حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
المادة الثالثة .. خلافة اسلامية .. أم ملكة تملك ولاتحكم؟ .. بقلم : نارام سرجون - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: المادة الثالثة .. خلافة اسلامية .. أم ملكة تملك ولاتحكم؟ .. بقلم : نارام سرجون (/showthread.php?tid=47390)



المادة الثالثة .. خلافة اسلامية .. أم ملكة تملك ولاتحكم؟ .. بقلم : نارام سرجون - فارس اللواء - 02-24-2012

ظهر أخيرا مشروع الدستور السوري الجديد ..الدستور القديم حزم أمتعته ورحل ..وقد حمل معه جثمان المادة الثامنة التي تسببت بالكثير من اللغط والانقسام .. ولكن الدستور الجديد أتى ويحمل معه عائلته الجديدة من مواد كثيرة جديدة بعضها اشكالي حتى أننا قد نترحّم على المادة الثامنة يوما ما والتي كانت تلعب دور الشرطي الذي يمنع ديكتاتورية مواد أخرى مثل المادة الثالثة التي بقيت حرة الآن من أي منافس أو ضابط ايقاع..
كل نقطة في الدستور تحتاج الى مناقشة مستفيضة .. ولعل أكثر المواد التي تبدو ضيفا قبيح المظهر هي المادة الثالثة .. ففي بلد مثل سوريا تتلاقح فيه كل ثقافات الشرق القديم وكل الديانات يبدو غريبا أن يخص الرئيس بوجوب الانتماء الى دين محدد (الدين الاسلامي) .. ويبدو ان المادة الثامنة التي كانت تكبح جماح أشباه المادة الثالثة قد تركت المسرح لبطل مشاكس لايقاسمه دور البطولة أحد ..وتخلت عن مهمة الحراسة على العلمانية ..لصالح تعريف لمنصب يبدو أنه تعريف لمنصب "خليفة المسلمين"..
ان من الخطر لكاتب مسلم يميل الى العلمانية التطرق الى قضايا دستورية ..فالدستور هو المخلوق الذي لايمكنه أن يكون صديق الجميع ..لكنني في هذه المقالة سأترك الطريقة التي اعتدت على الكتابة بها وسآخذ اجازة قصيرة من الأدب والسياسة والفلسفة والتاريخ لأقول رأيي وقراءتي لجانب واحد من الدستور السوري كمواطن سوري قد يخطئ وقد يصيب لكنه سيقول رأيه لأن عدم الكلام في شأن كهذا سيؤمن للدخلاء على الحياة السياسية السورية منصة للتشويش والثرثرة ..
والسؤال الذي يتكرر: هل نحن مع التصويت للدستور بنعم أم لا...؟؟

لو كانت المادة الثامنة رحلت ورّحلت معها المادة الثالثة لكان الدستور الجديد ثورة على الثورة .. لكن اعلان وفاة المادة الثامنة دون المادة الثالثة هو انعكاس لواقع جديد وهو أن العلمانية في مأزق وأن الشرق الذي قادت علمانيته الأجيال السورية المتلاحقة عبر تيارات البعث والقومية السورية والشيوعيين وغيرهم تلقت ضربة موجعة واضطرت للاعتراف أنها لم تنجح في قيادة الموجة التنويرية والعلمانية في الشرق بل أنها استسلمت لقدرها ..وآن لها ان تراجع تجربتها وفرصتها التاريخية التي هدرتها وضيعت نصف قرن كان يجب أن تقود الى مجتمع ينتمي الجميع فيه الى الجميع ولا ينتمي رئيس البلاد فيه الى أحد الا الى الوطن السوري ..وهذا بالطبع ليس انصافا كاملا لأن الحقيقة هي أن المعسكرات العلمانية الكبرى قد دحرت أمام هجوم "الله" عبر الكنيسة والفاتيكان وعبر مجاهدي أميريكا في كابول التي أثخنت في الشيوعية الجراح ..
وبعد الهزيمة الواضحة للعلمانية في المنطقة والتي تجلت برحيل حزب البعث العراقي واجتثاثه لتحل محله قوى دينية اسلامية .. وبعد ايصال أردوغان وجماعته الاسلاميين في تركيا الى السلطة ... بل وبعد تولي الحركات الدينية الاسلامية لدفة قيادة المقاومة في الشرق (حماس وحزب الله وايران والمقاومة العراقية) ..كان من الواضح أن العلمانيين دخلوا في غيبوبة وأصيب صوتهم بالبحة .. فلا صوت يعلو فوق صوت "المكبرين" على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم .. في كل هذا الشرق
انني أعرف ماهي المعضلة التي تواجه القيادة السورية والقانونيين الذين ناقشوا مواد الدستور وبالذات هذه المادة .. فهم مع علمانية الدولة .. والرئيس الأسد شخصيا ينتمي الى الجميع بحكم تجربته الرئاسية التي أثبتت أنه رئيس جميع السوريين دون تمييز .. ولايستطيع أحد توجيه تهمة الانحياز لطرف أو طائفة او تيار ..أو مدينة أو اقليم ..ولكن في نفس الوقت فان الدستور يجب أن يعكس ميل المزاج العام وخصوصية المجتمع فمثلا بريطانيا دولة علمانية وليس فيها دستور لكن ملكة بريطانيا بالتعريف القانوني
وبالعرف هي حامية الكنيسة الانغليكانية وهي مسؤولة عن هذا اللقب وهذا التعهد بحماية الكنيسة

