حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
فحص عذرية / قصيدة جنسية سكسية من تحت الزنار - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: ثقـافــة جنسيــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=77) +--- الموضوع: فحص عذرية / قصيدة جنسية سكسية من تحت الزنار (/showthread.php?tid=47679) |
فحص عذرية / قصيدة جنسية سكسية من تحت الزنار - بسام الخوري - 03-17-2012 Virginity Test By Dania You couldn't find the fear you sought in my eyes So you spread my legs to see if you can find it in my vagina What did you see in there? Did you hear the screams of those you tortured? Did you hear the souls of those you murdered? Did you see my vagina stare right in your eyes and tell you to go fuck yourself? Did you see my dream of a better life in its first trimester? Did you see how resilient it is? Did you see the sun of a brighter tomorrow shining from it? I bet you couldn't look right into its bright light! What did you see in there? Did you feel it when my pussy curled its lips and spat in you face? Pushing through the soft tissues and the discharge Did you take a sneak peak at what's to come you way? Did it scare you? Did you see lady justice in there? Did you see how my uterus took the shape of a balanced justice scale with truth on one side and fairness on the other? Did you honestly think you were humiliating me? Violating me? Ohhh you are mistaken my pathetic dear! There is nothing in the world I wanted more than you to see the rage in me And there is no better place to see it than deep down where you were looking الرد على: فحص عذرية / قصيدة جنسية سكسية من تحت الزنار - الحوت الأبيض - 03-18-2012 وأين السكس في هذه القصيدة؟ وجود عبارات مثل "ولا مؤاخذة فرجي" أو عذرية أو رحم لا يجعلها سكسية... يعني لو كتبت ضحية اغتصاب كتابا عن معاناتها هل كنت ستعتبر الكتاب سكسيا؟ الرد على: فحص عذرية / قصيدة جنسية سكسية من تحت الزنار - بسام الخوري - 03-18-2012 ألم تسمع ببسام الخوري صاحب العناويين المثيرة ....ههههههه...ضروري تتفلسفوا على كل شيء وتورجونا شطارتكم ...فرجي بصق في وجهك ...فرجي نظر اليك بعيون بقحة ...شو بدك أكثر من هيك ....وعندما يتحدث رجل عن قضيبه بقصيدة ألا تعد سكسية وتمنع من النشر كقصيدة شاعر من بيت المصري RE: فحص عذرية / قصيدة جنسية سكسية من تحت الزنار - بسام الخوري - 03-18-2012 العدد: 834 - 2004 / 5 / 14 ها هو بين أيديكم بعد طول هذر وثرثرة، النص الكامل للقصائد الثلاث، دون أي تشذيب أو حذف، ها هو أمام أعينكم، عارياً دون ورقة توت أو ورع، دون خجلٍ أو كذب. لأنه من العار أن نستمر في معاملة النصوص الأدبية على ذلك النحو الشَّرطي الأخلاقي المهين، من العار أن نستمر في النظر لأنفسنا كقاصرين وكعذارى. كما حصل عندما ترجمت إلى العربية أشعار سافو أو كتاب فن الهوى لأوفيد ، وحتى حين تعاد طباعة ألف ليلة وليلة طبعةً مهذبة! وكما حصل حين قبض على كتابي ( داكن ) وهو يمضي في طريقه إلى النور. وذلك بعد أن تمت الموافقة عليه بقرار وزاري وطبع 2000 نسخة ثم منع. كل ذلك بسبب هذه القصيدة التي بعد ثلاث سنوات من هذا، مزقت صفحتاها من مجلة ( الناقد ) عدد /43/ 1992عند دخولها وطن منذريوس مصريام، وكذلك لم يتضمنها بين النصوص الممنوعة، عدد مجلة الآداب عن الرقابة في سوريا، 7/8 تموز - آب 2002 فقد اكتفوا فقط بروايتي عن منع ( داكن ) بسببها. ولكني أيضاً أرجو أن لا تدققوا كثيراً في الأسماء والتواريخ والوثائق التي رجعت إليها وجئت على ذكر عدد منها في سياق التقديم أو عند التطرق لموضوع الترجمة، وخاصة من حيث التشابه العجيب بين اسم منذريوس مصريام واسمي منذر مصري! والذي كان ربما سبب اهتمامي به أولاً بأول. ذلك أني أعترف فعلت هذا لضرورات فرضها علي المكان والزمان اللذان أحيا بهما، ولا أقول أموت... لأني لا أصدق ولا أريد أن أصدق أن هذا المكان وهذا الزمان قادران أن يفعلا هذا بي. ولأن للشاعر، كما يقول صديقي الشاعر المتواري محمد خير علاء الدين، وكما يفعل، زماناً آخر ومكاناً آخر. