها وصيا عليها ، ومع مرور الوقت، فضل والدها أن يستبدلها برزمة من النقود بدلا من الأرانب المجففة. لقد دقت هراوة ما ، في زمن ما ،آخر مسمار في نعش الأنثى لكي تصل إلى قبرها المحزن، الذي تشغله الآن في بعض مجتمعاتنا التي مازالت تستلهم تجربة القرود. استغرقت الأنثى عدة ملايين من السنين لكي تعبر المسافة بين كهفها الأول و كهف والدها ، لقد تعلمت أنها تملك والدا يملك ناصيتها، ولكي تملك والدا لا بد من أن تعرف اسمه . ولكي تعرف اسم والدك لا بد لك من أن تملك لغة ما.. فماذا حدث بعد ذلك ..؟؟ .... يتبع... |