لماذا يفضل الدستوريون عدم رفع السوط في وجه المادة الثالثة وملحقاتها التي تعد بمثابة تعيين خليفة للمسلمين؟
لاشك أن التيار الاسلامي عموما مصاب بحساسية مفرطة تجاه كل مايوجه له من انتقادات وكل محاولة لتجريده من دور سياسي ...ولايمكن انكار أن هناك تيارا اسلاميا في سوريا والمنطقة، يتصيد كل مايعتبره هنات بحق الدين الاسلامي والتي تصدر في بلدان المنطقة .. وذلك لتعويض الانهيار والرقابة الصارمة التي تحاصر القيم الاسلامية في الغرب والعالم .. وكنوع من ميكانيزما الدفاع أمام الهزيمة في الدفاع عن القيم الاسلامية الملاحقة في الغرب يقوم الاسلاميون بتضخيم ردود أفعالهم على أي جدال يتعرضون له في الوطن حتى وان كان منطقيا ..
ان الاسلاميين أحسوا بعجزهم أمام الغرب الذي صفعهم عدة مرات في السنوات الأخيرة ولم يعتذر ..لا البابا اعتذر كما طالب الاسلاميون ولا راسموسن اعتذر عن رسوم مهينة للرسول ولاسلمان رشدي اعتذر ..والاسلاميون لم يعد بامكانهم اثبات وجودهم الا أمام خصومهم في الوطن ...العيب في اسلاميي هذا الزمن انهم أثبتوا أنهم أضعف من أن يواجهوا الاهانات التي واجهها الدين الاسلامي وعجزوا عن مواجهة اذلال جميع المسلمين .. فهم يرون الأقصى كل يوم يبشر به الاسرائيليون من غير قبته بل بصور للهيكل ويتجول فيه الاسرائيليون على راحتهم ويصورون الرسول الكريم بهيئة خنزير .. بل قضم المستوطنون الحرم الابراهيمي بشكل كلي تقريبا ... ولم يكترث الغرب بالاحتجاجات الاسلامية على اهانة المواطنين والجاليات والمسافرين المسلمين بسبب تفتيشهم بطريقة مهينة في المطارات الغربية ...ولم يكترث هذا الغرب بالصخب حول التدخل في معتقداتهم وأسلوب حياتهم وطقوسهم .. بل ان بعض الدول الغربية صارت تفرض سؤالا على المسلم قبل قبوله في المجتمع الغربي بالخضوع لامتحان فيه أسئلة صعبة مثل ان كان يقبل بالحرية الجنسية المثلية وبحق البنت في ممارسة الجنس دون اعتبار لقواعد الشرف الاسلامي (حتى أردوغان نفسه غير الدستور التركي بشأن عقوبة الزنا لارضاء الغرب)..والاجابة بالاعتراض على هذه الأسئلة التي تتدخل في المعتقد والثقافة والتقاليد قد تعني سقوط حق الجنسية أو اللجوء بحجة عدم القدرة على الاندماج في الثقافة الغربية .. وفي بعض الحالات قامت السلطات في دول غربية باجراء فحص العذرية على النساء اللواتي سيلتحقن بأزواجهن بحجة ان الزواج صوري وليس حقيقيا وغايته ادخال لاجئين جدد ...الى جانب كل الاهانات لاننسى أقفاص غوانتانامو وتصوير صدام حسين الرئيس المسلم بثيابه الداخلية ثم تسليمه لميليشيات هوجاء والأمر باعدامه يوم العيد المقدس لدى المسلمين .. فلولا رغبة وأوامر الأمريكيين لانتظر العراقيون الثورجيون 3 أيام لتنفيذ الاعدام بعد العيد ..
باختصار ..أمام هذا الكم الهائل من الهزائم النفسية والاخلاقية وهذا العجز من الناحية النفسية فان الاسلاميين بحاجة ماسة لأي خاصرة ضعيفة يعلنون فيها جهادهم ..وليست هناك أطرى من خاصرة الوطن الذي يعيشون فيه .. هذه هي الخاصرة التي اقترحتها معاهد الأبحاث الغربية التي وجدت أن الاحباطات الاسلامية تحتاج الى امتصاصها أو حرفها لتنفيس رغبة الاسلاميين بأي نصر ..وكان الخوف من جاذبية انتصارات حزب الله والاسلام الذي رعاه السوريون والممانعون...لابعاد الاسلاميين عن هذا النوع من الجهاد ..فكان الربيع العربي ...والغباء والفوضى ..."خذوا السلطة وانتصروا على بعضكم ..لامكان للنصر على الغرب" ...

ولذلك نلاحظ أن الاسلاميين يقفزون على الفور لتأثيم وتكفير من لايوافقهم حتى في بعض الاجتهادات ويجهزون مدافع الاتهامات لقصف كل من يحاول قول الحقيقة أو من يحاول اصلاح خلل دستوري لن يقدم ولن يؤخر في قوة الدين .. فهناك اسلاميون يحاولون على الدوام الصاق تهمة التآمر على الاسلام والمسلمين وخاصة من منطق الطوائف الأخرى أذا ارادوا الانتصار لقضيتهم ومشروعهم..
اليوم هناك نشوة في المنطقة بالمشروع الاسلامي الذي انفلت بلا ضوابط من تونس الى مصر ..وهناك سكارى بالمذاق الاسلامي التركي ... وهناك اسلام امريكي "مابعد لادني" تتولاه قطر والسعودية وامتص اليه القاعدة التي بدورها امتصت أيمن الظواهري من الحرب على الغرب وامريكا الى الحرب على سوريا ..لأن الظواهري (الذي ابتلع الطعم) مع أتباعه اكتشفوا أنهم بحاجة الى نصر بعد أن فشل تنظيمهم حتى في خدش المواقف الغربية الذي لم يبال بتهديداتهم التي تبين انها هراء ... وليس خفيا اليوم أن من يقاتل في أفغانستان ليس طالبان الظواهري بل طالبان أخرى تماما لها قواعدها في ايران وتضرب على ايقاع التهديدات المتبادلة بين ايران والغرب .. فلا بد لأتباع الظواهري من محاولة الانتصار في الخواصر الرخوة للمجتمع الاسلامي خاصة اذا ما غضت أميريكا الطرف عن تنظيمهم .. فهناك من القاعدة من يعتقد أن هزيمة أميريكا غير ممكنة اطلاقا الا بالركوب على ظهر المشروع الامريكي .. والظواهري بانضمامه للمشروع الغربي ضد سوريا يعلن صراحة عن هزيمة مشروعه الجهادي الذي دأب بن لادن على ابقاء خطابه موجها نحو المشروع الصهيو صليبي (كما كان يردد) ...وما ان تولى الظواهري القيادة حتى تبين أن الظواهري قد انحرف عن اتجاه قاعدة بن لادن ..ولكن هذه الهزيمة لم تعد تقرأ على أنها هزيمة بل انكشاف أغطية القاعدة التي بدأت بالعمل مع السي آي ايه ضد السوفييت وانتهت توجه للعمل مع السي آي ايه ضد الروس وحلفائهم .. وتعززت القناعة لدى كثيرين أن القاعدة ليست الا نتاجا عبقريا استخباراتيا يشبه حيوانا ضاريا يتحكم به مدرب متمرس يمسك السوط ويوجهه حيث يريد..

