حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مع الفلاحين فى عزبة البارودى - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: مع الفلاحين فى عزبة البارودى (/showthread.php?tid=4942) |
مع الفلاحين فى عزبة البارودى - حسام يوسف - 05-22-2008 كتب طائر البحيرة لم يكن طول السفر هو فقط ما ارهقنى فى رحلتى لعزبة البارودى ولكن الخطا بالعنوان الوارد فى دعوة التضامن حيث ذكر ان عزبة البارودى فى الرحمانية ولكن هى ليست فى الرحمانية بل فى بلده صغيرة قبل الرحمانية وهى بلدة ( الخزان ) هى قبل الرحمانية بحوالى 1 كيلو والعزبة تبعد عن منطقة الخزان بحوالى نصف كبلو . فكان لى الحظ الوافر من الضياع وسط هذه البلاد الريفية و عندما كنت اسال على مكان العزبة تختلف و تتضارب الاراء وفى النهاية وبعد طول سؤال وحيرة وصلت للعزبة عزبة ( البارودى ) وعندما دخلت العزبة وجدت السكون التام يخيم عليها ولا أحد يخرج خارج منزله و المنازل تبدو وكانها خلو من سكانها تنقلت لبعض الوقت دون هدى حتى صادفنى أمرأتين وشاب يبلغ من العمر 17 عاما فتعجبوا لأمرى فأنا لست مألوفا لديهم وشكلى غريب مش من العزبة فتوجهوا نحوى وقالوا ( عايز حاجه ) رديت وقولت ( أنا من جريده البديل وجاى أعمل حديث صحفى مع الناس المتضررين فى هذه العزبة فأنا أعلم بمشكلة الأرض وأريد أن أعرف المزيد عنها حتى اساعد الفلاحين بأى شىء حتى ولو بالكلمة ) فكان الرد منهم سريع ومباشر ( انتا معانا ولا معاهم ) قولتلهم ( أنا مع الفلاحين الغلابة يعنى انا معاكم وعايز اساعدكم وأقف جنبكم ) فكانوا ينظرون إلى نظرات خيفة وقالوا لى ( على فكره انتا لو معاهم الفلاحين حيضربوك وممكن يموتوك ) فقولت لهم ( لا انا معكم ولا اريد إلا مصلحتكم ومش عايز منكم اى حاجه غير شوية معلومات عن حياتكم وعن الناس الى عايزين يغتصبوا ارضكم عشان انشرها فى الجريدة ويساعدوكم الناس ومحدش ياخد ارضكم منكم الى تعبتم فيها وطول عمركم عايشين من خيرها والى حياتكم كلها متوقفه عليها ) فاطمأنوا لى وقرروا ان يساعدونى وقد طلبوا من الشاب ان يرافقنى الى بيت أحد المتضررين وهو ( محمد حسن البص ) أنا : السلام عليكم أمراة : وعليكم السلام عايز ايه ؟ أنا : الحاج محمد البوص موجود . المراءة : عايزه ليه ؟ أنا : أنا عايز اتكلم معاه شوية بخصوص الارض . المرأة : أى ارض ؟ أنا : الارض بتاعتكم الى عايزين يخدوها منكم . فقالت للشاب أذهب به الى البيت الأخر ستجد محمد هناك وكانت نظرات الخوف تلمع فى عين المرأة خوفا من أن اكون تابع للعائلة المغتصبه او متعاون معهم فقد قرأت هذا فى عينها . انا والشاب ذهبنا إلى ذلك البيت الاخر وكان اللقاء مع محمد البص . أنا : السلام عليك يا محمد . انا من جريدة البديل واريد ان اتعرف على المشاكل التى تقع بينكم وبين المغتصبيين لأننى أريد المساعده . محمد : وانتا منين ؟ كان يقولها بنفس النظره التى رأيتها فى عيون والدته ورأيتها فى عيون أهل القرية . انا : أنا عايز انشر الموضوع بتعكم عشان عشان اساعدكم . كم تزرع من هذه الارض ؟ محمد : نصف فدان انا : وكم افراد عائلتك ؟ محمد : نحن ثلاث اخوه وكلنا متزوجون وكل منا يعول اسره ما عدا واحد منا فهو لم يتزوج بعد وكلنا ناكل من هذه الارض النصف فدان وهم يريدون أخذ النصف فدان منا وهذا لن يحدث على جثتى دا أحنا نموت فيها ولا يخدوها مننا . أنا : طيب أحكيلى حكاية الارض بتاعتك يا محمد . وفجأة حضرت أم محمد لتشاركنا الحديث ومن الواضح أن لديها معلومات أكثر بكثير مما عند محمد ابنها . فقالت : أن هذه الأرض هى أرضنا من الجدود وشربت كثير من عرقنا ونحن نزرعها منذ ان ولدنا وكان اباؤنا يزرعونها ثم فجأه ظهر أحد ورثة البارودى وباعها من دون وجه حق لأناس أشداء ( بالطجيه ) من البلاد المحيطه بنا ومن أبرز اسماء هؤلاء ( أحمد محمود عوض ) و ( بدر ابو خيار ) هؤلاء اشتروها من وريث البارودى فحدثت المواجهات بين هؤلاء والفلاحيين فكانت المواجهات أكثر من مره. وهم الان يرفعون قضية فى المحكمة لأخذ الارض منا ولكن لن يأخذوها إلا على أجسادنا . وقد حكمت المحكمة لهم بأخذ الارض ولكن التنفيذ يصعب قليلا نظرا لان الفلاحيين