حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +--- الموضوع: مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق (/showthread.php?tid=5318) الصفحات:
1
2
|
مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - shahrazad - 04-28-2008 http://www.rewayty.com/Public/ShowArticle.aspx?ArticleID=322 مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - shahrazad - 04-28-2008 عقل بلاجسد..د/أحمد خالد توفيق بقلم د/ أحمد خالد توفيق عقل بلاجسد عندما شطر (روذرفورد) الذرة ذهب إليه صحفي أمريكي يغطي الخبر .. واقترح عليه أن يصوره في ثلاث صور: الصورة الأولى له جوار الذرة .. الصورة الثانية له وهو يكسر الذرة .. الصورة الثالثة له وهو يقف باسمًا جوار أجزاء الذرة المشطورة ! نفس الشيء ينطبق على (ستيفن هوكنج)الذي مزج بين جاذبية (أينشتاين) وميكانيكا الكم.. نعرف جميعًا أنه اكتشف شيئًا مهمًا جدًا لكننا لا نفهم ما هو بالتحديد .. بالنسبة للغربيين هو رمز بصري شهير مثله مثل (غاندي) و(جيفارا) و(شابلن) .. حقًا لا يفهمون بدقة ما يتكلم عنه، لكنهم ينبهرون وكفى ... (ستيفن هوكنج) .. العالم البريطاني الذي اعتبره الكثيرون (أينشتاين) آخر .. إنه أستاذ رياضيات في (كمبردج) يشغل ذات الكرسي الذي شغله (نيوتن) يومًا ما. هناك في بناية الفيزياء القديمة المتسخة في (كمبردج) يراه الطلاب بوجهه الضحوك وعينيه الزرقاوين الماكرتين، حتى ليبدو كطالب مثلهم .. لكنه يتحرك على مقعده المتحرك الذي لا يفارقه .. فقط يضغط بأنامله على أزرار تتيح له أن يوجه المقعد، ثم على أزرار أخرى تتيح له الكلام وإلقاء المحاضرات، فيخرج الصوت من الجهاز كأنه روبوت يتكلم .. هذا هو الرجل الذي تغير نظرياته الكون، وكأن الأقدار اختارت أن يرمز هذا الرجل الذي لا جسد له إلى إنسان المستقبل .. مجرد عقل على مقعد متحرك. كرس (هوكنج) حياته لدراسة مفاهيم الزمن والفضاء كما شرحتها النسبية. ويقول عن نفسه: "انبهرت طيلة حياتي بالأسئلة المرعبة التي تواجهنا، وحاولت أن أجد تفسيرًا علميًا لها. كيف نشأ الكون؟..السؤال واضح ويبدو سهلاً بدرجة خادعة .. لكن الإجابات بعيدة عن متناولنا حتى الآن.. إن فكرتنا عن الكون اليوم صارت غريبة حقًا ..الانفجار الكبير .. الثقوب السود .. الخ" ولد عام 1942 أثناء الحرب العالمية الثانية، في ذات اليوم الذي يكمل 300 عام على موت (جاليليو) أول من غير مفهوم الكون بالنسبة لنا، وانتزع الأرض من مكانتها الجميلة كمركز الكون لتصير تابعًا لنجم متوسط الحجم . فهل لهذا التاريخ معنى ما ؟ عاش أبواه في لندن حيث كان أبوه يدرس الطب، فلما كبر دخل جامعة أكسفورد ليدرس الرياضيات برغم اعتراض أبيه، ثم نال منحة تفوق ليدرس في كمبردج وأثناء الامتحانات النهائية لاحظ أنه يتصرف بشيء من الخرق، فطلبت منه أمه أن يرى طبيبًا .. تم تشخيص داء (لو جيريتش) العصبي عام 1963، وهو مرض قاتل يطلقون عليه أيضًا اسم (التصلب الجانبي الأميوتروفي) .. وسرعان ما تدهورت حالته وتوقع الأطباء أنه لن يعيش حتى الدكتوراه. صدم الفتى الذي لم يجن ثمرة شبابه الغض بعد وانهار وقضى وقته في الحانات.. لكنه لسبب ما عاد ليواصل الدراسة ..