حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! (/showthread.php?tid=50348)



ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! - زحل بن شمسين - 05-26-2013

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

صلاح المختار :

ازمة الوعي الاحول: الرؤية المعطوبة


http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0413/mukhtar_azma_270413.htm


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 1

شبكة البصرة

صلاح المختار

لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

منذ تاميم النفط العراقي في عام 1972 توقف اغلب من كان يشكك بهوية البعث التقدمية والتحررية لان تاميم النفط هو المعيار العملي الحاسم وليس النظري للوطنية والتقدمية مادامت الامبريالية والاستعمار الغربيين هما ظاهرة نهب ولصوصية، وتحول موقف هؤلاء الذين كانوا يشككون الى الدعم الحقيقي لنهج البعث في العراق، وتعمق وترسخ بتواصل معارك التحرر الوطني في العراق بتسخير موارد النفط لبناء مجتمع ليس فيه استغلال او فقر او امية وتسوده العدالة الاجتماعية، لدرجة ان الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية الخصمان اللدودان للامبريالية العالمية وقتها عقدا صلات ستراتيجية مع البعث. وما ان استنفدت الامبريالية الامريكية وسائلها التأمرية كافة العنفية والمخابراتية والسياسية القائمة على الاغراء (سياسة العصا والجزرة) حتى بدأت ام المعارك الخالدة في عام 1991 بشن الحرب العالمية الثالثة من قبل اكبر تحالف دولي يضم اكثر من 33 دولة تقوده امريكا وبريطانيا وفرنسا، واستمرت الحرب العالمية الثالثة وباشكل متعددة حتى غزو العراق. وبغزو العراق انطلق الرد العراقي الشامل وهو اعظم واسرع مقاومة مسلحة في تاريخ البشرية الحديث والقديم لان النظام البعثي الوطني اعد لها لسنوات طويلة بتدريب اكثر من 10 ملايين عراقي على حرب العصابات وتسليح ملايين العراقيين بمختلف انواع الاسلحة. وبفضل هذا الاعداد بدأت المقاومة المسلحة التي اذلت امريكا والحقت بها الهزيمة واجبرتها على الانسحاب وتسليم العراق الى شريكتها الاولى والاهم في غزو العراق وهي العدو الاشد ضراورة وقدما ايران لتكمل عملية تدمير العراق وتقسيمه.

في هذه المسيرة المعقدة والصعبة والطويلة كرس البعث ونظامه الوطني حقيقة ثابتة اكسبته المزيد من الاحترام والدعم العربي، وهي انه القوة الجبارة التي نجحت فيما فشل فيه الاتحاد السوفيتي والصين اي الحاق الهزيمة بامريكا، فالذي الحق الهزيمة بامريكا لم يكن الاتحاد السوفيتي القوة العظمى الموازية للقوة الامريكية ولا الصين القوة الثانية بل العراق المقاوم. ورغم اسهام كل العراقيين في المقاومة وعدم اقتصارها على حزب او فئة او طائفة او اثنية، فان للبعث دورا حاسما وجوهريا في اعداد اهم مقومات انطلاقتها الجبارة والعاتية وهي تدريب ملايين العراقيين على القتال وتوزيع ملايين قطع السلاح على الناس اضافة لبناء جيش جبار لم يسبق للعرب كلهم بناء نظير له من حيث العدد والعدة والاقتدار والخبرات، اضافة لدوره في تفجيرها وادامتها.

وهذا الجيش له اهمية استثنائية في تاريخ العرب الحديث لانه انفرد بضم اكثر من مليون مقاتل من مختلف الصنوف وامتلك خبرات نادرة عربيا وحتى عالميا لانه اتقن كل انواع الحروب مثل حروب الجبال والسهول المستنقعات والصحراء والليل والنهار...الخ وتلك مواصفات من النادر جدا ان يتميز بها جيش فكيف اذا تميز بها جيش في العالم الثالث وفي الوطن العربي؟ لذلك كان من الطبيعي ان يتحول هذا الجيش فورا بعد الغزو الى الحاضنة الاساسية لكافة فصائل المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية وباعتراف كافة الفصائل الموجودة على ارض المعركة فعلا. كما ان النظام الوطني وفر جهاز مخابرات ممتاز يخدم المقاومة. البعث يفخر بانه فعل كل ذلك وفي هذه المسيرة الجهادية ضد امريكا والغرب الاستعماري وضد الصهيونية قدم بعد الغزو اكثر من 150 الف شعيد بعثي وهم يقاتلون الاحتلال او اغتيلوا، ومن بينهم قادة في الحزب وعلى رأسهم الامين العام للحزب ورئيس الدولة الشهيد صدام حسين.

كان بامكان البعث ان يساوم ويعقد صفقات مع امريكا والصهيونية وهي صفقات كثيرة قدمت علنا وسرا وكان ثمة مطلبان وهما الكف عن دعم القضية الفلسطينية خصوصا مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتساهل في مسالة تأميم النفط والسماح للشركات الغربية بالعودة الى العراق. الرفض العراقي الثابت في المسألتين كان وراء الحرب العالمية الثالثة على العراق والتي ابتدأت في عام 1991 ونجحت في اسقاط النظام الوطني في عام 2003 فتعرض البعث لاخطر عملية اجتثاث لم تتعرض لها حتى النازية في المانيا. ومع ذلك صمد البعث ونجح في تضميد جراحه والنهوض مجددا ليواصل المقاومة المسلحة والنضال السياسي واستعاد دوره بسرعة بصفته القوة المركزية شعبيا وعسكريا في العراق، دون ان يتنازل او يتراجع او يساوم. هذه حقائق ميدانية دامغة وليست دعاية سياسية.

لماذا نذكر بكل ذلك؟ ببساطة لان بعض المثقفين اخذوا يشككون بالبعث وبمسيرته على نحو غريب بعد كل ما انجزه وحققه في صراعه الجبار مع الامبريالية الامريكية والصهيونية، مستندين على فهم مشوه ومقتطع من سياقه الستراتيجي العام لمواقف للبعث التي التزم بها واعلنها بلا مواربة، كجزء من عقيدته القومية الاشتراكية وستراتيجيته القومية التحررية المناهضة للامبريالية والصهيونية، منذ عقود قبل الغزو وتمسك بها بعده، وهو مازال يخوض الحرب العالمية الثالثة في العراق وفي مقدمتها موقفه الثابت من دول الخليج العربي والقضية الكردية، واعتبر هذا البعض تلك المواقف مناقضة لمسيرته السابقة! نعم انهم انفار من المثقفين ولكن ماطرحوه يشكل جرس انذار لنا للانتباه الى ما يطرح في المقاعد الخلفية واحيانا في مسارح الاعلام فقد يكون ذلك جزء من فهم خاطئ او بداية لحملات جديدة وحسب من يطرح ذلك.

ماهي اهم هذه الطروحات؟ يمكن تلخيصها بنقاط اساسية مع اصرارنا على عدم ذكر اسماء لان غرضنا هو نقد ظاهرة وليس نقد انفار :
1 - شخص لا اعرفه ولم اسمع به من قبل حروف اسمه هي (و.ع) قال في رسالة تم تداولها بين بعض من يقولون انهم (قوميون عرب) لكن احد المتراسلين، وهو رفيق احترمه، حول الرسائل لي للاطلاع عليها، او ربما قصد الرد عليها لانه شعر بوجود افكار تستحق الرد، فماذا قال هذا الشخص؟ يقول حرفيا (يا سيدي في المواقف القومية والوطنية لا مجال لافتراض حسن النوايا.. يجب أن يكون الانحياز واضحا كالشمس قاطعا كالسيف. يكفي أن يشكر عزة الدوري الملك السعودي (مع كل ما نعرفه عن هذا النظام) ويدافع عن القيادات الكردية، رغم علاقاتها بـ"إسرائيل، التي بدأت تبعا لما نشرته صحيفة معاريف، منذ العام 1943 أي قبل قيام "إسرائيل"، وتعمقت بعد قيامها. يكفي هذا لأشكك في أن الرجل قد انحرف عن المسار الصحيح).

هذا ما قاله الاول منهما حرفيا بتبسيط واضح للقضايا الجوهرية، وربما يتبادر الى ذهن القارئ ان كاتب هذه السطور احد مقاتلي المقاومة ضد الاستعمار واثخن جسده بجراح المعارك، لان من يتهم قائد مقاوم لابد ان يكون بمستواه او على الاقل لديه وضع يؤهله للتشكيك بمن يقاتل امريكا وكان احد اهم القوى التي الحقت بها الهزيمة التاريخية في العراق او في اي مكان اخر، لكن مع الاسف هذا الشخص غير معروف ولم نسمع بوجود مناضل عربي بهذا الاسم لديه ارث نضالي او تأهيل للتشكيك بقائد قاتل ومازال يقاتل على ارض العراق! لذلك من حقنا ان نتسائل : من اي منطلق اخلاقي او سياسي تجرأ على توجيه هذا الاتهام لقائد مقاوم مازال يقاتل امريكا وشريكتها الستراتيجية ايران؟ عند التدقيق لانجد منطلقا منطقيا او مقبولا يسمح بكتابة تلك الكلمات غير المسؤولة، ولذلك لابد من البحث في دوافع اخرى.

اما الرسالة الاخرى فهي التي اثارت شجوني لانها لصديق احترمه وهو داعم للمقاومة العراقية لكنه مؤخرا تحول الى محب لبشار الاسد كما قال هو علنا وعندما تصل الامور الى الحب والعواطف الانسانية ومهما كانت نبيلة فان المنطق العلمي يتوقف. فماذا يقول صديقنا تعليقا على تشكيك ذلك الشخص بالرفيق عزة ابراهيم؟ يقول حرفيا مضيفا ما يلي : (الحقيقة أن المشكلة الأخرى، التي تضاف للدعم الخليجي، هي البرنامج الطائفي للحراك، باعتباره انصافاً لحقوق "أهل السنة" في العراق، وهو السبب الرئيسي الذي دعا الفضائيات الخليجية للاحتفاء بالحراك. كنا ولا نزال مع المقاومة العراقية الباسلة، ومع الرفاق العروبيين والبعثيين في العراق مما دفعوا الثمن الأكبر للاحتلال، وكنا ولا نزال ضد الدور الإيراني في العراق وفي الخليج، ولكن إذا لم يمسك المرء بالبوصلة القومية التي تجعله يبعد عن التحالف مع حكام الخليج الذين دمروا العراق وغيره، فإن السياق يصبح طائفيا وتفكيكياً بغض النظر عن حسن النوايا. وقد سررت أن الرفيق عزة الدوري أشار لدور القاعدة في تخريب المقاومة في العراق، أفلا يرى مثل هذا الدور في سورية؟ وكنا نتوقع ممن رفض التدخل الأجنبي في ليبيا، أن يرفضه في سورية أيضاً فلا مكان لتصفية الحسابات القديمة في خضم معركة مع الطرف الأمريكي-الصهيوني وأذنابه.)

هذه التعليق يفصح عن توجهات مقلقة لدى من نعتبرهم قوميون عرب وطنيون خصوصا لانهم لا يرون في انتفاضة الشعب العراقي الحالية الملايينية سوى برنامج طائفي تماما مثلما وصفته ايران! انه الغرق الانموذجي في اوهام بورجوازية صغيرة تقليدية لدرجة ان ضحيتها لم يعد يتذكر الواقع بكل حقائقه الصارخة فينكرها، او لا يريد ان يراها كي يثبت ان المساوم المحترف هو ووالده، اي حاكم سوريا، مقاوم وان المقاوم الحقيقي والفعلي اخذ يساوم! ويوسع نطاق اوهامه فلا يكتفي بوصف الانتفاضة السورية ضد النظام الديكتاتوري الفاسد بانها ارهاب بل انه يشكك بالانتفاضة الوطنية العراقية بوصفها بالطائفية مع انها الصفحة الثانية لمعركة المقاومة العراقية وهي معركتها مع فلول امريكا ونغول ايران وهذه المعركة وطنية خالصة كما سنرى وليست ببرنامج طائفي كما قيل! ولذلك نجد صاحبنا يغرق في مطبات ابعدته عن واقع الصراع وثبتته بمسامير قوية في موقع المراوحة في مكان سابق لعام 1981 رغم ان ذلك العام وما بعده شهد السقوط الحاسم لايران والنظام السوري في مستنقع التعاون مع الامبريالية والصهيونية وحسم دورهما وهو ما سنوضحه بالتفصيل.

ان التساؤلات التي نطرحها مضطرين بكل اسف لان صاحبنا ارتكب خطأ فادحا بتلك العبارات الخطيرة جدا حول البعث والرفيق عزة ابراهيم وهي التالية : كيف يتحول داعم للمقاومة من دعمها الى دعم مخربها ومن اجل هذا المخرب المخرم الجسد هو وابوه يشكك بالمقاومة ورمزها الميداني الاكبر؟ ولم يرى بوضوح مدهش ما خلف احداث مالي في افريقيا واحداث اضطهاد المسلمين في شرق اسيا لكنه لا يرى الدور الايراني بحجمه الحقيقي وبطبيعة دوره الخطير وبادواته الاقليمية الخطيرة وفي مقدمتها النظام السوري وحزب الله مع ان تلك الاحداث البعيدة ثانوية، بالمعايير الستراتيجية العظمى، في حين ان ما يجري بيننا وبين ايران صراع وجود وهوية ومصير كما اثبتت تجربة العراق وغيره؟ ما معنى تقزيم الدور الايراني فيي التامر على الامة العربية والتقليل من شأنه مع انه دور رئيس وخطير ولا يقل خطورة عن الدور الصهيوني بل هو اخطر منه من زوايا محددة؟ وما معنى تعظيم دور النظام السوري وطنيا وقوميا مع انه اخطر من كل النظم العربية التابعة للغرب والمطبعة مع الكيان الصهيوني كما سنرى؟ ولم ينكر بطريقة عجيبة ان البعث والرفيق عزة ابراهيم كانا اول من رفض التدخل الاجنبي في سوريا وغيرها واداناه بقوة فطلب صاحبنا لو انهما ادانا التدخل في سوريا كما ادانا التدخل في ليبيا؟ هل تصل الامور الى حد انكار الواقع والموجود والموثق والحي؟ وما قصة (تصفية الحسابات القديمة في خضم معركة مع الطرف الامبريالي واذنابه)، هل بشار يخوض معركة مع الامبريالية؟ ام ان الامبريالية ارادت تغيير كل الحكام العرب لاسباب تتعلق بستراتيجيتها الاقليمية فشمل ذلك بشار كما شمل شركاءه التقليديين مبارك وبن علي؟ هل اصبحنا نطلق وهما ثم نصدق انه حقيقة؟

واخيرا وليس اخرا : هل يمكن لاي محلل موضوعي ان يحكم على النظام السوري بعيدا على صلاته الستراتيجية العضوية مع النظام الايراني؟ ام ان تلك الصلات هي هويته الرئيسة ومقرر مواقفه الحاسم تجاه كل الاحداث منذ عام 1980 وحتى الان؟ واذا كانت صلاته بايران هي المقرر الحاسم لتوجهاته العامة كيف يمكن التمييز بين الاستعمار الايراني وحليفه الستراتيجي؟
يتبع............
Almukhtar44@gmail.com
3/2/2013

شبكة البصرة

السبت 21 ربيع الاول 1434 / 2 شباط 2013


الرد على: ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! - زحل بن شمسين - 05-29-2013

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة (2)؛

شبكة البصرة

صلاح المختار
لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

اذن نحن امام عدة قضايا تحتاج لتسليط الضوء عليها كي نرى كيف تتم عمليات التشويه ولصالح من، واهم القضايا التي شوهت هي موقف البعث وقيادة المقاومة من :
1 – الانتفاضة العراقية طائفية!
2 – الموقف من دول الخليج العربي والسعودية.
3 – الموقف من القضية الكردية ورموزها الحاليين.
4 – معادلة غريبة : من اجل حبي لبشار اطعن بقائد المقاومة العراقية.
5 – سطحية فهم العلاقة بين البعث والنظام السوري.

