نادي الفكر العربي
ملحمة الرمى....!!! - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: ملحمة الرمى....!!! (/showthread.php?tid=46370)

الصفحات: 1 2


ملحمة الرمى....!!! - زحل بن شمسين - 12-19-2011

ملحمة الرمى

رحلة جلجامش الزمنية....الى بلاد بابل السرمدية


بصيف 2300 بدأنا بها بعد معركة الرمى بالموصل الحدباء واستشهاد 4 صقور من صقور الرافدين
بطلعة قالتها ميس:
من حين الى حين .... يمر على بابل عساكر محتلين,,
حتى ربيع 2007 اكتملت بهذا الشكل.
==================

من حزن جلجامش,,’,
الى فرح جلجامش الاف السنين...
مر على الانسان.... عصور الاولين والاخريين,
ُسجّل على الرقاق والبردى والواح الطين,
كله ُيسطر ملحمة الخلق والتكوين,
لام الكفاح بغداد ......... وابو التاريخ بلاد الرافدين,
التي تمتد من جبال سنجار الى ارض فلسطين....
@@@

معركة يوم الوغى,,في ساحة الجهاد في يوم الرمى,,في الموصل الحدباء.

مع انبلاج نور الشمس على ارض آشور,,,
نادى آخيل... باعلى صوته , علوج الجحيم,,,
بان صقرين من صقور نينوى..... انه لصيد ٍ عظيم,,,
فاقبلت شياطين آخيل.....
فى البر والسماء وحدث ِصدام أليم,,,
ليعُدّوا لمرور ستة جولات من ملحمة الرمى:

جولة صقور الحرية:::
) الحرس الجمهوري)
صقرين ..... من صقور نينوى,
بحب بابل ... العقل ارتوي,,
اقسموا..... ان يرووا التراب,
بدم ٍ طاهر ٍ.. له عبقُ البلسما,,
اخذوا مواقع القتال دون تردد ٍ,
فابلوا بالوغي.... بلاء المرتجى,,
وسطروا للتاريخ شهادة.......بحب العراق المجد كله ,, والسؤددا.


جولة فدائيي الكرامة:::
(فدائيي صدام)

لعلع.... صوت البارود,
ورددته اصوات العدا,
بمعركة يخوضها اهل العز,
لصون العرض..... والارض فدا,,
كل ما نزرعه بالحال .. لاجيالنا,
يحصدوه كرامة وعزاً سرمدا,,
ساروا نحو الشهادة كراما,
وخرّوا لملاقات ....اهل الجنة سجدا...


جولات الرماح:::
(المقاومة الشعبية)

اي ملحمة الشعب العنيد ..... وصانع النصر بالنار والحديد.

سكون الليل:::

عند ساعة الصفر.... اختفت ملائكة الجحيم,,
وخيم على ارض شنعار...... ليل حالك عظيم,
يعكر صفاء السكون.... طيور من الابابيل,
تحمل بين احضانها ,,حجارة من سجّيل,,
تزرعها بكل دار ,, وحقل نخل قديم,,
يقرأوا عليها سورة الرصد والسد الحميم,,
ليوم آت....... يكون شهادة صدق على العالمين...

هديرالنهرين:::

الحارس الامين ......في خندقه البعيد,
يزمجر...... يردد الله اكبر ويعيد,,
هيّا,, هيّا الى السلاح ....... يا شعبي,
بهمةٍ .... وروح جيش ٍ ,, جبار ٍ عنيد,,
ُهز...... سلاح النصر واطلق عنانه,
هو الداء لأمتي , والرد الوحيد,,
اتتنا جحافل العدوان...... علوجاً فلوجاً,
وباسلحة الدمار الشامل تُبيد,,
استباحوا الديار ........,وحرقوا التاريخ,
ولوثوا النسل والزرع الجديد,,
هيّا هيّا الى الكفاح يا شعبنا ,
النصر......... والتحرير من الله اكيد...



لهيب الصحراء:::

يا شباب الحمى.......... يا جند الله لبوا النداء,,
ارفعوها صرخة ً........ , وكبروا نحو السماء ,
تدوي في الآفاق على مر الزمن,
ليحيا الشعب..... ولتكلل النجوم الوطن,,!!!
وطن النجوم انا هنا!!!
هل يذكر التاريخ.......... من انا؟؟؟
انا من صنع المجد..... بالسيف والقنا,,
انا بابل....... حيث التاريخ لها انحنى,,
انا بغداد الرشيد,,,, بالافاق العزّ اعتلى,,
هذا يومي ........ يوم الطعن والفدا,
يا رفاقي يا اخوتي...... يا صقور الفلاه,
انا قادم ٌ....... لجنة الخلد طوى,
اقاوم واقاوم ,,,, حتى اشعل ساحات الوغى,,
انا الحارس الامين لاهلي ورفاقي ,
من عصر ٍ ,,..... الباطل فيه طغى,,
معركة النجم الثاقب:::
بعد مرور خمس جولات في ارض الحمى,

هوى الى الارض..... الحارس الامين مع صقور الفلاة,,,

ولم يبق في الحصن.... الا نسر الفرات,,

ولقد استمر الصمود جولات وجولات,,,

حتى استعمل آخيل سلاح الطائرات,,

ومع انتهاء المعركة وسقوط الملاك نسرإيل,,,

صرخ جلجامش صرخة مدوية,

و ردد صدى الزمان صراخه,

فرحا وقال لملاكه ايل,,,!!!


اننا ننتظرك منذ الاف السنين,,,

ان امك لحمامة الرافدين,,

وابوك الذي انجبك هو صقر الاشوريين,,,

لتفرح وتنحنى لك شجرة الارز التي قهرت صهيون,,,

وسيغني لك فدائيي اوروك ومجاهدي الانبار,,,

ليفرح بك ويغني لك المناضلين الاحرار,,,

الشريف ,الابي ,......النزيه ,,والشجاع حيدرة الكرار,,,

والوطني............, كلهم سيكثرون لك من الاكبار,,,

كل احرار العالم...... ستغني لك اغنية الفداء,,,

ستغني لك...... جداول دجلة والفرات,,,

التي سرت عليها وشربت من مائها ... جرعات وجرعات,,,

سيغني لك شباب نينوى والموصل,,,

وسيروون...... للقريب والبعيد ما حصل,,,

اؤلئك الذين ذموا اسمك في بابل,,,

سيتكلمون عنك ويغنوا اغنية الوصل,,

اغنية الفداء والجهاد وحب الوطن......,

واستشهاد البطل,,,

ستحدو لك امك ,التي منّعتك من ثدييها عند الولادة,,,

راهبات الحب والاخاء,

سترتل لك ترانيم الحب والعطاء,,

اديرة الاشوريين تبارك اسمك,,

نسوة بابل ستعتني بالورود التي سقيتها من دمك,,,

ابناء الرافدين سيزوروا مصرعك,,,

ويتذكروا ........ صلب فاديهم ,,, ومصرع بطلهم الحسين,,,

انصتوا الي يا شيوخ نينوى,,,

انصتوا الي يا رجال الموصل,,,


انا احدو لملاكي مصطفى ايل,,,

لاننا ننطظره منذ الا ف السنين,,,

شروق شمس الحرية

من حين الى حين ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, منذ الاف السنين

يطوف ارض عشتار ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, الاله تموزين

يبارك ورود الحرية,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, زهور الياسمين

ويزرع شقائق النعمان,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, على قبور الاولين

من حين الى حين,,,,

تشرق شمس بلادي على العالمين.
.***


ملحمة الرمى

من حين الى حين,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, يمر على بابل عصر حزين

يحكي لنا ملاحم ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, سطرت ضد الغاصبين

بلادي ارض الوغى,,,,,,,,,,,,,,,,عبر عنها الملاك الامين

في يوم الرمى,,,,,,,,,,,,,,,,,,, بالموصل رمز الرافدين

مسيرة الكفاح راية الحرية,,,,,,,,,,,,,,, تعلو فوق الجبين

من حين الى حين,,,

ينبعث الوجود في ارض الرافدين...
***


بداية التقويم الجديد

من حين الى حين,,,,,,,,,,,,, يمر على بابل غزاة طامعين

ينشروا الموت والدمار,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,والفتنة وغراب البين

اطفال بلادي ,,مصطفى,, ,,,,,,,,,,,,, استشهد مثله ملايين

اثنتي عشر حولا, حصارا,,,,,,,,,,,,,, طعن الاخوة اثم لعين

حصار وتجويع وذبح,,,,,,,,,,,,,,,,,,,سنة من سنن المجرمين

من حين الى حين ,,

يبدأ التاريخ الجديد بتقويم ..