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 10/2/ 1992 سَاقا الشَّهوة ـــــ ـــــــــــــــ 1- قَمَيصُ الصَّدأ ـــــــــ مِثلَ قَضيبٍ مِن حَديد مَشلوحٍ على الشَّاطىء فأَنتِ لا تَرينَ سِوى شِبرٍ مِنهُ أَمَّا البَاقي فَقَد طَمَرَتهُ الرِّمال . / إنَّهُ يَغتَسِلُ كُلَّ حينٍ بالأَمواج وبَدَلَ أَن يَتَعرى فإنَّ البَحرَ يَوماً بَعدَ يوم يُلقي عَليهِ قَميصاً بَعدَ قَميص مِنَ الصَّدأ . / ولأَنَّكِ لَمَحتِهِ ولأَنَّكِ صَوَّبتِ عَليهِ قَوسَ عَينَيكِ وأَطلَقتِ سَهمَ نَظرَتِك ولأَنَّكِ زَحَفتِ إليهِ بِظِلِّكِ ولَمَستِ رَأسَهُ بإبهامِ قَدَمِكِ ولأَنَّكِ انحنَيتِ وَنَفَختِ في وَجهِه ولأَنَّكِ أَسمَعتِهِ حَفيفَكِ أَرادَ أَن يَسمِعَكِ خَريرَه ولأَنَّكِ أَسمَعتِهِ هَسيسَكِ أَرادَ أَن يُسمِعَكِ حَشرَجَتَه أَن يُخرِجَ مِن فُوَّهَتِهِ بَعضَ الرَّغوة بَعضَ الأَسماكِ الجافِلَة ولأَنَّكِ بِيِدَيكِ الزَّبَديَّتَين نَزَعتِهِ مِنَ الرِّمال كَخَنجَرٍ من غِمد لا بَل كَخَنجَرٍ مَن جُثَّة لا بَل كَجُثَّةٍ مِن قَبر ولأَنَّكِ بأصدافِكِ قَضَمتِ صَدَأَه وبلآلِئكِ نَهَشتِ قِشرَتَه ولأَنَّكِ زَلَقتِهِ بينَ نَهدَيكِ وَسَحَبتِهِ نُزولاً على خَيطِ بَطنِكِ مُروراً بزِرِّ سُرَّتِكِ حَتَّى أَولَجتِهِ فَمَ زَهرَتِكِ وبِشِفَتَيكِ الوَرديَّتين وَحشائشِكِ السَّوداء أَطبَقتِ عَليهِ وعَصَصتِهِ ولأَنَّكِ في فُرنِكِ اللاَّهِب شَويتِهِ إلى أَن أَضاءَ مَرَّتَينِ وثَلاث ولأَنَّكِ بِحُلوِ رُضابِكِ مَرَّتَينِ وثَلاث سَقَيتِهِ ولأَنَّكِ بِزَيتِكِ الثَّقيل دَهَنتِهِ وبلِسانِكِ الأَخرَس مَسَحتِهِ وَمَسَّدتِهِ فَقَد عادَ لَهُ عُريُهُ ولَمَعانُه دَمُهُ وَقَسوَتُه نَصلُهُ وحِدَّتُه وَانغَرَزَ فيكِ عَميقاً في جُرحِ فَخذَيكِ شَهوةً مُقَدَّسَة وَقَرنَ رَبّ الرد على: فحص عذرية / قصيدة جنسية سكسية من تحت الزنار - بسام الخوري - 03-18-2012 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=34033 أنا منذر مصري لأنَّي لستُ شخصاً آخر منذر مصري الحوار المتمدن - العدد: 1145 - 2005 / 3 / 23 - 12:42 المحور: الادب والفن راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع 1- توطئة : لا يفاجئني البتة أن لا يعرفني الناس، لا بالاسم ولا بالصورة. أينما ذهبت، حتى في المهرجانات الشعرية التي دعيت إليها كشاعر يفترض أن يكون معروفاً لحد ما فيها، كان يعترف لي أغلب مجالسي، ومنهم أحياناً زملائي الشعراء، أنهم لم يقرؤوا لي سابقاً. أو أنهم قد قرؤوا لي قصائد هنا وهناك لا يذكرون منها شيئاً! بل أن بعضهم قد يكون صادقاً كفاية ويصارحني أنه لم يكن قد سمع باسمي قط، رغم انقضاء ما يزيد عن ربع قرن من صدور مجموعتي الأولى ( بشر وتواريخ وأمكنة ) ونشري لأغلب شعري في مجلات وصحف لبنانية وعربية واسعة الانتشار، ورغم إصدار مجموعتي الشعريتين الأخيرتين ( مزهرية على هيئة قبضة يد ) 1997 ( الشاي ليس بطيئاً ) 2004 من قبل واحدة من أهم وأشهر دور النشر العربية ( رياض الريس للكتب والنشر). وبالتأكيد لا ألوم أحداً على ذلك، حتى الشعراء منهم. فنحن العرب، يحيا كل منا في بلده وكأنها جزيرة، فلا الأحوال المتشابهة ولا التاريخ البعيد والقريب ولا حتى اللغة المشتركة تكسر حاجر الحدود التي تفصل بين البلاد العربية وشعوبها. وهكذا كان علي كلما شاركت بمهرجان أو أمسية أن أقدم ملخصاً ما لتجربتي الأدبية، مختارات من مجموعاتي الشعرية الصادرة وغير الصادرة، لأطلع الجمهور على صورة، ولو ناقصة، عني. وما يلي إحدى هذه المختارات التي انتقيتها لأقرأها في قاعة اليونسكو في باريس عام 2003 وكانت هي ذاتها التي قرأتها في مركز الحسين الثقافي في عمان السنة السابقة عندما دعيت للمشاركة في مهرجان جرش وكذلك في أمسيات أخرى. 2- أَتَغَيَّر... أَتَغَيَّر كُنتُ... كُنتُ أرى أَن لا يَكونَ للشِّعر.. تَعريف، أن لا يكون له قالب أو أسلوب..كنتُ أُكتبُ عَلى هَواي، كنتُ أرفضُ أَن أُفكِّرَ في ما أَكتب، مُعتَبِراً اختلافَ كِتابَتي عن كِتابةِ مَن أَعرِفُهم أَو مَن قَرأتُ لَهُم، هُوَ كُلُّ شيء، كُنتُ أَظُنُّ أَن اختلافي هذا، هو سَببُ تأثيري وسببُ اهتمامُ الآخرين بي. ولكن ماذا يعني إن كُنتُ مُختلِفاً وَلَم أَكُن أَنا ! ماذا يَعني أَن أَكونَ شَخصاً آَخَر، لا عَلى التَّحديد، غَيري. وهكذا انزاحت كتابتي لأَن تَكونَ ما يَخُصُّني، لأَن تكونَ صُورَتي، صُورَتي الشَّخصيَّة، أَقِفُ وَحيداً عِندَ النَّافذَة أُلقي تِلكَ النَّظراتِ العابِرة، أَو أَمامَ المِرآةِ أُحَملِقُ في وَجهي طَوالَ النَّهار، وكأني لم أَرَهُ سابقاً، أو أَن تَكونَ صُورةً مُشتَرَكةً مع أَصدقاء، أَو رُبَّما مع جَمعٍ من النَّاس، بَعضُهم لا أَعرِفُه ! وهَكذا، في صُوري، كانَ أَمامي خِياران، الأَولُ أَن أَرتدي أَجملَ ثيابي، وهذا ما يَفعلُهُ كلُّ النَّاسِ عِندما يذهبونَ لأَخذِ الصُّوَر، والثَّاني أَن أَكونَ عارياً، كما يَشتِرِطُ الحبُّ عَليَّ وعَليكَ وعلى الجَميعِ أَن يَفعَلوا، فكانَ اختياري – ياليَ مِن دَعي – أَن أَكونَ عارياً وجميلاً في آن. أَن أَختار...