حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
سيد قطب.. نبي الارهاب - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: سيد قطب.. نبي الارهاب (/showthread.php?tid=51470)



سيد قطب.. نبي الارهاب - ابن فلسطين - 08-27-2014

باستثناء كتاب "الفريضة الغائبة" لـ "عبد السلام فرج"، ربما لم تستقبل المكتبة العربية، في صالونها المصري الوثِير، عمل ديني ينضح بفكر أسود وأفكار مسمومة ونقم على المجتمع وكره لكل شيء كـ "معالم في الطريق"، الذي أفشى فيه قطب أسراره، ورفع به الستار عن مكنون أفكاره. فبمطالعة هذا الكتاب الصغير لن يكون عسيراً عليك أن تصل لنتيجة مفادها أن الشهيد المزعوم كان ولازال "سـيـد" التكفيريين و"قـطـب" المتطرفين.

لكن كتاب يعتقد أحدهم بصحة ما طُرح به من أفكار، أو حتى يخطه بيمينه، لا يكفي للحكم عليه حكماً قاطعاً، كونه في النهاية يعبر عن فكر- والفكر بطبيعته متغير- وليس عقيدة راسخة لها أسس دينية راسخة، خاصة وأنه مقتطف من كتاب آخر أكثر أهمية، هو "ظلال القرآن"، الذي يحمل في طياته فهم الرجل للإسلام، وتأويله لآيات القرآن.

لم يكتفِ قطب بتكفير المصريين وحدهم، بل ذهب بشططه إلى تكفير البشرية جمعاء، إذ قال في تفسيره لسورة "الأنعام": ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله.. ويصف مفسر القرآن هذا الارتداد، المزعوم، عن عبادة الله بأنه عودة للجاهلية، فيقول: البشرية عادت إلى “الجاهلية”.. البشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبين لهم الهدى ومن بعد أن كانوا في دين الله.

ذهب قطب إلى تكفير المؤمنين الذين يرفعون على المآذن كلمة التوحيد إذن. وتنبأ بأنَّ هؤلاء الموحدين لهم في الآخرة عذاب أشد من عذاب الآخرين.. في الواقع؛ إن سيد قطب قد أقدم على ما لم يُقدم عليه محمد (ص) نفسه!

في تفسيره لسورة "الحجر" يؤكد أيضاً على هذا المعنى، فيقول: ليست على وجه الأرض دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي. وهكذا، فبعد أن نفى صفة الإسلام عن أي فرد، نفاها أيضاً عن أي مجتمع على وجه الكرة الأرضية، ونفى أن تكون هناك ثمة دولة تتعامل بشريعة الله وفقه الإسلام.

أما لماذا كل هذا التكفير والشطط فيه؟ فالإجابة، ببساطة، لأن البشرية لم تعتنق فكر الخوراج بعد!

نعم؛ فنبي الإرهاب، يقول في تفسيره لسورة "الأنفال": الذين لا يفردون الله بـ "الحاكمية" في أي زمان وفي أي مكان هم مشركون، لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله مجرد اعتقاد ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده.

فسيد التكفيريين يرى أن الموحدين بالله، والمعتقدين بأن لا إله سواه، والمحافظين على شعائر دينهم، يراهم أيضاً مشركين! وذلك مرده أنهم لا يُقرون لله بالحاكمية، تلك النظرية التي قال بها الخوارج لأول مرة، وقُتل بسببها "علي بن أبي طالب" في طريقه للمسجد فجراً، بينما كان يردد قاتله "الله أكبر"، تماماً كما يفعل اليوم أتباع قطب، أثناء قتلهم لجنودنا البواسل في أكثر اللحظات قداسة.

في حضرةٍ بشرية غارقة في الكفر، ومجتمعات تتخبط في ظلمات الشرك، لا سبيل أمام الرسل والأنبياء سوى أن يُعلنوا رسائلهم الهادية للبشر والمنقذة لهم من الضلال، وهذا ما نظَّر إليه قطب أيضاً، بل ومارسه بصفته نبي الجماعة.

فحامل لواء الإسلام الأوحد، يطرح نتائجه وخلاصة فكره مطالباً باستنباط "فقه حركي جديد". ويشير إلى أتباع هذا الفقه الحركي بالقول: إنهم العصبة المسلمة.. إنهم وحدهم الذين يفقهون هذا القرآن، ويدركون الأبعاد الحقيقية لمدلولات نصوصه. ويردف: إنهم القادرون حصراً على مواجهة الجاهلية بالإسلام، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الدنيوية لعبادة الله، كما كان الوضع على يد رسول الله!

وعن آلية عمل الجماعة، أو طريقة نشر الرسالة؛ ينطلق قطب من هذه المعطيات التكفيرية المتطرفة، ويطالب جماعته بالانعزال عن هذا المجتمع الكافر فيقول :لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقديا وشعوريا ومنهج حياة، عن أهل الجاهلية من قومها، حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها.

ويحدد رسول الإرهاب سبب دعوته لأتباعه بالانعزال عن المجتمع بالقول: حتى تشعر- أي الجماعة- شعورا كاملا بأنها هي الأمة المسلمة، وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه؛ جاهلية وأهل جاهلية.

إنها دعوة صريحة للتقوقع وهجر المجتمع بأكمله والانزواء بعيدا، نشأت من إيمانه وإيمان جماعته أنهم الجماعة الوحيدة المسلمة على وجه الأرض، ومن سواهم كفار ومشركون يعيشون عيشة الجاهلية، لذا فليس حرياً بهم أن يختلطوا ببقية أفراد هذا المجتمع الكافر.

