حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
وجوه وأصوات - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: وجوه وأصوات (/showthread.php?tid=47326) |
وجوه وأصوات - فضل - 02-19-2012 عدلي صادق يعجب واحدنا، من موقف بعض المثقفين الأردنيين، حيال الفظائع التي يقترفها الآن في سوريا، نظام لا يتردد في اقتراف أية جريمة، فيما هو يمارس 'الحوار' مع الشعب بالدبابة. ولعل المفارقة الأبرز، في موقف هؤلاء، أنهم أدعياء إصلاح وديموقراطية في الأردن، ويطمحون الى ملكية دستورية، في بلادهم، شبيهة بنظامي السويد والنرويج على سبيل المثال! كان النظام في بدايات ثورة الشعب، قد دعا رهطاً منهم، الى وليمة على شرف المذابح. قبل الوليمة وبعدها، دأب 'الممانعون' الكاذبون على محاولاتهم تسويق الرواية المزيفة للحدث السوري، بحجج مبتذلة عن 'المؤامرة' و'المقاومة' التي تقض مضاجع إسرائيل. وكأن هاتين الأيقونتين، في الرواية الملفقة، من شأنهما حتى لو صدقت المزاعم بأنهما سبب الانفجار الشعبي؛ تمنحان النظام شرعية مع رخصة لا ينتهي أجلها، تتيح له ذبح السوريين بالدبابات والطائرات وسكاكين الشبيحة. رئيس 'رابطة الكُتّاب الأردنيين' القاص سعود قبيلات، أتحفنا بعد شهرين أو ثلاثة من اندلاع الثورة السورية، بتصريح من أسخف ما يكون، يعلل فيه امتناع 'الرابطة' عن إصدار بيان تضامني مع شعب سوريا، جاء فيه بصيغة الاستفهام: وهل أصدر المثقفون السوريون، بياناً تضامنياً مع زملائهم الأردنيين، بعد أحداث 'دوار الداخلية'؟! لغة الدواوير هذه، تلف وتدور، إذ تساوي بين تظاهرة تلقت بعض الهراوات، في دوار، وهدفها مملكة ذات سمات إسكندنافية؛ وثورة شعبية، في وطن كامل، من أقصاه الى أقصاه، بدأت سلمية صرفة في بداياتها، ثم نشأت في هوامشها، مجموعات مسلحة للدفاع عن النفس، في مواجهة آلة القتل المجلجل. ففي لحظة إصدار تصريح بهذا الجفاء حيال دم السوريين، كان المواطن السوري يُذبح، فيما شفتاه تلفظان قبل الشهادة، ترديداً لعبارة من كلمتين متشابهتين: سلميّة سلميّة! لماذا تتردى الثقافة، وتنحرف السياسة عند بعض المثقفين في الأردن، فتتعطل مخيّلاتهم، حين يتعلق الأمر بنظام كذوب، يحابيهم قاصداً توظيف أصواتهم لخدمة سياساته الموتورة؟. ومن ذا الذي سيصدّق أن هذه البعض، يألم فعلاً على ما يجري في فلسطين، كلما اقترف الاحتلال جريمة؟ ربما يكون من منافع ثورة شعبنا العربي في سورية، فضلاً عن بلوغ الاستحقاق التاريخي الذي أزُف، ولا يمكن منعه، في التغيير العميق ونيل الحرية؛ أن هكذا مواقف وحشرجات، ستدخل الى خانة أنكر الأصوات التي لن يطرب لها أحد. المواطنون السوريون خرجوا في وجه زخات الرصاص. ها هم اليوم على مقربة من قصر الحاكم، في المزّة، يهدرون بشعار إسقاط النظام، وسستقط مع هذا النظام وجوه وأصوات، تناولتنا بالتخوين. بعض هذه الوجوه والأصوات، أوقع نفسه في ذميمة الظهور على شاشة التلفزة السورية، فيما دماء السوريين ترشح عبر شاشات التلفزة الأخرى، التي تنقل صوراً مباشرة من دواوير لا تشبه وقائعها، ما جرى في دوار الداخلية في عمّان، عندما لم تستوعب الحكومة مطلباً إسكندنافياً، فتغالظت بالحد الأدنى من عنف الشرق! ما زال نظام الأسرة الأسدية، الذي أثار إعجاب بعض الكتّاب الأردنيين، من خلال مآثره المقمعية التعاقبة والمتدرجة من هول الى هول؛ يقاوم الشعب بالدبابة والصاروخ والمدفع، منعاً للحرية، ولكي يستمر في الاستبداد وفي النهب المنظم لمقدرات الناس التي أفقرتها عقود الحكم الظلامي. وبينما هذا النظام يقاوم الشعب من أجل ديمومة سطوة الأسرة وحكمها؛ فإن من بين مقاصده، إعاقة خيال السوريون، لا سيما كُتّابهم وأدبائهم، والتصرف بهم وببلادهم تصرف الأسياد الذين امتلكوا الأرض ومن عليها، بالآدميين الذين ولدتهم أمهاتهم لكي يكونوا أحراراً. في الوقت نفسه، يردد بعض الكتاب الأردنيين، بشكل ببغائي، رواية النظام، للتغطية على سفكه للدماء، ولتبرير إمعانه الطائش، في 'الحل الأمني' بدل إسداء النصح له، بأن يرعوي عن جرائمه، وأن يلتمس لنفسه سبيلاً لإرضاء الشعب، غير دفع القوات المسلحة، التي بذل السوريون أكلافها من قوت يومهم، ليس لكي تذبحهم، وإنما لكي تسترد أرضهم المحتلة، وتضمن لهم الكرامة. لتخسأ الوجوه والأصوات النكراء، التي إن عادت الى لغة تخوين الآخرين، والمطالبة بالإصلاح الإسكندنافي؛ لن تلقى سوى الازدراء! |