ظهور البعث
من حين الى حين,,,,,,,,,,,,,,,,,,, يمر على بابل عساكر محتلين

يردد الاحرار نشيد بلادي,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وتغنيه جماهير النهرين

اولادي يا بلادي ,احفادي,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,افديك بالروح والاهلين

رفع الابرار لراية الحرية,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,قد جاوز العقدين

فرح جلجامش بعد حزن,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, تعدى زمن الالفين

من حين الى حين,,,

تخوض بلادي ملحمة الخلق و التكوين...**
من حين الى حين ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يمر على بابل نسرين

نسر الحزن انكيدو,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ونسر الفدا مصطفى ايل
@@@@@@@@@

}انشاد وجلاء ,, في التضحية والفداء}
بين جلجامش وصدى الزمان
@

جلجامش:::

انا جلجامش الذي بكيت على صديقي الوفي انكيدو.

ورثيته وقلت:::
اي انكيدو ان امك لغزالة الصحاري,,,

وابوك الذي انجبك حمار وحش,,,

يا انكيدو....

انت مع ذوات الذيل قد نشات,
ومع حيوانات الفلاة,

والمراعي قد سرحت ,,,

ل تبك ِ عليك المسالك الصاعدة-- غابة الارز,

بلا توقف ليل نهار, لتبك ِ عليك,,
@
صدى الزمان:::

انا صدى الزمان ,,

لجلجامش....... العائد الى ارض االاوطان,

فرحت لملاكي الامين.... وقلت::

ام مصطفى- ايل لهي حمامة البراري,,,

وابوك ايها الملاك,...... الذي انجبك, هو صقر نينوى ,,

االعرين على العرش,؟!

مصطفى ايل,, انت..

مع ذوات العقيدة قد ترعرعت,

وبصحبة,

رفاق الدرب الطويل قد تمتعت,,,

يا مصطفي ايل ,

ليغني لك البلبل الشادي,

وزهور الاقحوان, في جبل اللبان,,

ليغني لك ليل نهار, وفي كل الامصار,

كل من فدى الحرية من الاحرار,,,
@
جلجامش:::

انكيدو يا صديقي...

ل يبكِي عليك .....شيوخ اوروك,

اوروك الفسيحة المنيعة,

ليبكي عليك...... الدب والضبع والفهد,

النمر والايل والاسد والثور والغزال والوعل,,,
@
صدى الزمان:::
مصطفى ايل....... يا ملاكي الامين,,

ليغني لك........ بلابل الجبل الاشم,

الجبل المكلل بالنصر والسلام,

بردائه الثلجي وعبائته الارز العتيق,

ليغني لك....... حيران الشارد في العرضان,

ليغني لك....... الراعي والفلاح والمزارع,

والعامل والاستاذ والمربي والمهندس والطبيب,,,

كلهم يغنون لك اغنية ونشيد الفداء,

رجال وشباب وفتيات...... , ونساء مدينة الشمس,,,

يغنوا لك اغنية الحب والوفاء,,,
@
جلجامش:::
يا صديقي الوفي انكيدو,...
ليبكي عليك اول نهر,
الذي مشينا ضفافه,,
ليبكي عليك الفرات,
النقي الذي ذرعنا حوافيه,,
وملانا من مياهه القربة,
حيث قتلنا ثور المدينة,,,
شباب اوروك فليبكوا عليك.,
اوروك الفسيحة المنيعة,
@
صدى الزمان::
يا مصطفى ايل يا ملاكي الامين...
لتغني لك ام الربيعين,
وتردد بطولاتك بلاد الرافدين,
ليسقي الفرات عصافير الروضتين,
ليشدو لك دجلة المقامات العراقية,
ويغني لك الفرات القدود الحلبية,
ونسمع الانغام ما بين الشهباء والفيحاء,
ليزغرد لك شباب مدينة الشمس,,
الذين اسقوا العدو الهزيمة ومرارة البأس,
لينشدوا لك ابطال جينين,
ملائكة الجحيم في فلسطين,
احفاد البطل المغوار صلاح الدين..
@
جلجامش:::
يا صديقي الوفي انكيدو....
اولئك الذين مدحوا اسمك في اوروك,
ليبكوا عليك ,,
اولئك الذين لم يذكروا اسمك بعد,
ليبكوا عليك,,
واولئك الذين قدموا لفمك الطعام,
ليبكوا عليك,,
واولئك الذين وضعوا الزبد امامك,
ليبكوا عليك,,
من صب لك الجعة,
فليبكي عليك,,
@
صدى الزمان:::
يا ملاكي الامين مصطفى-ايل.
ايها المصطفى عند آلهة الاشوريين,,
يا من ذكرته تواريخ البابليين,,
ستفرح بك حوار العين,,
سيرتل لك الآيات ,
كل ما ذكر اسمك الامين,,
وحتى الذين لا يعرفوك ,
سيطلقون الشعر عليك,,
سيذكرك ويردد اسمك ,
كل الذين لعبت معهم,,
وجريت خلفهم بلعبة العسكر والثوار,,
مصطفى - ايل ايها الفتى المغوار,,
مصطفى - ايل ايها الملاك الجليل,,
ستدق لك الخليلية عند ابواب السماء,,
كلما سقط من اجل الوطن , مناضل فداء,
@
جلجامش:::
يا صديقي الوفي انكيدو...
وكاهنة الحب,
التي ضمختك بالزيت لتبكي عليك,
النسوة اللواتي جلبن لك عروسا وخاتما لاختيارك,
ليبكين عليك كبكاء اخوتك,
وليمزقن ثيابهن كاخوتك...
@
صدى الزمان::
يا ملاكي الامين مصطفى –ايل...
تلامذة المدارس لتلغو باسمك كل صباح,
شباب الفتوة لتنشد لك نشيد السلاح,
اولاد المدينة سيهتفون لاجلك حي على الفلاح,
كل جماهير الامة,, سيغنوا ويرددوا حي على الكفاح,
يا ملاكي الامين
يا ايل يا ابن صقر نينوى,,
سيذكرك التاريخ على اسنة الرماح,,
@
جلجامش:::
يا صديقي الوفي انكيدو...
انصتوا الي يا شيوخ اوروك اسمعوني
انني ابكي صديقي انكيدو
ابكي بحرقة النساء الندابات
كان البلطة الى جنبي والقوس في يدي
المدية في حزامي والترس الذي امامي
حلة عيدي فرحي الوحيد
حتى سرقني عدو شيطاني
@
صدى الزمان:::
يا ملاكي الامين مصطفى-ايل....
انصتوا الي يا كتاب ورواد الاشع والشبكة,,
انني ازيد الاهازيج لملاكي الامين-ايل
كما مدحه سراب الاثير....
وقال فيه:::
مصطفى قصي الشبل من ذاك الاسد,,
مصطفى قصي ذاك النسر الاشوري,,
مصطفى قصي تلك الشمعة ,
التي تضيء الطريق امام فاقدي البصر والبصيرة,,
مصطفى قصي ذاك الملاك ,
الذي حارب عن العرب اجمعين ,
وعن كرامتهم, ,,
هؤلاء الاعراب ,
الذين فقدوا كل شيء اسمه كرامة,,,,
مصطفى قصي اعطى درسا ,
لاؤلائك الذين فقدوا ضميرهم,,
واصبح الاطفال بعمر ه,
يملكون نخوة وضمير اكثر منهم...
مصطفى قصي يا عزنا الباقي,
مصطفى قصي يا املنا باجيالنا,
مصطفى قصي يا حلمنا العربي الزاهي!!!!
وكما قدمته ميس الرافدين,
وكما عرف عنه اسلام اون لين,,
كان الافكار الثورية الكامنة في ضميري,
وكان شعلة الحرية التي احملها في يساري....
@
جلجامش:::
يا صديقي الوفي انكيدو....
ياصديقي يا اخي الصغير,
يامن سابق حمار وحش البراري وفهد الفلاة ,
لقد ذللنا معا الصعاب وارتقينا الجبال,
امسكنا بثور السماء وقضينا عليه,
صرعنا خمبايا ساكن غابة الارز,
اي نوم هبط عليك,
فغبت في الظلام لا تسمع صوتي....
@
صدى الزمان::
يا ملاكي الامين مصطفى-ايل
يا ملاكي يا عزي الكبير,
يا من سابق الزمن وقهر المحن,
يا من تحدى راعاة البقر,,
لقد كافحنا معا ,
للوصول لاعماق البشر,,
لقد صبرنا طوال عمرك ,
على حصار الجدد من التتر,,,
ورفعنا النجوم الثلاثة ,
وفيها الله اكبر,,,
وصرعنا الامريكي المعتدي ,
على ارض شعب اغر,,
أي يوم عظيم هذا ,
هبط عليك لتنسج ملحمة القدر,,,
ملاكي مصطفي-ايل لقد التقينا لقاء العمر...
@@@@@

