حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الاتفاق اللبناني في الدوحة... ومنظومة الأمن الإقليميّة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الاتفاق اللبناني في الدوحة... ومنظومة الأمن الإقليميّة (/showthread.php?tid=4644) |
الاتفاق اللبناني في الدوحة... ومنظومة الأمن الإقليميّة - ابن سوريا - 06-09-2008 افتتاحية اللوموند ديبلوماتيك الفرنسية الشهرية لهذا العدد, http://www.mondiploar.com/article2060.html الاتفاق اللبناني في الدوحة... ومنظومة الأمن الإقليميّة. سمير العيطة* كيف اتفقوا؟ أفعلاً صدّقوا يافطات اللبنانيين التي زُرِعَت مودّعةً على طريق المطار: "إذا ما اتفقتوا لا ترجعوا!". وفعلاً، اتفقوا وعادوا، مع سؤالٍ ملحّ يطرحه كلّ اللبنانيين الذي خرجوا يتنفّسوا الصعداء بعد أزمةٍ طالت رحاها: ما قيمة اتفاق الدوحة؟ وكم من الوقت سيثبت؟ هناك الكثير من التشكيك، بل من التوقّع أن يكون الاتفاق هو فقط هدنةً قبل انفجارٍ كبير، في أزمةٍ زادت حدّة تشنّجاتها الطائفيّة مع التطوّر السريع للأحداث الذي أوصل إليه. هذا مُمكِن إذا اعتمدنا القراءة الطائفيّة اللبنانيّة للأمور على أنّها الأساس، ومُستَبعَداً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار "سقوط" ساسة الطوائف اللبنانيّة شعبيّاً [1] والقناعة التي ترسّخت هناك بـ"عمالتهم" للخارج [2] من ناحية، والمغزى الحقيقي لاتفاق الدوحة لجهة النزاعات الإقليميّة والدوليّة، من ناحية أخرى. ففعلاً، ما يشدّ الانتباه ليس هو لماذا انفجرت الأوضاع هناك، بل كيف ولماذا تمّ الحلّ بهذه السرعة ودون أن تعرقله إحدى الأطراف الإقليميّة والدوليّة، خاصّةً تلك التي يُعتبر الاتفاق بحدّ ذاته "هزيمةً لها"؟ ولماذا تمّ الحلّ برعاية دولة قطر بالذات؟ المفتاح الأوّل لمحاولة الإجابة هو ربط التأزّم اللبناني الحالي مع أسباب نشأته. إنّه الغزو الأمريكي للعراق، الذي أطاح بالتفاهم السعودي الأمريكي السوري الذي كان قائماً على إدارة أمور لبنان لإخراجه من الحرب الأهليّة، والذي فتح "صندوق باندورا" أمام مستقبل لا العراق وحده، بل أيضاً لبنان وسورية ومعهما إيران ودولٌ عربيّة أخرى. فلا بدّ هنا من ملاحظة أنّ اتفاق الدوحة، ولو كان هدنةً حتّى انتخابات تشريعيّة لبنانيّة قادمة، سيوقف مشروع الإدارة الأمريكيّة لكسب إنجازٍ في لبنان، مقابل الفشل العراقي، بانتظار الإدارة الأمريكيّة المقبلة والطريقة التي ستحاول معها الخروج من "الورطة" العراقيّة بالتعاون حتميّاً مع القوى الإقليميّة النافذة. هكذا يمكن للبنان أن يسترِح حتّى اتضاح الصورة الإقليميّة المستقبليّة والسياسات الأمريكيّة الجديدة في العراق. أمّا المفتاح الثاني فيتعلّق بتعريف طرفين إقليميين متنازعين رئيسين، السعوديّة وإيران، لمصالحهم "الأمنيّة" الأساسيّة. فما تخشاه السعوديّة قبل كلّ شيء، ودولٌ خليجيّة عربيّة أخرى، هو "دولة شيعيّة عربيّة" في جنوب العراق وتداعيات ذلك على أوضاعها الداخليّة. في حين ما تخشاه إيران، وتشاركها في ذلك تركيا وسورية، هو "الدولة الكرديّة" في شمال العراق، وتداعيات ذلك على وحدة أراضي هذه البلدان. ويطيح هذا الاختلاف في المصالح الأمنيّة الأساسيّة بمفهوم "الأمن القومي العربي"، ويفتح المجال لتحالفات جد مختلفة لدرء المخاطر. فالسعوديّة قد أقرّت ضمن مجلس التعاون الخليجي مبدأ تشييد درعٍ صاروخيّ - الذي سيديره الجيش الأمريكي على الأغلب مباشرةً على غرار الدرع الصاروخي الموجّه نحو روسيا - في مواجهة الخطر الإيراني. أمّا إيران، فقد عزّزت تحالفها مع سورية بآخرٍ مع... تركيا، وهي المعنيّة الأولى بالمخاطر التي تطرحها "دولة كردستان العراق" على