حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
في السلفية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: في السلفية (/showthread.php?tid=46579) |
في السلفية - المنفي - 01-02-2012 ليست هذه محاولة لمحاكمة السلفية و السلفيين و لا محاولة للطعن و التشهير بهم...هو فقط محاولة لفهم بعض جوانب الحالة السلفية المعقدة و المتشابكة كما انها لا تقدم حلول لمعضلة كبيرة هي فقط تلقي الضوء على هذه الظاهرة 1/3 التكوبن الاول للسلفية في مصر في العام 1926 أسس الشيخ محمد حامد الفقي جماعة انصار السنة المحمدية و كان الشيخ الفقي من علماء الازهر و يبدو ان الشيخ اطلع على تراث شيخ الاسلام بن تيمية و محمد بن عبد الوهاب و قد سبقه في جمع هذا التراث و انقاذ الكثير منه من الضياع الشيخ رشيد رضا.....لقد رفض الشيخ الفقي كثير من الممارسات الصوفية المنتشرة و بالذات الاحتفاء بالاضرحة و اولياء الله الصالحين و زيارة مقاماتهم و التبرك بهم و الدعاء عند عتباتهم و الكثير من المظاهر التي رأي الشيخ انها تنافي تمام التوحيد و عليه فقد تأسست الجماعة و التيمة الرئيسية لها هي مكافحة البدع و الخرافات و المعتقدات التي تراها منافية لمفهوم التوحيد الاسلامي و السنن الثابتة و لم يكن لجماعة انصار السنة اجندة سياسية و كانت تكتفي بالدور الدعوي لقد سبقت هذه الجماعة جماعة الاخوان المسلمون التي تأسست بعدها بعامين على يد الشيخ حسن البنا و استطاعت شخصيته الاستثنائية ان تحول الاخوان المسلمين الى ظاهرة اجتاحت مصر و العالم العربي و الاسلامي بل و حتى اوروبا و امريكا لاحقا ....و منذ البداية نشب خلاف عميق بين انصار السنة و الاخوان المسلمون....فطبقا لانصار السنة فالاخوان المسلمون يقفزون على المسألة الاهم و هي تعليم المسلمين صحيح الدين و مقاومة البدع التي ادخلها التصوف على الاسلام في الوقت الذي يرى فيه الشيخ البنا ان وحدة المسلمين و نهضتهم و تحرر بلدانهم هي الهدف الاهم كما يرى عدم الدخول في صراعات مع تيار التصوف القوي فضلا عن تأثر الشيخ البنا نفسه بالتصوف فقد كان الشيخ نفسه من مريدي التصوف في صباه ..رأت انصار السنة ايضا ان الاخوان اقرب للجماعة السياسية منها جماعة دعوية و كان موقف الجماعة و لا يزال من الاخوان المسلمين سلبيا الى حد بعيد خاصة ان صعود نجم الاخوان في الثلاثينات و الاربعينات من القرن الماضي ادى الى تراجع انصار السنة و انزوائهم الى الظل نجت انصار السنة من المذبحة التي تعرض لها الاخوان في الخمسينات و الستينات فقد كانت التقارير الامنية تؤكد ان انصار السنة يخالفون الاخوان كثيرا و ليس لهم طموح سياسي...فوق هذا فالجماعة لم يكن لديها اعتراض جوهري على شخص عبد الناصر وكثير من سياساته برغم انزعاجهم الشديد من درجة القمع التي استخدمها عبد الناصر ضد خصومه من الاخوان و كذا اعتراضهم على تصدر الشيوعيين الذين يرونهم اعداءا للدين للمنابر الاعلامية و اجترائهم كثيرا على الثوابت الاسلامية مع بداية السبعينات ..و مع تصاعد النفوذ الاقتصادي للمملكة ( اقصد السعودية) بدأت جماعة انصار السنة تتلقى بعض الدعم المادي من الهيئة العامة للدعوة و الارشاد بالمملكة و قد اعانها هذا الدعم على منافسة الاخوان الذين عادوا و بقوة الى الساحة....