حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
guardian and independent about syria - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: guardian and independent about syria (/showthread.php?tid=46826)

الصفحات: 1 2


guardian and independent about syria - بسام الخوري - 01-18-2012

الجارديان: سوريا تنهار ببطء برغم الهدوء السطحى

الثلاثاء، 17 يناير 2012 - 12:04
الرئيس السورى بشار الأسد الرئيس السورى بشار الأسد

كتبت ريم عبد الحميد
Add to Google

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تحقيقاً لمراسلها فى سوريا إيان بلاك، يتحدث فيه عن الانهيار البطئ للدولة "خلف جدار الخوف"، ويقول إنه برغم الهدوء السطحى فى دمشق، إلا أن الجميع يعلمون أن التغيير آت، والسؤال الوحيد الآن يتعلق بالثمن الذى سيُدفع مقابل هذا التغيير.

ويسرد بلاك فى التحقيق المعاناة التى يلقاها النشطاء السوريون من خلال قصة مهندس وزوجته تحولا إلى النشاط السياسى والعمل على حشد المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد. ويقول المراسل إن الزوجين وهما عدنان وريما غير قادرين على العمل أو الاتصال بعائلتهما، ولديهما هويات مزيفة، ويغير عدنان مظهره بانتظام كى لا يتم التعرف عليه بسهولة. كما أن أصدقائهما يحاولون دائما تجنب الاعتقال من جانب الشرطة السرية.

ويقول عدنان إنه وزوجته اعتادا على الظروف المخيفة، فالثورة دمرت جدار الخوف. ويضيف: فى المدرسة تعلمنا أن نحب الرئيس حافظ الأسد فى البداية، ولم يتحسن الأمر أبدا عندما جاء بشار.. والآن تغير كل شىء، فصورة الأسد فى كل مكان ونحن واثقون من أننا سنطيح بالنظام فى وقت ما.

من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن أحد قيادات المعارضة قوله إن دمشق تعد مهمة لبقاء نظام الأسد، لذا فهم لن يسمحوا أبدا بوجود ما يشبه ميدان التحرير هناك. وإذا سقطت دمشق، فسينتهى الأمر.

ورصد التحقيق أهمية السرية والابتكار فى استمرار الثورة السورية، لكونهما يساعدان على إيجاد سبل جديدة لتنظيم المظاهرات المعادية للنظام والتى عادة ما تكون ليلية فى أغلبها، وقال بلاك إنه فى أول أيام شهر رمضان الماضى، تم تشغيل أغنية "ارحل يا بشار" عبر مكبرات للصوت فى منطقة تسوق بأحد الميادين، وهى الأغنية التى كتبها إبراهيم قاشوش والذى تم اغتياله فى يوليو الماضى، بعد أن أدى هذه الأغنية فى حماه، وقام قاتلوه باستخراج حنجرته من داخل جسده وقطعوا أحباله الصوتية.

ويقول أحد سكان دمشق إن الناس كانت مرعوبة عندما سمعت تلك الأغنية فى البداية، لكن فى المرة الثانية استرخوا، وفى المرة الثالثة كانوا يضحكون. وقد تم وضع زيت على مكبرات الصوت المنتشرة على الأسطح لكى يصبح إسكاتها أمراً أكثر صعوبة.

وتشير الجارديان إلى أن هناك حالة أشبه باليقين لدى نشطاء المعارضة بأن الثورة لن تحقق أهدافها قريبا خاصة بعد الخطاب الأخير للأسد، والذى كان أشبه بإعلان حرب من أجل حشد مؤيديه. كما أن المسئولين عن الأمن فى سوريا يعتقدون أن الخروج من الأزمة يتم من خلال استمرار عمليات القتل حتى تتوقف الاحتجاجات وانتظار حدوث تغيير فى الموقف الغربى حسبما يقول أحد رجال الأعمال المقربين من النظام.

من ناحية أخرى، تحدثت الجارديان عن الانهيار البطىء للدولة فى سوريا مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وبشكل يومى ونقص إمدادات الوقود الخاص بالسيارات بسبب الكميات الكبيرة التى يستهلكها الجيش فى عملياته.

وبشكل عام، لا أحد يستطيع أن يتنبأ بدقة إلى أى مدى ستطول الانتفاضة السورية، فبالنسبة للمعارضة هناك إحساس بالتفاؤل لكن يشوبه إدراك أن توزان القوى على المدى القصير ليس فى صالحهم ومن غير المحتمل أن يتغير بشكل سريع على غرار ما حدث فى ليبيا من تدخل أجنبى، وهو ما لا يريده أو يتوقعه كثيرون.
http://www3.youm7.com/News.asp?NewsID=579737&SecID=88&IssueID=0














Guardian : أمام بشار الأسد ثلاثة خيارات
بواسطة
editor2
– 2012/01/17نشر فى: مقالات وتحليلات
كتب: Simon Tisdall : ترجمة الجريدة الكويتية عاد الأسد ليطلق وعوداً مبهمة بالإصلاح، فتعهد بإجراء...
كتب: Simon Tisdall : ترجمة الجريدة الكويتية
عاد الأسد ليطلق وعوداً مبهمة بالإصلاح، فتعهد بإجراء استفتاء دستوري على نظام مقترح يكون متعدد الجوانب في شهر مارس، لكن مصداقيته انهارت بالكامل بنظر معظم السوريين بعد مرور سنوات من دون أن ينفذ أي وعود مماثلة.
اعتمد بشار الأسد موقفاً سلبياً وعدائياً مألوفاً في الخطاب الذي ألقاه في دمشق، فتعهد بسحق المتمردين مع إطلاق وعود مبهمة بالإصلاح، فغالباً ما يشمل هذا السلوك تأجيل الاستحقاقات الكبرى، وتعنت المواقف، وإظهار مشاعر البغض والعدائية، وتضييع الوقت، ولعب دور الضحية، والميل إلى فرض ظروف تشوبها الفوضى. منذ اندلاع الانتفاضة السورية في شهر مارس الأخير، أظهر الأسد جميع هذه العيوب في شخصيته، بل أكثر منها بعد، مع أنه لم يكن يريد في الأصل تولي المنصب الرئاسي وقد أثبت أنه غير مناسب لهذا المركز بأي شكل.
تحتل الحالة النفسية التي يعيشها الرئيس السوري أهمية متزايدة في ظل تعمق الأزمة الوطنية القائمة منذ تسعة أشهر، ولم يتضح بعد كيف أو متى ستنتهي الأزمة؟ يقول النقاد إن الرئيس أصبح معزولاً وبعيداً عن أرض الواقع، لكن يعتبر آخرون أنه دمية، أو حتى رهينة، بيد أقاربه الأكثر نفوذاً والشخصيات العسكرية الأخرى، لكن من المؤكد أنه لا يبدو سعيداً في عمله بأي شكل.
بغض النظر عن حقيقة الوضع، لا شك أن الضغوط على الأسد أصبحت لا تُحتمل بعد سقوط 5 آلاف قتيل على الأقل حتى الآن، وبعد انضمام القادة العرب إلى الولايات المتحدة وأوروبا للمطالبة بتنحيه، وبعد ظهور احتمال محاكمته في الأمم المتحدة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وبعد انهيار النظام وارتفاع خطر اندلاع حرب أهلية شاملة. هل سينهار الأسد فعلاً؟ وما الخيارات المطروحة أمامه؟
1- الهروب:
إذا زاد الوضع سوءاً قد يحاول الأسد الهروب، كما فعل أول ضحية للربيع العربي، الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، فقد توجه هذا الأخير إلى المملكة العربية السعودية، وهو الملجأ المفضل بالنسبة إلى الحكام الدكتاتوريين المنفيين مثل رئيس أوغندا عيدي أمين ورئيس اليمن علي عبدالله صالح.
سيكون لجوء الأسد إلى المملكة مصدر حرج كبير بالنسبة إلى القادة السعوديين (الذين لا يكنون له المودة)، لكن ربما يستحق الأمر العناء إذا كان هروبه إلى هناك سيعيد الاستقرار إلى المنطقة.
أو يمكن أن يهرب الأسد إلى إيران، حليفته القديمة، أو حتى روسيا التي حرصت دوماً على حماية نظامه من الانتقادات الدولية وأرسلت قوة بحرية إلى مرفأ طرطوس السوري لإظهار تضامنها مع سورية.
إذا قرر الهرب فعلاً، فلا بد من التفكير بما سيحل بزوجته أسماء المولودة في بريطانيا وبأولادهما الثلاثة، وفي حال طلبت العودة إلى عائلتها في أكتون، غرب لندن، قد تواجه بريطانيا موقفاً دبلوماسياً وأمنياً حرجاً ومثيراً للاهتمام.
أصر الأسد على أنه لن يتحرك من مكانه، ولكنه بدا متوهماً جداً عندما قال ذلك، تماماً مثل القذافي، ولا سيما حين أعلن أنه ليس من النوع الذي يتخلى عن مسؤوليته، بل أكد أنه موجود في هذا المنصب بسبب دعم الشعب له وأنه لن يرحل إلا بإرادة الشعب أيضاً.
2- القتال:
تنبثق المقاربة الراهنة للتعاطي مع الأزمة من القواعد التي طبقها والد بشار الراحل، حافظ الأسد، فمن المعروف أنه أخمد انتفاضة سابقة في حماة، في عام 1982، عندما قتل حوالي 10 آلاف شخص بحسب التقارير. لكن يكمن الفرق هذه المرة في واقع أن حملة القمع الدموية لم تنجح، حتى الآن على الأقل، في تحقيق أهدافها ولا تنحصر الاضطرابات في مدينة أو منطقة واحدة، فقد لجأ خصوم النظام المدعومين من عناصر الجيش المنشقين إلى المقاومة المسلحة في أنحاء البلد. يقول الأسد أيضاً إنهم يتلقون المساعدة من الخارج، لكن يصعب التأكد من صحة هذا الادعاء.
الأسبوع الماضي، عبّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن مخاوف منتشرة في أنحاء المنطقة والغرب، وحذر من أن الوضع في سورية يتجه إلى حرب دينية وطائفية وعرقية وأكد ضرورة تجنب هذا الأمر.
تكمن معضلة الأسد في واقع أن استمرار عمليات القتل من دون محاسبة (بعبارة أخرى، إذا لم يتمكن من إعادة فرض سيطرته بشكل كامل) سيدفع بعثة جامعة الدول العربية إلى الانسحاب، مما سيحتم تحركاً مباشراً من مجلس الأمن وتدخلاً محتملاً كما حصل في ليبيا.
حتى الآن، لا شيء يشير إلى نجاح حملات القمع العنيفة، لكن الأسد أعلن في خطابه أنه لن يغير أسلوبه فبدا مجدداً وكأنه ينكر وقائع الأمور. قال الأسد إن أحداً لا يتمتع بغطاء خاص وأكد أن أحداً لا يتلقى الأوامر بإطلاق النار على المواطنين، هو يهدف أساساً إلى إعادة فرض النظام ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال استهداف الإرهابيين بيد من حديد بحسب قوله، كما أكد أنه لن يتساهل مع الإرهاب أو كل من يستعملون الأسلحة للقتل.
3- التفاوض:
عاد الأسد ليطلق وعوداً مبهمة بالإصلاح، فتعهد بإجراء استفتاء دستوري على نظام مقترح يكون متعدد الجوانب في شهر مارس. لكن من المعروف أن مصداقيته انهارت بالكامل بنظر معظم السوريين بعد مرور سنوات من دون أن ينفذ أي وعود مماثلة، وإذا أصر الأسد على إحداث تغيير حقيقي، فقد يجازف بفقدان دعم شركائه في النظام، وعلى رأسهم شقيقه الصارم ماهر الأسد، وهو الرجل الأكثر نفوذاً في الجهاز الأمني السوري والمُتّهم بمعظم عمليات القتل الأخيرة.
لقد أحرق الأسد أوراقه الأخيرة مع أهم الدول العربية والغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان كانتا تعولان على قيادته عندما استلم الحكم في عام 2000. يبدو أن البلدان الغربية والدول المجاورة لسورية مثل تركيا لا ترى خياراً بديلاً عدا تنحيه من السلطة. ما يثير السخرية هو أن إسرائيل (عدوّة سورية القديمة) ربما تفضل بقاء الأسد حرصاً على استقرار حدودها، فإذا كان بديل الأسد نظاماً معادياً للغرب يقوده السنّة المسلمون، فقد تفضل الولايات المتحدة والعراق بقاءه أيضاً، لكن لأسباب مختلفة.
يبدو أن الأسد يغفل عن هذه الملاحظات وعن حاجته إلى الدعم في حال قرر التفاوض للخروج من هذا المأزق، بل إنه فضل الازدراء بنظرائه العرب في خطابه الأخير حين قال “إن جامعة الدول العربية فشلت طوال ستة عقود في اتخاذ موقف يصب في المصلحة العربية”، واعتبر أنه يجب ألا يتفاجأ أحد مما يحصل الآن. لكن في الوقت نفسه، قال الأسد إن سورية لن “تغلق الباب” أمام أي اقتراح عربي يحترم سيادتها ووحدتها، إذ يشير هذا الموقف إلى أنه لايزال يأمل في التوصل إلى صيغة إقليمية معينة تحفظ ماء وجهه وتمكنه من الاحتفاظ بالسلطة.
قد تصبح مصر نموذجاً لما سيحصل في سورية، فوفق هذا السيناريو، يسقط رئيس الدولة (حسني مبارك/ الأسد) ويخضع لمحاكمة رمزية، لكن يبقى النظام الذي يمثله الجيش والقوى الداخلية النافذة الأخرى على حاله بعد أن قدم هذه التضحية الكبرى. وهكذا تنجح الثورة ظاهرياً وتتوقف أعمال العنف في معظمها ويحصل احتفال كبير بهذا الإنجاز، لكن في صباح اليوم التالي، يدرك الجميع تدريجاً أن شيئاً لم يتغير

http://www.all4syria.info/web/archives/46755


الرد على: guardian and independent about syria - بسام الخوري - 01-18-2012

سوريا: الجميع يعلم أن التغيير قادم.. ولكن كم ستكون تكلفته؟
رجل أعمال ذو علاقات واسعة: الأمن يرى أن الحل هو القتل حتى ينتهي الموضوع ثم انتظار تغير موقف الغرب
الاربعـاء 24 صفـر 1433 هـ 18 يناير 2012 العدد 12104
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: أخبــــــار
دمشق: أيان بلاك*
بدا عدنان وزوجته ريما وهما يحتسيان الشاي في مقهى دمشق الذي يمتلئ بدخان الأرجيلة، شخصيتين عاديتين، فقد بدا الزوجان اللذان يوشكان على إكمال عامهما الثلاثين، غير منزعجين في نهاية يوم عمل في واحدة من أكثر المدن توترا في العالم.

