مع إطلالة العام الجديد يرسل الطاغية الاسدي أطنان المتفجرات ومئات الصواريخ لقتل الأبرياء والأطفال..ويستمر القصف والدمار من آلته الهمجية وتتدفق معها شلالات الدماء لتسيل وتوحد مابين الخبز والدم ..
المجازر لا تتوقف والصمت العالمي والعربي والإسلامي الرهيب والتخاذل والخزي والعار قد أصبحوا من شيم من فقد الضمير والاحساس بالكرامة الإنسانية ليجردهم ذلك من كل الأخلاق .. أولئك المتفرجون.
فها هي اليوم مدينة معضمية الشام الجريحة الصامدة تصبح على مجزرتين متواليتين ،ليري العالم قباحة هذه العصابة الصهيوأسدية وإجرامها الفظيع ،التي لم تتوانى عن إستهداف الأفران والأحياء السكنية ومنازل المواطنيين متعمدة بالصواريخ والقذائف والقنابل العنقودية التي ترمي بها طائرات الميغ والسوخوي ومدفعياته غير آبهة بمن سوف يكون ضحية.
ففي تمام الساعة التاسعة صباحاً إشتد القصف من مقر الفرقة الرابعة في جبال المعضمية على المدينة ،وتم إمطارها بمئات القذائف الصاروخية التي ترسلها راجمات الصواريخ ،وتدكُ من خلالها المنازل والأحياء السكنية .
وفي تمام التاسعة والنصف بدأت الطائرات الحربية تحوم في سماء المدينة لتشارك في القصف على المدينة ..حيث تم إستهداف الأفران والمنازل وقد سوي العديد من المنازل المستهدفة بطائرات الميغ بالأرض..
وفي تمام الساعة العاشرة أكدت عصابات الأسد إجرامها بإرتكابها للمجزرة الأولى باستهداف أحد أفران المدينة وطوابير الناس المدنيين الباحثة عن أرغفة الخبز .. فكان من ضحاياها عائلة كاملة أم وأب وأبنائهما التسعة جميعا ..حيث تتكون العائلة من أحد عشرشخصاً ثمانية فتيات وصبي وحيد والآب والأم وذلك بعد إستهداف منزلهم ، والذي سوي بالأرض تماماً بعدأن ألقت طائرات الميغ حمولة الحقد والإجرام على هذا المنزل المتواضع والفرن المجاور له ولم ينجو أحد ممن كان في المنزل..
وقدهرع الأهالي للملمة جراحهم وإنتشال الأطفال والنساء والرجال من تحت الإنقاض..وما إن فرغ الأهالي من إنتشال أشلاء المجزرة الآولى وسحبهم من تحت الأنقاض حتى أغارت عليهم مجددا"عصابات الأسد وقامت بقصف الموقع نفسه من مقر الفرقة الرابعة ومطار المزة العسكري لترتكب هذه العصابة المجزرة الثانية حيث كانت الساعة وقتها قد شارفت على الواحدة ظهراً ،لتتناثر الأشلاء والدماء من جديد في كل مكان،وقد راح ضحية المجزرة الثانية حتى الأن أكثر من تسعة عشر شهيداً وقد كان جميع الشهداء يقومون برفع الإنقاضفيما سقط أكثر من خمسين جريحاً معظم حالاتهم خطيرة والعديد منهم هم مشروع شهيد.
مجزرتين جديدتين في معضمية الشام يندى لهما جبين البشرية وفي يوم واحد ..يضاف إليهما وكالعادة مجزرتين أخريتين في دير العصافير والمليحة بريف دمشق والأخيرة كانت الأكثر دموية وبشاعة هذا اليوم ...ورغم أن جميع أهل الشام وضواحيها، بل أغلب أهل سوريا قدعلموا وعرفوا بهذه المجازر كما عرفوا بغيرها من المجازر الأخرى في الحولة ودير بعلبة وإعزاز والقبير وداريا وحمص ودرعا وحلب وإدلب وغيرها وغيرها ..فإنه وكالعادة لم نسمع أونرى خبرا" عن هذه المجازر الجديدة في وسائل إعلام نظام الطاغية وكأنها حصلت في دولة أخرى أو خارج حدود الأرض !! في الوقت الذي مازال يكرر علينا اسطوانة رواياته عن العمليات النوعية لجيشه المغوار ،وبطولات بواسل عصاباته في دك أوكار الأرهابيين والقاعدة وغيرها من العصابات الكونية ..والحقيقة ان هذه الأوكار ليست سوى أفران الخبز أو مشافي أومنازل وبيوت للناس المساكين .
ومع ذلك ما زال البعض مصرا"وبكل وقاحة على إنكار الحقيقة والتمسك بدعم الطاغية ونظامه الطائفي الدموي المقيت فهل أصابهم الصمم والعمى أم أنهم تحولوا إلى عديمي الضمير.