نادي الفكر العربي
انفعال قصة قصيرة حمادي بلخشين - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: انفعال قصة قصيرة حمادي بلخشين (/showthread.php?tid=48605)



انفعال قصة قصيرة حمادي بلخشين - حمادي بلخشين - 05-27-2012

انفعال

اغرورقت عيناه بالدموع حين شاهدها تتلوّى بين هتافات الحاضرين.. أجهش بالبكاء حين عاين أوراقا مالية من فئة الثلاثين دينارا تتناثر على رأسها لتستقر بين قدميها العاريتين، وأخرى تدسّ بين نهديها وحمّالة صدرها.. لم يستطع كبح مشاعره أكثر من ذلك، غادر الكباريه و دموعه تسبقه... كان آذان الفجر يسمع من بعيد، استند الى أقرب عمود كهربائي.. بيد مرتعشة أخرج علبة سجائره، أخذ واحدة دسّها بين شفتين مرتجفتين من شدة التأثر، أخرج ولاعته الذهبية، احتاج إلى جهد كبير حتى وفق في تشغيلها.. انفعاله الشديد فرض عليه بذل أكثر من محاولة لوضع سيجارته في مستوى الشعلة الضئيلة التي كشفت احمرار عينيه وانتفاخهما، حين وفق أخيرا في اشعالها، و قبل أن يسحب منها نفسا، مزق سكون الليل رنين هاتفه المحمول، سحبه من جيبه:
ــ ألو.. ما زلت سهرانا يا ولدي؟..
ــ ....
ــ لقد غادرت الملهى منذ دقائق..
ــ ...
ــ لم أصدّق لأوّل مرّة أنها هي.
ــ ....
ـــ طبعا طبعا... بكيت طويلا .
ـــ ...
ـــ الآن فقط يمكننا الردّ على كل المشكّكين في كون شقيقتك" إغراء" تسير بثبات على خطى المرحومة والدتك!
أوسلو 24 جوان2009
103


الرد على: انفعال قصة قصيرة حمادي بلخشين - بهجت - 05-28-2012

مرحبا .
قصة قصيرة جدا .. رائعة بلا تحفظ .
لست ناقدآ أدبيا و لكني اتبع حسآ قديما لم يخذلني كثيرآ .
هذه الأقصوصة الجميلة تذكرني ببعض إنتاج محفوظ الأخير .
هذا التعبير تحديدا " الآن فقط يمكننا الردّ على كل المشكّكين في كون شقيقتك" إغراء" تسير بثبات على خطى المرحومة والدتك! " . تسير بثبات تحديدآ "محفوظية" الوقع و التأثير .
...............
تواجدك المميز يثري الساحة و يجعلها أكثر حميمية لروداها .
كل المودة و النقدير .


RE: انفعال قصة قصيرة حمادي بلخشين - حمادي بلخشين - 05-30-2012

استاذ بهجت اسعدني مرورك و غرني ثناؤك..
توقيعك الخطير الذي يفصل الدين عن الدولة جعلني ـ لأجل المودة التي ربطت بيننا ـ اصاب بغمّ.. فالإسلام الذي يمثل الحكم جوهره لا يمثله الإخوان المهازيل الأذلاء الذين اثبتوا عبر كل تاريخهم انهم مطايا للحاكم بل يمثله اصحاب المبادىء و منهم سيد قطب الذي استغل الإخوان اسمه للدعاية لأنفسهم و الحال انه يختلف عنهم تصورا و سلوكا لأجل ذلك يسعى مقدمهم القرضاوي الى تشويه صورته في كل محفل.. تحياتي


RE: انفعال قصة قصيرة حمادي بلخشين - بهجت - 05-30-2012

(05-30-2012, 05:47 PM)حمادي بلخشين كتب:  استاذ بهجت اسعدني مرورك و غرني ثناؤك..
توقيعك الخطير الذي يفصل الدين عن الدولة جعلني ـ لأجل المودة التي ربطت بيننا ـ اصاب بغمّ.. فالإسلام الذي يمثل الحكم جوهره لا يمثله الإخوان المهازيل الأذلاء الذين اثبتوا عبر كل تاريخهم انهم مطايا للحاكم بل يمثله اصحاب المبادىء و منهم سيد قطب الذي استغل الإخوان اسمه للدعاية لأنفسهم و الحال انه يختلف عنهم تصورا و سلوكا لأجل ذلك يسعى مقدمهم القرضاوي الى تشويه صورته في كل محفل.. تحياتي

يا صاحبي .
أعلم من البداية اننا متناقضان فكريا ،و لكن هذا لا يحول بيني و بين التواصل مع كل الأطياف الفكرية ، فأنا أقرأ الأدب بذائقتي الجمالية و ليس بعقلي الناقد . الأدب يرتاد كل ما هو مشترك إنساني ، يدافع عن الإنسان في مواجهة الأقدار ككيان وحيد في عالم لانهائي ،و أيضا محكوم بالموت و الفناء ، الأدب يساند الإنسان في معركته الخاسرة و لكن النبيلة في مواجهة البؤس و الحزن و المرض .. يسمو بالإنسان فوق كل الإختلافات ،و لكن السياسة هي النسبي الخلافي .
في رحاب الأدب مازلت أخلع نعليي لأنى أراه مقدسآ ، مقدسا بقداسة الجمال .



الرد على: انفعال قصة قصيرة حمادي بلخشين - حمادي بلخشين - 05-30-2012

ما كان الإختلاف في ملتي و اعتقادي مهما بلغت حدته ليحول بين اجتماع المتناقضين و تعايشهما ما دام حب الإنسانية غايتهما، فاقصى ما يهدف اليه الدين إسعاد الإنسان و التصدى بكل الوسائل الذهنية و المادية لمن اراد تهميشه و العيش على آلامه. و اقصى ما تهدف اليه الفلسفة المادية اسعاد الإنسان وتوفير اجوبة من شانها جعل الحياة اكثر قابلية للتحمل، ولا مانع لدى صاحب دين حقيقي من وضع يده في يد الآخر ما دام الأخر يقف في الجبهة المقابلة لأهل الشر و الظلام.. فكون شخص يخالفك في العقيدة لا يبرر معاداته اذ لا اكراه في الدين و انما تكون العداوة بسبب وقوف المخالف في الجبهة المعادية للإنسان . و اخيرا.. فمادام الإنسان يقف الى جانب اخيه الإنسان فسيجد نفسه قريبا من الله. لأن "الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه". تحياتي