حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
نصـوص لم تكــــــــتمـــل - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: نصـوص لم تكــــــــتمـــل (/showthread.php?tid=5230)



نصـوص لم تكــــــــتمـــل - skeptic - 05-04-2008

1

-اللحظة التي أسميها الجسد


نحن البشر الموؤودون
نحن الجثث العرجاء
والديدان التي تتماوج صوب نفسها



قال لي أبي الذي مات
-جسدك الآن تاريخ طويل, وكل حركة من حركاته مشبعة بالإشارة, لكن لا تنطق قبل أن تمتلئ بالزمن..حينئذ تكون الكلمة التي لا تصف بل تخلق.

ما الذي كان يريده؟.. لم أعرف!.. وعندما انفجر الخلاف بيننا ذات يوم, غادرت البيت.. عملت وقتها في مكان غريب للغاية.. في قبو هائل.. يحتوي على أرشيف أحد مؤسسات الإسكان الكبرى.. مع أربعة من الموظفين الغرائبيين.. كان أحدهم محققاً سابقاً, وظل يمارس آلية التحقيق في حواراته مع الآخرين رغم أنه تقاعد من الخدمة. الثاني عجوز من خيالة الدرك يحتقظ بأربع زوجات بشكل دائم ولا يوقف أحاديثه الجنسية الفاضحة عن زوجاته بالرغم من كبر سنه.. الثالث كان ضابطاً سرح من الخدمة العسكرية لأنه تخاذل في أحد المعارك.. والأخير كان فتى في السادسة عشرة من عمره, عليه أن ينفذ طلبات الأخرين في صنع القهوة والشاي.. كان شبه مختل, وكان حلمه الوحيد في الحياة أن يمتلك مسدساً.. ولقد استمر هذا الكابوس ثلاثة أشهر..خرجت من القبو وكنت أريد الشمس.. بعد هذه التجربة القاسية كنت أمشي على الأرض وأحس بهشاشتها وأخاف أن تبتلعني من جديد في اية لحظة.. تجاوزت الجوع والبرد وكنت قريباً جداً من الألم.. كنت أقاوم شيئاً واحداً... الطاعة.... لم أكن قادراً أن أطيع أحداً.... وكنت أطور نزعة خاصة بي تتلخص بإنهاء وجود هذا الجسد على هذه الأرض عند الإحساس بالعجز أو الشعور بالإهانة التي يسببها وجوده... وكانت فكرة الانتحار تمنحني قوة وشجاعة على مواجهة كل الآلام القابلة للانتهاء...كانت تمنحني القدرة على تطوير وعي متحرك لا يؤثر على طاقتي, بل يطورها... منحتني الفكرة جرأة عالية واتجاهاً إلى التكثيف...

الجسد متحرك لا شك بوجوده أو في سيره إلى فنائه... لكن التسمية ما هو غير مؤكد, إنجاز غير نهائي.. لذلك قد تكون أية كتابة عن الجسد نوعاً من الأدلجة.. تصور قد يحيله إلى حالة الطاعة في وقت أريد له أن يتحرك كونه جسداً مشتركاً.. قبلياً.. كما تريد أن تحدده أية هوية صغرى لتؤكده في حالة الطاعة, أي في حالة لا وجوده.. والجسد جديد دائماً, ولهذا فهو في حالة اختلاف دائم مع السلطة... لأن آلية السلطة قديمة مهما كانت تسميتها الجديدة.... كانت المسافة بين تسمية وأخرى واضحة لي, فالجسد المعاش بلا تسمية, وهذا الحال يحرره ويفنيه في ذات الوقت.. لكن الجسد الرمزي طاقة ومعوق في نفس الوقت.. الجسد المعاش ينتمي إلى الرمزي يكتسب منه طاقة ما ويعتقل فيه.. الجسد الرمزي المعرٌف يكون جسداً مشتركاً وموجهاً ومراقباً يتمصن الجسد المعاش معتقلاً فيه.. الجسد الرمزي أبدي والجسد الفردي غير المسمى فان ومؤقت..

كان السؤال.. كيف تم إنتاج الجسد الرمزي؟؟ بأية آلية؟.. ما هي طبيعة السلطة التي أقرته؟ إلى أي حد يحمي الفرد, إلى أي حد يعتقله؟.. وكنت دائماً ميالاً إلى ممازجة التحولات الديونوزيسية مع النظام الأبولوني.. اقدر ضرورية النظام المعرفي المؤسس ولكنني أؤكد على حرية الأنا في وجودها الآن \هنا وبالتالي تجاوزه.. ولأن الأنا جسد في الخارج فهو الذي سيغير أو...