غلطة الشاطر فضيحة : الانتفاضة العراقية طائفية!
لئن كان (و.ع) نكرة، بالمعنى اللغوي وليس الاعتباري، فان صديقنا ليس كذلك فهو معرف ومعروف ونحترم مواقفه، لذلك فخطئه فضيحة كاملة الاركان تكشف عن جوانب من طريقة تفكير غير مفهومة. ولعل ابرز كبواته التي ستلازمه طوال حياته اعتباره للانتفاضة العراقية الكبرى المليونية طائفية، اذ قال حرفيا وبلا اي تردد او رمشة عين : (البرنامج الطائفي للحراك، باعتباره انصافاً لحقوق "أهل السنة" في العراق، وهو السبب الرئيسي الذي دعا الفضائيات الخليجية للاحتفاء بالحراك) هذا ما قاله حرفيا! فهل برنامج الحراك العراقي طائفي حقا؟ دعونا نأخذ الامر كما هو :
1- لنفترض غراض النقاش فقط ان الانتفاضة العراقية الحالية طائفية نتيجة وجود ظلم فادح لا ينكره نفس الكاتب اصاب طائفة معينة، مع تاكيدنا ان موقفنا الرسمي كبعثيين يقوم على حقيقة ان الشعب العراقي كله مضطهد ومستغل، فهل دفاع طائفة او قومية ما عن حقها في العدالة مدان؟ كل التقدميين في العالم يدعمون المضطهدين لاسباب دينية او طائفية او عرقية فما الضير ان يدافع المظلوم عن نفسه وعن معتقده؟ ومتى صار الدفاع عن كتلة اجتماعية مظلومة فعلا سبة كما يقترح صديقنا؟ لقد دافعنا وندافع عن حق كل انسان مضطهد دينيا او قوميا او ايديولوجيا او اقتصاديا، لذلك فاذا وقع اضطهاد طائفي على اي طائفة فمن الطبيعي ان نقف ويقف كل تقدمي ضد ذلك الاضطهاد ويستخدم كافة الطرق المتاحة لرفعه وتحشيد الرأي العام من اجل ذلك.
اذن ما الذي جعل صديقنا الذي دافع عن مسلمي ماينمار بصواب يدين الانتفاضة العراقية لانها كما يعتقد خطأ انها طائفية؟

2- وبعد ان ثبتنا الموقف التقدمي والثوري المطلوب وهو نصرة كل مضطهد لاي سبب علينا ان نؤكد بان الانتفاضة العراقية الحالية ليست طائفية على الاطلاق، بل هي الامتداد الطبيعي نضاليا والتكملة المطلوبة ستراتيجيا لانتصار المقاومة العراقية على امريكا، والتكملة المطلوبة هي الحاق الهزيمة بفلول الاحتلال وازلامه وكتله وهؤلاء يتمثلون في حكومة الاحتلال العميلة المزدوجة لامريكا وايران. وصديقنا يضع نفسه في مكان لم يكن يفكر انه سيكون فيه فاذا كان قد حكم عليها بالطائفية لانها انطلقت من الانبار فانه يهدم دعمه للمقاومة العراقية التي كانت ومازالت الانبار احدى اهم قلاعها، بل انها كانت المركز القتالي الاول لها وما معركتي الفلوجة التاريخيتين في عام 2004 وعام 2005 مع القوات الامريكية الا مثال على الدور الوطني غير القابل للطعن او التشكيك به وغير الطائفي للانبار، فهل كانت المقاومة العراقية طائفية؟
ومن الضروري لاجل وضع صديقنا في مكان يرى فيه موقفه الحالي التذكير باهم دعايات الاحتلال وقتها اي عند اشتداد المقاومة في الانبار، فقد اطلق عليها الاحتلال الامريكي والايراني اوصافا طائفية مثل اوصاف صديقنا داعم المقاومة، ومازلنا نتذكر كلمات نحتت عمدا وروجت عمدا لاجهاض المقاومة العراقية بدعوة انها طائفية ولا تمثل كل العراق، مثل (المثلث السني) و(المقاومة السنية)، وهما مصطلحان رفضهما كل وطني عربي وكل مقاوم يريد تحرير العراق ومن ضمنهم صديقنا وقتها واصر وبصواب كامل على ان المقاومة ليست طائفية بل وطنية. فما الذي تغير في الانبار لتصبح اليوم طائفية الانتفاضة بعد ان كانت بالامس وطنية المقاومة؟
نعم في اليومين الاولين حينما ارادت اطراف في العملية السياسية استغلال الانتفاضة لصالحها طرح انفار شعارات طائفية ولكن الاحذية التي تطايرت على وجه من اراد ركوب موجة الانتفاضة انهت تلك الظاهرة وبرزت الطبيعة الوطنية العراقية للانتفاضة، وحسم الامر ولم يعد يقول ذلك الا المالكي وايران وامريكا وعملاءهما، والتي مر عليها اكثر من شهر وهي ترسخ طابعها الوطني فكيف غابت تلك الحقائق المعروفة عن صديقنا؟ ولم تعمد اطلاق صفة الطائفية عليها؟ والاغرب ان برنامجها الذي وصفه بالطائفي يخلو من اي مطلب طائفي! فاذا طالب البعض بانصاف السنة ومعاملتهم كالشيعة فهل ذلك موقف طائفي؟ وهل مطالبة صديقنا بعدم التمييز الديني ضد الشعب الفلسطيني موقف طائفي؟ خصوصا عبر الزيادة المتعاظمة لاسهام اهل الجنوب وشبابها الابطال فيها بوفود او بمحاولات تنظيم تظاهرات في البصرة والديوانية وكربلاء وغيرها تضامنا مع اهل الانبار والموصل وديالى وغيرها.

3- هل صحيح ان تغطية الاعلام الخليجي للحراك كانت لاسباب طائفية؟ وللدقة والصواب: هل حقا غطت القنوات الخليجية الانتفاضة بدعم حقيقي يتناسب مع حجمها واهميتها الستراتيجية؟ ام ان الاعلام الخليجي تعمد تقزيمها اعلاميا؟ القنوات الخليجية المقصودة هما الجزيرة والعربية، واللتان لعبتا دورا خطيرا في دعم انتفاضة تونس ومصر وفي عدوان النيتو على ليبيا وانتفاضة سوريا واحداث اليمن، حيث تفرغتا والغتا برامجهما الاعتيادية لكي تغطيا كل حدث مهما كان صغيرا في تلك الاقطار، بل وصل الامر الى حد تلفيق اكاذيب وترويجها من اجل تضخيم الاحداث ودفع اكبر عدد ممكن من الناس للانخراط في التظاهرات. وانا اقول ذلك لانني شاهد على التزييف والمبالغات والاكاذيب التي روجتها الجزيرة والعربية حول اليمن حيث عشت الاحداث لحظة بلحظة وقمت بزيارة بعض مواقع الاحداث في صنعاء ورايت الحقيقة كما هي وليس كما صورتها الجزيرة والعربية تشويها او كذبا او مبالغة وحسب الحدث.

اذن كانت هاتان القناتان في بداية احداث كل من مصر وسوريا واليمن وليبيا تكذبان او تلفقان او تضخمان الاحداث من اجل دفع اكبر عدد ممكن من الناس للوقوف ضد النظام في تلك الاقطار، وكانتا متفرغتين وتتسابقان في تلفيق الاكاذيب المفضوحة وخلطها بالحقائق الموجودة فعلا. فهل فعلتا نفس الشيء مع الانتفاضة العراقية؟ الجواب الواضح والذي يمكن التأكد منه الان بمجرد فتح اي من هاتين القناتين لانه سيرى تقزيما متمعدا لما يجري في العراق من تطورات خطيرة جدا يشارك فيها ملايين العراقيين وليس الالاف منهم حيث اما تبث اخبار قصيرة وعابرة تعطي الانطباع بان ما يحدث في العراق مجرد اعمال شغب او احتجاجات بسيطة وطارئة، او تتجاهلها تماما! ولم تتفرغ اي منهما لا الجزيرة ولا العربية لها، ولم تطلبا افلاما من تصوير المتظاهرين لبثها، ولم تقدما للمشاهدين عناوين فيهما لارسال تلك الافلام كما فعلتا اثناء احداث مصر وليبيا وسوريا واليمن، ولم تطلبا من مراسليهما القيام بتغطية الانتفاضة كما فعلتا في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا رغم ان الانتفاضة العراقية شارك ويشارك فيها ملايين الناس وتظاهراتها مليونية خصوصا ايام الجمع، وهو ما اثبتته قناتي الشرقية والرافدين، اللتان انفردتا مشكورتين وسجل لهما موقف سيذكر دائما، من بين كل الفضائيات العربية والاجنبية بتغطية الانتفاضة باكبر قدر من الوقت والنقل الحي!
هل هذه الحقيقة التي يمكن لكل انسان التأكد منها بمجرد مراقبة بث الجزيرة والعربية تدعم ادعاء صديقنا داعم المقاومة العراقية بان الحراك طائفي لان القنوات الخليجية دعمته؟ ولو افتضنا انها دعمت الانتفاضة العراقية بصورة واسعة ومهنية فما الضير في ذلك؟ هل يمكن لانتفاضة وطنية كبرى ان تتأثر بقناة تغطي احداثها؟ نعم الانتفاضات العفوية للشباب التونسي والمصري تأثرت بنقل القناتين لان هؤلاء الشباب بلا هوية فكرية وبلا ستراتيجية وهدفهم احاديا صرفا وهو اسقاط النظام فقط اما مابعد ذلك فلا يعرفون ولا يتصورون، لذلك تلاعبت بكثير منهم دعايات الجزيرة والعربية المضللة، لكن الانتفاضة العراقية تختلف فهي من عمل قوى مجربة ولها سجل جهادي مشرف وتمتلك خبرات غنية ومعها جيوش من المختصين والعسكر ورجال المخابرات الوطنية بالاضافة لشيوخ عشائر اشراف يحترمون عكلهم– من عقال - ويعتزون بشواربهم، وعلماء دين محصنين بالوطنية العراقية لذلك فان الجزيرة وغيرها لا تستطيع حرف مسار الانتفاضة العراقية ودفعه نحو الفوضى الهلاكة كما حصل في اليمن وليبيا وغيرهما. فلم تغطي الجزيرة والعربية انتفاضة غير قابلة للتحول الى فوضى هلاكة؟
اذن من اين جاء صديقنا داعم المقاومة بقصة الدعم الاعلامي الخليجي هذه مع انها غير موجودة اطلاقا ويوجد عكسها وهو تجاهل اهم ما في الانتفاضة وهو التغطية الحقيقية والموضوعية لها؟
نعم قامت الجزيرة والعربية بتغطية حارة في الايام الاولى لان الحدث كان مادة اعلامية من المستحيل تجاهلها لكن ما ان اتت التعليمات من فوق، من دافع (المصاري)، حتى توقفت التغطية وصارت عبارة عن اخبار متناثرة وقليلة توحي بان ما يجري في العراق حدث ثانوي، والسبب هو ان الانتفاضة طردت من اراد ركوب موجتها، وهم اصدقاء اصحاب قناتي الجزيرة والعربية، وتأكد الجميع بان هناك تنظيم قوي يتحكم بالانتفاضة وشعاراتها ومسارها واهدافها وتنظيمها. فهل توقف صديقنا عن مشاهدة الفضائيات كي يقع في خطأ فاضح كهذا؟ ام انه لا يريد ان يرى ما يجب ان يراه وهو ان الانتفاضة لم تكن اصلا طائفية؟
نحن نعرف ان صديقنا متابع ممتاز جدا لدرجة انه يحلل حتى مضامين الافلام الامريكية ولذلك من حقنا ان نتسائل لم لم يرى الطابع الوطني للانتفاضة العراقية واتهمها بالطائفية؟ حتى من روج لفكرة ان الانتفاضة طائفية وهي المخابرات الايرانية وفرعها الطبيعي المخابرات السورية اصلا اخذت تتراجع نسبيا بعد ان ادركت انها انتفاضة تشمل كل مكونات العراق من عرب واكراد وتركمان ومسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة وصابئة...الخ، واعترفت بان هناك مطاليب مشروعة وان هناك بعض التمييز الطائفي. لم لم ينتبه صديقنا الى ذلك وهو من يحلل اصل مشكلة غزو مالي الحالي وطبيعة مشكلة مسلمي ماينمار؟
والاهم والاكثر حساسية هو التالي : الم يكتشف صديقنا ان توصيف الانتفاضة بانها طائفية يخدم في المقام الاول المالكي وايران وامريكا؟
Almukhtar44@gmail.com
8/2/2013
شبكة البصرة
الجمعة 27 ربيع الاول 1434 / 8 شباط 2013
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط


الرد على: ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! - زحل بن شمسين - 06-01-2013