لكن كحال الكثير في العاصمة السورية، ليس الأمر كما يبدو للوهلة الأولى، ففي حياتهما الطبيعية هو مهندس برمجيات وهي محامية، لكنهما في الليل ناشطان سريان يساعدان في تنظيم الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

إنه عمل محفوف بالمخاطر. فعلى مدار الأشهر العشرة الماضية، قتل الآلاف من السوريين - ربما ضعف العدد الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة والذي بلغ 5,000 سوري - حيث واصل الأسد حملة قمعية ضارية لم تظهر أي إشارة على الانتهاء، لكن خصومه عازمون بالمثل على مواصلة حملتهم.

لم يتمكن عدنان وريما من العمل أو الاتصال بعائلتيهما، فهما يحملان هوية مزيفة. يغير عدنان من مظهره بصورة منتظمة، فقد حلق للتو لحيته، ومن الواضح أنه عمل مجدٍ، فقد فشل صديق له على طاولة مجاورة في التعرف عليه.

يخضع غالبية أصدقائه للرقابة من الشرطة السرية، فيقول عدنان: «كانت مخيفة، لكننا اعتدنا عليها. لقد دمرت الثورة حاجز الخوف. فقد تعلمنا في المدرسة أن نحب الرئيس - حافظ - أولا، ولم تتحسن الأوضاع بعد أن تولى بشار السلطة. والآن تغير كل شيء. صورة الأسد مشوهة في كل مكان، ونحن على يقين من أننا سنسقط النظام في مرحلة ما».

في الظاهر تبدو دمشق هادئة. ربما تكون خطوط المواجهة الأكثر للثورة هي حمص وحماه وإدلب ودرعا، لكن مظهر «الطبيعية» في العاصمة مخادع فالمؤامرات والخوف والغضب كلها راكدة تحت السطح.

يقول أحد أقطاب المعارضة السورية لصحيفة «الغارديان»: «دمشق محورية لحياة نظام الأسد، فلن يسمحوا بوجود ميدان تحرير آخر هنا، فإذا ما سقطت دمشق سقط الجميع».

تقام المظاهرات الحاشدة التي تنظمها تنسيقيات الثورة السورية كل ليلة في العديد من الأحياء ودائما ما تكون يوم الجمعة، وحتى في المراكز في وضح النهار تستمر المظاهرات البسيطة لبضع دقائق وتختفي قبل أن تتعرض لهجوم من قوات الأمن، وأسوأ منهم الشبيحة الذين يرتدون سراويل الجيش والسترات الجلدية الذين يقفون في التقاطعات والميادين.

المتظاهرون أذكياء، ففي إحدى الحالات قام سائقون متطوعون بعمل ازدحام مروري في كل أنحاء محطة سكة حديد الحجاز القديمة لخلق مساحة يمكن خلالها إقامة مظاهرة قصيرة لكنها تجذب الانتباه.

الإبداع والسرية عاملان غاية في الأهمية بالنسبة للثورة. ففي اليوم الأول من رمضان صدحت مكبرات الصوت التي تم إخفاؤها في ميدان عرنوس منطقة التسوق المزدحمة بأغنية «ارحل، ارحل يا بشار» والتي كتبها وغناها إبراهيم قاشوش الذي قتل في يوليو (تموز) الماضي بعد غنائها في حماه، حيث قطع قاتلوه حنجرته وأزالوا أحباله الصوتية.

وقال أحد قاطني دمشق الذي سمع الأغنية: «في البداية كان الناس خائفين، لكنها عندما عزفت للمرة الثانية شعرنا بالارتياح، وفي المرة الثالثة بدأنا في الضحك».

كانت مكبرات الصوت مثبتة على سقف والمنطقة حولها ممسوحة بالزيت كي يصعب إسكاتها.

كانت هذه التكتيكات فاعلة لكنها خطرة. ففي إحدى المرات قام ناشط بتشغيل شريط لأغنية في تاكسي، لكن السائق اتضح أنه عميل للمخابرات، وقام باعتقاله. جواد خبير الكومبيوتر المشترك في واحدة من هذه المجموعات اعتقل لمدة شهرين وتعرض للضرب في محاولة لإرغامه على البوح بأسماء أصدقائه.

الأعمال السلمية الأخرى، كانت رمزية بشكل مذهل، ففي أغسطس (آب) كانت صبغة حمراء بلون الدم تقطر من نافورة خارج مصرف سوريا المركزي في ميدان سبع بحرات، حيث تقام المظاهرات الصاخبة المؤيدة للأسد. وتم توزيع الشموع التي لفت بقطع من القماش الأسود لإحياء ذكرى غياث مطر، الذي اشتهر بتوزيع الورود على الجنود والذي عذب وقتل في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتقول سلمى، الناشطة الحقوقية: «الناس هنا يجازفون، لكن في إدلب وحمص الوضع يختلف فهي بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت. وهذا ليس صحيحا في دمشق».

بيد أن البعض لا يمكنه تصديق ما يمكنهم القيام به. فيقول بسام، وهو صناعي في العشرينات من العمر، ضاحكا: «انظر إلينا، نستخدم أسماء زائفة ونراوغ الشرطة لتفادي نقاط التفتيش. في المرة الأولى التي شاركت فيها في المظاهرات كانت مخيفة، لكنها الآن مبهجة».

بيد أن أحدا لا يعتقد أن الثورة سيكون لها نهاية سعيدة في أي وقت قريب. فقد اعتبرت كلمة بشار الأسد التي وجهها إلى حشد من مؤيديه بمثابة إعلان حرب. ففي بث حي على شاشة التلفزيون الرسمي للدولة، بدا الحشد كبيرا، لكن التسريبات غير الرسمية للقطة أظهرت عددا لا يتجاوز ألف شخص في الميدان الأموي.

جدير بالذكر أن دمشق تخضع لحصار من الفرقة الرابعة بالجيش السوري التي يرأسها ماهر الأسد، شقيق الرئيس، وتخضع المباني الحكومية للحماية بالحواجز المضادة للانفجارات. أما الطرق القريبة من القصر الرئاسي ووزارة الدفاع فمغلقة. وفي مقر القيادة الأمنية في كفرسوسة يطل الحراس المدججون بالأسلحة الرشاشة من مواقعهم خلف أكياس الرمال.

في هذه المنطقة قبل يومين من الكريسماس (أعياد الميلاد المسيحية)، الذي مر دون فرحة، وقع تفجيران انتحاريان قتل خلالهما 44 شخصا، وألقيت مسؤولية الانفجار (بعد 20 دقيقة من التفجيرين) على «القاعدة» - في محاولة لتأكيد الرواية الرسمية بأن السلطات في سوريا تواجه عصابات إرهابية مسلحة لا مظاهرات شعبية حاشدة باتت حدثا رمزيا للربيع العربي.

وفي السادس من يناير (كانون الثاني) الحالي ضرب الإرهابيون مرة أخرى، ففي الميدان القريب، معقل المعارضة، كان هناك ما بدا، منذ الوهلة الأولى على الأقل، كتفجير انتحاري، والذي قيل إنه أودى بحياة 26 شخصا، لكن التفاصيل الرئيسة للحادث لا تزال مثيرة للشكوك.

ويقول سكان المنطقة إنهم تعرضوا لحصار غامض من قبل رجال الشرطة في تلك الليلة. وأشار العديد منهم إلى الرد السريع من قبل وسائل الإعلام السورية وخدمات الطوارئ. وتجمع حشد كبير من المتظاهرين على نحو سريع، ليسوا من أهل الحي، يهتفون بشعارات مؤيدة للأسد أمام الصحافيين الذين احتشدوا بالقرب من وزير الإعلام. وتبدو الشكوك بأن الحادث مفتعل أكثر قبولا من كونه عملا مدبرا.

يقول أبو محمد، سائق سيارة أجرة سني، إنه على يقين من ذلك، فيقول: «كان ذلك كله عملا مسرحيا، ومختلقا بأكمله. الهدف من ذلك هو تخويف أهل دمشق»، فيما يرى نادر، صاحب متجر، والذي كان أكثر جرأة أن «الحكومة تعرف أن السوريين لا يثقون بها، لكنهم يعتمدون على خوف الأفراد من كسر حاجز الصمت».

يشير حسن عبد العظيم، رئيس لجنة التنسيق الوطنية المعارضة، الذي عادة ما يتعرض للانتقادات بأنه وثيق الصلة بالنظام عن شكوكه الكبيرة أيضا بشأن الرواية الرسمية.

وفي الحادي عشر من يناير الحالي ترك مقتل مراسل التلفزيون الفرنسي غيلز جاكي بقذيفة هاون، خلال رحلة نظمتها الحكومة إلى حمص أسئلة أكثر حيرة دون إجابة. فهل كانت رسالة تحذير إلى وسائل الإعلام الدولية؟ الغريب بشأن كل هذه الحوادث هو اعتقاد الكثير من السوريين أن النظام سيعمل بهذه الازدواجية المميتة.

فيقول شخصية أخرى مناوئة للأسد: «ما من أحد لديه شك، الناس تعتقد أن النظام يمكن أن يفعل أي شيء، فلا توقفه خطوط حمراء».

يرى مؤيدو الرئيس الأمور من منظور مختلف للغاية. فنظرية المؤامرة الكبرى التي يتحدث عنها النظام، والتي تتآمر فيها الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل ومن يصفونهم بـ«العملاء الرجعيين العرب تقودهم في ذلك قطر»، تذاع بصورة يومية في الإعلام الموالي للدولة. وتعتبر قناة «الدنيا»، المملوكة لشقيق زوجة ماهر الأسد، أكثر المحطات الفضائية شراسة. وعلاوة على سخريتها من قناة «الجزيرة»، اتهمتها بعقد مظاهرات مزيفة في استوديو كبير مشابه للمدن السورية. وقد أشار الرئيس في كلمته إلى 60 محطة تلفزيونية كجزء من هذه المؤامرة الكبيرة. ويبدو أن الأكاذيب الكبيرة مجدية، فيهاجم سائق تاكسي علوي أمير قطر ليؤكد: «لا توجد مظاهرات في سوريا، وإن وجدت فهي من أفراد تلقوا تمويلا وعصابات إرهابية». ولا عجب في أن العديد من السوريين يوبخون الصحافيين الأجانب القليلين الذين يسمح لهم بالدخول إلى البلاد وحثهم «على نقل الحقيقة كما هي».

يزعم الموالون للنظام الذين تحدثوا إلى وسائل الإعلام العالمية بدعم الإصلاح السياسي والحوار مع المعارضة السلمية. هؤلاء الأشخاص مثل بثينة شعبان مستشارة الأسد وجهاد مقدسي مدير الإعلام في وزارة الخارجية الذي يدخل في نقاشات على «تويتر» مع مؤيدي الانتفاضة. فحذر مقدسي من أن «الإطاحة بالرئيس ستجلب أخطارا لا حصر لها».

مع ذلك يؤكد قادة الأمن السوري النافذون، الذين تعذر الوصول إليهم للتعليق، وجود خطر كبير متمثل في المتطرفين السلفيين أو أفراد تنظيم القاعدة وهم نفس «المقاتلين الأجانب» الذين استخدمتهم المخابرات في العبور إلى العراق لمقاومة الأميركيين. وتقدم الصور التي تثير الغثيان والتي يظهر بها جثث مقطوعة الرأس أو مقتلعة العيون كدليل على وحشية هؤلاء الإرهابيين. ولا يزعم مؤيدو المعارضة أن هذه الصور مزيفة، لكنهم يصرون على أن النظام يتحمل المسؤولية كاملة عن العنف الذي تشهده البلاد. وقال رجل أعمال متشائم لكن لديه معارف كثيرون: بالنسبة إلى الأمن السوري فإن الحل الآن هو مواصلة القتل حتى ينتهي الوضع ثم انتظار حدوث بعض التغيير في موقف الغرب.

