اني ارى في المنام اني اذبحك - عبدالله بن محمد بن ابراهيم - 04-04-2012
قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك! ما هذا الاله الرحيم الذي يامر نبيه بذبح ابنه؟ الافضل من ذلك ما قاله الابن لابيه: افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين! آخر حلاوة!! ماذا كنت لتفعل لو ان احدا ما امرك بذبح ابنك؟ هل كنت لتفعل؟ هل من المقبول في شيء ان يامر الله الرحمن ذلك نبيه بالفتك بابنه؟ ما هو هذا الاله الذي يامر رجلا بذبح طفل لا حول له و لا قوة؟ لو حصل الامر معي شخصيا لذبحت ذلك الاله و تخلصت من شروره...حقيقة الامر انه لم يحصل معي و لكني ذبحت ذلك الاله السادي مرة و الى الابد!!
RE: اني ارى في المنام اني اذبحك - thunder75 - 04-04-2012
بدون أن تفهم السياق التاريخي للقصة والتطور الحضاري للبشرية سوف يصعب عليك فهم أحداث القصة.
هذا الاقتباس من كتاب الإسلام والإيمان للدكتور محمد شحرور يشرح لك السياق التاريخي لأحداث القصة/
اقتباس:
مع تطور المجتمعات الانسانية، تطورت اختصاصات الآلهة، وأخذت لها أسماء مختلفة كالنجوم (المشتري والزهرة) ومع تطور وسائل الانتاج تم تشخيص الآلهة بأشكال مختلفة (إله الحب، إله الخصب، إله القمر، إله الماء، عشتار، حدد، بعل) وصا لهذه الأشكال منحوتات ترمز إليها. أي أن الوثنية تطورت، فجعلت للآلهة أسماء واختصاصات وأشكال منحوتة توضع في معابد لها هامانات (كهنة) وتقدم لها قرابين. هنا نلاحظ كيف تطورت فكرة المشخص في مفهوم الآلهة، فصار التقرب منها تقرباً مادياً عن طريق تقديم الذبائح والقرابين (بهائم، محاصيل، قرابين بشرية)، أي أن مفهوم التقرب من الله بالصوم والصلاة تقرباً مجرداً لم يكن موجوداً البتة.
وبدون الدخول في تفاصيل رحلة ابراهيم للبحث عن الإله أدخل في صلب الموضوع
.....
.....
.....
..... ولكن إبراهيم وجد نفسه، وقد وصل إلى الله، أمام مشاكل:
- كيف يتقرب إلى هذا المجرد، خالق السموات والأرض.
- بما أن لكل معبود معبد، فأين بيت هذا الواحد الأحد، وهل له بيت؟
- أين تقدم القرابين لله؟ وما هي القرابين التي يحبها؟
- ما هو اسمه؟
لقد كان ثمة آلهة كثيرة عند الناس لكل منها معبد واسم واختصاص وأتباع وكهنة، وللتمييز فقد سمى الناس هذا الذي يدعو إليه إبراهيم “إله إبراهيم”، لأن فكرة الإلهة المجرد ولفظه كانت بعيدة عن الذهن وغير مفهومة. هنا نلاحظ كيف استعمل التنزيل الحكيم هذه التسمية بكل دقة في قوله تعالى (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون) البقرة 133. ونلاحظ كيف لم يقولوا “نعبد الله” .. لأن هذا المفهوم المجرد لم يكن واضحاً في الأذهان كما أسلفنا. ونمضي مع التنزيل الحكيم، لنرى كيف تم حل المشاكل أمام إبراهيم، وكيف جاءه جواب تساؤلاته:
- لقد دل سبحانه خليله إبراهيم على مكان البيت، وأمره بتطهيره للعباد وبرفع قواعده، بقوله تعالى: (وإذا جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) البقرة 125. وبقوله تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا، إنك أنت السميع العليم) البقرة 127. وبقوله تعالى (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين) آل عمران 96. وتم حل مشكلة التقرب إلى الرب المجرد غير المشخص، والاتصال به والصلة معه بالصلاة، فأول مرة بالتاريخ تقام فيها الصلاة كشعيرة من الشعائر بركوعها وسجودها، كانت في زمن إبراهيم بدلالة البقرة 125، وبدلالة قول إبراهيم لربه (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي، ربنا وتقبل دعاء) إبراهيم 40. هذا فيما يتعلق بالشعائر المجردة (إقامة الصلاة).
أما فيما بتعلق بالشعائر المشخصة، فنلاحظ أن الكعبة بقيت حتى الآن بيتاً لله، بينما اندثرت كل بيوت الآلهة الأخرى، رغم ازدهارها في حينها. وبما أن الطواف حول الكعبة (بيت الله) هو من الشعائر المشخصة، أي عبادة فؤادية بحتة باعتبار أن الكعبة أساساً من جدران وأحجار، فقد قام إبراهيم داعياً (.. فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ..) إبراهيم 37. وقد قلنا بأن الفؤاد هو الإدراك المشخص.
