حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الثنائية و الضدية والاختيار الحر و اثباتها لليوم الآخر .. - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الثنائية و الضدية والاختيار الحر و اثباتها لليوم الآخر .. (/showthread.php?tid=48222) |
الثنائية و الضدية والاختيار الحر و اثباتها لليوم الآخر .. - الــورّاق - 04-27-2012 ليس الانسان يولد صفحة بيضاء كما قال جون لوك.. و رددها بعده الكثير .. بل ان عقل الانسان و ذاكرته هي التي تكون صفحة بيضاء من المعلومات المادية ، و ليست الشعورية التي لا تزيد ولا تنقص منذ ولادته حتى مماته والتي لا تضاف ولا تحذف أيضا .. فكيف يكون صفحة بيضاء و هو يقدر قيمة الامن ، و يقدر قيمة الحنان ، ويخاف ، ويملّ ، و يكره، و يحب ؟؟ هل هذه نقشت فيما بعد على الصفحة البيضاء ؟ الطفل يكره الاهانة كما يكرهها الكبير تماما .. الطفل يحب الوئام و الالفة كما يحبها الكبير ايضا .. اذن كل ما في الكبير موجود في الصغير ، هذا اذا استثنينا العقل المرتبط بالمادة و العالم الخارجي ، والذي يتعلمه الصغير شيئا فشيئا .. ألا نرى ان اختلاف الناس دائما يتمحور حول ثنائية ؟ نعم قد يوجد اكثر من ثنائية ، لكن اذا استمر الجميع في الحوار ، الا ترى ان الجميع يتمحورون حول قطبين في الاخير ؟ انظر في السياسة مثلا في الدول الديموقراطية ، تجد المجال مفتوح لتكوين الاحزاب الى حد كبير .. لكن من يتداول السلطة ؟ تجدهم في الغالب حزبان .. اين التعددية و الخلافات المتنوعة ؟ الجمهور الرياضي متنوع في بداية كاس العالم ، و لكنه ينقسم الى جمهورين في الاخير .. فاين التعددية ؟ و لماذا لا يستمر مشجعي الفرق الاخرى على تشجيع فرقهم و التوقف عندها ؟ لماذا مراكز القوة العسكرية في العالم تتمحور حول قطبين ؟ واذا ضعفت احدى القوتين قالوا ان هناك اختلال في موازين القوى و ظهر فراغ يـُحتاج إلى ملئه .. ؟ لماذا قامت الحروب العالمية على قطبين ؟ اين التعددية ؟ و لماذا هناك شيء اسمه خير و شيء اسمه شر ؟ ولا يوجد شيء ثالث ؟ لو كانت البيئة و الظروف و التربية هي المؤثرة فقط كما يقال ، و نعلم ان الظروف متنوعة ، لما وُجدت الثنائيات ابدا .. اليس كذلك ؟ اذن ليست التربية و الظروف هي المؤثرة .. بدليل النزعة الى الثنائية و الاستقطاب كقانون مستمر و على مر العصور .. اذا أريد حسم اي موضوع ، يكون الاتجاه الى الثنائية و ليس الى التعددية .. كما يفعل البرلمان من خلال التصويت : مع أو ضد .. لماذا توجد دائما في الحكومات حمائم و صقور في كل قضية ؟ اين التنوع ؟ اين بقية الطيور ؟ الظروف اكثر من ثنائية ، فلماذا يتجه الناس الى الثنائية ؟ الخير و الشر مثلا ، لا نجد الظروف تتحكم في اختيارهما ، فأحد يـُعامـَل معاملة سيئة و يكون سيئا ، وأحد يعامل معاملة سيئة و يكون خيّرا احيانا ، و أحد يعامل معاملة حسنة و يكون سيئا ، و أحد يعامل معاملة حسنة ويكون حسنا أيضا .. و في نفس الظروف .. اذن الاختيار بين ثنائية الخير و الشر و الحمائم والصقور اختيار حر . تجد البلد يمر بنفس الظروف ، و تجد اعضاء القيادة ينقسمون بين حمائم وصقور ، مع انهم يمرون بنفس الظروف . لماذا لم يكن رايهم واحدا ، ما دامت الظروف هي المؤثر الوحيد و الفعال ؟؟ الجميع يعلم ان جنديا مثلا ، يصل الى معسكر الاعداء ، يعلم ان منهم من عامله بقسوة ، و منهم من عامله بلطف ، مع انه عدو لهم جميعا ! في كل لجنة قضائية او غيرها ، كل متهم يعلم ان بعض الاعضاء أميل إلى القسوة ، و بعضهم أميل إلى الطيبة ، فلماذا هذه الثنائية مستمرة في كل شيء وفي كل مكان ؟ هل نقول ان ظروفهم هي التي جعلتهم يختلفون ؟ لكن ظروفهم متنوعة ، بينما هم اختلفوا على شكل ثنائية حمائم و صقور !! فما السبب ؟ لا اعرف سببا الا الاختيار الحر بين قطبين .. قطب الحقيقة و قطب الانانية .. الاول بدافع المحبة الشعورية من خلال الاخلاق ، و الثاني بدافع المصلحة المادية من خلال العقل المجرد ، و هو المرتبط بقوانين المادة فقط دون قوانين الانسان ، و هذا ابسط تعريف للعقل المجرد .. و قد يحصل الانتقال بين القطبين ، و لكن باختيار حر ايضا .. فلا شأن للظروف في هذا الموضوع .. (قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها) .. هنا اختيار حر .. و لا احد يزكي نفسه بدافع الظروف ، ولا احد يدسّي نفسه بدافع الظروف ايضا .. - و ربنا يجعل في طريقك اولاد الحلال .. ويبعدك عن اولاد الحرام -.. هذه ثنائية يعرفها العوام .. لو كانت المسالة متوقفة على الظروف والبيئة والتربية فقط ، اذن لأمكن تهيئة مجموعة من الأفراد كي يكونوا على ما نرغب به من أفكار وتوجهات من مثل الامن العالمي والسلام ، او السوبرمان النتشوي مثلا ، وطالما ان هذا لا يمكن تطبيقه ، اذن هو غير علمي ، ويبقى وجهة نظر تخدم ايديولوجية مادية ، و لكنها نظرة مهينة للانسان ، و تحتقر ذاتيته واختياره الحر وتجعله كالكاس الفارغ الذي يعكس ما يـُملأ به فقط ، أو كالكمبيوتر الذي نبرمجه كما نشاء .. و هذه نظرة مهينة للانسان يقدمها الفكر الغربي المادي مع مجموعة من الافكار الاخرى المهينة للإنسان .. و كما لاحظنا ان هذه الثنائية الواقعية ، هي عبارة عن ضدية من ضمن الضديات التي لا يعمل العقل بدونها ، فلا نعرف الابيض الا من الاسود ولا الاسود الا من الابيض ، ولا النور الا من الظلام ، ولا الصحة الا من المرض .. ولو لم تكن ضديات ، لم يكن عقل بشري .. فالضديات تـُشكـّل التمييز ، و التمييز هو اساس ادراك الانسان ، اذن العقل قائم على الثنائيات والدرجات التي بينها ، و ليس على التعددية .. و بما ان كل شيء عبارة عن ضديات ثنائية ، اذن الانسان في حالة اختيار دائم بين اثنين لا ثالث لهما ، و كل واحد من هذين الاثنين ينتمي الى منظومة كبرى . اذن حياتنا عبارة عن عملية اختيار دائم بين عالمين متضادين : احدهما حقيقي و طبيعي ، والاخر مزيف و صناعي ، اي احدهما خير ، وآخر شر ، او بكلمة ادق : احدهما حق ، و الاخر باطل .. و النية هي مقياس الاختيار وليس التنفيذ فقط . اذن البشر في حالة اختيار حر دائم بين اتجاهين لا ثالث لهما ، و العقل هو اساس الاختبار ، لأنه هو الذي يميز بين الضديات .. اذن ففاقد العقل – ان كان كذلك - ليس داخلا في هذا الاختبار .. و هذا يشير الى تاكيد القرآن على ان الناس يـُخـتـَبرون بين اتجاهين : الشر و الخير ، او الحق و الباطل . فالاختبار ملزِم ، و الاختيار حر .. فلا مفر من الاختبار ، و لا الزام على اختيار .. هذا من اكبر الادلة على وجود اله يراقب و يرصد هذه الاختيارات ، و لو كانت حياة الانسان و واقعه