لكل جسد هدف واتجاه... الهدف هو اللذة.. والاتجاه هو الموت.. وهذا الهدف والاتجاه متناقضان إلى الأبد! فاللذة سوف تحاول المحافظة على النوع في مواجهة الموت, وهي بذلك تخلق الحشد... وهي أيضاً سوف تحاول تحدي الموت وتجاوزه وهي عند ذلك تخلق الفن الذي سيتناقض مع الحشد أيضاً الذي سيخلق السلطة في مواجهته للموت.. وستتناقض السلطة مع الفن أولاً ومع الحشد تالياً عندما تنفصل عنه... مع الفن لأن قدرته على اللعب سوف تتجاوز إمكانياتها كآلية تحكم, ومع الحشد لأن تحولاته ولو بفعل الدبيب أقوى بكثير من وهم وجودها الثابت... لهذا أنتجت السلطة آلياتها التي سوف تعيد إنتاجها بشكل أبدي.. وكأن نيتشه يقصد بالعود الأبدي.. العود الأبدي لذات السلطة, وليس لذات الكائن... إلا إذا كانت الطاعة هي الآلية التي تنتج السلطة.. وفي هذه المتاهة المتتالية سيأتي من يقول.. أين جسدي؟...أين ذهبوا بجسدي؟؟... وسيراه في لحظة ما معلقاً ومصلوباً في عود أبدي على اخشاب السلطة الأبدية!...

الجسد عند كافكا قابل للتحول إلى صرصار... تلك الحشرة المنزلية التي يمكن أن تداس بلا أي شعور بالخوف أو بالذنب منها أو عليها... إنها حشرة ضعيفة تلوث الأغذية التي يحتاجها الجسد من أجل البقاء وهي تأتي من جحور البيت المظلمة متطفلة على حيواتنا..لكن هذا الجسد الذي تحول إلى صرصار كان يعي كل شيئ حوله كإنسان.. هذا مخيف .. لكنه مؤثر وحقيقي.. وفي المحاكمة يموت الجسد ككلب على الرصيف.. أيضاً هذا مخيف........ ومؤثر وحقيقي... إذ ثمة مسافة ما بين الجسد كحواس اتصال تنتج البقاء في النوع وتحايث الفعل, وما بين الجسد كوعي ينتج الفن ليحرر الحواس ذاتها من رؤيتها السابقة..
مع كافكا عليك أن تحس كصرصار لتتجاوز إلى الإنسان بعد الانتهاء من قراءته... هل يكون الفن مقنعاً إلى هذا الحد.. ما هي الحقيقة؟ هل نعيش حقاً في أجسادنا؟؟ أم أننا نتصور ذلك؟؟

يقول نيتشه.. وهل يملك الإنسان شيئاً مؤكداً أكثر من امتلاكه لجسده؟؟ .. ورغم هذا يأتي من يقول.. اين جسدي؟.. أين ذهبوا بجسدي.. أين أجد جسدي؟؟.... وهذه ليست تساؤلات فلسفية يمكن تقديرها.. فالموضوع لن يتوقف عند هذا الحد.. أحدهم يطلق تساؤلاً مثيراً زوبعة حول تساؤله.. ويتبعه آخرون.. وتنشأ قضية..... والقضية هذه المرة هي الجسد.. ثمة ما يحاك ضد هذا الجسد .. ودون الانتباه إلى أن أية قضية يمكن أن تتحول إلى قضية قبلية ستجد أضدادها وتدينها قبلياً أيضاً..إذ تنشأ القضية في مناخ قبلي, يمكن أن تكون الكتابة في أيضاً كتابة قبلية.. وهذا مؤسف.. فسرعان ما تنشأ تيارات شعرية وآراء وروايات وقصص تدافع عن قضية.. وهذه المرة.. الجسد!.. تدافع عن تصور جديد.. عن قبلية جديدة..

