حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
تحليلات العلامة المنار، لمايجري في الشرق الأوسط. - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: تحليلات العلامة المنار، لمايجري في الشرق الأوسط. (/showthread.php?tid=48624) |
تحليلات العلامة المنار، لمايجري في الشرق الأوسط. - السيد مهدي الحسيني - 05-29-2012 تحليلات العلامة المنار، لمايجري في الشرق الأوسط.
نقلا من ساحة هجر. سوريا – لبنان – إسرائيل – أمريكا – الخليج – تحليلات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في خضم الأحداث قرأت الكثير من التحليلات للإخوة هنا في هذه الواحة المعاصرة من شبكة هجر ، فأحببت أن أشارك بما املك من تحليل بسيط كما يفعل إخوتي الكرام كقارئ قد يضيف شيئا على طريقتهم . من دون ان ادعي امتلاك واحتكار الحقيقة . نبدأ من الخبر ومن ثم نحلل بما نقدر عليه عسى أن نعرف الثغرات في تفكيرنا السياسي. الخبر: طلبت السفارة الأمريكية من مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم اعتقال شادي مولولي حيث توفرت معلومات بانه ينتمي للقاعدة وهو يعمل لتدمير لبنان وسوريا ، وان قائده هو الأردني عبد الملك عبد السلام الذي ألقت القوات اللبنانية القبض عليه ، وصفته منسق تنظيم القاعدة في الشرق الاوسط ، فقد قال اللواء عباس مؤكداً ان القبض على مولوي ورفاقه كان بالتنسيق مع دولة غربية كبرى، وحين قلنا «إننا نعلم ان هناك دولة غربية كبرى وحيدة هي أميركا»، ابتسم من قبيل التأكيد، كما فعل لدى استقباله جمعية المراسلين العرب في بيروت وهذا ما صرح به نفس الصحفيون لوكالات الانباء . وكان المتورط بتمويل مولوي هو شخصية قطرية . وأكد اللواء عباس أنه لا يستطيع ان يكشف كل الأمور المتعلقة بمولوي لأن عمله سري وهو ليس سياسيا ، فهو تقني محض قام بعمله وفق القانون اللبناني. جرى اعتقال مولوي بكمين غريب نوعا ما ، ولكن المدهش إن آلاف المسلحين نزلوا الى الساحة فورا وأخذوا يمطرون منطقة جبل محسن العلوية بالقنابل والرشاشات . ما علاقة جبل محسن بقضية مولوي ؟ ليس هناك أي علاقة الا ان الأمر مبيت سنتكلم عنه . تمدد الامر ليشمل عكار ويشهر السلاح بوجه الدولة ثم يأتي عسكري سابقا تحول بقدرة قادر الى رجل دين مسلح فأوقفه حاجز للجيش اللبناني فادعى انه يريد الاشتراك باعتصام من اجل الشيخ المسلح مولوي فطلب الحاجز منه إعادة المسلحين والسماح له بالمشاركة في الاعتصام فتراجع الرتل ثم انهمر على الحاجز بالرشاشات فرد عليه الجيش فقتل الشيخ المسلح أحمد عبد الواحد ورفيقه وهما من ضمن قيادات الرابع عشر من آذار ، وأصيب جندي لبناني. ثم سرعان ما تصايحت الحناجر وتدافعت المدافع باتجاه بيروت لضرب المتحالفين مع حزب الله اللبناني . وتم قطع طريق الجنوب الرئيسي بالسلاح . فما علاقة هذا الهيجان بحلفاء حزب الله ؟ وهل هناك علاقة بين حزب الله وبين ما قام به الجيش اللبناني ؟ طبعا لا يوجد أي علاقة مطلقا . انما يراد تصنيع علاقات وهمية واقناع الحمقى والشباب المتحمس بها عسى ان يزجوا بهم في آتون حرب مرادة ومخطط لها. الحقيقة ان المبررات عند القيادات الميدانية لهؤلاء المسلحين بالسلاح الخفيف والمتوسط الذي ظهر على الساحة انما هو اقرب للكوميديا . هم يقولون لاتباعهم : بما ان الحكومة اللبنانية وقفت موقف النأي بالنفس عن التدخل في شؤون سوريا فإذن هي عميلة لسورية ويجب الانتقام من سوريا ، وبما ان الرئيس السوري من اصل علوي حتى لو اعلن ان مذهبه شافعي وانه تزوج من سنية . فاذن العلويون في لبنان يمثلون القيادة السورية فيجب الانتقام من الجيش اللبناني بقتل العلويين المجاورين لحي باب التبانة في طرابلس (طبعا قد وقفت مليا على تقابل الحيين فما يفصلهما سوى فضاء صغير وشارع ) . ثم بما ان حزب الله لم يرتض الهجمة على سورية وهو يصرح بانها هجمة صنعتها اسرائيل لتأمين الكيان الغاصب فاذن حزب الله هو من يمثل سوريا في لبنان وينبغي الانتقام منه ثارا لمن اعتقلهم الامن اللبناني بطلب امريكي ولمن قتلهم الجيش اللبناني دفاعا عن النفس . ان هذا المنطق هو منطق جميع حكام المسلمين المخالفين لأهل البيت على مر التاريخ . ومن يظن انه غير ذلك فبينه وبين الفهم مسافة غير محدودة. نأتي الى تحليل الخبر : - كلنا يعلم بان مشروع قطع ذراع المقاومة بتدمير سوريا قد فشل فشلا ذريعا . - كلنا يعلم بان الأمريكان لم ينجحوا في تدمير قوة الصين بالتحكم في الموارد الأساسية ، نعم تم إيجاد مشكلة لأوربا حيث انها احد أهداف امريكا للتدمير لان تحول السوق الأوربية الى الولايات المتحدة الاوربية في المستقبل يرجح كفتها يقينا . - كلنا يعلم ان أمريكا تعاني من ترنج اقتصادي ينذر بالكارثة وان الدولار يبشر بالانهيار . - الكثير منا يعلم ان امريكا عانت مشاكل حقيقية في العراق ليس من جهة البعثيين قطعا وانما من جهات اكثر تنظيما واصرارا وقد كان قرابة 450000 جندي لم يستطع السيطرة الكلية على الوضع في العراق ، فكيف لو ارادت امريكا احتلال بلد كإيران أو حتى سوريا التي ثبت ان جيشها وقيادتها السياسية متماسكة ولها اصرار كبير على المقاومة. انها تحتاج الى ضعف كل الجيش الامريكي بالكامل وهذا يستدعي التجنيد الإجباري وهو امر يتنافى مع الأزمة الاقتصادية ويكشف المستور. - كلنا يعلم بان امريكا مقبلة على انتخابات خطيرة ومفصلية فقد كان الصراع الداخلي أكثر ارتفاعا من أي فترة سابقة في الولايات الامريكية خصوصا بين الحزبين وبين العنصرين . - قسم منا يعلم ان ايران يمكنها إيقاف الملاحة في منطقة الشرق الأوسط لمدة قد لا تقل عن ستة شهور لحين تجميع القدرة على السيطرة بشكل مشكوك به ، وبهذا فان جوهر التجارة وعصب الحياة الاقتصادية بين الشرق والغرب بل لنقل في اكثر من نصف الاقتصاد العالمي سيتعرض لأزمة خطيرة ستؤدي الى الانهيار خلال سنة أو سنة ونصف من هذا القرار الخطير ، حتى لو استعادة القوات الغربية مع البعارين السيطرة العسكرية ولكن ستكون هناك أزمة تأمين تمنع التجارة منعا اختياريا من المجازفة في المنطقة وعندها ستنتهي مدن ودول في العالم وفي المنطقة. - الكثير منا يعلم ان قناعات القيادة الأمريكية باتت اقرب للتصالح مع إيران وسوريا بسبب القوة والمقدرة . وابعد من الاستجابة للخليجين وأصدقائهم الاسرائليين العبء المكلف. خصوصا حين قبلت الولايات المتحدة الامريكية مبدأ الإقرار بحق ايران في برنامجها النووي وإنما هي تخشى ان تعلم ايران بان العلماء توصلوا الى صنع قنبلة نووية فتاكة بتخصيب 20% ولهذا فهم يطلبون التراجع عن التخصيب الى هذا المستوى ، وقد رفضت إيران التي غلطت كوادرها فخصبت 27% من باب الاشتباه والغفلة ولو نام القطا لزادت النسبة الى مديات محرجة للقيادة الايرانية كما اظهر الموظفون الإيرانيون. - كلنا يعلم بان إيران استطاعت المساهمة في تكوين حلفين كبيرين هما حلف بكين ومجموعة بريكس ، التي تضم اكثر من نصف الاقتصاد العالمي وأكثر