ويتهم مؤيدو الأسد المعارضة بالسذاجة ونسيان ما حدث في الثمانينيات التي شهدت الاغتيالات والتفجيرات التي نفذها الإخوان المسلمون والتي وصلت إلى الذروة بانتفاضة حماه التي قضى فيها 20 ألف شخص على الأقل على يد القوات التابعة للنظام، لكن هذا كان قبل 30 عاما، فمن الصعب أن يجدي هذا الحل الوحشي الأمني نفعا في عصر «يوتيوب» ومن غير المرجح أن يساعد في قمع الثورة. كذلك تطل الطائفية برأسها في الوقت الذي تحمل فيه المعارضة النظام مسؤولية إثارة التوتر بين العلويين، الذين يسيطرون على قوات الأمن، والأغلبية السنة. ومن السهل القيام بذلك في ظل المناخ العام الحالي. ويحكي مضر، وهو شاب ينتمي إلى العلويين ولديه علاقات مع أطراف رفيعة المستوى، عن ابن عمه الجندي الذي قُتل وتم التمثيل بجثته، ثم يضغط على مقطع مصور لرجل ذي لحية كثة يقطع رأس الضحية وهو يصرخ. وفي منطقة قريبة من الجامع الأموي، قالت امرأة تزور صديقا من المسلمين السنة إنها لم تجرؤ على العودة إلى منزلها بسيارة أجرة لخوفها من الاختطاف على يد سائق سني وتسليمها إلى من يقتلها مقابل المال. وهناك الكثير من المخاوف، ففي الربيع الماضي حثت مجموعة من العلويين البارزين الأسد على الاعتذار عن أعمال القمع وإجراء إصلاحات حقيقية لا شكلية. وحذر أحد القادة المعارضين القدامى قائلا: «يشعر العلويون بأن مصيرهم مرتبط بالأسد وهذا خطر». ومن الواضح أن الضغوط تتزايد، حيث يقال إن رجال الأعمال العلويين يقدمون رشى إلى المخابرات حتى لا يتم استخدام موظفيهم في المظاهرات المؤيدة لنظام الأسد. وحازت فدوى سليمان، وهي ممثلة تنتمي إلى الطائفة العلوية، على الإعجاب عندما أعلنت عن دعمها للثورة، لكنها تعرضت للتشهير من قبل أخيها على شاشة التلفزيون. كذلك يشعر المسيحيون، وهم عادة من مؤيدي النظام، بالقلق، خاصة من مشاركة السلفيين في الثورة وتحرص الكنائس على تأكيد الدعم الشعبي للأسد. ويرى البعض جانبا إيجابيا في الأمر، حيث تم تعيين داود راجح، المسيحي اليوناني الأرثوذكسي، رئيس أركان للجيش ربما في محاولة لضمان دعم المسيحيين.

من المؤشرات الأخرى على زيادة الأزمة السورية تعقيدا عدم قيام الدولة بمهامها على كما ينبغي. ويقول أحد الخبراء: «الانهيار بطيء». ويشعر قادة قوات الأمن بالقلق أيضا بسبب الرشى التي تُطلب في مقابل إطلاق سراح المحتجزين. ويقال إن الثوار اشتروا نصف الأسلحة من أفراد في الجيش، بينما يغض موظفو الجمارك الطرف عن شحنات الأسلحة القادمة من لبنان. وتستمر الشائعات عن تبادل إطلاق النار بين أفراد البوليس السري في عمليات سرية. كذلك يقال إن المسؤولين أتلفوا وثائق تكشف عن أموال جاءت بطريق غير شرعي بمكالمة من القصر الرئاسي. وازدادت أزمة سوريا الاقتصادية سوءا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبات انقطاع التيار الكهربائي لساعات يوميا أمرا معتادا. وتعتمد المتاجر في أكبر شوارع دمشق على مولدات كهرباء على الرصيف. وهناك نقص في البنزين نتيجة زيادة استهلاك قوات الأمن وكذلك زادت أسعار زيت التدفئة والطهي بشكل كبير.

النكتة التي توضح هذا تحكي عن شراء أبو فلان لدجاجة لطهيها على الغداء، فيطلب من زوجته طهيها، لكن تخبره زوجته بعدم وجود غاز، فيقترح وضعها في الميكرويف، فتخبره بانقطاع التيار الكهربائي، وهنا تصيح الدجاجة: «الله، سوريا، بشار وبس».

ولا يختلف الوضع كثيرا عن الوضع في ليبيا قبل إسقاط نظام القذافي وقتله، حيث تنتشر الدعاية بأن الشعب لا يحتاج بعد الله سوى معمر القذافي، فهل يمكن أن يمثل هذا فألا سيئا بالنسبة للأسد. لقد تمت السخرية من الرئيس لثنائه على جودة زيت الزيتون والقمح السوري، في إشارة إلى أوهام النظام عن الاكتفاء الذاتي. مع ذلك يتذمر المواطن العادي، ويبدو وضع الاقتصاد الكلي قاتما، حيث انهارت الاستثمارات الأجنبية والسياحة، فالفنادق شاغرة، وتحظر العقوبات الأميركية تقريبا التعاملات المالية الدولية مع سوريا. كذلك توقفت الأمم المتحدة عن شراء النفط من سوريا. ولم تعد بطاقات الائتمان تستخدم، وقيمة الجنيه السوري في تراجع مستمر. يدرك النظام المخاطر، لكن مساحة المناورات تنحسر شيئا فشيئا، حيث اعترض رجال الأعمال السنة على قراره بحظر استيراد السلع الفاخرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتم التراجع عن القرار منذ بضعة أيام.

من المتوقع أن يؤثر ذلك على صحة المواطنين، حيث زادت إصابتهم بالأزمات القلبية وارتفاع ضغط الدم وأعراض التوتر الأخرى. ويجني الصيادلة الأرباح من بيع العقاقير المضادة للاكتئاب. منذ عامين حظرت الحكومة التدخين، مع ذلك ما زال الدخان يعبق الهيئات الحكومية والمقاهي والمطاعم، وزاد تناول الناس للمشروبات الكحولية. قال أحد الأصدقاء وهو يضحك: «ينصحك الأطباء بمشاهدة بعض الأفلام المصرية السخيفة.. كل شيء ما عدا الأخبار». ويعايش الكثيرون قمع أجهزة الدولة ويصفون تفاصيل عن الخلايا السرية والضرب والتعذيب. وبات من المعروف تعاون مستشاري الأمن الإيرانيين بخبرتهم الخبيثة في مراقبة الاتصالات وشرطة مكافحة الشغب. وتبدو دمشق مثل طهران عام 2009 خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئيسية المطعون على نزاهتها. وقال خبير الاقتصاد راجا عبد الكريم: «ليس لدى من يتم اعتقالهم حساب على موقع فيس بوك. إنهم لا يهتمون بالممثلين والصحافيين والكتاب. إن تأثير صور المظاهرات والقتل أكبر من أي تعليق من أي شخص مثلي». وبكى أبو أحمد، وهو رجل في منتصف العمر فصل من وظيفته الحكومية وهو يروي أنه كان في جنازة مع زوجته وأبنائه في الميدان الذي شهد انفجارين انتحاريين عندما بدأ الشبيحة في إطلاق النار.

لا ينقل إعلام الدولة إلا أخبارا عن «شهداء» أفراد الأمن أو مؤيدي النظام، بينما يتم تسليم الجثث إلى الأهالي وعليها آثار التعذيب بوضوح. وكتبت رزان غزاوي على موقع «تويتر»: «ربما يعد أسوأ انتهاك لحقوق الإنسان ارتكبه النظام ضد الشعب السوري هو عدم منحهم الوقت الكافي للحداد على كل شهيد والحزن عليه».

ولا يشعر معارضون للأسد بارتياح من اتجاه الثورة التي بدأت سلمية نحو طريق الثورة المسلحة. من المتوقع أن تزداد وتيرة العنف في ظل تزايد عدد أفراد الجيش السوري الحر، الذي يتكون من ضباط منشقين عن الجيش السوري. وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين: «إذا استمر إطلاق النار على الناس لأشهر، لا تفاجأ إذا بدأوا يردون بإطلاق النيران».

بوجه عام، تبدو الانشقاقات في سوريا في ازدياد. ويقول بدر، المعلم: «خلال الأشهر العشرة الأخيرة، اتخذ الملايين موقفا وسطا، لكن الأسد لا يترك لنا خيارا». وهناك نكتة أخرى عن مواطنين منعوا من ارتداء ملابس رمادية اللون، بل فقط الملابس السوداء أو البيضاء. لا يمكن لأحد أن يتوقع إلى متى ستستمر الانتفاضة.

من جانب المعارضة، تخفت قوة التفاؤل بإدراكهم أن ميزان القوى ليس في صالحهم على المدى القصير، ومن غير المرجح أن يتغير سريعا إلا إذا حدث تدخل عسكري أجنبي مثلما حدث في ليبيا وهو ما يستبعده الكثيرون. وكتب أحد مؤيدي الثورة على «تويتر»: «مستقبلنا في أيدينا وإلا فلن يكون لنا أي مستقبل».

قال لؤي حسين، وهو كاتب مستقل ومفكر ينتمي للطائفة العلوية: «لقد وصلت الأزمة إلى طريق مسدود، فكل المؤشرات تتجه نحو نشوب حرب أهلية نهايتها مفتوحة. ما زال الأسد يحظى بقدر كبير من الدعم. إن الأمر لا يتعلق فقط بالقمع».

ويتبنى الخبير الاقتصادي عبد الكريم رؤية، حيث يقول: «لا يساورني أي شك في سقوط النظام. وتكمن المشكلة في أنه كلما طالت مدة بقائه، زادت قوة الإسلاميين. سوف يحصل هؤلاء الذين يدعمون العنف على الأرضية. إنها مسألة وقت وتكلفة، إن الوقت يقل، لكن الثمن يرتفع».

وتتفق منى غانم من «حركة بناء الدولة السورية»، وهي واحدة من المؤسسات القليلة التي لا تهدف للربح، تماما مع هذا التحليل المتشائم. وتقول: «نحن سعداء بالتغيير، حيث كنا نعتقد أن التغيير لن يأتي أبدا إلى سوريا. مع ذلك نخشى من ثمنه».

* بالاتفاق مع «الغارديان» البريطانية



الرد على: guardian and independent about syria - بسام الخوري - 01-20-2012

الجمعـــ 2012/01/20 ــــــــة مقالات من صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»
الانتفاضة السورية... صعوبة الحسم السلمي * فراس مقصد

محلل متخصص في الشرق الأوسط مقيم بواشنطن

بينما يتناقش زعماء العالم حول ما ينبغي القيام به بشأن الأزمة في سوريا، مازال جزء كبير من ترددهم يتمحور حول ما إن كان ثمة بديل ذي مصداقية لأكثر من 40 عاماً من حكم الأسد. وفي هذه الأثناء، صَعَدَ المجلس الوطني السوري، وهو تجمع يتكون في الغالب من زعماء سياسيين منفيين، إلى الواجهة باعتباره الصوت الرئيسي للمعارضة في الخارج. ولكن ماذا عن الجيش السوري الحر، القوة المتمردة المتزايدة المؤلفة من آلاف المنشقين الذين يهاجمون قوات الأسد الآن على الميدان؟


في محاولة للحصول على بعض الأجوبة، انتظرتُ بقلق ولهفة أحد قادة الجيش السوري الحر بمنزل آمن بارد ومظلم على الحدود السورية- اللبنانية. الصمت المقلق الذي كان يسود المكان لم يكن يكسِّره سوى صوت الرصاص الذي يسمع من بعيد في التلال النائية. ومر وقت قبل أن تظهر في الأفق الأضواء الأمامية لسيارة تشق طريقها بتعرج عبر طريق جبلي أسود. وبعد وقت قصير، ترجل القائد أحمد العربي المركبة وبندقية كلاشنيكوف في يده.
العربي رجل قوي البنية في الخمسينيات من عمره لا لحية لديه، فقط الشارب السوري التقليدي وابتسامة كاريزمية. وإلى جانب بندقيته الهجومية، كان العربي مسلحاً بهاتف نقال يستعمله للتواصل مع الجنود في الميدان، كما يستعمله ككاميرا لالتقاط صورة مع الصحفيات اللاتي يهرِّبهن عبر الحدود. إنه رجل يمكن القول إنه بالكاد محافظ أو متدين.

وبعد حديث مازح قصير من أجل تخفيف الأجواء المشحونة، دخل القائد العسكري العامل في الحدود اللبنانية في صلب الموضوع:الكتيبة التي يقودها تسمى "فجر الحرية" وتمتد منطقة عملياتها من جبال شمال لبنان إلى أطراف مدينة حمص السورية المحاصَرة، التي تبعد بحوالي 12 ميلاً. أهدافها المعلنة الرئيسية هي الدفاع عن اللاجئين الجرحـى الذين يفرون إلى شمال لبنان- حيث تقوم بتأمين طرق الهرب التي يسلكونها والدفاع عنهم على الأراضي اللبنانية. كما تعمل على تأمين إيصال الإمدادات الإنسانية إلى حمص وتوفير طرق الوصول للصحفيين الأجانب الذين يقومون بتغطية الانتفاضة.

الأوامر التي يتلقاها المئات من جنود العربي الذين يعملون داخل سوريا تصدر عن قيادة المتمردين في جنوب تركيا. وعلى الرغم مما يروج من أخبار حول عمليات الانشقاق العسكري عن قوات الأسد وما يعقبها من هجمات عليها، إلا أن القائد يصر على أن الجميع يأتمر بأوامر سلطة مركزية إذ يقول "إن وحداتنا تستعمل أسلوب الكر والفر، ولا توجد عناصر خارجة عن السيطرة".

أبو محمد وزوجته لاجئان يقول الجيش السوري الحر إنه يحميهما. فقد قطعا مئات الأميال مشياً على الأقدام من بلدة درعا في جنوب سوريا للوصول إلى الأمان الذي توفره الجبال الشمالية للبنان، وهو مستهدف من قبل السلطات السورية بسبب مشاركته في الاحتجاجات المعارضة للنظام التي فجرت الانتفاضةَ لأول مرة قبل نحو 10 أشهر. وبعدما فشلت في القبض عليه، قامت القوات الحكومية، على ما يفترض، بتعذيب وقتل ابنه الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات، قبل أن تعيد جثته مبتورة الأصابع وعدد من الرصاصات قد اخترقت صدره الهامد.

وبينما يحكى الأب المكلوم قصته المؤلمة، كانت زوجته ترضع طفلاً ضعيفاً وُلد قبل الأوان خلال فرارهما.