مما سبق ..هناك توازن صعب للغاية ومعادلة شديدة الدقة كما هي علاقة الالكترونات بالنواة الذرية عندما يتعلق الأمر بقضايا الشأن الاسلامي ..والتجربة تثبت ذلك ..فعندما وقف السوريون ضد هزيمة المسيحيين عبر حزب الكتائب في لبنان لدى اجتياح قوات ياسر عرفات وكمال جنبلاط لمواقع الكتائب فانهم اتهموا أنهم يحاربون حقوق الطوائف الاسلامية المظلومة في لبنان ..وعندما وقفوا ضد الاسلاميين في سوريا في الثمانينات قيل انهم ضد التيار الاسلامي السني لصالح الأقليات السورية .. وعندما وقفوا مع حزب الله اتهموا بسهولة بأنهم متورطون في مشروع تشييع المنطقة ...القضية الدينية كانت دائما أزمة في الشرق ..أزمة ولّادة للأزمات ..وليس هناك أسهل من اطلاقها ..ولكن ربما كان من المفيد النظر الى التفاصيل التي تحيط بالمشرّع السوري وكل من ناقش الدستور ..

هناك ادراك لدى القيادة السورية أن المد الديني في الشرق قد وصل الى المجتمع السوري وخاصة الريفي الذي لم تمانع فيه هذه القيادة واعتقدت أنه معطف اضافي يضاف الى معاطف الوقاية ضد عواصف المحافظين الجدد التي ضربت المنطقة .. فالمنطق الذي يثبت اسرائيل في المنطقة هو منطق ديني لاهوتي وايمان بوعد من الله ..ولاينسف الايمان الا ايمان مثله أو أقوى منه ..واعتقدت القيادة السورية أن حضانتها لجزء من الاسلاميين المعادين للغرب واسرائيل يحصنها من كل شهوة الاسلاميين للسلطة .. فشعارات الاسلاميين للوصول الى السلطة كانت هي أنهم محرومون من فريضة الجهاد التي كانوا يتحرقون اليها .. وكانت القيادة السورية تحس أنها ترضي وتروي غليل الاسلاميين بانفرادها بدعم هذا الجهاد ضد اسرايل والغرب حسب امكاناتها المتاحة التي كانت تصطدم (وبشهادة الاسلاميين) بقوى الاعتدال العربي العميلة التي تآمرت على المشروع الاسلامي والجهادي علنا ..

المد الديني الذي وصل الى المجتمع السوري كان تحت عين السلطة وتجنبت الاصطدام به لاطمئنانها أنه يشاركها بعض منطلقاتها "المقاومية" وربما لأنها أيضا كانت قد نسجت حبال ود مع الاسلاميين السوريين الوطنيين وكان من الحرج بمكان ومصدرا للتناقض أن تطلب السلطة من علامة كالبوطي دعم خطابها الممانع ضد الغرب واسرائيل في خطب الجمعة ثم تحرجه بممارستها التوجس من الاسلاميين والضغط على التيار الاسلامي .. فقررت مبادلة تيار البوطي الود والمعروف والاستجابة لنداء اسلامي ذي اتجاه وطني .. بل يقال ان العلامة البوطي نفسه تدخل أكثر من مرة لاطلاق سراح مئات من معتقلي الحركة الاسلامية السابقين من مرحلة الثمانينات عبر مراسيم العفو، وليّن كثيرا من تشدد السلطة ضد الاخوان المسلمين حتى أن المرسوم رقم 49 القاضي باعدام كل من يثبت انتسابه لجماعة الاخوان المسلمين قد أفرغ من محتواه ووضع عمليا في الثلاجة وظهر أنه مرسوم محنط لم يعمل به منذ أكثر من عقدين ..وربما كان للاسلاميين الوطنيين من أمثال البوطي والمفتي حسون الفضل الكبير في تقريب اتجاه الاسلاميين من الخط الوطني واعادة دمجهم في الحياة السياسية السورية تحت نشاطات مختلفة ومسميات كثيرة ..

وكان كثير من المتابعين للشأن السوري يتنبأ بثقة أن في الأفق مشروعا سوريا لاعادة اظهار الاسلاميين (الاخوان المسلمين) كتيار وطني سيدخل الحياة السياسية رسميا خلال 5 سنوات وبجاذبية كبيرة لاسم (العدالة والتنمية السوري) تيمنا بتجربة أردوغان الذي ظهر بطلا بعد مسرحياته الدولية على شواطئ غزة ومنصة مسرح ديفوس ..وكان البعض يشيرون الى تأثير البوطي تحديدا في هذا الميل الجديد .. البوطي الذي فتحت في عهده المعاهد الدينية الكثيرة وكان لايرد له طلب يتعلق بتوسيع التعليم والثقافة الاسلامية رغم اعتراضات البعض من القياديين وصقور علمانية الدولة السورية.. وكان لهذا التقارب من لم يتحمس له في دول الخليج والسعودية والغرب لأن توحيد التيارات الاسلامية الشيعية والسنية هو المقتل الذي سيصيب المشروع الديني اليهودي في اسرائيل .. ولأن اضعاف حركات المقاومة لايتم الا بضربها بنفس السلاح .. اي اعادة انتاج الجهاد ليكون جهادا ضد الاسلام نفسه ..الاسلام ضد الاسلام
هل الدستور في مادته الثالثة واعتبار الفقه الاسلامي "مصدرا رئيسا - وليس الوحيد - للتشريع" يلبي مطالنا وتطلعاتنا؟

قبل البدء بالاجابة .. من الناحية النظرية ان الغاء المادة الثالثة رمزي كما أن ابقاءها رمزي ..والأهم منها هو من يمسك الشارع والمستقبل ..فلم ينفع حزب البعث تمسكه مثلا بوجود المادة الثامنة في الدستور وبقيادته للدولة والمجتمع طوال نصف قرن لأنه فقد الشارع ...فما الفائدة من كسب الدستور والمواد وفقدان الشارع؟ .. وبنفس الطريقة ماالفائدة من الغاء المادة الثالثة اذا كان الشارع متدينا؟ ..وماالفائدة من تثبيتها والشارع علماني؟ .. أعتقد أن هذا هو الجدل البيزنطي ..وأنا أرى أن ابقاءها يفيد في تحييد من لم ينضم للتمرد الاسلامي ..لأن هناك فئة واسعة لاترى في الثورة مايلبي قناعاتها .. وسيكون الغاء المادة الثالثة منصة وهدية ثمينة للمعارضة الاسلامية التي ستخاطب المحايدين ذوي الميول الاسلامية وحتى رجال الدين الذين نأوا بانفسهم عن الثورة والتزموا الخط الوطني لتقول لهم: أراأيتم أنتم تدافعون عن نظام يريد الغاء كل رمزية اسلامية؟ ..