متمسكين بارضهم فهى مصدر رزقهم الوحيد وفى أغلب الاوقات مصدر رزق عائلتين او أكثر فى فدان واحد . ولان محامى الفلاحين يقوم بالتأجيل وهذا المحامى هو ( الاستاذ / شوقى السيد ) ثم ذهبت بعد ذلك لأجد الشاب الذى كان يرشدنى الى بيوت هؤلاء المتضررين فلم أجده بحثت عنه ولم أجده فعدت بعد ذلك إلى التيه مره فوجدت بيتا فناديت على من فيه فاجابتنى سيده سالتها عن المتضررين من الفلاحين فكانت نفس النظره التى رأيتها فى السابق ( يبدوأ أنهم يعانون الكثير من جراء هذا القرار الظالم ويخافون من ياتيهم ليحدثهم عنه وكانهم لا يريدون ان يتذكروه ) فنادت على زوجها فخرج الرجل وسلم على وعرفته بنفسى وعرفنى بنفسة أسمه ( حسن مبروك ) يمتلك نصف فدان وهو يمتلك هذا النصف من الفدان امتلاك شخصى بعدما عانى من ارهاب مورس عليه من قبل هؤلاء المغتصبين فقد قام من حوالى سبع سنوات بشراء قطعة الارض هذه بخمسة وعشرون ألف جنية والان الفدان الواحد يساوى ما يقارب المئة ألف جنية . ولكنه بالرغم من شرائة الارض من هؤلاء المغتصبيين فهم يرفضون أعطائة حيازة ملكية للأرض فمثلة مثل الفلاحين الذين لم يشتروا أرضيهم من المغتصبيين بل أن مصيبته أكبر منهم بكثير لأنه دفع الفلوس ولا يمتلك حيازة للأرض وهو الان يقوم برفع دعوى فى تسمى ( أغتصاب حيازة ) ولكنى لاحظت فى كلام هذا الرجل بعض الجبن الشديد الذى يبينه طريقة كلامة معى فكلما تكلمت معه يقول ( انا دافع الفلوس . انا معايا ملكية للأرض ) . ولكن زوجته كانت صريحة وكانت لديها الجرأة على الكلام فكانت تقول له انتا فى نظرهم لا تملك هذه الارض حتى بعدما قمنا بدفع الفلوس لانك لا تملك حيازة وبعدين حلينى يا حمار على ما يحكمولك بأخذ الحيازة ومن الممكن ان يحكموا للمغتصبين . فحكى الرجل لى انها يعول ثلاثة اطفال ولا يملك غير هذه الارض ولكن يبدوا ان هذا الرجل سعيد الحظ أكثر من باقى الفلاحيين فهوا يمتلك أرض له فى الاصلاح الزراعى وهذا ما قله لى بعدما اطمئن لى . وبعد طول كلام كان أغلبة من نوعية الكلام الثورى الفطرى انه لا يمكنهم أخذ الارض منا وأننا سنقوم بصدهم كما حدث من اسابيع انه فى يوم اذاعوا فى البلده انهم سياخذون الارض فخرج اهل البلده باولادهم ونسائهم وشبابهم رجالهم ليتصدوا لتلك العصبه ومن يعاونها وكان يوم مشهود فى البلده . فسألته عن من هو ابرز المقاومين فى البلده فاجابنى بانه ( سعيد عبد الحميد الدسوقى ) وهو اشدهم تمسكا بارضة وهو احرص من يذهب مع المحامى فى كل مره للمحكمة وهو المهتم أهتمام جدى ليس بأرضة فقط وانما ايضا بأرض اخوانه من الفلاحيين . فطلبت ان يدلنى على بيته وهناك خرجت لى أمراته حيث لم يكن موجودا بالبيت وكلمتنى كثيرا وكان كلامها مشابها لكلام من قبلها وقالت لى ان حالتهم المادة سيئة للغاية وهم يريدون أخذ ارضنا منا ولكن لن يحدث هذا أبدا فأحسست من كلامها فعلا بمرارة العيش فى ظل هذه الظروف وحكت لى هذه المراة أن لها ابنتان كانتا تدرسان فى المدرسة ولما رأتا ضيق العيش الذى يعيشونه قررتا ترك المدرسة ولتعملا حتى تقوما بمساعدة الاسرة , كانت هذه المرأة تكلمنى وكانها تتلهف لمن ينقذهم فاحسست حينها انها فعلا هى وزوجها من يحملان الهم الكبير فى هذه القرية فكنت بالنسبة لها كالماء فى الصحراء القاحلة بعد طول ظمأ فكانت تتلهف على الكلام معى وتريد ان تخبرنى بكل شىء ولكن للأسف قالت لى ( أنا لا اعلم الكثير ولكن زوجى يعلم الكثير ) وقررت معى موعدا حتى اقابل زوجها واتكلم معه وكانت تؤكد على الموعد فحددت معها الموعد ثم بعد ذلك فارقتها وانا أحس بوجع فى قلبى فى أكثر القصص التى رأيتها تاثيرا فى هذه البلدة وهم يملكون فدان واحد يعيش من هذا الفدان اربعة عشر فرد ولا يملكون غيرة ولكنى رأيت روح ثورية غريبه وقوية فى هذه المرأة ( فعلا الظروف هى من تصنع ثائرا ) فكانت تكلمنى بقوة وتقول لى نحن نزرع هذه الارض ونأكل منها وسوف نموت فيها لان ابائنا واجدادنا ماتوا فيها وهم يزرعونها . ثم بعد ذلك انتابنى التعب الشديد فقررت ان أذهب ولسوف اعود فى الموعد التى حددناه انا وهذه المرأة لألتقى مع زوجها وبعض المتضررين . فانتظروا المزيد من أخبار هذه البلده |