حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء (/showthread.php?tid=49232) |
قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء - فارس اللواء - 09-10-2012 بقلم: سامح عسكر الشهادة في سبيل الله مرتبة عظيمة يبتغيها كل عاشق وترنو إليها أفئدة المجاهدين ضد الباطل ، وأكثر ما يحول بين الشهادة والشخص هو الإسقاط وكيفيته وشروطه،فلا باحث عن الشهادة إلا بسلوك التمييز، وكالعادة لن أبحث في هذه المسألة بمنظور روتيني فمن طبائعي كراهية التقليد وانتزاع الفكرة من بين أنياب الواقع والوقائع، لا كما يفعل البعض بتزكيتهم لآخرين بمجرد الميل، فتراهم يهبون الشهادة لكل حبيب ولكل قريب سواء في الرأي أو الروح، بينما أمر الشهادة أعظم من ذلك، ومنظور الإنسان يظل عاجزاً عن التفسير طالما يعجز عن رصد الحقيقة المُطلقة. تبدأ القضية من تعريف الحقيقة والتي لها تطير الأنفس من الأجساد، وفي حالة الحرب يتحقق ذلك المعنى بشكلٍ كبير، فالطرفان يحاربان بعضيهما من أجل حقيقته التي ينشدها، وتتنوع تلك الحقائق بتنوع طبيعة الحرب سواء كانت دينية أم سياسية ، وفي كلتا الحالتين تمتزج حالة الحرب بمعاني الدين والسياسة، فلا محارب دون عقيدة، إذ الحرب دون عقيدة لا معنى لها بنفي ضرورة التضحية، وبما أن عقائد الناس على خلاف فترى من يحارب من أجل دينه أو مذهبه،وآخر يحارب من أجل وطنه وآخر من أجل جماعته وحزبه، فالعقائد تختلف ولكن الفعل واحد. ما يجري في سوريا منذ عام ونصف لا يمكن وصفه إلا بتوصيف.."الحرب الأهلية"..مهما أنكر المُنكرون، فالطرفين ينفيان تحقق هذه الحالة أملاً في إثبات رؤيته حول هذا الواقع وتسويقه، وتلك الرؤية الاختزالية كانت ولا تزال هي أكبر جريمة يرتكبها طرفي الصراع منذ بدء الأزمة، إذ العلاج منتهاه الشفاء ولا علاج دون مرض ولا مرض دون تشخيص، وطالما يتنكر طرفي الصراع لواقعهم فالأوضاع في تصاعد ..ليس المطلوب أن تهزم عدوك على حساب الدين والإنسان، فقبل الانتصار لابد من توثيق الأصول التي قامت عليها الإنسانية وامتدت إلى يومنا هذا ببركة ذلك الإنسان ورفعته بين سائر المخلوقات. تلك الأصول التي تصيغ الحقيقة في قالب واقعي يجتمع عليه الناس، فلا كذب ولا عدوان ولا قتل ولا سرقة ولا رشوة ولا استغلال ولا بيع مقدسات ولا هتك أعراض ولا ولا ولا...إنه واقع سئ معادي للإنسان وكينونته، وما من مكان يتحقق فيه إحدى هذه الأصول إلا ويأتي الصدام، وبذكاء الإنسان وصلاحه يستطيع ردم ما تهدم بأفعاله الحمقاء، ولكن من أين يأتي الذكاء والإنسان فاقدٌ لهويته ، في عصرٍ امتلك فيه الإعلام كل شئ من الدولة إلى السوق إلى الشعب..جميعهم عبيد لهذا السيد الذي تتحكم بخيوطه طبقات النفوذ وتتحرك دُماه بأيدي أصحاب رؤوس الأموال. الحرب الأهلية السورية تتحقق فيها كافة تلك الأصول ومشهودة من طرفي الصراع على حدٍ سواء، فالطرفين يكذبان ويقتلان ويسرقان ويبيعان كل مقدس من الدماء إلى الوطن إلى الدين،في صراع افتقد البشر فيه حدسهم الإنساني واعتلتهم نزعة الانتقام والترصد..في ظل هذه الأجواء يخرج علينا من يزعم سقوط "شهيد"هنا و"شهيد"هناك من طرفه، بينما يزعم سقوط "فطيس" هنا و"فطيس"هناك من خصمه..وهكذا هو الإنسان المتناقض الجشع.. فالموالي شهيد أما الخصم فطيس، وكأننا امتلكنا مفاتح الجنة نهبها لمن يشاء. إن للشهادة في سبيل الله شرائط لا تتحقق في الواقع السوري، أهمها وضوح الحق وسلوكه دون خلل، وأين ذلك الشرط من سوريا ياأحبة، فالحكومة تزعم مؤامرة كونية هدفها إسقاط النظام وحسب ويتغاضون عن سلوكهم السياسي الذي أدى لهذا الوضع الغامض، بينما المعارضة تزعم فساد وتسلط الحكومة وأن النظام يهدف لبقائه فحسب ويتغاضون عن سلوكهم العسكري والأخلاقي الذي أجبرهم على الاستغاثة بالأجنبي ، وفتح حدود الوطن لكل متآمرٍ أحمق لا يعرف إلا لغة الدم ولا يفهم لغة الحقوق السياسية وتداول السلطات..وافتراضنا الزعم ليقيننا الكامل بأن دعوى كل فريق هي دعوى محقة في ذاتها، وأن الحقيقة في ذهنه واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. قد ينال الفاسق الشهادة وقد لا ينالها الصالح وكلٌ حسب عمله الأخير، فلا من حارب من أجل مذهبه ودينه-كهوية-يكون شهيدا، فقد سُئل رسول الله عن الرجل يقاتل حمية وآخر عن شجاعة وآخر رياءا فنفى أن يكون أحدهم لو قُتل شهيدا، بل كان الشهيد هو الذي يقاتل من أجل إعلاء كلمة الله، وما أدراكم ما كلمة الله ياأحبة، إنها الحق إنها العدل إنها الرحمة إنها الإحسان إنها الدين بشموله الحق وفكرته الناصعة البياض، فلا الحكومة ترحم ولا معارضتها ترحم، ولا أيٍ منهم يُحسن ولا أيٍ منهم يعدل،فجميعهم ظالمون يعتقدون في أنفسهم الحق ومندونهم الباطل، ويكفي أن تعارض أحدهم كي تتبدى لك نوازعهم العدوانية، تلك النزعات التي اخترقت جدار الصمت الإنساني إلى فضاء القتل والذبح على الهوية. إن الموت في سبيل الله عند البعض قد يكون في حقيقته موتٌ في سبيل الطاغوت، والقضية أعمق من كونها صراعاً سياسياً أو دينياً، بل هي منظومة فكرية وسياسية تتمدد أذرعها بين كافة خلايا العقل لتصنع بشراً سفهاء لا يحملون في جُعبتهم أكثر من النقائص والبلايا..فكيف بنا في هذا الوضع المُذري في سوريا ونحن ننظر لقتلى الفتنة الكبرى من الجمل لصفين للنهروان وكلٌ منا يرى الدين بمنظوره وحده ويختزل الآخر في صورة العدو الخصيم...إن أي معتدي كان جهاده حق، وأي ظالم كان جهاده حق ولا يستويان، فالمعتدى عليه لا قرار للبقاء لديه إلا الدفاع، أما الظالمون فليسوا سواء، وجهادهم يبدأ بتقييم الذات قبل تقييمه، هكذا ستتبدى لنا سلوكياته فلربما كان ظلمه ردود أفعال على تصرفات البعض السلبية. الحل في الثقافة..فالثقافة هي الحل |