لا يزال المجتمع الدولي اللإنساني مستمرا" بتقديم مبادراته لإيجاد حل سياسي للوضع في سوريا بما يحفظ كرامة الجاني ويهمل حقوق الشعب المجني عليه ..
واليوم يعود الأخضر الإبراهيمي مجددا" وبعد صمت طويل قتل خلاله الآلاف من السوريين ،ومنيت عصابات الأسد بالكثير من الهزائم والإنتكاسات على يد أبطال الجيش الحر، وتحررت الكثير من المناطق عن سيطرة النظام المجرم الفاسد ..
ويهدف الإبراهيمي من تحركه الجديد كما هو واضح إعادة إحياء مبادرته الميتة من جهة وإنقاذ الطاغية بشار وعصابته من المصير الذي ينتضرهم من جهة أخرى ، فحسب التسريبات الصادرة عن صحيفة الفيغارو الفرنسية فإن الإبراهيمي يحمل في جعبته مبادرة تنص على عدم ترشح بشار الأسد في الإانتخابات القادمه وبقائه في السلطه حتى عام2014، وتشكيل حكومه إنتقالية وحل مجلس الشعب ووقف العمل بالدستور الحالي ........
أي أن مبادرته لاتتضمن في بندها الأول تنحي المجرم بشار الأسد وخروجه . ومن النقاش لبنود المبادرة المسربة مع الأحرار والثوار في سوريا من المدنيين السلميين أو المقاتلين نجد إجماعا"على الرفض القاطع لها وتأكيدا"على أنها مرفوضه ولاتصلح لمناقشة مابعدها من نقاط ،و لايمكن قبول مبدأ العفو التام والشامل بحجة السلم الاهلي والمصالحه ، بل العكس هو الصحيح لايمكن الحديث عن سلم وأمن واستقرار
إلا بخضوع الجميع لمحاكمة عادله ،وبالتالي مساءلة كل من تلوث يديه بدماء السوريين ، وعليه لايمكن القبول بحصانه تشمل القتله لأن في ذلك تأجيج لمشاعر الشعب السوري وإستهتار بتضحياته وسببا" في عدم حصول إستقرار بالبلد ..
وإن تشكيل الحكومه الإنتقاليه مطلب وضروره ،لكن ترتيبها يجب أن يأتي في البند ثالثا بعد تنحي الطاغية بشار الاسد وخروجه وبعد ضمان محاكمة مصاصي الدماء .
إن مبادرة الإبراهيمي ودعم الروس والأمريكان لها هو بمثابة دعم مباشر وكامل لبشار الأسد ،لاسيما وأنها تأتي بعد إنتصارات عدة وتقدم ملحوظ للثوار على الأرض ، ولايمكن إعتبارها حفظا للأمن في سوريا أو تجنيب البلد الفوضى وإلا لكان توقيتها في الشهور الثلاثه الأولى من الثورة . .
إن الشيء الوحيد الذي يجمع عليه أحرار سوريا وثوارها هو رفض أي مبادرة لاتتضمن في بندها الأول خروج بشار من البلد ،وضمان محاكمات عادله لكل متورط بدماء الشعب السوري..وإلا فإن أبطال ألوية وكتائب الجيش الحر ليس عندهم وقت ليضيعوه في سماع هكذا ترهات ،فهم مشغولون بالوصول إلى وكر الطاغية ،وإنهاء آلام وعذابات الشعب السوري ، وهم الأن على الأبواب، .

‬