ولمن ينتظر الجواب على السؤال المطروح أعلاه اقول: ان بقاء المادة الثالثة لا يلبي طموحاتنا في بناء مجتمع خلاق متناغم بعيد عن التنافر ..ولكن هل نرفض الدستور؟ الجواب هو بالتأكيد لا ..للأسباب التي شرحتها أعلاه ولكن لسبب بسيط آخر شديد الأهمية وهو أن الدستور لم ينص صراحة على أن التعليم الرئيسي في العملية التربوية ديني أو ينهل بشكل رئيسي من "الشريعة الاسلامية" ..ليس لأنني ضد الشريعة الاسلامية بل لأن التعليم قضية حيوية للمجتمع ويجب ابقاؤه بعيدا عن سلطة الدين وابقاء التوازن مع انتشار المد الديني ..وهذا الابقاء على العملية التعليمية والتربوية بمنأى عن الدين يوفر فرصة علمنة المجتمع على أساس سليم متوازن .. بل لامانع ان يبقى التعليم الديني طليقا في المساجد والكنائس (المكان الرسمي والحقيقي) لمن أراد الادعاء ان الدولة تغرق في علمانيتها ..فمن اراد تخفيف تركيز العلمانية عليه بالمساجد والكنائس..ومن هنا يففهم لماذا تصر التيارات الاسلامية العربية الحديثة على تولي حقيبة التعليم ..انها للسيطرة على الجيل القادم وتقييده بفكر السلفية ليبقى غارقا في قاع الدين وليس طافيا فوق بحيرة السماء..

وعلى العكس يجب علينا الآن ان تطالب الاستانبوليين بقول كلمتهم في هذا الشأن ..لأنهم سيكونون في ورطة ..فهم لايستطيعون الموافقة على الغاء المادة الثالثة لأنهم في قلبهم حركة اسلامية .. وذلك يعني انشقاقا عن مبادئ الحركة الرئيسية للتمرد..وهم لايستطيعون الدعوة لتثبيت المادة الثالثة لأنها تعني أنهم حركة دينية تكشف نفسها ..ولذلك نرى أن المعارضة بكافة أطيافها اختارت رفض الدستور بشكل عام دون التجرؤ على الخوض في التفاصيل المحرجة ..وربما القاتلة للموقف الموحد الظاهري .. وسيلتزم الغليون صمت القبور ازاء هذه المادة ..ولو نشروا لسانه بالمنشار فلن ينطق برأيه ..بالمادة الثالثة ..لكنه سيثرثر كعادته ويدور حول كل المواد التي توفر له ثرثرة اعلامية ..

علاوة على ذلك فان عدم الغاء المادة الثالثة كليا سيجعل الدولة في غنى عن مواجهة اضافية والتي قد يلتقطها العراعرة ويبشرون بشكل سخيف وكاذب بأنها الخطوة التي تسبق مثلا اعلان حظر على الدين الاسلامي وشعائره ..
مما قلنا أعلاه لايبدو الغاء هذه المادة وفي هذا التوقيت حصيفا بل من الحصافة التعامل معها كملكة بريطانيا ...تملك ولاتحكم ..ومن الحكمة الامساك من جديد بالنهج العلماني للدولة على الأرض وفي الاعلام واطلاق عملية تنوير وسياسة تعليمية كثيفة تهزم ثقافة مساجد الأحياء وثقافة الدعاة على الفضائيات خلال السنوات القليلة القادمة لتجتث الميول الدينية المريضة للمجتمع لابقائه بعيدا عن الامتطاء من قبل قوى غربية أو رجعية والعمل على تركيز نشاط الاسلام "الوطني" غير المستورد من جبال أفغانستان ومقرات السي آي ايه ومفاعلات الجزيرة وآل سعود الذرية ...الاسلام الذي يتحرر من الفوضى ومن الفتاوى الهائمة على وجهها ..ومن مزاجية الدعاة زسذاجة المدعوين
لذلك .. لاضرورة لاحراج الدولة في هذه الظروف بهذا الجدل .. والدستور هو دستور انتقالي ومنصة للانتقال بالبلاد الى مرحلة أخرى بعيدا عن الجمود السياسي والقانوني .. ولو اردنا الحصول على دستور للبلاد لاحتجنا الى 23 مليون نسخة لتناسب الجميع ..والباحثون عن التفاصيل وعن دستور نهائي يتفق عليه الجميع خلال هذه الأزمة هم الباحثون عن تشتيت لجهود المجتمع بالاندماج والالتحام واستدراجه الى مزيد من السفسطة والجدال وادخال عناصر تقسيم جديدة على الرأي العام السوري ..ولايوجد هناك مبرر لاشهار السلاح القانوني ومعايير المواطنة ضد الدستور ..فالأمم الحية تكون عينها على الحياة وعلى المستقبل ..والشعوب التي تريد خوض مغامرات تفتعل أزمات التفسيرات وتتشبث بالقشور في زمن خاطئ ..

وقد قال افلاطون: لاتثبط عزيمة أحد يحقق تقدما متواصلا ..وان كان بطيئا ..والرجل الصالح هو الذي يحتمل الأذي ولكن لايرتكبه
هل ستصوت على الدستور بنعم أم لا ...الجواب ...نعم


الرد على: المادة الثالثة .. خلافة اسلامية .. أم ملكة تملك ولاتحكم؟ .. بقلم : نارام سرجون - طريف سردست - 02-25-2012

هل ترقص على موسيقى نارام سرجون؟
انه يكتب وكان المعارضة هي التي خطت مشروع الدستور او كانها ستوافق حتى على الذهاب الى صناديق الاقتراع لقتراع عليه بالرفض او القبول.
انه يكتب، على امل تحفيزهم على رفع صوتهم بالمطالبة بتحسين الدستور او تغييره، بقبوله او رفضه، بالتعبير عن رأيهم فيه، وبالتالي بقبول العملية الاصلاحية، بإنضوائهم فيها، وتحميلهم مسؤولية شكلية فيها، ولكن تحت راية سلاخ آل الاسد.
الاسد الان، وفارس لواءه بالطبع، يتمنى الان لو تقول المعارضة كلمة بشأن دستوره، لو تعيره اهمية ما، لو تقبل ان تذهب للصناديق للاقتراح حتى بلا، إذ ان ذلك يشرعن وكالته ووصايته على ادارة العملية الاصلاحية التي يدعي بها، ويسحب البساط عن العزلة التي وضع نفسه به. ان وضعه بائس وليس وضع دستوره فقط، ونهاية هذه التراجيديا فقط على حبل المشنقة على خطى صديقه صدام



RE: المادة الثالثة .. خلافة اسلامية .. أم ملكة تملك ولاتحكم؟ .. بقلم : نارام سرجون - خالد - 02-26-2012

طريف، مرق معك شي عن هاد نارام سرجون؟ شايفه شادد كثير على عصّه..