أقول مع نيتشه أن الإنسان لا يملك شيئاً مؤكداً أكثر من امتلاكه لجسده.. ولكن تصوراته جعلته منفصلاً أيضاً إلى حد أن يضطر لقول هذا... فاستئمار فكرة الخطيئة والجسد الملوث بالخطيئة جعلته فيما بعد جسداً معلقاً, مصلوباً, او جسداً ساجداً, يحج إلى دورانه الدائم حول الفكرة , وبالتالي جعلته جسداً مؤجلاً وموعوداً بالتتحقق, عليه الانتظار والالتزام في آلية الطاعة التي تنفي الجسد الآن لتؤكد السطلة أبداً... لقد أصبحت مهمة السلطة أكثر سهولة! فهذا الجسد معاقب قبل أن يولد وليس عليها إلا أن تنفذ الحكم.. إنه ضحية يبحث عن محاكمته ويقبل بجلاده... لقد كان كافكا كاشفاً وحقيقياً إلى أبعد حد...
ولكنني أعود وأتساءل.. كيف لا تكون الكتابة عن وبالجسد كتابة قبلية؟ سيبقى هذا السؤال محافظاً على جدته زمناً طويلاً على ما أرى......

الجسد في مجتمعات الأطراف هو غير الجسد في مجتمعات المركز... الجسد في مجتمعات لم تلب حاجاتها الأساسية هو غير الجسد في مجتمعات الوفرة.. الجسد في مجتمع تخلق فيه الحاجة سلعتها.. هو غير الجسد في مجتمع تخلق فيه السلعة مستهلكها.. في المجتمع الأول الجسد محافظ وأصولي ولكنه يحاول الانفلات.. وفي الثاني الجسد مزاجي بعد دخوله في مرحلة التذوق والاختيار والحساسية ولكنه يميل إلى المحافظة , لهذا تحاول السلطة في المجتمع الأول استثمارطبيعته المحافظة و.. وفي المجتمع الثاني على تعزيز الميل إلى المحافظة.. في المدتمع الأول تكون المتعة واللذة امتيازاً لسلطة تخشى التحول إلى مجتمع الوفرة لأنها تشعر بأن وجودها لا تؤكده المسؤولية بل الامتياز... في مجتمعات الوفرة تكون حرية التذوق أقوى بكثير من أية كليانية تمارسها السلطة.....


نصـوص لم تكــــــــتمـــل - محارب النور - 05-04-2008

Arrayالجسد في مجتمعات الأطراف هو غير الجسد في مجتمعات المركز... الجسد في مجتمعات لم تلب حاجاتها الأساسية هو غير الجسد في مجتمعات الوفرة.. الجسد في مجتمع تخلق فيه الحاجة سلعتها.. هو غير الجسد في مجتمع تخلق فيه السلعة مستهلكها.. في المجتمع الأول الجسد محافظ وأصولي ولكنه يحاول الانفلات.. وفي الثاني الجسد مزاجي بعد دخوله في مرحلة التذوق والاختيار والحساسية ولكنه يميل إلى المحافظة , لهذا تحاول السلطة في المجتمع الأول استثمارطبيعته المحافظة و.. وفي المجتمع الثاني على تعزيز الميل إلى المحافظة.. في المدتمع الأول تكون المتعة واللذة امتيازاً لسلطة تخشى التحول إلى مجتمع الوفرة لأنها تشعر بأن وجودها لا تؤكده المسؤولية بل الامتياز... في مجتمعات الوفرة تكون حرية التذوق أقوى بكثير من أية كليانية تمارسها السلطة.....[/quote]

نايس(f)

محارب النور

(f)


نصـوص لم تكــــــــتمـــل - skeptic - 05-04-2008

2

من بابل السرد إلى فم الذئب

تتمثل في برج بابل البنائية السردية لشعب بابل, وقد أخذت صورتها ونموذجها الهندسي النهائي من على ذروة هذا البرج-الذي في الوعي أصلاً- على التكوين الذي شكلته البنية السردية في اللغة أولاً والذي تجسد كشكل مدون ومكتوب في ملحمة جلجامش في صورتها الأخيرة.

-لأننا فقدنا الخلود سنكتشف المكان ونمركز الوعي في هذا المكان-

هكذا بنيت ذروات الوعي, وربما كان برج بابل أفضل نماذج الوعي المحققة هندسياً من قبل الإنسان في العصر القديم.. لقد كان تجلياً للمطلق كما يعيه الإنسان آنذاك, ومن على ذروة هذا البرج كتجسد لهذا الوعي كان يتطلع إلى المابعد... ذلك المجهول الذي لما يتحدد بعد أو يتعين.. ذلك المجهول غير المعبر عنه من خلال آليات وإمكانيات عمل البنية السردية.. ذلك المجهول الذي سيقوض النموذج الهندسي الذي أنتجته هذه البنية..

