نادي الفكر العربي
في ذكرى الجلاء … مستعمر جديد و ربيع طال إنتظاره - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: في ذكرى الجلاء … مستعمر جديد و ربيع طال إنتظاره (/showthread.php?tid=51100)



في ذكرى الجلاء … مستعمر جديد و ربيع طال إنتظاره - أبو علي المنصوري - 04-19-2014

إحتفلنا كثيرا بيوم الجلاء ، فرحنا بحرية منشودة ، و إنتابت السعادة حياتنا في يوم يشكل نقطة تحول تاريخية عظيمة بالنسب إلينا ، لقد كان يوم الجلاء ، فرحة تتجدد كل سنة بذكرى الجلاء و الحرية و نيل الكرامة و طرد المستعمر عن أرض الوطن إلى أن ظهر المستعمر الجديد .

و لكنه اليوم هو الأعنف و الأشد ظلماً لا محالة ! ننظر إلى سوريا في ذكرى الجلاء ، فنراها ضحية ، تنزف ، تبكي ،ترثي ، تشتاق و تحلم بربيع حقيقي يزهر بين جنباتها من جديد .

في ذكرى الجلاء ننظر إلى شعب سوريا الذي تفرق شمله و تششتت وجوده فنجد بعضا قد سلب حقه بالحرية و الحياة ليعيش على هامش الوجود في ظلم السجون و بين قضبان المعتقلات ، نراه تحت وطأة الظلم و القهر الذي يرتمي بين نبضات قلبه كل حين ، نراه حبيس الدمع و الأهات و الحلم بيوم الجلاء الحقيقي .

في ذكرى الجلاء ننظر للبعض الأخر فنراهم مهجرين مبعدين عن الأرض و الوطن ، تتفنن بقية البلدان بتقديم الأعذار لهم فترفض أن تقدم لهم عوناً أو مساعدة تمكنهم من مواصلة الحياة.

براميل الموت كل يوم تسابق بعضها لتجتاح حياة الأبرياء في حلب و درعا و الغوطتين و باقي القرى و البلدات ، يموت الأطفال في الجنوب من دمشق أو يقتلون بكل حين عند محاولتهم الحصول على رغيف خبز يسد حاجتهم من الغذاء !

نجد الكثيرين من أهلنا في عرض البحار يغامرون بحياتهم للنجاة من بطش اللجوء و قسوته ، و نجد أساليب الخداع و التحايل تطوق كل عهد بهدنة و إتفاق مع النظام على وقف إطلاق النار و القصف و القنص و غيرها .

والأكثر من هذا عودة النظام لإستخدام الغازات السامة من جديد في ظل صمت دولي رهيب ..

أما في ذكرى الجلاء و تزامنا مع استمرار القصف و العذاب و اللجوء و الجوع و الحصار نجد شبيحة النظام و عناصره يجتمعون ليحيوا ذكرى الجلاء بطرقهم الخاصة ، فصالة الفيحاء شاهدة على ذلك.

في حين أصبح الاحتفال بذكرى الجلاء مقتصر على عناصر وميليشيات لواء ابي الفضل العباس و حزب الله اللبناني في الشوارع و الساحات ، فبتنا اليوم نراهم مع شبيحة النظام يجوبون الطرقات يحتفلون بالجلاء ، بالوقت الذي يفترض ان يحتفل الشعب السوري بحريته و نيل كرامته بيوم كهذا ، إلا أننا للأسف نجدهم يتخبطون بمصائب و آلام عدة .

إنها أحوال سوريا في ذكرى الجلاء … مستعمر جديد ، و ربيع طال إنتظاره!! ، و يبقى الأمل بالجلاء راسخا في القلوب فلا بد لشمسه أن تبزغ من جديد.