سرجون الوحيد الذي أعرفه هو مستشار معاوية ويزيد.. بس ما مرق معي عن جديد سروج جديدة..


RE: المادة الثالثة .. خلافة اسلامية .. أم ملكة تملك ولاتحكم؟ .. بقلم : نارام سرجون - أبو إبراهيم - 02-27-2012

الكاتب المجهول وهو يتحدث عن الدستور الجديد، ذكر لفظ إسلام أو إسلامي 65 مرة....

بينما ذكر كلمة حرية مرة واحدة وربطها بالحرية الجنسية.....

ولم يذكر كلمة ديمقراطية أي مرة....

وعجبي....

15


الرد على: المادة الثالثة .. خلافة اسلامية .. أم ملكة تملك ولاتحكم؟ .. بقلم : نارام سرجون - السلام الروحي - 02-27-2012

ما لفت انتباهي بالدستور الجديد هو "الحرية مقدسة"

أما كون رئيس الدولة مسلم الديانة فيمكن تعديلها لاحقا بعد الانتخابات التشريعية


RE: المادة الثالثة .. خلافة اسلامية .. أم ملكة تملك ولاتحكم؟ .. بقلم : نارام سرجون - elen faddoul - 02-28-2012

نارام سرجون حشرة حقيرة تتقيأ كذباً تزكم رائحته الأنوف وهذه ينة من كذبه عن الطفل حمزة الخطيب

اقتباس:قلم : نارام سرجون
توم وجيري وحمزة الخطيب .. في الاتجاه المعاكس
لم أحس في حياتي بالعتب على النظام السوري كما أحسسته بالأمس والسبب كان مشاهدتي -بعد انقطاع طويل- لبرنامج الاتجاه المعاكس الذي جمع المعارض السوري محمد عبد الله وممثل السلطة في سوريا عبد المسيح الشامي وكان عنوان الحلقة هو عن صلاحية النظام السوري للاستمرار ..أنا لاأنكر أنني منقطع عن الجزيرة منذ زمن طويل، لكن ماقيل عن حلقة الاتجاه المعاكس السابقة والتي أصابت المعارضة السورية بالجنون والاكتئاب كان السبب في لفت نظري وخاصة بعدما رأيت معارضين ومؤيدين يتحرقون شوقا لهذه الحلقة التي بدت للمعارضين كمباراة الثأر من هزيمة الاسبوع الماضي المجلجلة .. وبدا المعارضون يتوعدون ويراهنون على هدّاف اسمه محمد عبدالله وكأنه مارادونا المعارضة ..

وقد أرغمت نفسي على رؤية هذا البرنامج الذي كنت اعتبره في السابق لايساوي أكثر من حلقات مسلسل الكارتون توم وجيري حيث يتصارع الطرفان بشكل كوميدي ويحضران المقالب والقفشات لبعضهما والخطط الجهنمية للايقاع بالخصم بعيدا عن كل منطق فيما يقوم فيصل القاسم بدور الكلب القوي والطرف الفاصل بين المعتدي (توم) والمظلوم (جيري) ...هذا البرنامج ممجوج بالنسبة لي بعد ان رأيت برامج الحوار الغربية المتوازنة والرزينة والثرية بالفائدة والنقد البناء والحوار الموضوعي بين أشد الخصوم تناقضا دون الوصول للهستيريا التي تصلها في هذا البرنامج الرديء الذي لم يفعل شيئا سوى تعميم ثقافة حوار عبس وتميم.. ومضر وتغلب.. وحوار المشارط اللسانية ..وحوار توم وجيري ..

قبل كل شيء لابد لي من القول ان حجم الصراخ والصياح والانفعال جعلني أحس بالألم على وطني الذي يتقاتل فيه الناس أثناء الحوار بالكلمات المكتوبة بالاسلاك الشائكة والمسيّجة بالأكاذيب..وتصبح الألسنة سكاكين وسواطير والحروف مسامير تشبه مسامير صلب السيد المسيح..فما سمعته وبالذات من المعارض السوري كان أشبه برقصة الموت الهائجة التي ترقصها القبائل الافريقية في الأدغال عند احتفالات أكل لحم البشر..وكان أشبه بأغاني المشعوذين والسحرة حول النار

وأما ما أقنعني أن النظام ارتكب خطأ كبيرا ورزية من الرزايا فهو ماسمعته من المعارض محمد عبد الله لأنني اكتشفت أن سجن شخص مثله وهو بهذه السوية الفكرية الرديئة والضحالة الأدبية دل على سوء تقدير النظام في اختيار الخصوم لأن الانسان يباهي بخصومه اما مثل هذا الخصم فان التخاصم معه اذلال واهانة وتحقير لمن يخاصمه ..فالخصوم من أمثال برنار ليفي وليفي شتراوس وفوكوياما وشيمون بيريز وصموئيل هنتينغتون تزيد من مهابة المعركة ومن قدر من يخاصمهم أما محمد عبدالله فان التخاصم معه لا يشبه الا التخاصم مع الحج صلاح في حارتنا (وجيراني بالطبع في الحارة هم وحدهم يعرفون من هو الحج صلاح) ..

