حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
التقرير الأشمل والأفضل عن فدوى سليمان تكتبه صحيفة يديعوت الإسرائيلية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: التقرير الأشمل والأفضل عن فدوى سليمان تكتبه صحيفة يديعوت الإسرائيلية (/showthread.php?tid=46786)



التقرير الأشمل والأفضل عن فدوى سليمان تكتبه صحيفة يديعوت الإسرائيلية - بسام الخوري - 01-14-2012

إما ان تموتوا وإما ان تحرروا سورية.. لعبة خطرة
صحف عبرية
2012-01-13


في ليلة السبت، في مدينة حمص المحاصرة في سورية، قررت فدوى سليمان التخلص من العلامة التي تميزها. فأخذت مقصا وجزت بلا رحمة شعرها الاسود الذي ظهرت به سنين طويلة على قاعات المسرح في دمشق وفي قناة التلفاز الرسمية وفي صور على الصفحات الاولى في المجلات. 'استقر رأيي على ان أجعل إمساكهم بي صعبا'، أوضحت سليمان 'أعلم أن مطاردتي لم تنقطع لحظة'.
آنذاك بالمنظر الجديد الغُلامي استدعت مصورين هواة ليوثقوا وصيتها وهي ما تزال على قيد الحياة. صوبت نظرها الى آلات التصوير وقالت بصوت ناعم: 'أعلم أنهم قد يعتقلونني في كل لحظة وأنا لست خائفة، لكنني لا أنوي مساعدتهم.
من المهم عندي ان تعلموا أنهم اذا أرغموني على 'الاعتراف' في قناة 'الدنيا' فتلك علامة على أنني اعتُقلت وأنهم يُملون علي ما أقول. أفترض ان يرغموني بالقوة والتعذيب على الجلوس أمام آلات التصوير. لا تصدقوا أي كلمة. فكل كلمة ستسمعونها مني على الشاشة كتبها لي آخرون وابتُزت مني بتهديد.
'حتى لو جاءوا الى أبناء العائلة واصدقائي المقربين واضطروهم الى اجراء مقابلة صحافية والى ان يقولوا إنني فاسدة وخائنة فلا تصدقوهم. فهم سيجرون على أقربائي وأحبائي بيقين طائفة من التعذيب الفظيع قبل المقابلة الصحافية. هذه طريقة بشار الاسد: ان يبرهن على انه الحاكم وعلى أنه لا توجد مشكلات في الدولة سوى 'عناصر شاذة' و'ناس مختلي العقول' يجب ان تعالجهم السلطة بالعنف الى ان تهدأ النفوس.
'لكن لن تساعد أية حيلة بشار الاسد ومجموعة القبضايات المسلحين الذين يحيطون به'، هكذا ختمت سليمان 'الوصية' المصورة.
'يجب عزلهم عن السلطة ومحاكمتهم. أخرجوا الى الشوارع فليس عندكم أصلا ما تخسرونه. فاما ان تموتوا وإما ان تحرروا سورية. وأنا لا أنوي التخلي. فاما ان يُسكتوني بالقوة وإما ان يختفي هذا الحكم وتصبح سورية حرة طليقة في نهاية الامر'.
سليمان في السادسة والثلاثين، وهي مطلقة وأم لولد، وهي شاذة في المشهد العام للمتظاهرين في مدن سورية الهامشية. ولدت في مدينة اللاذقية الساحلية وانتقلت مع عائلتها الى دمشق وهي ابنة عائلة ذات ثراء مع ثمانية اخوة وأخوات. وهي حسناء جدا ومثقفة. وقد لعبت الموهبة والحظ لمصلحتها حينما نجحت في ان تبلغ أدوارا رئيسة في صناعة السينما ومسرح دمشق القومي. 'قررت قبل ان تبدأ موجة المظاهرات بكثير ان أتوجه الى المسرح كي أحاول الهرب من الواقع'، قالت. 'كنت على ثقة بأنني سأنجح بمساعدة الدراما والقصص التي هي أكبر من الحياة أن أنسى ما يحدث حولي، أي الظلم والفقر وفساد القيادة العليا واجهزة الامن والجيش وعدم الأمل عند المواطن الصغير'.

