نادي الفكر العربي
خواطر حول الثورة السورية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: خواطر حول الثورة السورية (/showthread.php?tid=50457)



خواطر حول الثورة السورية - زحل بن شمسين - 06-28-2013

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


خواطر حول الثورة السورية (3)
مؤتمر التناقضات في الدوحة


شبكة البصرة

الدكتور محمد أحمد الزعبي
اجتمع في الدوحة عاصمة قطر يوم أمس (السبت 22.06.2013)، وزراء خارجية 11 دولة عربية وإسلامية وأوربية، إضافة إلة الولايات المتحدة الأمريكية، تحت مسمى " مؤتمر أصدقاء سورية "، أو (لندن 11) والمعني هنا، أصدقاء الشعب السوري والثورة السورية المستمرة منذ منتصف شهر آذار 2011.
تعود الأسباب الأساسية للتناقضات الواردة في عنوان هذه المقالة،وبالتالي الموقف المتباين (نسبياً) للدول الـ 11 التي تصف نفسها بمجموعة "اصدقاء الشعب السوري" من كل من الثورة السورية، والنظام السوري (نظام عائلة الأسد) الذي قامت ضده هذه الثورة، إلى استناد هذه المواقف المتباينة لهذه المجموعة من الثورة السورية، سواء في مؤتمر الدوحة اليوم أو في المؤتمرات التي سبقته في الأشهر الماضية، بصورة خاصة إلى مايلي:
- وقوف دولتين كبريين من دول الفيتو الخمس،(روسيا والصين) وبسبب مصالحهما الاقتصادية والجيوسياسية، إلى جانب النظام السوري (لصاحبه بشارالأسد)، ضد ثورة آذار 2011 السورية.
- رغبة العديد من دول النظام الرأسمالي/الامبريالي العالمي، بإبقاء باب الصراع مفتوحاً على مصراعيه،بين الأقلية الشيعية والأكثرية السنية، ليس فقط في الوطن العربي، وإنما في العالم الإسلامي كله. ذلك أن انشغال العرب والمسلمين بهذا الصراع، سوف يضعفهم جميعاً، وسوف تبقى بالتالي اليد العليا - على المدى المنظور على الأقل - لهذه الدول الكبرى المتطورة، ولصنيعتهم"
إسرائيل ".
إن الشعارات المذهبية التي يطرحها بعض المتشددين الإسلاميين من التيارين السني والشيعي، إنما تمثل - بنظرنا - أكبر هدية يقدمها هؤلاء المتشددين للنظام الرأسمالي العالمي، وهي الهدية التي كان وما يزال يبحث عنها هذا النظام، لإجهاض كل ثورات الربيع العربي، وبينها الثورة السورية.
- العلاقة الإيجابية بين نظام عائلة الإسد وإسرائيل، والتي كانت ثمرتها الكبرى، الصمت المستمر لنظام عائلة الأسد، على احتلال إسرائيل لهضبة الجولان عام 1967، بل والتخلي عن القضية الفلسطينية كلها، وهو ماعبر عنه أحد كبار المسؤولين السوريين في نظام حافظ الأسد، ذات يوم، بقوله: "ليقلع كل أشواكه بيده!!" والكلام كان موجهاً للفلسطينيين. ولعل هذه العلاقة الإيجابية مع إسرائيل، هي التي تقف وراء دخول حزب الله وإيران والمالكي على خط القتال في سورية، وحسمهم معركة "القصير" لصالح بشار الأسد، أمام سمع العالم وبصره وأيضاً صمته. ولايخرج مؤتمر الدوحة - بتقديرنا - عن كون صمته كان من النوع المسموع والمقروء.

إن موقف بعض دول (لندن 11)، من جهة، مع الشعب السوري والثورة السورية ضد بشار الأسد، ومن جهة أخرى ضد المقاومة العراقية و مع نوري المالكي حليف بشارالأسد العضوي، والذي جاء على ظهر الدبابات الأمريكية عام 2003 بمساعدة إيرانية وخليجية معروفة للجميع، إنما ينطوي بنظرنا على إزدواجية مكشوفة يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ازدواجية يرفضها العقل السليم والمنطق السليم وبالتالي يرفضها الشارع العربي، و ثورات الربيع العربي، وترفضه بالتالي الثورة السورية.