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة (3)؛


لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية

مثل

شبكة البصرة

http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0213/mukhtar3_150213.htm

صلاح المختار

الموقف من دول الخليج العربي
يقول فيلسوف ال(يكفي) وبطل (الانحياز الواضح كالشمس والقاطع كالسيف) و.ع ما يلي : (يا سيدي في المواقف القومية والوطنية لا مجال لافتراض حسن النوايا.. يجب أن يكون الانحياز واضحا كالشمس قاطعا كالسيف. يكفي أن يشكر عزة الدوري الملك السعودي (مع كل ما نعرفه عن هذا النظام) ويدافع عن القيادات الكردية، رغم علاقاتها بـ"إسرائيل، التي بدأت تبعا لما نشرته صحيفة معاريف، منذ العام 1943 أي قبل قيام "إسرائيل"، وتعمقت بعد قيامها. يكفي هذا لأشكك في أن الرجل قد انحرف عن المسار الصحيح). في البداية اثير مسألة منهجية ربما يجهلها فيلسوف ال(يكفي) وهي ان السياسة ليست رياضيات قاطعة النتائج بل هي كيمياء متغيرة النتائج تبعا للبيئة التي تتم فيها التجربة، بل ان السياسة هي الكيمياء في اشد صورها تعقيدا وغموضا مما يفرض جهدا عقليا، ونفسيا ومعرفيا وبحثيا...الخ، لتحديد المتغيرات البيئية التي تتحكم في التفاعلات الكيميائية وتقرر نتائجها النهائية والتي تختلف من تجربة الى اخرى بتغير البيئة، وبالطبع كل ذلك يجعل النتائج متفاعلة ومعقدة جدا (sophisticated) وليست بسيطة، لذلك فان فلسفة اليكفي تدل على سذاجة سياسية لا شك فيها ورطت صاحبها في موقف يدينة كما سنرى.
لاتخطأ العين المجردة في تحديد ظاهرة ازدواجية المعايير لدى بعض من يتناول الموقف من دول مجلس التعاون الخليجي، فهذا البعض يختار الكلمات والتقويمات التي ترضي ذاته، ولايبحث عن اسباب هذا الرضا، فيرى بعينين حينما يريد ان يرى لكنه بنفس الوقت يغمض عين ويفتح عين حينما يريد مثلما يفعل الثعلب حينما ينام وهو خائف، فهو يرى (عيبا) في امتداح قائد ميداني لحكومة دولة -السعودية- ابدت تعاطفها مع شعب العراق واعلنت ندمها على المشاركة في تدميره، هو المجاهد عزة ابراهيم، يقاتل امريكا منذ عشر سنوات ويقود مقاومة ضد اخطر واقوى اعداء الامة وهما امريكا وايران وسط الغام وبيئة بالغة الخطورة، فيأتي المديح تشجيعا لموقف داعم للعراق وشعبه من اجل زيادة فرص تحريره وليس رغبة في منفعة خاصة، لكن ذلك الشخص يغمض عينيه وقلبه وضميرة كي لا يرى حافظ اسد وابنه يغمسان يديهما حتى الكوع في قدور نظم الخليج ثم يسبحان في بحار المال الخليجي ويصنعان (لحم اكتافهما) من اموال الخليج التي كانت من اهم مصادر مليارات الدولارات التي تملكها الان عائلة الاسد التي كانت متوسطة الحال قبل استلام الحكم! علينا ان نفضح هذه اللعبة.
1 – ان موقفنا كقوميين عرب نناضل من اجل وحدة الامة العربية وتحررها وتقدمها يفرض اولا وقبل كل شيء المحافظة على الهوية العربية للاقطار العربية والنضال ضد اي محاولة لتقسيمها او تغيير هويتها، اذ كيف تتحقق الوحدة العربية اذا تقسمت الاقطار العربية او اهتزت هويتها نتيجة عمليات منظمة كالهجرة المنظمة والتهجير المنظم ونشر الطائفية والعرقية والتي تقوم بها قوى معادية للامة العربية؟ ان المحافظة على الكيانات القطرية ومنع تقسيمها وشرذمتها خطوة لابد منها على طريق الاندماج الوحدوي العام، وهي – الكيانات القطرية - اللبنات الاساسية التي يتشكل منها الوطن العربي الواحد. وهذا الموقف يشمل دول الخليج العربي طبعا وهو ثابت ولم يتغير منذ نشأ الحزب قبل اكثر من 60 عاما.
ان الطابع القومي لعقيدتنا يفرض فرضا تقديم اولوية لاشك فيها وهي المحافظة على عروبة الخليج والجزيرة. وبدون هذه البديهية ما معنى قومية الهوية والانتماء الايديولوجي؟ وما معنى النضال من اجل الوحدة العربية وهو هدفنا الاسمى ماضيا وحاضرا ومستقبلا، اذا كنا نفرط بعروبة وهوية دول الخليج العربية تحت اي غطاء او تبرير؟

2 – لم يتغير موقف البعث المبدأي والعقائدي هذا رغم كل التبدلات السياسية والستراتيجية التي شهدتها المنطقة والعالم خلال اكثر من نصف قرن، ومنها وقوف دول مجلس التعاون الخليجي مع امريكا في العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991، فبعد فترة من المناوشات السياسية الطبيعية والحملات الاعلامية توقف العراق عن مهاجمة انظمة دول الخليج العربي، وثبت ان المهمة الاساسية في مرحلة ما بعد العدوان هي اعادة البناء وضمان هوية العراق الوطنية والقومية لان بوادر التقسيم بدأت تلوح في الافق بطرح خطوط العرض والطول وعزل شمال العراق بالقوة وفرض حصار شامل مدمر كان هدفه البعيد هو تفكيك المجتمع العراقي تدريجيا، كما ان النجاح في تقسيم العراق سوف يفتح الابواب واسعة لتقسيم وتقاسم كل الاقطار العربية وفي مقدمتها دول الخليج العربي، وهذه الحقيقة اكدتها كل تطورات ما بعد احتلال العراق.
من هنا فان الاولوية التي سبقت ما عداها كانت المحافظة على العراق وهويته ووحدته الوطنية وكسر الحصار، ولذلك تراجعت كل القضايا الاخرى وتبنى العراق سياسة واضحة وصريحة تقول بانه مستعد لتطوير العلاقات واعادة بناءها مع كافة الدول عربية واجنبية باستثناء الكيان الصهيوني.
وهذا الموقف ينسجم مع ضرورة ستراتيجية وهي تقوم على فكرة ان من غير الصحيح ولا من الممكن ان يخوض العراق معارك مع الجميع فتلك سذاجة قاتلة وانتحار، لذلك لابد من تحديد العدو الاول والرئيس وتركيز الجهد الكفاحي عليه، ووقتها كان العدو هو الحصار ومحاولات تقسيم العراق ومن يقف وراءهما، ولذلك بدأ العراق يبني علاقاته مجددا مع ايران رغم غدرها المتكرر ومع دول الخليج العربي ومصر وسوريا والغرب والشرق. وكانت فترة 1991 والى 2003 فترة اعادة بناء العلاقات من اجل كسر الحصار والحاق الهزيمة بمخطط تقسيم العراق، وبالفعل فقد نجح العراق في اعادة بناء علاقاته بالانظمة العربية بما فيها من شارك في الحرب ضده ومنها النظام السوري والنظام المصري ونظم الخليج، ونجحت هذه السياسية في كسر اغلب قيود الحصار وتغلب العراق على اكثر مشكلات الحصار وبدأ يكسر حلقاته واحدة بعد اخرى وهو ما انتبهت اليه امريكا وحلفاءها فقررت اعادة العراق الى نقطة الصفر وما بعدها اي تدميره بالكامل وكانت المهمة الاساسية للغزو في عام 2003 هي تدمير ثم تقسيم العراق.

ما معنى هذه الحقائق الميدانية؟ المعنى الاول هو ان العراق بقيادة البعث لم ينحرف عن نهجه القومي حينما وضع مسألة شن الحرب عليه في الخلف واخذ يعيد بناء علاقاته مع الجميع بهمة عالية لاجل انهاء او تخفيف معاناة الشعب العراقي اولا، ثم تدمير المخططات المعادية للعراق وفي مقدمتها تقسيمه. وهنا لابد من الاشارة الى حقائق ميدانية معروفة منها ان النظام الوطني لم يحسن علاقاته بدول الخليج العربي وحدها بل حسنها ايضا مع النظام السوري والنظام المصري اللذان شاركا ايضا في الحرب ضد العراق، ولذلك فان من يقول بان النظام الوطني كان يجب ان لا يحسن علاقاته مع دول الخليج لانها حاربته ملزم بتطبيق ذلك على النظامين السوري والمصري، وذلك خطأ مركب : خطأ تكتيكي وخطأ ستراتيجي وخطأ قومي. كان يجب اعادة بناء علاقات العراق مع كافة الاشقاء من اجل تضميد الحراج وايجاد سبل انقاذ الامة كلها من مخططات التقسيم والشرذمة.
وفي هذا الاطار علينا التذكير باحد اهم المواقف للعراق وللرئيس الشهيد صدام حسين بالذات من هذه المسألة فقد قال بعد العدوان الثلاثيني بان العراق مستعد للدفاع عن السعودية اذا تعرضت لعدوان اجنبي، واكد هذا الموقف في وقت كانت دول الخليج العربي كلها في حالة عداء كامل مع العراق ولم تظهر بعد ايا منها اي ميل لتحسين العلاقات مع العراق، وهنا يكمن الطابع المبدأي لموقف العراق وتجاوزه لضغوطات السياسية اليومية العابرة. وذلك الموقف كان طبيعيا وينسجم مع الهوية القومية للبعث، فالذي يهم البعث اولا وقبل كل شيء ليس الصراعات العربية – العربية مهما كانت خطيرة بل كيفية تحجيمها ووضع حد لها ومنع استمرارها، لان هناك تحديات خطيرة ذات طبيعة ستراتيجية في مقدمتها ان استهداف العراق كان مقدمة لابد منها لاستهداف كافة الاقطار العربية فيما بعد، وتقسيمها عرقيا وطائفيا كما تنص المخططات الصهيونية والايرانية والتي تبنتها ادارة بوش الابن.
هل كان ذلك الموقف غريبا او خاطئا؟ كلا طبعا لقد كان الموقف الوحيد الصحيح قوميا ووطنيا وستراتيجيا وتكتيكيا. لذلك فان السؤال الذي لابد من طرحه هو : ما الذي تغير الان كي يطالب امثال فيلسوف اليكفي البعث والمقاومة بمواصلة حرب داحس والغبراء مع انظمة عربية حاربته في عام 1991 وهي ليست انظمة خليجية فقط؟ بل السؤال الاهم في هذا الصدد هو : الا يكفي ان تعترف اغلب دول مجلس التعاون بان الحرب ضد العراق كانت خطئا ستراتيجيا نتج عنه التهديد الخطير الحالي لها كي يرد العراق التحية بأحسن منها وهو محتل وكيانه مهدد بالتقسيم ومقاومته يتيمة وبلا دعم مادي واعلامي وسياسي ويحتاج لاي دعم حتى المعنوي؟ الم يقل ذلك اكثر من مسؤول خليجي ومنهم الامير تركي الفيصل في مؤتمر عام وعلني؟ ماذا على قيادة البعث والمقاومة ان تفعل تجاه هذا الموقف الايجابي حتى لو كان لفظيا؟ هل تهمله ام تبني عليه وتحسبه تطورا ايجابيا وخطوة تستحق الدعم والتشجيع؟