كان معجبًا بفتاة معينة وقدر أنه بحاجة إلى الحصول على الدكتوراه كي يجد ما يكفي من مال ليتزوجها. حصل على الدكتوراه عام 1966 من ثم تزوج وصار أبًا لثلاثة أطفال. وارتقى حتى صار أستاذ فيزياء الجاذبية عام 1977. في الستينات آمن (هوكنج) بأنه لو كان الكون يتمدد فلابد أن ميلاد الكون شهد ظاهرة غريبة يسمونها (التفرد) وهي لحظة توحد الزمان والمكان. عام 1969 برهن مع طبيب بريطاني آخر على أن الكون بدأ من نقطة لا متناهية الكثافة، وهذا معناه أن للزمن بداية. في السبعينات درس الثقوب السود مستخدمًا ميكانيكا الكم، وبرهن على أنها قد تشع الطاقة.. كان هذا فتحًا جديدًا لأننا نتصور الثقب الأسود كالبالوعة .. يمتص كل شيء ولا يخرج منه شيء على الإطلاق بسب جاذبيته المرعبة. معنى هذا أيضًا أن الثقب الأسود يمكن أن يزول .. إن معدل بقاء الثقب الصغير عشرة آلاف مليون سنة .. وعندما ينحل تنبعث منه جزيئات جاما. وقد أطلق العلماء على النظرية اسم (شعاع هوكنج). كان رأيه أنه أثناء الانفجار الذي كون الكون وجدت كتل تزن عشرة أس تسعة طن لكنها بحجم البروتون، أي أن هذه الثقوب السود الضئيلة في حجم جزء من الذرة، لكن كتلتها تفوق جبل إفرست. الزمان والمكان محددان لكنهما بلا حدود أو حافة .. لا يوجد تفرد، وقوانين العلم سارية دائمًا حتى على تكوين الكون. طبعًا لا أفهم حرفًا لكن من يفهمون هذه الأمور قالوا إنه كلام مهم جدًا. عام 1985 أصيب وهو في جنيف بالتهاب رئوي، وقد اقترح الأطباء على زوجته أن تتركه يموت لكنها لم تقبل هذا وطارت به إلى إنجلترا حيث أنقذ حياته جراح بريطاني، لكنه فقد صوته نتيجة هذا. هكذا تم تزويده بكمبيوتر يسمح له بإطلاق صوت الكتروني. باستعمال هذا الجهاز وجهاز آخر لتقليب الصفحات كتب (موجز تاريخ الزمن) الذي احتل قائمة أفضل المبيعات أربعة أعوام كاملة، وهو ما لم يحدث في التاريخ، حتى أنه دخل موسوعة (جنيس). عامة فلسفة (هوكنج) التي قدمها لعلمي الفيزياء والفلك هي مزجه بين نظرية أينشتاين حول الجاذبية التي تسير حركة الكون ونظريات ميكانيكا الكم التي تقول إن المادة على الصعيد الذري تعمل بشكل عشوائي. والنظرية الأخيرة لم يقبلها (أينشتاين) قط لكن (هوكنج) برهن على أنها ممكنة. (هوكنج) اليوم في الثالثة والستين، وقد نال تكريمًا يكفي عشرة علماء .. لا شك في أنه يستحق لأنه مزيج من العبقرية وتحدي الإعاقة معًا.. لقد أعدته الأقدار لمهمة كشف أسرار الكون، لهذا لم تمنحه إلا العقل .. وسلبته كل شيء آخر. http://www.rewayty.com/Public/ShowArticle.aspx?ArticleID=276 مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - Cloudysky - 04-28-2008 عسل "لماظة" دي ، يمكن أحمد خالد توفيق نفسه لو سمعها يقعد يكركر لحد ما ينقلب على قفاه :teeth_smile: شكرا جزيلا على المقالين انتي ما تعرفيش الراجل دا أثر فيا لأي درجة ، لحد الوقتي هو الكاتب الوحيد اللي لسه بقراله كل حاجة بيكتبها و من أيام طفولتي المتشردة ، أي حاجة له تقع تحت ايدك احدفيني بيها على طول :redrose::109: http://cloudno5.blogspot.com/2007/09/blog-post_09.html مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - shahrazad - 04-29-2008 فريدمان ...