وخلافاً لما يدعيه النظام، فإن الدعم الأجنبي للجيش السوري الحر مازال شحيحاً حيث يعتمد العدد المتزايد من المنشقين على ما يستطيعون الاستيلاء عليه من الثكنات العسكرية الحكومية. والأشخاص الذين رأيتهم لم يكونوا يحملون سوى بنادقهم الأوتوماتيكية الصادرة عن الحكومة وصناديق الرصاص.

وحسبما يقال، فإن الزعماء العسكريين الليبيين، الذين أسقطوا القذافي مؤخراً بدعم من "الناتو"، هم الوحيدون الذين عرضوا على المتمردين بعض المساعدة. ذلك أن لدى الزعماء الغربيين والأتراك والعرب تخوفات مشروعة بشأن دعم الجيش السوري الحر، ومن ذلك تجنب مواجهة عسكرية مباشرة مع نظام سوري يمتلك مخزونات كبيرة من الأسلحة الكيماوية، ومئات من الصواريخ الباليستية، ولديه سجل من اللجوء إلى العنف السياسي.

ولكن وبينما تنزلق سوريا إلى حرب أهلية بتحريض من النظام، نحو حرب يمكن أن تمتد إلى لبنان والعراق المجاورين، يزداد ثمن عدم التحرك الأجنبي. ثم إنه نظراً لعنف النظام المتزايد والعنف المضاد، فإن الحفاظ على الانتفاضة السورية سلمية لم يعد خياراًَ. ولذلك، فإن المجتمع الدولي في حاجة إلى استراتيجية واضحة من أجل تسريع وتيرة التغيير في سوريا، علماً بأن الجيش السوري الحر بات اليوم جزءاً هاماً لا يمكن تجاهله من المعادلة. وبالنسبة للقائد العربي، يمثل فرض منطقة حظر جوي من قبل المجتمع الدولي أو ممر إنساني بمحاذاة الحدود التركية- السورية المطلب الرئيس، حيث يعتقد أن من شأن مثل هذا السيناريو أن يوفر غطاء للآلاف من الجنود المحبطين داخل سوريا والذين مازالوا غير قادرين على الانشقاق عن الجيش. كما أن من شأنه توفير قدر أكبر من الحماية للمدنيين، ووقف انزلاق سوريا إلى حرب أهلية عبر تسريع رحيل النظام.

وعلى الرغم من قسوة الظروف التي يعيشون فيها، إلا أن المتمردين واللاجئين على حد سواء يبدون واثقين بأن الأربعين عاماً أو يزيد من حكم الأسد باتت تشارف على نهايتها إذ يقولون متفائلين: "إنها مسألة وقت فقط". ولكن السؤال هو: بأي ثمن؟

عندما نهض القائد العربي ليرحل، التقط بندقيته وقطع لي وعداً إذ قال: "إذا جاء (الغرب) لمساعدتنا، فإنني سأسمي ابني "جوبي""، نسبة إلى وزير الخارجية الفرنسي (ألان جوبي) الذي تزعم الدعوات إلى تدخل إنساني في سوريا قبل أن ينسحب ويتوارى عن الأنظار بين التلال الباردة المظلمة التي أتى منها، ومخططه هو عبور الحدود إلى حمص في الصباح التالي.


الرد على: guardian and independent about syria - بسام الخوري - 01-20-2012

















العنوان: هل يستطيع نظام الأسد البقاء؟
الكاتب:باتريك سيل *
المصدر: صحيفة الحياة
تاريخ النشر: الجمعة ـ 2012/01/20
--------------------------------
لا يبدو أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد يواجه خطر السقوط أو الإطاحة به فوراً. فعلى رغم أنه يواجه انتفاضة شعبية في الداخل وضغوطاً قاسية من الخارج، فقد تمكّن، أقله حتى هذه اللحظة، من مقاومة الرياح التي تعصف به. إلا أنّ الصعاب التي تعترضه تبدو هائلة. ففي خطاب ألقاه في 10 كانون الثاني (يناير)، وصف الأزمة التي يواجهها بأنها «معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث».

ويُجمع عدد كبير من المصادر الموثوقة داخل سورية وخارجها أنّ الأسد الذي نجح في التصدّي لأعدائه منذ آذار (مارس)، يحظى بفرصة كبيرة في البقاء لأشهرعدة أخرى. إلا أنّ حظوظه بالبقاء على المدى الطويل تبدو غير أكيدة.

لقد حاول الرئيس السوري الذي يعدّ مناوراً محنّكاً كسب الوقت. وساهمت موافقته على السماح لمراقبي الجامعة العربية بزيارة بلده في إراحته من بعض الضغوط لمدة شهر وربما شهرين. وفي إطار التعاطي مع المتظاهرين، استخدم سياسة الجزرة والعصا إذ عمد أخيراً إلى إصدار عفو عام عن السجناء السياسيين واقترح إجراء حوار فوري مع المعارضة وقطع من جديد وعداً بمراجعة الدستور الذي سيخضع لاستفتاء شعبي على أن يتمّ بعد ذلك إجراء انتخابات متعدّدة الأحزاب في بداية الصيف. كما وافق على منح ترخيص لحزبين في هذا الأسبوع.

ويعتبر بعض المصادر أنّ بقاء الأسد على المدى الطويل يعتمد على قدرة إيران التي تعدّ حليف سورية المقرّب، على الصمود. وتواجه إيران التي تتعرّض لعقوبات غربية تصيبها بالشلل، محاولة لا تهدف إلى وقف برنامج تخصيب اليورانيوم فحسب الذي ترى فيه إسرائيل تحدّياً لاحتكارها الأسلحة النووية، بل إلى تغيير النظام الإيراني بالكامل. وشنّت الولايات المتحدّة وإسرائيل بدعم من عدد من الدول الأوروبية والعربية التي اجتمعت من أجل تحقيق مصالحها التجارية والمذهبية أو الاستراتيجية هجوماً واسعاً على الائتلاف الثلاثي الأطراف الذي يضمّ طهران ودمشق و«حزب الله». وتكمن «جريمة» هذا الثلاثي في تجرّؤه على تحدّي هيمنة أميركا العسكرية في الخليج وهيمنة إسرائيل العسكرية في المشرق. ويعلم الحلفاء الثلاثة أي إيران وسورية و«حزب الله» أنهم يبقون معاً أو يسقطون معاً. ومن المرجّح أن تكون المعركة محتدمة.

تواجه إيران حملة منهجية تهدف إلى القضاء على منشآتها النووية من خلال شنّ هجوم عبر الإنترنت واغتيال العلماء وتقويض اقتصادها عبر مقاطعة صادراتها النفطية وبنكها المركزي. ولا تألو إسرائيل وحلفاؤها الأميركيون جهداً من أجل دفع الولايات المتحدّة إلى شنّ هجوم على إيران تماماً كما دفعوا الولايات المتحدّة إلى اجتياح العراق وتدميره. وفي حال خضعت إيران أمام ضغط العقوبات والتهديدات العسكرية، قد تنهار سورية. وقد يواجه «حزب الله» الذي سيصبح بدوره محروماً من حلفائه الخارجيين محاولة إسرائيلية أخرى للقضاء عليه كما حصل عام 2006.

ويركّز بشّار الأسد انتباهه على الخطر الذي تفرضه هذه «المؤامرة الأجنبية» على سورية. فأشار في خطابه إلى أنّ هذه المؤامرة هي الأخيرة من بين عدد من المؤامرات المماثلة. إذ تمّ اجتياح العراق عام 2003، و«تمّ التهديد بقصف سورية وغزوها». واستغل الأعداء نفسهم اغتيال رفيق الحريري عام 2005 لإخراج القوات السورية من لبنان ولمحاولة إسقاط النظام السوري. وعام 2006، اجتاحت إسرائيل لبنان وعام 2007 قصفت منشأة سورية نووية مزعومة وعام 2008 شنت هجوماً على قطاع غزة، معرّضة في كلّ مرّة سورية للخطر. إلا أنّ الأسد أعلن متحدياً «لن نسمح لهم بهزيمة سورية ... فالمقاومة هي جوهر هويتنا».

يعتبر الأسد أنّ معارضيه المحليين هم حلفاء أعدائه الخارجيين، وأنهم ليسوا متظاهرين شرعيين ضد الفساد وعنف رجال الشرطة وبطالة الشباب الحادّة والنقص في الحريات الأساسية. وساهم استخدام بعض هؤلاء المعارضين السلاح وقيامهم بقتل الجنود ورجال الشرطة وتدمير الممتلكات العامة في دعم حجته. فهو يبدو عازماً على «القضاء على هؤلاء الإرهابيين القتلة ... لا يمكن المساومة مع الإرهاب».

هذه هي عقليته وهذا هو تبريره للقمع الدامي خلال الأشهر العشرة الماضية الذي تمثّل في عمليات قتل واسعة النطاق وزجّ عدد كبير من الأشخاص في السجن إلى جانب الضرب والتعذيب. وتسبّبت هذه الوسائل الوحشية بتصدع في المجتمع السوري وعزّزت التوترات المذهبية. كما أنها أضرت بصورة سورية وبسمعتها الدولية. وسيكون من الصعب أن يبرأ الجرح الداخلي. كيف سيتعلّم السوريون أن يعيشوا مع بعضهم البعض مجدداً؟ قارن مصدر سوري الوضع الحالي مع ذلك الذي واجهه الفرنسيون حين عمل المقاومون والمتعاونون بعد انتهاء الاحتلال الألماني على إعادة إعمار مجتمعهم المتصدّع بعد الحرب العالمية الثانية.

لقد انهارت السياحة في سورية فيما خسر سوق الأسهم 50 في المئة من قيمته وتراجع معدل سعر صرف الليرة أمام الدولار في السوق السوداء من 49 إلى 67 ليرة سورية. وبدأت إمدادات الوقود تنفد فيما برز العجز في الموازنة. إلا أنّ سورية تحظى بقدر كبير من الاستقلال الغذائي وفي حال اعتمدت سياسة التقشّف، يمكن أن تصمد في وجه العقوبات والمقاطعة.

أما نقطة القوة الوحيدة التي تساهم في تعويم النظام فهي ولاء الجيش والقوات المسلحة المستمر له. فالانشقاقات تبدو قليلة في صفوف هذه الأجهزة. وطالما أنّ هذا هو واقع الحال، لن تكون المعارضة قادرة على إسقاط النظام كما لا تستطيع الاعتماد على التدخّل العسكري الخارجي لا سيّما أنّ أي بلد غربي أو عربي ليس مستعدّاً لاستخدام القوة. قد تبحث تركيا إمكان التدخّل في حال تهدّدت مصالحها الحيوية جرّاء الدعم السوري لحزب العمّال الكردستاني الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية.

وفي مجلس الأمن الدولي، ستحمي روسيا والصين سورية من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أيّ قرار يتيح استخدام القوة. وبوسع سورية الاعتماد على العراق والجزائر والسودان لتفادي تدويل الأزمة. ويصب تراجع دور أميركا بعد انسحابها من العراق وإخفاقها في أفغانستان وحذرها من المغامرات الخارجية وتقليص موازنتها الدفاعية في مصلحة سورية.

كما يصب عاملان مهمّان في مصلحة النظام، هما إخفاق المعارضة في التوحّد حول زعيم واحد أو حول مشروع سياسي واحد واستمرار شريحة كبيرة من الشعب في دعم النظام. ويبدو أنّ الأقليات مثل العلويين والمسيحيين والدروز والموظفين المدنيين والضباط والتجّار البارزين في دمشق وحلب والطبقة البرجوازية الجديدة التي تضمّ عشرات الآلاف من الأشخاص والتي أنشأها النمط الاقتصادي الليبرالي الجديد في العقد الماضي، قلقون من تغيّر النظام. فهم لا يشعرون بأن المتظاهرين في الشوارع أو المعارضة في المنفى يمثلونهم.

وحين يتذكر السوريون الدمار الكبير الذي تسببت به الحروب الأهلية في البلدان المجاورة لهم في لبنان والعراق، يخشون من مواجهة المصير نفسه. فالجميع يتخوفون من اندلاع حرب أهلية طائفية. وينتظر «الإخوان المسلمون» في سورية، الذين يعدّون العنصر الأقوى في المعارضة، الثأر من قمع انتفاضتهم في مدينة حماه عام 1982. وفي نهاية السبعينات، نفّذوا حملة إرهابية ضد نظام والد بشار، حافظ الأسد. وفي أحد عملياتهم الإرهابية، تمّ إطلاق النار على 83 طالباً علوياً في المدرسة الحربية في حلب عام 1979. وحين استولوا على حماه قتلوا أعضاء في حزب البعث ومسؤولين حكوميين. وأرسلت الحكومة قواتها لاستعادة المدينة، ما أدى إلى مقتل حوالى 10 آلاف شخص. ولا يزال الرقم النهائي للضحايا متنازعاً عليه إلا أنّ طيف الأحداث في حماه يحوم على الساحة اليوم، ما يؤدي إلى تأجيج مشاعر الغضب لدى الطرفين.

* كاتب بريطاني مختص في شؤون الشرق الأوسط


الرد على: guardian and independent about syria - بسام الخوري - 01-28-2012

تايمز: النظام يفقد سيطرته على دمشق

خلص تقرير لصحيفة تايمز البريطانية أن السلطات السورية باتت تفقد بشكل متسارع السيطرة على شوارع العاصمة واحدا تلو الآخر، مشيرة إلى أن مناطق كثيرة في دمشق سقطت في أيدي الثوار، وسط حديث عن أزمة في الوقود بحلب تحدثت عنها صحيفة فايننشال تايمز.

وتناولت تايمز تشييع جنازة الشاب مازن أبو دهب في بلدة سقبا شرق دمشق حيث قتل برصاص الأمن السوري، ونقاط التفتيش التي يسيطر عليها عناصر من الجيش السوري الحر الذين يتخذون وضعا استنفاريا، فضلا عن أعلام ما قبل حزب البعث التي ترفرف على الأسطح.