العقلي غير هذا الشكل ، لأدى الى تشكك في الاختبار الالهي .. و رأينا أن فكرة جبرية الانسان بدافع الظروف و الجينات و التربية ، و التي يعتمدها الفكر اللاديني و الملحد ، انها فكرة غير واقعية و الواقع لا يثبتها ومهينة للانسان . الانسان دائما يشعر بحرية الاختيار ، بل ويستطيع ان يتصرف باي ظرف من خلال احد الاختيارين . لا ننسى ان لا شيء يمنعك من ان تكون من الحمائم او من الصقور .. ستجد لكلا الاختيارين ما تحتجّ به و يـُقبَـل ، مهما ألزمتك الظروف .. أقصد أن حرية الاختيار ملازمة معك حتى لو أُجبـِرت من قبل الظروف الخارجية على عملٍ لا تريده ، مثل الحارس الذي يمنع الناس من الدخول ، يستطيع ان يكون فظا و قاسيا باسم احترام العمل والنظام ، ويستطيع ان يكون لطيفا باسم احترام الناس و الزوار ، و بالتالي كلاهما يقول انه يخدم ذلك الواجب بحسب طريقته . اذن الاختيار الحر لا يستطيع احد ان يمنعه ، لان الله يريد ان يختبر البشر و لم يخلقهم عبثا ، وإرادة الله لا تـُرَد ، بدليل انه لا يمكن ان تجد ظرفا لا يكون الانسان مُختـَبَرا فيه بين عالم الخير و الشر ، حتى لو كان مجرد افكار ، و لو كان ذلك لكانت الحياة عبثا كما يفهمه الماديون و الدنيويون . اذن الحياة ليست عبثا و لها غاية ، و هي اظهار نتيجة الاختبار ، و نحن نمر على مشهد الدنيا مرورا مؤقتا ثم نمضي ، بعد أن تملأنا بالاختيارات بين ثنائيتين كبيرتين ، و نملأها نحن بالاختيارات ، ولا نجد اي تطابق بالاختيارات رغم كثرة البشر ، فلكل فرد نتيجته الخاصة ، ثم نمضي لكي نرى نتيجة ذلك الاختبار في حياة اخرة يقتضيها المنطق بموجب معطيات الواقع : الثنائية الاختيارية الاختبارية ، سنة الله و لن تجد لسنة الله تبديلا .. هذا الاختبار الملزم والذي لا مفر منه ، ندخله رغما عنا ، و تأتينا الأسئلة رغما عنا ، و نخرج منه رغما عنا .. و الجميع مختبر بين الثنائيات ، سواء كان مؤمنا أو غير مؤمن .. و لا أحدٌ حياته عبث .. الوعي والتمييز يضعان صاحبهما في الاختبارات المستمرة رغما عنه .. و هذه الثنائية تذكرنا بأصحاب اليمين و اصحاب الشمال ، و هناك جنة و هناك نار ، ولا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة و النار .. ثنائية في الدنيا تقابلها ثنائية في الآخرة ، فالاولى يثبتها الواقع ، و الثانية يثبتها المنطق .. فأين المفر من صاحب الشأن الذي جاء بنا الى الحياة ، ثم يـُخرجنا منها بدون علمنا و بدون ارادتنا في كلا الحالين .. فنحن لم نخلق انفسنا ، و لا حتى نعرف ما هي ذواتنا .. ولا من اين اتينا ولا الى اين نذهب ، و ليس لنا حيلة الا ان نستجيب للمنطق و الاحساس .. فنجيب داعي الله .. اذن نحن مجبرون و لكن على الاختبار ، مثل من يؤخذ بالقوة و يـُوضع في قاعة الامتحانات و يُخرج منها بالقوة ايضا .. هذا واقع و ليس منطقا .. اذن ما هو المنطق ؟ المنطق هو وجوب ظهور نتيجة ، فمن ألزَم بالاختبار ملتزمٌ باظهار النتيجة .. و بما أن لكل اختبار نتيجة ، بمقتضى منطقي ، و بما ان اختباراتنا لا تظهر نتيجتها في الدنيا ، ولا تستطيع الدنيا ان تظهر نتائجها ، لأن السرائر لا تـُعلم ، اذن منطقيا لا بد من حياة اخرة تظهر بها النتائج ويحصّل ما في الصدور من اختيارات ، (يوم تبلى السرائر ، فما له من قوة ولا ناصر) . |