![]() |
مذكرات مثقف جدا! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: مذكرات مثقف جدا! (/showthread.php?tid=47964) |
مذكرات مثقف جدا! - forat - 04-11-2012 الأمية ليست امية الكتابة فقط،بل الأمية أمية التفكير والمنهج العلمي في بناء الفكرة....وخطر الامية في وطننا العربي لم يكن مقتصرا فقط على ضحاياها...بل تعداها الى "المثقفين" الخارجين من مجتمع أمّي،حيث أصابتهم لوثة النرجسية،وصاروا يتعاملون مع الاخرين بمنطق الفوقية،ومنطق الوصاية. وجودهم في قريتهم الامية وتعامل اهل القرية البسطاء مع هؤلاء "المثقفين" جعل "المثقف" منهم يخال نفسه "ربا" لا يخطأ ولا يقبل النقد تلميحا او تصريحا،بل لا يقبل أي مس بمكانته المقدسة التي ورثها عن اهل قريته الاميين. وبطبيعة الحال فان مفهوم الثقافة مفهوم نسبي خاضع بالأساس لدرجة الثقافة التي يتمتع بها من حولك..فطالب بالصف التاسع يقرأ كتبه ودروسه يمكننا اعتباره على قمة الجبل الثقافي في قرية كلها أميين،بينما لو وضعنا هذا الطالب في قرية أخرى ترتفع بها نسبة المتعلمين وفيها مسرح ودار سينما ومكتبات...والجميع فيها يقرأ ويكتب...لكن صاحبنا ذو الصف التاسع الاعدادي "أمّي". هذا الطالب ذو الاعدادية ونظرا لأنه الوحيد في قريته القادر على "فك الخط" ورث عن اهله "متواضعي التعليم" التقديس المبالغ فيه نظرا لأن أهل القرية ميقنين أن "العلم نور"....فيرونه متنور،فيأخذ هذا الطالب هذه النظرة عن نفسه....ومع الأيام...يبدأ باتخاذ نفسه مرجعية في كل شيء واي شيء. في هذا الشريط سوف أقف مع نماذج عرفتها في حياتي من نفس هذه الشاكلة....نماذج ضيعت أوطان بكاملها...واورثتنا التفاهة بدلا من النور....ووهبتنا الجهل بدلا من العلم....وأرادت ان تمارس دور "شيخ الدين" في تقديس نفسه...فاشيخ الدين يمارس التقديس لذاته من باب انه "صوت الله"...فتابع المسير عنه "مثقفنا المزعوم" ليسبغ على نفسه التقديس في نفس الوقت الذي ينتقد فيه شيخ الدين!!! يتبع... الرد على: مذكرات مثقف جدا! - العلماني - 04-12-2012 رائع يا "فرات"، استمر ... الرد على: مذكرات مثقف جدا! - * وردة * - 04-12-2012 تسجيل متابعة .. بس يعني هي مشاركة العلماني استثنائية والا ايه ؟ ما شفت عداد المشاركات حسب مشاركته برقم ؟ ![]() الرد على: مذكرات مثقف جدا! - نظام الملك - 04-12-2012 موضوع جيد يستحق المتابعة وقد يقودنا فى النهاية الى الوصول للمفهوم الفلسفى للشيطان وصفته الرئيسية (الكِبر) وعندها سنجدها فى فئات بشرية مختلفة لا تقتصر على المثقف او رجل الدين فقط بل سنجدها فى كل من يتعصب لوجهة نظره فقط ولا يرى سواها سواء كان رجل سياسة او علم او حتى ثورجى. تحياتى الرد على: مذكرات مثقف جدا! - نظام الملك - 04-13-2012 يعجبنى جدا موضوع الزميل فرات فهو جعلنى اربط بين شئ اسلامى لم يخطر ببالى من قبل ... وهو الامية الكتابية والجاهلية ففى الاسلام يتباهى المسلمون بقول النبى الأمى دون أن ينكروا ان الله من عليه بأن خرج الاسلام من رحم الجاهلية هو آشار الى فلسفة اسلامية تتعلق بالمدخل الى فهم الأخلاق فى الاسلام فمرحبا بالأمى إن لم يكن جاهلى. ولذلك قال عن هؤلاء الجاهليين انهم نرجسيين والنرجسية أهم صفات الشيطان --------------------- ملحوظة: أنا لا اتحدث عن افكار الزميل فرات ولكن اتحدث عن افكارى انا ودمتم بخير RE: مذكرات مثقف جدا! - forat - 04-13-2012 شكرا يا عميد على تواجدك كما اشكر وردة ونظام....في الحقيقة احتار من أين ابدأ....كان هناك استاذ مدرسة خليجي في بداية التسعينات....كان قادما من مكان بعيد للتدريس بمدرستنا...كانت الصحيفة دوما تحت ابطه وبيده،لتكتشف لاحقا انها مجرد ديكور...كان من النرجسية بمكان انه لا يحتمل اي شكل من اشكال النقاش.....لدرجة ان مرة قام احد الطلاب بسؤاله سؤالا....فأجاب الاستاذ....الا ان الطالب أردف السؤال باجابة من عقله.....فوبخه وطرده ومسح فيه الأرض قائلا له:"انت قاعد تختبرني؟"....تخيل ان هذا استاذ و"قائد رأي عام" على مستواه المهني والانساني....يكون تفكيره بهذه الطريقة. قبل فترة جلست مع "استااااااااذ جامعي" في تخصص "الاعلاااااااااااام"....ذكر كلمة "مؤامرة" خلال نص ساعة اكثر من خمس مرات....