وتنقل تايمز عن مدرس وهو يغطي وجهه خشية انتقام النظام منه، قوله إن هذه المنطقة أصبحت حرة منذ 12 يوما، متحدثا عما وصفه بعجز النظام ولجوئه فقط إلى قطع التيار الكهربائي والمياه وخطوط الهاتف، وقال إن "ذلك يظهر مدى ضعفه".

ويكتفي الجيش النظامي وقوات الشرطة بالوقوف خلف أكياس من الرمل على مداخل المناطق، حيث اضطرت سيارة شرطة تجوب المنطقة إلى انسحاب سريع عندما كشفها الثوار.

وبدت وزارتا الدفاع والداخلية محصنة بجدار إسمنتي ووسائل دفاعية أخرى خشية تعرضهما لهجوم من قبل الثوار الذين باتوا يسيطرون على مدن كاملة في أرجاء البلاد، مثل حمص ودرعا وبلدات أخرى مثل الزبادني القريبة من دمشق.

وتشير الصحيفة إلى أن الوحيدين الذين لم يفهموا أمس ما يجري في سوريا هم مراقبو جامعة الدول العربية، حيث قام فريق منهم بجولة في شوارع هادئة وسط العاصمة دون أن يغادر أعضائه سياراتهم أو يشهدوا أي مشاكل قبل عودتهم إلى الفندق.

أما المواطنون العاديون -والكلام لتايمز- فيخشون اندلاع حرب أهلية في ظل غياب أفق الحل السياسي، والعنف الطائفي أكثر ما يخشاه السكان.

وتلفت الصحيفة إلى أن النظام في سوريا بات يواجه عزلة سياسية متزايدة وعقوبات دولية لا تعني سوى انهيار الاقتصاد، مشيرة إلى أن الفنادق أصبحت مهجورة في ظل تجفيف منابع السياحة.

ونقلت عن دبلوماسي غربي في دمشق قوله إن النظام "لن يصمد كثيرا، فهي لعبة خاسرة"، وأضاف "ربما أمامه عام آخر"، واصفا الوضع في سوريا بالسد الذي يسقط بسبب الضغط المتنامي.

أزمة الوقود

وتنقل الصحيفة عن عبد القادر الذي يعمل في متجر قوله "إننا نعيش وقتا عصيبا" مشيرا إلى أن الأسعار مرتفعة، و"الناس يستمعون إلى الأخبار ويشعرون بالخوف".

وتشير الصحيفة إلى أن السيارات تصطف في طوابير لفترة طويلة في حلب أمام محطة البترول، وسط اتهامات البعض للجيش السوري الحر الذي صعد من عملياته في الطرق المؤدية للمدينة.

ويزعم عامل في محطة البترول أن "إرهابيي" المعارضة يهاجمون ناقلات النفط كجزء من حملتهم على النظام.

ويلقي سائقو السيارات التي تقف في الطوابير باللائمة على المعارضة والدول الغربية التي فرضت العقوبات على صناعة النفط السورية.

أحد المواطنين يقول إنه مكث في فراشه لمدة أيام بسبب النقص في وقود التدفئة، ويشير آخرون إلى أن أسعار السكر والبيض ارتفعت بشكل كبير.

المصدر: تايمز+فايننشال تايمز


RE: guardian and independent about syria - بسام الخوري - 01-28-2012

سوريا: المتمردون يجدون موطئ قدم لهم في دمشق

جيريمي بوين

محرر شؤون الشرق الاوسط - بي بي سي

آخر تحديث: السبت، 28 يناير/ كانون الثاني، 2012، 13:12 GMT
سوريا

لم اكن اصدق ان اضغط هنا الجيش السوري الحر، الذي شكلته مجموعات من المنشقين عن الجيش النظامي، ينشط في ضواحي العاصمة دمشق قبل ان اراه بأم عيني.

كان ذلك في قرية الزبداني، التي لا تبعد عن دمشق باكثر من نصف ساعة بالسيارة.

فعند وصولنا الى القرية، وقفنا عند نقطة للتفتيش تبين انها عائدة للجيش الحر. وقد دعانا الجنود الى تناول التمر والحلويات، واخبرونا انهم يقومون بحماية جنازة لاحد قتلى المواجهات مع قوات نظام الرئيس بشار الاسد.

كنا متوجهين الى الزبداني بصحبة مسؤول من وزارة الاعلام السورية الذي ساعدنا في اجتياز الطوق الامني الذي كان الجيش يفرضه حول البلدة.

عند وصولنا، علمنا ان الطرفين، الجيش النظامي والجيش الحر، قد توصلا الى هدنة، وهي المرة الاولى التي يعترف فيها نظام الاسد بصراحة بقوة وتأثير الجيش الحر المكون من هاربين ومنشقين عن قواته.

كان يصعب على ان اصدق ان سلطة النظام قد انهارت في الزبداني، حتى عندما اقترب منا رجل قال إنه ناشط معارض وتبرع بأن يوصلنا الى مقاتلي الجيش الحر.

فقد اعتقدت ان الرجل هو مخبر من مخبري اجهزة الامن يحاول ان يخدعنا، فلم اكن اعرف حينئذ ان الجيش قد انسحب فعلا من الزبداني.

وقال لنا مرافقنا الحكومي لاحقا إنه شعر بالذعر عندما شاهد المتمردين عن كثب، ولكنه اخفى هذه المشاعر ببراعة بحيث ظننت لاول وهلة انه ينفذ خطة تهدف الى تشويه سمعة بي بي سي وتغطيتها للاحداث في سوريا.

ولكني كنت مخطئا. فالامر كان حقيقة، والجيش السوري الحر كان فعلا يحتل مواقع لا تبعد عن القصر الجمهوري في دمشق الا بثلاثين دقيقة بالسيارة.

ومنذ ذلك الحين، شاهدت عناصر هذا الجيش مرات عديدة وباعداد لا بأس بها داخل دمشق نفسها، وشاهدت الناس العاديين يعاملونهم كابطال عند ظهورهم بينهم.

لا اعلم متى بدأ ظهور عناصر الجيش الحر في العلن واقامة الحواجز ومرابض الرمي في دمشق، ولكن حسب علمي بدأ ذلك في الاسبوع او الاسبوعين الاخيرين.
تقهقر

استغرق موضوع استصدار تأشيرة لدخول سوريا لعشرة ايام عشرة شهور. ورغم ظني اني كنت اعرف هذا البلد معرفة جيدة - حيث زرته مرات عدة واجريت مقابلتين مع الرئيس الاسد - كانت هذه الرحلة الاخيرة مليئة بالمفاجئات.

ورغم الصعوبات التي واجهتنا في تغطية الاحداث بشكل حر، لم يكن هذا الامر مستحيلا. خلاصة القول، اني تمكنت من تكوين فكرة جيدة عما يدور في سوريا بعد هذه الزيارة التي استغرقت عشرة ايام.

اول الامور التي استوعبتها ان الصراع ليس صراعا بين نظام الرئيس الاسد وبقية الشعب السوري. فما زال للاسد الكثير من المؤيدين.

ورغم ان هذا التأييد آخذ بالاضمحلال بفعل انهار الدم التي تراق، فما زال بوسع الرئيس الاسد الاعتماد على معظم طائفته العلوية اضافة الى العديد من المسيحيين والدروز وبعض الاكراد - اي حوالي 40 في المئة من سكان سوريا.

فالعلويون يدعمونه لانه علوي مثلهم، اما الآخرون، فيعتقدون انه يحافظ على حقوق الاقليات عكس المعارضة السنية والجيش الحر.

واتضح لي ايضا ان نظام الرئيس الاسد آخذ بالتقهقر في العاصمة دمشق ومحيطها، وخصوصا في الاحياء السنية الفقيرة التي اصبحت حاضنات للجيش الحر.

ورغم ان الجيش الحر لا يشكل تهديدا حقيقيا لجيش النظام بعد، فإن قوته في تنامي مستمر، وقد يصبح ندا للقوات الحكومية يوما ما.
ايام صعبة

ينظر طرفا المعادلة في سوريا الى الصراع الدائر على انه صراع حتى الموت ومعركة كسر عظم لا يمكن ان ينتصر فيها الا طرف واحد.

وانه من الخطورة بمكان ان تتشتت سوريا على اساس طائفي، والسوريون يعرفون ذلك حيث ان جارهم الصغير لبنان مر بحرب كهذه كادت ان تقضي عليه.

لم تبلغ سوريا هذا الوضع بعد، ولكنها سائرة على الطريق. فحمص، التي تعتبر بؤرة الثورة في الشمال، مشلولة تماما واصابها دمار كبير. اما درعا التي اشعلت فتيل الثورة في الجنوب، فتبدو وكأنها محتلة من قبل جيش غاز.

وهناك اسئلة لا اقوى على الاجابة عليها. بكم من القوة الاحتياطية يحتفظ النظام؟ هل يواجه الاسد انقلابا (ربما من احد الضباط العلويين الذين يخافون على مصير طائفتهم)؟ هل ستتدخل القوى الاجنبية كما فعلت في ليبيا؟

لا استطيع ان ارى كيف سيتمكن النظام من البقاء بوجه انتفاضة يشارك فيها اناس برهنوا على انهم لا يخشون التظاهر رغم علمهم بأنهم سيقتلون. ولكن الامر الذي انا متأكد منه ان النظام لن يمضي دون قتال.

فالجميع الذين تكلمت معهم في سوريا واثقون من انهم لم يروا بعد اصعب الايام.


http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2012/01/120126_syria_rebels_gain_foothold_in_damascus.shtml?print=1

















الرئيس السوري بشار الأسد في المراحل النهائية من مرض الدكتاتور
Posted on 22 يناير 2012 by المترجمون السوريون الأحرار

الرئيس السوري بشار الأسد في المراحل النهائية من مرض الدكتاتور

جون ليونز، الأسترالي The Australian 16/1/2012

إذا ما كانت الدكتاتورية مرضاً، فإن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يُشخص على أنه قد دخل المراحل الأخيرة من المرض الذي ثبت في الأوقات الراهنة أنه مميت.

المرحلة الأولى من المرض هي إنكار وجود أية مشكلة، ثم يأتي الهجوم المعاكس، والذي شمل في حالة الأسد ارتكاب مجازر واسعة بحق مواطنيه السوريين.

ثم تأتي تنازلات متأخرة، وعود بأنهم سوف يغيرون أسلوب حياتهم إذا ما أوقف هؤلاء الذين حولهم أعمالهم العدائية، وأخيراً وعندما يظنون بأن أيامهم معدودة، فإنهم في الغالب يندفعون فجأة بوحشية مطلقة بينما يغرقون في الأوهام.

أكثر من 5000 شخص قتلوا، وفقاً للأمم المتحدة، منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا آذار الماضي.

مرض الدكتاتورية شديد العدوى، ويمكن أن ينتهي بموت فظيع مصور من قبل أناس مهتاجين بهواتفهم النقالة.

معمر القذافي التقط العدوى في ليبيا وأعدم من دون محاكمة، ومن ثم ألقيت جثته لأيام على بلاطة في ثلاجة لحوم، بينما مررنا نحن أمامها واحداً تلو الآخر.

ديكتاتور مصر، حسني مبارك، التقط المرض أيضاً، وهو الآن يقضي معظم وقته على سرير طبي في قفص في قاعة المحكمة مواجهاً الإجراءات القانونية.

دكتاتور تونس زين العابدين بن علي هو الآخر التقط العدوى وهرب إلى المملكة العربية السعودية حيث، بالرغم من إصابته، إلا أنه يتدبر أمره، فأمواله المسروقة تحميه.

مرض الأسد مزمن جداً، فقد بدأ واحداً من أطواره الأخيرة: الوهم. هذا كان بادياً لكل من رأى المقابلة مع التلفزيون الأميركي الأخير عندما قال بأنه إذا ما كان الجنود السوريون يقتلون الناس فلا علاقة له فعلياً بالأمر.

لقد شرح ذلك بالقول أن الجيش لا يتبع له لكنه مستقل.

حتى والده، حافظ، الذي قتل أكثر من 20000 شخصا في حماه عام 1982، لم يجرّب هذا [التبرير].

أظهر الأسد عرضاً آخرا من أوهامه هذا الأسبوع عندما قدم، مرة أخرى، عفواً عاماً لكل شخص اعتدى على النظام منذ السنة الماضية.

وفقاً لخطته، يمكن لأي شخص أن يسلم نفسه ببساطة، يعترف بأنه كان يقاتل النظام، وهم سوف يسامحونه.

أي شخص يرى مئات الصور لرجال الأسد يقتلون المتظاهرين سوف يدرك بأنك لن تريد أن تكون تحت رحمتهم.

يمكن في نهاية المطاف أن ينتهي بك الأمر متكلاً على رحمة الرجل الذي كان يرتدي ملابس مدنية في المقطع المصور مؤخراً حيث تراه واقفاً إلى جانب الجنود وهو يطلق على رؤوس الناس في أحد الحشود.

الأسد خارج السيطرة. إنه يقترف جرائم قتل جماعية.

كما أنه يخسر دعم باقي البلدان العربية حيث دعت قطر لإرسال قوات عربية. عندها سوف يصبح الربيع العربي حرباً أهلية عربية.

تركيا، جارة سوريا، تفكر بصيغة ما لتحرك عسكري.

الأسد متمادي في وقاحته ذلك أنه بالرغم من وجود مراقبي الجامعة العربية في بلده استمر في موجات القتل.

نظراً لمرحلته المتقدمة من مرض الدكتاتورية، من المؤكد أنه يتوجب على بشار الأسد، من وقت لآخر، أن يفكر ملياً بصور القذافي وهو ملقى في ثلاجة لحوم وبصور مبارك المستلقي في قفصه.

:
أسرار من مدينة تحت الحصار: صور تظهر معاناة – وشجاعة – عاصمة الثورة السورية
Posted on 25 يناير 2012 by المترجمون السوريون الأحرار

بقلم هالة غوراني

صبي صغير ذو عينين مزينتين بالكحل يحدق بالكاميرا بتمعن. الكثيرون يتجمعون لحضور جنازة تحت سماء حزينة. وفي وسط مدينة حمص، تلك المدينة المدمرة التي تخوض ثورة مؤلمة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، هناك يغمض رجل عجوز عينيه ويرفع يديه ليدعو بألم.

لقد قام بتصوير هذه الصور التي تحبس الأنفاس صحفي يعمل لقناة سي إن إن دخل مدينة حمص متخفياً. عاد من الخطوط الأمامية للحرب الأهلية السورية حاملاً معه قصص قتال وحياة وموت في مدينة تحت الحصار. وعلى الرغم من إخفائه هويته حفاظاً على سلامته إلّا أن هذه الصور تصف نفسها بنفسها.

سوف يتم عرض عمل هذا الصحفي في برنامج خاص عن سوريا في نهاية الأسبوع. كتبت المذيعة في الشبكة هالة غوراني عن انجرار البلاد إلى حربٍ بشعة يحاول الأسد إخفاءها عن العالم.

إن نقل الأنباء من سوريا، حتى في أحسن الحالات، هو تحدٍّ. إن إرسال التقارير من سوريا اليوم يعني المخاطرة بحياتك. حتى في الجولات التي توافق عليها الحكومة، يواجه الصحفيون خطر الموت. قد لا تكون سوريا منطقة حرب بعد، ولكنها تذهب بهذا الاتجاه بشكل سريع.

تقدر الأمم المتحدة عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس الأسد منذ 10 أشهر بـ5000 إنسان. في يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر كانون الثاني قتل مراسل التلفزيون الفرنسي جيل جاكييه في هجوم بقذائف الهاون عندما كان يغطي مظاهرات مؤيدة للنظام في مدينة حمص، المدينة التي تعد مركز الحركة الاحتجاجية ضد الأسد. لقد تمت دعوة جاكييه إلى سوريا. لقد كان هناك بشكل رسمي. وقد قتل في سوريا أثناء تأدية عمله.

صباحاً: تجمعت عائلة رجل عرف باسم مالك فقط لدفنه خارج مدينة حمص بعد أن تم قتله على أيدي قوات الأسد في ضاحية دار كبير

ويعد هذا تطوراً مقلقاً في سوريا. إن ما بدأ بمظاهرة صغيرة في مدينة درعا الجنوبية، عندما تظاهر أهالي الأطفال الذين اعتقلهم الأمن السوري وتم تعذيبهم لأنهم كتبوا عبارات مناوئة للنظام على حائط أحد المدارس، تحول ذلك الآن إلى أزمة معقدة ومتعددة المستويات تشمل جميع أنحاء البلاد.

هناك مظاهرات مناوئة للنظام تحافظ على سلميتها. ولكن يوجد أيضاً المنشقون عن الجيش الذين شكلوا الجيش السوري الحر والذين عاهدوا على هزيمة النظام القمعي بالقوة.

وفي هذه الأثناء يستمر الرئيس بشار الأسد باتهام جهات خارجية بالتحريض والتسبب بالأزمة. كما يعد الرئيس بهزيمة “الإرهابيين” بـ “يد من حديد”، بينما يعد بإصلاحات يرى النقاد بأنها تجميلية وغير فعالة.

كل ثورة من ثورات الربيع العربي اتبعت السيناريو المميز الخاص بها. في تونس تم تغيير النظام المستبد وحلت محله عملية سياسية تسير بشكل جيد. وفي مصر ما يزال الجيش يحكم، والكثيرون يرون أن رأس النظام قد سقط ولكن النظام لازال موجوداً، حيث يقوم باعتقال النقاد ويقمع التظاهرات في الشوارع.


الصغار والكبار توحدهم الآلام: بعض سكان ضاحية الخالدية مجتمعون حول أحد الأكفان ويستعدون لتشييعه.

بالنسبة لسوريا، هناك نظام أقلية يقاتل من أجل البقاء. لن يسقط من دون قتال. إن تغيير النظام السوري يعني أن الأقلية العلوية التي حكمت البلاد لأكثر من أربعين عاماً سوف تُجرَّد من سلطتها وامتيازاتها. لا أحد يجرؤ على التنبؤ بشكل النظام الذي سيأتي مكانه. لم يستطع أهم المراقبين العرب المحنكين التنبؤ بثورات تونس، مصر، اليمن، البحرين وليبيا. في عام 2012 وفي زمن التغيير هذا، قد يحدث أي شيء.

عندما كنت مراسلة في سوريا في شهر تموز الماضي، لم تسمح الحكومة لنا بالسفر إلى مدينة حمص الساخنة لأنهم، حسب زعمهم، لا يستطيعون حمايتنا من “الإرهابيين” و”العصابات المسلحة”. لا شك أن النظام سوف يتهمهم بقتل جيل جاكييه. لقد كانت هذه رواية النظام من البداية. الكثيرون أكثر من مجرد مشكّكين بتلك الرواية.

بالنسبة لصحافيين آخرين، معرفة القصة تعني الدخول إلى سوريا بشكل سري – والوثوق بالثوار بشكل كافٍ ليسمحوا لهم بقيادتهم في جنح الظلام إلى داخل مدن محاصرة. بعيداً عم أنظار مؤيدي النظام، يخاطرون بالاعتقال، التعذيب، وحتى الموت لتغطية الثوار.





هذا بالضبط ما فعله أحد الصحفيين المستقلين، لقد دخل حمص بمساعدة شبكة متمردين والتقط بعض من أكثر الصور دراميةً للانتفاضة حتى الآن، لقد بثينا هذه المواد الحصرية على السي إن إن خلال الأسابيع الماضية.

إن منطقة بابا عمرو، وهي أحد أجزاء مدينة حمص، تقع الآن افتراضياً تحت سيطرة الجيش الحر. لقد قضى الصحفي، الذي لا نريد ذكر اسمه حفاظاً على سلامته، عدة أيام يصور قتالهم ومعاناة أهالي حمص في هذا الحي. إنها جزيرة تحت سيطرة ثورية في مدينة محاصرة. إن هذا النوع من القصص لا يريدكم النظام أن تروه. إن هؤلاء الذين يخاطرون بحياتهم ليبينوا لنا الحقيقة يستحقون احترامنا وتقديرنا.

لقد أصبحت حمص نموذجاً مصغراً لما قد تكون سوريا يوماً ما: مناطق معينة سوف تكون أراضي حرب بين المنشقين المسلحين والقوات النظامية، آخرون سيسيطر عليهم الخوف والقلق من المستقبل، والبعض سيستمرون بدعم النظام لأسباب طائفية أو لأنهم يخشون عدم وضوح بديل بشار الأسد.

لقد قضيت حياتي بالسفر إلى سوريا. لقد كانت أحد أجمل البلدان وأكثرها تنوعاً في العالم. رؤيتها على هذه الحال، تكافح باتجاه مستقبل مجهول، أمر صعب. ولكن العالم العربي ككل يتغير بعد سنوات من الشلل. لن يعود أي شيء كالسابق.


الرد على: guardian and independent about syria - بسام الخوري - 02-02-2012

الخميــــ 2012/02/02 ـــــس مقال من صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية
المتظاهرون السوريون يتمتعون برباطة جأش رغم المعوقات * دوما : أليس فوردهام
معارضو النظام في دوما تعهدوا بالاستمرار في التظاهر حتى سقوط الأسد
أحكمت مئات من القوات الحكومية سيطرتها على الشوارع المهجورة بالضاحية الواقعة شرق دمشق يوم الثلاثاء، بالانحناء والاختباء خلف أكياس رملية وفرض حراسة مشددة على نقاط التفتيش. وبعد أسبوع من القتال، فر المنشقون عن الجيش الذين كانوا يقفون في وجههم إلى الريف، وتم إلقاء القبض على مئات الشباب، كما نزح العديد من الأسر. غير أن معارضي النظام في دوما تعهدوا بالاستمرار في التظاهر حتى سقوط الرئيس بشار الأسد، حيث نظموا مظاهرة في جنازة أربعة رجال لقوا مصرعهم أثناء القتال الأسبوع الماضي على الرغم من عودة سيطرة الجيش.
«يجب أن ندعو من أعماق قلوبنا أن نحقق الانتصار»، هذا ما قاله متحدث علا صوته من بين حشد من مئات الأفراد، معظمهم من الرجال، الذين احتشدوا في ميدان أمام المسجد الكبير في دوما، أحد الأماكن العديدة الواقعة على أطراف العاصمة التي شهدت أحداث العنف الأخيرة. «إذا لم يقل إنه سيتخلى عن السلطة، فسوف نذبحه»، هكذا صرخ المتحدث مشيرا إلى الأسد. وأخذ رجل يقف بجانبه يزيد من سرعة دقه على الطبلة مع دوي هتافات الجمع الغفير المحتشد بأرجاء الميدان، مطالبين بإعدام الأسد ومادحين المنشقين عن الجيش السوري المعروفين باسم «الجيش السوري الحر» ومبدين التحية على منطقتي عربين وسقبا المجاورتين، اللتين قد تم قصفهما بشكل متقطع خلال الأسبوع الماضي.

«لينصرنا الله»، هكذا تعالت صيحة الجموع، بينما أخذت الطبول تدق بسرعة محمومة. سيعقب المظاهرة مظاهرات أخرى أكبر، وفقا لما تعهد به المشاركون الذين ذكروا أنهم ظلوا ينظمون مظاهرات ضد النظام لما يقرب من عام، على الرغم من أنه عادة ما كان يتم اعتقالهم أو يصابوا بجروح على أيدي قوات الأمن. وفي وقت سابق، أوضح عضو بالقسم المحلي من شبكة لجان التنسيق المحلية المعارضة أن مئات من أفراد الجيش السوري الحر أخذوا على عاتقهم مهمة حماية المتظاهرين في دوما وسقبا والمناطق المجاورة على مدار أشهر.

وفي الأسبوع الماضي، قال الناشط، الذي تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته نظرا لأنه قد أطلق سراحه مؤخرا من السجن ويخشى من أن يعاد اعتقاله مرة أخرى، إن الجيش طوق دوما وبدأ في مداهمة المنازل وإلقاء القبض على أفراد مع قصف سقبا وعربين المستهدفتين. وعلى حد قوله، كانت حملة القمع مدفوعة بنزاع بين الجيش السوري الحر وقوات الأمن في موقع تشييع إحدى الجنازات الأسبوع الماضي. وحتى الآن، ما زالت المظاهرات في المناطق المركزية من العاصمة صغيرة ومتقطعة، ويبدو من الواضح أن العديد من السكان ما زالوا يدعمون الأسد، خاصة هؤلاء المنتمين للطبقات الوسطى، الذين استفادوا من التحرر الاقتصادي.

غير أن التصعيد المستمر للمظاهرات والاشتباكات على الطرف الشرقي من المدينة، التي تضم عددا من الأحياء الأكثر فقرا، قد أسهم في شعور متزايد بأن دمشق ليست بمعزل عن الاضطراب الذي يعصف بمعظم بقية أنحاء سوريا. ويقول كثيرون إنهم يخشون من أن تشهد أعمال عنف مماثلة لتلك التي اجتاحت تلك المدن التي تعتبر ساحة قتال، مثل حمص وحماه.

«إن هذه الأزمة لم تؤثر علي فحسب، وإنما على الشعب السوري بأسره»، هذا ما قاله عامل في متجر لبيع الحلويات في حي الميدان الواقع وسط دمشق، الذي شهد مظاهرات متكررة، وإن كان يتم إخمادها بشكل سريع. «لقد أثرت الأوضاع على شعور الناس بالأمان»، هذا ما أضافه الرجل، الذي اكتفى بذكر اسمه الأول. وأضاف: «اعتدت أن أبقي المتجر مفتوحا حتى وقت متأخر من الليل، لكني لم أعد أفعل ذلك الآن، لدواع أمنية».

وقال شيخ في أحد المساجد بحي الميدان، الذي تحدث دون تحديد هويته، إن معدل الجريمة قد ارتفع في المدينة منذ أن بدأت قوات الأمن تركز على منع المظاهرات. «أرغب في عودة الأمن مرة أخرى للدولة وإقامة العدل»، هكذا تحدث. وأضاف: «لقد وصل الشعب لهذه المرحلة بسبب الطغيان، ومن ثم، لا يطلب الناس أي شيء أكثر من العدل». وقال ناشط آخر في حي الميدان إنه مع ازدياد عدد الأسلحة، أحيانا ما يحدث تبادل لإطلاق النار في الشوارع ليلا، الأمر الذي لم يكن من الممكن تصديقه في دمشق قبل عام.