بطلة الفيلم
هي ابنة الطائفة العلوية التي هي القلة (11 13 في المائة من 23.5 مليون من سكان سورية) التي ينتمي اليها بشار الاسد. يمكن ان نفترض ان الرئيس السوري يعرفها جيدا من الشاشة الصغيرة، من الدور الرئيس الذي أدته بالصيغة السينمائية لـ'نساء صغيرات' أو من العرض المسرحي 'بيت الدمى' الذي جسدت فيه الدور الرئيس. ظهرت سليمان في 13 مسلسلا تلفازيا، وحينما كانت تمر في شوارع دمشق كان يحيط بها جمهور من المحبين وطالبي التوقيعات. وقد بينت ان كونك ابنا للطائفة العلوية هو تحدٍ غير سهل: 'فهي من جهة طائفة متواضعة اعتادت ان تعيش على قمم الجبال وتعتاش من الزراعة. ومن جهة ثانية حينما أمسك هذا العلوي (بشار الاسد) بزمام السلطة وأطلق وعودا لم ينوِ تحقيقها دخلت في خيبة أمل عميقة'.
ان اخلاص أبناء الطائفة العلوية الأعمى لقادة السلطة منحهم مكانة مميزة وهم يحظون بتفضيل مطلق تقريبا في التعيين لمناصب رفيعة في الجيش واجهزة المخابرات، وفي التعيين في وظائف حكومية رفيعة المستوى والحصول على رخص لاعمال استيراد وتصدير. في الـ 11 شهرا التي مرت منذ بدأت المظاهرات في سورية حرص العلويون على البقاء في البيوت، وقدموا الملاذ للأقرباء الذين هربوا من مراكز المواجهات العنيفة في حمص وحماة. هذا الاسبوع أبلغ رئيس هيئة الاركان بني غانتس لجنة الخارجية والامن في الكنيست، ان الجيش الاسرائيلي يستعد لسيناريو يحاول فيه آلاف العلويين اجتياز الحدود الى اسرائيل في حال اسقاط نظام الاسد ليجدوا ملجأ في قرية الغجر المنقسمة بين سيادة اسرائيلية واخرى لبنانية والتي يعيش فيها 200 من أبناء الطائفة.
ان سليمان باعتبارها من الطائفة المميزة لم تنضم الى المظاهرات التي نشبت في شهر آذار/مارس من هذا العام، فورا. 'جلست وترويت'، قالت 'اعتقدت أنها ستكون موجة احتجاج قصيرة تمر، وان الرئيس سيجد طرقا لعلاج الشكاوى والدعاوى التي صدرت عن المتظاهرين. فهم في الشهرين الأولين لم يدعوا بشار الى الرحيل. بل طلبوا عملا وطلبوا ان يفي بوعده بالاصلاحات وان يكفوا عن اعتقال تعسفي لمواطنين وان تكون حرية تعبير من دون ان يُبلغ نمامو السلطة كل ما يصدر من انتقاد وان يضيقوا الفروق بين الاغنياء والبؤساء'.
تابعت سليمان مدة شهرين الاضطرابات التي انتشرت من درعا قرب الحدود مع الاردن الى المدن في مركز الدولة ومنطقة الحدود مع تركيا. 'ان الذي حطمني هو الصور الفظيعة لاولاد اختطفوا الى سجون وجرت عليهم اعمال تعذيب تثير القشعريرة. رأيت أفلاما قصيرة عن اطفال صغار حطم الشبيحة جماجمهم أمام نظر الوالدين. واغتُصب فتيان وفتيات في مراكز الاعتقال. وتحدثوا في فيلم قصير هُرب الى قناة 'الجزيرة' عن القصة المأساوية لعائلة أُبيدت بوحشية مزعزعة.
مضى والدان للبحث عن أبنائهما المفقودين في مركز الشرطة فأبلغهم الضابط قائلا: إنسيا الاولاد فلن يعودوا أبدا. أقترح عليكما ان تمضيا الى البيت وأن تصنعا اولادا جددا بدلا منهم. لكن اذا لم تكونا رجالا بقدر كاف، قال ضابط الشرطة بصوت هادر قبيح: فاتيا بزوجتيكما إلينا وسنعلم كيف نهيئ لكما اولادا جددا'.