الذين يشككون ويتسائلون حول موقف المقاومة العراقية من دول الخليج العربي عليهم الاجابة على سؤال محدد وهو : هل توجد حركة تحرر واحدة في العالم من الجزائر وفيتنام الى فلسطين لم تعقد هدنات، او تصالحت او طبعت، مع كل الخصوم وركزت على العدو الرئيس؟ لم نسمع ان حركة تحرر وطني مطلوبا منها شن حرب على جميع من وقفوا موقفا سلبيا منها، بل على العكس كانت كل تلك الحركات تتجنب الانجرار الى معارك تعدها وبصواب تام جانبية من اجل الانتصار في المعركة الرئيسية. واذا اخذنا المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها ودون اي استثناء هل خاضت حروب داحس والغبراء مع الانظمة الخليجية، كما يريدنا فيلسوف اليكفي وبطل الوضوح كحد السيف القاطع ان نفعل، لان فيها قواعد عسكرية امريكية وبعضها لديه علاقات مع اسرائيل؟ ام انها تجاهلت ذلك وابقت الجسور مع انظمة الخليج وتواصل استلام الدعم المادي منها وكان اهم مصادرها المالية كما نعلم جميعا؟ فهل المقاومة العراقية في حالة افضل ام اسوأ من المقاومة الفلسطينية من حيث الدعم كي تتبطر برفض الدعم السياسي الخليجي مهما كانت طبيعته واهدافه مع انها مقاومة يتيمة لا يدعمها احد ماليا وعسكريا وسياسيا؟ لم حلال على المقاومة الفلسطينية الحصول على دعم خليجي مفتوح ولعدة عقود وحرام على المقاومة العراقية والبعث امتداح موقف ايجابي للسعودية وبعض دول الخليج العربي من كارثة العراق؟
علينا ان لاننسى ابدا ونحن نتحدث عن الرفيق المناضل عزة ابراهيم انه قائد اكبر واهم حزب جماهيري وقائد اكبر فصائل المقاومة العراقية ولذلك فمن حقة بل من واجبه امتداح موقف السعودية تجاه العراق وكارثته وتشجيع هذا الموقف والعمل على تطويره بكافة الطرق لكسر اطواق الحصار على المقاومة العراقية. ولا ندري لم تذكر فيلسوف اليكفي وصديقنا الوطني الذي ثنى على فلسفته موقف البعث والمقاومة التي تنضوي تحت قيادة البعث او تتحالف معها من السعودية ولم يتذكر ان كافة فصائل المقاومة العراقية لها صلات ايجابية مع دول الخليج العربي ولم يصدر عنها اي هجوم عليها؟ وهذه حقيقة يشكل تجاهلها تأكيد للهدف الحقيقي من فلسفة (يكفي) العبقرية.
اذن هل تغير شيء في مواقف البعث مؤخرا تجاه دول مجلس التعاون الخليجي؟ هل حصل تناقض بين موقفه الحالي وعقيدته القومية وستراتيجيته القومية الكفاحية العظمى منذ نشأ؟ بالتاكيد كلا لم يحصل تغيير وانما هي استمرارية طبيعية لمواقفه الثابتة عقائديا اولا، وستراتيجيا ثانيا تجاه قضايا الامة العربية.
وثمة حقيقة يعد تجاهلها عمى قاتلا وهي ان دول مجلس التعاون الخليجي اقتنعت بعد الدعم الامريكي المباشر والرسمي لعملية اسقاط حسني مبارك وبن علي، رغم انهما كانا من اعمدة النفوذ الامريكي واداوته الخطيرة في الوطن العربي، بان الدور قادم عليها وان امريكا اصبحت مستعدة لبيعها، لذلك تحركت قوات درع الجزيرة ودخلت البحرين لانقاذها من غزو ايراني وشيك وبدعم امريكي مباشر تجلى في تطابق الموقفين الامريكي والايراني من ازمة البحرين. هذه حقيقة تصرخ بالقلم العريض ان السعودية بشكل خاص تعيش هاجسا قويا بان امريكا تخلت عنها وان عليها البحث عن طريقة للنجاة باي شكل وباي ثمن بما في ذلك اتخاذ قرارات لا ترضي امريكا.
واخيرا لدي هدية لمن يحب بشار ولفيلسوف اليكفي وهي حادثة حقيقة لم يكشف عنها النقاب بعد وان كانت متداولة في بعض الاوساط العراقية والسورية والسعودية (الخاصة) وهي ان ملك السعودية عبدالله في لقاء طارئ وخاص جدا له مع بشار الاسد في عام 2010 قال له حرفيا : اذا بقيت الامور كما هي عليه الان فان الاقطار العربية كلها سيحكمها من الشرق خامنئي ومن الغرب نتنياهو لذلك لابد من منع ذلك بمساعدة القوى الوطنية العراقية على انهاء الاحتلال الامريكي –الايراني لان العراق القوي هو الذي يستطيع انقاذ الامة واعادة الاستقرار والتوازن. فايده بشار بحماس وقاله له نعم هذا هو الحل، ولكن بعد يومين تغير موقف بشار وتنصل من الاتفاق المبدأي مع الملك عبدالله على دعم القوى الوطنية العراقية والسبب هو انه حينما عرف خامنئي بتلك القصة اصابته هستيريا كادت تطيح ببشار بانقلاب عسكري ايراني ضده.
بشار حي يرزق واذا كانت هذه القصة غير صحيحة فليكذبها الان وقبل رحيله الحتمي. ومن جهتنا نحن نعرف انها حقيقية ووقعت فعلا وهي تدل على ان السعودية من اجل وجودها وكيانها وبقاء نظامها كانت ومازالت الان مستعدة للقيام باي عمل يحقق لها ذلك حتى لو كانت امريكا ترفضه. اليست تلك فرصة حركة التحرر الوطني العربية عامة لتحقيق اختراق جوهري؟ هذا سؤال لا يجيب عليه بصواب الا من يعمل ويناضل في الميدان.

3 – نأتي الان الى حقيقة تضع ناقدي موقف البعث من دول الخليج العربي في موقف يجعلهم يتمنون لو لم يثيروا هذا الموضوع، وهو موقف وعلاقات النظام السوري مع دول الخليج العربي طوال عمره من عام 1970 وحتى عام 2010.
يتبع.....
Almukhtar44@gmail.com
16/2/2013

شبكة البصرة

الجمعة 5 ربيع الثاني 1434 / 15 شباط 2013


الرد على: ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! - زحل بن شمسين - 06-05-2013

ازمة الوعي الاحول

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 4

شبكة البصرة

صلاح المختار
لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية

http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0213/mukhtar4_190213.htm


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة (5)؛

شبكة البصرة

صلاح المختار
لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية

http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0213/mukhtar5_230213.htm



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة (7)؛

شبكة البصرة

صلاح المختار

لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

التخريب في الوطن العربي

http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0313/mukhtar7_080313.htm


الرد على: ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! - زحل بن شمسين - 06-07-2013

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 6

شبكة البصرة

صلاح المختار
لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0313/mukhtar6_050313.htm

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 8

شبكة البصرة

صلاح المختار

لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0313/mukhtar8_140313.htm



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 8

شبكة البصرة

صلاح المختار

لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

ب – العداء لشعب لبنان : تعرض لبنان لاسوأ محنة في العصر الحديث بعد اندلاع الحرب الاهلية في عام 1975 عندما دخل الجيش السوري اليها، بقرار امريكي في عام 1976 وبرغبة جامحة من نظام الاسد، تحت غطاء ايقاف القتال بين المعسكرين اللبنانيين المتحاربين، لكن الجيش السوري والمخابرات السورية بدل انهاء القتال وتصحيح الاوضاع زرعا الغاما قاتلة تفجرت لاحقا بطريقة متسلسلة جرت لبنان الى حالة اسوأ واخطر مما كان. لقد شهد لبنان تكون وبروز ادوات الفساد والابتزاز التابعة للنظام السوري والتي تركزت جرائمها على نهب واضطهاد الشعب اللبناني وتجريد الدولة اللبنانية من اي سلطة سيادية من جهة، والى اتباع وسائل بالغة الفعالية لاحتواء المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية تمهيدا لتحطيمهما من جهة ثانية.
لقد اصبح جيش الاسد عصابات تسرق اموال الناس وتبتزهم وتطلب الرشا علنا، فلم تبق مدينة لبنانية دخلها النظام السوري الا ونكبت بالنهب والظلم الذي مارسته مخابرات الاسد وضباطه، وهكذا زرعت الكراهية في نفوس بعض ابناء الشعب اللبناني ليس ضد النظام فقط بل ضد السوريين عموما، وهذا ما لمسه النظام حينما اضطر للانسحاب من لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري حيث كان هذا البعض يقولها بالقلم العريض لقد تخلصنا من الحرامية والعصابات.
ومما يجب ان لا ننساه ابدا لدلالاته البارزة على هوية وارتباطات نظام الاسد بامريكا واسرائيل ان دخول قوات اسد الى لبنان كان بضوء اخضر امريكي معروف كانت له عدة اهداف محسوبة امريكيا واسرائيليا واهمها :
1- منع انتصار تحالف المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية على المعسكر المضاد وكان ذلك التحالف في ذروة التقدم الناجح لحسم الصراع فاوقف الزحف الوطني وانقذ الطرف الاخر من الهزيمة الشاملة والتي كان مفروضا ان تكون مقدمة لحل ازمة لبنان كلها بتحريرها من النظام الطائفي واقامة نظام علماني متحرر من الطائفية بقيادة القوى الوطنية اللبنانية التي كان يقودها الشهيد كمال جنبلاط، لذلك فان تدخل قوات اسد منع تحقيق الاصلاح الحقيقي والجذري للطائفية اللبنانية وعززها ورسخها.

2- منع المقاومة الفلسطينية من تأسيس قاعدة عمل : كانت اخطر الازمات والتحديات التي واجهتها المقاومة الفلسطينية هي ازمة الافتقار الى قاعدة تمركز وانطلاق ثابتة نتيجة احتلال فلسطين وانطلاقها من المهجر الى الداخل اعتمادا على عدة اقطار لم يكن بينها اي نظام حكم مستعدا لجعل قطره قاعدة الانطلاق والقيادة والتحكم، ولذلك كان الخيار اللبناني قد فرض نفسه بعد حصول تحالف ستراتيجي بين المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية بلور فكرة جعل جنوب لبنان الذي يشرف على شمال فلسطين المحتلة قاعدة التمركز والانطلاق للعمل المقاوم لكي تستطيع تحقيق الاشتباك المطلوب مع العدو الصهيوني من خلال جنوب لبنان وقيادتها متحصنة في ارض امنة نسبيا فتطور العمل المسلح تدريجيا ليصبح الوسيلة الرئيسة لانهاك الكيان الصهيوني ودفعه للتفكك والانهيار.
من هنا لابد من تذكر ان هذا التحالف اللبناني - الفلسطيني كان اهم تحد واجه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية وكان عليهما منع حصوله باي ثمن وطريقة لانقاذ الكيان الصهيوني من كارثة انشاء قاعدة انطلاق ثابتة في جنوب لبنان لتحرير فلسطين. وهنا جاء دور حافظ اسد بحرمان المقاومة والحركة الوطنية اللبنانية من ازالة العقبات التي كانت تعترض طريق جعل لبنان منطلقا لمواصلة المقاومة المسلحة ضد اسرائيل، فدخل جيش اسد لبنان بينما كان تحالف المقاومة والحركة الوطنية كان على وشك انهاء الصراع بتحقيق انتصار تاريخي فمنع ذلك وانقذ اليمين اللبناني واعاد لبنان الى حالته الطائفية وان كان بصورة اكثر خطورة مما سبق.

3- تحويل جنوب لبنان الى منطقة عزل طائفية : هيأ حافظ اسد، بتخطيط مخابراتي سوري – ايراني مدعوم اسرائيليا وامريكيا، لاخراج المقاومة والحركة الوطنية اللبنانية من الجنوب رغم انه كان المنطلق الوحيد وقتها لعمل المقاومة، وباشرافه ودعمه مكن حركة امل ثم حزب الله من تحويل الجنوب الى مقاطعة طائفية يسيطر عليها دون منازع، بعد معارك دامية خاضتها حركة امل مع المقاومة وارتكبت خلالها مجازر بشعة ضد الشعب الفلسطيني من اجل احكام السيطرة على مناطق الجنوب وبيروت ايضا وبعد سلسلة اغتيالات لقادة وطنيين لبنانيين مقاومين نفذها حزب الله والمخابرات السورية، فتحول الجنوب اللبناني الى منطقة سيطرة لحزب الله ومنعت المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية من القيام باي عمل مسلح ضد اسرائيل انطلاقا منه. وتلك الخطوة كانت اكبر نجاح لمخطط اسرائيل القائم على القضاء على الهدف الستراتيجي الكبير وهو انشاء قاعدة انطلاق مستقلة وثابتة وامنة للمقاومة الفلسطينية وحليفتها الحركة الوطنية اللبنانية التي اغتالت المخابرات السورية زعيمها كمال جنبلاط.

4 – مقاومة طائفية تخدم ستراتيجية ايران التوسعية : بعد السيطرة على الجنوب اللبناني بدعم نظام اسد المباشر لانصار ايران حول مفهوم المقاومة من مفهوم وطني تحرري الى مفهوم طائفي جعل من حزب هويته طائفية وجماهيره من طائفة واحدة المقاوم الوحيد المسموح له بممارسة المقاومة من الجنوب، بحجة ان الجنوب شيعي واهله شيعة ولا يحق لغير حزبهم الشيعي التحكم في الجنوب. وهكذا بتجيير كل عمل المقاومة لصالح حزب الله اكتسب سمعة طيبة خصوصا بعد تحرير جنوب لبنان في عام 2000 لكنه تحول تدريجيا الى دولة داخل الدولة اللبنانية ثم اصبح اقوى منها عسكريا وماليا وتنظيميا ومعنويا.
وبدأت الخطوة الستراتيجية المطلوبة ايرانيا واسديا وهي استثمار السمعة الطيبة لحزب الله في تسويق النفوذ الايراني ونشره ليس في لبنان فقط بل في كافة الاقطار العربية، لان تأثير حزب الله ازداد بعد حرب عام 2006 واصبح اخطر وسيلة لتجنيد مثقفين وساسة عرب لخدمة المخطط الاستعماري الايراني في الوطن العربي ولكن تحت غطاء دعم العمل المقاوم ! لذلك اصبح ممكنا تحويل لبنان او المناطق التي يسيطر عليها حزب الله الى منطلقات وقواعد ليس للمقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية بل الى قواعد ومنطلقات ايرانية لتأسيس الهلال الصفوي خصوصا بعد غزو العراق وازالة اخطر واكبر عقبة امام التوسع الاستعماري الايراني.

5 – التمهيد لصراع طائفي اخطر : بقيام النظام السوري يتنفيذ تلك الخطوات بالتنسيق الكامل مع ايران، وبمباركة امريكية صهيونية، نجح في تعميق الازمة الطائفية في لبنان ونقلها من مرحلة الاستقرار الطائفي الذي تعتوره اضطرابات بين فترة واخرى الى مركز صراع ميليشيات طائفية سنية – شيعية بعد حرب عام 2006 نتج عن تفوق حزب الله على الجميع عسكريا وبدأ عملية استثمار قوته العسكرية لفرض امر واقع جديد وهو ان لبنان تابع لايران وسوريا فاصبح ذلك محفزا لبروز تيارات طائفية سنية مسلحة تحت غطاء مواجهة تحديات حزب الله وايران. وهكذا وضع الشعب اللبناني في موقع اعتبار النظام السوري عدوا له، وذهب بعض اللبنانيين الى اعتبار سوريا كلها عدو للبنان.
ج – معاداة الشعب الفلسطيني ومقاومته : نفذ حافظ اسد خطة احتواء الامل الاعظم للشعب الفلسطيني وقتها وهو المقاومة الفلسطينية والتي رفعت المعنويات واعادت الثقة بان تحرير فلسطين ممكن وقادم، لكن تأمر اسد على المقاومة الفلسطينية اوصلها الى نتيجة مؤسفة بعيدة عن التحرير، فقدم لها دعما ماديا محدودا مع دعم سياسي واعلامي كبيرين ولكن ليس للوصول الى تحرير الارض بل لامتلاك صورة المقاوم للكيان الصهيوني والداعم للمقاومة الفلسطينية، وبهذه الصورة يستطيع اسد تنفيذ مخطط فشلت في تنفيذها انظمة تعادي المقاومة رسميا وعمليا.
بتكتيك الاصطفاف مع المقاومة وتبني شعاراتها اخترق اسد ومخابراته الفصائل واخذ يتلاعب بها يضعفها ويمزقها ثم بعد ان اصبح وصيا عليها اخذ يجرها بقوة الى ساحة الاعتراف باسرائيل والتخلي عن هدف تحرير فلسطين وقبول الحل السلمي وفقا للقرارين 242 لعام 1967 و338 لعام 1973 واللذان قاما على مبدأ الاعتراف باسرائيل مقابل السلام العادل وهي ستراتيجية تبناها اسد وبدأ يصفي او يضعف اي فصيل فلسطيني يتمسك بالميثاق الوطني الفلسطيني الاصلي.
الان وبعد ان اصبح مطلب الاعتراف باسرائيل مقبولا من قبل اطراف فلسطينية وصار الهدف هو دويلة في الضفة الغربية وغزة فان الفضل الاكبر في اجبار الفصائل على تغيير ستراتيجية تحرير فلسطين كلها هو نظام اسد. في هذه العملية المعقدة والمموهة نجح النظام في التخلص من الخط المقاوم وفرض الخط المساوم، وذلك اهم اهداف اسرائيل وامريكا. ونجح كذلك في اثارة حساسيات بين الشعب الفلسطيني والشعب السوري، تماما مثلما فعل مع لبنان والعراق، وذلك ايضا من اهم اهداف اسرائيل وامريكا لان العداء او الحساسيات بين ابناء الشعب العربي الواحد مقدمة لمنع التوحد تحت راية واحدة لمقاومة اسرائيل وتسهيل تحقيق هدف امريكي بارز وهو اختراق الضمير الشعبي العربي من خلال الحساسيات المفتعلة.
ان هذه السياسات التي وضعها حافظ اسد وحكام ايران لاجل تحطيم المقاومة الفلسطينية وتعميق الازمة الطائفية في لبنان وخلق عداوات بين ابناء الشعب العربي اشعلت اخطر الازمات في الاقطار العربية وفيما بينها، وكانت العامل الاول في استنزاف الامة العربية وتراجعها وتعزز الوجود الصهيوني وتقدم النفوذ الامريكي في الوطن العربي. ولكن يمكن تمييز العلاقة مع ايران من بين هذه السياسات الاسدية الخطيرة لتقدم لنا الدليل الاكثر وضوحا على خيانات اسد ونظامه وخروجه على ابسط وكل شروط الانتماء الوطني والقومي، ولذلك لابد من تناول طبيعة العلاقة بين حافظ اسد وايران ودورها في التدمير المنظم للامة العربية ودعم الصهيونية وامريكا عبر تأشير المعاني الستراتيجية لتلك العلاقة.
يتبع....
Almukhtar44@gmail.com
14-3-2013