من ثلثي البشرية . فتجمعت الأعواد لتكون عصية على الكسر. - من خلال اجتماع بغداد للمفاوضات حول الملف النووي تبين ان الكلام لم يكن مهما عن الملف النووي وانما عن تسوية وإعادة الخارطة حسب الخارطة الإيرانية - السورية مع حلف بكين . وقد اعترض المندوب الأمريكي على استحياء من وضع القضية الفلسطينية على خارطة التقسيم بين إيران والغرب بينما لم يعترض على بقية الملفات الخطيرة جدا على المنطقة وحواليها. - وليس خفيا الان بان القوى التي تسيطر على الربيع العربي لا تتناغم مع تطلعات بعض دول الخليج العربي ، بحيث أصدرت وزارة خارجية إحدى الدول الخليجية تكذيبا لتسريب وثيقة تقول فيها ان الإخوان خطر علينا وبفوزهم سنفقد موقعنا بقيادة العالم الإسلامي ، مع ان البرقية معقولة جدا حيث لو حكم الإخوان بلدا غنيا وكبيرا كمصر فلن يكونوا بحاجة الى دولة صغيرة تلوح بالمال لاحتلال موقع القيادة في العالم الإسلامي. - واخيرا فان استعداد ايران والعراق لإنتاج أكثر من 20 مليون برميل من النفط يوميا خلال المستقبل القريب يجعل الأهمية الإستراتيجية لدول اخرى ضعيفة جدا بل صورتها غير قابلة للتحسين حتى لو انتجت نفس هذه الكمية . ان هذه الحقائق تجعل المشهد السياسي كما يلي : - هناك انزعاج أوربي أمريكي من دفع الأمور نحو التأزيم من قبل إسرائيل وقواها الإقليمية في المنطقة بسبب الشعور بالتهميش والرمي في سلة المهملات. فان مصالح الدول الكبرى اكبر من مصالح دول صغيرة تعمل لحساب تلك الدول بشكل مرحلي. - هناك خطر حقيقي باختفاء قيادات عربية من دول معروفة نتيجة مقايضة إيرانية غربية مبنية على واقع القوة والقدرة على تحريك العالم . - هناك سلاج فعال ينبغي استعماله من اجل انقاذ هذه القيادات ودولة اسرائيل وهو التأزيم الطائفي ولو بالخربشات والاذى الانساني الوحشي لتعطيل كل الجهود الاصلاحية. - لازالت بعض الاتجاهات المتصارعة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية تتحالف مع الكيان الصهيوني وأنصاره في المنطقة ، ولهذا فيجب استغلال هذا الانقسام وتحريك الفتن عسى أن لا ينسجم مشروع التهدئة والتمكين لإيران من المصالحة على أساس اقتسام المنطقة مع الدول الغربية والشرقية نظرا لاستحقاقات القوة. - في نظر اسرائيل والدول المتحالفة معها يجب عرقلة اعادة انتخاب اوباما بعد ان اظهر قناعته بعدم خطر ايران على المنطقة وانما ينبغي النظر الى قوتها من ناحية ايجابية ، وقد هجم عليه اعداؤه باعتباره اقتنع بفتوى قائد الثورة الإيرانية بتحريم امتلاك القنابل النووية . وهذا مدخل مهم لتحطيم أسطورة اوباما وتمكين القوى التي تناصر إسرائيل بدون أي حسابات إستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية . والحصيلة هي ان خسارة الجهود محققة في كسر شوكة إيران وتقليم أظافرها ، ولهذا فان سوريا لا يمكن الانتصار فيها الآن رغم الإصرار على تخريب بنيتها عسى ان تنهار اجتماعيا نتيجة الوضع الاقتصادي. فيصبح الخطر على اسرائيل باقيا بوجود حزب الله في لبنان مع وجود ايران قوية وسوريا مساندة لهما ولها إرادة مناهضة لاسرائيل . فأصبح المشروع الكبير صغيرا . وهو: محاولة نقل أعداد كبيرة من المهوسوين باسم التشدد الديني بقيادة ثلاث دول هي اسرائيل ودولتان خليجيتان . والهجوم على حزب الله داخل لبنان وتحطيم كل لبنان بايد اسلامية سنية متشددة من اجل بث الاطمئنان في قلب المرعوب الاسرائيلي . وبعد الانتصار يتم ابعاد هذه