كانت تلك هي اللحظة التي قررت فيها الخروج الى الشارع. شاركت في مظاهرة ضمت 150 امرأة في دمشق أُسمعت فيها هتافات 'يكفي' و'اذهبوا من هنا' من غير ان يُذكر اسم الاسد. 'اعتقلونا'، قالت، 'هددونا وحذرونا بأنهم سينتقمون من عائلاتنا وأنهم سيزجون بنا جميعا في مراكز اعتقال سرية ولن يعلم أحد أبدا ماذا يكون مصيرنا'.
في تلك الليلة خرج رسام الكاريكاتور الأشهر في سورية، علي فرزات، من مكتبه في دمشق سائرا نحو سيارته وفجأة وقفت قربه سيارة لجهاز المخابرات دفعه رجال أشداء الى السيارة وبعد ساعتين رموه في زقاق مظلم مضروبا نازفا من جسمه كله. وقد حُزت يداه اللتان رسم بهما الرسوم الكاريكاتورية التي أغضبت السلطة كثيرا بالسكين وكُسرتا بالضرب.
في الغد حظي الأخ الاكبر لفدوى، المهندس محمود سليمان، بجزء من المصير الفظيع الذي ذكرته أخته في 'وصيتها' المصورة وأُرغم على ان يُدلي بـ 'اعلان براءة' تلفازية منها، وكانت القناة بالطبع هي 'الدنيا' ـ بوق النظام وحمل الاعلان كله بصمة رجال المخابرات. 'هي النعجة السوداء في العائلة'، زعم الشقيق وأضاف: 'غادرت البيت قبل سبع سنين وعلمت منذ ذلك الحين فقط أنها تتصل بأمي بأرقام سرية. لم أرها قط تظهر وحينما رأيتها تقود المظاهرة في حمص صُدمت. نسيت تماما القيم التي رُبينا عليها وهي ان المال ليس كل شيء وأنا أعلم أنها حصلت على الكثير جدا من المال الذي جاء من خارج البلاد'.
في هذه المرحلة، كما قالت سليمان في الفيلم القصير الذي طُرح في اليو تيوب استقر رأيها على الانتقال الى اللاذقية الآمنة نسبيا، لكن بعد وقت قصير شعرت بأنها تبتعد عن مركز الاحداث. 'في تشرين الثاني هربت الى حمص'، استعادت القرار الشجاع على الخروج الى رحلة الى أخطر مكان في سورية. قبل ان تحاصر الدبابات المدينة وتبدأ خلايا القناصة اطلاق النار عن سطوح المنازل على المتظاهرين نجحت الممثلة ـ المذيعة ـ الصحافية في ان تجد شقة سرية ونزلت للعمل السري. وبين الفينة والاخرى أدلت ببلاغات ـ من غير ان يُرى وجهها ـ عن العنف الهائج في أزقة حمص وعن ظروف العيش في المدينة المحاصرة: عن الكهرباء والماء اللذين قُطعا وعن قوافل التزويد بالغذاء التي لم تحصل على رخص مرور وعن المستشفيات التي مُنعت من استيعاب جرحى المظاهرات، وعن الاطباء والممرضات الذين تم تحذيرهم من منح العلاج ومداواة المرضى، وعن غرف الجراحة المعطلة لعدم وجود مواد تخدير.
نقلت التقارير الى قناتي 'الجزيرة' بالعربية والانكليزية من قاعة سرية صارفة نحوها انتباه الاعلام العالمي. ان الصحافيين الاجانب لا يُسمح لهم في الحقيقة بدخول سورية، لكنهم يستطيعون ان يُجروا معها مقابلات صحافية خاطفة لا تساعد السلطة على تعقب آثارها.
'لست أفهم ما الذي يمر ببال بشار'، قالت لمراسلين من خارج سورية. 'إما انه مقطوع عن الواقع وإما انه كذاب بغيض. فهو يزعم ان المتمردين يجرون معه تفاوضا سريا ويعتقد أن أحدا ما سيصدقه. من يريد الحديث معه أصلا؟'.