و كان رجال الدين في المملكة يرون في انصار السنة النهج الاقرب لمفاهيمهم في المملكة من حيث التركيز على الدعوة الدينية و مقاومة البدع و التصوف و الابتعاد عن السياسة و نقد الحكام....خاصة مع العلاقة التاريخية التي تربط رجال الدين في المملكة مع الاسرة الحاكمة و التي تحتم عليهم تأييدها.. في هذه الفترة في تاريخ انصار السنة تولى امر الجماعة بعض الشيوخ الذين قادوا ثورة حقيقية ضد الافكار السلفية السائدة و المدعومة بقوة من شيوخ المملكة...هذا امر شديد الغرابة ان ينقلب متلقي التمويل على مبادئ من يموله و لكنه حدث فمثلا رفضت الجماعة معظم كتب الحديث و السنن و اعلنت انها لن تعترف الا بصحيح البخاري و صحيح مسلم و الف رئيس الجماعة وقتها و هو للمفارقة شيخ نجدي اسمه عبد العزيز بن راشد كتابا اسماه تيسير الوحيين اعلن فيه رفضه القاطع لاي شئ عدا البخاري و مسلم....بعدها اصدرت الجماعة رسالة اعتبرت فيها مسألة المهدي المنتظر مجرد خرافة و مجموعة من الاحاديث الموضوعة و الفولكلور وقضية المهدي المنتظر يعدها علماء المملكة مسألة اعتقادية اكيدة و لا يسع "اهل السنة و الجماعة " انكارها...و توالت مواقف الجماعة الرافضة للمذهب الحنبلي المعتمد بين مشايخ المملكة و يعد الخروج عنه مسالة لا تغتفر..و اعتمدت الجماعة مبدأ خطيرا و هو ان السلفية تقتضي نبذ المذاهب الفقهية و اتباع الدليل الصحيح و عليه فمشايخ المملكة طبقا لهذا التعريف ليسواء سلفييين بل حنابلة مقلدين 2/3 السلفية الجديدة في نهاية السبعينات اتجهت جماعة الاخوان الى ضم تنظيم الجماعة الاسلامية المنتشر في معظم جامعات البلاد الى الجماعة ...و استطاع عمر التلمساني مرشد الجماعة وقتها (و هو زعيم استثنائي بكل تأكيد كحسن البنا) ان يقنع الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح القيادي النافذ في الجماعة الاسلامية ..بضم منظومة الجماعة الاسلامية الى الاخوان المسلمين و لهذا السبب يطلق البعض على ابو الفتوح انه صاحب التكوين الثاني للجماعة......الا ان طالبا في كلية طب اسكندرية اسمه محمد اسماعيل المقدم لم تعجبه كثيرا توجهات الاخوان المسلمين....تربى محمد اسماعيل في جماعة انصار السنة و كان يرى في جنوح الاخوان المسلمين السياسي ابتعادا عن منهج السلف الصالح في الدعوة و التعليم و نشر العلم الشرعي ....كما تاثر محمد اسماعيل بتراث اسلامي طويل يحض على طاعة الحاكم و عدم الخروج عنه و الاكتفاء بتوجيه النصح و تعليم العامة اصول دينهم كما كان محمد اسماعيل ينفر كثيرا من تخفف الاخوان و عدم التزامهم بالسنن و الواجبات الشرعية كاطلاق اللحية مثلا....فقد كان الاخوان يرون انه لا بأس بحلق اللحية فهذا مما يسهل اختراق المجتمع و الاقتراب من الافراد كما كان لدي الاخوان دائما قبول بمبدأ التدرج في الدعوة لدواع عملية في الوقت الذي كان يعتقد محمد اسماعيل ان زمن التدرج انتهى بوفاة الرسول و انقطاع الوحي و صار لزاما على الدعاة ان يعلنوا الحقائق كلها دفعة واحدة و لا مجال للتدرج بعد ان تم الدين كون محمد اسماعيل منظومة الدعوة السلفية مع نفر من زملائه في كلية الطب منهم سعيد عبد العظيم و احمد فريد و ياسر برهامي و احمد حطيبة و اخرون.....