القوى الى مناطق متفرقة من اجل تقليل طموحاتهم واستمرائهم لشرب الدماء. فهذا التحليل يبدو متناغما مع ما حدث في لبنان خلال عشرين يوما ماضية . فمحاولة الحد من انتشار الارهابيين كان بالتعاون مع دولة غربية عظمى كما عبر اللواء عباس ، ولكن المجاميع المعروفة بانتمائها لمنظومة اسرائيل بالتعاون مع دولتين خليجيتين هاجت فور البدء بافشال مخططهم وتسرعوا في تنفيذه من اجل ارغام حزب الله لتوجيه سلاحه بعكس عقرب الساعة ، ومن ثم تطوير الأحداث دراماتيكيا مع بهارات الكذب والدجل اليهودي الموروث منذ كعب الأحبار ووهب بن منبه لمحاولة تشكيل قوة كبيرة جدا تقضي على حزب الله . ان هذا التفكير لو تم تنفيذه فهو نهاية مشروع هؤلاء ، فهو على رغم صغره وانتقاله من تدمير ايران وتحجيمها الى ضرب حزب يلوي ذراع إسرائيل ، لكنه يدخل في الخطوط الحمراء لكثير من الاعتبارات حيث سيواجه هذا المشروع أكثر من مليون مسلح فدائي سيمزق كل حواجز قوانين اللعبة وسيرتد عليهم بإنهائهم نهائيا بحيادية مضطربة من قبل الغرب. هذا ليس تنبؤا او تفاؤلا او تشاؤما ، انما المعطيات السياسية التي ذكرت أعلاه توصل الى هذه النتيجة ، فانه ليس من المعقول ان تخرب مجموعة من الفاشلين في اللعبة نجاح لاعبين كبارا وتعرض مصالحهم وأمنهم الاقتصادي والاجتماعي للخطر. ان ما يجري عبارة عن محاولة بعض الفاشلين لإنقاذ أنفسهم في وقت لا يمكن الالتفات اليهم من قبل قوى تسير بمراكب فخمة. هذه بضاعة ضعيفة في قراءة الحدث السياسي قد لا يوافقني عليها الكثير من رواد هذا المنتدى ، ولكن المقدمات والنتائج امامكم والتاريخ سيحكم . مع أنني أتوقع انه قد تم إجهاض المشروع في لبنان جزئيا . ولكن أرى الاستعداد لنهر الدماء لا يمكن إخفاؤه فإسرائيل في خطر وهذا كابوس يريدون التخلص منه بأي ثمن والمسلمون لا يوجد ارخص منهم كأدوات في يد أعدائهم فلماذا لا يتم السعي لمثل هذا المشروع. ان عدم عقلانية مبررات ما يجري في لبنان تساعد على تشكيل هذه الصورة بشكل مقنع. فقل بربك لماذا يهجمون على العلويين في طرابلس وهم قوم خبروا حرب الشوارع خلال عشرين سنة ماضية من اجل شخص طلبت الاستخبارات الامريكية إيقافه وهو لا ينتمي الى مذهب الأغلبية السنية في طرابلس؟ ثم لماذا تحول الامر فجأة الى الهجوم على حزب الله؟ فهل حرب حزب الله لإسرائيل دليل على صداقة الحزب مع الولايات الامريكية؟ انها حرب للتأثير على الموقف الأمريكي المتراخي في انتهاج ما تريده إسرائيل وحلفائها من اجل مصالح أمريكا، وانه محاولة لإزاحة الخطر من الاتفاق الدولي العالمي الكبير على إسرائيل وحلفائها . فهو عمل ضد السياسات الكبيرة في المنطقة ، وهو عمل تخريبي للمصالحات والاتفاقات الدولية الكبيرة التي تدار بين مجموعة بكين وبريكس من جهة وبين المجموعة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. ولو حصل الاتفاق الحقيقي خلال ستة شهور فان احداثا مهمة ستبرز في المنطقة لعل منها حربا مدعومة عالميا وفق التوافق لتصفية وجودات نشاز في المنطقة. الرد على: تحليلات العلامة المنار، لمايجري في الشرق الأوسط. - السيد مهدي الحسيني - 05-30-2012 كانت للشيخ المنارردود على من عقب على موضوعه.