شبكة البصرة

الخميس 2 جماد الاول 1434 / 14 آذار 2013


الرد على: ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! - زحل بن شمسين - 06-15-2013

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 9


شبكة البصرة

صلاح المختار

لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

(اذا فقدنا سوريا سنفقد طهران)

http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0313/mukhtar9_260313.htm

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 10

شبكة البصرة

صلاح المختار

لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0313/mukhtar10_290313.htm
تحديات انشاء الامبراطورية الفارسية
في ضوء ما تقدم نحن رسميا وعمليا نواجه الحقائق التالية التي تفرضها هذه الاعترافات وقبلها يفرضها واقع الحال :


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 11

شبكة البصرة

صلاح المختار
لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل
http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0413/mukhtar11_070413.htm
ثانيا : صلة اختيار وليست صلة اجبار :


الرد على: ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! - زحل بن شمسين - 06-19-2013

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 12

شبكة البصرة

صلاح المختار
لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

تاسعا : لماذا تريد امريكا اسقاط نظام اسد؟ هناك من يروج لمخادعات النظام السوري واكاذيبه حول انه نظام ممانعة ومقاومة وانه وقف بوجه تصفية القضية الفلسطينية وانه يقاوم امريكا... الخ من هذه الترهات والاكاذيب الممجوجة، وعلينا الان ان نعيد التذكير بحقائق وليس بادعاءات اثبتت، وكررت الاثبات، بان مواقف النظام السوري لا تختلف من حيث الجوهر عن مواقف اي نظام عربي في قضايا الاعتراف باسرائيل والتعاون مع امريكا ضد قضايا عربية ومنها الحقائق التالية :
أ – اكذوبة الممانعة والمقاومة : ماهي ممانعة النظام السوري ومقاومته اذا كان قد قبل جوهر المطاليب الاسرائيلية الامريكية واخطرها وهو الاعتراف باسرائيل والتطبيع معها؟ النظام السوري بقبوله للقرارين 242 و338 اعترف باسرائيل ودخل حلبة التفاوض لتنفيذ ذلك الاعتراف مثلما فعل السادات وامثاله، ولكن المشكلة هي في موقف اسرائيل الرافض للصلح مع النظام السوري وليس في رفض النظام السوري ذلك، كيف ذلك؟ لننظر في جوهر الامر : ما معنى ونتائج الممانعة والمقاومة اذا اعترف نظام ما باسرائيل وتنازل عن اكثر منه 80 % من ارض فلسطين التاريخية؟ انه يعني الاستسلام وليس المقاومة والممانعة، استسلم كل من قبل الاعتراف لاسرائيل وتنازل وقبل اهم شروطها التاريخية وهو الاعتراف بها، فاين وماذا يقاوم النظام السوري ولاي شيء يمانع؟
ان المهمة الاساسية للنظام السوري هي ليست المقاومة بل المساومة، فهو يريد تحشيد بعض السذج او الانتهازيين خلفه لتبرير اكبر خياناته واكثرها فضائحية وهي عملية تسليم الجولان بلا قتال لاسرائيل، كما يريد تغطية قبوله بالصلح مع اسرائيل واستعداده للاعراف بها، واخيرا يريد تغطية جرائمه تجاه المقاومة الفلسطينية والتي كان هو احد ابرز الاطراف التي دفعتها او اجبرتها على الغاء فقرة تحرير فلسطين من الميثاق الوطني الفلسطيني، لذلك يصرخ باسم الممانعة والمقاومة، وهو يعني تحديدا رفع قدرته التفاوضية مع اسرائيل وامريكا حول الثمن الذي يريده وحول دوره الاقليمي وليس حول الجولان فقط، مادام الاعتراف انهى كل اشكال المقاومة والممانعة نهائيا.

ب – لماذا سلم الجولان؟ ربما يقول بعض انصار اسد بانه ليس من مصلحة النظام تسليم الجولان لاسرائيل، ولذلك لابد من توضيح الحقيقة، فالنظام السوري سلم الجولان لاجل تبرير الاعتراف باسرائيل فما كان ممكنا اقدامه على عمل خياني خطير وهو الذي يتستر باسم اكبر حزب قومي يرفض الاعتراف باسرائيل، الا اذا وجد حجة، ولعل اكبر مبرر وحجة للقيام بالاعتراف باسرائيل هي اعادة الجولان، وهنا نصل الى اللغز القديم وهو هل سلم حافظ اسد الجولان لاجل تبرير التنازل عن فلسطين مقابل اعادتها لسوريا؟ والنظام السوري يقترب من نهايته الحتمية سواء غدا او بعد غد سوف تكشف اسرار تسليم الجولان ووثائقها، وربما تزيل الغموض الذي احاط بصلات الجاسوس الاسرائيلي كوهين الذي اعدم دون الكشف عن شخصيات سورية تعاونت معه واوصلته لمركز القرار السوري، فربما كان هذا الجاسوس هو (عراب) حافظ اسد كما نرجح.

ج – الشراكة مع السادات : لم يكن نظام السادات وحده من فرط وتنازل واستسلم ودفع للاستسلام لاهم المطاليب الصهيونية وهو الاعتراف باسرائيل بل كان اهم شريك له هو حافظ اسد، وما حرب اكتوبر – تشرين – عام 1973 التحريكية الا الخدعة التي وضع خطتها هنري كيسنجر لتصفية القضية الفلسطينية، وموافقة اسد على الاعتراف باسرائيل اخطر من اعتراف الاردن وقطر وغيرهما، بل انه اخطر من اعتراف السادات لان اسد بقي يعمل باسم المقاومة ولذلك احتفظ بدعم بعض السذج او المتساذجين العرب. ومن يظن ان تنازل فتح ثم حماس الان عن اهم حقوق العرب وهو تحرير فلسطين وقبول دويلة مقزمة في الضفة وغزة كان نتيجة ضغوط انظمة عربية رجعية فقط واهم كل الوهم، لان فتح وحماس بقيتا تعتمدان على النظام السوري سياسيا مع اعتمادهما على الدعم الخليجي ماليا، وعبر وجود مكاتب حماس وفتح في الساحة السورية نجح حافظ اسد في اختراق حصانتهما الخاصة برفض الاعتراف باسرائيل واستمال اطراف منها نحو الاعتراف بالضغط والتضليل وغيرهما. نعم نقولها بكل تاكيد ان دور نظام اسد في اجبار، او اغراء او توريط، فتح وحماس في التنازل عن حق التحرير اكبر واخطر واهم من كل الضغوط والاغراءات الاخرى العربية والدولية. وتعرف الكثير من كوادر فتح وحماس هذه الحقيقة وهي لذلك تعرف درجة انحراف وخيانة نظام اسد.

د – دلالات فضيحة وديعة رابين : تأملوا فيما يسمى ب (وديعة رابين) ستدركون بلا غموض ان النظام السوري وليس اسرائيل هو من يتسول ويقبل الايادي لاجل قبول التطبيع مع اسرائيل، فهو يطالب بتنفيذ وديعة رابين ويستنكر رفض اسرائيل القيام بذلك، ويحث الادارات الامريكية المتعاقبة على اجبار اسرائيل على قبول ذلك! فما هي وديعة رابين هذه التي يعدها النظام السوري اهم شروط التطبيع الكامل مع اسرائيل؟

تحت عنوان (وديعة رابين) كتب الصحفي الاسرائيلي عاموس جلبوع مقالا في صحيفة معاريف يوم 3/11/2008 ونشرته جريدة الثورة السورية الرسمية مترجما يوم الأحد 9/11/2008 يقول الكاتب الاسرائيلي ما يلي (في 3 آب 1993 عقد لقاء بين رابين ووزير الخارجية الأمريكية وورن كريستوفر, قبل يوم من لقاء الوزير الأمريكي الرئيس حافظ الأسد في دمشق. المفاوضات مع سوريا, والتي كانت تجري في واشنطن, كانت عالقة.‏ رابين قال في الحديث مع كريستوفر انه إذا كان السوريون مستعدين للتقدم نحو المطالب الإسرائيلية التي تتضمن معاهدة سلام كاملة وحقيقية, وترتيبات أمنية يشارك فيها الأمريكيون أيضا; انسحاب يستمر لخمس سنوات; خلق قناة حوار مباشرة وسرية بين إسرائيل وسوريا فستكون إسرائيل مستعدة للانسحاب من كل هضبة الجولان, حتى خطوط 4 حزيران 1967. هذه هي الوديعة التي أعطاها رابين لكريستوفر.).‏
اذن نظام اسد قبل، تماما مثل السادات، بالتطبيع الكامل مع اسرائيل مقابل اعادة الجولان، لكن من تراجع هي اسرائيل فبعد اغتيال رابين رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي تنفيذ وديعة رابين وليس النظام السوري! فالمسالة هنا هي ان نظام بشار وقبله نظام حافظ بقيا ملتزمان بتلك الوديعة، ويطالبان دوما بالوفاء بما ورد فيها. والسؤال المنطقي الذي تطرحه هذا الحقيقة هو التالي : اين الاختلاف بين نظام اسد ونظام السادات ومبارك؟ الفرق الوحيد هو ان السادات اكمل التطبيع بينما لم تطبع سوريا ليس لانها لاتريد ذلك بل لان اسرائيل تريد اجبار النظام السوري على الاعتراف بها والتطبيع الكامل معها دون اعادة الجولان وهذا ما لا يستطيعه النظام السوري لاسباب منطقية. لنترك اذن معزوفة المقاومة والممانعة ولنتحدث عن مساومات قذرة بين اسرائيل والنظام السوري. ان وديعة رابين تؤكد بما لا يدع مجالا لاي شك بان النظام السوري سلم الجولان في اطار صفقة تأمرية صهيونية امريكية.

ه – هل سياسة النظام السوري تتناقض مع المصالح الستراتيجية الامريكية والصهيونية؟ الجواب هو كلا، فهذا النظام حقق اكثر واهم الاهداف الامريكية ومنها انه 1 - اسقط سلطة البعث ومزقه شر ممزق داخل سوريا، 2 - واحيا ما يسمى الصراع الابدي العراقي – السوري، 3 - واشعل الفتن الطائفية في سوريا، 4 - وزرع الفساد من قمة الهرم نزولا الى قاعدته، 5 - وقبل الاعتراف باسرائيل وبدأ بالتفاوض مع امريكا واسرائيل فعلا من اجل ذلك، 6 - وحارب العراق تحت الراية الامريكية، 7 - ومارس دور (درع حماية) انظمة الخليج العربي ليس من ايران بل من العراق، كما قيل، 8 –ودعم ايران بشكل مطلق ضد العراق، 9 - وكان لحافظ اسد الدور الاكثر حسما في منع ايران من المصالحة مع العراق، طبقا لما اكده وكشف عنه مصطفى طلاس، واذا تذكرنا ان الهدف الرئيس لامريكا كان تواصل الحرب بين العراق وايران ومنع توقفها كما قال كيسنجر تيقنا ان حافظ اسد حقق هدفا امريكيا خطيرا بمنع التطبيع العراقي الايراني، 10 - ورفض باصرار التطبيع مع العراق رغم انه كان يتوسل ويقبل الايادي للتطبيع مع اسرائيل، 11 - وتعاون مخابراتيا مع امريكا بصورة رسمية تحت شعار مقاومة الارهاب، 12 - وساهم كبقية النظم العربية في كافة اشكال التأمر على العراق وهو يواجه محنة الحصار وغيرها، 13 - واعترف بحكومة الاحتلال في بغداد واقام معها علاقات ستراتيجية رسميا، 14 - وسمح للشركات الامريكية بدخول سوريا والاستثمار فيها....الخ. هذه بعض سياسات النظام السوري، فهل فيها شيء يتعارض مع المصالح الامريكية والاسرائيلية؟ ام انها تنسجم مع، وتخدم تلك المصالح؟ الجواب القاطع هو ان سياسات اسد اما تنسجم مع سياسات ومصالح امريكا واسرائيل او تخدمها، وهذا امر معروف ورسمي وليس انشاء دعائي.
اذن لم تحاول امريكا اسقاط نظام اسد منذ عامين كما تقول احيانا؟ وللدقة هل حقا تحاول اسقاطه ام اسقاط كل سوريا؟ اذا كان نظام اسد لا يختلف من حيث الجوهر عن نظام السادات ومبارك تجاه القضية الفلسطينية والعلاقات مع اسرائيل، واذا كانت سياسات النظام تخدم امريكا ستراتيجيا من خلال دعمها لمخطط تفتيت المنطقة طائفيا وعرقيا فلم تريد امريكا اسقاط النظام السوري؟ وانطلاقا من السؤال السابق نجد انفسنا امام سؤال منطقي اخر وهو : لم اتخذت واشنطن قرارا باسقاط حسني مبارك وبن علي مع انهما كانا من افضل اعوانها في المنطقة؟ هذان السؤالان يطرحان حقيقة بارزة وهي ان اسقاط نظام اسد لا صلة له بطبيعة سياساته مهما كانت بل هو الموضوع متصل بمخطط عام للمنطقة شمل اقوى خدم امريكا العرب قبل ان يشمل نظام بشار، والمخطط المقصود هو جعل النظم العربية التي استهلكت واثبتت تجربة غزو العراق ان دعم امريكا لها كان احد اسباب دعم الجماهير العربية للمقاومة العراقية وكل السياسات المعادية لامريكا، فقررت التخلص من هذا الارث المتعب والمكلف جدا بنشر الفوضى الهلاكة في الوطن العربي.