إن مانرغب ان نقوله لإخواننا في الدوحة حول هذا الموضوع (ونزعم أن شباب ثورة آذار يتفقون معنا في هذا الرأي) : أيها المشاركون في "مؤتمر أصدقاء الشعب السوري" من العرب والمسلمسن وغيرهم، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، نتجاوز بها هذه الازدواجية في موقف دولكم من المسألتين السورية والعراقية، وهي، أن تقفوا إلى جانب " الشعب " في كلا البلدين، أي عملياً أن تقفواإلى جانب الديموقراطية الحقيقية، وليس إلى جانب الديموقراطية المزيفة،

سواء ديموقراطية "بريمر" التي جاءت بدستور الاحتلال الإنجلو ـ أمريكي عام 2005، والذي بدوره (الدستور)جاء بنوري المالكي إلى سدة الحكم، أو ديموقرطية المادة 8 من دستور حافظ الأسد 1973، والذي بدوره أوصل بشار الأسد إلى سدة الحكم. إن التطبيق الحقيقي للديموقراطية الحقيقية، يستلزم بداية، تطهير البلدين من عفن الاستبداد والفساد، ذلك العفن الذي مابرح ينخر في الجسم السوري منذ 1970، وينخر في الجسم العراقي منذ 2003. ينبغي فتح أبواب ونوافذ البلدين للهواء النقي، المطعم بالحرية والكرامة، وبالمساواة والعدالة، وذلك تمهيداً لولوج محراب هذه الديموقراطية الحقيقية، حيث لن يكون على رأس السلطة التي ستطبق وتحمي هذه الديموقراطية، لابشارالأسد في سورية، ولا نوري المالكي في العراق.
لقد تجسدت، التناقضات والتباينات، في مواقف "أصدقاء الشعب السوري" الـ 11، والتي حملها البيان الختامي (غير السري)، والمؤتمر الصحفي لوزيري خارجية أمريكا وقطر، وكذلك بعض التصريحات الخاصة لبعض المشاركين، بصورة أساسية بالآتي :
- الاستمرار في لعبة عدم التطابق بين القول والفعل، لدى بعض هؤلاء "الأصدقاء!!"، وكذلك في لعبة ماهو "معلن" وما هو "مسكوت عنه"،
- جعل دعم الثورة مسؤولية خاصة، وفردية، تتعلق بما تراه وبالتالي تقرره لنفسها وبنفسها، أية دولة من هذه الدول الـ"الصديقة"،
- اتفاق الجميع (!!)، على أن كافة المساعدات التي يمكن أن تقدم للثورة السورية حاضراً ومستقبلاً، يجب أن تصب في طاحونة جنيف2، (جنيف كيري ولافروف) أي جلوس " الطرفين " على طاولة المفاوضات، للحوار وحل كافة الأمور المختلف عليها بالتوافق، بما في ذلك مصير بشار الأسد، وعائلته، وكل من تلطخت يداه معهم بدماء الشعب السوري من المرتزقة والشبيحة والأتباع.
- محاولة شق صفوف الثوار، إلى عسكريين ومدنيين، إسلاميين وعلمانيين، متطرفين ومعتدلين، واللعب بورقة هذا الإنقسام، وتوظيفها في تبريرمواقفهم من الثورة السورية،سواء أكانت هذه المواقف باتجاه الأمام، أو باتجاه الخلف، أو مكانك راوح.
- تنفيذاً وترسيخاً لمخطط الدول الكبرى، في استمرار اللعب بورقة الانقسام الطائفي في المنطقة، فإن الدول العربية (الإسلامية السنية) سوف تعطى - غالباً - هامشاً خاصاً للحركة، يساعد هذه الدول الكبرى (صديقة الشعب السوري!) على الاستمرار في مسك عصا الصراع السني الشيعي في المنطقة من منتصفها، وجعله يستمر أطول مدة ممكنة، لأن هذا هو ماتريده "إسرائيل" على مايبدو.
- إن إطالة أمد الحرب بين المعارضة والنظام في سورية أطول مدة ممكنة، وعدم السماح للمعارضة السورية بالانتصارعلى نظام بشارالأسد،هي الهدف الحقيقي - من وجهة نظرنا - عند أغلبية "أصدقاء الشعب السوري" المحترمين، ولكن - بطبيعة الحال - ليس كلهم؟!. لقد أوضح أحد وزراء الخارجية الكبار المشاركين في مؤتمر الدوحة، بصورة لالبس فيها، من أن المساعدة العسكرية التي سيقدمها أصدقاء سورية للمعارضة السورية، يجب ألاّ تسمح بتحقيق انتصارهذه المعارضة على النظام، وإنما إحداث توازن عسكري، يسمح لهذه المعارضة بالذهاب إلى جنيف 2.
إذن فهو القتال إلى ماشاء الله، وهي المؤتمرات والبيانات والتصريحات، أيضاً إلى ماشاء الله.
لا ياسادة، لقد شب الشعب السوري عن الطوق، وما عاد رغم حاجته إلى سلاحكم، يقبل بأقل من النصر، النصرعلى مصاصي دمائه، وسارقي رغيف خبزأبنائه، ومدمري بيوته،وقاتلي زهرات شبابه ومشردي أسره. وليست ثورات الربيع العربي،التي فجرها جيل الشباب في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق، والتي يحاول بعض المشاركين في مؤتمراتكم العتيدة الإلتفاف عليها واحتواءها، إلاّ الطلائع الرائدة لهذا النصر، الذي تحسبونه بعيداً، ونراه قريباً. والله أعلم.
الأحد‏، 23‏ حزيران‏، 2013

