المثقفون بالكذب والنفاق ..المتاجرون بأحلام الشعوب - أبو علي المنصوري - 05-27-2012
يقول أحد المفكرين الأمريكيين :هناك فهم عند كل أصحاب الكلمة تقريباً يحدد نظرهم الى نظام قائم ,ذلك هو فهمهم الى الاعتراف بهم والى إعطائهم مكانة تختلف عن مكانة سائر البشر ...ورغم مايزعمه المثقف باستمرار بأنه بطل المسحوقين والضعفاء فإن الظلامات التي تحركه وتحفزه هي باستثناءات بسيطة ظلامات فردية وشخصية...ومع ثورات الربيع العربي شاهدنا العجب العجاب من بعض المفكرين والمثقفين العرب فرأيناهم تارة مع ثورة تونس ومع ثورة مصر ضد حكامها المستبدين الذين لم يتوافقوا معهم وتارة أخرى ضد ثورة أحرار سوريا لأن الحاكم هنا ممانع ومقاوم بالكلام والكذب والنفاق من جهة أومن أبناء طائفتهم من جهة اخرى وهذا هو المهم وإن سارت الثورة بفعل مدها الشعبي بالاتجاه الذي لايعجبهم صبوا عليها جام غضبهم وكالوا لها الاتهامات بالخيانه والعمالة والارتباط بالأجندات الخارجية ....وهم يصرون على الأستمرار في سياسة الكذب والخداع التي مارسوها على الشعوب العربية طيلة اكثر من خمسين عاماُ اشبعوها خلالها شعارات رنانة ومبادىء مثالية وأناشيد قومية حماسية ومسيرات مليونية ومهرجانات مؤيدة وأخرى منددة كانت في الحقيقة ستاراً لمستقرات مصلحية منفعية وتغطية على استغلال النفوذ والفساد الاداري والأخلاقي والقمع الأمني والافساد الاجتماعي وهدم مكونات الدولة وارسالها الى غياهب الجهل والتخلف بعيداً عن ركب العالم المتسارع في تحضره وتطوره ...فباسم شعاراتهم ...وتحت راية القومية العربية التي أساؤا اليها ....والمتاجرة بقضية فلسطين ..وبرامج الاصلاح والحرية والاشتراكية والوحدة العربية ..امتلأت اقبية مخابرات الأنظمة بالآلاف من ابناء وطننا ومات الكثيرون تحت التعذيب وتشرد المبدعون والمفكرون الأحرار وهجرت عائلات باكملها وتقطعت بها السبل وصار لدينا مخيمات لاجئين في دول الجوار ...وتم تأليب جزء من الشعب على جزء آخر ونعته بأحقر الصفات وتم تشريع الكذب الإعلامي لمواجهة المؤامرات الكونية الموهومة على وطننا وقوميتنا وحضارتنا ومجدنا التليد ..وتأليه القائد الفريد سليل النسب العتيد ..ومن هؤلاء الذين امتهنوا النفاق والكذب تحت صفة مثقف ومحلل نجد نموذج يود المرء لو استطاع نفيه من المجتمع نفياً ويتمنى لو لم يسمع أو يلتق به واستطاع دفنه في مزابل التاريخ ...ويمثل هذا النموذج الطائفي اللبناني ناصر قنديل الذي يطرح علينا يومياً فتاوي عجيبة غريبة مضحكة ومسخرة ومهزلة ينشرها ويبثها مع نواياه الشيطانية على قنوات النظام الوحشي الاعلامية المرئية منها والمسموعة والمكتوبة وفرضوه على صفحات الجوال وعلى النت وعلى حساب مستخدميها بالاكراه....ويعمل هذا البواق اللبناني التافه على تكفير الشعب السوري الذي رفص الخنوع والركوع والسجود لعبد ايران وخادم فقيهه في قم ..ورفع صوته مطالباً بحريته المسلوبه وكرامته المهدورة ...ويدخله النار ..وبالمقابل يكافئ الساجدين الخانعين بادخالهم جنة الولي الفقيه ...ويبرر قتل المسالمين العزل في ثورتهم على الظلم وينزل اللعنات عليهم وعلى من يتجرا على مواجهة قتلة الأطفال ومغتصبي النساء من شبيحة النظام ومرتزقته ,ويطالب باستباحة دمائهم وتدمير بلداتهم وتخريب وحرق بيوتهم .واذا ألقينا نظرة سريعة على تاريخ ناصر قنديل وسيرة حياته الملعونه نرى انه رببيب المخابرات السورية منذ العام 1972 حيث كان العراب الذي قدمه اليها المدعو ابو علي اربد والذي تزوج شقيقته لاحقاً بعد أن حصل على الجنسية اللبنانية وتحول ثرياً من رجال الأعمال هو وقنديل بعد ان كانا مجرد صعلوكين يقتاتان على موائد الثورة الفلسطينية ..وقد انضم للمذكورين في خدمة المخابرات السورية كلاً من غالب قنديل (شقيق ناصر) وزاهر الخطيب وأخرون ...وقد أصبح جميع هؤلاء يملكون شركات ووكالات وحسابات بملايين الدولارات وبنايات منها بناية لناصر قنديل في منطقة عالية كان يستعملها لتسهيل الدعارة لضباط مخابرات النظام الطائفي أثناء الوصاية السورية على لبنان ,وهذه البناية هي سبب توثيق العلاقة تحديداً بين ناصر قنديل ورستم غزالة (رئيس جهاز الأمن السوري بلبنان سابقاً وأحد مسؤولي القتل والتعذيب بحق احرار سوريا حالياً) وقد ساعدت المخابرات السورية المذكورين وبشكل خاص ناصر قنديل للدخول الى شتى المواقع :من المجلس الوطني للاعلام الى النيابة عن مقعد بيروت الشيعي .وللقنديل الأسود جولات وصولات في الدفاع عن المخابرات السورية وحكمها في لبنان إذ أنه من أكثر المستفيدين مالياً من هذا الحكم ....وهو اليوم يواصل جولاته وصولاته بالدفاع عن النظام الوحشي المستبد وتمهيد الطريق لتحقيق أحلام الشعوبيين الجدد في تأسيس الامبراطورية الايرانية على حساب دماء شهداء ثورة أحرار سوريا وجراحات المعتقلين من أبناء الشعب الأبي ....وهو لأجل ذلك يبيعنا صباح مساء وطنيات خلبية وممانعات واهمة وادعاءات كاذبة دون اي حساب لمنطق الواقع ولحقوق الشعوب في أن تكون حرة أبية سليمة فكرياً بعيداً عن التلفيق والخداع وحكم الأسد الفاجر وطائفته الى الأبد .إن أحرار سوريا وأباتها يطلبون من ناصر المستبدين أن يخرس ويبتعد عن التدخل فيما لايعنيه ,وأن يبقى ضمن قمقم طائفيته الكريهة ,و يبحث له عن ملاذ في دولة التكفير والارهاب الحقيقي بكنف وحماية اللعانيين والشعوبيين في طهران ..فالشعوب الحرة تريد مثقفين معنيين بهموم شعوبهم وأهلهم والقاعدة العريضة من الناس وبالدفاع عن قيم الحق والخير والعدالة ...
|