لماذا تنشر امريكا الفوضى الهلاكة؟ الجواب الذي يعرفه كل من يراقب ما يجري هو انها الوسيلة الامثل والاقل تكلفة للسيطرة الامريكية والصهيونية على الوطن العربي بعد فشل خطة الغزو العسكري الامريكي والتي كانت معتمدة حتى غزو العراق، لكن الرد العراقي الكبير وغير المتوقع امريكيا، وهو رد المقاومة العراقية المسلحة التي مرغت انف امريكا بالوحل وجرتها الى حافة مستنقع الانهيار من داخلها فعد الغزو بحق اكبر كارثة ستراتيجية في تاريخ امريكا، كما اعترف كبار قادة امريكا ومنهم مادلين اولبرايت، نقول ان هذا الرد العراقي فرض تنفيذ مخطط اخر مختلف وهو الاعتماد على تهديم الاقطار العربية من داخلها عبر استغلال فساد الانظمة واستبدادها وتبعيتها وتحريض الجماهير على اسقاط تلك الانظمة وتوفير الفرص الملائمة لتحقيق ذلك، بعكس ما كان يحصل قبل تبني هذه الخطة عندما كانت امريكا تقف مع سحق الانتفاضات العربية مثلما حصل في عهد السادات وعهد مبارك.
الهدف الجوهري الامريكي اذن ليس استبدال الانظمة بانظمة اخرى صالحة او وطنية ومستقرة بل جعل اسقاط الانظمة مقدمة لابد منها لنشر الفوضى وجعل سيطرة النظم البديلة على الوضع مستحيلا وهكذا تواجه الاقطار العربية حالة التفكك والتشرذم الداخلية والتي تؤدي اما الى طلب التدخل الامريكي – تحت غطاء دولي او بدونه – او استمرار التفكك حتى وصوله الى تقسيم الاقطار العربية في سايكس بيكو الثانية، للتأكد من هذه الحقيقة فقط راقبوا وحللوا ما يحدث من فتن تولد الواحدة منها عشرة فتن في تزايد هندسي مرعب في مصر وتونس واليمن والعراق وليبيا بعد اسقاط الانظمة فيها. اذن العمل على اسقاط النظام السوري ليس لانه وطني او ممانع او داعم للمقاومة، فهو مساوم ومنبطح ومشبوه، بل لان الوقت قد حان لبدء اخطر حملة تفتيت وتقسيم للاقطار العربية، وهذه الخطة تشمل سوريا طبعا كما شملت مصر وكان رأس النظام فيها ومؤسسته العسكرية ونظامه السياسي من اكبر خدم امريكا او المتعاونين معها.
هذه الحقيقة تفسر (اسرار) تقلب الموقف الامريكي والاوربي تجاه احداث سوريا فبعد مواقف متشددة تطالب بالتدخل العسكري لاسقاط النظام السوري، كما حصل في ليبيا، واعلانات متكررة من الادارة الامريكية والفرنسية والبريطانية بضرورة رحيل اسد لانه (فقد شرعيته) كما قالوا، وبعد ان دعمت بعض جماعات المعارضة السورية بطريقة محدودة تمكنها من مهاجمة النظام والحاق خسائر به لكنها لا تمكنها من حسم الامور، بعد هذا وصل الصراع السوري الى مرحلة التعادل النسبي في القوة بين النظام والمعارضة، فلا المعارضة تستطيع الحسم عسكريا ولا النظام يستطيع تحقيق الحسم العسكري، وهكذا وصلت ازمة سوريا الى مرحلة التحطيم المنظم لسوريا كدولة وتفكيكها كمجتمع من خلال استمرار العجز عن الحسم في ظل خسائر كارثية في البشر والعمران والموارد.
هذا مخطط امريكي صهيوني اوربي مشترك تكمله من الجهة الاخرى ايران وروسيا كل من منطلقه المصلحي الخاص به، ولكن النتيجة واحدة وهي دفع سوريا الى مواجهة اكبر كوارثها في العصر الحديث اي تقسيمها وتحييدها ربما لعقود وهو ما تحتاجه اسرائيل لاكمال مقومات بقاءها! المعنى الاكبر لهذه الحقيقة هي ان اسقاط نظام اسد ليس الهدف النهائي بل هو هدف وسيط ومطلوب للوصول الى هدف اخطر وهو اسقاط سوريا وتقسيمها وتفيتتها في اطار المخط المعروف والذي بدء خميني بتنفيذه منذ وصل للسلطة. ومما يؤكد هذه الحقيقة ان المخابرات الامريكية التي لديها رجالات كبار اقوياء داخل النظام السوري كان بامكانها اسقاط النظام بدون قطرة دم واحدة من خلال انقلاب عسكري سريع وحاسم يتخلص من اسد وينصب بديلا عنه، لكن الهدف ليس تغيير النظام بل تغيير سوريا برمتها، وتغيير سوريا يفرض حصول احداث كارثية تعيد تشكيل سايكولوجيا الشعب العربي السوري اولا وقبل كل شيء، ليصبح في مواجهة خيارين احلاهما مر وهما اما الاستمرار في العذابات الحالية وما تؤدي اليه من تقسيم اجباري لسوريا او قبول هيمنة امريكا وطلب تدخلها العسكري لحسم الامور سواء بقواتها مباشرة او بقوات دول اخرى ولكن تحت غطاء الامم المتحدة الذي تمسك به بكلتا يديها.
ليقرأ من يدافع عن بشار ما سبق ليعلم بان ما يجري اعقد واكبر من مجرد اسقاط النظام السوري وان اسقاط هذا النظام يتم في اطار استبدال عام لكافة الانظمة العربية وفقا لستراتيجية امريكية عالمية.
يبقى سؤال مهم يغلق افواه من يقولون ان بشار يريد الاصلاح وهو : هل غير بشار الموقف العدائي للعراق والامة العربية الذي تبناه والده؟ كلا فقد واصل نفس السياسة وابرز المظاهر التي تؤكد ذلك هو ان بشار اقام علاقات ستراتيجية مع نظام الاحتلال في بغداد واعترف بحكومتة مع انه بقي يرفض اعادة العلاقات مع العراق تماما مثل والده، فما معنى رفض اعادة العلاقات مع العراق واعادتها فورا بعد الاحتلال وجعلها علاقات ستراتيجية مع حكومة الاحتلال؟ انه يعني امر واحد لا غير وهو ان بشار تابع لايران تبعية الضعيف للقوي بعكس والده الذي كان قويا في علاقته بايران فيؤثر فيها مثلما تؤثر فيه واوضح دليل هو اقناع حافظ اسد لقادة ايران بالتخلي عن توجههم للمصالحة مع العراق. يتبع.
Almukhtar44@gmail.com
10/4/2013

شبكة البصرة

الاربعاء 29 جماد الاول 1434 / 10 نيسان 2013


الرد على: ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! - زحل بن شمسين - 06-21-2013

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 13

شبكة البصرة

صلاح المختار


http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0413/mukhtar13_130413.htm
لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

عاشرا : لم يجب ان يسقط النظام السوري؟ بعد توضيح كل ما سبق بالادلة والوثائق والتحليلات فان اسقاط النظام السوري يعد اهم مفاتيح عودة حركة التحرر الوطني العربية للهجوم وانهاء مرحلة التراجعات والنكوص، لسبب واضح جدا لمن يريد ان يفهم حقيقة ما يجري وهو ان اخطر انقلاب ستراتيجي كارثي وقع والحق بامتنا العربية الدمار والخراب والتشرذم كان تغيير طبيعة الصراع من صراع مع الصهيونية وداعميها الى صراعات طائفية عرقية بين ابناء الشعب الواحد، بفضل ايصال الغرب والصهيونية لخميني الى الحكم في ايران، فما ان وصل حتى انتقل الوطن العربي برمته ومحيطه الاقليمي من مرحلة النضال ضد الصهيونية وكيانها وداعميها الى مرحلة الانغماس شبه الكلي في مواجهة كارثة الفتن الطائفية والعرقية المتولدة عن شعار خميني (تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد) بكل شحنته الطائفية الرسمية البغيضة والتي اتخذت شكل عمل مسلح رسمي ايراني وعبر عملاءها في العراق سقط ضحيته الكثير من العراقيين الابرياء.
ان اهمال هذه الحقيقة يفضي حتما الى انحراف المسار الستراتيجي نتيجة خطأ الفهم، دعونا ندقق ذلك ميدانيا.
لابد اولا وقبل كل شيء من تذكر الحقيقة الجوهرية التالية لانها منطوية على دلالات مهمة جدا وهي ان العراق الذي كان يشهد منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي اعظم نهضة شاملة (اجتماعية وعلمية وتكنولوجية وعسكرية وثقافية...الخ) في تاريخه عمقا وفي الوطن العربي افقيا بعد ان نجح في القضاء على الفقر والامية وبدأ عهد الرفاهية الشاملة، هذا العراق الناهض بتفاؤل عظيم شعبا ونظاما وجد انه مهدد بكيانه ووجوده وانجازاته الكبرى الغالية نتيجة اعلان خميني قراره بغزوه وتدميره وتنفيذ هذا القرار بشن سلسلة عمليات عسكرية وارهابية على الحدود وداخل بغداد وغيرها ذهب ضحيتها الكثير من العراقيين، فاضطرت القيادة العراقية الى تحويل مواردها البشرية والمادية والعسكرية من المواجهة مع الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني ومن مواصلة تنفيذ خطط التنمية والتطوير الاجتماعي والثقافي والعلمي الى العمل على توقي الخطر الايراني الذي وجد له ادوات داخل العراق اعتبرت الولاء لايران مقدما على الولاء للعراق نتيجة التربية الطائفية التي جعلت من الطائفة هوية بديلة عن الهوية الوطنية والهوية القومية.
كوارث الامة العربية المعاصرة الاشد تدميرا وتفكيكا للوحدة الوطنية وللهوية القومية بدأت بوصول خميني للسلطة، وتعمده تغيير طبيعة الصراع واجبار العرب انظمة وجماهير على مواجهة كارثة الفتن الطائفية التي اشتعلت في العراق والخليج العربي ولبنان وسوريا ثم انتقلت في عهد خامنئي الى المغرب العربي والسودان ومصر. وهكذا بتظافر جهود التطرف الطائفي الشيعي الصفوي في ايران مع التطرف الطائفي السني الذي مثلته افغانستان في نفس الفترة (نهاية السبعينيات وبداية الثمانيينات) وجدت الامة العربية كلها نفسها انها غارقة في بحور متلاطمة من الفتن الطائفية والعرقية التي يغذيها الغرب والصهيونية.
هذا هو اخطر انقلاب حصل منذ غزو سايكس - بيكو الاولى، وهو كان ومازال وراء تدمير قوانا وامكانيات المواجهة الموحدة للغرب الاستعماري والصهيونية وهو كان ومازال احد اهم عوائق التقدم والتنمية العربية المستدامة، فكان طبيعيا ان ترتاح الصهيونية وتجد في هذا الانقلاب انقاذا لها وفرصة لتنفيذ كافة مخططاتها القديمة القائمة على تمزيق الاقطار العربية كلها على اسس طائفية وعرقية واجبار العرب على الانشغال بقتال بعضهم للبعض الاخر باسم الطائفية والعرقية.
وفي حملة خميني، وخامنئي من بعده لتمزيق الاقطار العربية طائفيا وعنصريا، أسست ايران قواعد فعالة خارجها كلفت بمهام خوض معاركها وتوسيع نفوذها من جهة، وتجميل صورتها امام الشعب العربي بخوض صدامات او حروب مع الكيان الصهيوني من قبل اخطر ادواتها غير الحكومية وهو حزب الله، اللبناني الانتماء الرسمي ولكن الايراني الهوية والولاء، من جهة ثانية. على مستوى حكومي كان نظام اسد ومازال حجر الزاوية في قوة ايران الخارجية واهم ادوات توسيع نفوذها داخل سوريا وخارجها وحمايته خصوصا في لبنان. من هنا وبعد اكثر من 30 عاما من الكوارث توفرت الادلة الساحقة خصوصا في مرحلة الانتفاضة السورية الحالية على ان حزب الله وسوريا هما اخطر ادوات الاستعمار الايراني في توسعه وتنفيذ خططه على حساب الامة العربية، وتكفي نظرة واحدة لتطور الاوضاع منذ عام 1980 لنتأكد بانه لولا النظام السوري وحزب الله لما نجحت ايران في اقامة الهلال الفارسي الممتد من طهران الى لبنان مرورا بسوريا ثم ضم العراق اليه بعد غزوه، وهذا هو بالضبط ماعناه طائب مهدي بقوله ان سوريا اهم من الاحواز.
وبما ان معركتنا مع ايران، في ضوء ما يدور خصوصا في العراق وسوريا والبحرين ولبنان واليمن وكل الخليج العربي، اصبحت معركة وجود وهوية فليس لدينا سوى خياران: فاما ان تشرذم ايران اقطار عربية عديدة او نواجه ايران واداوتها بقوة ماحقة وبلا ابطاء او تردد ونقضي على ركائزها الاساسية. لنتذكر بوضوح بان الخطوة الصحيحة ستراتيجيا لاعادة الصراع الى اصوله الحقيقية التي كانت سائدة قبل ظهور خميني و(المجاهدين الافغان) هي تحطيم مصادر قوة ايران الخارجية لاجبارها على التراجع الى حدودها والانكفاء داخلها، وعندها يمكن لحركة التحرر العربية العودة امنة الى النضال الطبيعي والصحيح وهو النضال ضد الصهيونية وكيانها وداعميها الدوليين والاقليميين. فقط عندما تتم هذه الخطوة الستراتيجية سيتمكن العرب انظمة وجماهير من ترميم الجراح واعادة تشكيل هياكل المواجهة مع الصهيونية وكيانها وداعميه دون وجود خيول طروادة في الداخل تابعة لايران وتحظى بدعم امريكي صهيوني واضحين جدا وتقوم باثارة فتن تجبرنا على تغيير اهدفنا المباشرة، وبدون تلك الخطوة ستبقى الاقطار العربية تواجه نزيفا قاتلا وهو نزيف الفتن الطائفية والعرقية والتي تشعلها ايران بدعم النظام السوري وبتجميل حزب الله لوجه ايران وبدعم كامل امريكي صهيوني.
لا مفر اذن اذا من تأمين جبهاتنا العربية الداخلية وضمان بقاءها موحدة وبلا الغام تتفجر دوريا وتشغلنا عن المواجهة مع العدو الرئيس الاصلي، وهذه الضرورة الوجودية غير ممكنة الا باستأصال جراثيم ايران ومنع عودتها باي ثمن.
ان اسقاط النظام السوري ومهما كنت نتائجه مكلفة خطوة لابد منها لاجتثاث القاعدة الاكثر قوة ماديا ورسميا، اما تصفية حزب الله فستكون تحصيل حاصل بعد اسقاط النظام السوري فهذا الحزب ارتكب جرائم كثيرة تحت غطاء محاربة اسرئيل، فبعد ان احتل لبنان بقوة (سلاح المقاومة) لم يعد اي منصف يتجرأ على ادعاء انه حزب مقاومة خصوصا ونحن نراه الان يقاتل دفاعا عن نظام اسد في دمشق ويقاتل في بغداد دفاعا عن الاحتلال الايراني للعراق. وكان هذا الحزب هو الاداة الاخطر في تدريب واعداد فلول ايران في العراق والبحرين والسعودية واليمن، ويعرف العراقيون ان عماد مغنية ذهب الى العراق مرارا لتدريب عصابات تابعة لايران بعد الغزو، واخر عملاء ايران الذين ذهبوا الى العراق واستعرض قوات ما يسمى ب (حزب الله العراقي) هو سمير قنطار الذي وقف في احد اهم شوارع بغداد يستعرض مسلحي حزب الله العراقي الذي اعلن رسميا انه سيقوم بقتل الاف العراقيين من الطائفة الاخرى.
وعلينا ان نتذكر بان اسقاط نظام اسد باسرع وقت هو الضمانة الاساسية لكسر الخطة الامريكية الايرانية لتفتيت سوريا عبر استمرار الصراع المميت فيها وابادة مئات السوريين يوميا واستنزاف موارد سوريا وتدمير بنيتها التحتية لكي لا تستطيع النهوض لاكثر من خمسين عاما وهو الوقت الذي تحتاجه اسرائيل لاكمال بناءحصانتها الستراتيجية الكاملة، لذلك فكسر هذه الحلقة الجهنمية لا يمكن الا بأنهاء النظام السوري باسرع وقت لابقاء سوريا واحدة وبلا عقد ثأر عميقة. وباسقاط النظام السوري تبدأ رحلة تلاشي النفوذ الايراني في كل مكان خصوصا في لبنان، حيث ان الشعب اللبناني لم يعد يحتمل وجود حزب اقوى من الجيش ويبتز الناس ويجردهم من حريتهم وحقوقهم وهويتهم بالقوة، لذلك فان سقوط نظام بشار سيشهد حتما وواجبا بدء عملية تلاشي حزب الله في لبنان كقوة عسكرية وسياسية مهيمنة وبلا منازع.
وعلى الجميع الانتباه لحقيقة لم يعد ممكنا القفز من فوقها وهي ان معركة لبنان بعد اسقاط النظام السوري لن تكون مثل المعارك السابقة فيه حيث كانت تنتهي بالعودة للتوافق اللبناني التقليدي والذي يحفظ لكل طائفة وجودها بما في ذلك التسلح، الان تغيرت الصورة في لبنان ولم يعد اي لبناني حتى من انصار حزب الله يقبل بوجود حزب اقوى من الجميع ويستطيع ارغام الدولة، فهذه حالة جديدة في لبنان اصبحت تنتج الغاما اكثر خطورة مما سبق وتزيل حتى فترات الاستراحة بين حربين، ولذلك فهي تنسف قاعدة اعادة التوازن اللبناني التقليدية بحماية الجميع من الجميع. حزب الله ازال هذه القاعدة ليس لانشاء نظام لا طائفي بديل تسعى اليه القوى التقدمية اللبنانية بل لتكريس ظاهرة هيمنة حزب طائفي واحد هو حزب الله الكاملة على القرار اللبناني وتسخير ذلك لخدمة الستراتيجية القومية الفارسية، وهذا هو المصدر الجديد لعدم استقرار لبنان ودخوله نفق الانفجارات الدورية والمتعاقبة بدون فواصل زمنية كما كان الحال قبل حزب الله.

