منذ أن ولدتني أمي و حتى يومي هذا ما عرفت في بلدي سوريا غير أنها بلاد الألم والشقاء ......فكل ما فيها ألم وذل ........ إن كنت مهذباً في سوريا فأنت تعيش في البيئة الخطأ......يجب عليك أن تتكلم بالبذاءة و تتحدث بالكفر والفحش لكي تمنح جواز سفر المرور إلى بر الآمان أمام قطعان الظلام........ سوريا و الألم صنوان لا يفترقان....... في سوريا ألف سجن وبداخل كل سجن ألف سجن..... و في كل سجن أصناف من العذاب بديعة ...... لا تخطر على قلب بشر ......لأن من يفعلها ليسوا من البشر..... بديعة لأنها فريدة من نوعها........تخترعها مخلوقات مشوهة ...... مسوخ بشرية ...... لا تمت للبشرية بصلة ..... إنهم أشباه بشر وأنصاف حيوانات ........ يحقدون على الأدب و الثقافة كما يحقد القتيل على قاتله...... وكأن الثقافة و الأدب تقتلهم........ يطوف حول هذه المخلوقات أناس عبيد...... لا .. بل جيف فارغة ....... يملؤُها قطعان الظلام بقاذوراتهم وفضلاتهم ..... فتفوح من افواه العبيد رائحة ما ملؤوا به ........هذه سوريا التي ما عرفت يوماً غيرها....... قال لنا الآباء أنها كانت جميلة ورائعة ...... جميلة قبل ان تستولي عليها قطعان الظلام.......قالوا لنا أن أهلها كانوا مهذبين كراماً....... كانوا لا يخجلون و لا يستحون من إظهار أدبهم و تهذيبهم ...... و نحن اليوم نقاتل لكي نسترد سوريا التي لا نعرفها سوريا الجميلة التي لم نرها قط ...... و لكننا نؤمن ونصدّق ما أخبرنا به الآباء ....... سنسترد سوريا وسنعيدها جميلة خلابة ....... لكي يعيش فيها أولادنا وأحفادنا بدون ألمٍ أو ذلٍ أوشقاء ....... أحرارا" كراما" مهذبين ....... إنها سوريا المستقبل .......