حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
حكاية خبل - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: حكاية خبل (/showthread.php?tid=4997)



حكاية خبل - مرعي عوض - 05-18-2008






حكاية خـَـبـَـلْ


أنا لم أدعي لنفسي احتكار الحقيقة أو احتكار تفسيرها.ولكني اتخذت مواقف وأبديت أراء تقبل الصواب و قد ترْجح للخطأ،.إننا نستطيع أن نطبق ما نرتضيه من القواعد على أنفسنا، ولكننا لا نستطيع أن نفرضه على الآخرين.
......

شد صاحبه وقفزا بعيدا عن حلقة الصخب الممل، جلس متكئا على صخرته المحببة، حيث يغسل لسان الأمواج الناعمة قدماه المتعبة ، تأوه متنفسا الهم العام والتوتر، سكب على جراحه دندنة تخفي ألمه ..ها ها هاتها.... جرعة تبعث الجنون.
.....
قد مللت الحديث الذي يبدو مجترا والذي يعود بي لثقافتنا المشوهة مهما حاولت ابعاده عنها هربا من السأم، فكل مصائبنا ناتجة عن عيوبنا التي توارثناها في تراثنا، لم يعد يجدي الحديث عن تشخيص مشاكلنا ، لقد اكتفيت منذ مدة ليست بالقصيرة، بأن تشوه معتقداتنا وعاداتنا جامَعَ جيناتنا وفرخ فيها، ذلك هو سبب كل مصائبنا السياسية والاجتماعية و حتى الأدبية والفنية. ثقافتنا المشوهة، مللت الحديث عنها، غير إنها تنغزُني في جنبي الأيسر و لم ترحم الجنب الأيمن أيضا.

لأنها مشوهة فهي صفيقة، لا تستحي من التراقص أمامي في كل مكان و كل ساعة من كل يوم. عندما أتمهل أجدها بجواري تسير كالسلحفاة و مقززة كالقواقع، وعندما أسرع أجدها بجواري تتقافز كالكنجارو والضفدعة، و عندما أحاول النوم هربا من ازعاجها و أضع فوق رأسي عدة مخدات لكي لا اسمع حفيف الحية الذي تنفثه، تدخل بين جفوني كالكحل الأسود تماما بتمام.
ثم ... انتبه هل أنت تحرضني للعودة، للحديث عنها؟؟
- بل البقاء فيها.
- لست فيها لقد تبرأت منها . عنها ، نعم ، أما فيها فالله يعلم أني بريء منها براءة الذئب من دم يوسف.
- لقد جمعت حولك حديقة حيوانات من السلحفاة إلى الكانجارو و الذئب، و لم تقل شيئا عن ماهية جذور ذلك التشوه ؟؟

- أترى أنها تتقافز أمامنا ولا تريد تركنا نهناء بما نتجرعه من ألم؟ لقد تركناها هناك علـَّها تتلهى بهم أو يلتهون بها. لكن سؤالك محرِض جيد لأخبرك بقصة تشوهنا. فامنحني المزيد مما يبعث الجنون. لكي أنسى أني مجنون يجـتـر سر الخبل.
...
- لا تجعل الشراب يدفعك للخبل.

- بل اعترف بأن بي بعض الخبل، و إن تبرأت منه ،أليست ابن تلك الثقافة ذاتها ؟ عليك أن تأخذ كلامي على أنه ممزوج ببعض الخبل ومـُصاب بإجهاد البراغيث، وإلا فإنك لن تفهمني.

- أتمنى التعقل والتركيز في حديثك، لقد استرسلت تتحدث عن التشوه ولم تحدد جذوره !!

إذا... استلم، قبل أن أجن تماما:

لقد جعلنا حصاناٌ من الخيل يمتطي ناقة من الإبل فأنجبا مخلوق اسمه الخبل. ورَّثـَاه جينات الإبل والخيل.

هل رأيت صهيلا ممزوجا بنعير؟؟؟ إنها سيمفونية شاذة و مفارقة قبيحة،أنجبا على أثرها مولودا خـَبـِلْ. رقبة جمل منحنية يعلوها رأس حصان عربي أصيل ، ظهر جمل بدون سنام على الإطلاق يكسوه فرو، هو مرتع جيد لجميع أنواع البراغيث، وأربعة أرجل تنتهي بحافر به حــُدوة لامعة، تمنع الحسد جيدا. هل فهمت ؟

