نادي الفكر العربي
المنظومة الأمنية في سورية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: المنظومة الأمنية في سورية (/showthread.php?tid=46529)



المنظومة الأمنية في سورية - أبو علي المنصوري - 12-29-2011

قال ملك انكلترا جيمس الأول عم 1603 "أنه لما كان من الكفر والتجديف أن يعترض الناس على قدره الله فإن من الوقاحة والاحتقار الكبير ان يعترض أحد الرعايا على ما يستطيع الملك فعله .أو يقول إن ملكاً لايستطيع أن يفعل هذه أو تلك" ويبدو أن عائلة الأسد قد أعجبها هذا القول فبدأ حافظ الأسد منذ أن استولى على الحكم في سوريا يعمل على تطبيقه فلا يحق لأحد أن يعترض على اقواله او افعاله سواء بالكلام أو بمجرد محاولة القيام بأي عمل لايرضى عنه والويل ثم الويل لكل من يتطاول على السيد المطلق فهو الاله وهوالأول والأخير وهو الواهب والمانح وهو الملك في كل شيءوالقابض لأرواح من يعترض على قدراته وعلى حكمه ....وقد تابع ابنه بشار هذا النهج وزاد عليه من خلال اعتماده الكلي على منظومة الأمن بكل ما تملكه من وسائل وأدوات تغطي جميع الأراضي السورية بل وخارجها
وإذا أردنا ان نتعرف على هذه المنظومة نجد انها تشبه الشبكة العنكبوتية حيث تغطي كافة أشكال الحياة العامة السورية وهي متعددة وبأشكال وألوان مختلفة حيث تضم ادارات وشعب:المحابرات العسكرية والمخابرات العامة والمخابرات الجوية وفروع الأمن السياسي -أمن الدولة الأمن الخارجي -الأمن الداخلي -الأمن الاقتصادي - فلسطين -الامن الجنائي - الفرع 425 لمراقبة الاتصالات -الفرع الخاص بمجلس الوزراء -مكتب امن رئاسة الجمهورية -ومكتب الامن القومي..وغيرها من الفروع الأخرى والتي تعمل على مراقبة المواطنين السوريين في داخل سوريا وخارجها بدون اية ضوابط تحدد مهام عملها أو حدوده فهي تتدخل بكل شاردة كبيرة أو صغيرة وتعمل بشكل منفصل عن بعضها وتتداخل في تنفيذ مهامها سواء كان هذا العمل يهدف الى حماية النظام أو تنفيذ مآرب خاصة لقادتها اوأصحاب النفوذ أو اعمالاً مأجورة لمن يدفع...
فالأمن العسكري أو المخابرات الجوية أو الأمن السياسي تتدخل في أعمال الادارات العامة فتعتقل هذا الموظف أو ذاك التاجر كما تنصب الكمائن للمهربين الصغار الذين يتجرأون أحياناً فينافسون قادة الفروع الأمنية وأصحاب النفوذ في هذه المهنة...
كما أن قادة وضباط الادارات والفروع الأمنية شركاء وحماة ورعاة للتجار الطفيليين والشبيحة وقد شكلوا معهم اتحادا" وثيقاً قائما" على المصلحة المتبادلة .... ولاختيار قادة وضباط هذه الادارات والفروع يتم دراسة المرشحين لها دراسة اجتماعية وشخصية حيث يتم اختيارهم من عائلتي الأسد ومخلوف وشاليش بشكل خاص والعائلات العلويةالأخرى المتحالفة معها اضافة الى من يحقق مواصفات خاصة كأن يكون من عائلات متدنية اجتماعياً ولايوجد له أي رصيد شعبي سواء ضمن عائلته او بلدته أو عشيرته ويعاني من ظروف خاصة عائلية أو اقتصادية تجعل منه مستعدا للانحراف في أخلاقه وسلوكياته واداة طيعة بتنفيذ ما يؤمر به بكل الشراسة والتغطرس.. كما يتم ايضاً القيام ببعض الأمور التأهيلية لهذا الشخص وايضا لأبنائه وزوجته وبعض افراد عائلته لجعله عبداً مطيعاً للنظام وللضغط عليه حين القيام او ابداء اي محالفة اوتمرد على الطاعة والامثلة على ذلك كثيرة نذكر منها هروب زوجة هشام بختيار رئيس مكتب الامن القومي الحالي مع سائقه بحماية ومباركة حافظ الاسد
ويعتمد الجهاز الأمني السوري في تنقيذ مهامه أساليباً ووسائل كثيرة هي بمجملها غير قانونية وغير أخلاقية لمراقبة المواطنين السوريين والتدخل في حياتهم حيث يتم اعداد بيانات شخصية عن كل المواطنين السوريين واعداد ملفات عنهم وهذه الملفات تضم ضمن طياتها بيانات جيدة عن الشخص لاستخدامها عند ترفيعه والعلو به وبيانات أخرى سيئة لدى خروجه عن الطاعة ولايوجد مانع من تلويث سمعته والاساءة اليه عبر كيل مختلف التهم الأخلاقية والسلوكية الصحيح منها وغير الصحيح فلامشكلة لدى هذه الأجهزة في ذلك حيث من المعروف لديها لأنه يتوجب ان يكون لأي شخص سوري بيانات ايجابية واخرى سلبية بحيث يكون جاهزاً للادانه حين الطلب .