كان انهيار هذا البرج وتفكك بنيته السردية الصارمة إلى ألسنة وهويات لم تنصهر أو لم تجد لها موقعاً في هذا المركز العالمي الذي تموقع بالنموذج الهندسي لوعي وتصور العالم... ربما كان ذلك هو المغزى من بلبلة اللسان التي ذكرتها الكتب المقدسة! تلك البلبلة التي ستهيئ لبناء زمن سردي آخر, وغلى الشروع في بناء ميتالوجيا جديدة..لم تكن هناك مسافة بين اللغة والعالم.. ولكن في لحظة الانهيار حدث ذلك الانفصال المأساوي بين اللغة والعالم, وغادرت الآلهة العالم إلى الأبد..

بابل .. ممفيس... دلفي... سبأ
لقد كان انهيارها واحدة تلو الأخرى يدخل الوعي البشري في الماساة... نعم لقد كان تايريسياس الأعمى ..ذلك الفيثاغورثي المخنث على حق.. لقد كان قادراً على رءية انشطار الوعي بين عالميــن !..
لا... ليس الرائي... ولكنه الكاهين هو الذي سيعيد ترتيب إشارات العالم الذي غادرته الآلهة.. وسيكون عالماً من لغة... الكائن فيه لغوي..... في اللغة بعد أن كان في العالم... في التصور بعد أن كان في الوجود..
كيف سيجد الوعي البشري طريقه إلى بناء برج بابل آخر غير قابل للانهيار ويكون بمقدروه مقاومة الزمن الذي يزيل كل شيئ في طريقه إلى المجهول.. كيف يمكن للزائل أن يكون صورة وتجلياً للجوهر؟؟..
لقد ارتفع برج بابل مرة أخرى في الوعي البشري هذه المرة.. في اللحظة التي فارغ فيها الابن حياته على أخشاب الصليب... كان المسيح هو المنذور ليجيب عن هذا التساؤل.. وليكن الأبدي الذي سيدفع ثمن الخطيئة التي تداولتها البنية السردية اللاحقة لانهيار برج بابل السرد الأول... ستكون أبديته تلك الكثافة المطلقة التي تحل في الزمن لتمنحه زرقته وبراءته...لهذا كانت الأيقونة التي تصور آلام كل البشــــــــــر..

آلام المسيح المنذور.. آلام المبدع وهو يزول كالأبــدي..

كان كل ما رسمه الفنانون بعد ذلك استعادة لأيقونة الوعي في محاولة لاختراق البنية السردية التي هيمنت عليها قوى تاريخية في محاولة منها للسيطـرة على مرجعية الوعي التي تمنحهم الشرعية المتضمنة في البنية السردية وشكلها الأساســي..... الحكــــايـة!...
الأيقونة والحكاية.. ... الأولى تمركز الوعي والثانية تنشره... سيكونان -لفترة تلت -الشكلين اللذين يحتويان الوعي ولا ثالث لهما.. قبل التوسع في شرح هذه الفكرة , لا بد من العودة إلى زمن بعيد.... إلى أوروك!...
أوروك عاصمة السومريين.. ذلك الشعب الغامض الذي أعطى المحراث القديم اسمه... المحراث السومري... ذلك الشعب الذي أعطى للوعي البشري الحكاية الأولى.. حكاية جلجامش... شعب زراعي بنى المدينة الأولى...الزيقورة الأولى... الشعب الذي زرع القمح وبنى أهراء القمح... ومن هذه الإنجازات الخاصة بالشعب السومري سوف تأخذ كلمة –سرد- معناها, ومنها سوف نبدأ... من أوروك..
لا أعرف اللغة السومرية.. لكنني سأحاول تشكيل حدوسي في محاولة للإشارة بأن مصطلخ السرد هو مصطلح نشأ في مجتمع زراعي مدني متطور أنشأ الحكاية.. ولا يمكن أني يكون هذا المجتمع غير المجتمع الزراعي السومري... ولا يمكن أن تكون هذه الحكاية إلا من مدينة اسمها أوروك..
هي حدوسي فقط وليست نتائج نهائية صارمة... تشير ولا تبرهن...