د / أحمد خالد توفيق بقلم د/ أحمد خالد توفيق العالم مسطح: هل انقلب سحر العولمة على الساحر ؟ شهدت التسعينات ظهور ثلاثة أسماء سيطرت بقوة على الفكر الغربي: (أسبوزيتو) الذي صار مقترنًا بفكرة الخطر الإسلامي الذي جاء ليحل محل الخطر الشيوعي. و(هانتجنتون) الذي صار مقترنًا بصراع الحضارات .. و(فوكوياما) الذي صار مقترنًا بنهاية التاريخ .. كلهم من الأسماء اللامعة في مؤسسات صنع القرار الأمريكية التي يطلقون عليها (خزانات التفكير Think Tanks) وهم يتقاضون رواتب جديرة بأن تكرههم فعلاً إن لم تكن عندك أسباب أخرى.. من الأسماء العولمية المهمة كذلك الصحفي الأمريكي اليهودي توماس فريدمان الذي لمع في الشرق الأوسط كوجه جذاب لبق قادر على شرح العولمة بوضوح، وهو كاتب عمود الشؤون الخارجية في صحيفة نيويورك تايمز الذي وصف وظيفته بأنها (أهم وظيفة في الكون).. وله كتاب مهم جدًا هو (السيارة اللكساس وشجرة الزيتون - 1999)، لكننا ندرك على الفور أن فريدمان يبشر بدولة واحدة عظيمة ديمقراطية مسالمة وديعة اسمها (إسرائيل).. كما أنه يدعو لمبادئ أقل ما يقال عنها إنها قاسية مثل مبدأ (الاستعداد لقتل جرحاك)، أي أن تتخلى بلا ندم عن أي مشروع خاسر ولا تحزن على العمال المطرودين أو قيم الماضي التي لا نفع لها. يواصل فريدمان حملته التبشيرية في كتابه (العالم مسطح: : تاريخ مختصر للقرن الواحد والعشرين) .. معنى كلمة (مسطح) انه (متواصل).. زوال الحواجز التجارية والسياسية وتطور الثورة الرقمية جعل من المكن القيام بالبيزنس في ثوان مع بلايين البشر الآخرين عبر الكوكب. يعقد فريدمان في البداية مقارنة بين رحلته إلى الهند والصين ورحلة كولومبوس لاكتشاف عالم جديد، وهكذا يمكن قراءة العنوان على أنه يذكرنا بخوف بحارة كولومبوس من أن سفنهم ستقع خارج حافة العالم المسطح. يرى فريدمان أن مدينة بنجالور الواقعة جنوب الهند هي (العالم الجديد) الذي اكتشفه. ويحذر الكاتب من جدية التحدي الذي تشهده الولايات المتحدة من نموذجي الهند والصين في هذا العالم المسطح. لقد فوجئ بأن بيانات ضرائب أربعمائة ألف أمريكي موجودة في بنجالور، وأنك إذا اتصلت في الولايات المتحدة تشكو خللاً في بطاقة الفيزا، فإن من يرد عليك ويمزح معك هو موظف هندي في ولاية بنجالور !... رأينا فيلمًا في الجزيرة حول هذا الموضوع، ورأينا كيف أن الهنود يتدربون على اللكنات الأمريكية المختلفة حتى لا تشعر بالغربة لو كنت من فلوريدا وكلمك عامل الهاتف بلكنة نيويورك ! لماذا صار العالم مسطحًا ؟.. ينسب هذا إلى عشرة عوامل أهمها سقوط الاتحاد السوفيتي ونهاية حلف وارسو. ثم الثورة العظمى في الإنترنت وبرامج البحث مثل (نت سكيب) الذي ظهر عام 1995 التي جعلت تصفح الإنترنت لعبة أطفال، ثم سعي الشركات العملاقة لتخفيض الإنفاق من خلال توظيف عمالة رخيصة بعشر تكلفة نظرائها الأميركيين. ذلك فضلا عن استيراد الشركات الضخمة في الولايات المتحدة لأدوات الإنتاج بأسعار زهيدة من الهند والصين بدلا من القيام بتصنيعها في الداخل. وإنشاء مصانع الإنتاج في دول جنوب شرق آسيا.. "حينما يكون العالم مسطحًا يمكنك أن تبتكر