فاذا كان استاذ الجامعة العامل بالاعلام الذي يتطلب الثقافة العالية والقدرة على التفكير بمنطقية يذكر لك لفظ "مؤامرة" أكثر من 5 مرات...فاعلم ان هناك "مشكلة" حقيقية! RE: الرد على: مذكرات مثقف جدا! - forat - 04-13-2012 (04-13-2012, 03:32 AM)نظام الملك كتب: فهو جعلنى اربط بين شئ اسلامى لم يخطر ببالى من قبل ... وهو الامية الكتابية والجاهلية لا اعرف مدى قدرتي على ايصال فكرتي....لكن سأقولها انا أفرق بين "منهج التفكير" وهو اسلوب بناء الفكر واسلوب التوصل اليها بالعقل البشري...وبين "الفكرة" نفسها. ولتوضيح ما أقول: لو أحضرنا الان اثنين من الباحثين....واعطينا كل واحد منهم "10 مراجع" وطلبنا منهم ان يقوموا ببحث له نفس العنوان دون ان يعرف احدهما عن الاخر...سوف نجد التالي: ان المراجع واحدة...وكم المعلومات واحد...ولكن كم النتائج والمعالجة تختلف من باحث لاخر بحسب منهج التفكير.....يعني مثلا لو قمنا باعطاء شخص مجموعة الاحداث التي حدثت قبل 11-9 بيومين والاحداث التي حدثت بعدها بيومين.....وجئنا بشخص اخر لنعطيه نفس "كم المعلومات"...سنجد ان احدهم قد يتوصل الى ان أحداث سبتمبر "أكذوبة" اخترعتها المخابرات الامريكية لتبرير غزو افغانستان....وقد يخرج الثاني لك ليقول ان أحداث سبتمبر "قامت بها عناصر من تنظيم القاعدة لضرب امريكا".... هنا يظهر "منهج التفكير" الذي يتمتع به انسان دون انسان اخر...اسلوب بناء الفكرة وطريقة معالجتها.... RE: مذكرات مثقف جدا! - بهجت - 04-13-2012 فرات . يا صديقي .. هذه قضية تدعو للتأمل و هي (أن المداخلات الواحدة إلى العقل البشري لا تؤدي لنفس المخرجات) ، لأن آلية التفكير ليست واحدة ولا ثابتة ،و تلك أراها قضية ثقافية أساسآ ، كيف يفكر الناس و لم .. موضوع شغلني دائما بل و ادهشني بمعنى الكلمة . أرى أن الحضارة هي طرح السؤال ، قبل محاولة الإجابة عنه . إن اختلاف نظرتنا للحياة world view ، وهي قضية فلسفية و ثقافية و حتى ذات بعد بيولوجي و عصبي هي أيضا أساس كل شيء و بالتالي آلية التفكير ذاتها . هذه الرؤية أصبحت موضوعا لدراسات فلسفية و ثقافية ، وهنا برز دور الفلاسفة الألمان الجدد على وجه الخصوص . هناك الرؤية الأخلاقية التقليدية التي ترى ان التاريخ يسير في مسارات معدة مسبقة ،و ان دورنا هو تسريع حركة التاريخ فقط و ليس صنع التاريخ ،و ان الإنسان مكلف بتطبيق وقواعد أخلاقية بذاتها مفروضة عليه مسبقآ و لا دور له في صنعها ،و فقا لتلك النظرة فلا توجد صراعات مفتوحة بل مؤامرات نتعرض لها من قوى شريرة . في المقابل هناك الرؤية الليبرالية التي ترى الإنسان و ليس النصوص الدينية أو الفلسفية المصمتة هو محور كل شيء ، إمتداد تلك الرؤية ترى التاريخ مشروعا نشارك في صنعه بالمعرفة أساسا ،و أن الإنسان ليس مكلفا بتطبيق كود أخلاقي محدد مسبقا بل بصنع هذا القانون الأخلاقي و تطويره كي يلاحق التغيرات المادية ... الخ . هكذا ستجد يا صديقي أنه سواء أردنا أو لم نرد لابد أن نتفلسف ، وسواء أعجبنا ذلك أم لا لابد أن نعمل العقل و أن نبحث خلف الظواهر ولا نكتفي بالحوار الحماسي ، بل ربما يكون هذا الحوار الحماسي مفسدة لصفاء العقل و قدرته على التركيز و بالتالي نفقد فرصتنا في الحياة الحقيقية و اللحاق بالحضارة . هذا الحماس الأجوف المربك هو الذي قادنا في مصر إلى الوضع المأساوي الحالي حيث نحن في طريقنا لنكون إمارة طالبانية كما طالب بعض أعضاء المجلس النيابي صراحة !. RE: الرد على: مذكرات مثقف جدا! - نظام الملك - 04-13-2012 (04-13-2012, 09:22 AM)forat كتب: هنا يظهر "منهج التفكير" الذي يتمتع به انسان دون انسان اخر...اسلوب بناء الفكرة وطريقة معالجتها.... وهذا يا صديقى يعيدنى إلى/ او يوصلنى شخصيا الى الاطار المُحدد للتفكير والذى يضع المنهج للتفكير ... فالبشر مختلفون ولذلك لابد من قوة أعلى تضع لهم المنهج الذى يجب ان ينتهى إلى غاية متفق عليها ... لذلك اجد راحتى الشخصية فى الإيمان خروجا وهروبا من السقوط فى براثن جاهلية النفس التى ترى نفسها هى الاحق بكل معانى الخير ومعانى التسامح ومعانى الانتقام من الغير دون غيرها. لهذا فعبادة الإله هو بديلا عن عبادة الذات. سامحنى يا فرات فقد تكون تتحدث فى شئ وأنا اتحدث فى شئ آخر ولكننى اثق اننى استفيد كثيرا من التدبر فى هذا الشريط وما يقال فيه وما يثيره من خواطر. وتقبل تحياتى |