>>>>مصرع الابطال>>>>

جلجامش:::
يا صديقي الوفي انكيدو
افتح عينيك لتراني,,
لم يفتح انكيدو عينيه
وضع يده على قلبه لم يسمع له نبضا
فرمى عليه وشاحا كوشاح العروس
ورفع صوته بصراخ كزئير الاسد
وكلبوة سلبت اشبالها
صار يحوم حول صديقه
يقطع بيديه شعر راسه ويرمي به
ويطرح عن جسمه ثيابه الجميلة
@
صدى الزمان:::
يا ملاكي الامين مصطفى-ايل
اسمعني اني ارى,,لهيب الوطيس,,
كر مفر لعلوج, تحمل للناس شرا,
على باب حصن, يأوي من الاحرار صقرا,
جولة يتبعها 5 جولات سقط الابطال فيها غدرا,
اهتزت لسقوطهما ,’ عاصمة الدنيا فكان عهرا,
وحسبت روما بان الامور استتبت وكان لها امرا,
ولكن نسر الفرات,, واجههم بالعراء جهرا,,
وموجة بعد موجات من الهجوم,
اعداد بالمئات من الجنود وحاملي النجوم,
وطائرات الموت تعلو,
وراجمات النار والسموم,
مع آخر رصاصة بوجه عزرائيل سقط ابو النسور,
مضرجا بدمائه, وسقطت عليه حمم الشرور,
ودمرت الستائر كلها,
والغيت امكانيات الاستمرار ,,
وكانت جولة العبور.....!!!
@@@
>>>>>رحلة الصعود الى السماء>>>>
@
جلجامش:::
انكيدو يا روح الزمان الغائب,
يا من بكى عليك المغلوب والغالب,
يا اسطورة الانسان السائب,
الانسان الخارج من الجنة غير تائب,
يا ابن الانسان الباحث عن الخلاص العائب,
كل الكائنات تبكي عليك ,
بل تبكي على حال عاب,
تبكي زمن الفوضى وزمن الغاب,
تبكي الحروب والغزوات ومقتل الاحباب والاصحاب,
تبكي من اجل الخلاص,
تبكي من اجل الانعتاق من شريعة السهول والروابي,
واستبدالها بشرائع اورنامو واشنونا وحمورابي,
انها رحلة الصعود والارتقاء
من البدائية الى شرائع السماء,
شرائع.... هي الخلاص للبشرية ,
من اجل الاستمرار والبقاء...........!!!
@
صدى الزمان:::
مصطفى-ايل يا ثورة على عصر متاجر,
زمان يتحكم به السمسار والتاجر,
سقطت الاقنعة وبان النقي من الفاجر,
وانقسم العالم بين الحق والباطل,
وتحزب الفريقين, فريق الشر وفريق العاقل,
ورجعت البشرية الى سيرتها الاؤلى,
شريعة الغاب والقوة والبطولة,
والاحرار منذ عقدين يصارعون الاعور الدجال,,
والنصر عليه ليس محال,
لقد اغوى الناس جميعا,
ادخلهم جحيما , حسبوها ربيعا,
فتهالكت الامم, تزداد بالكرامة بيعا,
تحولت الدنيا ,, الى حظيرة خنزير لروما,,,
كل ما عليها, لصهيون ريعا.
ينبعث جلجامش من اغوار التاريخ صارخا ومنشدا بلادي بلادي يا عرين الخلد والزمن
ويردد صداه صدى الزمان: منشدين بلادي بلادي.....
@@@@@@@

>>>>>>>>نشيد جلجامش وصدى الزمان للوطن العتيد>>>>
بلادي بلادي بلادي ,
يا عرين الخلد و الزمن,,,
انت المجد , لك النصر, على المحن,,,
يا مهبط الوحي, يا ثورة الايمان على الوثن,,,
ارض النهرين, بلاد الشرقين, للعلم وطن,,,
صانه الشعب , حماه الرب, رغم الفتن,,,
حماة الديار, عصبة الاحرار, بالسر والعلن,,,
بلادي بلادي ,
يا بداية التاريخ مع الزمن.....
@@@
بلادي بلادي بلادي ,
يا مهبط الوحي منذ الازل,,,
يشع نورا,يضيء فكرا, رغم العلل,,,
اذ نادى , منادي الحرية, نقول اجل,,,
نلبي دعوة الايمان, ونفديه بالروح والمقل,,,
واذ دعانا داعي الحق, نقول انه امر جلل,,,
بلادي بلادي بلادي ,
بلاد الحلم والعقل...
@@@
بلادي , بلادي, بلادي,
بلاد الصفاء و الذمم,,
يا موطن التشريع , يا نور الحق , منذ القدم,,,
يا اول حرف , يا اقدم تقويم , خط بالقلم,,,
يا راية العز, وبيرق المجد, مرفوعا فوق القمم,,,
يا درة الشرقين, وحلم الغربين بين الامم,,,
بلادي بلادي بلادي ,
بلاد الحلم والامل!!!


انتاج مشترك

نصوص من ملحمة جلجامش التاريخية اللوحة الثامنة
زحل بن شمسين
سراب الاثير
الكوكب الدّري
ابو خلدون
ميس الرافدين


ملاحظة: هذه المقطوعة تم البدء بها مع استشهاد صقور العراق الاربعة
عدي وقصي ومصطفي ابن قصي , ورفيقهم بالسلاح المجاهد الرابع..
اي صيف 2003 وتم تطويرها من بعد على مراحل.



الرد على: ملحمة الرمى....!!! - زحل بن شمسين - 12-19-2011

يمكنك تعديل المشاركة خلال 15 دقيقة من بعد كتابتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
====================================
وهل نحن بمحكمة لاهاي الدولية او بمجلس الامن ؟؟؟
حتى ما صدر ........ انحدر واصبح جريمة دامغة على الكاتب ؟؟؟

وهنا الادب : بكل لحظة يجد اغلاط وافكار جديدة .....
15 دقيقة من اجل تحريرها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نرجو فتح التعيدل بشكل دائم
زحل بن شمسين



الرد على: ملحمة الرمى....!!! - زحل بن شمسين - 12-23-2011

الادارة والمحرريين والمراقبيين المحترمين
السلام والتحية

اذا كانت القوانين هي التي تسود ..؟!
اين ذهبت الردود والمقالات التي كان العداد يسجل لها ... الحولي 2500 رد ومقال ؟؟؟
نرجو توضيح من الادارة لان الحق حق ... ام انكم تصدرون الاحكام غيابيا وتتصرفون بمزاجية ؟؟؟

زحل بن شمسين


الرد على: ملحمة الرمى....!!! - العلماني - 12-23-2011


عوداً حميداً يا زحل ... بس شو قصتك طالع صوتك يا رجل؟

وهل تظن أن أحداً يجرؤ على المساس بهذه "التحفة الخرنكعية" التي "لطعتها" لنا فوق ؟

هاهاهاه، قصيدتكم الجماعية هذه تشبه "حال العراق في زمن صدام حسين" Smile ...