و من هنا خرج السلفيون الجدد و جاب هذا النفر مساجد الاسكندرية و الاقاليم المحيطة بها للدعوة الى مذهبهم في فهم الاسلام بفهم " سلف الامة" و اطلقوا شعارات من نوعية " كل خير في اتباع السلف و كل شر في ابتداع من خلف" و للحقيقة كان هذا النفر دمثوا الاخلاق و يتميزون بالرقة في التعامل مع العامة فاكتسبوا انصار كثيرين حسمت هذه المجموعة من السلفيين الجدد مصير جماعة انصار السنة-مؤسس السلفية المصرية- فقد تأثروا كثيرا بشيوخ المملكة و نهجهم و كانوا يرون ان الازهر ليس على منهج اهل السنة الصحيح و يميل الى بعض التأويل في مفاهيم الاسماء و الصفات الالهية و هو خلاف ما يراه معظم علماء مذهب اهل السنة و الجماعة الذين يرفضون التأويل.. فضلا عن ضعف الازهر امام السلطة المصرية و ميله للتخفيف الفقهي و التيسير بل والاراء الفقهية الصادمة للسلفيين كاباحة الموسيقي و كشف وجه المرأة و غيرها الكثير.....و استاثر السلفيون الجدد تقريبا بدعم مشايخ المملكة المادي خاصة مع اصرار انصار السنة على خطهم الثائر على خط مشايخ المملكة و هو ما ادى الى خسارة انصار السنة الدعم المادي من المملكة و سقوط هذا التيار من مشايخ الجماعة الثوريين بسبب انهيار الجماعة المالي على ايديهم و بالتالي اندثر هذا الاتجاه الذي قادوه يوما....لا اعلم الكثير عن انصار السنة منذ سنين و لكن اظنهم الان يقتربون اكثر من السلفية الجديدة لدواع البحث عن التمويل و قد نبذوا اتجاه التمرد على سلفية المملكة الذي قادهم للانهيار امام منافسيهم من السلفيين الجدد في مصر محمد اسماعيل شخصية استثنائية جديرة بالتأمل فالرجل هجر مهنة الطب و اظنه لم يمارسها اساسا و تفرغ للدعوة و التأليف و يدير عملا خاصا يدر عليه دخلا ينفق منه على اسرته و لم يسع الرجل للشهرة التليفزيونية يوما رغم ان اناس اقل منه شأن في السلفية الجديدة اكتسبوا شهرة واسعة بسبب ظهورهم الفضائي المكثف اما سعيد عبد العظيم و الاخرون فيمارسون الطب و لدي بعضهم عيادة متواضعة ينفق على نفسه من عائدها و الحقيقة ان هذه المجموعة لم تستفد ماديا من الدين كما يشيع خصومه و قد طاف الرجل الدلتا شرقا و غربا محاولا نشر مذهبه بلا كلل على مدى سنوات طويلة في الالفية الثالثة حققت السلفية انتشار واسعا بفضل ثورة الاتصالات و تحديدا القنوات الفضائية و انتشر الدعاة السلفيون بكثرة غير معهودة في الثمانينات و التسعينات و الغريب ان اسماء كمحمد حسين يعقوب و محمد حسان و الحويني حققوا شهرة خيالية لم يحقق مؤسسي السلفية الحديثة انفسهم معشارها و صاروا نجوما دائمين في برامج الفضائيات الدينية و كثير من برامج التوك شو ايضا و لم يعد احد يذكر ذاك الطبيب الشاب الذي كان يجوب الاسكندرية و مدن الدلتا للدعوة الى السلفية في وقت لم يكن احد يعلم ما السلفية 3/3 السلفيون و الاعلام على مدى ثلاثون عاما هي عهد مبارك لم يلتفت الكثيرون للصعود السلفي الحثيث و الثابت فاجهزة الامن كانت تدرك ان السلفيين بطبيعة تكوينهم الفكري و الاعتقادي لا يمكن ان يشكلوا خطرا امنيا او سياسيا... و كانوا كمبارك لا يفكرون كثيرا في الغد.. انهم يحكمون البلد يوما بيوم ....و "جود لك" لهؤلاء الذين يجب عليهم مواجهة السلفيين بعد عمر طويل....