وقد إرتأيت أن أنقل للقارئ الكريم، تعقيباته على الردود. ومن يرغب بحوارالشيخ،وخاصة الدكتوربهجت، والأخ العلماني، تعرفون الشيخ جيدا فليتفضل لساحة هجر، بصراحة متعطش لسماع راي الدكتوربهجت والأخ العلماني. وهذا ماأفاد به: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رغم انني ارغب في التركيز على تحليل الخبر وما يحيط به الا انه لا بد من اجابة الاخوة الكرام المتفضلين علينا . الأخ رضويون المحترم فعلا قد أشارت الدراسات الى احتمال انهيار الدولار منذ قرار الرئيس نيكسون تعويمه ، وكان هناك من ينادي بان يتخلص الناس من دولار لا يمثل قيمة حقيقية لكن القوة العسكرية والسياسية خلف الدولار هي التي تفرض وجوده ، وأي خلل يصيب قوة أمريكا اقتصاديا او سياسيا او عسكريا فان تطبيق قانون (الرجوع الى الحقيقة) يعمل فورا . ولا شك ان ترسانة واستعداد الجيش الأمريكي هي الاوفر في العالم إلا ان النجاح والفشل في التدابير السياسية خصوصا مع اوربا والصين حيث وضعت في خانة الأعداء الاصدقاء وكانت المرشحة للبطء والانهيار نتيجة الملاحقة الامريكية مع ملاحظة بطؤ عمليات الاصلاح الاقتصادي الامريكي نتيجة المزايدات السياسية الداخلية وانهيار صورة الائتمان في سنة 2010 هذه العوامل وغيرها ساهمت في هبوط صورة الدولار علميا وهذا انذار حقيقي للانهيار العملي . وقد كتب الأخ (علي إمامي) موضوعا قبل شهور عديدة عن توقعات انهيار الدولار سريعا ونصح جميع المؤمنين الذين يدخرون الدولار لتحويله الى ذهب او فضة وهذه لفتة منه يجب ان نشكره عليها . الأخ الكبير السيد مهدي الحسيني المحترم أرحب بك اشد الترحيب ، وأسأل الله ان لا يخيب ظنك في هذا العبد الضعيف . الأخ المحقق كونان المحترم شكرا لك تعميق الموضوع وزيادة الاحتمالات ، رغم انني اميل الى غربلة الاحتمالات ، ولكن الزيادة فيها نفع تحريك الخيال لدراسة اكثر موضوعية . فالف شكر لك . حسب معلوماتي من لبنان ان سبب التهدئة كان أمورا مهمة منها انكشاف التدخل الامريكي حين اعلن عنه اللواء عباس فخاف المنفذون الصغار مثل كتلة الرابع عشر من اذار ومنها التهديد الحقيقي الذي اوصله الرئيس بري نيابة عن المقاومة ومجموعات مساندة لها ومنها حزم الجيش اللبناني فقد اصدر بيانا بانه مستعد للاشتباك مع السلاح الفلتان فعرف المنفذون انهم في ورطة ومنها التدخل السريع من قبل السفارة السعودية لانها عرفت ان الامريكان بدأوا يعدون الانفاس لهذه الهجمة عليهم فارادوا تهدئتهم الان ، فهذا ما فهمته من اتصالاتي ولعل هناك أسبابا أقوى وأكثر سرية من هذه الأسباب الظاهرة فليست مصادري معصومة عن الاشتباه . ويبقى مشكلة حقيقية انه قد ثبت وجود سلاح غير منضبط وبكميات تصلح لتسليح جيوش فما هو موقف الحكومة اللبنانية من هكذا سلاح موجه للصدر اللبناني علنا وليس لصدر العدو؟ وكيف ستعالج هذه المشكلة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام وان كنت أتوقع ان لا تعالج القضية لان السلاح ملك فريق داخل الحكم اللبناني . ثانيا ان موضوع اميرو ليس لأجل ان يخرج الحل حين ينهار الدولار وإنما هو نتيجة حلف امريكي سعت اليه الولايات المتحدة منذ عشرات السنين لتوسعة نفوذها ولم ينجح وهو يريد توحيد كل الدول الأمريكية شمالا وجنوبا مقابل الحلف الأوربي من اجل ان لا يتفوق الحلف الأوربي ، ولكن انحسر المشروع الى دول أمريكا الشمالية لأسباب اقتصادي واجتماعية وسياسية ، الا ان الدول الثلاث (كندا ، المكسيك ، بنما ) تواجه معارضة داخلية كبيرة لهذا الحلف الاقتصادي للتخوف من هيمنة اقتصاد الولايات المتحدة ومن ثم تذويب هذه الدول في الولايات المتحدة سياسيا وادريا ولان الاقتصاد الامريكي يترنح فلا تريد القوى في تلك البلدان