كنت طفلاً عندما قالت لي والدتي.. أحمد ناولني امسرد.. اشارت إليه, وفهمت منها انها ستفصل القمح عن التبن المختلط به بواسطة هذا المسرد... راقبتها ,ورأيت أهراماً ذهبياً صعيراً من حبات القمح المفصول عن التبن وهو يرتقع تحت المسرد الذي كانت تحركه بمهارة ساحرة بين يديها...سألتني بعد قليل:
أحمد.. مانك جوعان؟
-ما دقت الدجن من الصبح... أجبتها مؤكداً جوعي.
-هيدني رح خلٌص سرد.. قالت .. وانتظرتُ حتى أمهت سردها لحبوب الحنطة.. متأملاً ذلك الأهرام الذهبي الصغير.. لاهياً عن جوعي.
الذين عاشوا في مزارع يعرفون بأن المسرد يمكن أن يكون أيضاً شقاً بين الصخور يسيل منه وفيه الماء.. أو خط الفلاحة الذي يشقه المحراث اليدوي وتسير فيه مياه الري... كما يمكن أن يكون اي طريق-غالباً ضيق-يمكن المرور فيه باتجاه كل الطرقات الأخرى التي تبدو مقارنة معه مكشوفة أو مألوفة!... ألهذا يكون سرد أو رواية أي حدث هو إرواء لعطش إلى المعرفة يوازي عطش الأرض إلى الماء.. كان السرد-دالاً على سر- حقيقياً.. قادراً على الإرواء حقاً في وقت لم تنفصل فيه اللغة عن العالم.. كما كان الأمر في مجتمع أوروك حيث كانت اللغة تخلق..
الدجن -في ردي على والدتي- هو الخبز , ويمكن أن يشار به إلى الطعام عامة, والدجن هو الكلمة الشفوية التي نستخدمها دون أن نعرف مصدرها الأول هو الإله القديم داجون... إله الحبوب والقمح.. إله الإهراءات والمنازل.., وكانت التضحيات له من أجل أن يجعل المواسم جيدة وسعيدة في البيت تقدم باستمرار قبل الحصاد مباشرة, ومن الممكن أن تكون الأضحية إنساناً غريباً يتوحد معه الإله داجون الذي يدل على القمح... ألم يشر المسيح في العشاء الأخير إلى الخبز قائلاً... هذا جسدي...
أشير هنا أيضاً بأن تدجين الطيور والحيوانات يعني جعلها قادرة على الحياة في المنازل وإلى جوار الإنسان, ولقد تم استبدال الأضحية البشرية بحيوان داجن في مرحلة لاحقة للاعتقادات الوثنية.. الرعاة واستمرارهم سوف يستبدلون الأضحية بالحيوان الداجن... الخروف مثلاً.. المدنيون المزارعون سوف يستبدلون الأضحية بالخبز.. والنبيذ( الدم).. التدجين هو جعل المختلف منسجماً مع الحياة أو مؤتلفاً مع البنية السردية التي كونها المجتمع الزراعي المستقر.. وكان السرد كمتحرك دائم وكحكاية يشير ويدل على المقدس.. على الأيقونة المعلقة على الرقاب والتي تشير إلى الدين وإلى النذر الواجب تأديتها من أجل الاستقرار والسلام والطمأنينة...ألا نقول لمن نعترف بفضله .. دينك في رقبتي.. إشارة إليه كشيء ثابت لا يزول إلا بزوال الحياة..

منذ زمن بعيد رأى السومريون أهرام حبوب القمح الذي رايته تحت مسرد والدتي.. كان هذا الأهرام يشير إلى الحياة واستمرارها.. إلى شكلها الذي لا يزول.. قاعدة واسعة تعطي الاستقرار, وفي أعلى الهرم حبة قمح واحدة , لا تختلف عن أية حبة قمح أخرى إلا من خلال موقعها الذي يعطيها المعنى الذي حدده نهاية السرد... هي الكلمة الفصل.. القاطعة.. كلمة الله \الملك... الايقونة التي سيتجه إليها سرد الحكاية.. وكان برج بابل فيما بعد على قاعدته الرباعية يشير إلى الجهات التي سوف يسيطر عليها الملك البابلي... لقد تحول وعي العالم إلى شكل للسيطرة... وهذا هو الخطأ البـابـلي..


نصـوص لم تكــــــــتمـــل - skeptic - 05-04-2008

3

هو الذي رأى كل شيء...