و في هذا السياق ايضا فقد انهكت اجهزة الامن الاخوان المسلمين كثيرا و هو ما ساهم بكل تأكيد في صعود السلفيين على حسابهم بقصد او دون قصد.... كما اضعف دور الازهر بشكل غير مسبوق و الحقت مشيخة الازهر باجهزة الدولة و بالحزب الوطني ايضا و ضاعت هيبة الازهر و تمرمغت كرامته و سمعته في التراب على يد بعض مشايخه و لم تكن هذه الجريمة الا دعما عظيما للتقدم السلفي الحثيث لقد تعامل الاعلام حتى بعد الثورة مع السلفيين متظاهرا انهم كائنات فضائية غريبة لا داعي لاستضافتها و تعكير المزاج بالنقاش معها و استضافت منى الشاذلي اثنين سلفيين "مضروبين" واحد اسمه اسامة القوصي.. و للرجل اراء متحررة للغاية الا انها لا تساوي شيئا فهي لا تعبر عن السلفيين اطلاقا ثم اتبعته برجل صاحب محل كشري اسمه محمود لطفي دعى لقتل البرادعي و يشتبه في عمالته لاجهزة الامن و تبرأت منه جماعته التي هي جماعة انصار السنة و لقد جاء الرجل لمني الشاذلي يدعو الى اعادة المرحوم مبارك الى منصبه و حبس الثورة احتياطيا و قد بشرتنا منى و ابتسامة تملأ وجهها الفوتوجينيك ان هذه الرموز السلفية " مستنيرة" و من ثم لا داع للقلق من "القلة المندسة" من السلفيين الغير مستنيرين و ليس هناك اي داع للخوف منهم فسوف يتبخرون بمجرد ظهور من اسمتهم السلفيون المستنيرون في برنامج التوك شو الذي تقدمه المصري اليوم افردت مساحات شاسعة من الجريدة للنيل من السلفيين و التشهير بهم و لقد قرأت سيلا من المقالات التي تستخدم اقصى درجات العنف الصحفي ضد السلفيين و لكن مقالا واحدا لا يمكنه تقديم حقيقة واحدة سليمة عن السلفيين....و لا يبدو ان فضيلة النقد الذاتي ستعرف طريقها الى كتبة هذه المقالات.. ان قراءة مقالا واحد لشخص كخالد منتصر سوف تذكرك مباشرة بالقزم الذي كان يهدد محمد صبحي في مسرحية الهمجي و يتحداه فحمله صبحي و احتضنه في حنان..... خالد يريد تصدير السلفيين الى افغانستان حيث ينتمون و لا يدرك خالد ان النقاش الان لابد ان يدور حول حد الردة الذي قد ينادي بعض السلفيين بتطبيقه على رأس خالد نفسه و ليس عن تصدير السلفيين الى افغانستان... فلا اظن ان سلفيا سوف يحتضن خالد في حنان....خالد و غيره يشعرون بتحسن كبير في حالتهم النفسية بعد كتابة هذه المقالات العدوانية و بيعملوا "دماغ جامدة" كلما" شرشحوا" السلفيين على صفحات الجرائد ليس هناك وصفة سحرية للخروج من هذا المازق و شخصيا ليس لدي مخاوف ان يفرض السلفيون على المصريين اسلوب حياة كهذا الذي فرضته الطالبان فالمصريون لن يقبلوا بهذا و كذا الجيش و الشرطة ستقاوم مثل هذا التوجه و تفشله....المأزق الحقيقي كما اراه ان مصر لا يمكن ان تخرج من هذا النفق الا باناس يؤمنون حقا بالعلم و المعرفة و الادارة الحديثة و هي اشياء سيكون من الترف ان تناقش فيها السلفيين ....لقد اصدر الشيخ عبد العزيز بن باز يوما رسالة تنكر دوران الارض حول الشمس و يثبت امكان الصعود الى الكواكب و قد اعتذر بعض السلفيين عن هذه الرسالة و التمسوا العذر للشيخ كونه ضرير كما ذكروا بأن الشيخ و ان كان اخطأ في مسألة دوران الارض الا ان اصدر فتوى شرعية بامكان الصعود الى الكواكب!! هل هي يا ترى الفتوى التي استندت عليها وكالة ناسا للفضاء في ارسال البشر الى القمر؟ RE: في السلفية - خالد - 01-02-2012 السلفية هي الوجه الآخر للاستغراب، وكلاهما مبرر لوجود الآخر، ونتيجة كلاهما هو تخلي الأمة عن حضارتها وتحولها إلى تابع يدور في فلك المنتصر. معظم مبررات المستغربين للوجود لا محل لها من الإعراب في حالة غياب السلفيين، ومعظم مبررات السلفيين في الوجود لا محل لها من الإعراب في غياب السلفيين. السلفيون يعيشون في تاريخ آخر، والمستغربون يعيشون في جغرافية أخرى، وبين هذا وذاك ضاعت الناس. وسلامتك. الرد على: في السلفية - نظام الملك - 01-02-2012 شكرا لك يا "منفى" لسرعة استجابتك وجارى القراءة ... وقد يكون لنا لقاء إن وجدت ما أقوله بعد قولك. الرد على: في السلفية - بهجت - 01-02-2012 موفور الشكر على تجاوب هو من معدن الجدية و محبة الحقيقة . اعذرني ان أستغرق وقتا قصيرا لأستوعب الموضوع و الرد . ................... الأخ خالد موضوعنا هو السلفية التي حازت على 25% من الأصوات و ليست الليبرالية المستغربة التي لم تحز سوى على 2% . أخشى أننا بمساواة السلفية بالإستغراب سنتعامل مع فيروسات غاية في القوة كما لو كانت غاية في الضعف . RE: في السلفية - خالد - 01-03-2012 عزيزي بهجت، الاستغراب والتمسلف هما بدالتان، ترفع إحداهما لتخفض الأخرى، والنتيجة واحدة.. وهي تقزيز الناس من دينها وحضارتها، وحملها للارتماء في حضن الغرب. أنا شخصيا، لو أردت أن أحاكم الإسلام والحضارة الإسلامية بناء على تصرفات السلفيين الممنهجة أو العفوية، لأركضن منهم كما أركض من أسد فرارا. هؤلاء قوم يعيشون في زمن آخر، والمشكلة أنهم لا يفهمونه، كما أن المستغربين يعيشون في جغرافية أخرى ولعل جلهم أيضا لا يفهمها. حين يحدث الانبعاج السلفي على الناس، من الطبيعي أن ينحسر المستغربين بعض الشيء حتى يقوم السلفيون بواجبهم وهو تقزيز الناس من النموذج الإسلامي، حينذاك يتقدم المستغربون ببديلهم الغريب. لا أقول هنا أنهما يتآمران لذلك، فبينهما ما صنع الحداد، وود أحدهما لو يأكل ضبع أو أسد خصمه فيستريح، رغم أن مبرر وجوده سينعدم بانعدام خصمه، لكن وجودهما هو عملية طبيعية يتبادل فيها الأقطاب المتنافرة أدوار التأثير على المجتمع، والنتيجة هي حمل المجتمع برمته إلى اتجاه واحد بغض النظر من الذي يضغط من جهته. بل إني أرى أن الخطر السلفي على الحضارة الإسلامية أشد وأمضى من خطر الاستغراب والاستشراق وسائر أدوات الصراع الحضاري الغير مادية بين حضارتنا والحضارة الغربية. أخطر لأنها تحرم الحضارة الإسلامية من وسائل الصراع المعاصرة وتنقل المشكلة الحقيقية بيننا وبين الغرب إلى عهد قد انتهى وانتهت مشاكله معه. الرد على: في السلفية - Sniper + - 01-03-2012 السلفية التقليدية لا تقل خطراً عن أختها الجهاديه لأنها تشرعن الإستبداد و الدكتاتورية و تجعل الحاكم إله مطاع هذا سياسياً أما أجتماعياً فهي تكرس أقصى درجات التخلف و الجمود RE: في السلفية - خالد - 01-03-2012 السلفية مشكلة لسبب أصولي قبل التفريع، السبب الأصولي أن السلفية تنزع لحل مشاكل لم تعد موجودة، على حد تعبير الأصوليين* خطأ في فهم المناط، والمناط هو الواقع الذي سينزل الحكم الشرعي** عليه ليعالجه. * الأصوليين في استخدامنا لا تعني fundimentalists بأية حال، الأصوليين هم الذين يرجعون الفروع إلى الأصول، ومنه أصول الفقه وأصول اللغة وأصول علم الإجتماع وأصول الفلسفة. والأصول هنا هي القواعد الكلية التي يمكن بناء الفروع عليها. ** الحكم الشرعي هو خطاب الشارع المتعلق بأفعال العباد من حيث الإقتضاء والتخيير والوضع، والشارع هو الوحي، وقيل العباد وليس المكلفين لاستغراق الحكم الشرعي أفعال الصغير والمجنون وغيره، والاقتضاء هو الإيجاب أو التحريم، والتخيير هو الندب أو الكراهة أو الإباحة، والوضع هو وضع السبب أو المانع أو الشرط أو العلة. وما تقدم هو مثال على أصول الفقه. |