دون ان تهاجر من وطنك !" يشير فريدمان الى أن شركة ديل لأجهزة الكمبيوتر لم تعد تقوم بدور صيانة أجهزتها حتى ولو أنها تتعهد بذلك، حيث أصبحت شركة البريد فيداكس تستخدم مهندسي كمبيوتر في مخازن الشحن التي تستعملها ، وهؤلاء يقومون بمهمة الاصلاح والصيانة لأجهزة الديل، أي ان الشركات تتعاون بشكل غير مسبوق. يقسم فريدمان تطور العولمة إلى 3 مراحل.. مرحلة حتى عام 1800 حين اعتمدت الأمور على الدول الاستعمارية . ثم من 1800 حتى عام 2000 حين اعتمدت على الشركات متعددة الجنسيات، ثم المرحلة من 2000 حتى الآن حين صارت مسئولية الأشخاص المتفوقين الأذكياء. ويطلق على المرحلة الثالثة اسم G3.. ليس فريدمان متشائمًا لكنه قلق، يشعر ان السيطرة الاقتصادية والتكنولوجية تفلت من الولايات المتحدة ..ويستشهد بكلام بيل جيتس: "حينما أقارن مدارسنا الثانوية بما أراه في الخارج أشعر بالرعب .. يظل طلبتنا حتى الصف الرابع هم الأفضل في العالم في الرياضيات والعلوم ، لكن في الصف الثامن يصيرون في الوسط.. حينما يبلغون الصف 12 يكونون في قاع التعليم .. عام 2001 تخرج في الهند مليون طالب جامعة أكثر من أمريكا، وهناك ضعف عدد طلبة البكالوريوس في الصين. ولديهم ستة أضعاف الخريجين الذين يدرسون الهندسة عندنا .. إن أمريكا تتهاوى" دعك من افتقار الحافز لدى الطلبة.. في الصين بيل جيتس هو بريتني سبيرز بينما في أمريكا بريتني سبيرز هي بريتني سبيرز. ثم يقدم فريدمان هذا الإنذار: " في عصر العالم المسطح ينبغي على الأبناء أن يدرسوا بجدية وإلا فاز بوظائفهم واحد في الهند أو الصين.. لن نجد إلا الدكتور كومار ليكون طبيب الحي، والمهندس كيماوا ليدير مصانعنا!.." هذا يقود لاستنتاج عجيب هو أن انتصار العولمة يصاحبه انهيار مؤكد لأمريكا ! .. لقد فهم الآسيويون اللعبة ولعبوها أفضل من الأمريكيين .. وماذا عن دورنا نحن في هذا كله ؟...لم يتجاهلنا بل خصص آخر 100 صفحة للكلام عن الإسلام العالمي وهو كالعادة يربطه بالإرهاب ويطلق على القاعدة اسم (الإسلاميين اللينيين) .. إنها التعبير الصادق عن فشل العرب في كل مجال آخر. كعادته يرى فريدمان أن العرب خسروا معركة العولمة ولا دور لهم في اقتصاد السوق والتجارة الحرة والديموقراطية، وبالتالي لا دور لهم إلا كخطر محتمل في القرن الحالي. ويرى أن أمريكا قللت اهتمامها بالتكنولوجيا بسبب انشغالها بالنظر للشرق الأوسط . في هذه اللحظة بالذات وثب العالم للأمام وأسرعت الثورة التقنية. إن التقدم يصنعه أشخاص في الهند والصين، وحتى القاعدة فهمت ثورة الاتصالات بطريقتها. إنه تحذير لكنه ليس متشائمًا كما قلنا وهو ما يراه بعض الأمريكيين نوعًا من الحمق، لأن بوادر الكارثة بدأت فعلاً... أن الآسيويين سريعو التعلم .. ومعدل ذكائهم أعلى 10 مرات من الأمريكان. وقد تحركوا من أسفل سلسلة الانتاج البسيط الذي يديره الأمريكان إلى تصميم أدوات جديدة ثم تصنيعها. ويعتقد المتشائمون من خصوم فريدمان إن الآسيويين سيسيطرون على كل شيء فلا يبقى للأمريكيين إلا التوزيع في بلادهم. والحقيقة المقلقة لهم هي أن المهاجرين الهنود المتميزين يتركون الولايات المتحدة ويعودون لبلادهم !! كتاب ممتع بلا شك ككل