كلمات في عيد الجيش العربي السوري

مع بدايات الثورة السورية كانت حناجر المتظاهرين السلميين تصدح وتغني لحماة الديار وهي تقول : " الشعب و الجيش إيد واحدة" .. لقد كان الجميع يظن بدون أي شك أن الجيش العربي السوري هوجيش الوطن وحامي الديار .. حتى انهم خصصوا جمعة خاصة له أسموها : " جمعة حماة الديار" ..لكنهم مع دخول هذا الجيش على خط القمع والتنكيل بهم بالتنسيق مع باقي عصابات الأسد الطاغية من أمن وعصابات الشبيحة تأكدوا وتيقنوا أن من ظنوهم حماة الديار ومن حسبوه جيش الوطن ، هو جيش الأسد الذي أبى إلا أن يكون أداةً بيد عائلة الأسد... باستثناء عدد من الشرفاء ممن تركوه لسقوطه الإذعاني هذا محلقين في آفاق الحق، والشرف، و الواجب، والإخلاص للوطن و المواطن، رافضين قتل أبناء شعبهم، معلنين موت الجيش العربي السوري الأخلاقي تمهيداً لموته المادي .
لقد اكتشف السوريون أن جيشهم لم يكن جيشاً وطنيا"بل جيشا" لخدمة عائلة متسلطة مستبدة ، استذكرأغلب السوريين خدمتهم فيه، ليجدوا أنه لم يتكن ذلك الوعاء الذي تنصهر فيه الانتماءات و الولاءات الوطنية، بل علبة سوداء، تكمل غسيل الدماغ و الكرامة فيهم ، ولتبقيهم عبيداً للأبد لعائلة الأسد ومرتزقتها...ففي معسكراته كانت تستكمل عملية ترويضهم، ووضع الرتوش الأخيرة لجعلهم فاسدين أو متقبلين للفساد وممارسين له، من خلال رشوة الضباط ، وحفلات الإذلال بالعقوبات المزاجية، والطائفية التي تزكم الأنوف ... لقد كان يجري إعداد ضباطه وأفراده ليكونوا مجرد رعايا في مملكة " سوريا " الأسد".
لقد كان هذا الجيش العلة و الداء، في الوقت الذي كان السوريون يريدونه البرء و الشفاء.
قد يسقط بشار الأسد وعصابته في أية لحظة، لكن سقوطهما لا يعني انتصار الثورة...الثورة تنتصر حين نؤسس جيشاً وطنياً، تظل حاضرة في أذهان منتسبيه جرائم ما يسمى "الجيش العربي السوري".
جيشا" شعاره: لن أكون كعصابات الأسد المسلحة المسماة الجيش العربي السوري... الذي قتل من الشعب السوري خلال 40 عاما" مئات أضعاف ما قتلت إسرائيل، وهدم ودمر من سوريا ما تعجز عنه القنابل الذرية، وفعل بالمجتمع السوري تمزيقاً ما عجزت عنه فرنسا وإسرائيل.
جيشا" جديدا"، يحس بالعار من يكون فيه، إن لم يصلّ كل يوم تضرعاً كي يشفع له شهداء سوريا وشعب سوريا.
جيشا" يخضع لإرادة السوريين، لا إرادة عائلة سارقة قاتلة، تستخدمه لتزييف إرادة السوريين، وممارسة الإرهاب والبطش ، والقتل والإعتقال لكل من يعارضها في عهرها وإنحطاطها.‬