حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
لمن يبحث عن أسباب ودواعي الخلاف - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: لمن يبحث عن أسباب ودواعي الخلاف (/showthread.php?tid=50982) |
لمن يبحث عن أسباب ودواعي الخلاف - فارس اللواء - 02-20-2014 أحياناً يكون الخلاف على فكرة واحدة ولكن ما يجعل الخلاف يجري حولها أن لكل فكرة عِدة مداخل...السبب أن كل طرف يعتبر هذا المدخل هو القضية بأكملها ولا يريد أن يفهم الفكرة إلا عبر هذا المدخل.. مثال: ثلاثة اختلفوا حول حُرمة الغناء.. فالأول قال أنه حرام لأنه يؤدي إلى فساد الأخلاق والثاني قال أنه حرام ليس لأن الغناء فاسد ولكن لأن الغناء يُشغله عن ذكر الله أما الثالث فيقول أن الغناء في ذاته حلال وهو ألحان طيبة لابد منها لتهذيب الأرواح.. نلاحظ أن الثلاثة اختلفوا بمبررات ودواعٍ عقلية ولم يقربوا الناحية الفقهية التي تتطلب تحكيم الأدلة الشرعية، ونلاحظ أيضاً أن مداخلهم لإطلاق أحكامهم كانت مُختلفة.. فالأول كانت لديه الأخلاق هي المعيار وهي المقياس الذي يقيس به فإذا تحققت الأخلاق كان بها وإن لم تتحقق توقف ...وهذا هو المُدخل لديه... أما الثاني فكان ذِكر الله هو المعيار لديه فإذا تحقق الذكر قَبِلَ الفكرة، وإن لم يتحقق رفضها.. وهذا هو لديه المُدخل أيضاً... أما الثالث فكان سمو الأرواح وتهذيبها عنده هو المعيار..وهكذا ومع اختلاف هؤلاء جميعاً نراهم وقد أطلقوا الأحكام قبل التعرض للمضمون الذي هو (الغناء)...بمعنى أنهم كان يجب عليهم أن يبحثوا في ماهية الغناء أولاً قبل إبداء أرائهم سواء بالقبول أو بالرفض.. إذا وقفوا على ماهية الغناء أولاً–أي تعريفه-سيتمكنون من حصر مداخلهم جميعاً في هذا التعريف وسيخرج تعريفهم كالآتي: الغناء هو رفع الصوت بالألحان والمقامات الصوتية، وأنا في حياتي اليومية أصدر أصواتاً بهذه الألحان والمقامات- حتى لو لم تكن جميلة ومُطرِبة..فعندما أنادي بصوتٍ عالٍ فهذا مقام، وكذلك عندما أنادي بصوتٍ منخفض فهذا مقام، وكذلك عندما ألاعب أطفالي فأنا أعلو وأهبط بمقامات أصواتي. ثم ينفرد كل طرف بمفهومه الخاص عن الغناء فيكون كالتالي.. الأول:الغناء في ذاته ليس حراماً لأننا نتغنى كل يوم، إنما الحرام أن يتسبب هذا الغناء في إخراجي عن وقاري بالرقص والتمايل. الثاني:الغناء ليس حراماً فمن الممكن أن أستمع للغناء ومع ذلك أذكر الله، لأن الغناء موجود باستمرار في حياتي اليومية ,,ومع ذلك لم يُشغلني في السابق عن ذكر الله.. الثالث: الغناء حلال .. نلاحظ أن الثلاثة أطراف تركوا مداخلهم التي كانوا يفهمون بها الغناء، هذه المداخل تُسمى عند الفلاسفة والمثقفين..(هوية الفكرة)..وأن المضمون الذي كان يدور حوله الخلاف لم يقربه الثلاثة، ولكن عندما تنازلوا عن (الهوية)اقتربوا وفهموا القصة بأكملها، حتى أن تصوراتهم تلك هي مُعرضة للتغير حسب تطور حياتهم وعقولهم.. ما حدث في هذه المُقاربة يتكرر باستمرار في حياتنا اليومية سواء في القضايا الدينية أو السياسية أو حتى الاقتصادية، ولكن البعض لديه المهارة لشرح واستخدام هذه المقابلة ..والبعض الآخر لا يفهمها وبالتالي فلن يستخدمها وسيظل على رأيه وأحكامه ومداخله.. |