حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: اين هده الادوات في اللغة العربية؟ (/showthread.php?tid=5124) |
اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - طنطاوي - 05-11-2008 1. انواع الماضي : في اللغة الانجليزية (والفرنسية) هناك انواع من الماضي ، مثلاـً نوع يوضح ان الشئ مضي ومازال مستمراً حتي اللحظة، نوع اخر معناه ان الحدث قد حدث في الماضي ، ثم انتهي . في العربية لاتوجد هده الدقة في الدلالة علي الماضي. ادا قلت "قامت الحرب " فلا شئ يوضح ادا : أ.كانت هده الحرب قد قامت وانتهت ب.ام انها قامت ومازالت مستمرة جـ. ام قامت وانتهت وقامت حرب اخري بعدها. كل واحدة من الاحتمالات ا وب وج لها ترجمة مختلفة في الانجليزية. بالعربية يترك الامر للسياق. 2. احتمالية الوقوع: في العربية ادا اردنا ان نقول مثلاً لو كسبت الانخابات فسافعل كدا وكدا ، او مثلاً ، ادا اشتريت سيارة فسادهب هنا وهناك. نلاحظ استخدمنا المضارع "العادي" للتدليل علي ما سوف يفعل. بالانجليزية الامر مختلف لابد ان تضيف would قبل الفعل صحيح الامر يبدو تافها لكنه ليس كدلك. فادوات اللغة تدلل علي ميكانيزمات التفكير داتها والدقة بتحديد المعني هي اساس العمل السليم والتفكير السليم. ربما الامر بهده الفداحة في وصف المشاعر مثلاً ، لكن العمل والتفكير...الامر مختلف. بمعني انني مادمت اضع would فانني اعطي خبر للمستمع ان الامر "بين يدي الله" قد يحدث وقد لايحدث. طبعا هناك ادوات في اللغة العربية لبيان الاحتمالية الحرف "قد" قبل المضارع تفيد الاحتمالية ولكن قد لايمكن ترجمتها كwould بل هي اقرب لmight (والا فما ترجمة might?). 3.تكوين كلمات جديدة: في الانجليزية وخصوصا في علم المصطلحات يمكنك ان تضيف اضافات معينه لكلمة لخلق كلمةجديدة مثلاً مقطع re تجده منتشراً ويتم ترجمته في العربية "باعادة" reestablishment اعادة تاسيس reinvasion اعادة غزو الخ يعني ما تقوله في العربية بكلمتان يتم قوله في لغة اخري بكلمة واحدة. هل هناك رابط نفسي للموضوع؟ مثلاً كون الدماغ البشرية تستهجن الجملة بعد عدد معين الكلمات؟ يعني احياناً يستهجن المرئ الكتابات المترجمة ويشعر انها مشتته للدهن فهي مليئة بجمل مثل "باعادة تأسيس واعادة بناء الثقة بعلم الارض في الحقبة ما قبل الاحفورية" 11 كلمات (بحدف الحروف) ...تعالو نترجمها للانجليزية: reestablishment and rebuilding trust in geology of the pre-fossil era 6 كلمات فقط ادا حدفنا حروف الجر(كما حدفناها في العربية). تقريباً النصف. تعتقدو الدماغ ممكن يتعامل مع ضعف العدد من الكلمات بنفس الكفاءة؟ شخصياً لا اعرف اجابة علمية لكن تخميني ان لا. يعني تخيلوا لو كان بامكاننا ان نكتب: "اعتاسيس واعبناء ثقة في العلارض في الحقبة القبحفورية" شخصيا ليس عندي مشكلة ، لكن اظن ان مثل هده اللغة بعيدة عن ادن معظمنا معظمنا سيجد مشكلة بها. هناك حل اخر وهو ان يزيل اعادة ويجعل الجملة: تاسيس وبناء الثقة في علم الارض قبل جمع الاحافير. لكن الجملة تكون قد فقدت معناها فالكاتب قصد ان يقول انه كانت هناك ثقة وفقدت ونحن نحاول اعادة تاسيسها وكل هدا في هده الحرفين re يتبع... اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - محمد عبده العربي - 05-11-2008 بصراحة شديدة لست ضليع في اللغة العربية لذا فلن ارد على استفساراتك وسأتركها لمن له القدرة فقط لفت انتباهي شيء اود ذكره كلمة " أنلزمكموها " وكلمة " سألتمونيها " الخ الخ الخ اذا احببنا نترجمهم للانجليزية في كم كلمة تستطيع ترجمتهم ؟؟؟ ارى ان ما تفضلت بذكره في الموضوع ليس ثابت دائما . ثم لماذا لا نعتبر ان استخدام لفظ واحد لإعطاء معاني متعددة قيمة اجابية وليست سلبية , كما ان هناك عدة الفاظ تستخدم لاعطاء معنى واحد . وجهة نظري وبإنتظار رأي المتخصصين سلام يا غالي اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - طنطاوي - 05-12-2008 Array كلمة " أنلزمكموها " وكلمة " سألتمونيها " الخ الخ الخ [/quote] هده ميزة للعربية ان بها امكانية دمج الضمير بالفعل او الاسم لكنها لا تنفرد بها ، الاسبانية ايضاً بها نفس الخاصية لكن ايا كان لا اعرف من المعني الجديد الدي اضافته كلمة سالتمونيها للغة اهمية موضوع الPREFIX والSUFFIX انك تستطيع انتاج عدد كبير من المعاني بكلمات محدوة اللغة الجيدة هي اللغة التي بها معان ادق وان تكون هده المعاني الادق غير مرهقة لاستيعابها للدماغ البشري وهدا يعيدني مرة اخري لموضوع المعاني في اللغة العربية وهل هي اغني بالمعاني كما يشاع؟ اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - خالد - 05-12-2008 سلام عزيزي طنطاوي، أنت تتحدث عن مملكتين لغويتين منفصلتين، اللغة العربية تتبع مجموعة اللغات الاجمالية، واللغات اللاتينية تتبع مجموعة اللغات التفصيلية، سأعود للحديث بتفصيل عن الفروق في المعاني لعله غدا! اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - طنطاوي - 05-12-2008 أن ينزل لغوي بحجم العزيز خالد للشريط لهو تشريف ما بعده! لكن اتمني ان تصدق وعدك رغم دلك... اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - العلماني - 05-12-2008 Array سلام عزيزي طنطاوي، أنت تتحدث عن مملكتين لغويتين منفصلتين، اللغة العربية تتبع مجموعة اللغات الاجمالية، واللغات اللاتينية تتبع مجموعة اللغات التفصيلية، سأعود للحديث بتفصيل عن الفروق في المعاني لعله غدا! [/quote] جيد، لنستمع إلى صديقنا "خالد" قبل أن أغضب غضبة مضرية "فأنشر عرض" الانجليزية عامة والفرنسية بالذات:)(قلبي مليان منهن، خصوصاً الفرنسيين:)). إذ كلما ازددت معرفة وعلماً بهاتين اللغتين العالميتين (ومعرفتي بهما -خصوصاً الفرنسية - ليست بسيطة أبداً بالمناسبة)، كلما ازددت احتراماً "للعربية" وقناعة بأن "لغة الضاد" هي أفضل وأكمل ما أنتجه العرب على مدى تاريخهم برمّته. قد أعود إذاً بعد أن يدلي صاحبنا "خالد" بدلوه. ولكن دكتورنا "طنطاوي" صعقني وهو يقول بان الإنجليزية والفرنسية أكثر إيجازاً. فتجربتي في مجال الترجمة (وهي تجربة لا بأس بها) تقول لي أنني أستطيع أن أترجم صفحة كاملة من "الفرنسية" إلى "العربية" بعدد كلمات أقل بكثير من النص الأصلي. بل انه قد ثبت عندي أن كل صفحة فرنسية يقابلها نصف صفحة أو ثلاثة أرباع الصفحة