نادي الفكر العربي
خلاف بين طائفتين في المنصورة وذلك في صحة وجود عذاب القبر - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: خلاف بين طائفتين في المنصورة وذلك في صحة وجود عذاب القبر (/showthread.php?tid=49529)



خلاف بين طائفتين في المنصورة وذلك في صحة وجود عذاب القبر - فارس اللواء - 11-08-2012

هذا ما دونه الشيخ محمد رشيد رضا في كتابه العظيم"الفتاوى"

حيث حكى جواباً مقتضباً عن صحة وجود مثل هذا العذاب في الدين فكان السؤال والجواب كالآتي:

السؤال: مِن الشيخ حسن أبو أحمد مأذون الشرع بنقيطه ( المنصورة ) .
في مطرية المنزلة خلاف بين طائفتين في عذاب القبر هل هو ثابت بصريح القرآن والسنة الصحيحة أم لا ؟ أرجو التكرم بإيفاء هذا الموضوع حقَّه من غير إحالة على أعداد مضت لأني وعدتهم بذلك وعرفتهم بقولك الفصل ولكم الفضل .

الجواب: قد سبق لنا بيان هذه المسألة في المنار ، ونقول الآن : إنها لم يصرح بها في القرآن ، ولكن ورد فيها أحاديث صحيحة مشهورة وليراجع ما كتبناه من قبل ( ص 946 م 5 ) و ( ص 256 م 8 ) .

قلت:في زمن الشيخ رشيد رضا -رحمه الله-كان الخلاف في مثل هذه الأمور شيئاً عاديا، حيث وبرواية مأذون المنصورة الشيخ حسن أبو أحمد يتبين لنا أن قضايا الاجتهاد في هذا الوقت كانت في مجال المسموح، وأن الإرهاب الفكري الذي يُواجه كل داعية وباحث في هذه المسائل الآن.. هو إرهاب ذميم ومصطنع وليس من الإسلام في شئ..

ويكفي أن الشيخ رحمه الله في تقريره السابق في مجلة المنار-المُشار إليه أورد رأياً وجيها حيث قال.."فأنت ترى أن الباحثين بعقولهم فيما ورد من أحاديث عذاب القبر في خلاف لا يكاد يسلِّم واحد منهم للآخر ، ونحمد الله تعالى أنهم لم يجعلوا هذه المسألة من أصول العقائد التي يكفر منكرها"..وهذا تقرير من الشيخ أن مسألة عذاب القبر ليست من أصول العقائد وبالتالي فهي ليست من أصول الدين ، حتى مع إيمانه بما وُرد في الأثر عنه إلا أنه يُقر بأن المسألة لا تدخل في قضايا الإيمان والكُفر، بل كان الخلاف على عهده موجِباً للبحث والتحري.

الآن اختلف عصرنا عن عصر الشيخ -رحمه الله-وأصبح البحث في كُتب التراث من أسهل ما يكون، ويمكن القول أن اندماج عقيدة"عذاب القبر"مع عقيدة"المسيخ الدجال" كافٍ لبُطلانها، وأن قرينة عدم وجودها في القرآن يكفي لإثبات خُرافيتها وبُعدها عن المنطق الصحيح للإسلام.