حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
اشباح النهار ( قصة قصيرة) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: اشباح النهار ( قصة قصيرة) (/showthread.php?tid=50806) |
اشباح النهار ( قصة قصيرة) - رائد قاسم - 12-11-2013 أشباح النهار قصة قصيرة رائد قاسم - هل أنت متأكد مما تقول؟ - نعم سيدي لقد شاهدتهن بأم عيني. ... يجلس على كرسيه وهو غير مصدق لما اخبره به الرجل... كيف لثلاث فتيات يقدن ثلاث سيارات بوسط الحي ويبلغن عنهن ولا يعثر عليهن!!.. لعله شاهد صبية صغار واعتقد أنهن فتيات!! في نهار اليوم التالي كان جالسا مع أصدقائه الضباط وهو يحدثهم بأمر فتيات الحي... - انه رجل يهدي دون شك، لا تصدق كل من يتقدم ببلاغ هذه الأيام. - كلامك صحيح يا زميل، لو كان كلامه صحيحا لرآهن غيره. يقطع حديثهم احد الجنود... - سيدي أمر هام، ثلاث نساء شوهدن يتناولن وجبة الطعام في مطعم بوسط المدينة!! - ماذا؟ ها بنا!! يمضي مسرعا باتجاه المطعم التي ارتكبت فيه الجريمة الخطيرة!!!.. - أين هن؟ - سيدي لقد كنا يجلسن على هذه الطاولة! - ولماذا لم تمسكوا بهن؟ - لم نستطع يا سيدي، كنا يتناولن الطعام ولم يكن بمقدور أي منا أن يقترب منهن. - وأين ذهبن؟ - صعدن سيارة قادتها إحداهن وانطلقت بها سريعا. - يا لك من غبي! لماذا لم تسجل رقم السيارة؟!! .... يعود إلى مركز الشرطة.. يوبخه رئيس المركز ويأمره بسرعة إلقاء القبض على الفتيات المشاغبات وإلا فانه سيتخذ كافة الإجراءات بحق كل عسكري يقصر في أداء واجبه! ... يأمر بتسيير عدة دوريات يقود إحداهن بنفسه.... - سيدي لقد رصدناهن وهن داخل بوفيه يأكلن سندوتشات!! - حسنا يا ويلهن مني!! ... يسير بسرعة جنونية للبوفيه .. - أين هن؟ - لقد غادرن قبل قليل سيدي. - يا لك من معتوه!! ألا تعرف أن تناول النساء والفتيات للطعام داخل البوفيه ممنوع؟! - لم استطع منعهن يا سيدي. - ماذا أكلن؟ - سندوتشات البيض والطعمية والكبده!!! - ويلك!! كيف جرؤن على فعل ذلك ، وكيف كان مظهرهن؟ - كن مرتديات بنطلونات جينز وبلوزات مختلفة الالون!! ... يمسك به وقد احتد غضبه!!!!! - ألا تعلم أن ما قمن به ممنوع منعا باتا وجريمة يعاقب عليها القانون!! لماذا لم تأمرهن بان لا يدخلن وان يقفن كغيرهن أمام تلك النافذة الحقيرة؟! .. العامل لا يرد جوابا... يعود إلى مركز الشرطة وقد اقسم أن لا يرجع إلى منزله إلا وقد ألقى القبض عليهن!! ...في منتصف النهار التالي حدثت الواقعة المجلجلة!!!! ... كان متمركزا في وسط المدينة وعيونه ومخبريه في كل مكان ... - سيدي الفتيات فعلن أمر خطير!!! - ماذا حدث؟ اقتلن أحدا؟ - كلا إنهن يلعبن كرة القدم في الصالة الرياضية!! - يا للهول!! أوصلت بهن الجرأة إلى هذا الحد!! ... يتجه بالعشرات من سيارات الشرطة إلى الملعب الرياضي، ويأمر بفرض حصار مشدد عليه .. يدخل وسط الملعب برفقة المخبرين والجنود.. - أين هن؟ - سيدي لقد كنا هنا قبل دقائق ولكنهن اختفين فجأة!! ... يمسك بمدير الملعب من حلقه!!! - كيف اختفين ؟ قل كلاما يستوعبه العقل!!! - لا ادري يا سيدي، دعني سأموت خنقا إن ظللت هكذا طويلا!! .. يبعد يديه عن حلقه بعد توسلات واستغاثات !!! - ماذا كن يفعلن بالضبط؟ - يلعبن الكرة؟ - يا للهول!! ألا تعلم أن هذا ممنوع؟!!! - لم نستطع منعهن يا سيدي؟ - كيف لم تتمكن من منعهن؟ - لا استطيع أن اشرح لك ، لقد فقدنا القدرة على الاقتراب منهن! - ( بغضب مستطير) سأعرف كيف أجعلك تقر بالحقيقة عوضا عن هذا الهذيان!! ... ينشر مخبريه في كل مكان من الملعب على أمل أن يحضرن في المباراة التي ستقام في المساء .... .. يقف متأهبا في القاعة المخصصة للمراقبة ... يراقب الجمهور بالمنظار الالكتروني ... فجأة يشاهدنهن وهن يشجعن الفريق الأبيض!! - يا لبشاعة ما يفعلن! يقفن وسط الشبان وشعرات رؤوسهن ترفرف كالأعلام يمينا وشمالا!!! - هل وجدتهن ( يخاطبه مساعده) يسلمه المنظار ليشاهدهن هو الآخر ولكنه لا يرى شيئا!! - لم تراهن!! يبدوا انك لم تغسل عينيك جيدا هذا الصباح!! .. يأخذ منه المنظار فيشاهدهن مجددا !! -أنا أراهن بوضوح تام!! إنهن الان يضحكن مع بعضهن البعض!!! ... يأمر مساعده باستخدام منظار آخر ويحاول رؤيتهن ولكنه لا يرى أي شي!! - أنت أعمى البصر والبصيرة دون شك!! .. يخاطبه بغضب ثم يأمر جنوده بالذهاب للموقع المحدد والقبض عليهن... ... بعد عدة دقائق يأتيه احد الجنود!! - سيدي لم نرى أي فتاة في الموقع الذي حددته!!! يجن جنونه... - انتم جميعا بلا بصر ولا بصيرة،الويل لكم!! سأكتب فيكم تقريرا ينقلكم إلى الصحاري القاحلة يا عساكر آخر زمان!!! .. يذهب بنفسه للمكان، ولكنه لا يرى أحدا منهن!!! ما أن يبتعد قليلا حتى يشاهدن مجددا!! ... تخور قواه فيعود إلى مركز شرطته ليتلقى توبيخا شديدا من رئيسه... - إن لم تقبض عليهن فلا فائدة ترجى منك...أفهمت!! ... ينتابه يئس شديد ... يفقد شهيته لكل شي إلا من الانتقام منهن!! ...في وسط النهار اليوم التالي يتلقى مفاجأة أخرى!! - سيدي لقد ارتادت الفتيات المكتبة العامة ، إنهن الان هناك. - حسنا هذه المرة لن يفلتن من قبضتي! ...يأمر بمحاصرة مبنى المكتبة ثم يقتحمها بجنده المدججين بالأسلحة.. - أين هن؟ - إنهن هناك يا سيدي. - أخيرا وقعتن في يدي أيتها المشاكسات!! ... يقترب منهن إلا أن ضعف مفاجئ ينتابه كلما تقدم باتجاههن.. - ألا تعرفن أن دخولكن كفتيات للمكتبة العامة ممنوع إلا في الأوقات المخصصة لكن؟! ... لا يجبنه ولو ببنت شفه... - مالكن لا تتكلمن ؟ .. يقفن بهدوء تام ويضعن الكتب في مواضعها ويخرجن من البوابة الأخرى ببرود... - انتن! قفن فورا ! آمركن بالوقوف. ... يطلب من جنوده القبض عليهن ... .. يحاول الجنود اللحاق بهن ولكن قوة غريبة تشل حركتهم ... ... في نهاية اليوم يقدم تقريره لرئيسه ... - أتريدني أن اصدق انك وجنودك لم تتمكنوا من اعتقال ثلاث فتيات لا يمتلكن من أمرهن شيئا ؟!! مبرراتك لا يقرها عقل أو منطق، اسمع سأمنحك فرصة أخيرة إن لم تتمكن منهن فأنت تعرف ماذا سيكون مصيرك. *** في اليوم التالي يستقل مركبته ويأمر القيام بجولة في أنحاء المنطقة... - إن لم اقبض عليهن سأقدم استقالتي لن اسمح لأحد بان يتحكم بمصيري!! ... يتلقى مكالمة... - سيدي لقد رصدناهن في احد البنوك !! - يا ويلهن! أوصلت بهن الجرأة أن يتواجدن في مكان مزدحم بالشبان ؟!! ... يأمر بمحاصر البنك ثم لا يلبث أن يدخله بعساكره... - أين هن؟ - ذهبن يا سيدي!! ... يجن جنونه ليندفع لتحطيم بعض الأثاث إلى أن تهدأ ثائرته!! ثم يخاطب مدير البنك بغضب وازدراء... - هل أنت رجل؟ كيف تسمح لفتيات بان يدخلن إلى هنا؟ ألا تعرف أن هذا ممنوع وإن عليهن الذهاب للفرع النسائي ؟ وبعد كل هذه المخالفات الجسيمة تسمح لهن بالمغادرة !! - سيدي لم استطع منعهن، لقد تسربلنا جميعا بحيث لم نستطع اتخاذ أي قرار. - وماذا كن يفعلن هنا؟ - سحبت كل واحدة منهن مبلغا من المال. - يا ويلك!! أين المستندات المتعلقة بذلك؟ - ستكون بين يديك فورا ولكن أرجوك أن لا تغضب!!! .. يذهب ثم يعود بعد عدة دقائق وفي يده مستندات فارغة.. - الويل لك!! اقبضوا عليه انه متآمر معهن دون شك!! - كلا سيدي أنا بري. - تقدم لي مستندات فارغة وتقول انك بريْ!! ... يخرج من البنك وقد اشتغل غضبه إلا انه يتلقى اتصالا غريبا... - ما هذا الرقم الغريب؟ الو! - أنا إحداهن!! - انتِ ، أرجوك تعالي لمركز الشرطة، لن امسك بسوء أعدك بشرفي العسكري. - إننا الان نستقل سيارة ونتجه نحو الطريق الجبلي ، إذا كنت تريد التحدث ألينا فحن هناك!! ... يستقل مركبته وسط جمعا من سيارات الشرطة ويتجهوا نحو الطريق الجبلي السريع بأقصى سرعة ممكنة.. ... يرصد الجنود السيارة التي تستقلها الفتيات ويتبعونها بينما يتم تحذيرهن عبر مكبرات الصوت بخطورة ما يقمن به من تحدي للسلطات.. - الويل لكن، إن هذا اليوم لن يمحى من ذاكرتي ما حييت، إن لم القي بكن في السجن لأكثر من عشر سنوات سأنهي خدمتي من دون راتب تقاعدي!! .. يطاردونهن بالسرعة القصوى ، تباغتهم الفتيات بدخولهن طريق جبلي فرعي .. يعودوا من فورهم ليسلكوه ولكنهم لا يرون للسيارة التي تقل الفتيات المطلوبات أي اثر.. يعمدون إلى اقتفاء أثرهن بالرادار وبالأشعة تحت الحمراء من دون جدوا.. - أين ذهبن ؟ أين اختفين؟ لا يمكن أن يحدث هذا!! ... يعود إلى رئيسه ويقدم له تقرير بالحادثة ... ... تعود الأمور إلى ما كانت عليه وكأن شي لم يحدث، يتجول في شوارع مدينته ليتأكد من أن النساء ملتزمات بكل ما هو مفروض عليهن... يراهن وهن يطلبن الساندويتشات من تلك النافذة الصغيرة المخصصة لهن !! ويتأكد من عدم دخولهن للمطاعم والمرافق العامة !! .. يدقق النظر في السيارات والدراجات ليتيقن من أن النساء ملتزمات بمنعهن من قيادتها!! يبتسم ابتسامة المنتصر ويسترخي.. لكنه فجأة يراهن يمشين وسط الطريق... ينظر لهن بذهول وهن يضحكن ضحكات أنثوية ماجنة......يخرج من سيارته وينادي عليهن ... يتطلعن له بوجوه ماكرة ... يستمر في نداءاته عليهن والناس تنظر له بتعجب ، لا يهتم بمن حوله ويستمر في مخاطبتهن ...يعاودن النظر بابتسامة ساخرة ترتسم على وجوههن ويرفرفن له بشعورهن المنسدلة إلى صدورهن ثم يختفين عن أنظاره إلى الأبد. |