البارحة على الحرة تقرير مشابه والسبب كل مراسل يرافقه عنصر مخابرات على مدار الساعة وهذا ما يفسر تصريحات المواطنين

http://www.youtube.com/watch?v=D5GjG2SlH9s&feature=youtu.be




RE: guardian and independent about syria - بسام الخوري - 02-02-2012

فيسك: الوقت ينفد من يد الاسد وحتى لو نجا فاي سورية هذه التي سيحكم؟
روسيا تدعم خاسرا وعليها الامتناع عن التصويت بدلا من الفيتو
القدس العربي


لندن ـ 'القدس العربي': حتى لو نجا الرئيس السوري بشار الاسد من الازمة وحافظ على الحكم اي شكل من سورية سيحكمها خاصة ان عدد القتلى لم يصل بعد الى الرقم الذي وصله والده عندما قمع الانتفاضة في حماة عام 1982.
سؤال طرحه الصحافي المخضرم روبرت فيسك في صحيفة 'اندبندنت'، ويقول انه في اثناء عز الحرب الاهلية الرهيبة في لبنان تنبأ قائلا انه في يوم من الايام سيطلب من الجيش اللبناني ان يقوم بمهمة حفظ السلام في سورية، معلقا انه هذا كان نكتة في حينه، لكن الاحداث المتتابعة في سورية تنبىء بتحقق هذه النبوءة.
ومع ذلك يرى الكاتب ان سورية 'قلب الامة العربية' لديها سجل في تحدي القوى الغربية وان تلعب اللعبة وحدها. ويضيف ان حكامها من اكثر القادة في المنطقة تصلبا وصمودا، فهم متعودون على تلقي السهام والمقاليع من اصدقائهم واعدائهم على حد سواء، فرد سورية بلا على سلام مع اسرائيل بدون انسحاب كامل من الجولان يشبه 'لا' ديغول الشهيرة للبريطانيين للانضمام للاتحاد الاوروبي.
يقول روبرت فيسك، صحيح ان النظام لم يواجه معارضة على هذه القاعدة التي نراها، كما ان عدد الضحايا لم يصل الى ما وصله في حماة، لكن ما يجعل النظام في وضع خطير هو طبيعة الثورة التي شملت كل البلاد، واستمرار انشقاق الجنود عن الجيش، وخسارة النظام لكل اصدقائه العرب باستثناء لبنان، اضافة للحرب الاهلية التي تتطور ببطء، وهذا يجعل ما يحدث من اخطر اللحظات التي تواجهها سورية منذ استقلالها عن الفرنسيين. ثم يتساءل الكاتب عن مصير الاسد والطريقة التي سيظل فيها بالحكم، وهنا يقدم العوامل التي تلعب في صالحه، اولاها الموقف الروسي، حيث لا يريد قادة الكرملين ان يواجهوا نفس السيناريو الذي واجهوه عندما امتنعوا عن التصويت على قرار الحظر الجوي على ليبيا وهو ما ادى لسقوط حكم القذافي.
واضافة للروس هناك الايرانيون، والتي تظل سورية بالنسبة لها جسرها للعالم العربي، كما ان شكوك ايران بأن حليفتها سورية تتعرض لهجوم دولي بسبب الحلف بينهما قد يكون صحيحا، وهناك اسرائيل التي تخشى من نظام جديد يحل محل نظام الاسد الذي قد يغير المعادلة التي استقرت منذ اكثر من اربعين عاما. وتظل سورية كما يقول فيسك 'رمزا'، ففي عيون العرب هي التي وقفت وتحدت الغرب وحيدة، حيث رفصت السلام غير العادل بين مصر واسرائيل، وهي وحدها من منعت ياسر عرفات من دخول اراضيها بسبب اتفاق اوسلو. وهي الدولة التي تحدت الاحتلال الفرنسي عام 1920، ومرة اخرى عام 1946 حتى حرق البرلمان السوري على رأس من في داخله. ويضيف انه في الوقت الذي اختار فيه اللبنانيون نسيان تاريخهم بعد الحرب، فهذا لا يلغي حقيقة ان معظم اللبنانيين بعد الحرب العالمية الاولى عبروا عن رغبتهم في ان يكونوا جزءا من سورية بدلا من العيش كدولة مستقلة تحت استعمار الفرنسيين. وكما يحب الامريكيون ان يزعموا فان سورية خسرت اراضي، فهي خسرت لبنان نتيجة المؤامرات الفرنسية، وخسرت لواء الاسكندرون عام 1939 بعد عملية استفتاء مزيفة حيث اعطته فرنسا لتركيا على امل ان ينضم الاتراك الى جانب الحلفاء ضد تركيا، كما ان سورية خسرت الجولان عام 1967، وهناك كما يقول الكاتب تعاطف واحترام في العالم العربي لبشار الاسد فهو ليس متزلفا كمبارك ومجنونا كالقذافي. ومع ذلك فالعقيدة البعثية لا تمثل العروبة. مشيرا الى ان عقودا من الحكم لم تخلص سورية من الفساد والديكتاتورية، وقد استخدمت الدول العربية تبريرات مثل ان الديكتاتورية افضل من الفوضى، والسلام افضل من الحرية، والعلمانية افضل من الطائفية، حتى لو حكمت سورية اقلية علوية. وهنا يعود فيسك الى الحرب الاهلية في لبنان التي على السوريين ان ينظروا اليها واثارها، وان فكرة قوات لبنانية لحفظ السلام حيث كل الطوائف الموجودة في لبنان يمكن ان تخفف من حدة الحرب الاهلية.
ويختم بالقول ان النظام السوري على ما يبدو سيقف في المعركة وحيدا، فعقيدة الاسد، الاب والابن كانت دائما تقوم على الصبر والامساك بالسلطة مهما كانت التحديات والشجب من بقية العالم وايا كانت التهديدات من اسرائيل وامريكاـ وفي النهاية فان عجلة الحظ ستدور في صالحهم. ولكن المذبحة الرهيبة في حمص، وقطع الرؤوس والتعذيب تقترح ان الوقت ينفد من يد الاسد، فالشعب السوري يموت كما الشعب في اليمن وليبيا ومصر لانهم يريدون ان يحكموا بكرامة. ومعركة السوريين بدأت تصيب لبنان بعدوى الطائفية ومع ان هذا لن يهمهم. لكن ما يهم هو ان المعركة من اجل البقاء هو فعل رهيب وبشار الاسد لا يزال يؤمن بانه قادر على الخروج من الازمة من خلال اصلاحاته قبل ان تنهار سورية. ولا احد خارج سورية يؤمن بانه قادر على النجاة و'على افتراض انه نجا فما هي طبيعة سورية التي يحكمها' بعد حمام الدم. ووصفت 'اندبندنت' الموقف السوري بانه لعبة مزدوجة، حيث قالت انه على الرغم من الجهود والنقاش حول القرار الذي تطالب به الجامعة العربية مجلس الامن لانهاء العنف وتسليم الاسد لنائبه الا انه لن يقنع الجانب الروسي والتي ترى فيه على لسان نائب وزير الخارجية بانه طريق للحرب الاهلية. وترى الصحيفة ان روسيا لديها اسبابها الخاصة لان قرارا يعني انزلاقا نحو تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا، كما ان روسيا تخشى من الفوضى التي ستتبع انهيار نظام الاسد، كما ان روسيا ستخسر ماء وجهها حالة تراجعت عن موقفها. وتشير الى ان داعمي الموقف الروسي يقولون انها تقوم بمبادرتها لحل الازمة، مع انه لا يعرف مدى صدقية هذه الجهود خاصة ان المبادرة التي تقوم على اجراء حوار بين النظام والمعارضة لم توجه دعوة الى الجماعات المعارضة الكبيرة. وتعتقد ان الموقف الروسي ليس وحده الذي يجعل النظام يتخندق من اجل منع الشعب السوري الانضمام للربيع العربي، فهناك القوة التي يتمتع بها النظام والتي لا تملك المعارضة ما يقابلها.
وكل هذا لا يعفي روسيا من المسؤولية لانها لا تزال تزود النظام بالاسلحة حيث وقعت معه صفقة بقيمة 550 مليون دولار لتزويده بمقاتلات، وتختم بالقول انه لم تكن روسيا قادرة على دعم المبادرة العربية بناء على الموقف الانساني الواحد فعليها على الاقل الامتناع عن استخدام الفيتو

. وفي افتتاحية 'الغارديان' تحدثت عن الموقف الروسي وقالت ان موسكو تدعم خاسرا وستخسر اخر حليف لها في العالم العربي الديمقراطي بعد نهاية القذافي حليفها الاخر.
وفي الافتتاحية اشارت الى ان الجامعة العربية وبسبب ليبيا وسورية اصبحت في مركز الدبلوماسية العربية على الرغم من انه لم يكن لها اي دور او يلتفت احد لما تقوله. ومع الجامعة العربية فان الملكيات العربية التي ليست بمعزل عن التهديدات التي يتعرض لها النظام تقوم بقيادة الجهود ضد سورية. مشيرة الى الدور الذي تلعبه السعودية واصبحت في مقدمة العاملين ضد النظام السوري. وترى الصحيفة ان مبادرة الجامعة العربية لمجلس الامن تملك القدرة على عزل روسيا ومن هنا فعلى روسيا الاجابة عن سؤالين، الاول ان استمرارها تزويد الاسلحة للاسد فانها تدعم خاسرا. اما السؤال الثاني فانها في الطريق لخسارة اخر حليف لها في الشرق الاوسط الديمقراطي الجديد. وتعتقد الصحيفة ان روسيا مخطئة عندما ترى في صياغة مشروع القرار المقدم من الجامعة العربية دافعا للحرب الاهلية بل ان استمرارها في دعم الاسد هو ما سيؤدي للحرب الاهلية. وهذه الحرب ستؤدي الى ما ادت اليه الحرب في ليبيا، تصفية حسابات.


الرد على: guardian and independent about syria - بسام الخوري - 02-13-2012

صحافي بريطاني: هستيريا في بابا عمرو...
وجيش سورية الحر ميليشيات محلية بدون قيادة ...
كاتب: حتى نتجنب الكارثة على المعارضة التحاور مع الاسد والتوقف عن لومه وروسيا...
الاثنين 21 ربيـع الاول 1433 هـ - 13 فبـراير 2012م ...
لندن ـ القدس العربي:

يبدو ان هناك شبه اجماع على ان كسر دائرة العنف في سورية بات صعبا خاصة بعد توسع عمليات الاغتيال ومواصلة النظام السوري حله الامني خاصة في مدينة حمص التي تتعرض لقصف شديد لاكثر من اسبوع.
ففي تقرير من داخل المدينة كتبه الصحافي البريطاني الوحيد بول وود، رسم مشاهد من الوفيات والقتلى الذين يموتون يوميا بفعل القصف. ونقل عن اهالي بابا عمرو ما يواجهونه من موت يومي، حيث اصبح لكل عائلة قائمتها من الشهداء، ابن وابن عم وصهر وهكذا. وبين صرخات امرأة جرح ابنها وتطالب بالسلاح كي تدافع عن نفسها، وطبيب يحاول معالجة جريح، وابو سفيان الذي يلف الشهداء بالاكفان البيضاء، تتلخص قصة حمص اليوم كما يشير التقرير.
ويقول وود ان معظم الضحايا الذين شاهدهم كانوا من المدنيين، ومنهم صبي في عمر الحادية عشرة من عمره مزق وجهه انفجارا، حيث قطع كل شيء تحت انفه. واضاف ان القنابل لم تتوقف عن الهطول مثل المطر وسط صرخات النساء والاطفال اثناء وجوده. وكان الصبي عندما احضر للمنزل حيا وواعيا وحاولوا البحث عن جراح لانقاذه لكنه مات.
وفي محاولة لنقل اثار القصف على المدينة حاول مع سائق 'فان' ومصور، تصوير شوارع وبنايات حيث شاهدوا مسجدا لم يسلم من القصف. ولكنهما عادا بسبب القصف المدفعي وقنابل الهاون المتساقطة، وينقل الصحافي الحالة الهستيرية التي يعيشها سكان بابا عمرو الحي المحاصر منذ عدة اشهر، وكيف قال له مرافقه ان الجيش يحضر لاستخدام السلاح الكيماوي وانه يحضر لارسال القوات البرية وهو كلام غير صحيح لكنه يعبر عن الحالة الهستيرية للسكان.

فصائل محلية بدون قيادة

وينقل عن كابتن في جيش سورية الحر قوله ان جنوده حاولوا استهداف القناصة مما ادى الى قتل اثنين من المقاتلين، وقال ان جيش النظام لا يستهدف بابا عمرو بسبب تزايد قوة جيش سورية الحر بل لانه غير قادر على الوصول اليه، ولهذا يقوم بالانتقام من المدنيين. ونقل عن منشق اخر برتبة عقيد قرر ترك الجيش الاسبوع الماضي قوله ان معنويات قوات الامن منهارة لانهم يعرفون انهم يقتلون المدنيين ويريدون ان يتوقف القتل. ويأمل المقاتلون بانهيار الجيش من الداخل لان قوتهم العسكرية لا تعادل قوة الجيش فالكلاشينكوف لا يناطح الدبابة. ويقول بول وود انه دخل سورية مهربا ووصل حمص بمساعدة المقاتلين، وعلى الرغم من وجود مجلس عسكري في تركيا وناطق باسم جيش سورية الحر، الا انه لا توجد اية قوة منظمة ولا قيادة واحدة بل مجموعات من المقاتلين يمكن ان نطلق عليهم اسم ميليشيات محلية. ويقول انه عندما دخل سورية من لبنان وجد فصيلين متصارعين بقيادتين لا تحب احدهما الاخرى.
ويقول انه رافق واحدة منهما للهجوم على قاعدة عسكرية كبيرة وفشل الهجوم بسبب قلة التدريب والانضباط وعندما انسحبوا الى قرية مجاورة، خرج احد السكان غاضبا قائلا انه مع الثورة وان كانوا سيهاجمون القاعدة فعليهم تدميرها والان سيأتي الجيش و'سنعاني كلنا'. ويضيف انه بعد عودتهم من العملية اراه احد المقاتلين فيديو صوره في شهر كانون الاول (ديسمبر) العام الماضي واظهر عددا من الجنود السوريين في زي الجيش العسكري وقد صفوا ووجهوهم الى جدار، وايديهم مرفوعة. ويقول المقاتل ان الشبيحة هؤلاء تم قتلهم. وتساءل الصحافي 'قتلتم سجناءكم' فاجاب المقاتل 'نعم هذه السياسة مع الشبيحة'. وبعد ان أكد له احد القادة صحة الرواية والذي قال ان الجنود يتم اطلاق سراحهم اما الشبيحة فيقتلون لانهم يذبحون المقاتلين عندما يلقون القبض عليهم، واظهر له احد القادة صورا التقطت على موبايل احد الشبيحة وتظهر عملية اعدام المقاتلين بقطع رؤوسهم بالسكين.
ويقول وود ان الشبيحة الذين يذهبون الى بيوت المواطنين ويذبحون العائلات يرى جيش سورية الحر ان قتلهم تحقيق للعدالة. ويضيف ان الغرب سيتروى قليلا عندما يسمع هذه القصص وفيما ان كان الدعم العسكري لجيش سورية الحر سيساعد في زيادة نيران الحرب الاهلية.