عارياً وجميلاً، كانَ يَعني لي، أَني حَقيقيٌ وذو إيمان. تَكتَظُّ الإيماناتُ في شِعري، كُنتُ أُومِنُ بِكُلِّ شَيءٍ تَقريباً، إيماناتٌ تَختَلِفُ وتَتَناقَضُ غالباً، وكانَت في اختلافِها وتناقُضِها تُؤَدِّي إلى أَن يَطفو على سَطحي اِضطِرابٌ شَديد، يَبدو أَشبهَ ما يَكونُ برَفضٍ صاخِبٍ لِكُلِّ ما يُؤمِنُ بهِ الآخرون، ولَكِن- أَعترِف - قُبولاً عَميقاً كانَ يَقبعُ في قاعِ تَجرِبتي كُلِّها. لقد عَبَدتُ كُلَّ مَن اعتَرَضَ طَريقي مِن آلِهَة، أَو التقيتُ بِهِ مُصادفةً، أو سَمِعتُ عنهُ سَماعاً، حَتَّى وإن تظاهرتُ بالعَكس: ( عندما قال: الله غيرُ مَوجود خافَ أَن يَكونَ الله قد سَمِعَهُ ) كَما صَدَّقتُ بالنَّاس، ورُبما عَبدتُهم أَيضاً، ودَعَوتُ إلى أَن عَلى الشِّعر، بأَيِّ أُسلوبٍ رُحنا نَكتُبُه، وبكافَّةِ طُرقِه، المباشَرَةِ وغَيرِ المباشَرَة، الغامِضَةِ والواضِحَة، واجِباً مُقدَّساً واحِداً، هُوَ: خِدمَتُهُم. أَتغير... أَتغير ولكن يَبقى، أَنَّهُ، لولا تِلكَ الأَوهام ما كانَ لي أَن أَكتُب ! ــــــــــــــــــ اللاذقية 12/12/2002 3- المختارات مِن ( آمال شَاقَّة )1976 1- هَروَلَ نيسانُ صَوبَ الثَّكَنَة هَروَلَ نِيسان قَليلُ العَقل مُبتَهِجاً صَوبَ الثُّكنَة وَهُناكَ عَالياً عَالياً فَتَحَ مِظَلَّتَهُ الزَّرقاءَ العَميقَة وَعَلى بَدَنِ السَّاحَةِ الغَربيَّةِ الوَسِخِ تَصَوُّروا فَرَشَ قَميصَهُ الأَخضَرَ النَّدي الَّذي تَعرِفونَه.. ـــــــــــ 2-4-1973/ مدرسة الإشارة/حمص 2- وَحلُ السَّماء البُندُقيَّةُ لِلصُّورِ التِّذكارِيَّة وَالبُوط لِلنُّزُهات. / تمُطِرُ الأَمطار فَيشتَغِلُ الهَواء وَيُطَيِّرُ النَّاس ماعَدا نَحنُ الحُفاة أَقدامُنا عَالِقَةٌ في وَحلِ السَّماء.. ـــــــــــــ 1-1-1973/ مدرسة الإشارة / حمص 3- الشُّرود خِزانَتي جُيوبُ مِعطَفي وَرَأسي شِهاب. / في المَرَّةِ الرَّاكِضَة عِندَما سيَغضَبون سَوفَ أَنسى كُلَّ شَيء وَلَن أُخطِئ فَيَسرِقُني مِنهُم الشُّرود وَيَحفَظُني في كِتاب.. ـــــــــــــ 18-1-1973/ مدرسة الإشارة / حمص 4- خُوذَةُ الإخفاء فَتَّشوني شِبراً شِبراً وَلَم يَظفَروا بِقِرش. / لأنّي طَمَرتُ البَطاطا تَحتَ التُّراب وَأَطلَقتُ الأُغنِياتِ في الهَواء وَأَلصَقتُ عَلى سَقفِ حَلقي الحَياةَ المَدَنيَّة كَسُكَّرَةٍ تَضَعُ عَلى رَأسِها خُوذَةَ الإخفاء.. ـــــــــــــ 13-2-1973/ مدرسة الإشارة / حمص 5-نَظَرَاتُهُ قَد تَغَيَّرَت نَادوهُ إلى حَيثُ يُطَبِّلونَ وَيُزَمِّرون وَلم يَجِدوا لَهُ عُذراً عِندما فَتَّحَ عَينَيهِ قَليلاً ثُمَّ عَادَ إلى النَّوم. / فَهُم لَم يُلاحِظوا أَنَّ نَظَراتِهِ تَغيَّرَت وَأَنَّ حَماسَتَهُ القَديمَة تَنقَعُ قَدَميها بِالماءِ الفَاتِر.. ــــــــــــــــ 8-6-1973/ مدرسة الإشارة/حمص 6- حِجَابٌ أَزرَق ( فاطِمَة ) حَمَّلَتني جَدَّتي حِجَاباً تَحتَ إبطي أَزرَقَ يَحميني مِنَ العَين ويَحرُسُني. / وَعَلَّمَتني: ( يا اِبني... اِضحَك لِما يَضحَكُ لَهُ النَّاس وَابكِ لِما يَبكي عَليهِ النَّاس وَافعَل الخَير وَارمِهِ في النَّاس ). / وَها العُمرُ يَشُدُّ عَلى رَأسِهِ قُبَّعَتَهُ الدَّهرِيَّةَ وَيَمضي وَلَيسَ في حِزامي وَلا في بَيتِ مَالي ما يَكفي لِذَلك. / لِذا عَلى رَفِّ نِافِذَتي في حَيِّ مُتَوسِطي الحَال أَصيصٌ مِنَ القُلوبِ البَيضاء لأَنامَ كَالشُّعراء وَأَلتَقِطَ الوَقت.. ـــــــــــــ 29-6-1974/حوران/تسيل مِن ( بَشَر وتواريخ وأمكنة )1979 7- 26 / 10 / 1973 أَعياهُ تَقسيمُ السَّماءِ إلى مُربَّعات وَمُحاوَلاتُ حَصرِ عَدَدِ النُّجومِ وَالكَواكِب وَلَم يَجِد بَعدَ كُلِّ ذَلك أَقَلَّ ما يَحتاجُهُ المَرءُ مِنَ الأَجوِبَة. / فَعادَ مَرَّةً أُخرى إِلى الأَرض لِيَرسُمَ الخَرائِط وَيَصنَعَ الأَحذيَة.. ـــــــــــــ 8- 28 / 10 / 1973 دَخَلَ حَرباً وَخَرَجَ مِنها سالِماً. / غَيرَ أَنَّ الأُمور لَيسَت بِهَذِهِ السُّهُولَة فَالنَّارُ قَد شاركَتهُ فِراشَه وَالتَحَفَت أَحلامُه بِالدُّخان.. ـــــــــــــ 9- 2 / 11 / 1973 قَضى حَياتَه في حُروبٍ قامَت وَما قَعَدَت بَينَ أُمِّهِ الغَرائز وَأَبيهِ العَقل. / وَقَبلَ أَن يَموت فُوجِئوا حينَ أَسرَّ لَهُم بِأَنَّ ما قَتَلَهُ هُوَ أُختُهُ العاطِفَة.. ـــــــــــــ 10- ( رُتَيلاءٌ سَوداءُ صَغيرَة ) بِحَذَرٍ تَهبِطُ رُتَيلاءٌ سَوداءُ صَغيرَة بِثَمانِ أَرجُلٍ كَما تَوقَعتُ عَلى حافَّةِ النَّافِذَة فَوقَ كَتِفي. / بِرَأسِ قَلَمي عابِثاً اِعتَرَضتُ سَبيلَها وَجَمَت لَحظَةً ثُمَّ راوغَت قَليلاً وَقَفَزَت مُتِمَّةً هُبُوطَها الأَخير إِلى الأَرض قُربَ حِذائي. / رَفَعتُ ناظِري وَأَطلَقتُهُ خارِجاً حَيثُ مُستَطيلٌ مِن سَماءٍ ضَيِّقَة مَحشورٌ بَينَ أَجسامِ الأَبنيَة وَما عُدتُ أَذكُرُ أَيَّةَ أَفكارٍ كانَت تَسلو عَنِّي قَبلَ أَن أَلحَظَها.. ــــــــــــ 30-5-1977/اللاذقية 11- ( البُرتُقالَة ) تَبدَأُ الحَياةُ مِن إبهامَيك عِندَ مُنتَصَفِ وَأَعلى البُرتُقَالَة لَحظَةَ يُصيبُكَ في إحدى عَينَيك شَيءٌ مِن رَذاذِها الكُحولي وَأَنتَ تَشطُرُها إلى فِلقَتَين. / حَيّاً وَبَينَ يَدَيك فِلقَتا بُرتُقالَة لا سَعادَةَ أَقصى أَستَطيعُ أَن أَرى وَلا سَعادَةَ أَقصى لَكَ أَن تَرومَها فَالحَياةُ بِالتَّحديد هِيَ ما سَوفَ تَعصَرُهُ بَعدَ ذاك بِأَسنانِك.. ــــــــــــ10-11-1976/ اللاذقية / 12- ( إِنَّها تُمطِرُ في العَاشِرِ مِن حَزيران ) إِنَّها تُمطِرُ في العَاشِرِ مِن حَزيران وَليسَ لَكَ أَن تَسلو ـ وَلَو قَليلاً ـ لِتَنظُرَ عِبرَ النَّافِذَة وَيَبدو عَليكَ بَعضٌ مِنَ الدَّهشَة. / إِنِّها تُمطِرُ في العَاشِرِ مِن حَزيران وَماذا يُجدي ذَلِك مَع صَدرٍ مُطبَق وَقَبضَةٍ تَشُدُّ عَلى القَلب. / كَيفَ لَكَ أَن تَغزِلَ خَيطاً آخَر ؟ كَيفَ لَكَ أَن تَنسُلَ خَيطاً آخَر ؟ إِنَّها تُمطِرُ في العَاشِرِ مِن حَزيران وَهَذا لا يَدعوكَ لِشَيء.. ـــــــــــــ 10-6-1977/ اللاذقية / 13- رَجُلٌ ضَلَّ الطَّريقَ مِراراً ( إلى و. ب. ييتس ) في الرَّابِعَةِ وَالسَّبعين بَدا أَشَدَّ حيرَة وَأَقَلَّ إِيماناً بِما لا يُقاس : ( في التَّاسِعَةَ عَشَرَة كانَ عَلَيَّ أَلاَّ أَفعَلَ ذَلِك أَمّا في الثَّلاثين فَقَد كانَ عَلَيَّ أَلاَّ أَفعلَ ذَلِكَ أَيضاً... ) كانَ عَلى عادَتِهِ المَرذولَة لَم يُقَرِّر بَعد : ( أُريدُ أَن أَعودَ لِلصِّفر ) / في الرَّابِعَةِ وَالسَّبعين لا يُكَلِّفُ المَرءَ الكَثيَرَ مِنَ الوَقت أَن يَتَماسَك وَلو فَقَط أَمامَ حاسِدِيه لَكِنَّهُ بَدا لِلجَميعِ أَقَلَّ حَجماً وَأَشدَّ إِثارَةً لِلشَّفَقَة وَمِن جَديد كانَ بِوُدِّهِ لَو يَنسى : ( كُلُّ ما فَعلتُهُ في حَياتي حَماقاتٌ مُتَكَرِّرَة ) / في الرَّابِعَةِ وَالسَّبعين كَرَّسَ مَجدَه فاشِلاً خالِداً ما بَناهُ عالياً في السِّنينِ الأَخيرَة أَلقى بِنَفسِهِ مِنهُ كَما فَعَلَ تَماماً بِما بَناهُ عالِياً في السِّنينَ الماضِيَة. / رَجُلٌ ضَلَّ الطَّريقَ مِراراً فَوَصَلَ إِلى قَلبي.. ــــــــــــ 9-5-1974/ حوران / تسيل / مِن ( كُنْ رَقيقي ) 1984 14- بَيانو أَصابِعِكِ كانَت أَغنامِيَ صُخوراً بَيضاء وَأَشجاريَ كانَت جُندَاً ما عُدتُ ذاتَ الرَّجُل أُثيرُ الضَّجَّة وَأُلقي المُفَرقَعات. / اِفتَحي لي بابَكِ الجَانِبِي فَأَنتِ أَيَّتُها المُزدَحِمَة الصَّاخِبَةُ بِكُلِّ شَيءٍ لا يَعُوزُكِ إلاَّ تَعِبٌ مِثلي يَنتَحي بِكِ حَيَّاً هادِئاً وَيَلعَبُ وَهوَ نِصفُ نَائم البِيانو عَلى أَصابِعِكِ.. ـــــــــــــ 17-4-1973/حمص 15- ما لَن أُبطِلَ سَماعَهُ.. صَمتُكِ ما لَن أُبطِلَ سَماعَهُ لَيسَ ما أَجَبتِني بِهِ ومازِلتُ لا أَستَطيعُ نِسيانَه بَل صَمتُكِ. / وحينَ قُلِتِ مُواسِيَةً بأَنِّي أَبدو حَزيناً أَلَم تَنتَبهي إلى أَنِّي أَصيرُ دائماً ما تَقولين ؟. / دَخَلَت الشَّمسُ مَنَ النَّافِذة وَجَلَسَت عَلى فَخذَيكِ وكَأَنَّها كِتابٌ مَفتوح.. ــــــــــــ 16- فِنجانٌ كَسَرتِ طَرَفَه حَتَّى ما لا حاجَةَ لَكِ بِه جَمَعتِهِ كَيفَما اتَّفَق في حَقيبَةٍ قَديمَة لِتَرمي بِها مَع كُلِّ ما تَحتَويهِ بَعيداً. / غادَرتِني وَبِحِرصٍ لَم أَعرِفهُ فيكِ مِن قَبل مَحَوتِ كُلَّ ما قَد تُخَلِّفينَهُ وَرَاءَكِ مِن أَثَر. / أَبقيتُهُ ذِكرى مِنكِ فِنجانيَ الَّذي كَسَرتِ طَرَفَه.. ــــــــــــ 17- رَقمُ هاتِفٍ بِدونِ اسم صَوتي لَن تَسمَعيهِ يُناديكِ بَعدَ اليَوم وَوَجهي لَن تَتَذَكَّري مِن مَلامِحِه سِوى عَينَيَّ المَفتوحَتَينِ عَلى اتِّساعِهِما وأَنا أُقَبِّلُكِ. / أَمَّا أَنا فسَوفَ أَحتَفِظُ بتِلكَ الوَرَقَةِ الَّتي كَتَبتِ عَليها: ( إيَّاكَ أَن تُغَيِّرَ رَقمَ هاتِفِكَ سَيبقى مُسَجَّلاً في دَفتَري بِدُونِ اسم ).. ـــــــــــــ20-2-1985/اللاذقية. مِن ( داكِن )1989 18- غِربانٌ عَلى مَرمى حَجَر وَكَأَنَّما وِلِدتُ وَأَنا أَعلَمُ كُلَّ ما كُتُبِ عَلَيّ لَم أُدهَش وَلَم أَحسُد أَحَداً. / سِوى غِربانٍ سَوداء حَطَّت مِراراً عَلى مَرمى حَجَرٍ مِني وَكِلابٍ تَنبَحُ وَتركُض بِلا أَطواق.. ــــــــــــ 8-1-1974/حوران/خربة القريعة 19- غِربانٌ تَفرُدُ وَتَطوي أَجنِحَتَها الغِربانُ السَّوداء عَلِمَت أَنَّ الكُوَّةَ الَّتي يُقذَفُ مِنها فُتاتُ الخِبز وَبَقايا الطَّعام يَقبَعُ في عَتمَتِها عَينانِ بَشَريَّتان تَرقُبانِ مَجيئَها وَرَواحَها. / الغِربانُ الماكِرَة تَختالُ بِمَشيَتِها العَرجاء فوقَ الثَّلج تَفرُدُ وتَطوي أَجنِحتَها مُباهيَةًً بِبَريقِ سَوادِها.. ــــــــــــ 8-1-1974/حوران/خربة القريعة 20- الغُربانُ الثَّلاثَة ( مُحمد وإبراهيم ومُصطفى ) ثَمَّةَ غِربانٌ ثَلاثَة تُحَوِّمُ فَوقَ رَأسي حَطَّ الأَولُ أَمامي قُربَ يَدي دَلَقَ دَواتي وَخَبَّصَ عَلى دَفتَري. / ثَمَّةَ غُرابانِ يُحَوِّمانِ فَوقَ رَأسي حَطَّ الثَّاني عَلى كَتِفي مَلاكاً أَسوَدَ ذا وِشاحٍ ذا سَيف أَغمَدَ مِنقارَهُ في أُذُني. / ثَمَّةَ غُرابٌ أَخير يٌحَوِّمُ بِجِناحيهِ الكَبيرين دَوائرَ حَلَزونيَّةً تَضيقُ وَتَضيق وَتَنتَهي بَخَفقَةٍ مَكتومَةٍ في الهَواء وَهوَ يَحُطُّ عَلى