واسلم لي
العلماني




RE: الرد على: ملحمة الرمى....!!! - زحل بن شمسين - 12-24-2011

(12-23-2011, 03:15 AM)العلماني كتب:  عوداً حميداً يا زحل ... بس شو قصتك طالع صوتك يا رجل؟

وهل تظن أن أحداً يجرؤ على المساس بهذه "التحفة الخرنكعية" التي "لطعتها" لنا فوق ؟

هاهاهاه، قصيدتكم الجماعية هذه تشبه "حال العراق في زمن صدام حسين" Smile ...

واسلم لي
العلماني
انت اصيل يا علماني

لقد اضحكتني من كل قلبي يا علماني ..!!!
جعل الله كل ايامك فرح وضحك.

إيه ، الله .. الله ... يا زمن زماني ،،،،،،، ع اللي كانوا اصحابي وخلا ني ،،
عصبة من الكتاب والمناضلين،،،،،،،،،،، منهم الوردة مريم وتندر والعلماني ،،
مرت بنا الايام مرور السحاب،،،،،،،،،،،،،،البعد والفراق عنهم اشجاني ،،
يا رايحين على حيفا ويافا ،،،،،،،،،،،،، بلّغوهم ما غيّر الجور بإيماني ،،
ما زلنا على العهد والوعد ،،،،،،،،،،،، فصولات البواسل حطم الامريكاني ،،
أولي البأس قادمون اليكم ،،،،،،،،،،،،،مهما جارت السنين على العربان ،،

انني مريض بالزكام منذ ان وطأت دار نادي الفكر ....لم اعرف كيف
علق بي الكريب من عندكم ،

((( قد يكون احد المشرفين او المحررين او رؤساء الاقسام
نقل اليّ العدوة ....لانني وجدت صعوبة بنشر هذا الموضوع وعندما حاولت تلوين
العناوين ، ُيمحى العنوان او يختفي السطر ، لذلك لم اسنطع تقديم المقطوعة بشكل جيد
والتاريخ بدل ما يكون 2003 طلع 2300...))) اضحك شويه


اما التعليق على ماقلته لي ، سارجع عندما اتعافى واعلق باسهاب لانني والله مشتاق اليكم .
شكرا لمروركم الكريم



آشور البابلي







RE: الرد على: ملحمة الرمى....!!! - زحل بن شمسين - 12-29-2011

(12-23-2011, 01:20 AM)زحل بن شمسين كتب:  الادارة والمحرريين والمراقبيين المحترمين
السلام والتحية

اذا كانت القوانين هي التي تسود ..؟!
اين ذهبت الردود والمقالات التي كان العداد يسجل لها ... الحولي 2500 رد ومقال ؟؟؟
نرجو توضيح من الادارة لان الحق حق ... ام انكم تصدرون الاحكام غيابيا وتتصرفون بمزاجية ؟؟؟

زحل بن شمسين



[/color]


طلبنا النجدة من الادارة ولكن لاحياة لمن تنادي ؟؟؟؟

[color=#FF0000]


الرد على: ملحمة الرمى....!!! - زحل بن شمسين - 01-01-2012


كنتُ أرنو إليك يومَ التجَلِّي



الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد



لستُ أرثيكَ.. لا يَجوزُ الرِّثاءُ
كيفَ يُرثى الجَلالُ والكِبرياءُ؟!
لستُ أرثيكَ يا كبيرَ المَعالي
هكذ ا وَقفة ُ المَعالي تشاءُ!
هكذ ا تصعَدُ البطولة ُ للهِ
وَفيها مِن مجد ِهِ لأ لا ءُ!
هكذ ا في مَد ارِهِ يَستقرُّ ال
نجمُ.. ترتجُّ حَولهُ الأرجاءُ
وهوَ يَعلو.. تبقى المَحاجرُ غرقى
في سناهُ وَكلها أنداءُ!
لستُ أرثيك..كيفَ يُرثى جنوحُ ال
روح ِِللخُلدِ وَهيَ ضَوءٌ وَماءُ
لا اختلاجٌ بها، وَلا كدَرٌ فيها
رَ ؤ و مٌ.. نقية ٌ.. عصماءُ
ضخمة ٌ..فرْط َ كبْرِها وَتقاها
يستوي المَوتُ عندَها والبقاءُ!
*

كنتُ أرنو إليكَ يومَ التجَلي
كنتَ شمسا ً تحيطها ظلماءُ
أ سد ا ً كنتَ طوَقته ُ قرود ٌ
وأميرا ً حفتْ به ِ دَهماءُ
وَهوَ كالفجرِ مُسفِرُ الوَجهِ، صَلتٌ
بينما الكلُّ أوجُه ٌ سود اءُ
هكذ ا وَقفة ُ المعالي تشاءُ
كيفَ أبكيكَ؟..لا يليقُ البكاءُ
أفتبْكى وأنتَ نجم ٌ تلالا؟
كيفَ يبكى إذا استقامَ الضياءُ؟!

1
أفتبْكى وأنت تشهَقُ رَمزا ً
حدَّ أنْ أشفقتْ عليكَ السماءًُ
فرْط َ ما كنتَ تدفعُ الموتَ لل
أرض ِ وَترقى.. يَفيضُ منكَ البَهاءُ؟!
لستُ أبكي عليكَ يا ألقَ الدُّنيا
أتبكى في مجدِها العلياءُ؟!
أنا أبكي العراق.. أبكي بلادي
كيفَ في لحظة ٍطواها الوَباءُ؟
كيفَ في لحظة ٍ يُطأطِيءُ ذاكَ ال
مَجدُ هاماته ِ، وَيهوي الإباءُ؟!
بينَ يوم ٍ وَليلة ٍ يا بلادي
يتداعى للأرض ِ ذاكَ البناءُ؟!
بينَ يوم ٍ وَليلةٍ تتلاشى
فيكِ تلكَ الوجوهُ والأسماءُ؟
كلُّ ذاكَ التاريخ..بابلُ..آشورُ
أريد و.. وأور.. والوَركاءُ
كلها بينَ ليلةٍ وَضحاها
وَطئتْ فوقَ هامها الأعد اءُ؟!
وَ إ ذ َنْ أيُّ حرمة ٍللذي يأتي؟..
وَماذ ا أبقى لدَ ينا الفناءُ؟
ذِمة ً؟؟.. أيُّ ذِمة ٍ يا بلادي
بقيتْ فيكِ لم تطأها الدِّماءُ؟
أيُّ نفس ٍما أ ُزهِقتْ؟..أيُّ عِرض ٍ
لم يلغ ْ في عفافه ِالأدنياءُ؟
أيُّ نكراءَ لم تمارَسْ إلى أنْ
نسيَ الناسُ أنها نكراءُ؟!
هكذ ا؟.. بعدَ كلِّ ذاكَ التعالي؟
بَعدَ عينيكَ..هكذا الناسُ ساءُوا؟!