شبكة البصرة

الاثنين 15 شعبان 1434 / 24 حزيران 2013


الرد على: خواطر حول الثورة السورية - زحل بن شمسين - 06-28-2013

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

خواطر قابلة للنقاش حول الثورة السورية

(الخاطرة 1)


شبكة البصرة

د. محمد أحمد الزعبي
يشير ماجرى ويجري في سورية، منذ 18 آذار 2011 وحتى اليوم 13/6/2013، وبالتالي ماوصلت إليه، أمور كل من الثورة، والشعب، والمعارضة، والجيش الحر، ونظام بشار حافظ الأسد بصورة أساسية، إلى مايلي :
1. تميز ويتميز موقف الدول الكبرى، من الثورة السورية، بالازدواجية وبالرمادية، بحيث تصرح الواحدة منها بتأييدها للثورة هذا اليوم، ثم يتم لحس هذا التصريح في اليوم التالي، سواء بواسطة الدولة ذاتها، أو بواسطة شركائها في لعبة "مكانك راوح"!. إن السبب الجوهري الكامن وراء هذا الموقف الرمادي المتناقض، هو ـبتقديرناـ خوف هذه الدول الكبرى على صنيعتهم "إسرائيل"، ممن سيخلف بشار الأسد على السلطة في سورية، أي أنهم يخافون عملياً أن توصل الديموقراطية السورية وصندوق الإقتراع إلى السلطة أناساً وطنيين غير فاسدين وبالتالي،غير خاضعين لإرادة هذه الدول من جهة، ويمكن أن يطالبوا باستعادة أرضهم (حقوقهم المشروعة بموجب قرارات الأمم المتحدة ذاتها) التي احتلتها إسرائيل عام 1967 من جهة أخرى. إن اللعب بورقة جبهة النصرة من قبل هذه الدول الكبرى، لايمثل بنظرنا أكثر من ورقة التوت التي تحاول هذه الدول سترعورة مواقفها بها، وبالذات تلك الإزدواجية والرمادية التي باتت معروفة حتى من أطفال سوريا، ناهيك عن آباء وأمهات هؤلاء الأطفال (أسمع كلامك يعجبني، أشوف فعالك أستعجب).

2. وباعتبارها (الدول الكبرى) دولاً ديموقراطية (!)، فإن أنظمتها السياسية،لاتستطيع أن تبدو أمام شعوبها، ولا أمام شعوبنا، بأنها تساند نظاماً ديكتاتورياً مستبداً فاسداً ضد شعبه، الأمرالذي يذكر الأمر الذي سيذكر هذه الشعوب بقول الشاعرالفلسطيني معين بسيسو: (الشمس شيء داخل الحدود، والشمس شيء آخر في خارج الحدود). ولذلك فقد لجأت إلى لعبة "الضحك على الذقون" وهنا، ذقون شعوبها و شعوبنا في آن واحد!!. لعبةالخطوط الحمراء، لعبة الـ"لعم" التي تجمع بتذاكي مكشوف بين النعم واللا، لعبة رمي الكرة بين نبيل العربي وبان كيمون، لعبة كل من الدابي وكوفي عنان والأخضر البراهيمي، كما ولجأت هذه الدول الديموقراطية الكبرى،إلى لعبة (روسيا بوتين)، حيث أن الديموقراطية الروسية ماتزال تحبوعلى الأرض، والعلاقات الروسية الإسرائيلية في أحسن احوالها، ورووسيا على بعد أمتار من العالمين العربي والإسلامي، وعلى بعد خطوات من إيران، وبالتالي فهي تستطيع أن تقوم بحماية كل من النفط وإسرائيل نيابة عنا، ونكون نحن قد حافظنا على ماء وجهنا أمام كل ديموقراطيي العالم.