أنا شخصيا لاأستطيع مناقشة شخص مثل محمد عبدالله لايستعمل أذنيه الا كديكور دون أن يكون لهما وظيفة الاستماع .. وأنا لاأستطيع مناقشة شخص يعتقد أن كل الدنيا خاطئة ولايعرف أن أجمل مافي النقاش الاستماع والقاء الحجة والاعتراف بحجة الخصم ووثائقه (وهو هنا السلطة) وان أجمل مافي تخاصم الفرسان هو أن ينحني الفارس لنزاهة خصمه مهما كان في جسده جراح منه..لكن مارأيناه بالأمس لم يكن فرسانا.. ولا نصالا تكسرت فوق النصال

وقد حكمت على محمد عبدالله منذ العبارة الأولى التي نطقها على أنه شخص لايعرف شيئا عن الوضع في سوريا وأنه في منفاه الأمريكي اختار ألا يتابع الا أخبار الجزيرة وفيلم الرعب الطويل الهوليوودي الذي حبس نفسه يراقبه في الظلام وهو يدري أنه من اخراج تنسيقيات الثورة السورية التي صار سكان الاسكيمو يعرفون كذبها والتي صار مخرجو هوليوود يراجعون تجربتها فيما يسمى سينما (الشارع الوهمي)..

فمحمد عبدالله بدا حديثه بالرحمة على الشهداء ..فأيدناه وترحمنا معه عليهم ..لكنه قال (وأخص بالذكر الطفل حمزة الخطيب الذي عذب وقطع عضوه الذكري) فأدركت على الفور أنني أمام رجل كذاب أو مغيب العقل لأنني شخصيا عرفت أن حمزة الخطيب بالفعل لم يعذب ...وأنه قضى بطلقات نارية أصيب بها ليلا أثناء هجومه مع مجموعة من مجانين درعا على مساكن العسكريين السوريين بعد فتوى حقيرة بسبي نساء "الكفار"..ولكي لاأتهم نفسي أنني أصدق الاعلام السوري ومحطة الدنيا ذهبت بنفسي منذ أسابيع والتقيت الطبيب الذي استقبل جثته في اسعاف المشفى العسكري في دمشق ليلة 28 – 5- 2011 (على ماأذكر) وشاءت الصدف والأقدار أن هذا الطبيب ورئيس قسم الاسعاف هو صديق الطفولة والذي بيني وبينه خبز وملح وأيام صداقة طويلة ومعاناة وهموم مشتركة وأسرار اصدقاء منذ وعينا على هذه الدنيا ..وقد سألته أن يصدقني القول عن قصة حمزة الخطيب وتعهدت له أن أحفظ السر كما حفظت له أسرارا في الماضي..فما كان منه الا أن طلب من زوجته أن تروي لي بنفسها ماذا قال لها يوم وصول جثة حمزة الخطيب الى المشفى..فقالت لي ان زوجها وصل تلك الليلة متأخرا وأخبرها عن وصول بضعة قتلى من درعا قتلوا في ذلك اليوم أثناء هجوم مجموعة مسلحة على سكن العسكريين كما قال له العسكريون والجنود الدرعاويون البسطاء الذين نقلوا الجثث.. وكان أحد القتلى ضخما جدا واحتاج بالضبط ستة من عناصر الاسعاف الطبي لوضعه في النقالة ..وكانت هذه الجثة لمراهق ضخم الجثة وقد اصيب بعيارات نارية قاتلة حديثا في درعا..

واستكمل صديقي قائلا: بقينا اسبوعا كاملا في المشفى ننتظر من يأتي للسؤال عن بعض الضحايا التي لم نتعرف عليها ومن بينها تلك الجثة الضخمة فبعثنا الى محافظ درعا بالصور لسؤال الأهالي عن أصحاب تلك الصور لتسليمها الى ذويها لدفنها فعاد الرد أن الجثة الضخمة تعود لمراهق اسمه حمزة الخطيب وهو من قرية تبعد عن المكان الذي قتل فيه 20 كيلو مترا ..وتابع صديقي الطبيب قائلا: وقد تم اخراج الجثة سليمة وبحضوري من البراد وارسالها الى درعا وبقيت في مشرحة درعا 3 أيام وبعدها فورا ظهرت على قناة الجزيرة في أسنان عزمي بشارة ليلوك لحوم الأموات بطريقة حقيرة..

وكان صديقي الطبيب العسكري في حالة ذهول من حجم الكذب والنفاق في قصة حمزة الخطيب وهو الشاهد على حقيقة ماحدث..وتساءل بمرارة : ماذا كان هذا المراهق يفعل ليلا في سكن العسكريين بعيدا عن قريته 20 كيلومترا ومعه مجموعة من المسلحين ..وهل هذه القصة دليل دامغ على أن معظم الذين عرضوا في الاعلام المعارض أكلت لحومهم بالكذب وعرضوا بهذه الطريقة المهينة لهم وزج بهم في خانة الشهداء مثلهم مثل من قتلته اسرائيل..هذه اهانة للشهادة والشهداء..

وبالطبع ولأنني –كما رويت بالضبط وبصدق- أعرف قصة حمزة الخطيب من شاهد عيان أعرفه منذ عقود وربما ألتقيه بشكل شبه يومي وأعرف أنه لم يكذب علي يوما فقد عرفت أنني أمام افتتاحية محمد عبدالله أقف امام شخص جاهل وكذاب أو على الأقل لايعتد برأيه طالما أنه لايعتمد الا على أخبار الحكواتيين ونسوان الثوار في الحارات و"الزنقات" ..ورأيه مشروخ ومصاب بنقص المناعة ..وأقل مايقال فيه أنه رأي رجل مقاهي وجلسات طاولات الزهر والأركيلة حيث لاتوثيق ولاوثائق ولاتحقيق ولاصدقية في وقت نطلب فيه كسوريين من المعارضين أن يتمتعوا بكل الصدق الشديد وألا يلقوا الاتهامات جزافا لحساسية الوضع ولكننا ابتلينا بقامات المعارضين الصغيرة والهزيلة والمريضة والتي تعتمد مقولة (لاأخلاق في الحرب) ومقولة (كل شيء يجوز في الحب و..في الحرب)..

كم كان مهينا لنا أن يصنع رجل مخابرات من شخص مثل محمد عبدالله بطلا وهو لايمكن أن يكون الا مناديا على بسطة أبو كاسم في صح النوم (أصابيع الببو الخيار) فالتقطته المعارضة ليكون مؤذّنا لها لمواهب الانفلات الصوتي والكراهية العمياء ولميزة عجيبة وهي غياب الاتصال بين الدماغ والأذنين وغياب قطعة كاملة من المخ اسمها جهاز التفكير السليم وغرفة المحاكمة العقلية ولميزة أخرى هي احتكاك نظام الكهرباء الدماغية دون حدوث ماس كهربائي بل انهيار كل أنظمة التحكم بالمزاج والنشاط الفكري السليم.

