حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
كم منا يبحث عن الحب في نفسه؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: كم منا يبحث عن الحب في نفسه؟ (/showthread.php?tid=49944) |
كم منا يبحث عن الحب في نفسه؟ - فارس اللواء - 02-07-2013 إن شعورنا بالحب يكون في ثلاثة اتجاهات بالترتيب، الأول تجاه الأسرة والثاني تجاه الأصدقاء والثالث هو الحُب الغريزي الذي يبحث عن شريك الحياة…هذه الأطوار وبهذا الترتيب هي علامة أن الحُبّ حالة لا إرادية ناتجة عن تطور عقلي وجسدي ومُجتمعي ، وأن طُرق تعاطينا مع الحُب تتعلق بقدرتنا على محاكاة رؤية واحدة تجمع هذه الأشياء جميعا، ومن يفشل في التعاطي مع أحدها فسيفشل مع الباقي. أي أن من يفشل في حب عائلته وأهله سيفشل في حب أصدقائه أو شريك حياته أو العكس، فشعور الحب لا يتجزأ كونه يدخل في إطار واحد ذات رؤية واحدة للعالم، ومن يحرص على الحب والتواصل وصفاء قلبه من الخلافات هو من ينجح في صناعة هذه الرؤية وتمكنه من صياغة عقلية أكثر تطوراً في التعامل وفهم الناس…ومن يبحث عن الكراهية فسيفشل في الحب المتعلق بأضيق الدوائر لديه وهي الأسرة. لذلك أنا لا أؤمن بصدق فلان من الناس حين يتحدث عن الحب بينما أرى سلوكه ينزع نحو العِصبية أو التشدد أو المذهبية أو أي شكل من أشكال العنف اللفظي والبدني، فهو يلجأ لذلك كنوع من التواصل لإقناع الآخر برؤيته الهدّامة أو لتبرير طِباعه المُنكرة وكأن لديه شُحنة نفسية لن تُزال إلا بالحديث عن الحُبّ، وفي تلك الحالة فهو يبحث عن من يسمع له أكثر من بحثه عن من يقتنع به فالأمور لديه مختلطة لتساهله في الصغائر قبل الكبائر. إن من يبحث عن الحب في نفسه ليس بحاجة للتواصل مع أحد لإقناعه بما يشعر، بل هو يكتفي بشعوره داخله ويستمتع به لأقصى درجة، فهو إنسان يثق في كل الناس ويأمن لجميعهم، وحكمته يُسخرها في خدمة الآخرين وبناء ما تهدم بأفعال الحمقى والمغفلين، قد يظنه البعض ضعيفاً ولكن حين تقترب منه ستراه إنساناً في منتهى الترابط العصبي والخٌلقي.. يعمل على تقدير الناس وإنزالهم منازلهم أكثر من عمله على انتقاصهم وإخضاعهم لرؤيته مهما كان يعتقد بصحتها ..فهو يؤمن في قرارة نفسه أن الله لم يخلق الكون لأجله هو، بل كانت سعة الكون تضع معارفه وأخلاقه كوضع حبة التراب في صحراء شاسعة لا زرع فيها ولا ماء. |