ليست هذه المرة الأولى التي تقصف فيها الطائرات الإسرائيلية مواقع في سورية ، لكنها الأولى التي يتعاطى الأسد مع الموضوع بهذا الشكل، ففي المرات السابقة كان يقدّم تفسيرات من الممكن تصديقها في ظل إحاطة النظام لقدراته العسكرية بالغموض ,وأن لديه قدراتٌ فائقة القوة يدخرها للوقت المناسب والحاسم ضد إسرائيل ،وبالتالي فالسكوت على “تحرشات واستفزازات” إسرائيل وتفويت ” الفرصة ” عليها في سبر أغوار القدرات العسكرية الهائلة للجيش السوري ، تعتبر من الأمور المقبولة والقابلة للتصديق ،وكان الكثيرون من السوريين يصدقون بعض هذا الهراء .
لكن من السخرية أن يصدق الكثير أن الطيران الإسرائيلي حلق على إرتفاعٍ منخفض فوق رأس الطاغية بشار في قصره باللاذقية ،من أجل أن يسبر دفاعات صواريخه الروسية وتعديلاتها في “زقاق الجن أو الراموسة” ،وفشلت في كشف الشيفرة بعد أن كادت تهلك الأسد لو تصرف الطيارون الصهاينة من زاجهم ..وأن بسام العدل أخذ الطائرة الخطأ لإسرائيل من قبيل “الكمين الاستخباراتي” وكشف كيفية عمل عملاء الموساد من طبقة بسام العدل ..أما عن المفاعل في دير الزور فقد قيل أن نظائر مشعة نثرت في مدجنة لإداراة المشاريع الإنتاجية كي تبدو من الجو كمفاعل ونتعرف على خطط إسرائيل والذخائر المتطورة المستعملة في ضرب المكان كي نتحاشاها في المفاعل “الحقيقي” الذي يجري تجريب نسخة منه في إيران ليركب في سوريا على المضمون ,أيضا الإستطلاع السوري كان على علم بنوع الطائرة واسم الطيار ووجهته من أول "دقة مرش "في الطائرات وهي على الأرض! ..هذه ليست نكاتا" بل حقيقة كان يؤمن بها كثيرون قبل الثورة ..ومازال البعض حتى الأن يؤمن بها وبعمليات أخرى من أمثال عملية المقلوبة ومخلب النسر والقبض على الغراب الأسود..والمنّزلة..وغيرها ..
أما الآن فأبواق الأسد وأزلامه يطبّلون ويزمّرون بأن إسرائيل “استوطت حيط ” الأسد بسبب إنشغاله بالمؤامرة الكونية ..الصهيونية الأمريكية الأعرابية الخليجية…..بعد أن بات يحقق “اختراقات “على الأرض .
إن التفكير البسيط لدى أي سوري يقوده لأن إسرائيل بعد أن فشلت في الدعم الخلفي للأسد من خلال زعمها با”البهجة” لسقوطه …وبعبعتها وجعجعتها مع أوباما حول “مطربانات” صلصة الخردل غير المخزنة جيدا و الخوف من وصولها لغيره ..إلى عمود السحاب على غزة..الآن صار من الضرورة شن “عدوان مباشر” عليه في سعي للتشويش على الثورة وخلط الأوراق المحروقة .
إن إسرائيل عدوٌ" تاريخي" لسوريا ،ولها العديد من الإنتهاكات بحق السيادة السورية منذ احتلال هضبة الجولان ..وهي خصم لسورية كدولة وكحضارة وثقافة وهذه حقائق تاريخية يؤمن بها كل السوريين ولن يتخلوا عنها، وقد إستغلها النظام المجرم الفاسد طيلة العقود الماضية لخداع الشعب السوري والتغطية على فساده وجرائمه بحق هذا الشعب .
فهل قررت إسرائيل التدخل بنفسها من أجل مد عمر الأسد ؟ ؟!!
إن سرائيل على غير عادتها في عرض الفيديوهات لغاراتها وعقد المؤتمرات الصحفية لجنرالاتها تكتمت حول الموضوع ، ولم تبين نوعية الأهداف المقصوفة ..هل هي صواريخ سكود مرسلة إلى حزب الله …أم حاويات غاز الخردل ؟ !..ولكننا نعلم أن الطائرات الإسرائيلية قد أصابت سبع "تريللات "كانت موجودة في الموقع العائد للبحوث العلمية في جمرايا .. فلم هذا التكتم ؟؟!
وهل ستتكرر الغارات ؟حتى تصبح أجواء سورية ملعبا" لطائرات الأسد وإسرائيل جنبا إلى جنب "فلربما نجحت في فك الحصار عن مطار دمشق وإستعادة المعابر والطرق البرية ..فالطائرات الإسرائيلية تقصف سورية ، والنظام الممانع لن يسكت بالتأكيد وسيرد حتما"بعد تحسن الظروف الجوية وسيدك بالبراميل المتفجرة والصواريخ حلب وإعزاز والباب وحمص والرستن وداريا والمعظمية ودير الزور وغيرها من المدن السورية ..وسيلقن السوريين درسا" قاسيا"على تطاولهم على إلهه بشار ..فانتظر أيها الشعب السوري الرد ..