ولكن... أنا الذي سأروري سارداً حكايته..
نعم.. لم يعد الوجود في العالم.. صار في اللغة... وكان على الآلهة أن تغادر الأرض بعد أن نضجت بذرة الوعي البشري وانطلق لسان العالم ليخلق ويسمي..
-أنا هو أنا... قال لموسى...
المتكلم والغائب.. في لحظة إشراق عاشها بطيئ اللسان..
-أبي ... لماذا خذلتني؟؟ باح المسح على صليبه...
وكأنه يقول: يا أبها الراوي.. لماذا خذلتني؟؟ ألم يكن الكلمة؟.. الأيقونة؟؟
-اقرأ... قال لمن لا يعرف القراءة...
ألهذا رتل الوعي وصار صوتاً؟؟
لكل زمن أيقونته الغائبة... والرواي هو من يشير إلى حضورها على الرقاب اعترافاً بالدين... راوياً عطش الوعي المشرد والتائه في الأزمنة... وراوي كل الأزمنة هو من نبحث عنه..
لا بد من كتاب... لا بد من راو..
أهي التوراة؟ أهي الأناجيل؟ أهو القرآن؟؟ ..... وسوف يحلم كثير من الرواة والشعراء بكتابة هذا الكتاب الذي لا يمكن أن يكتمل من على لسان من لم ينطق ليكن... نعم... إذ نحن في الصمت نوغل...
الأيقونة... الحكاية... الأيقوني... السردي... الإشراقي... العقلي...
السرد هو أن تدل على السر
أن تشير إلى سرة العالم
أن تكشف سدرة المنتهى
غاية السادر في سرده
تلك هي الأيقونة.. الكأس الضائعة... الزمن الضائع..
أوروك الأولى التي استمرت في بابل وممفيس ودلفي... مدن الآباء الغامضين الذين استحقوا الأضحية المرفوعة على الأخشاب... التي أشار إليها الشاعر الفرنسي بول فاليري عندما قال
-إن الذي علق على الأخشاب علق الكون على المياه..
الأيقونة والسرد... أيضاً السرير والكرسي...
لقد نقل للملك سليمان عرش بلقيس ملكة سبأ. وهي الإشارة إلى تمكين اليهودية من السيطرة على كرسي الراوي للبنية السردية في الحصارة المدنية السبئية... أيضاً كان الملك سليمان يريد بلقيس في سريره.. كان يريد روح مدينة سبأ وروح اللغة السبئية في سرير اللغة العبرية من أجل إخصابها.. ولقد استطاع آصف بن برخيا أن يفعل ذلك رمزياً, فإشراقة الوعي تمضي قبل أن يرف الجفن, ودخلت الأناشيد التي لسليمان والتي نظمهاآصف بن برخيا بروح خمرة سبأ لتكون أجمل اسفار التوراة مع سفر التكوين بابلي الأصل والذي يسرد قصة الخلق... لقد تم تدجين الوعي الرعوي للقبائل اليهودية بواسطة استيعاب البنى السردية لمدنيات الفراعنة والبابليين والسبأيين والتي ارتحلت بينها هذه القبائل التي تؤسس مدنية في آن سليمان الملك... لدينا بنية سردية الآن تحتاج إلى سرة للوعي.. إلى مركز للعالم ليتم تصوره... هذه السرة هي هيكل سليمان الذي يوازي في الوعي اليهودي ما كان يمثله برج بابل أو حجر أومفالوس المقدس في معبد دلفي أو الصليب أو الحجر الأسود في الكعبة بعد ذلك... هل كان ذلك هو سرير مردوخ الحجري في الحجرة العليا في ذروة برج بابل؟ السرة الأولى التي يدل عليها كل من يجلس على كرسي الراوي ويبني سرده! أهي الأيقونة الغائبة والتي ستحضر في يوم ما كما تقول الأسطورة؟

في السرير تتفتح السرائر وتتكشف الأسرار.. في سرير الحياة.. أو في سرير الموت... السرير.. السرة.. السر.. ما لا يمكن الاعتراف به.. ما يقتضي ضميراً آخراً ليسرده... هو الراوي.. المتكلم على لسان غائب!.. إنها ثقافة السرير والكرسي ويمكن أن تجد متوالياتها في كل زمان ومكان... في الكتب المقدسة وغير المقدسة لدى كل الشعوب وكأنه العود الأبدي لذات الكائن كما يقول نيتشه العظيم –وإن كنت أراه العود الأبدي لذات السلطة-... لا تنجو من ذلك أعظم الكتب مثل ألف ليلة وليلة..ولم تحقق تجاوزات هامة إلا عند جويس في يوليسيس وبيكيت في انتظار غودوت.. ومن الممكن أن يكون مجدياً التوسع في دراسة هذه الظاهرة...

-مملكتي ليست من هذا العالم...
هل كان يعني بأنه لم يكن نتاج هذه الحكاية.. هذه البنية السردية... رموزها وآليات عملها... ألهذا كان بلا أب؟ ألهذا لم يولد في سرير؟ ألهذا اشار إلى جسده وإلى دمه في الخبز والنبيذ؟ .. مئات الأسئلة تولدها التجربة لبني وفت دين العالم القديم على الوعي... الكلمة... مسرد الإشارات والأزمنة...