رَأسي.. ــــــــــــ 18-1-1974/حوران /خربة القريعة 21- جُمجُمَةٌ بَشَريَّةٌ مُغَبَّرَة ( مُصطَفى عَلي ) فَوقَ رُفوفِ شُعبةِ النَّحت في مَركَزِ الفُنونِ التَّشكيليَّة آلِهَةٌ مُقَطَّعَةُ الأَوصال وخَياشيمُ مِن جِبس وآذانٌ صَمَّاء. / فَوقَ الرَّفِّ الأَخير بينَ رُكامِ نماذجِ النَّحتِ المُحَطَّمة تّطُلُّ بِرأسِها جُمجُمَةٌ بَشَريَّةٌ مُغَبَّرة يأنَفُ الجَميعُ أَن يُبالوا بِها. / حَمَلتُها بِيَدَيَّ المُرتَعِشَتين وَوَضَعتُها فَوقَ مَنشَفَةٍ بَيضاء أَمامي عَلى المِنضَدَة وها هِيَ مُنذُ ساعَتين تَحدُجُني بِنَظرَةٍ جَوفاء لَيسَ لَها قَرار.. ــــــــــــ 15-2-1982/اللاذقية/مركز الفنون التشكيلية 22-كِتابٌ يَتَدَلَّى نِصفُهُ مِن حافَّةِ الطَّاولِة التُّحَفُ الرَّخيصَةُ ما زالَت عَلى الرَّف الغُبارُ نائم الكَنَباتُ الثَّلاثُ تجلِسُ صامِتَة المِرآةُ عَلى الحائطِ تَنظُر. / قَلَمٌ وأَوراق وَكِتابٌ يَتَدَلَّى نِصفُهُ مِن حافَّةِ الطَّاوِلَة. / كُلُّ شّيءٍ في مَكانِهِ لا شَيءَ تَبَدَّل كَتَفاصيلِ صُورَةٍ شاحِبَة اُلتُقِطت مُنذُ زَمَن لَكِنَّ قَلَقاً تَجَمَّعتِ الأَدِلَّةُ ضِدَّه يَمشي فَوقَ بَلاطِ الغُرفَةِ ذَهاباً وإياباً حافِيَ القَدمين.. ــــــــــــ 27-5-1985 /اللاذقية / مِن ( دَعوَةٌ خاصَّة للجَميع ) 23- كِلسٌ أَبيَضُ مُذابٌ بِالماء ( إلى محمَّد سَيدَة بِمناسَبةِ شِرائِهِ قَبوَ أَحلامِه ) عَلَيكَ بِالبَياض تَطلي بِهِ جُحرَكَ جُدرانَهُ الكَالِحَة وَسَقفَهُ الدُّخاني سَيَتَّسِع هَذِهِ أَدنى ثِمارِه وَيَبدو بَهيَّاً وِضاحِكاً وَاليَدُ الَّتي يَمُدُّها النُّور مِن كُوَّتِهِ الَضَّيِّقَة سَتَجِدُ ما تَشُدُّ عَلَيه. / خُذ طِلاءً أَبيَضَ وَاطلِس بِهِ بابَكَ المُنخَفِض وَما يَزيدُ شِبراً مِنَ الحائطِ حَولَه كَثيرونَ سَوفَ يَتَمَهلونَ أَمامَه وَمَن لَيسَ بَينَكَ وَبَينَهُم حَتَّى التَّحيَّة سَيَنحَنونَ وَيَطرُقونَه. / خُذ كِلساً أَبيَضَ وَأَذِبهُ في طِستٍ مِنَ الماء ثُمَّ اغمُس بِهِ حِذاءَكَ وَحَيثُما مَضَيتَ وَأَينَما تَلَفَّتَ وَكَيفَما ضُعتَ سَوفَ تَصِلُ بِكَ الدُّروب إلى نِهاياتِها حَيثُ تَنتَظِرُكَ آفاقٌ تَتَلاشى بِها فَيُقال: رَجُلٌ بِقَدَمَينِ كُلٍّ مِنهُما تَنتَعِلُ سَحابَة.. ـــــــــــــ 1-8-1981/ اللاذقية / 24- عَقرَبُ دَقائقَ وَحيد ( مُصطَفى عِنتابلي ) ما عُدتَ ( مُضطَرِباً كَثِيابٍ في غَسَّالَة ) وَلا ضائِعاً مِثلَ ( عَقرَبِ دَقائِقَ وَحيد في ساعَة ). / مُنذُ عَلى التَّحديد أَربَعِ أَو سَبعِ أَو عَشرِ سَنَوات حينَ لا تَدري ماذا رَمَيتَ وماذا أَضَعتَ وماذا أُخِذَ مِنكَ عَنوَةً ( فَوضَعَ قَلبَهُ في قَطرَميزٍ زُجاجِيٍّ نَظيف وَرَفَعَهُ عَلى الرَّف ).. ـــــــــــــ 4-2-1982/ اللاذقية / 22- الأَسماءُ ذاتَ الرَّنِين ( بُولُص سَركو ) إلامَ تَحوَّلَت الأَسماءُ ذاتُ الرَّنين الكَلِماتُ المَسَطَّرَةُ بِماءِ الذَّهَب الحِكَمُ الجَليلَةُ الَّتي تُحيطُ بِكُلِّ شّيء ؟ / إلامَ صارَت هاتيكَ الأَساطير الأَسرارُ الغامِضَةُ المُقَدَّسَة الأَلغازُ المُستَحيلَة ؟ / وَبَقِيَ لَكَ الشِّعر نَهرُكَ الوَحيد حَيثُ لا بَهجَةَ تَنبَجِسُ مِن نَبعِه وَلا حُزنَ يَنبُتُ عَلى ضِفَّتَيه بَل مُجَرَّدُ قاعٍ عَميق.. ـــــــــــــ 8-1-1981 23- تُشرِقُ في مَقهى وَتَغرُبُ في مَقهى ( أَحمَد شليلات ) في الفِترَةِ الصَّباحيَّة ما بَينَ السَّاعَةِ العَاشِرَةِ وَالواحِدَةِ ظُهراً مَن يُريدُ أَن يَلقاكَ فَأَنتَ عَلى كَرسِيِّكَ المَعروف في مَقهى الرَّصيفِ الشَّرقي تُلقي نَظرَةً عَلى المُوتى وَهُم يَعبُرون. / وَفي الفِترَةِ المَسائيَّة ما بَينَ الخَامِسَةِ وَالتَّاسِعَة مَن يُريدُ أَن يَلقاكَ فَأَنتَ مُمَدَّدٌ لا تُبالي بِشَيء عَلى كِرسِيِّكَ المَعروف في مَقهى الرَّصيفِ الغَربي يُلقي عَلَيكَ نَظرَة الأَحياءُ وَهُم يَعبُرون.. ــــــــــــ 23-7-1984 24 هُوَ مَن يَقرَعُ جَرَسَه ( أُسامَة مِنزَلجي ) لَن تَستَطيعَ الادِّعاء أَنَّكَ اتَّصَلتَ بهِ هاتِفيَّاً أَو نادَيتَهُ مِنَ الشَّارِع ولَم يَجِب أَحَد لأَنَّهُ دائماً هُناكَ يَفعَلُ ما يَفعَلَهُ كُلَّ يَوم وَهُوَ يَنتَظِر. / أَذهَبُ إليهِ بَعدَ انقِطاعٍ طَويل ودونَ مَوعِدٍ مُسبَق يَستَقبِلُني قائلاً : ( كُنتُ أَعلَمُ أَنَّكَ سَتَأتي ). / ( شَعَرتُ بوَقعِ خَطَواتِكِ مِن مَطلَعِ الدَّرَج وَأَنا جَالِسٌ عَلى مَقعَدي ). / بَلَغَت بِهِ الوَحدَةُ أَن يَشُقَّ بابَ بيتِه وَيَمُدَّ يَدَه لِيَرَنَّ الجَرَسَ مَرَّةً أَو مَرَّتين وَيُغلِقَ الباب ثُمَّ يَتراجَعَ لِلوَراء خَطوَتَينِ أَو ثَلاثَ خَطَوات لِيَعودَ مُسرِعاً وَيَفتَحَ البابَ فَلا يَجِدُ أَحَداً.. ــــــــــــ 2-11-1984/ اللاذقية / 25- بَدَلَ العُصفورِ سِكِّينٌ ( وَديع إبراهيم ) قَبلَ أَن أَلتَقيكَ شاهَدتُ طِفلاً يَحمِلُ قَفَصاً وفي داخِلِ القَفَص بَدَلَ العُصفور سِكِّينٌ. / كَتَبَ عَنكَ عادِل مَحمود قَصيدَة لا أَذكرُ مِنها سِوى أَنَّ وَجهَكَ في الزِّنزانَة صارَ خالياً مِن حَبِّ الشَّباب. / سَجَّانو الوَداعَة إذا أَعادوا لَكَ الشَّوارِعَ مَن الَّذي يُعيدُ لَكَ المَواعيد ؟ ــــــــــــ 16-6-1986/ اللاذقية / 26- البَيتُ المُتَنَكِّرُ بِفُندُق ( محمَّد خَير عَلاء الدِّين ) لَو لَم أُخطِئ يَوماً وَأَصعَد إلَيهِ أَسأَلُ عَن عِنوانِ صَديقٍ عادَ مِنَ السَّفَر لَما كانَ لِيَ أَن أَلحَظَ لَوحَتَهُ الصَّغيرَةَ الكَاحِتَة وَالسَّهمَ المُشيرَ بَعيداً عَنه. / إنَّهُ لَيسَ فُندُقاً مِن أَيِّ نَوعٍ آلَت إلَيهِ الفَنادِق وَفي الأَصلِ لَم يَكُن وَمازالَ بَيتاً قَديماً بِالقُربِ مِن مَرفَأِ الصَّيدِ المُندَثِر تَصعَدُ إلَيهِ عَلى دَرَجٍ خَشَبِيٍّ مَكشوف لِيُرَحِبَ بِكَ أَصيصانِ مِنَ الفِتنَةِ وَالقِرطاسيا عَلى جانِبَي بابِهِ المُغلَق. / اُنظُر هَذِهِ غُرَفُهُ الخَمسُ الكَبيرَة بِجُدرانِها المُتَشَقِّقَة وَسُقوفِها العالِيَةِ الَّتي تَكادُ تَهُمُّ بِالسُّقوط الفارِغَةُ أَبَداً إلاَّ مِن أَسِرَّةٍ هامِدَةٍ تَحتَ أَغطِيَةِ الغُبار وَكَراسيَ قَشٍّ عَرجاء وَخِزاناتٍ مُتَداعِيَّةٍ سُنِدَت جَوانِبُها عَلى الزَّوايا كَي لا تَقَع تُعيدُ لَنا مَراياها الصَّدِئَة نَظَراتِنا الذَّاهِلَة. / لا... لا أَظُنُّ في مَدينَتي فُندُقاً آخَرَ أُوصيكَ بِه هُوَ مَن عانَدَ كُلَّ هَذا الزَّمَن وَتَحَمَّلَ كُلَّ هَذا البَقاء لأَجلِ لا أَحَد.. ــــــــــــ 11-10-1982 / اللاذقية / مِن ( الصَّدى الَّذي أَخطأ )1979 27- أَجابَني الصَّدى اِسماً آخَر بَقَيتُ لأَنَّكِ طَلَبتِ مِنّي لَيسِ بِصَوتِكِ الواهِن فَقَط بَل بِصَمتِك أَن أَبقى. / ثَلاثُ أَصابِعَ على فَمِك ونافِذَةٌ مَملوءَةٌ بِالفَراغ الَّذي حَلَّقَّت بِهِ عُيوننا هذا ما كانَ بَيننا. / سُرعانَ ما أَحسَّ كُلٌّ مِنّا بِبَلاهَتِه فَتَبادَلنا اِبتِسامَةً مُقتَضَبَة وَعُدنا لِتَفَقُدِ ما تَطالُهُ أَيدينا الأَقلامَ الجَافةَ الَّتي لا تَكتُب الخَواطرَ الَّتي تَضيع الأَحاسيسَ الحائرَة بَين مََزهريةِ الأَعشابِ البَّريَّة اليابسَة الَّتي عَلى هَيئَةِ قَبضَةِ يَد وَمِنفَضَةِ السَّجائرِ البَيضاء الَّتي عَلى هَيئَةِ راحَةِ كَفّ. / عِندَما فَهِمتِ خِلافَ ما كُنتُ أُقولُهُ وِوافَقتِ عَلَيه ثُمَّ أَعِدتُهُ عليكِ وأَفهَمتُكِ ما أَعنيه على الوَجهِ الصَّحيح وَوافَقتِ عليهِ أَيضاً كَأَن أُخبِرَكِ وَقفتُ عَلى حافَّةِ وادٍ وَصِحتُ اِسماً فأَجابَني الصَّدى اِسماً آخَرَ.. ـــــــــــــــــ 12-11-1988/ اللاذقية / 28- الخاطرُ الذي بُحتُ لكِ به سَوفَ تَذكُرين كُلَّما أَطفأتُ الأَضواء وأَغلَقتُ البَابَ بالمفتاح أعودُ وَاَبحَثُ عنِ المفتاح في كُلِّ جُيوبي لأَفَتَحَ البابَ وأُضُيءَ النُّور وآخُذَ الشَّيءَ الذي كنتُ حَريصاً على أَن لا أَنساه وَنسيتُه. / سَوفَ تَذكُرين أَيَّ أَحمَقَ أَنا عِندَما في وَسَطِ الدُّموع كُنتُ دائماً أَعرُضُ ابتسامَتي لِذَلِكَ الخاطِرِ الذي بُحتُ لَكِ بهِ إنَّ اللَّه جَبَلَ الإنسان مِن طينَةِ الرَّمادِ والدُّموع دُموعُ مَن ؟ سَأَلتِني. / تَذَكَّري أَنَّهُ حتَّى في غِيابي سَوفَ لن يَمنَعني أَيُّ شَيء بل سَوفَ يساعِدُني كُلُّ شَيء أَن أَتَدَبَّرَ على ذلكَ النَّحوِ الغامِض بَهجتي أن أكونَ في ذاكِرَتِكِ.. ـــــــــ 8-8-1988/ اللاذقية / 29- ما لَن أَكتُبَهُ مِن قَصائدي سَوفَ تَحُطُّ في هَذا المكان طُيورٌ كثيرةٌ وَسوفَ تنقُرُ فُتاتَ الطَّعام هُنا قَريباً مِن حِذائي وَلَن تَجِدَني. / سَوفَ يَهُمُّون بَأَن يُنادوا اِسمي حَرفاً أَو حرفَين ثُمَّ سَوفَ لَن ينتَظِروا حتّى يَسمَعوا رَدّي. / سوفَ يَضَعونَ راحاتِهم على الحِجارة وَيُخيَّلُ إلَيهم أَنَّهم يَربِتونَ على كَتِفي أو أّنَّها تَلمِسُ جَبيني مرَّةً أو مَرَّتين ثُمَّ سوفَ يَشعِرونَ أَنَّ ذَلِكَ حَماقَةٌ. / سوفَ يُغمِضونَ عُيونَهُم ويرغَبونَ بِلَثمِ فَمي ثُمَّ سَوفَ يَفتَحونَها ويَنظُرونَ حَولَهم وَكأَنَّهُم اِستيقَظوا مِن حُلُمٍ. / حَرَصتُ دائماً أن أَحمِلَ مَعي حَيثُ أَمضي أَقلَّ ما تَضطرُّني إليهِ رِحلتي فَتَذَكَّروا أَنّي أَبقيتُ لَكُم الكَثيرَ مِمَّا لَم أَكتُبْه مِن قَصائدي.. ــــــــــــــــــ 25-8-1988/ اللاذقية مِن ( الشَّاي ليسَ بَطيئاً ) 2004 30- الأَصدِقاءُ ما عادوا قَتَلَةَ ضَجَر ( إلى ياسين مِنَ الزَّميل مِيم ) ما عادوا يَصلُحون لِدَفعِ الأَيامِ مِن ظُهورِها ما عادَ بِحوزَتِهِم ما يَملأُ الجَماجِم الأَصدِقاء ما عادوا قَتَلَةَ ضَجَر. / أُحَيِّيهِ هازِلاً: ( هَل فعَلتَ الشَّاي ؟ ) يُجيبُني وَعَقبُ سِيجارَةٍ عالِقٌ في زاويَةِ فَمِه: ( لَم تَأتِ لِشُربِ الشَّاي بَل لِشُربِ الوَقت ) فأَخلِطُ جِدَّهُ بِهَزلي: ( الشَّايُ لَيسَ بَطيئاً نَحنُ سَريعون ). / أَبطَلتُها عادَةَ أَن أَحتفِظَ بِحُطامِ كُلِّ ما يَقَعُ مِن يَدي ويَنكَسِر عَلى أَن أُلصِقَهُ بِبَعضِهِ غَداً أَو بَعدَ غَد أَو أَن أَنحَني وأَلتَقِطَ حَصَىً عَنِ الأَرصِفَة هَذهِ كامِلَةُ الاستِدارَة وتِلكَ لَها عَينانِ مُجوفَّتان كأَنَّها جُمجُمَة أَو شَيئاً لا يُرجى مِنهُ نَفعاً كمِفتاحٍ ضائعٍ يُطابِقُ بِأَسنانِه نِصفَ وَجهِ شَخصٍ أَعرِفُه. / هوَ امرأَةٌ ما أَحتاجُه تَراني بِغَيرِ وَجهي وتُناديني بغَيرِ اسمي فلا يُعيقُني في الطَّريقِ إلَيها أَيَّةُ ذِكرى أَنا الباحِثُ عن المَعنى في حُجرَةٍ مُغلَقَة أَدخُلُ وأَخرُجُ مِنها ولَيسَ لَها بابٌ ولا نافِذَة الاكتِشافُ هُو لِذَّتُها في الظُّلمَةِ حينَ تَتَعرَّى كَأَنَّهُ الفَجرُ الأَول. / سَأَلتُهُ: ( لماذا سُقتَني إلى هَذِهِ التَّلَّةِ الجَرداء يا أَبي لماذا عَصَبتَ عَينَيّ لماذا أَوثَقتَني ؟ ) أَجابَني: ( رَأَيتُ في حُلُمي الرَّبَّ ... جائعا ً). / في ذَلِكَ الخَوف سَمِعتُ صَوتَكِ فنَصَبتُ أُذُنَيّ إنَّهُ يُشبِهُ ما يَجِبُ عَلَيهِ أَن يَكون لَحمُ الأُنثى.. ـــــــــــــ 4-1-1995 / اللاذقية / 31 - بَدَلَ أَن أَقرَعَ الجَرَسَ أُطفِئُ الضَّوء ( إلى أُسامَة مِنْزَلجي ) يَسمَحُ لِنَفسِهِ بالتَّردُّدِ في أَن لا يُجيب عِندَما يَسمَعُ اسمَهُ يُنادى حَريصاً أَلاَّ يَخرُجَ إلى الشُّرفة أَو يَمُدَّ رَأسَهُ مِن النَّافِذَة قَبلَ سَماعِهِ نَشرةَ الطَّقس. / مَن لَم يُخطِئ مَرَّةً واحِدَةً بالتَّصفيق في الفَواصِلِ الَّتي يَتوقَفُ بِها العازِفون قَبلَ نِهايَةِ اللَّحن ذَلِكَ لأَنَّهُ أَبَداً لا يُصَفِّق. / في سُهولَةِ كَشفِهِ مُتَوارياً في بَيتِهِ... في غُرفَتِه ليَحسَبَ الآخَرونَ أَنَّهُ هَكَذا جَرياً عَلى حالِه كَحَدِيقَةٍ خَلفيَّةٍ شُغِلَ عَنها أَصحابُها زَمَناً فتَكَدَّسَت فيها أَكوامٌ مِنَ خُردَةِ سُكَّانِ الطَّوابِقِ العُليا تَخَلَّلَتها أَعشابٌ غَريبَةٌ لا أَحَدَ يَدري مِن أَينَ جاءَت بُذورُها مُتَّخِذاً الوَحدَة مَظهراً ثابِتاً للرُوح كانَ كُلُّ ما يَفعلُه يَنتَظِرُ أَحَداً. / فالوَحدَةُ في خَيالِه اللاَّفِتَةُ الأَشَدُّ إغواءً كَي يَحُطَّ مَن يَحمِلُ الصِّفات. / سِرُّه أَنَّهُ لا يَستَطيعُ لوَحدِه أَن يَرقُصَ حَتّى نِهايةِ أَيَّةِ أُغنِيَة وبعدَ كُلِّ تِلكَ الخُطوط الصَّارمةِ في تَحديدِ الأَشكال يَدَعُ الفُرشاةَ تَقَعُ مِن يَدِه وكأَنَّها تَسقُطُ صُدفَةً في فُوهَةِ الدَّواة وبالكَادِ يَبتَلُّ رَأسُها لأَنَّ حِبرَهُ في الأَسفَلِ باتَ قَليلاً ولأَنَّ الصَّدى عِشقٌ أَصابَهُ وَلَم يَقتُله فَصَدَّهُ بِجِدارٍ مِنَ الازدِراء. / مَن رَسَموا الخرائطَ وأَسقَطوا عَلَيها الاتِّجاهاتِ والمَواقِع جَميعُهُم ضاعوا ذَلِكَ هوَ مَكرُ الخُلود وكأَنَّهُ شَيءٌ لا مَفرَّ لَهُ أَن يَحدُثَ لَنا مَهما بَلَغَت دِقَّتُنا في تَلَقِّي الإشارات وقُدرَتُنا في آخِرِ فُرصَةٍ عَلى إصابَةِ الهَدَف بَينَما الآخَرون مُنهمِكونَ في حَرَكةِ الانجرِاف. / فَها أَنَذا أَمامَ بابِكَ بَدَلَ أَن أَقرَعَ الجَرَسَ أُطفِئُ الضَّوء.. ـــــــــــــ 14/1/1999 / اللاذقية / 32- أَطعُنُهُ ولا أُريدُ قَتلَه مُحيطاً بساعِدَيَّ عُنقَه وبِساقَيَّ خَصرَه دُونَ هَذا - ولَو لِلَحظَةٍ - ما كُنتُ أَستَطيعُ التَّعَلُّقَ بِه. / يَختَرِعُ وَجهاً لِكُلِّ نَظرَة وجِسمُهُ يُبدِّلُهُ بِلَمسَة. / حيناً أُحِسُّ جِلدَهُ رِيشاً وَحيناً أُحِسُّهُ وَبراً وَحيناًً حَراشِفَ. / اِتَّصَلتُ بِكِ البارِحَة أَجابَت عَلى الهاتِف أَفعى يا اللَّه الآنَ أَذكُر مَرَّةً كُنتُ نِصفَ نائمٍ فَسَمِعتُ فَحيحاً وأَنتِ تَزحفينَ مُنسَلَّةً مِنَ السَّرير. / بِأُمِّ عَينيَّ رَأَيتُه مَساءَ دَعوتِني إلى وَجارِكِ فَصَعَدتُ الدَّرَجَ مُتَخَفِّياً كَي لا يَعرِفَني أَحد لَكن قِطَّاً أَسودَ كان يَلحَقُني حَريصاً أَن يَشُمَّ بِخَيشُومِهِ اللاَّمِعِ الدَّقيق مَوقِعَ كُلِّ خَطوةٍ مِن خَطَواتي ثُمَّ يَحُكُّهُ بِمِخلَبِه وعِندَما دَخلتُ مِنَ الباب الَّذي تَركتِهِ لي مُوارَباً تَسلَّلَ خَلفي وبعدَ هذا اختَفى وظَهَرتِ أَنتِ. / يا اللَّه الآنَ أَذكُر كُنتِ كُلَّما ولَجتُكِ تَمُوئين. / دَمُكِ حَليب ولَحمُكِ تُفَّاح لَكِنِّي يَوماً لَمَحتُ تَحتَ نَظرتِكِ أَنياب. / وإذا سَنَحَت لي فُرصَةٌ وقَفَزتُ عَلى ظَهرِهِ أَبغي عَلى غَفلَةٍ مِِنهُ رُكوبَه بَعدَ هَزَّةٍ أَو هَزَّتَين يَقلِبُني وبِحَوافِرِه يَدوسُني. / وإذا أَطعَمتُهُ بيَدي يأكُلُ ويَعَضُّ يَدي وإذا خَطَرَ لي أَن أُلَقِّمَهُ الطَّعامَ بِفَمي يَفتَحُ فَمَه ويَنهَشُ فَمي. / كَيفَ أُفهِمُكِ هذا ؟ مَرَّةً استَلَلتُ سِكِّيني ورُحتُ أَطعُنُه وأَنا أَقولُ لِنَفسي حتَّى وإن طَعَنتُهُ وطَعَنتُهُ وطَعَنتُهُ فإنِّي لا أَعني حَتماً أُريدُ قَتلَه.. ـــــــــــــ 4-7-1996 / اللاذقية / 33- أَجري خَلفَ كُلِّ شَيءٍ يَجري أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ ويجَنِّبَني هَذِهِ الحَرب لأَنّي أَحمِلُ اسماً مَيِّتاً وقُوَتي عاريةٌ مِنَ الأَوراق. / أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ ويَقولَ لي: ( دَعِ المَوتَى يَدفنونَ مَوتاهُم واتبَعني ) أَتبَعُهُ مُجَرجِراً مَوتاي في قَلبي. / يَمضي وَهُوَ يُغَنِّي: ( لَم أُخلَق لأَتبَعَ أَحَداً ) فَأَتبَعُهُ وأَنا أُغَنِّي: ( لَم أُخلَق لأَتبَعَ أَحَداً ). / لأَنَّه يَنقَصُني كُلُّ شَيء أَسَفُّ مَطحونَ وِرَقِ الغَار وَفي كُلِّ مَرَّةٍ أَنسى إذا أَكَلتُ مِنهُ أَموت. / أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ يَعرِفُني مِن ظَهري بَينَ الوُجوه فَيُناديني بِاسمِي ولَقَبِي ويَمنَعُني أَن أَمضي إلى حَيثُ ( ثِيابي تُلائمُ الطَّقس ). / قالَ إنَّهُ سَيقطَعُ طَريقي وأَنا نَفسي لا أَعرِفُ طَريقي ! / أَذهَبُ مَعَ الهَواء. / أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ ويُمسِكَني مِن كُمِّ قَميصي أَو يَتَعَلَّقَ بِي مِن ساقي فَلا أَستَطيعُ أَن أَجري خَلفَ كُلِّ شَيءٍ يَجري.. ــــــــــــ 28-11-1999 / اللاذقية / مِن ( قِناعٌ يُشبِهني أَكثَرَ مِن وَجهي ) 34- بِشِفاهِ الآخَرين أَستَطيعُ تَقبيلَكِ ( إلى نوري الجراح ) لَم يَكُن بِوُدِّي أَن أُحَدِّثَكِ عَن أَشياء - ماذا يُجدي ذَلِك ! - كُنتُ أُريدُ أَن تُحَدِّثَكِ الأَشياءُ عَنِّي أَن أَستَعيرَ شِفاهَهَا لأَقولَ لَكِ حَتَّى أَنَّهُ مَرَّ في خاطِري بِشِفاهِ الآخَرين أَستطيعُ تَقبيلَكِ. / اِفهَمي هَذا بِشُعورٍ مُرهَف كظَلامٍ يَسيرُ عَلى يَدَيه في قاعٍ عَكِرٍ لا قُدرَةَ لي بِمَلكاتي الطَّبيعيَّة عَلى رَصدِهِ ومُتابَعةِ تَغَيُّراتِه وهو يُحَوِّلُ أَظافِرَكِ إلى شِفاه إذا رَغِبتِ أَو بالعكس حينَ يَتَبدَّلُ عُضوُكِ مِن وَردَةٍ تَخجَلينَ مِنها إلى شَوكَةٍ تُدمي. / كانَ خَطأي أَنَّني لَم أَعِرف كَيفَ أَنظُرُ إليكِ كَقَمَرٍ نَهَاري يَذوبُ في ضَوءٍ قَويّ كُنتُ أَراكِ بعَينِ الأَلَم. / لا يَلزَمُني البَتَّةَ أَن أَقِفَ على حافَّةِ سَطحٍ عالٍ وأَنظُرَ إلى الأَسفل مُتَخيلاً كَيفَ سَيكونُ سُقوطِيَ الحُرّ أَو أَن أَذهبَ إلى مَكانٍ فيهِ ضَجيج وأَصرَخ لأَتمالَكَ نَفسي وأَستَعيدَ قُدرتي على التَّحَكُّمِ بِتَفكيري ( فَلَقَد أَحبَبتُكِ أَحبَبتُكِ وتلَوثتُ ) وصارَ ذلِكَ صَعباً حتَّى عَلى الدُّموع. / ذِلِكَ أَنَّي آثَرتُ مَعَكِ اِنهزاماً مَجيداً عِوَضَ مُجَرَّدِ اِنتصارٍ لَن يَسمَحَ لي أَحدٌ أَن أَدَّعيهِ لَنَفسي حينَ لَمَستُ الكَأَسَ أَمامَ كُلِّ مَن يَراني وأَزَحتُهُ مِن مَكانِهِ عَشراتِ المَرات ولم أُفَكِّر أَن أَرفَعَهُ وَقَد جَفَّ فَمي وأَشرَبَ مِنهُ قَطرَة.. ـــــــــــــــــ 26-3-2000 / اللاذقية / 35- مِنَ الصَّعبِ أَن أَبتَكِرَ صَيفاً سادِراً في أَهوائه يَمضي فَوقَ الأَجراف ثُمَّ يُعَرِّجُ على الشُّعُب في مُحاولةٍ مِنهُ لخِداعِ الحَواس قائلَةً: ( عَرَفتَني حَتَّى المَضيق ) نَفسي لا أَذكُر إن كُنتُ أَنا مَن لَمَسَهُ أَم أَمَرَتني بِهِ أَحلامي. / فَهو إذا ناداهُ باسمِه يَضَعُ لَهُ ياءً في آخِرِه ويَعُدُّهُ مِن رَقيقِه فلا يَعودُ مِن حَقِّ أَحَدٍ أَن يأخُذَه ومِن حَقِّهِ هُوَ أَن يُبقيهِ لَهُ أَو يُعطيهِ لغَيرِهُ مُنضَمَّاً إلى اِفتِتانٍ مُغرِض في سَطرٍ لَم يُكتَب عَليهِ شَيء الجميعُ يَعلَمُ أَنَّهُ يَحمِلُ آلافَ المعاني لِذا على خَوائهِ يُحسَد. / سِيَّانَ أَن تَنتَظِرَ مِنهُ هاتِفاً تَهذُرُ بِهِ ظُنونَكَ فَيُجيبُكَ كما تَرى الوَقتَ كَنَصلٍ بِلا مِقبَض يَجرَحُ لا لِطَعنَةٍ مِنهُ أَو لِحَدّ بَل لِسُرعَتِه أَو بَطيئاً تَتأَفَّفُ مِن طُولِ تَلَهِّيه. / مِنَ الصَّعبِ عَليّ أَن أَبتَكِرَ صَيفاً أَشَدَّ لُزوجةٍ مِن فَخذَيكِ ذَلِكَ أَنِّي بَلَغتُ منَ الحُبِّ ما جَعَلَ فَنِّيَ الوَحيد هُوَ الأَذى.. ـــــــــــــــ 10-2-2000 / اللاذقية / 36- أَندَمُ عَلى جَرائمي دونَ أَن أَرتَكِبَها لو رَسمتُ صُورتي عاشِقاً لَكُنتُ على شَكلِ زهرةٍ عِملاقَة شَديدَةِ الزَّغب. / طَوَّحتُ بِكُلِّ ما لَدَي عَلى الطَّريق الَّذي سَمَّاهُ الآخرونَ حُبَّاً تَوقاً إلى مَعنى مُثقَلٍ ومُرهِق. / أَنا الَّذي مَضيت دونَ تَحَسُّبٍ إلى الأَلم بقُوَّةِ العاطِفةِ التي تَطيحُ بكُلُِّ ذَنب. / كانَ عَلى غَرائزي أَن تَصبُرَ دَهراً حَتَّى تُثمِر كانَ عَلَيَّ أَن أَتلهى بفَضائلي القليلَة حَتَّى يَتَوافَقَ حَشدٌ مِن الصُّدَف. / ذلكَ الكأسُ النُّحاسي المليءُ بالدَّم والخواتم كان عَليَّ أَن أَدلُقَ ما يَحتَويه ثُمَّ أُطوحَ بالكَأس بَعيداً كانَ عَليَّ قَبلَ تَركِكِ - لو استَطَعتُ - كَرهُكِ وقَتلُكِ كي لا يكونَ لي سَببُ عَودة كَي لا يكونَ لي مآب كانَ عَليَّ أَن أَندَمَ عَلى جَرائمي دونَ أَن أَرتكِبَها.. ــــــــــــــــــ 2-7-2001 / اللاذقية / |