2
أم هيَ الحكمة ُ العظيمَة ُ شاءَتْ
لبلادي أنْ يحتويها البلاءُ
ليرى أهلها إ لى أ يِّ ذ لٍّ
بعدَ ذاكَ الزَّهو ِالعظيم ِ أفاءُوا؟!
ليرَوا كيفَ لحمهم يتعاوَى
حوله ُ الأقرِباءُ والغرَباءُ
فإذا الأبعدون محْضَ أكفٍّ
والسكاكينُ كلها أقرِباءُ!
*

أيها الهائِلُ الذي كانَ سدَّ ا ً
في وجوه ِالغزاة ِمِن حيثُ جاءُوا
كانَ محضُ اسمِهِ إذ ا ذ َكرُوهُ
تتعرَّى مِن زَيْفها الأشياءُ!
وَيكادُ المُريبُ، لولا التوَقي
وَيكادُ المنيبُ، لولا الرَّجاءُ
كنتَ رَمز ا ً لفارِس ٍ عرَبيٍّ
حلمتْ عمرَها به ِ الأبناءُ
كلُّ بيتٍ مِن العروبةِ فيهِ
منكَ سترٌ، وَشمعة ٌ، وَغطاءُ
فتلاقتْ عليهِ أبوابُ أهلي
لا وِقاءا ً.. فأينَ منها الوِقاءُ؟
أغلقوها عليكَ دَهرا ً وَ لما
فتحوها اقشعرَّ حتى الهواءُ
سالَ غابٌ مِن الدَّبى والثعابين ِ
لبغداد ضاقَ عنه ُ الفضاءُ
لم تدَعْ شاخِصا ًعلى الأرض ِ إلا
لدَغته ُ، حتى الصوى الصَّمَّاءُ
ثمَّ هيضَتْ بنا مَلاسِعُها السودُ
بما هاجَ حقدَها الأ ُجراءُ

3
كلُّ د ار ٍ في عقرِها الآنَ أفعى
كلُّ طفل ٍ في مهدِهِ عقرَباءُ
وانزَوى أهلنا كأنْ لم يرَوها
أهلنا طولَ عمرهم أبرياءُ!
هكذاهكذا المُروءاتُ تقضي
هكذا هكذا يكونُ الوَفاءُ
أنْ تعضَّ اليدَ التي دَفعَتْ عنكَ
ففي قطعها يَزولُ الحياءُ
وَغدا ًحين تلتقي أعينُ الناس ِ
فكفٌّ كأ ُختِها بتراءُ!
لا..وحاشا العراق..لستَ عراقا ً
لو تمادى عليكَ هذا الوَباءُ
لستَ أرضَ الثوّار لو ظلَّ فينا
فضْلُ عِرق ٍ لم تجر ِمنهُ الدِماءُ
أنه ُ مَرَّ بالترابِ ولم يسمَعْ
وَقد ضجَّ في الترابِ النداءُ!
فسلامٌ عليكِ أرضَ الشهاداتِ
تتالى في أرضكِ الشهداءُ
وَسلامٌ عليكَ يا آخرَ الرّاياتِ
ما نالَ مِن سناكَ العفاءُ؟
لا، وحاشاكَ..أنتَ سيفٌ سيبقى
وَلهُ، وَهوَ في الخلودِ، مضاءُ
هيبة ٌوَهوَ مُغمدٌ، فإذ ا ما
سلَّ يَجري مِن شفرَتيهِ الضياءُ!
هكذ ا أنتَ غائبا ً.. فإذ ا ما
قِيلَ ميْتا ً، فلتخْجل ِالأحياءُ!
رُبَّ موتٍ عدْ لَ الحياةِ جميعا ً
هكذا جدُّ كَ الحسينُ يراءُ!

4
لا ترَعْ سيدي، وَحاشاكَ، أنتَ ال
جبلُ ال لا تهزُّه ُ الأنواءُ
نحنُ نبقى بنيكَ.. مازالَ فينا
منكَ ذاكَ الشموخُ والكبرياءُ
لم يزَلْ في عراقنا منكَ زَهوٌ
تتقيهِ الزَّعازِعُ النكباءُ
فيهِ قومٌ لو أطبقَ الكونُ ليلا ً
أوقدُوا كوكبَ الدِِّماءِ وَضاءُوا!
أنتَ أدرى بهم فهم مِنكَ عزمٌ
وإباءٌ، وَنخوَة ٌ شماءُ
وَدِماهُم..لو أ ُطفئَتْ غرَّة ُ الشمس ِ
قناديلُ ما لهنَّ انطِفاءُ
جرَيانَ النهرَين ِ تجري لتسقي
فلتسلْ زَهوَ أرضِها كربلاءُ!
*
لا ترَعْ سيدي، وَنمْ هاديءَ البال ِ
قريرَ العيون ِ.. فالأنباءُ
سوفَ تأتيكَ ذاتَ يوم ٍ بأنَّ ال
أرضَ دارَتْ، وَضَجَّ فيها الضِّياءُ!


شبكة البصرة

الاربعاء 19 محرم 1433 / 14 كانون الاول 2011




الرد على: ملحمة الرمى....!!! - زحل بن شمسين - 01-07-2012


لا تـَطرُق ِالباب

عبد الرزاق عبد الواحد

http://www.jabha-wqs.net/article.php?id=17332




لا تـَطرُق ِالباب..تَدري أنـَّهم رَحَلوا
خُذِ المَفـاتيحَ وافتـَحْ ، أيـُّها الرَّجُلُ !
أدري سَتـَذهَبُ..تَستـَقصي نَوافِذ َهُم
كما دأبْتَ.. وَتـَسعى حَيثـُما دَخَلـُوا
تـُراقِبُ الزّاد .. هل نامُوا وَما أكـَلوا
وَتـُطفيءُ النّور..لو..لو مَرَّة ًفـَعَلوا !
وَفيكَ ألفُ ابتِهـال ٍ لو نـَسُـوه ُ لكي
بِـِهم عيونـُكَ قـَبلَ النـَّوم ِ تـَكتَحِلُ !
* * *
لا تـَطرُق ِالباب..كانوا حينَ تَطرُقـُها
لا يـَنزلونَ إلـيهـا .. كنتَ تـَنفـَعِلُ
وَيـَضحَكون..وقد تقسُـو فـَتـَشتمُهُم
وأنتَ في السِّـرِّ مَشبوبُ الهـَوى جَذِلُ
حتى إذا فـَتَحوها ، والتـَقـَيْتَ بِهـِم
كادَتْ دموعـُكَ فـَرْط َالحُبِّ تـَنهَمِلُ !
* * *
لا تـَطرُقِ ِالباب..مِن يَومَين تَطرُقـُها
لكنـَّهم يا غـَزيرَ الشـَّيبِ ما نـَزَلوا !
سَتـُبصِرُ الغـُرَفَ البَـكمـاءَ مُطفـَأة ً
أضواؤهـا .. وبَـقاياهـُم بها هـَمَـلُ
قـُمصانـُهُم..كتبٌ في الرَّفِّ..أشْرِطـَة ٌ
على الأسـِرَّة ِ عـافـُوها وَما سَـألوا
كانَتْ أعـَزَّ عليهـِم من نـَواظـِرهـِم
وَهـا علـَيها سروبُ النـَّمْل ِ تـَنتَـقِلُ !
وَسَوفَ تَلقى لـُقىً..كَم شاكـَسوكَ لِكَي
تـَبقى لهم .. ثمَّ عافـُوهـُنَّ وارتـَحَلوا !
خـُذ ْها..لمـاذا إذ َنْ تـَبكي وَتـَلثمـُها؟
كانـَت أعَـزَّ مُنـاهـُم هـذه ِالقـُبَـلُ !
* * *
يا أدمـُعَ العَين .. مَن منكـُم يُشـاطِرُني
هـذا المَسـاء ، وَبـَدْرُ الحُزن ِيَكتـَمِلُ ؟!
هـا بَيتيَ الواسـِعُ الفـَضفاضُ يَنظرُ لي
وَكلُّ بـابٍ بـِه ِ مِزلاجـُهـا عـَجـِلُ
كـأنَّ صـَوتاً يـُناديـني ، وأسـمَعـُه ُ
يا حارِسَ الدّا ر..أهلُ الدارِ لن يـَصِلوا




الرد على: ملحمة الرمى....!!! - زحل بن شمسين - 01-21-2012

لا كلكامش الأول مات، ولا مات الأخير..!


بقلم: علي الصراف





عام آخر، حج آخر. وشهيد على الباب.

يا ويلنا من هذا التاريخ. ويا ويلهم من حقائقه.
لقد وقف وراءها بطل من أعظم أبطال العصر الحديث؛ رجل لم يخلق عالم
السياسة العربية أكثر منه شجاعة وعزما واستعدادا للتضحية، حتى بلغ
ضفافها بنفسه. وحتى قدم البرهان لكل من قد ينقصه البرهان.


صدام حسين.
يا له من إسم. ويا له من تاريخ.
وهو ما يزال يرعب حتى الذين قتلوه بأيديهم المرتجفة. وهم ما يزالون
يبحثون في قتله عن الأعذار.
يعرفون انهم اقترفوا جريمة. ولكن ليست الجريمة هي المشكلة التي
تؤرقهم. فهم يرتكبون جرائم كل يوم. وهم يعرفون انها كانت واحدة من
أعظم جرائم التاريخ. ولكنهم من الإنحطاط الأخلاقي، حتى انهم لا
يستطيعون التمييز بين جريمة وأخرى. ولكنهم يرون انها تلاحقهم.
ويلمسون، لمس اليد، انهم حاولوا قتل رجل، فوجدوا انه لا يموت.