لفها قادة المتظاهرين بالدفء والاهتمام وحذروها قائلين 'لا تخرجي الى الشوارع'. وحينما أصرت على الانضمام الى مسيرات الاحتجاج ـ وهي امرأة بارزة بجمالها ووجهها معروف للجمهور العريض في سورية ـ أجبروها على وضع نظارة شمسية وغطاء رأس.

ترشيح لجائزة نوبل
حظيت سليمان من قبل بلقب 'جنيفر انستون سورية'، لكن اذا صنعوا فيلما عنها، يقول المعجبون بها، فان انجلينا جولي خاصة ستجسد شخصيتها، وقد أخذوا يصوغون رسالة الى لجنة جائزة نوبل للسلام طالبين ان تمنح سليمان 'ما تستحقه'، مثل ناشطة حقوق الانسان من اليمن توكل كرمان التي فازت بالجائزة الجليلة.
'ان الاسئلة الكبيرة' كما قال أبو عنتر من حمص في التويتر 'هي هل تبقى سليمان حية الى الجولة القادمة من توزيع الجوائز وهل تكون حرة وهل تُمكّنها الظروف من الخروج من سورية'.
قبل اسبوعين، وبعد ان هبطت فرق مراقبي الجامعة العربية في سورية، ووصلت حمص ايضا، أعلنت سليمان اضرابا عن الطعام. وقد انتقلت من بيت الى بيت كي لا تبقى في عنوان ثابت. وتثبت صورها الاخيرة أنها هزلت كثيرا. فعظام وجنتيها بارزة وصوتها شديد الغضب.
'هؤلاء المراقبون لا يفعلون أي فعل جدي'، قالت. 'انهم يتجولون مع مرافقة خفية من رجال المخابرات الذين يكتبون اسم كل من يقترب ويحاول التحدث معهم أو ان يُظهر للمراقبين ما يحدث حقا على الارض. وهم لم يجهدوا أنفسهم مثلا في الوصول الى حي بابا عمرو الذي يجري في أزقته قتل في وضح النهار لمواطنين أبرياء. والقناصة على سطوح المنازل يطلقون النار على كل شيء يتحرك في الأزقة ولم يجهد المراقبون أنفسهم ليأتوا الى مراكز المواجهات ولم يسألوا أين تخفي السلطة الدبابات والجنود الذين يداهمون الشوارع في اللحظة التي تغادر فيها قافلة سيارات المراقبين حمص لتستريح في ترف فندق في دمشق'.
تأمل سليمان ان تتدخل قوة دولية جدية آخر الامر فيما يحدث في سورية وتساعد الجماهير على اسقاط نظام الاسد. 'لست أفهم كيف ينظر العالم الى الصور الفظيعة ويجلس مكتوف اليدين'، تقول بمرارة. 'قُتل آلاف عندنا. ولا أحد يستطيع ان يُقدر عدد الضحايا الدقيق. واختطف آلاف وربما عشرات الآلاف فُقدوا، يُقتل اطفال صغار وتغتصب نساء ويُعذب رجال حتى الموت'.
في اتصالاتها بوسائل الاعلام التي تتعقبها عن طريق الانترنت والسكايب، تحرص سليمان على ألا تكشف تفاصيل عن نفسها وعن دائرة الأقرباء منها. 'منذ انضممت الى المتمردين على النظام خسرت الكثير جدا من الأدوار'، تقول. 'الأجرة (الحكومية) مُحيت بالطبع وليس واضحا متى استطيع العودة الى دمشق للتوحد مع العائلة'.
يُسميها المعجبون بها في حمص ومدن سورية البعيدة عن دمشق في مراكز المظاهرات 'السيدة الشجاعة'. يقول شادي وهو واحد من المتظاهرين ان سليمان تحملت مهمة غير ممكنة.
'تخيلوا أنه هبطت علينا شهيرة من الطائفة المميزة، امرأة شابة حسناء فنانة وهي تفعل كل شيء متطوعة من دون ان تطلب مقابل. ان حلمها كحلمنا هو اسقاط النظام ونحن ندعو الله كل يوم من جديد ان تبقى معنا أكبر وقت ممكن وألا ينجحوا في اصطيادها'.

يديعوت