لو عربتها (السبب بسيط طبعاً، فهو يعود في معظمه إلى الضمائر المتصلة وإلى "سألتمونيها":)). بالنسبة لما أطلق عليه صاحبنا "طنطاوي" اسم "احتمالية الوقوع"، فإنك تستطيع بالعربية أن تصل إلى هذا عبر "قد" طبعاً، وعبر "ربما" و"لعل" أيضاً. بالنسبة للماضي، فإن الصيغة العربية الوحيدة للفعل الماضي تستطيع أن تقوم بأود 80% من استعمالات الماضي "المعقد جداً" (بالمناسبة) في اللغتين الأوروبيتين المذكورتين. أما لو أضفعت الفعل "كان" إلى صيغة المضارع أو إلى الإسم على وزن "فاعل" (عادة يكون منصوباً على الحالية)، فإنك تستطيع أن تختصر "أوقات الماضي الأربعة" في الفرنسية بصيغتين أو ثلاثة من صيغ العربية. بل ان العرب كانوا دقيقين جداً عندما وضعوا في لغتهم صيغة للماضي القريب المحاذي ايضاً، أو ما نستطيع تسميته بـ "الماضي الذي يكاد يدخل في المضارع"، فأنت عندما تقول : انتظرته ولم يأت، فإنك تقرر أمراً قد حدث في الماضي حسب موعد مضروب في ساعة معينة مثلاً (قد تكون بعيدة عنك الآن). ولكنك عندما تقول "انتظرته ولما يأت" فإنك تقرر أمراً منتظراً لم يحدث حتى نطقك بجملتك هذه. من ناحية أخرى، لو قسنا الماضي في العربية بماضي "الفرنسية" مثلاً، فإننا سوف نجد أن معظم الأفعال الفرنسية وكثير من الأفعال الإنجليزية ايضاً لا تستطيع صياغة ماضيها إلا من خلال "فعل الكينونة" Etre ; to be أو "فعل الملكية" Avoir . to have . بمعنى أنك تتوصل إلى الماضي من خلال عامل إضافي مكرر دائماً ومعقد كثيراً حتى لتجد أصحاب اللغة الأصلية يهابون استعمالاته. لنصادق أخيراً على كلمة عزيزنا طنطاوي أن "الدقة" مطلوبة في اللغة ولنقل بان هناك حالة من "الإبهام" في اللغات الأوروبية في ضمير المخاطب غريب عجيب، فالسامع لا يعرف إن كنت تكلم رجلاً أو امرأة لو سمعك فقط. إذ أن ضمير المخاطب لا يجعل الفعل يحمل علامات التأنيث أو التذكير إلا نادراً. هذا ولن ندخل الآن في "الجنس" و"الجموع" وصيغة "المثنى" الخاصة جداً في اللغة العربية. فلربما عدنا في وقت لاحق. ملاحظة: ماذا جرى لحرف "الذال" يا "طنطاوي"، وأين "النقطة" يا سندي؟ واسلموا لي العلماني اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - ابن سوريا - 05-12-2008 حلو يا عميدنا ولا تنسَ الجملة الإسمية، ورغم وجود الجملة الإسمية في الفرنسية ولكن لها استخدامات ووظائف مختلفة تكاد تقتصر على الأدب وتقل استخداماتها في اللغة المحكية بشكل يقترب للصفر المكعب، وأرى بالجملة الإسمية في اللغة العربية بلاغة كبيرة، واختصار جزل عظيم. تحياتي (f) اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - طنطاوي - 05-12-2008 Array لنصادق أخيراً على كلمة عزيزنا طنطاوي أن "الدقة" مطلوبة في اللغة ولنقل بان هناك حالة من "الإبهام" في اللغات الأوروبية في ضمير المخاطب غريب عجيب، فالسامع لا يعرف إن كنت تكلم رجلاً أو امرأة لو سمعك فقط. إذ أن ضمير المخاطب لا يجعل الفعل يحمل علامات التأنيث أو التذكير إلا نادراً. هذا ولن ندخل الآن في "الجنس" و"الجموع" وصيغة "المثنى" الخاصة جداً في اللغة العربية. فلربما عدنا في وقت لاحق. [/quote] صحيح وهو مأخذ عليهم بلا شك. لست متيما باهداب الانجليزية فانا اعشق العربية وما قلته ليس الا "عتب محب" وليس "قلة ادب سفيه". احد عيوب الانجليزية هو موضوع خلوها من المؤنث سواء في الضمائر او الصفات او تصريفات الافعال. Arrayمن ناحية أخرى، لو قسنا الماضي في العربية بماضي "الفرنسية" مثلاً، فإننا سوف نجد أن معظم الأفعال الفرنسية وكثير من الأفعال الإنجليزية ايضاً لا تستطيع صياغة ماضيها إلا من خلال "فعل الكينونة" Etre ; to be أو "فعل الملكية" Avoir . to have . بمعنى أنك تتوصل إلى الماضي من خلال عامل إضافي مكرر دائماً ومعقد كثيراً حتى لتجد أصحاب اللغة الأصلية يهابون استعمالاته. [/quote] صحيح ، و بتصريفهم لهذا الفعل المساعد يتقنون ايصال ما يريدون قوله. ايضا العرب بدورهم يتقنون قول ما يريدون قوله لكن الامر يأخد مجهودا اكثر قليلا من المسمتع لانه متروك للسياق. مثلاً لنقل جمله مثل : قامت حرب يونيو ثم قاامت بعدها حرب اكتوبر لو اردنا ان نترجمها(وانت استاذي لن اترجمها ) فسنجد اننا قمنا باختيار زمن ماضي مختلف لكل جزء من اجزاء الجمله( اليس كذلك؟) رغم انه بالعربية استقام الامر بنفس الفعل ذاته. قد يسأل احدهم وهل يستحق الامر الالتفات له؟ واجابتي هي نعم. لانه كلما صورت اللغة تفاصيل ادق كلما اعطت الدماغ فرصة اكبر علي تصور الامر كما هو ومن ثم التعامل معه بصورة اكفأ. Arrayبالنسبة للماضي، فإن الصيغة العربية الوحيدة للفعل الماضي تستطيع أن تقوم بأود 80% من استعمالات الماضي "المعقد جداً" (بالمناسبة) في اللغتين الأوروبيتين المذكورتين. أما لو أضفعت الفعل "كان" إلى صيغة المضارع أو إلى الإسم على وزن "فاعل" (عادة يكون منصوباً على الحالية)، فإنك تستطيع أن تختصر "أوقات الماضي الأربعة" في الفرنسية بصيغتين أو ثلاثة من صيغ العربية. بل ان العرب كانوا دقيقين جداً عندما وضعوا في لغتهم صيغة للماضي القريب المحاذي ايضاً، أو ما نستطيع تسميته بـ "الماضي الذي يكاد يدخل في المضارع"، فأنت عندما تقول : انتظرته ولم يأت، فإنك تقرر أمراً قد حدث في الماضي حسب موعد مضروب في ساعة معينة مثلاً (قد تكون بعيدة عنك الآن). ولكنك عندما تقول "انتظرته ولما يأت" فإنك تقرر أمراً منتظراً لم يحدث حتى نطقك بجملتك هذه. [/quote] هل التعقيد ميزة ام عيب؟ هذا هو السؤال Arrayلنستمع إلى صديقنا "خالد" قبل أن أغضب غضبة مضرية "فأنشر عرض" الانجليزية عامة والفرنسية بالذات (قلبي مليان منهن، خصوصاً الفرنسيين ). إذ كلما ازددت معرفة وعلماً بهاتين اللغتين العالميتين (ومعرفتي بهما -خصوصاً الفرنسية - ليست بسيطة أبداً بالمناسبة)، كلما ازددت احتراماً "للعربية" وقناعة بأن "لغة الضاد" هي أفضل وأكمل ما أنتجه العرب على مدى تاريخهم برمّته. [/quote] عظيم بالانتظار اذاً. (f) اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - طنطاوي - 05-12-2008 Arrayحلو يا عميدنا ولا تنسَ الجملة الإسمية، ورغم وجود الجملة الإسمية في الفرنسية ولكن لها استخدامات ووظائف مختلفة تكاد تقتصر على الأدب وتقل استخداماتها في اللغة المحكية بشكل يقترب للصفر المكعب، وأرى بالجملة الإسمية في اللغة العربية بلاغة كبيرة، واختصار جزل عظيم.