صلات عضوية ايرانية صهيونية عولمية
ولكي لا يراهن بعض العرب على امريكا والغرب والصهيونية في اضعاف او ضرب ايران، وهي مراهنة عبثية تكاد تكون انتحارا حقيقيا، يجب ان نركز على فهم وتذكر حقيقتين جوهريتين لابد من تذكرهما دائما لمعرفة عمق وعضوية صلة ايران بالغرب والصهيونية، وهي صلة تلاق ستراتيجي خطير جدا حول قاسم مشترك هو التدمير المنظم للاقطار العربية والمحو المبرمج للهوية العربية عبر شرذمة الجماهير بفتن طائفية وعرقية متلازمة :
الحقيقة الاولى : هي ان لامريكا مصلحة ستراتيجية، وليس تكتيكية، في بقاء الدور الايراني مادامت ايران تنفذ مخططا طائفيا تقسيميا لصالحها، وتأكيدا لهذه الحقيقة اصرت ادارة اوباما على موقف يجب ان نتوقف عنده كثيرا وليس قليلا وهو تعيين وزير دفاع ومدير مخابرات ممن يعارضون شن الحرب على ايران رغم انها اكملت او تكاد تكمل بناء قوتها النووية. فتلك الخطوة ليست الا اكمال لمنظومة الادلة المتتابعة وبلا توقف منذ ايرانجيت وحتى الان على ان امريكا واسرائيل لهما مصلحة ستراتيجية عظمى في تعزيز الدور الايراني وليس اضعافه، وهذا التوجه هدفه ادامة صراعات المنطقة الطائفية والعرقية لاجل سحق الشعب العربي وتقسيمه الى دويلات قزمية تحت عجلات ايران وامريكا. وحتى المشكلة النووية التي تعدها امريكا واسرائيل المحرم الاول على غير اسرائيل فان التحالف الامريكي الاسرائيلي يبدو بعد اكثر من ثلاثة عقود راغبا وبعكس التصريحات الجوفاء في اكمال بروز ايران نووية تحت غطاء (سلمية مشروعها)، وهو ما وافقت عليه ادارة اوباما رسميا، مع ان الجميع يعرف بان اي مشروع نووي سلمي يمكن تحويله الى مشروع عسكري، وكانت هذه الحقيقة العلمية وراء اصرار امريكا والكيان الصهيوني على تدمير المشروع النووي العراقي رغم انه كان في بدايته وكانت مكوناته سلمية لانهما كانتا تعرفان ان مجرد وجود مشروع نووي سلمي يمكن ان يقود بالتخطيط الى تحويله الى هدف عسكري وهذا ما فعلته كل الدول النووية.

لماذا تدعم امريكا المشورع النووي الايراني؟ (السر) المكشوف هو ان امريكا واسرائيل تعرفان بان عداء ايران للامة العربية اقوى من اي صراع اخر مهما كان، كما ان المشروع الامبراطوري الايراني مكمل ستراتيجيا للمشروع الامبراطوري الصهيوني وللمشروع الامبريالي الامريكي، وما وضع امريكا لايران في قائمة الدول التي يجب ان تكون من مؤسسي النظام الشرق اوسطي الجديد الا دليل واضح على ذلك. وعلينا دائما ايضا ان لاننسى ابدا ان مطامع الغرب الاستعماري والصهيونية تقع في ارض العرب (النفط وفلسطين) وليس في ارض فارس، والتنافس الموجود بين بلاد فارس والغرب والصهيونية لم يصل حتى هذه اللحظة الى مستوى عداء رئيس بين المشروع القومي الفارسي والمشروعين الامريكي والصهيوني. ما هو الدليل؟ اكبر الادلة هو تسليم امريكا العراق الى ايران وتبنيها لموقف مطابق للموقف الايراني من ازمة البحرين، و(رعاية) امريكا لقيام ايران بزرع بذور سيطرتها على شرق السعودية والكويت وشمال اليمن، من خلال تسهيل وصول السلاح والمال والمدربين الايرانيين الى صعدة رغم وجود الاسطول الامريكي في المنطقة طوال السنوات السابقة من اجل جعل الحوثيين قوة تتحكم بشمال اليمن تمهيدا للانتشار الى داخل السعودية.

اما الحقيقة الثانية فهي ان القاسم المشترك بين ايران وامريكا والصهيونية هو العمل على المشترك على شرذمة الاقطار العربية، فالعولمة في مرحلتها الثانية، وهي مرحلة النيوليبرالية (الليبرالية الجديدة)، تفرض شرذمة كافة الاطراف من خلال التغليب المطلق للنزعات الذرية او التشرذمية والتي لا يمكن الوصول اليها الا بخصخصة كل شيء حتى الجيوش واجهزة الامن، وتحطيم الكتل الكبيرة وجعلها كتلا اصغر لتسهيل السيطرة عليها وتغيير هويتها لتنسجم مع ضرورات الامركة والتي تحرك وتتحكم بالعولمة. ان عالما متشرذما على اسس عرقية وطائفية ودينية وتحركه المصلحة الفردية الانانية الضيقة هو العالم الوحيد الذي تستطيع امريكا السيطرة عليه نتيجة لوصولها الى حالة الاحتضار الذاتي كنظام رأسمالي شاخ ووصل نهايتهه، لذلك فالنيوليبرالية وصفة دواء قاتلة حتمية لابد منها للنجاح في شرذمة وتفكيك شعوب العالم الثالث على اعتبار ان الليبرالية والنيوليبرالية، وهما نتاج مجتمعات متطورة جدا، تتطلبان مجتمعات متقدمة وفيها دول ذات مؤسسات دستورية وقانونية مسيطرة وتقاليد عمل ملزمة كي يمكن تطبيقهما، وهذه الشروط غير متوفرة بالصورة المتبلورة في العالم الثالث لهذا فالنيوليبرالية والليبرالية ليستا سوى وصفة شرذمة وتقسيم لشعوب العالم الثالث كلها، وما جرى في العراق بعد الاحتلال وتعمد امريكا تطبيق نوع هجين من الديمقراطية الليبرالية مثال يؤكد ما قلناه، كما ان ما يجري في مصر وتونس واليمن وليبيا تحت غطاء لبررة الدولة والاقتصاد افضى الى شرذمة الكتل الاجتماعية وتفكيك الدولة لصالح قوى اخرى خارجها.
النيوليبرالية اذن هي قابلة اشعال الحروب الاهلية وتوليد الكيانات القزمة التشرذمية اذا طبقت في العالم الثالث، وهي لذلك صندوق باندورا الذي يطلق كل شرور الفوضى الهلاكة. وبما ان ايران هي وحدها التي نجحت في اطلاق شرور صندوق باندورا الطائفي - العرقي فان لامريكا واسرائيل مصلحة ستراتيجية كونية في بقاء ايران قوية وفاعلة في الوطن العربي. ايران هي في ان واحد الشريك الرئيس لامريكا واسرائيل في مخطط الشرذمة والتقسيم والاداة الاخطر في تنفيذ هذ المخطط العولمي لذلك يجب عدم النظر الى موقف الغرب من ايران من زاوية واحدة فقط بل لابد من معرفة اهداف المخطط الكوني الامبريالي لتحديد دور القوى الاقليمية ومنها ايران.
ما الذي بقي؟ الذي بقي هو موضوع واحد فقط وهو موقفنا من البارزاني والذي انتقده فيلسوف ((اليكفي)) واثنى عليه داعم بشار،
يتبع.
Almukhtar44@gmail.com
14/4/2013

شبكة البصرة

السبت 3 جماد الثاني 1434 / 13 نيسان 2013


الرد على: ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! - زحل بن شمسين - 06-26-2013

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة 14

شبكة البصرة


http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0413/mukhtar14_200413.htm
صلاح المختار
لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل

من كل ما تقدم نجد انفسنا امام حقيقة يستحيل انكارها وهي ان من يعتقد بان نظام اسد الاب والابن معا وقع في اخطاء طبيعية، وهو احتمال بشري قائم وممكن، يقع في خطا فهم طبيعة النظام وتركيبه البنيوي و(الجيني)، فهو مسيرة طويلة فيها اثباتات كافية لتأكيد ان النظام لم يكن يقع في اخطاء بل كان يتصرف وفقا لبنيته الاساسية وتكوينه البنيوي، في حالة قريبة جدا من تحكم العنصر الجيني في مميزات الانسان، وهنا لابد من الانتباه لوجود فرق كبير وجوهري بين خطأ بشري عادي وبين ممارسة بنيوية، فالخطأ العادي يكتشف ويصحح وتتم عملية تجاوزه، اما السلوك البنيوي فانه لا يتغير لانه منبثق من (جينات) النظام وبنيته الطبيعية ولذلك فانه يتقرر وفقا لتكوينه الاصلي، ففي الخطأ ثمة انحراف عن القاعدة اما في الممارسة البنيوية فهي تعبيرات طبيعية عن تكوين طبيعي لا يمكن تغييره.
ان ما قدمناه من امثلة عملية على ممارسات نظام اسد خلال اكثر من اربعة عقود يؤكد بلا ادنى شك انها ممارسات بنيوية وليست اخطاء عادية، فتكرار الممارسات ورفض تغييرها رغم نتائجها الكارثية طوال تلك لفترة الطويلة جدا يكفي لاثبات ان النظام كان يتصرف وفقا لقوانين تتحكم به من داخله ولا يستطيع التخلص منها.
نقطة اخرى مثيرة للاستغراب وهي ان صديق فيلسوف ال(يكفي) يقول ما يلي حرفيا : و(وقد سررت أن الرفيق عزة الدوري أشار لدور القاعدة في تخريب المقاومة في العراق، أفلا يرى مثل هذا الدور في سورية؟ وكنا نتوقع ممن رفض التدخل الأجنبي في ليبيا، أن يرفضه في سورية أيضاً).
هنا نواجه حالة انكار غريبة ساذجة او متساذجة، فهذا الشخص يدعي بان الرفيق عزة ابراهيم لم يدن التدخل الخارجي في سوريا كما ادان التدخل في ليبيا! فهل هذا الادعاء صحيح؟ الجهل المصطنع بالموقف المتبرقع بالتجاهل يتضحان حينما نتذكر بان الرفيق عزة ابراهيم كرر بانتظام انه يقف بصفته امينا عاما للحزب وقائدا للمقاومة العراقية ضد التدخل الاجنبي في سوريا، بل انه في خطابه الاخير المتلفز والذي اثار ضجة كبرى عربيا وعالميا، لانه كان خطابا متلفزا بالصورة والصوت المتحركة الحية في شهر كانون الثاني من هذا العام ولمناسبة عيد الجيش، قال مؤكدا باننا ضد التدخل الاجنبي في سوريا ونرفضه وندينه بشدة، وهذه حقيقة يعرفها من تلبسته حالة انكار اراد بها تشويه الموقف لكي يدين كل من يقف مع الانتفاضة الشعبية الوطنية السورية، مهما كان دوره الواقعي وهويته الفعلية، عبر ابتزازه باتهام دعم التدخل الخارجي، والرفيق عزة ابراهيم لا يمكنه كمقاتل في الميدان منذ عشر سنوات من اجل الحرية والتحرر الا ان يدعم الانتفاضة الشعبية المشروعة لذلك اعلن وكرر الاعلان عن دعمه لها ولمشروعيتها الكاملة يضاف الى ذلك ان البعث في كل بياناته تقريبا وفي كل اسبوع يكرر رفضه للتدخل الخارجي في سوريا وادانته. اذن لم قام ذلك الشخص بتلك اللعبة المكشوفة؟ نترك الجواب للقارئ الكريم.

الموقف من القضية الكردية
حادي عشر : الموقف من القضة الكردية : يقول فيلسوف ال(يكفي) ما يلي : (يا سيدي في المواقف القومية والوطنية لا مجال لافتراض حسن النوايا.. يجب أن يكون الانحياز واضحا كالشمس قاطعا كالسيف. يكفي أن يشكر عزة الدوري الملك السعودي (مع كل ما نعرفه عن هذا النظام) ويدافع عن القيادات الكردية، رغم علاقاتها بـ"إسرائيل، التي بدأت تبعا لما نشرته صحيفة معاريف، منذ العام 1943 أي قبل قيام "إسرائيل"، وتعمقت بعد قيامها. يكفي هذا لأشكك في أن الرجل قد انحرف عن المسار الصحيح). اما الاخر فيثني على تلك الجملة! هنا نتوقف عند موقف فيه تضليل كبير لمناقشة موقفنا الستراتيجي والمبدأي من القضية الكردية في العراق، وهل هو خاطئ؟ ام صحيح؟ لكي نضع من زور في مكانه الصحيح الذي يستحقه.
سجل التاريخ باحرف من نور بان نظام البعث في العراق هو الذي اعترف بالحقوق القومية للشعب الكردي في العراق واقام منطقة حكم ذاتي للاكراد شملت صلاحياته كل شيء، بما في ذلك اقامة حكومة محلية (مجلس تنفيذي) وبرلمان محلي (مجلس تشريعي) ولم يستثنى الا التخطيط الاقتصادي للدولة والشؤون العسكرية والامنية اللتان بقيتا حكرا على الحكومة المركزية كما في كل الدول البسيطة والمركبة (الفدرالية)، وكانت اتفاقية 11 اذار عام 1970 هي التجسيد العملي للموقف البعثي من القضية الكردية ولكن التدخلات الخارجية لم تسمح باستمرار تلك التجربة فعزل شمال العراق الكردي عن العراق بالقوة في عام 1991 بعد العدوان الثلاثيني. اذن من حيث الجوهر والمبدأ البعث ونظامه هو الوحيد من بين دول المنطقة التي فيها اكراد الذي اعترف بحقوقهم وهويتهم القومية واعتبر القومية الكردية هي القومية الثانية في العراق. لازالة طروحات التضليل المتعمد وبالاخص الفقرة التي اوردناها هنا لابد من طرح اسئلة رئيسة والاجابة عليها.
سؤال 1 : هل علاقات زعامات كردية باسرائيل والغرب اكتشاف جديد ام انها علاقات قديمة ومعروفة؟
الجواب : العلاقات قديمة ومعروفة ومثبتة منذ عقود طويلة سابقة لغزو العراق، ولم تحاول الزعامات الكردية التي اقامت تلك العلاقات انكارها وانما فسرتها على انها اضطرار حصل نتيجة عدم الاعتراف بالحقوق القومية للاكراد. وهناك كتب ووثائق تثبت وجود هذه العلاقات وكانت الحركة الكردية تبذل جهدا كبيرا للاتصال بالزعماء العرب لدعمها ومن بينهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي اقام علاقات مع الحركة وفتح مكتبا لها في القاهرة وهو يعرف باتصالاتها تلك. فما الجديد اذن؟

سؤال 2 : هل قطعت تلك الزعامات الكردية صلاتها باسرائيل عندما فاوضتها القيادات العراقية في كافة العهود وليس في عهد البعث فقط؟
الجواب هو كلا لم تقطعها وان وعدت اثناء حكم البعث بعدم مواصلتها على اساس ان اصل تلك الصلة هو طلب الدعم الاسرائيلي نتيجة عدم تلبية المطاليب وبما ان المشكلة وجدت حلا جذريا بالاعتراف بالقومية الكردية قانونيا وفعليا فان الحاجة للعلاقة انتفت عمليا ومنطقيا. وعدم قطع هذه العلاقات يعود لسببين السبب الاول ان هناك توجهات انفصالية لدى بعض الاطراف الكردية لذلك فالحصول على الحكم الذاتي ضمن عراق واحد لم يكن نهاية اهدافها ومن ثم فان الحاجة للدعم الخارجي الاسرائيلي وغيره بقيت قائمة، والسبب الثاني عدم استمرار الاستقرار في العراق بعد العدوان الثلاثيني عليه وبدء مرحلة جديدة من الصراع مع العراق وداخله تمثل في فرض الحصار ومناطق الحظر الجوي وعزل شمال العراق وبدء الاعداد لاسقاط النظام وحصول تخلخل اقتصادي قوي انتج ثغرات اجتماعية وسياسية واخلاقية نتيجة عودة الجوع والفقر والمرض بعد الحصار وبسببه.

سؤال 3 : اذن لم كانت الحكومات العراقية المتعاقبة تفاوض القيادات الكردية رغم علمها بصلاتها باسرائيل وغيرها ولا تشترط قطع العلاقات قبل التفاوض معها؟
الجواب : ان العراق كان يواجه حالة خطيرة جدا لانه كان ينزف دما ومالا بسبب القتال مع الحركة الكردية وكان الاستقرار يتعرض للتحديات، احيانا بصورة خطيرة، لذلك كان مفروضا على اي حكومة ونظام عراقي ايجاد صيغة تحل هذه المشكلة من اجل ايقاف النزيف العراقي، وكانت الاتصالات والمفاوضات هي الحل الوحيد الممكن، فاذا لم يتم التفاوض سيستمر النزيف وسيستمر الدعم الخارجي (الاسرائيلي – ا لايراني – الامريكي) للزعامات الكردية المقصودة، ويبقى العراق في حالة عدم استقرار وتخلف وتأخر في كافة اوجه الحياة، لذلك كان التفاوض والبحث عن حل سلمي هو الحل الوحيد الممكن بغض النظر عن كافة الاعتبارات المعروفة. هذه سياسية لم ترفضها اي حكومة عراقية منذ ثلاثينيات القرن العشرين وحتى الغزو. وكانت الانظمة الوطنية تفترض ان وعود الحركة الكردية بترك العلاقات مع اسرائيل سوف تحترم بعد منح الاكراد حقوقهم القومية. فهل يوجد خيار اخر يوقف نزيف الدم والمال ويمنع التنمية والتقدم؟ كلا طبعا وهذه حالة لم تقتصر على العراق فالدول التي وقع فيها تمرد مسلح رفضت في البداية التفاوض لكن اغلبها تفاوض واعترف مثل بريطانيا في القضية الايرلندية وغيرها.

سؤال 4 : بعد تكرار عدم قطع العلاقات مع اسرائيل هل توقفت القيادات العراقية واخرها قيادة البعث عن التفاوض مع الاكراد؟ كلا استمرت محاولات انهاء الصراع المسلح بالطرق السلمية. وكلنا يتذكر بان البعث واثناء العدوان الثلاثيني مباشرة وبعد معارك دموية مع الحركة الكردية وبعد وقوع ضحايا كثر تفاوض في بغداد مع وفد كردي مثل البارزاني والطالباني وتم الاتفاق على تطوير الحكم الذاتي تفصيليا وعولجت كافة المشاكل ووضعت الاتفاقية الجديدة مكتوبة وبقي التوقيع عليها فقط وطلب السيدان مسعود وطالباني الذهاب للشمال الذي كان معزولا والعودة للتوقيع بعد ايام ولكن الوفد لم يعد لبغداد ولم يوقع الاتفاقية لان امريكا ضغطت عليه كي لا يوقع وعاد الحال الى وضع عدم الحل. اذن كانت الحكومات العراقية لا تتوقف عن التفاوض رغم فشل كل المحاولات السابقة لان عدم التفاوض يضر بالعراق ويبقيه اسير حالة عجز عن تطبيع وضعه الداخلي وعلاقاته الخارجية ايضا، فاهون الشرور هو التفاوض مهما حصلت عمليات تهرب او تراجع او رفض القبول بالحل السلمي. وفي تلك الفترات كانت زعامات كردية تواصل علاقاتها مع اسرائيل وامريكا وايران وغيرها.

سؤال 5 : هل كان الرئيس الشهيد صدام حسين لا يعرف بحقيقة موقف الزعامات الكردية في عام 1996 عندما استجاب لطلب السيد مسعود البارزاني لنجدته بعد تعرضه لهجوم شنته قوات جلال الطالباني وبدعم قوات ايرانية رغم ان منطقة الشمال الكردي العراقية كانت غير خاضعة للسلطة في بغداد؟
الجواب : كلا كان يعرف بكل مواقفهم بما في ذلك الاتصالات مع اسرائيل، ورغم ماكان قائما من صراع مع مسعود البارزاني فان طلبه النجدة رد عليه الرئيس صدام فورا بالموافقة فدخل الجيش العراقي اربيل وسحق القوات الايرانية وقوات جلال واعاد السلطة الى مسعود ثم انسحب مرة اخرى لتجنب استئناف الحرب ضد العراق من قبل امريكا ومن تحالف معها وقتها. وكان الرئيس الشهيد يعرف ان زعماء اكراد كانوا يعملون ضد العراق تحت غطاء المعارضة لكنه قرر دعم مسعود، اولا لان مصلحة العراق تفرض المحافظة على عراقية المنطقة الكردية وعدم قطع الصلات معها وتجسد ذلك في مواصلة نظام البعث تزويد المنطقة الكردية بحصصها من البطاقة التموينية وكل ما تحصل عليه بقية محافظات العراق بما في ذلك الكتب المدرسية رغم عزل شمال العراق الكردي عنه، وثانيا اختار الرئيس صدام حسين دعم الشخص الذي يعتقد انه مازال يريد تحقيق المصالحة في ظرف ما مع بغداد ويحترم كلامه ووعوده وهو السيد مسعود البارزاني، بعكس السيد جلال الطالباني الذي عرف عنه انه لا يحترم كلمة ولا يبقى على موقف ولا على ايديولوجيا.

س6 : هل يمكن الجزم بان كافة قادة الحركة الكردية وبدون استثناء سوف يبقون على علاقاتهم باسرائيل اذا تحققت مطاليبهم ام ان بعضهم يريد البقاء ضمن عراق موحد بعد الحصول على الحقوق القومية؟
الجواب : كلا فمن المستحيل وجود اتفاق شامل وتفصيلي بين كافة الزعماء الاكراد على كل شيء، والدليل هو ان النظام في العراق منذ العهد الملكي كان يجد اطرافا كردية مستعدة للتعاون معه ضد قيادت اخرى، وبغض النظر عن الحجم والقوة، الامر الذي يعني ان امكانية الوصول الى حل عراقي يخدم الجميع ويتجنب الانفصال ويقطع التعاون مع اسرائيل احتمال قائم وممكن، لذلك فاي حكومة وطنية يجب ان تتحمل مسؤولية دعم توجهات كهذه واطالة النفس من اجل العراق وسلامته وصيانة حياة ملايين العراقيين، عربا واكرادا وتركمانا وغيرهم وعدم التفريط باي فرصة لحل المشاكل بالحوار السلمي والتفهم المتبادل.

سؤال 7 : ما هو موقف النظام السوري من الحركة الكردية العراقية وقياداتها؟
الجواب على هذا السؤال هو الذي يكسر ظهر منطق من يتهم قيادة البعث الحالية بانه انحرف عن المسار الوطني، خصوصا فيلسوف ال(يكفي) وصاحبه، لان النظام السوري هو اكثر واخطر النظم العربية التي دعمت الزعامات الكردية فمن بين كل الانظمة العربية لم يدعم الجناح الاكثر تعاونا مع اسرائيل وايران والغرب في الحركة الكردية الا نظامين فقط هما النظام الليبي ونظام اسد وهو جناج السيد جلال الطالباني. وبما اننا نناقش منطق انصار النظام السوري فيجب التذكير بهذه العلاقة وطبيعتها ونتائجها، وما سنقوله حقائق ثابتة مازال اكثر شهودها المباشرين احياء بالاضافة للوقائع الرسمية. وهنا يجب تثبيت الملاحظات التالية :
يتبع......
Almukhtar44@gmail.com
21- 4 - 2013

شبكة البصرة

السبت 10 جماد الثاني 1434 / 20 نيسان 2013