محمد عبدالله رجل صغير على السجون السياسية المعروفة أنها لقامات كبيرة وأستغرب من ضآلة حجمه السياسي كيف لم يتمكن من المرور عبر قضبانها بل عبر أي (ثقوب منخل أو غربال سياسي)..هذا رجل ماكان يجب القاؤه في السجن بل ارسال فريق طبي نفسي للتعامل مع عقده وأزماته ..هذا شخص غير سوي على الاطلاق والطريقة الانفعالية التي كان يهاجم بها تدل على أنه ليس معارضا بل (خريج حبوس) وان شركاءه في السجن لم يكونوا الا بسوية أبو عنتر وأبو النار وأبو صخر..كنا بالأمس نكتشف أننا أمام رجل ناقم دخل السجن لشهرين فلم يعد قادرا على التمييز بين الثأر الشخصي وبين دماء وطن..وأنه يريد أن يكون نلسون مانديلا لأنه دخل السجن 60 يوما..هلا قارنتم بين حكمة مانديلا الذي سجن أكثر من ربع قرن وخرج ليسامح سجانيه وبين "ثويئر" صغير اسمه محمد عبد الله كان غاضبا بالأمس كما لو كان نلسون مانديللا سوريا..ويريد أن يحرق الدنيا وكأن عرش الرب اهتز بسبب سجنه..مع فائق تعاطفي معه أثناء محنة السجن 60 يوما..لكنها فورة التشفي والصغار وليست ثورة الفرسان..فلا تلوموه..

المعارض لايروّج الأكاذيب ولايتحدث بهذه الطريقة الانفعالية لأنني شخصيا لاأصدق منفعلا سواء كان مع النظام أم ضد النظام ..فالانفعال حالة نفسية يعرفها الطب النفسي جيدا ويعرف أنها تشبه عملية استخراج الماء من بئر موحل والهدوء هو الذي يأتي بالماء القراح والنقي العذب فيما الهياج والتوتر يحرك الوحول ولانحصل الا على الوحل والمياه العكرة..المليئة بديدان القاع..

محمد عبدالله أهاننا جميعا عندما استغل منبر الجزيرة ليعلن أنه مجرد كاتب صغير وجندي من جنود عزمي بشارة وكرر الدفاع عنه عشرات المرات ..هل بعد فضيحة 45 دقيقة و(الأردن بلاه) يجرؤ رجل محترم على الدفاع عن عزمي ..حتى عزمي نفسه لم يتجرأ أن يبرر تلك الفضيحة أو أن يدلك لها ظهرها ويدهنها بالمراهم التي يستعملها للتبييض والتسكين بل حتى العنصري سوموزا في أدغال افريقيا اعتبرها فضيحة مشينة ....

ومحمد عبدالله أهاننا لأنه أعلن أنه صعلوك صغير من صعاليك حمد وموزة يدافع عن أبي لهب وامرأته حمالة الحطب ..فهذا زمن يكفي فيه الاشادة بعزمي بشارة وحمد وموزة كي نعرف أننا لسنا أمام صعلوك (فالصعاليك شعراء وثوار) بل أمام مملوك وضيع..وأننا ندشن عهد المماليك...كبير المماليك عزمي بشارة وملكهم حمد المملوك لقاعدة العيديد والسيلية..

كنت أترقب ان أرى في محمد عبدالله معارضا سوريا كانت الأقلام تتحدث عن قداسته لأنه دخل السجن وكانت هذه هي المرة الأولى التي أتابعه فيها مطولا فحزنت بشدة أن يكون انتظاري على موعد مع وقت ضائع وثغاء ورثاء وأن يكون مستوى المعارضة السورية بهذه الرداءة والقماءة والجهل والانحطاط ..أنا لم أكن أنتظر من محمد عبدالله كي يقرأ لي ماذا قال منافحو النظام ومحطة الدنيا وكذلك لم أكن أريده أن يكرر ماكتبت لجنة حقوق الانسان التي تملي عليها رزان زيتونة ورامي عبد الرحمن كل أرقام الضحايا وكأنهما مراسلان حربيان اسرائيليان يضخمان أرقام خسائر العدو السوري من المتظاهرين السلميين ولايذكران خسائرهما من المسلحين (الكوماندوز الاسرائيليين) المسلحين بالبومباكشين والقناصات على أسطح الأبنية في سوريا..

انتظرت من محمد عبد الله أن يقول كمعارض شيئا ما عن نضال جنود وعن مئات الجنود المدفونين في قمامات جسر الشغور ..وعن وجثث نهر العاصي الذي صارت ماؤه حمراء لأيام كي يعيد علينا ذكريات دجلة عندما اقتحم هولاكو بغداد .. رجال هولاكو سفكوا دماء العلم والكتب الزرقاء في دجلة أما ثوار محمد عبد الله فلونوا نهر العاصي باللون القرمزي ..لون الدم والذبائح البشرية ورسموا عيوننا بأشلاء رجال مقطعة على يد دبيحة دير الزور..

تمنيت من محمد عبدالله أن يقر أن النظام لم يقتل الجميع بل ان البعض على الأقل قتلته "الثورة" وتمنيت منه أن لايستخف بعبارة المؤامرة وأن يسأل نفسه عن مصير الثوار السوريين اذا ماانسحبت الجزيرة والعربية وبي بي سي وفرانس 24 واعلام العالم الغربي والتركي واعلام ساركوزي وكاميرون وأوباما وبان كي مون..هل كانوا سيستمرون أم سيختبؤون تحت الشراشف حيث لانصير ولاظهير؟؟ أم انهم مطمئنون ان هذه الأمومة الاعلامية والحنان العالمي يحميهم من غضب النظام؟ ان كان كذلك فهذه ثورة ليست للسوريين بل ثورة للأغيار..وان كان كذلك فهؤلاء ثوار بيادق .. والثورات الحقيقية لاتصنعها البيادق ..

ان كان من ميزة الاستماع للمعارضة هذه الأيام فهو ليس مراقبة ممثل الدفاع عن السلطة ان كان قويا أم ضعيفا بل اكتشاف الكارثة التي كانت ستحل بنا من وصول هذه العصفوريات المتنقلة والجرائم النائمة الى سدة الحكم تحت اسم المعارضة... بعد مقابلة محمد عبدالله زاد تمسكي بالنظام وتقديري للرئيس الأسد الكبير في خصومته وزعامته، ولكن هذا لايعفي النظام من لوم شديد لتصنيع نجوم المعارضة في السجون السياسية ...بعض المعارضين السوريين يشبهون الشحادين المفلسين الذين يعطيهم أحد المستهترين ورقة يانصيب رابحة ..فيتصرفون كالسادة وأبناء الذوات وربيبي السرايات ..والسجن هو تلك الورقة الرابحة ..هؤلاء المعارضون كقطع الظلام والليل الأسود الشتوي تدخل السجن لترصع نفسها بنجوم وأقمار بلاستيكية ومصابيح على انها نجوم..