-اقرأ... سمعها من لا يتقن القراءة..
من على لسان الغائب في الوعي جاء الصوت, فدخل إلى الكعبة وكسر أوثان وايقونات البنى السردية السابقة وأبقى على السرة في الحجر الأسود , واستوعب في سريره سرائر سرد النساء وأسرار البنى السردية لثقافات أخرى... كان يريد أن يبني مدينة للسرد بين قبائل الرعاة التائهة على تخوم مدن السرد القديمة وفي صحراء أكثر اتساعاً من الوعي... وبنى حقاً مدينة عظمى من بنى السرد...
في السرد اليهودي والإسلامي تبرز أفكار أساسية كفكرة شعب الإله المختار, والفرقة الناجية والوعد بورائة الأرض, وفكرة العقاب والثواب, الجحيم والفردوس, وفكرة المنتظر... هذه الأفكار التي حملتها البنى السردية التي سوف تجعل من الكائن مؤجل الوجود... موعوداً بالوجود... فالخطيئة الأولى لما تمح بعد ولا بد من الطقس كأداة للتطهر, ولأن الأضحية في حال استبدال دائم.. الأضحية البديل كطقس- بدلاً من التضحية بالذات كما فعل السرد المسيحي-سوف تجعل الأيقونة في حال غياب أبدي.. لهذا كان لا بد من تحريم الأيقونة والرسم الذي يصور الأيقونات....


نصـوص لم تكــــــــتمـــل - skeptic - 05-04-2008

4

مدن السرد الفاضلة!...