- لم يعد كلامك مفهوما، لماذا لا تتكلم بوضوح ؟

- دعني أوضح، ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها و زينة، ويخلق مالا تعلمون ) أمر الله واضح ، أي عندما يخلق لكم ما لا تعلمون فهذا يعني أن لا تتمسكوا بالحمير و حدها، لأنها ستسير بكم بسرعة الحمير بالضبط ولن تستطيعوا أن تسابقوا معاصريكم، أن نلقح ناقة من حصان، كمن يريد أن يحتفظ بالأعراف المنقرضة في عصر القرية الكونية. عندئذ تحدث المفارقة القبيحة، و تكون النتيجة مخلوق مشوه ، لقد امتطينا ذلك الخبل في عصر التقنية، لكي يصل بنا إلى مكان ما، فلم يستطع الهرولة كالجمل ولا الجري كالحصان، بل أخذ يراوح مكانه محلك سر، تـُجْهدنا براغيثه، أما السابقون من أهلنا فقد جروه خلفهم ، امتطاهم بدلا من أن يركبوه أو يتخذوه زينة. وعندما خلق لنا الله ما وعدهم به و لم يكن عندئذ معلوما لديهم ، وجاءت المرسيدس والبورش وغيرهما، ربكناهما محمـَّلين بالبراغيث الملتصقة بجثثنا، فلم نتمكن من قيادتها لأي مكان، إن المرء يمكن أن يدق رأسه في الجدار ليلة كاملة دون أن يعرف لماذا لا ننفض عنا كل الحشرات القميئة، لنسير مع العصر ولا نتقهقر خلفه !! إنه لأمر مؤلم أن تجلس وحدك و تترك رأسك يذرع بك كل العوالم والمسافات بحثا عن إجابة ما، وأمر سخيف أن تشعر بأنك ضئيل عقيم كناموسة عاقر،عندما تدرك أن الإجابة كانت تشخص إليك في استهزاء لكنك لم تراها لتعوُّد عيناك على وجودها.!!!!
....
التاريخ يخرق العينين:

خبلٌ أن يستخدم العنف في إدارة الخلاف السياسي بغطاء ديني مزيف منذ المرحلة الراشدية ، ذلك الخلاف الذي استخدم في تفسير النص الديني ليناسب المطامع السياسية ، الدنيوية ، نـُسب للدين و تسلح بتفسيرات تناسب هوى السياسة.
....
جاء معاوية ، أكثر خـَبلا، و قلب أمر الله رأسا على عقب ،حوَّرَ معنى وهدف خلافة الإنسان لله في الأرض بأن يخلف الله في ملكه ، و يضع الإنسان المسلم في خدمة عائلة بني سفيان، ثم يورَِث ملك الله لأبنائه باسم المصحف والرمح، فزرع بذلك خميرة شيطانية تتسبب في إثارة النزاعات التي استمرت من زمن الرؤوس اليانعة والتي حان قطافها من فوق المنبر ثم تهشيم بيت الله بالمنجنيق، إلى زمن الخميني و ما يـُدعى بحزب الله، والله بريء من كل ذلك السخف المنتسب زورا إلى الدوحة الشريفة.
.....
ثم عهد الدولة العباسية الذي انتهى بحلقة رعب مغولية على أيدي هولاكو ، الذي سحل الخليفة و مرغ بجثته المعتصمة بالله التراب الممزوج بروث الخيل. ومرغ هيبة سكان تلك المنطقة باحتلاله الشام من حلب حتى غزة، ولولا جند هم خير أجناد الأرض أذاقوهم أكبر هزيمة عرفوها في عين جالوت لانقلبت مسيرة التاريخ بوصول المغول إلى نهر النيل و بلاد الزنج. ...لن استرسل وإلا انقلب حديثنا إلى سرد ممل، من أجل برهنة ما يخرق العينين و لا يحتاج إلى برهان، أن استخدام الدين في الدهاء السياسي إنما هو خبل يؤدي إلى الكوارث الخارقة.
....
فإلي أين قاد ذلك الزيف السياسي، ثقافتنا المجتمعية وعادتنا المنبثقة عنها ؟؟؟

الخـَبََل يخرق العينين:

الشعور بالضالة قاد إلى الهروب من المنطق إلى استخدام الشعارات و الإثارة الشعرية في نقاش المشاكل: فأنت ما دمت لا تعرف أنك على خطأ، و ما دمت لا تعرف كيف تثبت أنك على صواب، فإن أفضل وسيلة لاسكات خصمك إلى الأبد هي أن تتهمه بأنه عميل للاستعمار والصهيونية معا، ليتقاضى مرتبين دسمين بالعملة الصعبة، ثم تدلق على رأسه كومة من المفردات الفصيحة عامرة بالسجع مثل ( الأخلاق الحميدة و والشهامة النبيلة والأصول الكريمة) حتى يحتضر من الملل. إن المرء لا يعتمد على الأشعار في إظهار فوائد " التقاليد الأصيلة والأصول الكريمة " لأنه شاعر بالسليقة ، بل لأنه لا يملك حجة منطقية واحدة تستطيع أن تقف إلى جانبه في اثبات أنه على صواب، إلا شيطان الشعر.
سبق ان قلت : ( إن المرء يستطيع أن يكتشف حقيقة اللعبة في سجع تلك الكلمات ذاتها، على أنها دليل هروب من ضرام الاحساس بالقهر والتخلف و الضآلة و العقم معا، إلى وهم تحقيق الرضا النفسي بالارتماء في حضن تنميق المفردات الواهمة. وهو ما جعلنا أمة ما بين البحرين و مراكش، تكاد تموت مضغة في كتاب التاريخ . وتعيش مكتفية بظاهرة الإعلان الشعري )
....
3- والمرء لا يبنى مجتمعه على أساس التفاخر بالأصل والجذر القبلي، والسرج المطعم ، و ما اقتناه من ذهب والحج سبع مرات متتالية ، لأنه وجد ذلك في كتابه السماوي ، بل لأنه لم يستوعب في ذلك الكتاب المقدس ( لا تمش في الأرض مرحا، إن الله لا يحب كل مختال فخور ) و بأن جوهر الإنسان هو ما يجب أن يتخذ مقياسا بين البشر، إذا ، لابد له من أن يلجأ إلى الخارج ، و يعتني بشوارب تتراقص عليها بعض الصقور . لإثبات أنه الأفضل. أو ذقن كثيفة تثبت أنه خير البشر.
...
تحوير مقولات الخالق لسوق البسطاء إلى الجهل المرخص، فيمكن التحكم فيهم بإقناعهم بأن هناك وسطاء على الأرض بينهم وبين خالقهم يمكن أن يلجئوا إليهم لحل مشاكلهم ، و يمكن أن يتوسطوا لهم عند الرب ذاته، فالمرء لا يبني ضريحا أبيض لرجل ميت ويعلق فوقه الراية و يحرق عند رأسه البخور و الشموع لأن قلبه عامر بالإيمان ، بل لأنه لا يستطيع أن يتصور أن الله أقرب إليه من رجل مقبور !!
....
والمرء لا يهرب من مواجهة واقعه باغراق نفسه في الشعارات و قصائد التفاخر لأنه يعتقد فعلا بأنه " خير أمة أخرجت للناس" بل لأنه يعرف في داخله أن واقعه قبيح إلى حد لا يطاق، فليكن الشعر هو قاعدة النقاش ، وليس المنطق، الحديث والمتجدد ،المستورد من بلاد الكفرة!!. الشعر يحتاج إلى بعض الفصاحة فقط، وليس إلى العمل الفكري المرهق الذي يقع على بعد كاف من سطح الألفاظ المجردة.
....
سبق أن قلت : كلمة الفكر المستورد تعني في الواقع أن أحدًا ما في هذا العالم المترامي الأطراف يعبِّئ أفكاره في علب الورق المقوى، ويكتب عليها طريقة الاستعمال، ثم يرسلها إلينا – مثل أقراص الأسپرين – لكي يبتلعها المواطنُ عندما يحس بوجع الرأس. وأنا أعتقد أن هذه الخرافة لا تبدو غير معقولة فحسب، بل إنها أيضًا تبدو بذيئة إلى حدٍّ كاف......و قال: وربما دعا الخوف من البقاء عرضة للعراء أمام ما يأتينا من الخارج وخاصة على مستوى القيم هو ما يدفع الكثيرين إلى التشبث بالماضي وقيمه….د يوسف بن الغياثية
....
فالعلم يقول أنه لم توجد ثقافة لم تتأثر بغيرها ، الفكر الإنساني ملك لكل البشر، فليس ثمة شعب في العالم لم يملأ مخازنه من الأفكار المستوردة، ولكن فـُصحائنا يلقحون الناقة الجرباء من حصان عربي أصيل ، عندما يرغبون دائما في لعب دور السمسار الذي يسخر لسانه لكي يقنعك رغم أنفك، بأن بضاعته وحدها هي التي تستطيع أن تحملك إلى الجنة مغمورا برضا الله و فقي الحارة.
.....
نحن نعاني من سيطرة سلاح السجع على فكرنا وعدونا يتمتع بالسلاح النووي، وعندما ينبري متأملون متألمون
بالمطالبة بتجديد الفكر المتكلس ، لكي نتوحد ، ونتمتع بأحدث الأسلحة و نتكتل أمام المعوقات الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية ، لا تبخل مفرداتنا بإمدادنا بالمصطلحات الحديثة لكي ندعوهم بالقومجيين بدلا من القوميين ، وبالعربان بدلا من العرب ،نحن نستطيع أن نجعل الخبل يتكاثر بالخبل و من الخبل فينتج ما هو أكثر خبلا.
......
هل أحبطتك و دفعتك لليأس؟؟ لا يجب أن تخرج بهذه النتيجة من خبلي ، فإنما أردت أن أنير بعض العيوب، ولم أذكر أي ميزات
فالتاريخ يخرق العينين بما يشحذ الهمم ويشيع الأمل، في فترات كان فيها الرجال العظماء لا يستغلون الدين لمصالح السياسة
ولكن ذلك حديث قادم
.....
ها ..ها ..ها..هاتها جرعة تبعث الانفجار
...

أريد أن أقول : إن لدينا تل متهرئ من الفهم الخاطئ و العادات السخيفة والأعراف المعرقلة والتقاليد المعوقة غيبت الوعي، ولا بد لنا من إلقائه في المحرقة ، واستحداث ما يناسب عصر التقنية من بدائل لا بد أن تسود بالاقناع ، خالية من الجهل و السخف والعرقلة والإعاقة.
....
.