لم يتركوا شيئا لم يقولوه في صدام حسين. لم يتركوا اتهاما لم يلصقوه به.
ومعهم حق. فقد كانوا يتلمسون الأعذار لجريمة ليس ضد زعيم وطني،
وليس ضد رئيس دولة، بل ضد التاريخ نفسه.


وهذا ما سيظل يلاحقهم الى أبد الآبدين.
فهذا رجل- تاريخ لا يمحى.
لو كان يمكن لكلكامش أن يُمحى، لكنّا "سامحناهم" في صدام حسين.
ولكننا، لسوء حظهم، لم نمح لا كلكامش ولا حمورابي ولا نبوخذنصر ولا
أي واحد ممن صنعوا مجدا في تاريخ السبعة آلاف عام.


ولد صدام حسين لشعب يصنع أبطالا. وكل واحد منهم أسطورة.
وتعال لنراهن. فوراء كل طفل وشاب وشابة من شباب هذا العراق، رجاله
وماجداته، أسطورة. كل واحد منهم فيه من كلكامش ما فيه من صدام
حسين.
هذا هو المزيج العراقي الحقيقي. انه مزيج أبطال تستطيع أن تقتفي أثره
في حشد من أساطير الصبر والكفاح والبسالة التي يسطّرها المقاومون
ضد الإحتلال.
وهذا هو المزيج: خلطة تاريخ لا أعظم منها ولا أخلد. وخلطة أبطال.
وعمر كل واحد منهم يبدأ من سبعة آلاف عام.
وهذا هو المتفجرة التي ما تزال تتطيح بدبابات الإحتلال ومليشياته وعصاباته.
المقاومون يطلعون من وراء كل حجر. من فوق الأرض ومن تحتها. ليس
لانهم يدافعون عن وطن فحسب، كغيره من الأوطان، بل لأن تاريخا
يدفعهم الى القتال.


هذا هو العراق.
جاءوا اليه بدبابات وقصفوه بطائرات ودمروا ونهبوا كل ما استطاعوا
نهبه وتدميره، إلا انهم لم يقدروا على قصف التاريخ، ولا تمكنوا من نهب
معناه. ولو قتلوا عشرة ملايين فوق المليون ونصف المليون الذين أبيدوا
حتى اليوم، فان العراق سيعود ليولد من تاريخه. وسيعود كلكامش
وحمورابي ونبوخذنصر...


وصدام حسين ليطلع لهم من وراء كل حجر،
من فوق الأرض ومن تحتها، تارة ليصنع أبجديةً، ويرسي أول دولة
للقانون، ويبتكر علوما ويفيض أدبا، وليكون أول أرض يقيم الله عليها
دليلا لوجوده، وتارة ليمحو الأمية ويؤمم النفط ويجعل التعليم مجانيا
وليوزع الأراضي على الفلاحين، وليصدر قانون مساواة للأحوال المدنية،
وليحول العراق الى قاعدة صناعية تكبر بالعلم وبالعلماء، وليجعل من
حروبه سباقا للتضحيات من اجل شرف العراق وعزته وكرامته.
قتلوه، ولكنهم لم يقتلوا كلكامش فيه. فعاش. ضحك عليهم (بالدليل امام
المشنقة)، نزل حبلها. خدعهم بموته. فعاش.


هذه هي مصيبتهم بالأحرى. قتلوا رجلا اكتشفوا انه لا يموت. ثم اكتشفوا
انهم وإن كانوا يستعينون بحثالات من اللصوص والقتلة، من الذين يمكن
العثور على أمثالهم في كل مكان، إلا انهم ضربوا حائطا، صلصاله تاريخ
ورجال.


صدام حسين. هو انت... إذا كنت على بسالة وشرف.
صدام حسين، هو أنت... إذا كنت على وطنية تسترخص من اجلها روحك.
صدام حسين، هو أنت... إذا كنت صاحب مروءة وعدل وإحسان.
وهو أنت... إذا كنت شديدا على العملاء والأنذال.
مر عام آخر. ويا ويلنا مما يتراكم من الأعوام. ويا ويلهم منا.


سنأتيهم من كل فج ٍ . وسنخرج لهم من وراء كل حجر. فلدينا من هذا
المجيد 25 مليون مجيد وأبن حرة وماجدة.
هؤلاء هم رجال هذا التاريخ ونساؤه. آباء وأمهات، حولوا الطين نفسه الى
أسطورة. فصار كتبا وملاحمَ وسجلاتِ معرفة ونسيجَ علاقةٍ مع الله.


إن كنت عدوا، فقل ما تقول. اكشف عن نفسك. إجعل إناءك ينضح ما فيه.
ولدينا عراقان. فقد تُدمر واحدا، ولكنك لن تنجو من عراق العراق. لا من
عروق نخيله ولا من أعذاقها. لا من كلكامشها، ولا من صدامها، ولا من
أي طفل حرمه الغزاة من ذويه او من مدرسة كان يرتادها أو من مأوى أو
طعام.
لن يمكن أن تقرأ صدام حسين المجيد، إلا في مجد التاريخ الذي حاول صنعه.
كان صانع أحداث. وصانع تاريخ.
أصاب وأخطأ، ولكنه صهر عراقا في بوتقة خلق وانتاج. وكان يريد من
ورائها أن يجعل منه قوة عظمى.


لم ينجح كلكامش، ولم ينجح صدام.
هذا هو قدرنا. ولكن إذا كانت تلك السبعة آلاف عام تعني شيئا، فانها
تاريخ محاولات. انتج العراقيون خلالها عدة امبراطوريات عظمى. صنعوا
ما لم تصنعه أمة في مطالع التاريخ. ولئن تكالبت عليهم قوى الشر، فقد
ظلوا يكررون المحاولات، ويعيدون خلق مجد من عرقِ مجدٍ سبقه.


لا ملّوا، ولا تعبوا، ألفاً على ألفٍ، وعلى مدار سبعة آلاف عام.
وهو تاريخ. قدرنا فيه ان نبني، ونعود لنبني.
هؤلاء هم العراقيون. وهذا هو قدرهم.
ينجحون ويفشلون، وينجحون ويفشلون. وفي الطريق الى الخلود
يصنعون من قيم الخلق والإبداع ما لا سبيل الى مجاراته. وينفخ الله في
صورتهم ليعودوا أقوى مما كانوا.
"حضارة طين"، يقول بعض المؤرخين، "لا حضارة حجر". ولكن فقط
عندما تنظر الى "الخلق" من زاوية "إعادة الخلق" ستعرف أين يكمن
السر والسحر في "حضارة الطين" تلك.
انها محاولات. اما الحجر فثابت، انه محاولة واحدة فقط.
وهو قدر قاس. نعم. ولكن هؤلاء نحن. نبني، ونعيد البناء.
هذا هو العراق. كلكامشنا الأول لم يمت، ولا مات الأخير. وسيظل يولد من
ذلك الطين ما يصنع فوق المجد مجدا أعظم منه.


وهذا ما كان يريده صدام حسين المجيد.
لم تكن المنعطفات والمحن التي يسردها هذا التاريخ شيئا من عابر
الأشياء. كلُّ مفصلٍ من مفاصلها كانت جزءا من ذلك القدر العاصف الذي
صنع ماضي وحاضر العراق.
مليء بالانجازات، ومليء بالمعجزات، ومليء بالمآسي أيضا.
ما من معترك محاولات إلا وكان قاسيا. ولكنه كان مبعث مجد ورفعة رأس.
ماجدات العراق يرعين اليوم أبطالا، وسينجبن أبطالا. وسيكون لنا منهن
كلكامش آخر، يرضعنه حليب الصبر والبسالة، والشدة على العملاء
والأنذال.
وقدرنا المكتوب هو اننا لن نكف عن المحاولات، حتى نمسك بعشبة
الخلود.
من حق كل البشر ان ينعموا بالسؤدد والرخاء. ولكن تلك العشبة من حق
العراقيين. فهناك، على أرض العراق، قدم الله أول دليل على وجوده.
الله لم يتحدث الى شعب قبلنا. قال لنوح: إبن السفينة. فبناها لننجو.
ونجونا لعدة آلاف من الأعوام.
حاول ونحاول.
وعلى طول العراق وعرضه دلائل كثيرة مما حاول المجيد.
لو كان الله يموت، لما بقي العراق. فهذه ارضه الأولى. وكان البعض يظن
ان العراق قد مات. إلا انه لم يفعل. فالعراق من تاريخه يولد، ويعود ليولد
من جديد.
هو قدرنا، ويا ويلنا منه. ونحن قدرهم، ويا ويلهم منا.