3. وصلتني وجهة نظر أخرى مناقضة لوجهة نظرنا التي أوردناها أعلاه، مفادها، أن الولايات المتحدة
الأمريكية قامت وتقوم بلعبة في غاية الذكاء في سورية، من حيث توريطها لروسيا في المستنقع السوري وبالتالي مستنقع الصراع السني الشيعي في العالم، حيث سيكون عليها أن تواجه مليار مسلم سني، ومن ضمنهم جمهوريات القوقاز الإسلامية، ولاسيما بعد دخول حزب الله والحوثيين والإيرانيين والشيعة العراقيين إلى الأراضي السورية، ودعمهم المباشر لنظام بشار الأسد هناك.
يشبّه اصحاب وجهة النظر هذه، توريط أمريكا والدول الأوروبية لكل من روسيا وإيران وحزب الله في الدخول إلى سورية، وقتالهم ضد شعبها إلى جانب نظام بشار الأسد، بتشجيع أمريكا صدام حسين على دخول الكويت، والقضاء على جيشه (1991) ومن ثم عليه (2003)، ويعتقد اصحاب هذا المنظور، أن الولايات المتحدة سوف تبدأ الآن بتسليح الجيش السوري الحر، كي تعيد إليه اليد العليا في الصراع الدموي المستمر منذ اكثر من عامين مع ذلك التحالف الرباعي (النظام، روسيا، إيران، حزب الله).
نقبل ـ من جهتنا ـ هذا الإجتهاد الأيديوسياسي لبعض من يخالفوننا الرأي، ولكن مع الإضافة التالية، وهي أن إمكانية أن تقوم أمريكا بعد كل ماجرى ويجري على الأرض السورية هذه الأيام بتسليح المعارضة يمكن أن يكون وارداً فعلاً، ولكن هدف هذا التسليح، لن يكون من أجل أن تنتصرالثورة السورية على نظام بشار الأسد، كما يعتقد هذا البعض، وإنما من أجل إطالة زمن هذه الحرب، التي من المفروض أن ينتهي مطافها ـ حسب تصورهم ـ إلى صورة (لاغالب ولا مغلوب!!). وسيكون المغلوب الوحيد في مثل هذه الحالة ـ حسب تصورنا ـ هو الشعب السوري، والمنتصر الوحيد هو إسرائيل. إن مسك الدول الكبرى العصا من منتصفها، هو مايمكن أن يجعلها تسلح المعارضة، بعد أن اختل توازن هذه العصا بدخول حزب الله بأوامر وتنسيق إيراني وروسي، على خط حماية النظام في سورية.
يبدو أن على المجتمع الدولي أن ينتظر" جينيف 3 " لإيصال الشعب السوري والثورة السورية، إلى هذه النقطة، أو أن تكرر أمريكا حرب 2003 العراقية في سورية، لكي تحافظ بهذه الحرب على نظام " نوري المالكي القرداحي"، أو مايعادله، في قصر المهاجرين أطول فترة ممكنة.
إن الشعب السوري، والثورة السورية، لايريدون من أحد، أن يتدخل في ثورتهم عسكرياً، ولكنهم يريدون من الجميع موقف إنسانياً جاداً وحازماً، يجعل نيرون سورية يتوقف فوراً عن حرقها، وعن استخدامه الأسلحة المحرمة دولياً، وعن مجازره الجماعية التي طال ويطال جحيمها الصغير قبل الكبير، والمرأة قبل الرجل، والأعزل قبل المسلح. والمسالم قبل المقاتل....

4. استمعت هذا المساء إلى بيان الاجتماع الموسع في القاهرة لعلماء المسلمين حول سورية، وبالذات حول تخوفهم من دخول كل من إيران وحزب الله، على خط الصراع المسلح، بين ثورة آذار 2011، ونظام عائلة الأسد، في سورية. وإذا كنت أتفهم التخوف المشروع دينياً لهؤلاء العلماء الأجلاّء من هذا التدخل الروسي ـ الإيراني في سورية، فإنما أرغب أن أذكر السادة العلماء،ومناضلي ثورة 15ـ 18 آذار الأبطال، والجيش السوري الحر، بأن نظام بشار الأسد، ومن يقف خلفه أو أمامه، قد صبوا جميعاً كامل جهودهم، لكي يحرفوا ثورتنا المباركة عن مسارها الوطني الصحيح : المواطنة، الديموقراطية، المساواه، العدالة، في ظل مجتمع مدني تعددي وتبادلي، وفي ظل دولة مرجعها الأساسي الدستور والقانون.