وبقيت مشكلة الذبائح والقرابين تؤرق إبراهيم، إذ كيف تقدم القرابين، ومن بينها قرابين بشرية، إلى بيوت ومعابد آلهة مزيفة لا تضر ولا تنفع، ولا يقدم مثلها لبيت خالق السموات والأرض؟ وأصبحت شغل إبراهيم الشاغل حتى بدأ يرى في منامه أنه يذبح ابنه اسماعيل ليقدمه قرباناً، على جري العادة في القرابين. ولا بد أنه رأى هذا المنام ذاته أكثر من مرة، بدليل أنه قال لابنه (.. إني أرى في المنام أني أذبحك ..) الصافات 102، ولم يقل “إني رأيت”، كما قال يوسف لأبيه، وقد رأى رؤياه تلك مرة واحدة.
ولا شك أن جواب الابن لأبيه (.. يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين) الصافات 102، فيه إشارة إلى إيمان إسماعيل بإله أبيه من جهة، وإلى إيمانه بأبيه كنبي من جهة ثانية، وإلى بره بأبيه م جهة ثالثة، وإلى قناعته التامة بأن ذبحه قرباناً لله فيه تشريف له ورفع لمقامه، هذه القناعة التي كانت حتى لدى القرابين التي تقدم إلى معابد الآلهة الأخرى.
هنا يجيء الحل من الله سبحانه وتعالى، فيفدي إسماعيل بذبح عظي. وما زالت هذه السنة معمولاً بها في الحج حتى الآن، للدلالة على ما يلي:
1 – إن الله تعالى لا يناله شيء من لحوم ودماء الأضَاحي، إنما هي تعبير منا عن على طاعتنا وحبنا لله، إحياء لذكرى خليله، وتيمناً بما قدم من قربان، أما الذبائح نفسها فينتفع بها وتؤكل.
2 – إن الله لا يريد أية ذبائح أو قرابين بشرية، ومنع مثل ذلك بتاتاً، لأنه شأن من شؤون الآلهة الباطلة.
هنا نفهم تماماً قوله تعالى يصف البيت الحرام (.. ومن داخله آمناً). الذي لا يمكن أن يعني أبداً أن من دخله، كان آمناً من أن يقتله آخرون، فهناك كثيرون قتلوا في المسجد الحرام، والمسجد نفسه سبق أن دك عدة مرات قديماً وحديثاً وكان فيه أناس قتلوا. بل يعني أن من دخله كان آمناً من الذبح والتقديم كقربان.
وهذه الناحية بالذات، ناحية منع تقديم القرابين البشرية بدأت عند إبراهيم، ثم انتشرت في كل أرجاء المعمورة، فقد نرى الآن إنساناً يقتل إنساناً آخر، لكننا لا نرى أبداً أحداً يذبح قرباناً لله تعالى، أو لأي إله آخر. وهكذا نرى رأي العين مصداقية قوله تعالى: (وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم) الصافات 108، 109. كما نرى اليوم في الإسلام بفروعه الثلاثة اليهودية والنصرانية والمؤمنة، وجود الصلاة التي تقام، وفيها ركوع وقراءة وسجود.
انتهى الاقتباس
RE: اني ارى في المنام اني اذبحك - عبدالله بن محمد بن ابراهيم - 04-04-2012
المحمديون يقولون ان الاسلام هو دين لكل مكان و زمان. اذن, من وجهة نظرهم لا علاقة للسياق التاريخي للقصة و الا فهم يدخلون دينهم في سياق التطور التاريخي للاديان و الوعي الانساني فهل يوافقون على ذلك؟
RE: اني ارى في المنام اني اذبحك - thunder75 - 04-04-2012
(04-04-2012, 02:25 PM)عبدالله بن محمد بن ابراهيم كتب: المحمديون يقولون ان الاسلام هو دين لكل مكان و زمان. اذن, من وجهة نظرهم لا علاقة للسياق التاريخي للقصة و الا فهم يدخلون دينهم في سياق التطور التاريخي للاديان و الوعي الانساني فهل يوافقون على ذلك؟
المحمديون وغير المحمديون لا ينكرون مبدأ الصيرورة التاريخية في المجتمعات الإنسانية. لذلك أرسل الله أكثر من رسول عبر الحقب التاريخية المختلفة ولم يكتفي برسول واحد.
حتى الإسلام وفقا للقرآن يخضع لهذا المبدأ فهو وفقا للقرآن دين "كل من يؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحا" من أي ملة كانت ، هذا الدين بدأ بنوح (ع) وانتهى بمحمد ، وخلال هذه الفترة تنامى متطوراً متراكماً على يد النذر والنبوّات والرسالات ، حيث التطور في الأخلاق جاء تراكميا، فمع تطور الحياة ظهرت القيم الأخلاقية، ثم تراكمت فمثلا عند نوح هناك فقط التوحيد وبر الوالدين ، ثم جاء الوفاء بالكيل والميزان لشعيب وأضيف إلى بر الوالدين، حتى صارت عشرة تحت اسم الوصايا عند موسى، ثم تراكمت عليها بعد ذلك قيم أخرى
RE: اني ارى في المنام اني اذبحك - عبدالله بن محمد بن ابراهيم - 04-04-2012
هل افهم من الامر ان شيئا لم يتغير منذ 1400 سنة؟ المحمديون يدعون ان هذا الدين لكل زمان و مكان, فلماذا يؤمر نبي بذبح ابنه بدلا من ان يؤمر بالنهي عن ذلك؟ ثم اذا كان القرآن مرتبط بتطور الوعي الديني عند البشر افلا يدل ذلك على انه موضوع و ليس منزلا؟ هل توقف تطور الوعي الديني عند البشرية بعد رسالة محمد منذ 1400 سنة؟
|