الرد على: ملحمة الرمى....!!! - زحل بن شمسين - 11-16-2012

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تحية لعلي الصراف المناضل والانسان

مرة اخرى يطل علينا علي الصراف كلمات ترسخ قاعدة صمود امة ما تعبت ابدا ومع ذلك فابناءها بحاجة دائمة ل (أقرأ)، وتعطي لشعب حقا اغتصبوه منه بالاكاذيب والاحقاد الصغيرة، فكما ان عليا مناضل صلب فانه نحات فن الكلمات الجميلة كجمال ابتسامة طفل يحبو وهو لا يعلم ان ابليس ينتظره. تحية لعلي الصراف بطلا عراقيا انتصر على هوى النفس وتطوع في جيش لا يعرف افراده الا كلمة واحدة شرف المبادئ.
صلاح المختار


هذا ما حدث
أصدر الأستاذ خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كتابا بعنوان "هذا ما حدث" عن المحاكمة الشهيرة التي نصبها الاحتلال الاميركي للعراق، وأدارت فصولها المخزية المليشيات الموالية لإيران التي تولت السلطة برعاية العم سام.
الكتاب طبع ووزع في عدد من البلدان العربية، ونفذت عدة آلاف من نسخه الأولى لدى بدء توزيعها، لا سيما في بيروت ودمشق وعمّان والخرطوم وغيرها من العواصم التي اتيح دخول الكتاب اليها. ويبحث عشرات الآلاف من القراء من كل مكان، عن سبيل للحصول على نسخ لكتاب يكشف أوراقا خفية للعديد من القضايا المتعلقة بتلك المحكمة وظروفها وكيف واجهها الشهيد الكبير. وهنا نص مقدمة الكتاب:



صدام... السطر الأول في كتاب الأسطورة

شبكة البصرة

بقلم علي الصراف

ما كان لمحاكمة رجل، تضاربت فيه التصورات والأقاويل، إلا ان تكون شاهدا تاريخيا آخر على تلك القسمة الأبدية بين الحق والباطل.
كان هناك الكثير من وقائع حياة هذا الرجل التي يمكنها ان تدل على معدنه و"طينته" وتكشف عن جذره وجذوته. إلا ان صدام حسين لم يكن واضحا وجليا، في تلك الطينة والجذوة، بقدر ما كان واضحا في سجنه وجليا في محاكمته.
هناك، فقط، ظهرت رجولة الرجل عارية كما جبلها الله في روحه.
هناك، فقط، ترك الرئيس هيبة منصبه ليكسب هيبة البطل الأسطوري الذي ما بعده بطل.
وهناك ظهر "الدكتاتور" على حقيقته!
ولقد كان دكتاتورا عليهم بشموخه وأنفته وغطرسته على السلاسل والأقفاص والقيود. يدخل مرتفع القامة، ويخرج أعلى قامة مما دخل. رجل يقول للموت: ها أنا ذا، فتعال، لو تجرؤ، أن تأخذني.
ولم يأخذه موت.
كان الأمر مجرد خدعة صورية، لا أكثر.
نعم، وقف أمام حبل المشنقة، ونطق بالشهادتين.
ونعم، رأيناه يتقدم مكشوف الرأس، مفتوح العينين، ليرتدي ربطة عنق، خشنة قليلا.
ونعم، رأينا الجسد ينزل، ثم الجثمان ممدا. ولكن إبتسامته الأخيرة قالت كل شيء.
كان صدام يعرف انها ستكون السطر الأخير في كتاب المناضل والرفيق والرئيس والقائد والأب، ولكنها ستكون أيضا، السطر الأول في كتاب الأسطورة.
ومثلما خدعنا بـ"دكتاتوريته"، إذ لم يكن على وجه الحق إلا شديد بأس، فقد خدعنا في "موته".
فهو لم يمت. خطا خطوة.. وابتسم، وانتقل الى رحاب أخرى، مثلما يصعد المرء سُلّما. وكأن المسافة بين الحياة والأبدية هي لا أكثر من تلك العتبة.
نزل الجسد، ولكن الموت لم يأخذه. فابتداءً من تلك اللحظة، ولد صدام الآخر؛ صدام الخالد؛ صدام الذي لا يمكن لموت أن يأخذه منا أبدا.
بكينا قليلا، وغمرنا الحزن قليلا، ولكننا إبتسمنا معاً... لحظة اكتشفنا خدعة البطل. واحتضنّاه بقلوبنا كما لم تُحتضن روح مناضل من قبل. فأودعنا جزءا منه أمانة بين يدي بارئه، وعدنا، بذلك الجزء الأعز، لنواصل المقاومة.
واكتشفنا انه، كان يبتسم من ناحية أخرى أيضا، إبتسامة تلك السلطة الممتلئة. فهو بكل ما كان يبدو من جبروته البابلي، فقد كان إنسانا حليما ذا بساطة وطيبة يمكن لدموعه ان تسيل على خديه لأي مصاب أو فقدان جلل. وكان يحزن ويضحك ويغضب كما يفعل كل البشر، وكان هش القلب أيضا. إنما بهيبة الرجل وبطول قامة البطل، اللتين لم يُضحّ بهما أبدا.
كان يريد من "شدة بأسه" ان تؤدي غرضا وأن توصل الى هدف. فانقسم الخلق فيه، بين من يرى "الدكتاتورية" المزعومة بتفاصيل يكاد يكون لا معنى لها، وبين من يرى الغرض والهدف بتفاصيل مذهلة في كل جامعة ومؤسسة ومعمل.
وظل القمر واحدا. فمن أي نصف نظرت اليه، فانه النصف الآخر أيضا.
هكذا، ربما ليجعلك حائرا. وهكذا ليظل شاغلا. وهكذا ليدفع بالعراق قدما، فقدما، فقدما، حتى أغاظ ضده كل الذين في قلوبهم سويداء حقد وأطماع وكراهية عنصرية و.. سَفَلْ. فالتأموا عليه، وتحالفوا على قتله وعلى تدمير العراق في آن معا.
بتلك السويداء فقط، حكموا ليدمروا ويقتلوا ويعذبوا ويغتصبوا. وبتلك السويداء حوّلوا العراق الى مسلخ وبُركة دم. ولم يكن لديهم أي شيء آخر. وكأنهم جاءوا من كوكب مظلم طرّا.
وكان لابد ان يُقتل صدام حسين، لانهم كانوا يريدون ان يقتلوا به طموح العراق الى القوة والرخاء والمجد.
وكنا نرى ذلك السومري يبني ويقاتل ليلاحق عشبة الخلود، ولكن، مثلما خسرها كلكامش الأول لتقع بين انياب ثعبان تمكن من التهامها قبل ان يصل المحارب اليها بوقت قصير، فقد خسرها كلكامش الثاني لتقع بين أنياب ثعبان أيضا.
ولم يكن البطل ساطعا كما كان ساطعا في سجنه وفي محاكمته.
في البدء أرادوا ان يهينوه، فأهانهم.
وأرادوا ان يحاكموا "دكتاتوريته" فحاكم إنحطاطهم ورخصهم وعمالتهم.
وأرادوا ان يروه ضعيفا، فكشف لهم عن بسالة محارب لا يرف له، في الحق، جفن.
وكان، بفصاحته ووطنيته وثاقب نظرته، هو محامينا الأول، وكل فريق دفاعه كان "فريقا مساعدا".
صدام في سجنه كان عاريا أيضا. الإنسان تكشفه وتعرّيه المحن. وقد كشفه السجن وعرّاه كما لم يفعل مع أي زعيم آخر من قبل. فكان أجمل بشخصيته، وأكثر إقداما بشجاعته، وأنبل بكرمه امام محامين كانوا يستمدون من "موكلهم" الثبات والقوة، لا العكس. يواسيهم لا أن يواسوه، ويشدّ من أزرهم لا أن يشدّوا من أزره، ويبقيهم على جادة الحق، لا أن يبحثوا عنها معه.
وقلائل هم الأحرار الذين منحهم القدر شرف الوقوف تجاه الغزاة تلك الوقفة الجليلة. وقلائل هم الذين يجعل التاريخ منهم علما ومنعطفا.
وجريا على بطولته، فقد صار محاموه أبطالا، يواجهون الموت مثله، ببسالة محارب، لا بمهنيّة محام، إذ كيف كان يمكن لهذه المهنيّة ان تواجه مليشيات ترتدي بزة القضاء في الداخل، وغوغاء ترتدي بزة المليشيات في الخارج؟
في الداخل، القاضي ليس قاضيا محايدا بل طرفا يجادل ويصيح ويتوتر ويغضب ويطرد كما يفعل الغوغاء، فيما لا يتورع "مغاوير الداخلية" وحراس الاحتلال عن ضرب المتهمين وتعذيبهم امام المحكمة وفي الممرات وفي السجن.
وفي الخارج، تكمل المليشيات المهمة بترويع المحامين وملاحقتهم وتهديدهم، حتى قتلت خمسة منهم، بعد التنكيل والتعذيب، بل علقت جثة احدهم على عمود الكهرباء لتكون شاهدا، ليس على الوحشية وحدها، بل دليلا، لا تخطؤه البصيرة، على الإفلاس الأخلاقي التام للإحتلال وحكومته ومليشياته و..."قضائه".
في ظروف كهذه، لم يكن محامو "فريق الدفاع" محامين إلا خدعة أيضا. فقد كانوا رجالا (وإمرأة) لا تُغني مهنيتهم عن استعداد كل منهم ليكون شهيدا يذهب الى موته بقدميه. فهم كانوا هناك يخوضون معركة ليس في إطار القانون، سعيا وراء إحقاق الحق وإظهار العدل، بل في إطار اللاقانون، بين أدغال قانون الغابة، بأكثر معانيه بدائية وتخلفا وتخليا عن القيم الإنسانية، سعيا للبحث عن سبل للنجاة من حفرة ثعابين وعقارب، يشرف على حوافها ذئاب وضباع ينتظر كل منهم الفوز بحصته من الدم.
لقد أُريد لتلك المحكمة ان تكون "محكمة القرن"،... فكانت. إنما كمهزلة مدوية ستظل تتردد أصداؤها على امتداد القرن كله كنموذج لأسوأ ما عرفته البشرية من إهانة لقيم الحق والعدالة والقانون. وستظل عارا يلاحق، بالخزي والسخرية، كل الذين تورطوا بتدبيرها.
كان الموت حاضرا في كل لحظة، وفي كل زاوية ومنعطف من زوايا تلك "القضية".
ولم يكن هناك سوى هدف بيّن واحد لكل تلك المهزلة، هو قتل "المتهمين" تحت ستار "قانون" تم تفصيله خصيصا ليكون دغلا من أدغال غابة سكاكين تتهاوى وتترنح لتنهش أجساد ضحاياها غدراً وغيلةً وعبثاً.
وكم كان مما "يمرد" القلب، في بيئة كهذه، ان يبحث المحامون عن إستراتيجيات وخطط للدفاع. فالسكاكين كانت هي سيد المسألة، ليست ضد رئيس فقد سلطته بقوة وحشية، وتحت غطاء ظالم، وبناء على أكاذيب وذرائع باطلة، وليست ضد محامين وجدوا أنفسهم ضحايا للتهديد والقتل والتعليق على أعمدة الكهرباء، بل ضد شعب برمته صار يُنحر أبرياؤه، نساء وأطفالا وشيوخا، نحر الخراف على مرأى العالم كله.
ولكننا بتلك السكاكين وبغوغائها، نعرف اليوم، كم اننا كنا على حق، وكم ان شهيدنا لم يكن "دكتاتورا" كافيا، إذا جازت عليه هذه الصفة أصلا، وكم ان الوجه الآخر، المضيء، من قمر البناء والإزدهار والقوة كان هو الوجه الصحيح للعراق في ظله.
وسيكون اولئك الغوغاء هم انفسهم شهودنا في محكمة المستقبل. فجرائمهم تكفي بنفسها لكي تقف امام التاريخ لتقول من أي كوكب سفلي جاءوا، والى أي تاريخ أسود ينتسبون، ومن أي عالم، سابق على القانون، استمدوا قانونهم ودولتهم.
فبرغم انهم قتلوا أسيراً وشبعوا في جثمانه حقدا، إلا انهم ظلوا يقتلون ويدمرون وينهبون ويغتصبون حتى لكأنهم كانوا يرون في كل عراقي وعراقية ضحية مبررة لحقدهم. والحقيقة، هي ان لاأخلاقيات العالم السفلي، القادمة من كوكب الظلام الكلي للنفس البدائية؛ نفس ما قبل نشوء القيم والمعايير الانسانية، كانت هي وحدها الجوهر الذي يتحكم بمهاوي سكاكينهم، ليس على أجساد الأبرياء بل وعلى جسد العراق نفسه أيضا، وعلى مستقبله وعلى حق أبنائه في الأمن والرخاء والحرية أيضا وأيضا.
في هذا "السياق" الدامي، كان على حفنة أبطال، قرروا المغامرة بحياتهم، أن يتقدموا كمحامين أحرار، تعلموا في أفضل الجامعات، واكتسبوا الخبرة في أفضل ساحات العدالة، للدفاع عن شهيد يعرف انه شهيد سلفا، وعن رفاق آخرين له كانوا يستظلون بشجاعته فتنهض شجاعتهم مثلما تنهض النخوة.
ومثل تلك النخوة، كان عمل "هيئة الدفاع" نخوةَ شرف أكثر منها نخوة قانون. فالقانون لم يكن هو المسألة، بالنسبة لتلك المحكمة، أصلا.
وإذ لا يمكن النظر الى تلك المحكمة بمعزل عن بيئة القتل المباح الذي يعم العراق، فانها كانت شاهدا على موت الضمير نفسه، ودليلا على انهيار كل المعايير والقيم الإنسانية أيضا. ومن موت الضمير وانهيار القيم صارت "حقول القتل" العراقية أوسع سفكاً للدماء من كل "حقول القتل" التي عرفتها الوحشيات السادية السابقة في تاريخ البشرية،.. من هتلر الى بول بوت، الى بينوشيت.
ولكن، فحيثما كان يبدو للجميع ان القضية التي يدافع عنها أولئك المحامون "خاسرة سلفا"، إلا انها لم تكن خاسرة أبدا.
هناك، في سجنه، كشفت رجولة الشهيد عن بطل أشد من الفولاذ تماسكا وصلابة. وكان الإنسان فيه روحا للخير والتسامح والوطنية الفذة. فلم يسأل عن انتقام، ولا طالب بثأر، وتنزه عن كل سلطة، وظل "العراق العظيم" هو الخيمة التي تلقي بكلكلها على شغاف قلبه، وتحرك نهضتُه وحريتُه دوافعَ ضميره.
وعندما حانت ساعة الرحيل، خطا خطوته واثقاً ومبتسماً.
فلئن كنا خسرناه زعيما وقائدا، فقد عدنا لنكسبه بطلًا أسطورياً ورمزاً.
ومثله فعل رفاقه الآخرون. ومثلهم سيفعل كل رفاق المسيرة الى الحرية. فـ"العراق العظيم"، عراق الخير والتسامح والحرية والرخاء هو عراقهم. انه الشجرة الخالدة التي، إذا خسرت كلكامشا، فكلكامشا آخر تلد.

شبكة البصرة

الخميس 19 شوال 1430 / 8 تشرين الاول 2009