5. استمعت أيضا هذا المساء، عبر إحدى الفضائيات، إلى تعليق مثقف استراتيجي(!) إيراني على بيان علماء المسلمين الذي صدر مساء هذا اليوم في القاهرة، ورغم أني لاأنتمي سياسياً إلى أية جهة مذهبية، فقد شعرت فعلا بالقرف والاشمئزاز من دفاع ذلك المثقف الإيراني الرخيص عن نظام بشار الأسد، وعن مشاركة إيران وحزب الله مع هذا النظام في جرائم القتل والحرق والذبح والدمار في سورية. إن إغلاق التلفاز وكتابة هذه الكلمات كانا كل مااستطعته للرد على رخص وابتذال ذلك الموصوف بـ " المثقف ".

6. قبل أن أدفع بهذه المقالة إلى النشر، صدر الموقف الأمريكي الجديد، حول :
ـ اعتراف أمريكا رسمياً، بأن بشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري قد استخدم فعلياً السلاح الكيماوي، ومن ضمنه غاز السيرين السام والقاتل، وبالتالي فإن النظام السوري بهذا يكون قد تخطى الخطوط الحمراء التي حذرته أمريكا من تخطيها، وأصبح لابد من وضع حد لمثل هذا التجاوز.
ـ استعداد أمريكا لتسليح المعارضة، بما يسمح بزيادة قدراتها الدفاعية في مواجهة طائرات ودبابات وصواريخ نظام بشار الأسد المدعوم حتى النخاع روسياً وإيرانياً.
إن معرفتنا بالأبعاد غير المرئية وغير المسموعة لاستراتيجيات الدول الرأسمالية الصناعية الكبرى، تسمح لنا بان نجزم بعدم وجود تغير نوعي في موقف هذه الدول من الثورة السورية، اللهم إلاً بضرورة المحافظة استمرارية هذه الحرب، إلى أن يقتنع طرفاها بضرورة الذهاب إلى " جنيف "، وتناسي كل ماجرى ويجري منذ أربعة عقود بصورة عامة، ومنذ 18 آذار 2011 بصورة خاصة، على قاعدة (لاغالب ولا مغلوب)، ويعود كل من روسيا وإيران وحزب الله إلى قواعدهم سالمين غانمين، وتضحي إيران وروسيا ببشار الأسد وبعدد من أتباعه من العسكريين والمدنيين، مقابل بقاء التركيبة العامة للنظام الطائفي على ماهي عليه، ويسحب علماء المسلمين فتواهم بالجهاد لمناصرة الشعب السوري، وتبدأ الشركات الغربية بالتسابق على عقود إعادة إعمار ماهدمه بشار الأسد، وكأنك يابوزيد ماغزيت.
وتكون الدول الكبرى، ولاسيما أمريكا، قد وضعت بهذا الحل الدبري، حجرالأساس لصراع سني شيعي في سورية ولبنان، ربما لـ 1400 سنة أخرى، تماماً كما فعلت في العراق عام 2003... والله اعلم.
الخميس‏، 13‏ حزيران‏، 2013