أخيرا لمحمد عبدالله نعتذر عن اهانة السجون السياسية بك وكلي ثقة أن سهرة الأمس رسخت القناعة لدى الكثيرين أنك مرحب بك لتسير في شوارع دمشق حرا فأمثالك لايهزون العواصم العظيمة وأمثالك لايجب أن نعاملهم بالسجن بل بالاهمال واللامبالاة وسدادات الأذنين وكتاباتك لاشك ليست نظريات وماقلته عن قانون الطوارئ كان يقال في كل مكان..ونؤكد لك أن ثورتك تآكلت وأن الصياد السوري قد أردى ببارودة الخردق ضباعا مثل عزمي بشارة ورجب طيب أردوغان وبالأمس ألحق بهما صفيكم وخليلكم وضاح خنفر..وهناك طيور بوم سوداء ستسقط قريبا ..قبل أن يقطع رأس الأفعى التي تسللت الى الشجرة السورية.
ا
لا تخبر مقالاته إلا عن وضاعة معدنه وقلة أخلاقه يكفي النظر إلى عنوانها لمعرفة اتجاهها، وهي متوافرة على موقع على عرب تايمز لمن يضع كمامة على ضميره:

لطابور السادس في انتظار...
رسائل الى أسامة فوزي...
السيف الصمصام أم ديك...
جان بول سارتر ومجانين...
أخيرا يا خالد مشعل!!...
العندليب والعرعور وصبحي الحديدي...
شجر يأكل شجرا..ووشم على...
أم البرهان ... في...
كيف تعرفت على الشيخ...
العمامات الثائرة تصالحني مع...
هديةالمعارضة الثمينة للأسد ...بقاء...
رسالة سورية مترجمة الى...
أبناء الشيخ حمد
عن عبد الباري عطوان...
عبد الرحمن الراشد لايبيع...
الديبلوماسية السورية الرفيعة وامتحان...
خطبة قس بن ساعدة...
قراءة في دفتر الثورة...
من سيحرك العاصفة؟ التاريخ...
من كوميديا الثورة السورية:...
التنين في انتظار غودو...
نطاف هنري ليفي في...
من أحرار سوريا الفقراء...
اني أعترف ..
المعركة الأخيرة بدأت ..درس...
موت الأسئلة وعصر الفلسفة...
كيف تهزم في خمسة...
مازوشية الاحتلال الوطني ..وفقه...
شيفرة دافنشي في سورية...
مزرعة الحيوانات في سوريا
لا ..يارامي مخلوف
قبلة يهوذا ..وقبلة أردوغان...
لاتشتروا العبد الا والعصا...
الجمعة السورية الهزيلة
الثورة السورية: هكذا تكلم...
حمدي قنديل في حديث...
أردوغان الذي ربح الانتخابات.....
مراجعات الاسلاميين الكبرى..أعطونا السلطة...
نهاية تاريخ الثورات لفوكوياما...
الصراع الفرانكفوني الأمريكي على...
اني لأرى رؤوسا قد...
ستالينغراد السورية تتحدى الفوهرر...
الناسخ والمنسوخ ..والممسوخ في...
الطفل الغاضب عزمي بشارة...
بقعة ضوء على أسرار...
بين تربية التماسيح ..وبطل...
كوابيس فرانز كافكا وفضيلة...
في حضرة يوسف العظمة..
أردوغان: كلاكيت رقم 3...
قصص قصيرة جدا عن...
تفكيك الآيات الشيطانية لايليا...
لماذا لاتتعجل السلطات السورية...
أسئلة عنقودية عن نهاية...
الاخوان المسلمون الجدد..الكاثوليكية الاسلامية...
نصيحة الماهاتما غاندي للثوار...
شاليطيات ... ثورة سوريا
من نسف شوارع دمشق؟...
لماذا غاب الاستاذ هيكل...
مجلس المبعوثان السوري
آلام عزمي بشارة في...
ساطور فهمي هويدي
الانعطافات السورية...أردوغان و قارئة...
الصواريخ تنحني للرئيس .....
هل يستحق رفيق نصرالله...
المعارضة السورية فوق الشجرة
أردوغان على خطى جنبلاط...
عماد الدين حجاج ..عندما...
مقبرة جماعية في درعا؟...
أنت جريح .. وجرحك...
رؤوس الثوار..برهان غليون مثالا
رسالة المالح لوليد المعلم...
شعوب ستفقأ عيونها ..عقدة...
غليونيات ثورية من ايباك...
نبوءات وأخبار ..من حقائب...
بانتظار يوم القيامة .....
تكهنات حقيقة ماجرى بين...
انهم يسرقون طيور البجع...
الخلايا النائمة في سوريا
أبناء بندر .. وفارس...
القطسور فيصل القاسم .....
11 سبتمبر في سوريا...
أخبار عاجلة عن احتضار...
ضربة معلم ياسوري.. رسالة...
مكونات منظومة زحل ومرحلة...
مكاشفات ثورية ..عندما يبيع...
فيزياء وكيمياء وبيريسترويكا..ونبوءتان قطرية...
شاب سوري يصور قاتله...
الحرب الأهلية السورية ..وقصة...
الرقص مع الذئاب في...
نعم ان حماة هي...
طارق الحميد والتفاح السعودي..هو...
لماذا وقفنا مع الرئيس...
قطاع غزة السوري .....
سوريا .. هل أقبلت...
الحسناء السورية والوحش .....
لمعان السيوف وقبلة على...
رنا قباني آل ثاني...
من ألف ليلة وليلة..الشعب...
الرسائل الأموية: ان هذا..يريد...
مالم يقله الرئيس الأسد...
المادة الثالثة .. خلافة...
صرخة أرخميدس وضحكة ممدوح...
على طاولة القمار ..قدود...
تلاطم المحاور الضخمة ..نبوءة...
حتى أنت يا بوتين؟...
فارس بلا رأس .....
مغامرة العقل الأخيرة ..والرحيل...