التورط بهزيمة اقتصادية نتيجة انهيار الاقتصاد الأمريكي . ان الحلول المعقولة هي اما التفاهم الدولي لتخفيف حدة التوتر وإجراء إصلاحات في الوول ستريت وإيقاف لعبها بالمال أو الحروب الخارجية مع الانتصار الحتمي فيها ، وكلاهما صعب بل شبه مستحيل إلا اذا جن جنون القادة الأمريكان فمواجهة وول ستريت عبارة عن كارثة كبرى وخسارة شخصيات لمواقعهم نتيجة مؤامرات المال ، ومواجهة الحروب تحتاج الى اختراع دولة عدوة مؤثرة ويمكن الانتصار عليها بسهولة ، وهذا بعد تشكيل الاحلاف الحالية بتحرك ايراني واضح للمساهمة بتشكيل حلفين خطيرين فقد اصبحت مثل هكذا دولة غير موجودة او غير مؤثرة . الأخ لواء الحسين المحترم شكرا على الإثراء وعلى المعلومات والوصلات . الأخ الراية الحسينية المحترم تسأل اسئلة كثيرة كل واحد منها يحتاج الى برنامج تحليل مستقل ، وهذا يشجعني حيث أرى ان بعض أبنائنا يريد ان يتعلم التحليل وفق المعطيات الواقعية وليس وفق الرغبات . ولكن هذه مهمة السياسيين وأنا رجل دين ولست سياسيا وإنما أحاول أن افهم ما يجري وأتعلم التحليل السياسي من المفكرين السياسيين وفق مناهجهم . فاُعتبر بالنسبة لهم هاويا ولست محترفا . وعلى كل حال يمكن ان أقول ما اعرف باختصار وإلا فان التفصيل كبير والمواضيع تقبل التفصيلات الكبيرة . بالنسبة للازمة الأوربية الحالية فيجب فهم بعض المعطيات والمتغيرات : - تشكل الاتحاد الأوربي على التكافؤ وقبول الدول للصعود الى الرتبة المقبولة لتكون أعضاء في الاتحاد ، وذلك لأنهاء ثلاثة آلاف سنة من المآسي والحروب الدموية في القارة الاوربية فكان قرار التشكيل سنة 1957 بعد الحرب العالمية الثانية ولكن انقسام اوربا الى معسكر شرقي وغربي أَجّل الموضوع . وكان من جملة الشروط النمو الاقتصادي بوتيرة محددة وان لا يقبل الفساد الإداري الى ما هنالك من شروط ، وهي شروط ما يسمى بـ (شروط كوبنهاغن) المتفرعة على معاهدة مساترخت المؤسسة للاتحاد الأوربي التي كانت خالية من هذه الشروط وتقيداتها ، ولكن بعض الدول الأوربية المنضمة كانت معبرا للتهريب وللفساد مثل اليونان حيث تسربت أموال الدولة الى بنوك خارجية لحسابات خاصة فان أي دولة لا يمكنها ان تظهر مديونة بمبلغ أكثر من 300 مليار بدون أن تبين الحكومة أين ذهبت الأموال؟ ولماذا تجرأت الحكومة على الدين الخاص والعام؟ فهل هي تمثل اقتصادَ الدولة الاشتراكية حتى تكون هي الممولة لكل الشعب والشعب بلا عمل؟ ان هكذا حكومة لا يمكنها ان تدخل في الاتحاد الأوربي حسب شروط كوبنهاغن . فالقضية فيها أسرار لم تتكشف بعد . - ان الاتحاد الأوربي هو هدف عدواني لكل من الولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى ولروسيا والصين بالدرجة الثانية وبرتبة اقل كثيرا باعتبار المنافسة . وكان سعي الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف نمو هذا الاتحاد مبررا من الناحية الإستراتيجية لأن من يريد ان يكون القوة الأعظم لن يقبل ان تتفوق عليه قوة فيكون في الرتبة الثانية. - هناك مقولة عظيمة لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام حيث قال (ما رأيت نعمة موفورة إلا وبجانبها حق مضيع) ، فالتداول المالي انما يخضع لعملية موازنة دقيقة واي خلل فيها يظهر على شكل ارتفاع في جهة وانخفاض في جهة اخرى ، فما حصل من النمو الاقتصادي للصين والهند والبرازيل ونمور اسيا والدول النفطية ، سحب اكثر 17% من المخزون المالي العالمي