شبكة البصرة

الجمعة 5 شعبان 1434 / 14 حزيران 2013


الرد على: خواطر حول الثورة السورية - زحل بن شمسين - 06-28-2013

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

خواطر حول الثورة السورية (2)
قمة الكبار/G8


شبكة البصرة


http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0613/zo3bi2_200613.htm
د. محمد أحمد الزعبي
1. في السابع عشر من أبريل (17/6/2013)، ولمدة يومين كاملين، اجتمع في إيرلندا الشمالية (الثمانية الكبار) ليتدارسوا في الغرف المغلقة، كيف يمكنهم، حل الأزمة السورية، مع المحافظة على مصالحهم وهيمنتهم على الآخرين في آن معاً، تلك الهيمنة المتواصلة، منذ كريستوف كولومبوس في القرن الخامس عشر، وحتى باراك أوباما في القرن الواحد والعشرين، والتي جعلت من هؤلاء الكبار صناع وتجار ومحتكري سلاح، وحولت الآخرين إلى مجرد مستجدين ومستهلكين لهذا السلاح. (أنظر: هارالد نويبرت، النظام العالمي الجديد ومشاكل العالم الثالث،على ضوء اكتشاف أمريكا قبل 500 عام، ترجمة محمد الزعبي وممتاز كريدي، بيروت 1996). وتعود الأسباب العميقة والبعيدة لاكتساب هؤلاء الكبار هذه الصفة (الكبار)، وبالتالي تحكمهم على المستوى العالمي بورقة احتكار وتجارة السلاح (وهذا حسب شهادة بعض من أهلها على نفسه) إلى :
- يقول المؤرخ الفرنسي فرديناند بروديل "إذا لم يخذلنا انطباعنا الأول، فإن مناطق العالم الكثيفة بالسكان... [كانت ]في القرن 16، لاتزال متشابهة جداً، بل تكاد تكون شبه متساوية، علماً بأن أي سبق ضئيل كان يكفي دون شك لخلق وتأمين مزايا تصبح فيما بعد تفوقاً، فيما يتحول ضعف الطرف الآخر تدريجياً إلى تبعية" (نفس المرجع، صفحة 31).
- يتحدث الباحث بول كينيدي Paul Kennedy... عن "معجزة اقتصادية" ضمنت لأوروبا، حسب رأيه تفوقاً على بقية العالم منذ القرن الـ 15، "ولأن هذه المعجزة فريدة من نوعها تاريخياً، فإنه من المعقول الإقرار، بأنه لوكان هناك تماثل في المكونات في مكان آخر، لأعطى نتيجة مشابهة" (نفس المرجع، ص 32).
- ولقد كانت هذه المعجزة الإقتصادية، بكلمات الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي هي : "ومن اليسير البرهان على النظرية الآتية : إن "النمو" و"التخلف" يرتبطان برباط جدلي. وإن علاقتهما المتبادلة هي علاقة شرط وإنجاب، وبعبارة مشخصة على نحو أعظم، إن شرط "نمو" (الغرب) إنما كان بالضرورة وليد نهب ثروات القارات الثلاث (آسيا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية، م. ز.) ونقلها إلى أوروبا وإلى أمريكة" (روجيه غارودي، حوار الحضارات، ترجمة عادل العوا، بيروت ـ باريس 1982، ص 45)
- وحسب هارالد نويبرت، فقد ولدت في الفترة مابين القرنين 14 و17 في بعض بلدان أوروبا، الظروف المواتية لمواصلة تطور البشرية، وهي ظروف لم تتوافر في العصر القديم، ولا في مجتمعات آسيا وأمريكا رغم تطورها الحضاري. (نفس المرجع ص 34).. فالحملات الصليبية التي سارت في القرون الوسطى نحو الشرق الأوسط، كانت في الأساس، بدافع جني ثمار الحضارات الشرقية لصالح أوروبا، بالنار والحديد، والسلب والنهب. فقد برزت التأثيرات البيزنطية في الفن المعماري، وبرزت التأثيرات العربية والشرقية الأخرى في علوم الرياضيات والفلك والجغرافيا والملاحة والطب، وظهر ذلك بصورة خاصة في إسبانيا بالذات حيث استمر الحضور العربي حتى نهاية القرن 15، وساد فترة طويلة " تفوق العالم الإسلامي الفكري في علم القرون الوسطى " في مجال العلوم المذكورة. ولقد مارس علماء عظام في الشرق، تأثيراً قوياً على الفكرالفلسفي والمعارف العلمية في أوروبا، نذكرمن بينهم - على سبيل المثال - : ابن سينا (980 ـ 1037)، وابن رشد (1126 ـ 1198) وابن خلدون (1332 - 1406). (نفس المرجع، ص 34/45).
كما أن إدخال واستعمال البارود، قد أدّى منذ القرن 14، إلى حدوث ثورة حقيقية في المجال الحربي، كان من نتائجها، التفوق على كل من لم يلحق بالركب، في ذلك المضمار. (نفس المرجع، ص 35).