لم يكن اللاهوتيون وحدهم من حاول تصورها وبناءها.. منذ افلاطون حتى لينين, وهذه التصورات تنهار واحدة تلو الأخرى, وكان مركز الوعي يغير موقعه سادراً في الزمن لا يعرف أين وكيف يقيم أيقونته.. كانت آلية السرد ذاتها تمتص كل حركة, وبقدرتها الهائلة تجعل من أي ثوري رجل سلطة في اللحظة التي يجلس فيها على كرسي الراوي... لقد تحولت البنى السردية إلى آلية تلقين يمارسها سدنة مهمتهم إبقاء الوعي في حالة الطاعة, وهذا ما كانت تريده السلطات مهما كانت طبيعتها.. إنتاح الخوف والطاعة حتى تتمكن من البقاء.. ولهذا كان لا بد من سدنة الوهم!
-ليس من نبوءة-
إننا وإلى حد بعيد كائنات نرى كما نروى.. لسنا في الوجود, بل في الوهم.. ألهذا نطأطئ رؤوسنا لأقدارنا؟ ألأن البنى السردية قد تضمنته من قبل؟ لا بد من علاقة مالها مع الملكية وبالتالي مع الأنساب, لأن من طبيعة البنى السردية- القبلية- في شكلها\الحكاية المحافظة على الملكية من خلال محافظتها على الأنساب, وبتوالي المحافظة على النسب تصان الكلٌية المرجع المتضمنة للأيقونة- النموذج الذي يحدد المعيارية ومقدار الانحراف عنها الذي يسمى بالخطيئة المستوجبة للعقاب. ثم الحكاية التالية.... وهكذا حتى تشكل مجموعة من الحكايات التراث السردي.. شبكات السرد... والبنى السردية الضابطة لمجتمعات التحكم والطاعة.. وبمرور الزمن واستقرار هذه البنى في الوعي تتحول إلى غياب غير قابل للحوار معه, بل عن هذا الغياب سوف تصدر بديهيات الوجود والهوية! لقد تحولت إلى لاهوت وعقيدة..
نعم.. لقد ارتبط علم الأنساب بتدوين الذاكرة وبأهمية الشاهد في هذا العملية.. وغالباً ما كان هذا الشاهد يرى ما ترويه السلطة الكامنة في البنية السردية الغائبة عن وعيه ... ودون أن يعرف هذا الشاهد أنه لم ير شيئاً .. لم يشهد شيئاً... ومن مثل هذه الحالة يمكن أن نكتشف أزمات قاتلة عند كتاب قصة وروائيين... غالباً ما كان الشاهد الذي تُطلب شهادته قادراً على استخدام أدوات التعبير.. ونشأت بسبب ذلك أنواع من السرد المتدني منها المديح الذي يحاول رسم الأيقونة, والهجاء الذي يحاول كسرها, وذلك وفقاً للتصور الذي حددته البنية السردية السائدة... وفي مثل هذا المشهد المترامي والمتنامي عبر الزمن, تنبق بين الحين والآخر نبرة مختلفة لنبي أو رائي أو ساحر أو عرٌاف أو شيطان شعري حسب التسمية التي سوف تعينه وتميزه في النهاية, تلك التسمية على هذا المختلف صاحب تلك النبرة التي تحمل المجهول الذي لم تعبر عنه البنية السردية, ولكن بأدوات وأشكال واساليب الببنية السردية الغائبة! سوف يكون ذلك خداعاً لأننا نرى بآذاننا الآن... نرى ما يقال أنه جميل... نرى الصوت ونعمى عن اللون... إننا تلك الكائنات الصوتية الآن! تلك الكائنات المرتلى والموزونة والمقفاة الآن , والمنطق الذي يحكمنا موجود ومحمول في اللغة من قبل وليس في العالم الذي يتغير.. اللسان والأذن... الكلام والسمع... هما الحاستان اللتان تحددان الكائن الصوتي.. كائن النهي والطاعة... لكن العين واليد .. البصر واللمس.. هما اللذان سوف يحسان بالحركة وهما سوف ينتجان اللغة الجديدة في الكتابة واشكال الاتصال البصري... هذه اللغة لم تكن مباحة من قبل, ولأننا لم نشبع نهم الأصابع والعيون في ثقافتنا, صدرت عن هاتين الحاستين الغرائز التي لم تصقلها الثقافة ولم يهذبها الفن... اصابع المخالب أو كالخيوط... عيون وقحة أو منكسرة هاربة لا تجرؤ على النظر... لم تكن الكتابة لدينا غير تدوين للأسوات وترديد لأصوات الذاكرة... ترتيل وخطابة.. ضوابط صوتية تدعمها سلطات مركزية قوية.. ما كان مرئياً هو الحلم!.. لذا اقترن الفن بالخرافة والجان والحيوان وكان ذلك من الأشياء التي جعلت ألف ليلة وليلة تأتي بهذه الطريقة وهذا الشكل... كأن لغة السمع والبصر غير مسموح بها وكان ما تشتهي الاقتراب منه هذه اللغة قد تحول نهائياً إلى أيقونات صوتية يأخذ اعترافه وقيمه الجمالية من حالة طاعة المتلقي الابدية والمطلقة... لقد تحولت الأيقونة إلى آية! آية في الجمال هذه المرأة... آية في الجمال هذا البستان.. هذا الثوب.. هذا ..إلخ.. تناغم صوتي سلطوي سوف يجعل حتى من الرسام والنحات أو القاص أو الشاعر تحت سلطة بنيته الغائبة..ليست اليد والعين من يرسم أو يكتب, إنها اللغة المنطوقة والمسموعة.. المرتلة في تلك البنية السردية والمنتجة تلك الآية في الجمال! الايقونة الصوتية!... الشعور أو الإحساس بالزمن يبدو معطلآ تماماً في حالة الاستغراق التام في البنية السردية الصوتية أو المشهدية الساكتة.. استغراق في السكون! نعم.. لأن التجديد هما صعب للغاية ويحتاج |إلى تراكمات طويلة الأمد وقد لا تخلق الانزياح أو الإحساس به خلال حياة واحدة وذلك عكس اللغة الجديدة المؤسسة على حاستي االلمس والبصر.. هنا لا حاجة إلى التراكمات.. وسوف يكون ممكناً إحداث انقلابات تعبيرية في هذا المجال... الكتابة ايضاً سوف تتأثر وتؤثر في هذا الانقلاب المستمر وسوف يكون الشعور بالزمن مختلقاً, لأن ثمة ما سوف ينمو بسرعة خارقة وثمة ما سوف يهوي بنفس السرعة وسيكون مركز الزمن وكثاافته كوعي أبداً في الآن\هنا.. وليس في المرجع\المعنى... إنه فعل ثوري سوف يحرر القارئ من هيمنة البنية السردية الصوتية والتي ستحاول أن تتجسد ولا تجد غير العصاب في مواجهة الشعور الجديد بالزمن وقدرته الفائقة على محو المدون الصوتي.. بين الندم والخوف يقبع كائن البنية السردية, لكن القارئ في الآن\ هنا لن يشعر بالندم أو الخوف... فهو ليس قارئ إشارات ثبتها التدوين الصوتي لأنه في التدفق والجريان, لأنه ليس من التلقين بل من النسيان والمحو والحوار...
نعم الأذن ماضوية.. والعين لما تشبع حتى الآن...