[/quote] مرة كنت قد وجهت سؤال-قنبلة لطارق علي الاذاعة قلت له هل العربية اصعب ام الفرنسية؟ اذكر قال ان العربية اصعب لانها مليئة بالاستثنائات وما الي ذلك وشعرت انه يملك حصلية جيدة من النقاط التي تخص مقارنة اللغتين... اين هده الادوات في اللغة العربية؟ - العلماني - 05-13-2008 Array مرة كنت قد وجهت سؤال-قنبلة لطارق علي الاذاعة قلت له هل العربية اصعب ام الفرنسية؟ اذكر قال ان العربية اصعب لانها مليئة بالاستثنائات وما الي ذلك وشعرت انه يملك حصلية جيدة من النقاط التي تخص مقارنة اللغتين... [/quote] العربية، قد تكون أكثر صعوبة من الفرنسية لأمرين؛ واحدهما موضوعي والآخر ذاتي (لغوي بحت). الجانب الموضوعي هو أننا لا نستعمل العربية (الفصحى) في لهجاتنا المحكية، أو قل اننا نتحدث لهجات معدلة مبسّطة. وبهذا فإننا بعيدون في "البيت والمدرسة والشارع" عن العربية الفصحى بعض الشيء. لذلك، فمن الطبيعي أن نلقى عنتاً ورعونة في تطويعها عندما نستنجد بها. الجانب الذاتي (أو اللغوي البحت) هو قضية "الرفع والنصب والجر" وتغيّر حالات الكلمات وإعرابها حسب موقعها في الجملة. لذلك ترى الأغلبية الساحقة من العرب غير قادرة على "قراءة" ما يكتبون قراءة سليمة. هنا يحضرني دائماً وقوف "ياسر عرفات" على منبر الأمم المتحدة سنة 1974 حاملاً بيمينه غصن زيتون قائلاً: "لا تسقطو الغصن الأخضر من يدي". ردّد عرفات هذه الجملة ثلاث مرات وكل مرة كان يحرّك "الغصن الأخضر" بشكل آخر (يضم ويفتح ويكسر على كيفه:)). الذنب هنا ذنب "عرفات" من ناحية، وذنب "النحو العربي" من ناحية أخرى، "فعرفات" مثله مثل معظم العرب لم يكن متأكداً من "الحالة الإعرابية" في قوله "الغصن الأخضر" (منصوبة)، وصعوبة "النحو العربي" وقلة اهتمام "أبو عمار" بالسلامة النحوية للكلمات جعلته يرتكب "مجزرة لغوية" من خلال كلمتين فقط. الفرنسية من ناحية أخرى مستعملة في الأحاديث يوم اليومية لأصحابها، وهم حتى لو جنحوا نحو لغة بسيطة تحتوي على الكثير من الـ"أرغو"(سلانج بالإنجليزية)، إلا أن هذه الكلمات "العامية" لا تكسر - عادة - قاعدة نحوية واحدة من قواعد النحو الفرنسي، بل كل ما تفعله هو استبدال بعض الكلمات بأخرى أو اختصار بعض حروف العلة في النطق وما إلى هذا؛ هكذا تصبح - على سبيل المثال لا الحصر - "فواتير" (سيارة) "بانيول" و"أرجانت" (نقود) "فريك" و"بوليس" (شرطة) "فليك" أو "بوليه" ... إلخ. وهكذا تصبح "جو سوي" (أنا أكون) "شوي" (باللهجة الباريسية) . طبعاً، في الفرنسية ليس هناك "رفع ونصب وجر"، ولكن هناك عقبات كثيرة على صعيد الكتابة، حتى أن الفرنسيين يجرون كل سنة مسابقة في الإملاء على "التليفزيون" (لسنين عديدة أشرف عليها "برنار بيفو") يشترك فيها الكثيرون، ويكون سعيداً من يستطيع أن يكتب النص المنتقى للمسابقة (عبارة عن نصف صفحة فقط) فلا يخطيء إلا في خمس أو ست كلمات. زمااااااان، عندما كنت أصطدم ببعض المشاكل في تمييز المذكر من المؤنث في لغة "فولتير"، كنت أقول لنفسي ساخراً: إنسَ، فأنت لن تجيد لغة تذكر الشمس وتؤنث القمر حتى لو طاولت السحاب. واسلم لي العلماني |