في الشاهد السابق تعبيران لهما دلالة كبيرة، فيما يتعلق بفكرة هذه المقالة (قمة الكبار!!)، هما: كلمتا "إدخال، واستعمال" البارود، حيث تشيرالمفردة الأولى منهما، إلى أن البارود ليس ابتكاراً أو اختراعاً أوروبياً، وإنما هو صيني (كما هو معروف)، تم إدخاله إلى أوروبا. أما المفردة الثانية (استعمال)، فتشير - من وجهة نظرنا - إلى ضمور البعد الأخلاقي في التعامل مع أرواح الآخرين، والذي وصل إلى مدياته القصوى آنذاك، في استخدام أسلحة الدمار الشامل في ناغازاكي وهوروشيما في الحرب العالمية الثانية.
إن محاولة دول الـ G8 الحالية احتكار السلاح النووي لأنفسهم فقط، كوسيلة بيدهم للهيمنة السياسية الاقتصادية على بقية دول العالم، ولا سيما الغنية منها بالثروات الطبيعية، وخاصة النفط، إنما يصب بنفس طاحونة ضمور البعد الأخلاقي التي أشرنا إليه. ولابد من أن نضيف هنا إلى مسألتي، السلاح النووي، والضمور الأخلاقي للدول الرأسمالية والصناعية الكبرى في العالم مسألة ثالثة، هي استخدام هذه الدول ورقة "الديموقراطية"، وحقوق الإنسان، تلك الورقة التي وضعتهم حيال ثورات الربيع العربي، في مصر وتونس خاصة، في حيص بيص، فمن جهة، لايريدون التخلي عن مصالحهم الاقتصادية التي ارتبطت منذ الحرب العالية الأولى بوجود تلك الأنظمة والزعامات العربية المستبدة، المدعومة من قبلهم، ومن جهة أخرى، يريدون المحافظة على، مازرعوه في رؤوس الآخرين، بمن فيهم شعوبهم نفسها، من أنهم دول ديموقراطية، وأن أنظمتهم تمتاز عما سواها من أنظمة بقية دول العالم، بما فيه الأنظمةالاستبدادية التي يدعمونها، بهذه الصفة، أي الديموقراطية.
يتم في الوطن العربي هذه الأيام، تداول مقولة أن هؤلاء "الكبار"، وبالتعاون مع بعض الدول العربية والإسلامية، يريدون أن يجعلوا من سورية "مقبرة للربيع العربي". إن هذا يذكرني ببيت شعر الأخطل الكبير في هجائه للفرزدق : (زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً إبشر بطول سلامة يامربع).

يبدو لمتتبع أخبار مؤتمر الثمانية الكبار/G8 (أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، كندا، فرنسا، اليابان، روسيا)، انهم (من حيث الشكل) منقسمون على أنفسهم انقساما حدياً وجديّاً فيما يتعلق بالثورة السورية عامة، وبمسألة تسليح المعارضة السورية خاصة، وأن البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر جاء في مصلحة روسيا، وبالتالي بشار الأسد وإيران وحزب الله بصورة أساسية، وبالتالي فإن السبعة "الكبار" الآخرين، قد تحولوا إلى سبعة "صغار" أمام بوتين العملاق، ولعلهم باتوا بحاجة إلى مساعدة "جبهة النصرة" لتنقذهم من براثن هذا العملاق النووي الخطير!!، ولتلقنهم أيضاً شعار الثورة السورية الجديد: "مالنا غيرك ياالله".

إن مانرغب الإشارة إليه؛ فيما يتعلق بهذا الموضوع، هو، من جهة، أن أحداً لايمكنه أن ينكرأو يتنكر لوجود خلافات واختلافات في الرؤى والمصالح، بين هذه الدول الثمانية، بل إن وجود مثل هذه الخلافات والاختلافات بينها هو الأمر الطبيعي، ولكن من جهة ثانية، فإن هذه الخلافات والاختلافات، تتم جميعها (ومن حيث المضمون) تحت سقف "النظام العالمي الجديد"، أي نظام مابعد سقوط الاتحاد السوفياتي. إن مانعنيه بالنظام العالمي الجديد هنا، هو النظام الذي قسم ويقسم العالم إلى "كبار وصغار"، وبينما يتحدد عدد الكبار بثمانية دول لايزيد عدد سكان بلدانهم عن 890 مليون نسمة (أقل من سدس سكان العالم)، ولا تزيد نسبتهم عن 13% من سكان العالم، فإن أكثر من خمسة مليارات إنسان (أي مايزيد على 85% من سكان العالم) يندرجون تحت المفهوم المقابل لمفهوم "الكبار" ألا وهو مفهوم "الصغار"، رغم وجود دولتين ملياريتين (الصين والهند) بين هؤلاء "الصغار"!!. هذا مع العلم أن معظم هؤلاء "الصغار" هم من الدول الفقيرة والضعيفة، التي عليها أن تفتح بلدانها، برّاً وبحراً وجوّاً، لسادة العالم الكبار، ولشركاتهم الرأسمالية العملاقة عابرة الحدود والقارات والقوميات، ولطائراتهم المختلفة بما فيها تلك المسيرة ذاتياً بدون طيار.
إن معنى أن تتم هذه الخلافات والاختلافات بين الثمانية الكبار، تحت سقف النظام العالمي الجديد، إنما يشير بالنسبة لموضوعنا (الموقف من الثورة السورية)، إلى أن ماهو متفق عليه وحوله بينهم (بما هم محتكري صناعة وتجارة السلاح في العالم)، هو - برأينا - أكثر (وربما بكثير) مما هو مختلف عليه وحوله، وهو ماتشهد به جنيف 1 وجنيف 2، وربما سيصل بنا الأمرإلى جنيف 3، وهذا بالرغم من تلك التسريبات الإعلامية المدروسة والمقصودة، والتي تشي بغير ذلك.