وهذا يعني تراجع الدول التي كانت تخزن تلك القيمة بالضرورة لما قاله مولانا امير المؤمنين عليه السلام ، فأوربا سواء اخطأت أم اصابت فقد بدأت تخسر مواقعها الاقتصادية ، حيث قررت ان تكتفي بالتكنولوجيا العالية ذات العائدات العالية وتترك البضائع والصناعات التحويلية الأولية للدول النامية فتفاجأت اوربا بصعود هذه الدول الى تصدير التكنولوجيا العالية نفسها وخير مثال هو المانيا حيث كانت تعتقد ان قدرة الصين على إنتاج سيارة من خمسة نجوم لن يتم قبل خمسين سنة فاذا بالصين أنتجت سيارة أربعة نجوم خلال أربع سنوات من بدء العمل بمشروع السيارة الراقية وبعُشر القيمة الألمانية وبعد سنتين ونصف أنتجت الإنتاج التجريبي لسيارة من صنف خمس نجوم . وهذا كارثة حقيقية على اقتصاد دولتين هما ألمانيا والسويد فلو بدأت الصين بانتاج سيارة من نوع بي أم دبليو أو مارسيدس أو أودي او بورش بثلث القيمة فما سيكون حال الاقتصاد الألماني . ومثل هذا الانتقال الاقتصادي يعني خسارة الدول القديمة في هذا العمل. - الاتحاد الأوربي توسع بسرعة تحت ضغوط أوربية دولية من القارة الاوربية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وكل توسع سريع قد يرتد الى انكماش سريع ، فان الدولة الأولى التي ستخرج من دائرة اليورو هي دولة التحقت مؤخرا بشكل سريع نكاية بالدولة التركية التي أرادت الانضمام للاتحاد الأوربي. أما مشاكل ايطاليا واسبانيا فهي قابلة للحل ولكنها تواجه منافسة الصين والهند في صادراتها . - لقد توضحت الأنانية في بعض الدول حيث تريد المكتسبات فقط ولا تقبل بتحمل الخسائر المشتركة ، فكان الثقل الأكبر على دولتين او ثلاث من أصل 16 دولة وهذه الأنانية على طول عمر البشرية كانت السبب في فض اغلب الشراكات التجارية حتى على الصعيد الفردي كما هو على الصعيد الجماعي الدولي . - الانهيار الأمريكي سنة 2009 -2010 كان له الأثر الكبير لما يجري في أوربا فان بعض الدول الأوربية كانت مرتبطة بالوول ستريت مباشرة وكان جزءا من أموالها يعمل داخل الولايات المتحدة وفي العقار بالتحديد مما ارتد عليها بانهيار الائتمان المصرفي العقاري بشكل خطير جدا, وبعض هذه الدول ارتبطت فورا بمشكلة انهيار المصارف العقارية الامريكية التي ادت الى انهيار كبير في البنية الاقتصادية الامريكية بشكل شامل. ومن خلال هذه المعطيات فإن ما يجري انما هو خسارة طبيعية نتيجة نمو منافسين للاوربيين غزوا السوق العالمي ونتيجة الخسارة الامريكية عام 2010، ولعله حركة تصحيحية لرفض الدول التي اصبحت عبئا نتيجة سوء تصرفات مسئوليها وسرقاتهم لشعوبهم. ويبقى هذا التحليل ناقصا نتيجة تقليل المعطيات في موضوع معقد وشائك وله مئات المعطيات التي لها تأثير في الحدث. واما سؤالك عن امكانية تحول بعض دول اوربا الى روسيا ، فهذا يعتمد على تطور قوة روسيا العسكرية والاقتصادية فان الضعيف يتحالف مع القوي كما يتحالف مع أي قوة يمكن ان تضيف اليه قوة ، فروسيا الخاسرة تخلى عنها الاصدقاء وتخلت عنهم لانها لا تقدم شيئا فاذا اصبحت روسيا الثرية الرابحة فستكون مركز جذب الطامعين أو الطامحين. الفرق بين ايران في زمن الشاه فانها كانت تقود المنطقة بقوة الغرب ومعونتهم ، بينما ايران الحالية فانها مرشحة لقيادة الشرق الاوسط لقوتها وانتشارها واستقلال قرارها كما هو معلوم. وهذا يتوقف على نجاح المفاوضات وعدم حدوث نكسات خطيرة تأخر او تغير المسار. اما ان هذا يعني ان تتنازل كل من اوربا وامريكا عن أمن اسرائيل ، فهذا غير مطروح لحد الان . فان خلل المفاوضات في بغداد كان بسبب طلب ايران استلام الملف الفلسطيني ، فقد اعترض المندوب الامريكي فورا واعتبره تخريبا للاتفاق . وبقي متغير يجب فهمه وهو ما علاقة امن إسرائيل بأمن أمريكا واوربا؟ الحقيقة ان اسرائيل سمح بوجودها لتكون شوكة في قلب العالم الاسلامي وهي الى وسط السبعينات كانت مفيدة جدا للغرب كأداة تشويش وسوط مسلط على ظهر المسلمين لانهاء حضارتهم وبدء الارض بحضارة خالية من الاسلام ، وهذا جزء من مخلفات الحرب الصليبية وهو جوهر التفكير الاساسي في الغرب. ولكن بعد ذلك وجد الغرب نفسه قد يستغني عن إسرائيل لوجود قوى مخلصة وغير مكلفة له (وقد ثبت فشلها من دون اسرائيل). ولكن اليهود في العالم لا يقبلون انتهاء دولة إسرائيل والتضحية بهذه الملايين المجموعة من كل العالم من اليهود ، وكبار قيادات اليهود هم من اصحاب رؤوس الاموال ومحركي الاقتصاد العالمي فلهذا ليس سهلا اتخاذ مثل هذا القرار . ولكن يمكن الإغضاء عن نمو القوى التي تعادي إسرائيل بشكل مطرد باعتبار ان هذا الأمر لا يمكن ضبطه وهو بنفسه قد يؤدي الى التخلي عن إسرائيل في المستقبل البعيد او حتى القريب نسبيا . فان الاعتراف الاخير بقوة ايران وقدرتها على دخول النادي النووي لا يعتبر امرا سهلا ، بل هو مفروض من واقع عملي لا يمكن للغرب تحاشيه كما هو حال نمو الهند والصين وباكستان فانها برزت كقوة ذاتية لم يكن بمقدور القوى الاخرى منعها . واما خارطة الطاقة ومعركتها فان مما احرج جميع القوى العالمية ان تكون اغلب طاقة العالم الاحفورية تحت اقدام الشيعة من الاورال وعاصمتها قازان الشيعية مرورا باذربايجان وايران بكاملها والعراق بكامله ونزولا الى الساحل الشرقي للخليج المسكون شيعيا على مر التاريخ . فهذا يمثل اكثر من نصف الاحتياطي العالمي ، ولهذا فليس من المعقول اغفال التشيع وعدم تلبية رغبات ابناءه وهو من يسكن على بحيرة الزيوت الحيوية للاقتصاد العالمي. غير ان المشكلة هي ان الغرب كان لا يريد ان يتزعم الشيعة الايرانيون وكانوا يرغبون بالعراقيين باعتبارهم عربا ويملكون موقع المرجعية العامة للشيعة ، ولكن قادة العراق الشيعة السياسيين اثبتوا رخصهم وتبعيتهم لإيران لفقرهم النفسي في استجداء الاخرين فأصبح الغرب مجبرا بالاعتراف بايران نتيجة سلوك المتسولين العراقيين. اما سؤالك عن قطع الخيوط مع الخليج فأقول ان الذي اعلمه ان قطع الخيوط كان مقررا مسبقا ولكن المحافظة على دول الخليج انما هو بسبب الصراع مع إيران وعدم الاطمئنان لإمدادات الطاقة وانسيابية الحركة التجارية العالمية نتيجة عدم الاتفاق مع إيران. وبمجرد الاتفاق ستتغير كل الخرائط في المنطقة وستتجه نحو الاستقرار والازدهار بشرط واحد وهو عدم دفاع الإيرانيين عن أتباعهم اذا أساءوا حتى لا تتكرر تجربة الفساد في العراق التي أخرت النمو العراقي تسع سنوات والتأخير مستمر نتيجة الدفاع عن الفاسدين وتأييدهم بحجة التدين. فانا شخصيا أؤمن بان الكافر العادل أفضل من المؤمن الجائر كما قال السيد ابن طاووس مستندا بكلام لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، فلهذا لا أؤمن بوجوب تأييد المؤمن الفاسد مقابل غير المؤمن ، وإنما أريد تأييد المؤمن غير الفاسد والسماح بضرب وتدمير الفاسد أي كان مذهبه . الأخ الكاظمي المحترم اهلا بك متابعا ، ونتمنى منك التدرب مثلنا على التحليل وفق المعطيات المتوفرة . |