وحدة أراضيها، خاصّةً مع التعاطف الأوروبي، والفرنسي بشكلٍ خاصّ، مع الحلم القومي الكردي. ويمكن الملاحظة أنّه في الحالتين، لا يتعلّق الأمر بصراعٍ أساسه مذهبيّ سنيّ-شيعيّ، وإن أخذ هذا المنحى خطابياً وتهييجاً للشعوب، بل بمنطق الدول ووحدة كياناتها. وأمام هاتين النظرتين المتناقضتين حالياً "للأمن"، لا يوجد من حلّ على المدى المتوسّط إلاّ مع إعادة القوّة للدولة المركزيّة في العراق، مع أخذ كلّ أطياف الشعب العراقي، بمن فيهم الأكراد، دورهم الكامل فيها. وهنا يأتي دور دولة قطر، مع العلاقات الجيّدة التي تحتفظ بها مع السعوديّة (والولايات المتّحدة) وإيران، على السواء، في ضرورة تهدئة النزاع في لبنان والعمل على إعادة بناء لحمته، كمقدّمة لتوافقٍ أصعب لمساعدة العراق على إعادة بناء لحمة دولته الموحّدة. المفتاح الثالث هو وضع إسرائيل الآني والاستراتيجي. إذ أنّ تجربة حرب 2006 ضدّ حزب الله ولبنان، قد وضع قطّاع غزّة في أولويّة "الأمن القومي" الإسرائيلي. وبقيت الدولة العبريّة بانتظار أن تتعلّم حماس من التجربة اللبنانيّة، وتخلق عناصر رادعة للمغامرات العسكريّة مع بضعة مئات من الصواريخ تستطيع الوصول إلى العمق. المسألة فقط مسألة وقت. وليس لإسرائيل الكثير من الخيارات كي تقلب الطاولة. بل ليس أكيداً لها أنّها تستطيع الاعتماد على مصر لدرء هذا الخطر "الوجودي" عليها، ولا حتّى على اتفاقٍ مع سلطة محمود عبّاس للتهدئة وكسب مرحلة. ومن هنا ينشأ الاعتقاد من أنّ التوجّه الإسرائيلي نحو عمليّة سلامٍ مع سورية، بل إلى ربط المسارين السوري والفلسطيني، هو أمرٌ حيويّ لها، ولكن عبر شريكٍ يمكن أن تثق به أكثر من الفكر "المغامر" للإدارة الأمريكيّة الحاليّة: أي بالذات... تركيا. ومن هنا يمكن قراءة لماذا لم تحرّك إسرائيل ساكناً خلال انفجار الأزمة في لبنان، بل ربّما هي هدّأت من نزعة الإدارة الأمريكيّة لاستعمال القوّة فيها، أو على الأقلّ شجّعتها لدفع الأطراف التي تدعمها الإدارة الأمريكيّة بالقبول بالحلّ. المفتاح الرابع هو الجماعات الأصوليّة القتالية المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تستخدمها جميع الأطراف ضمن لعبة المصالح الأمنيّة. فاستخدام هذه الجماعات شيء، والانتهاء بالظهور أنّها الحليف الرئيسي شيءٌ آخر، خاصّةً وأنّه لا يمكن لأيّ جهة ضبطها بشكلٍ فعليّ، ولا يمكن لأيٍّ كان ضبط الأمور عندما تنفلت من عقالها. هكذا اضطرّ كلّ اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى حسم قرارهم في أنّ الحلّ ضروريّ منذ اليوم الأوّل للأحداث في لبنان، إذ بعض بضعة ساعات، لم يبقَ للولايات المتحدة سوى الظهور في حلفٍ مع هذه الجماعات الأصوليّة القتالية، ما لا يمكن احتماله. خاصّةً وأنّ الطرف الآخر قد أبرز "عقلانيّته" في عدم أخذ مكاسب غير مقبولة من انتصاره. تدفع هذه المفاتيح إلى الاعتقاد بأن اتفاق الدوحة سيصمد في لبنان، ليتيح فرصة لأهلها في إعادة ترميم الدولة ما أمكن. وسيتيح هذا الصمود للاعبين الإقليميين التقدّم في مراجعة مصالحهم الأمنيّة الأساسيّة: إذ لا أمن للخليج دون توافق سعوديّ إيراني، ولا أمن لإسرائيل إلاّ بسلامٍ عادلٍ مع سورية والفلسطينيين معاً، ولا أمن عربيّ قوميّ مشترك اليوم دون إعادة تشييد وتقوية الدولة المركزيّة في العراق... وهذا لن يتمّ دون إيران وتركيا. * اقتصادي، رئيس تحرير النشرة العربية من لوموند ديبلوماتيك ورئيس مجلس ادارة موقع مفهوم A Concept mafhoum, www.mafhoum.com [1] الذي تجسّده الأغنيّة الشعبيّة هناك: "الزعما فلّوا من لبنان... كبرت فينا فرحتنا ... صار فينا نعيش بأمان..." [2] راجع مقال جهاد الزين، النهار، 30/5/2008. |