وعليه فإن هذا الجهاز يعمل على تحضير ملف الادانه لكل شخص يمكن أن يصل الى موقع عام أو خاص أو يتم تحضيره للوصول الى هذا الموقع وذلك لتقديم هذا الملف والتعريض به في حال فكر او أقدم على الخروج عن هذا النظام أو تجرأ على مواجهته او في حالة أراد النظام ارسال رسائل لعناصره وأزلامه عن المصير الذي سيلاقونه ان خرجوا عن ارادة الملك الاله والمثال على ذلك في حادثة انشقاق نائب رئيس الجمهورية عبد الحليم خدام وحالياً في المعلومات الملفقة التي يقدمها الأمن السوري الى إعلامه وأبواقه عن المعارضين السوريين ...
اما الأساليب في التنكيل والترويع التي تمارسها الأجهزة الأمنية فهي لاتخطر على بال أحد حيث تشمل كل الممارسات والأعمال غير الأخلاقية من تعذيب وتهديد وتهجير وسلب واغتصاب وتشويه بدني ونفسي وقتل وهو ما تعجز عن ذكره مقالة واحدة بل يحتاج الى مقالات كثيرة ...ويرى ويسمع العالم أجمع كل يوم الكثير من القصص والحكايات ولكننا سنتعرف عليها بعد زوال هذا النظام القمعي المستبد
وإن جميع أجهزة النظام الأمني السوري من ادارات وشعب وفروع وبغض النظر عن تبعيتها الادارية الى وزارة الدفاع او وزارة الداخلية فانها تخضع للادارة المباشرة لمجلس العائلة الحاكمة الممثلة بالرئيس بشار الوحش وشقيقه ماهر وأخته بشرى وزوجها أصف شوكت نائب رئيس هيئة الأركان للشؤون الامنية اضافة الى الخال محمد مخلوف عراب النظام السوري وابنه رجل الأعمال رامي مخلوف المسؤول عن أموال العائلة وحافظ الذي يقود حالياً ويوجه عمليات الشبيحة علماً بأنه الرجل القوي والمدير الفعلي لفرع الأمن الداخلي ,أما اشهر قادة الأجهزة الأمنية فهم اضافة الى آصف شوكت وحافظ مخلوف عبد الفتاح قدسيه رئيس شعبة الأمن المسكري وجميل حسن رئيس شعبة المخابرات الجوية وعلي مملوك مدير إدارة أمن الدولة ومحمد ديب زيتون مدير فرع الأمن السياسي وهشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي وأيضاً عاطف نجيب مدير فرع الأمن السياسي السابق بدرعا والمسؤول المباشر عن أحداث القتل في درعا بداية الثورة السورية ورستم غزالي رئيس فرع المخابرات العسكرية بدمشق وريفها ومحمد خلوف رئيس فرع فلسطين ..
لقد وجد الملوك والقادة لخير الناس ولم تخلق الناس لهم أو لعبادتهم وليس لأي ملك أو نظام أن يتخذ من رعاياه عبيد اً حيث خلق الله الناس جميعاً متساويين تساوياً طبيعياً ولابد للأنظمه الأمنية المستبدة التي وجدت للتعدي على الناس وحرياتهم أن يكون مصيرها الى زوال ولابد لقيود الظلم أن تتحطم ولشمس الحرية أن تنير بشعاعها ارض بلادنا الغالية سورية الأبية...