حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
قصة بسمة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +---- المنتدى: ساحة الأعضاء الجدد (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=18) +---- الموضوع: قصة بسمة (/showthread.php?tid=5278) |
قصة بسمة - مرعي عوض - 04-30-2008 قصة ُ بسمة لا تشكوا للناس جرحا أنت صائبه...لا يألم الجرح إلا من به ألم هل فكرنا باحساس فتاة جميلة باسمة، قوية النظر، عندما يغلفها الظلام، وهي تجهل ماهية الظلام ذاته ؟؟وتجهل سبب ومدة مكوث ذلك السواد الظالم؟؟؟ .... بسمة، فتاة جميلة الروح والمظهر صغيرة السن ، زحفت على الرمال و فوق الجبال وغطست في عمق المتوسط ، تشبعت جيناتها بالشجاعة والكبرياء، و التمسك بالحرية والتضحية في سبيلها ، حرية لا تمس حرية الغير و تنتفض غضبا عند اقتراب معتدي من حدود حريتها. تميزت جيناتها بالطموح الحاد الذي يدعوا للصدمة إعجابا ، ترعرعت تلك الخصال في جيناتها توارثا عن اسبارتاكوس و استفينوس سيفيروس، وجنود حنا بعل ، و كلهم تجرؤا على عاصمة أكبر قوة على وجه الأرض كل في زمنه... رومـــا ذاتها !! بشهادة تاريخ بسمة و روما معا. دفعت تلك الروح ببحارتها إلى التجريء على دولة عظمى ، اقتربت إحدى سفنها الشراعية ،التابعة لأسطولها الذي عبر بحر الظلمات إلى حرمة مياهها الباسمة، فلم يترددوا في إغراقها و أسر بحارتها . ..... فجأة... جاءت روما في عصر سفن المحركات، والمدافع طويلة المدى إلى شواطئ بسمة، بغية الثأر، واجهها عمر المختار و رمضان السويحلي وغيرهم ، مع رجالهم الشجعان المشبعة جيناتهم بكل تلك الموروثات ، في تحدي يدعو للصدمة إعجابا،و في زمن ندرت فيه سبل مد يد العون أو التأييد لأولئك الرجال، الذين كانوا يقابلون أحدث الأسلحة التي تمتلكها قوة عظمى، ببقايا عتاد عثماني عتيق، مرتكزين على قوة إيمانهم و روح جيناتهم. ... و بعد أن ذهبت روما بدون رجعة، تخطت الفتاة الطموحة مرحلة الزحف، وقفت بسمة على أرجلها ، و بدأت تخطو وكل المعطيات تنبئ بأنها ستمشي وستهرول ثم تجري فتقفز إلى قمة المنى . ...... فــجـــأة انــطــفـــــأت الشــمــس. ..... لم تـُصدم بسمة بغياب الشمس ، فقد تعودت أن في الليل نجوم و قمر . .... لم يظهر القمر، بل ازداد و يزداد الظلام سوادا ، و عبأت و تعبئ الأجواء روائح نتنة تَـئـٍـز بروائح الفضلات المقززة. (( هل بالإمكان إيقاف الغربان عن تقليد رقصة الطواويس فوق أنقاض ما وراء الكواليس؟....وفاء السيد )) .... هل فكرنا باحساس فتاة بريئة باسمة، عندما يغلفها الظلام، وهي تجهل ماهية الظلام ذاته؟ وسبب ومدة مكوث ذلك السواد الظالم؟؟؟ ...... لو لم تزحف على الرمال و ترى لمعانها ، لو لم تزحف على الجبال وتتشبع رئتيها بعبق الأرض الخصبة ، لو لم ترى الأزهار و تتأمل ألوانها و عبقها ، لو لم تشاهد النجوم و ابتسامة القمر ، لو لم تخطو نحو قمة المنى لكان الظلام أمرا معتادا، أقل ألما و أقل قهرا، أما أن يغلفها الظلام وهي لا تعرف كنهه ، وبدون ذنب ولا سبب تعرفه، تاركا علامة استفهام كبيرة على جبينها... فلابد أن تنقلب بسمة الباسمة إلى عابسة. .... قاومت الظلام في الظلام، تلوح بأيديها في الهواء النتن، تصدم أكفها ببعض الزواحف على الحيطان و البراغيث في الهواء. لم تعرف بعد لماذا حل السواد عوضا عن نور الشمس؟ لكن جيناتها تنبئها بزمن مكوثه. عرفت الآن أن مكوثه لن يطول أكثر مما طال، وأن الجينات المشبعة بالإيمان بالعزة والكبرياء و الحرية ، تدفعها أرواح السابقين من اسبارتاكوس إلى عمر المختار إلى شهداء و مناضلي اليوم، تدفعها بنفس الطموح لإنارة الشمس ذاتها حيث لا ينتهي طموحها. ..... ( ليس شقاؤك في أن تكون أعمى . . بل شقاؤك في أن تعجز عن احتمال العمى ) ...... أقول : لا تنسى أن تصوراتنا السياسية لا تأتى لنا من المجرد ، وإنما تأتي من دراسة التاريخ فالذين لا يدرسون التاريخ هم وحدهم المحكوم عليهم بتكراره ..... تلك هي غير العابسة.... بلادي الباسمة........... في الظلام. قصة بسمة - ابو احمد0 - 05-11-2008 شكرااااااااااااااااااااااااااا |