وانطلاقاً من هذا الإيمان الراسخ بتكفير كل من سواهم، وتمادياً في الشطط والتطرف، يطالبهم قطب بهجر المساجد أيضا! نعم؛ هجر المساجد. ذلك لأنها لا تحمل عنده صفة المساجد الإسلامية. إذ كان قد سمى المساجد التي يرفع فيها اسم الله بأنها "معابد الجاهلية". والأدهى من ذلك أنه قال، بلا مواربة، إن بيوت جماعته ومنازلهم خير عنده من المساجد التي يرفع فيها اسم الله!

ففي تفسيره لسورة "يونس" وجه حديثة للعصبة المؤمنة بدعوته قائلاً: إن الله يرشدهم إلى: اعتزال معابد الجاهلية واتخاذ "بيوت العصبة المسلمة" مساجد، تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي، وتزاول فيها عبادتها لربها على نهج صحيح؛ وتزاول بالعبادة ذاتها نوعاً من "التنظيم" في جو العبادة الطهور.

وفي ذلك أيضاً تفسير لاختيار جماعة الإخوان لأعضائها مساجد بعينها يقيمون الصلاة فيها دوناً عن غيرها. فالمساجد التي جعلها الله دورا للعبادة، ووصفها بأنها بيوت له، كانت قد تحولت على يد نبي الإرهاب، إلى مقرات لـ "التنظيم"، وقد رأينا على مدار السنوات الأربع الماضية كيف كانت كل فعاليات الجماعة تنطلق من المساجد!

في معرض تفسيره لسورة "التوبة" يرسم التكفيري الكبير خطة التمكين التي تسير على نهجها الجماعة منذ أسلمت على يديه حتى اليوم، إذا يقول في تفسيره لآية { قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} يقول: إذا كان المسلمون اليوم لا يملكون بواقعهم تحقيق هذه الأحكام، فهم- اللحظة ومؤقتا- غير مكلفين بتحقيقها - ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها - ولهم في الأحكام المرحلية سعة يتدرجون معها، حتى ينتهوا إلى تنفيذ هذه الأحكام الأخيرة، عندما يكونون في الحال التي يستطيعون معها تنفيذها.

أي أنه يأمر جماعته بالصبر حتى تسنح لهم فرصة الانقضاض، ويعدوا العدة من أجل قتال غير المسلمين – أي غير أبناء جماعته – وحتى تأتي تلك الفرصة، أي التمكين، سيجدون في الأحكام المرحلية ما يفيدهم. وقد أتت الفرصة بالفعل، ولازال قتل المصريين، على يد أتباعه، مستمر حتى اللحظة!

ثم يلفت انتباه المؤمنين به إلى أمر أشد خطورة حين يقول: ولكن عليهم ألا يلووا أعناق النصوص النهائية لتوافق أحكام النصوص المرحلية. وعليهم ألا يحملوا ضعفهم الحاضر على دين الله القوي المتين. وعليهم أن يتقوا الله في مسخ هذا الدين وإصابته بالهزال بحجة أنه دين السلم والسلام.

إن قطب يطالب جماعته بتقوى الله، وما أعظمها من مطالبة! لكن تقوى الله من وجهة نظره هي أن لا يدعي أحدهم أن الإسلام دين السلم والسلام كي لا يصبح ديناً هزيلاً خرعاً !!ويقول إنهم إذا كانوا ضعفاء حاليا فتلك مرحلة ستنقضي وسيأتي يوما لابد أن يكشروا فيه عن أنيابهم. إن دين السلم والسلام صفة لا يصح أن يوصم بها الإسلام بحسب نبي الجماعة!

والحق، إن هذه الاستراتيجية تحديداً لم تكن من بنات أفكار قطب، بل إليه يرجع الفضل في تأصيلها دينيا فقط، وإنما كانت هي الاستراتيجية عينها التي شرّعها إرهابي آخر يُدعى "حسن البنا"، ذاك الذي يحتل في الجماعة مكانة إبراهيم في الأديان السماوية، إذ كان قد قال في رسالة المؤتمر الخامس: أيها الإخوان المسلمون، وبخاصة المتحمسون المستعجلون.. إن طريقكم هذا مرسومة خُطُواته، موضوعة حدوده، ولست مخالفا هذه الحدود التي اقتنعت- كل الاقتناع- بأنها أسلم للوصول. أجل؛ قد تكون طويلة ولكن ليس هناك غيرها، ففي الوقت الذي يكون فيه منكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة.. طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحار وأقتحم عنان السماء وأغزو بكم كل عنيد وجبار.

في التاسع والعشرين من أغسطس لعام 1966 تدلى جسد سيد قطب من المشنقة، بعد أن أدانه القضاء، كونه عضو مكتب إرشاد الجماعة الإرهابية، والمسؤول عن ملف إعادة عمل التنظيم السري الإرهابي، الذي أذاق مصر من ويلات جرائمه وإرهابه، والتي أشرنا إلي بعضها هنا.

أُعدم المجرم جزاءً لإرهابه، بيد أنه لا يزال حياً، يبث سمومه، في عقول أتباعه. فمُنظّر الإرهاب الأشهر، كان، ولا يزال، في عرف الجماعة "شهيد". فهل يصيح الإرهابي شهيدا، سوى في عُرف جماعة إرهابية؟!

محمود جمال