غزوة الأحزاب فى القرآن - رضا البطاوى - 03-30-2014
جاءت جنود الكفر ممثلة فى الأحزاب للمدينة وفى هذا قال بسورة الأحزاب "يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود "وقد هاجمت هذه الأحزاب المدينة من الجهة العلوية والجهة السفلية وعند هذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر والمراد ضلت العقول أى وصلت الكلمات الخاطئة الأفواه حيث ظنوا فى الله الظنون الخاطئة وفى هذا قال بنفس السورة "إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا "عند هذا امتحن المؤمنون وتزلزل إيمانهم وتذبذب بسبب هذا الهجوم وفى هذا قال "هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا "وأما المنافقون وهم أصحاب القلوب المريضة فقالوا :ما وعدنا الله ونبيه إلا كذبا وفى هذا قال "وإذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا "وقالت جماعة من المنافقين :يا أهل يثرب لا بقاء لكم فعودوا لمساكنكم وقامت جماعة أخرى بطلب الإذن بالعودة للمساكن وقالوا :إن مساكننا ثغرة قد يدخل منها العدو فاسمح لنا بالدفاع عنها ،ولم تكن المساكن ثغرة يدخل منها العدو ولكن هدفهم هو الهروب من الحرب وفى هذا قال "وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستئذن فريق منهم النبى يقولون إن بيوتنا عورة وما هى بعورة إن يريدون إلا فرارا "وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :لن يفيدكم الهروب إن هربتم من الموت أو القتل وإذا لا تبقون إلا قليلا وفى هذا قال "قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا "كما طلب الله منه أن يقول لهم :من ذا الذى يحميكم من الله إن أراد بكم ضررا او أراد بكم نفعا ؟وفى هذا قال "قل من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة "وقد قال المنافقون لإخوانهم :تعالوا معنا حتى لا تقتلوا وفى هذا قال "قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا "وكان المنافقون إذا عرفوا هجوم الأحزاب نظروا للنبى (ص)وأعينهم تدور فى كل إتجاه كالذى يغمى عليه من الموت وإذا زال الهجوم هجموا هم بألسنتهم الحادة وهى كلماتهم البذيئة على المسلمين وفى هذا قال "فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذى يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير "وقد كان المنافقون يظنون أن الأحزاب لم يرحلوا وإذا أتت الأحزاب أحبوا لو أنهم كانوا يعيشون مع الأعراب يسألون عن أخبار المسلمين وفى هذا قال "يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون فى الأعراب يسألون عن أنبائكم "ولما شاهد المسلمون الأحزاب قالوا :هذا ما وعدنا ورسوله (ص)وصدق الله ورسوله (ص)وزادهم ذلك إيمانا وتسليما وفى هذا قال "ولما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما "وقد سلط الله على الأحزاب كل من الريح والجنود غير المرئية فهزمتهم وجعلتهم ينسحبون لبلادهم وفى هذا قال "إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها "وقد عاد الكفار بغيظهم وغضبهم ولم يأخذوا من المسلمين أى خير ولم يحدث قتال بين الفريقين وفى هذا قال "ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال "وقد حدث فى أثناء حصار الأحزاب مساعدة من يهود أهل الكتاب لهم فكان العقاب لهم هو إنزالهم والمراد طردهم من صياصيهم وهى قلاعهم وقذف الرعب والخوف فى قلوبهم وقتل بعض منهم وأسر بعض منهم ووراثة أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم يطئها المسلمون وفى هذا قال "وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها ".
|