ملاحظة / العنوان ليس له نصيب من الموضوع .
منذ تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس تبنت الحركة خياراً واضحاً وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية ، بل وزادت من ذلك بأن عملياتها العسكرية الموجهة للصهاينة ستقتصر على الداخل الفلسطيني ولن تستهدف أي هدف صهيوني خارج فلسطين - رغم أن هذا من حقها وخصوصاً أنها تلقت الكثير من الضربات على يد الموساد خارج فلسطين - وهذا يرجع لعدة أسباب ومنها :
1- توحيد جميع الصفوف العربية - وغير العربية - ضد الإحتلال الصهيوني .
2- حتى لا تنحرف البوصلة الفلسطينية تجاه أهداف تضر في المصلحة الوطنية العليا
3- ولأن أي اصطفاف سياسي على حساب القضية الفلسطينية الأساسية سيكون ضرره فادحاً جداً مثل موقف المرحوم ياسر عرفات من إحتلال الكويت .

ولذلك اتسمت مواقف الحركة تجاه الأحداث العربية والعالمية بالموازنة المبدأية ، والوقوف بجانب الشعوب العربية تجاه أي إحتلال خارجي مثل موقفها من احتلال الكويت والعراق ولبنان وكذلك مباركتها للثورات العربية جميعها بلا استثناء .

قد يتسائل البعض حول علاقة حماس مع النظام السوري ومدى تدخل النظام السوري في قرارات الحركة وقبل كل شيء أوضح بأن النظام السوري لم يستطع " إرضاخ " حماس ووضعها في جيبته ، فقرار الحركة بقي مستقلاً تماماً ومتناسقاً مع أهدافها العليا وهذا أثبتته الوقائع والأحداث المتتالية ، وأما العلاقة مع النظام السوري قبل أو أثناء الثورة فهي كالآتي :
1- حماس التزمت الحياد فيما يتعلق بأحداث سوريا بشكل كامل سواء من ناحية إعلامية أو سياسية ، وهذا أخذ عليها كمأخذ من قبل الثوار السوريين ومنذ بداية الثورة هاجموها ووصل الأمر لمهاجمتها من قبل ابن المراقب الأول لجماعة الإخوان المسلمين مصطفى السباعي في مقال بعنوان " لماذا يكره قادة حماس الحرية " ، وأخذ عليها كمأخذ من قبل النظام السوري نفسه والذي ينتظر أن يكون موقف حماس مشابهاً لبقية حلفائه مثل إيران وحزب الله فهاجمها في بعض الأحيان مثل انتقاد المفتي حسونة والكثير من إعلاميي النظام لهذا الصمت والحياد ، وهذا الحياد فرضته الوقائع والأحداث على حماس فلا هي ستهاجم النظام الذي آواها واحتضنها ولا هي ستقف في وجه مطالب الشعب السوري الأسياسية والعادلة .
2- حياد حماس " الإيجابي " كان موقفاً صائباً جداً ، فهو سيحافظ على المصلحة الوطنية الفلسطينية وذلك من خلال تأمين اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في سوريا وابعادهم عن أي عمليات انتقامية قد تؤدي لتكرار مسلسل فلسطينيي العراق والكويت ، كما أنه سيحافظ على العلاقة مع أي نظام جديد سيأتي بعد النظام السوري على اعتبار حماس ووجودها قضية ومبدأ ثابت لأي فكر تحرري ومقاوم وخصوصاً أن حماس لم تصطف بجانب النظام السوري بتاتاً وهذا يعطيها المزيد من المصداقية .
3- إن وقوف أنصار حماس وأبنائها منذ بداية الثورة مع الثورة السورية وتأييدهم لها بشكل كامل ومطلق حتى ربما لا تجد حمساوياً واحداً يهاجم الثورة السورية أمر طبيعي ومعروف ، فنحن أصلاً قبل الثورة السورية كنا نهاجم هذا النظام و " نلعن " سنسفيله في كل المحافل لأن الوقوف مع الطغاة والقمعيين هو أمر يتعارض مع كل قيم العدالة والتحرر والمقاومة والجهاد والشرع الحنيف بل ووصل الأمر لكون أبناء حماس هم من أسس الكثير من المواقع الإخبارية على الفيس بوك والمعنية بنصرة الثورات العربية ومنها الثورة السورية ، وهذا له أسباب كثيرة فمن ناحية فلسطينية فالنظام له " ثارات " كثيرة مع الشعب الفلسطيني ومن ناحية الإسلامية فالأمر نفسه مع ما حصل للإسلاميين على يد هذا النظام ، بل إن هناك قاعدة عريضة من الداخل الحمساوي كان ينتقد العلاقة الحمساوية السورية كثيراً ولكن الجميع كان متفهماً لدوافع هذه التحالفات .

ومن خلال نستنتج بأن التحالف بين حماس والنظام السوري لم يكن عاماً وشاملاً في كل شيء ، ولكنه منحصر في قضية واحدة وهي " القضية الفلسطينية " و " العداء لإسرائيل " أما دون ذلك فحماس لم ولن تتدخل في الشأن السوري الداخلي سواء بالسلب أو بالإيجاب - ونحن هنا نتحدث عن موقف الحركة الرسمي - فوجود تحالف مسبق لا يعني أن تؤيد حماس النظام السوري في كل أفعاله القمعية والعدوانية ضد شعبه بل إنها لو فعلت ذلك لتبرأنا منها جميعاً أمام الله .