الحوار مهم لوقف الانفجار

وفي هذا السياق دعا نيكولاس نوي في 'اوبزيرفر' وهو معلق في بلومبيرغ ومحرر كتاب عن خطابات حسن نصر الله، المعارضة السورية خاصة في الغرب يجب ان تتوقف عن لوم الاسد وروسيا بسبب الاثار الكارثية التي سيؤدي اليها انهيار نظامه واندلاع حرب اهلية طويلة الامد، ستكون مكلفة بشريا، اضافة لاحتمالات تفجير حرب من حلفائه في بيروت مع اسرائيل، مشيرا الى الحلول التبسيطية التي تناقش في العواصم الغربية والاقليمية والمعارضة السورية والتي تقول ان عملية يتم التحكم بها ستنهي كل البنية الحاكمة في سورية.
ويرى ان هذا الاعتقاد تبسيطي ويقوم على افتراضين الاول هو ان حزب الله وايران حليفا النظام الحالي لن يقوما بمساعدة نظام في حالة انهيار، اما الاخر فان عنف اللحظة الاخيرة الذي سيرتكبه نظام يموت سيتم احتواؤه. ويضيف ان الافتراضين غير صحيحين لان ايران وشريكها الصغير حزب الله لن يتقبلا بالكارثة التي ستحل بالحليف مما سيعرض مصالحهما المشتركة في المنطقة للخطر. فطهران اكدت علنا وسرا ان الاسد يمثل طرف مثلث محور المقاومة ولهذا قامت ايران ولبنان بالتصريح بدعم الرئيس الاسد شخصيا على الرغم من الفظائع التي يقوم واللامنطق الذي يدير فيه العملية.
ويشير الكاتب انه لو سلمنا بصحة الفرضيتين فالتحول في سورية لن يكون على غرار ما حدث في اوروبا الشرقية ولا ما حدث في مصر، بسبب ان للاسد مؤيدين ومؤيديه يسيطرون على اسلحة كيماوية وصواريخ باليستية، ويحظى بدعم من الطائفة العلوية، وعليه فالاسد قادر على المواصلة لمدة طويلة ضد غالبية سنية غاضبة وتتحرك ضده. وهذا يعني حربا اهلية فظيعة ستستمر لمدة طويلة وبثمن باهظ على صعيد الارواح والبنية التحتية للبلاد. ويمضي للقول انه حتى لو انهار النظام وبدون دعم من ايران وبيروت فالاسد وجماعته لن يكونوا مستعدين لتدمير المعبد وقبل تدميره قد يشعلون حربا مع اسرائيل وهي سهلة ـ صاروخ ينطلق من جنوب لبنان على شمال اسرائيل كاف لتفجر حرب جديدة.
وبناء على هذا التفكير فان الاثار التي سيتركها انهيار النظام ستكون كارثية اكثر من تلك التي تركها القذافي الذي رحل ونظامه ولم يتأثر سلام المنطقة بغيابهما.
ويختم بالقول انه في ضوء هذه المخاطر الناجمة عن انهيار النظام فالمسار الصحيح، اخلاقيا واستراتيجيا هو البدء بالبحث عن امكانية للتفاوض مع الاسد، وهذا يقتضي التخلي عن فكرة ان الاسد ذهب بعيدا في مطالبه، مشيرا الى ان امريكا تبحث عن طرق للتفاوض مع طالبان وهي الحركة التي لها تاريخ مع الامريكيين قبل الغزو وبعد غزو افغانستان. ويعتقد ان اول خطوة ذكية لتحقيق تقدم هي التخلي عن فكرة مطالبة الاسد بالرحيل ودعوته للتفاوض مع الامم المتحدة والجامعة العربية لسحب الاسلحة الثقيلة واطلاق سراح السجناء والاشراف على المصالحة وعقد مؤتمر بهذا الشأن، والاعلان عن دستور جديد وعن انتخابات برلمانية تتبعها بعد عام انتخابات رئاسية. ولاقناع الاسد وروسيا بحيوية الحل فانه يتم سحب المقاتلين الى مناطق امنة في تركيا والاردن.
ويترافق مع هذه الاجراءات تخفيف حدة العقوبات وتعهد امريكي برعاية محادثات للتسوية حول الجولان بين سورية واسرائيل فكل هذا حسب الكاتب سيجنب المنطقة من الانفجار. وفي النهاية على كل الاطراف ان تبدأ حوارا مع انه سيكون من الصعب على السوريين ابتلاعه كما يقول.


الرد على: guardian and independent about syria - بسام الخوري - 02-14-2012

التخلص من بشار الأسد يتطلب معارضة موحدة، خلق منطقة عازلة وحل غربي
الايكونوميست
في حمص يَدفن الناس موتاهم تحت جنح الظلام، خشية أن يصبح المشيعون أنفسهم شهداء، وتستعد القوات الحكومية السورية لضرب عيادات المدينة المؤقتة حيث تمتلئ الأرض أصلاً بالدماء. يملك الثوار في حص سلاحاً، لكن هذا السلاح لا يوازي دبابات الجيش. حتى الآن تبدو المجزرة وكأنها فقط لتنهي إدانة سكان المدينة للعنف الذي لا يجب أن يسود على إرادة الشعب.
لم يعطي العالم في الخارج حلاً ناجعاً. حيث أدى استخدام الفيتو من قبل روسيا والصين إلى تعطيل قرار تم التصويت عليه من قبل مجلس الأمن في الأمم المتحدة في الرابع من شهر شباط يدين الرئيس السوري بشار الأسد ويدعوه لتسليم السلطة لنائبه، كان تعطيل القرار بالنسبة للسيد الأسد الحصانة التي يحتاجها ليضاعف القتل. كما تم في وقت سابق إنهاء بعثة مهتزة من قبل جامعة الدول العربية إلى سوريا بطريقة غير ودية. أضعف الخلاف التعاون الدولي في عز الحاجة إليه بسبب الاضطرابات التي أشعلها الربيع العربي.
يستحق الناس في سوريا أفضل من هذا، مع العدد المتزايد للضحايا ليفوق السبعة آلاف يتحمل العالم مسؤولية التصرف، عدا عن مصالحه في سوريا التي تحتل موقعاً حيوياً في الشرق الأوسط. حيث تتوسط تركيا والأردن والعراق وإسرائيل ولبنان، وتتحالف مع روسيا وإيران. هذا البلد مرجل للأديان والطوائف والعشائر التي تغلي بالأحقاد وعدم الثقة ببعضها. تتضامن العديد من الأقليات مع طائفة السيد الأسد العلوية فقط لأنها تخشى الحساب الدموي في حال انتصر سنة سوريا والذين يشكلون الغالبية العظمى، كما يمكن لحربٍ أهلية طويلة الأمد أن تغذي الفتنة والاقتتال الديني في جزء غير مستقر من العالم.
لذا فإن تخليص السيد الأسد من سلطاته بأسرع وقت ممكن ضرورةٌ قصوى، حيث فاته الوقت للتفاوض على هدنة مع الناس من خلال الإصلاحات وزيادةٍ في الديموقراطية. إذ إن تكرار السيد الأسد للجوء للعنف أكسبه انعدام الثقة الدائم من معظم أبناء شعبه الذين يستخدمون مباشرةً أي حريةٍ يحصلون عليها كوسيلةٍ لمقاومته. لهذا ومن أجل خير سوريا والمنطقة يجب أن يكون الهدف بكلا الأمرين: تنحي السيد الأسد وتقليل الخسائر في الأرواح. والمؤسف أن كلا الهدفين الآن مدعاة للخلاف.
قصف وأنواع أخرى من قلة الحيلة
بينما يتساقط الطغاة، يملك السيد الأسد ميزتين، الأولى مقدرته على فعل ما يشاء للتخلص من الثوار. بينما لا يطلق العسكر في ميدان التحرير في القاهرة النار على الجموع، يغرق الجنود في سوريا بالدم. على الرغم من أن بعض الجنود فضلوا الانشقاق على قتل أهلهم.
تذهب أوامر السيد الأسد إلى فرق الرماية وفيلق من الضباط الشديدي الولاء و الدبابات والمدفعيات الثقيلة والقوى الجوية، وأمام كل هذا لم يستطع الثوار السوريون هزيمة هذه القوى في المعركة الدائرة بينهم.
الميزة الثانية الممنوحة للأسد هي ضعف الوفاق والوحدة، ليس فقط في الأمم المتحدة والجامعة العربية، بل أيضاً في صفوف المعارضة السورية نفسها. ينقسم المجلس الوطني لمجموعات منفية محدودة الصلاحيات اتجاه ما زالوا يسمونه وطن، أما الداخل السوري فعبارة عن ميليشيات مبعثرة هنا وهناك وعصابات والجيش السوري الحر المشكل بمعظمه من الجنود المنشقين عن النظام.
يبدو الجواب الأصلح كحل، بمساواة كَفَتَي القتال وذلك بمدّ سوريا بالسلاح، أو ربما بقصف قوات السيد الأسد في ثكناتهم. لكن مثل هذا التركيز على قوة السلاح قد يكون لصالح السيد الأسد: أن الأرضية التي يفضل القتال من خلالها هي الأرضية العسكرية. يفضل الذين في الخارج التدخل العسكري الخارجي لإشباع رغبتهم الحثيثة بفعل أي شيء يظهر غضبهم. لكن حتى في ليبيا التي كان لها خط مواجهة وتضاريس أكثر قابلية لهجوم جوي، أخذ التسلح والقصف وقتاً طويلاً لإضعاف قوات القذافي. لذا فإن التدخل العسكري في سوريا سيكون أقل منفعة.
قد يأتي الوقت المناسب عندما يكون تزويد المعارضة بالسلاح ذو معنى، لكن مثل هذه السياسة لن تقلب المعارضة فجأةً إلى قوى مقاتلة. وبلدٌ يكثر فيه السلاح قد يُبتلى بعنفٍ كبيرٍ كان العالم بأسره يسعى لتجنبه. أدى السلاح الذي تم دفقه إلى أفغانستان لتسليح المحليين ضد الاتحاد السوفياتي إلى المساعدة على إنشاء الفوضى التي ولّدت طالبان.
يبدو أن الأفضل للهجوم على نظام الأسد المعطوب هو بتجريده من الدعم الممنوح له من قبل الأقليات السورية الموجودة داخل سوريا وداعميه في الخارج، خصوصاً في روسيا مدافعه الأول في مجلس أمن الأمم المتحدة. يتشبث كلا الطرفين، العلويون السوريون وفلاديمير بوتين بهذا الدكتاتور لأنهم يظنون أنه ورغم أخطاءه يبقى أفضل من البديل. إلا أن سوريا تحت حكم الأسد لا تملك أي مستقبل. قبل الربيع العربي، أدت محاولات السيد الأسد لتحديث الاقتصاد إلى إثراء زمرة من رفاقه، إلا أنها لم تفعل شيئاً يذكر للسوريين العاديين. وكان أن قدّر له رؤية انتفاضة اليوم، فإنه قد يترك حكم بلدٍ معزولٍ وفقيرٍ وغاضب. بالتأكيد يمكن للمعارضة تقديم مستقبل أفضل يكفي جميع أطياف السوريين.
الوقوف وقفةً واحدة
لجعل هذا الوعد حقيقة، يجب على المعارضة العنيدة التوحد. يمكن لمجموعة تواصل من القوى الخارجية والمعارضة إمداد الداخل السوري بالنقود، والمساعدة على التواصل والنقل والإمدادات. بصوت واحد وزعيم موثوق يمكن للمعارضة التأكيد للتجار والمسيحيين الداعمين للأسد أنهم سيكونون أكثر أمناً وربحاً بدون الأسد. يمكن للروس أيضاً تغيير مواقفهم، على الرغم من أن السيد بوتين يستمتع بوقفته ضد تدخل الغرب، ليس فقط لأسباب سياسية داخلية، لكن مساندة رئيس زائل قد يكلف روسيا قاعدة الإمداد البحري المتواجدة في طرطوس وصادراتها من الأسلحة. كلما ازداد كبار المسؤولين وضباط الجيش بالانشقاق عن النظام كلما ازداد احتمال أن يغير بوتين موقفه أيضاً.
للمساعدة في إقناعهم، على تركيا بمباركة من الناتو وجامعة الدول العربية خلق منطقة عازلة في الشمال الغربي من سوريا والدفاع عنها. يمكن للجيش السوري الحر تدريب المقاتلين هناك كما يمكن لمعارضة موثوقة أن تأخذ دورها هناك. تبدو تركيا مستعدة للقيام بهذا، وبقيامها بهذا تحصل على الدعم الغربي، قد تكون المنطقة العازلة مماثلة لتلك التي تم إنشائها للأكراد في شمالي العراق؛ قد يعاني السيد الأسد فقط في حال قام بالهجوم على هذه المنطقة.
قد تكون المنطقة العازلة ذات مخاطر، فقط في حال استمرت المعارضة السورية على عُندها، لكنها من المرجح أن تخفف سفك الدماء بدلاً من الانخراط مباشرةً في حربٍ أهلية أو ترك السيد الأسد يذبح شعبه على هواه. ورقعة واحدة حرّة في سوريا قد تكون دليلاً قاطعاً على أن أيام السيد الأسد الوحشية باتت معدودة.