إن الإشكالية القائمة الآن فيى سورية، هي أن ثورة آذار 2011، اندلعت في بلد ينتمي سياسياً وديموغرافياً إلى عالم "الصغار"، ولكن عمقه التاريخي والجغرافي سمح لهذه الثورة، أن تنظر لنفسها على أنها ثورة التحرر من نير التبعية والاستبداد والفساد، ثورة إعادة الاعتبار للحرية والكرامة والديموقراطية للشعب وللمواطن في سورية، وبالتالي إعادة الاعتبار للدور القومي العربي والإسلامي لسوريا، ذلك الدور الذي غيبه نصف قرن من الحكم الديكتاتوري لعائلة الأسد، نصف قرن من الاستبداد والفساد، ومن تغييب الشعب والمواطن، وبالتالي تغييب "المواطنة" المتساوية، التي تمثل ويتمثل شعارها تاريخياً بمقولة "الدين لله والوطن للجميع".
إن مثمّن "كبار" هذا العالم، لاتروق لهم - على ميبدو - هذه الأهداف التحررية لثورة آذار 2011، لأنها تتعارض مع مشاريعهم الاستعمارية، ومع الوضع الجغرافي التراجيدي الذي خلقوه بعد الحرب العالمية الأولى، سواء عن طريق سايكس - بيكو او عن طريق وعد بلفور، أو عن طريق التساند الوظيفي بين تكنولوجيا كل من "المصنع والمدفع"، سواء في سياساتهم عامة، أو في سياساتهم الاقتصادية خاصة، ولاسيما سياستهم تجاه البلدان النامية، ومنها الوطن العربي، ومنه سورية، التي خلقت ثورة آذار 2011 فيها، هذا الوضع العالمي الجديد.
إن الثورة السورية لاتريد أي تدخل عسكري من أحد، ولكنها تدين الصمت العالمي المطبق، ولاسيما صمت السادة الكبار، على تدخل الآخرين (روسيا، إيران، العراق، حزب الله...) في الشأن السوري، ودعمهم لبشار الأسد ضد ثورة الحرية والديموقراطية والكرامة. نعرف أننا سنجد من يقول، ولكن "أصدقاء الشعب السوري" لم يصمتوا على تدخل المذكورين في الشأن السوري، بدلالة مؤتمراتهم، واجتماعاتهم، وبياناتهم، التي باتت أكثر من أن تحصى!!. وردنا عليهم هو، المثل الشعبي الدارج "الكلام مافي عليه جمرك"، والمهم هو الفعل وهو النتيجة وليس الكلام.. لقد أوشك أن يصل عدد ضحايا نظام بشار الأسد وشبيحته وأعوانه، إلى العشرة ملايين بين قتيل، وجريح، وأسير، وسجين، ومشرد، ونازح، ولاجئ، أي تقريباً نصف عدد سكان سورية!!. (أنظر تقرير مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، تاريخ 13.6.13، وفضائية الجزيرة، البرنامج الخاص بسوريا، الساعة 19.30 بتوقيت ألمانيا، ونشرة "الجزيرة هذا الصباح" الإخبارية في 20/6/2013)، فأين هم هؤلاء الكبار من كل هذا؟!!.

كان يمكن ألاّ نكون بحاجة إلى سلاح هؤلاء الكبار بالتأكيد، لو أنهم منعوا روسيا وإيران وحزب الله، من التدخل في الشأن السوري، وبالتالي من تزويد بشار الأسد بالمال والرجال والسلاح والخبرات. ولكن ومع كل ذلك، بل ورغم كل ذلك، فلابد أن يكون هؤلاء "الكبار" على يقين تام، بأن الثورة السورية، هي ثورة حرية وكرامة، ثورة ديموقراطية وحقوق وطنية مشروعة، ثورة "الشعب يريد سقوط النظام"، وهي لن تتوقف قبل بلوغها هذه الأهداف الوطنية المشروعة، أياً كانت التضحيات، وأياً تعددت "الجنيفات" شاء من شاء وأبى من أبى. وتقليداً لمعلمنا ابن خلدون نقول : والله أعلم.
19‏ حزيران‏، 2013

شبكة البصرة

الخميس 11 شعبان 1434 / 20 حزيران 2013