كتابات هذا الوغد الظريف طلق اللسان. إنه يخبرك أن العالم سيكون رائعًا لكنك ستضيع لو لم تتنبه إلى ان وظيفتك سيفوز بها صيني أو هندي في أقرب فرصة . http://www.rewayty.com/Public/ShowArticle.aspx?ArticleID=272 مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - shahrazad - 04-29-2008 Array انتي ما تعرفيش الراجل دا أثر فيا لأي درجة ، لحد الوقتي هو الكاتب الوحيد اللي لسه بقراله كل حاجة بيكتبها و من أيام طفولتي http://cloudno5.blogspot.com/2007/09/blog-post_09.html [/quote] وأنا أيضا.. مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - shahrazad - 04-29-2008 لعنة الوضع الوسط !..د/أحمد خالد توفيق بقلم د/ أحمد خالد توفيق لعنة الوضع الوسط ! قناة ناشيونال جيوجرافيكس هي أربع وعشرون ساعة من الفن الرفيع الراقي. إنها تريك معجزتين في آن: معجزة الظاهرة الطبيعية، ومعجزة أن ينقل لك إنسان هذه الظاهرة بهذا الجمال . أي انها تريك معجزة تصوير المعجزة !.. من ضمن برامج هذه القناة الأثيرة عندي برنامج اسمه (الذهاب إلى النهايات القصوى Going to extremes).. بطل البرنامج صحفي بريطاني اكتشف في منتصف العمر أنه لم يعش حياته وعلى الأرجح لن يعيشها .. يقول إنه في سن متوسطة، يتقاضى راتبًا متوسطًا، ونجاحه متوسط وبيته متوسط وشكله متوسط .. هكذا قرر أن يطلق العنان لجنونه ويجرب الحد الأقصى من كل شيء : يرتحل إلى أبرد مكان في العالم في سيبيريا وأسخن مكان في العالم في أثيوبيا .. يجرب أكثر البلدان جفافًا وأكثرها رطوبة .. أكثرها ارتفاعًا وأكثرها انخفاضًا .. وهكذا .. برنامج ذو فكرة ذكية ولا شك، والأهم أنه يجعلك تسترجع حياتك فتدرك انك من المبتلين بالوضع الوسط .. وهذا يجعلك لا تنتمي لأي مكان على الإطلاق .. إن إمساك العصا من منتصفها والرقص على السلم لا يختلفان كثيرًا في الواقع، لكن الأمر يتوقف على براعتك في التعبير وقدرتك على تهذيب الخدعة الكبرى التي تعيشها.. أنا من الطبقة الوسطى التي تجاهد كي لا تنزلق لأسفل وتكافح كي تصعد لأعلى، فلا تكسب إلا تحطيم أظفارها على الغبار الذي يبطن الحفرة .. لست فقيرًا بحيث أحتمل شظف العيش، ولست ثريًا إلى حد يجعلني اطمئن على أطفالي يوم أموت .. في مقال بديع للساخر الراحل محمد عفيفي يقول: "المانجو تسبب مشكلة ضميرية مزمنة للطبقة المتوسطة، لأن الفرد من هذه الطبقة يمكنه شراؤها مهما غلا ثمنها، لكنه يعرف أن زيادة قطع عدد ثمرات المانجو على المائدة يقابله نقص في عدد قطع اللحم على ذات المائدة !". عندما أمشي في الأزقة والأحياء العشوائية أبدو متأنقًا متغطرسًا أكثر من اللازم، وأثير استفزاز سكان هذه العشوائيات .. بينما عندما أمشي في بيانكي أبدو دخيلاً مريبًا فقيرًا أكثر من اللازم... عندما يقع تهديد على أحد سكان العشوائيات فإنه يصرخ مناديًا (سوكة) و(شيحة) وسرعان ما يبرز له عشرون بلطجيًا يحملون ما تيسر من (سنج) وماء نار وكلاب شرسة .. هذه هي الحماية الحقة.. بينما عندما يشك (عيسوى) بيه في شيء فإن البودي جارد صلع الرءوس ذوي السترات السود الذين يدسون سماعات في آذانهم يبرزون لك ليقولوا إن الباشا يأمرك بالابتعاد عن هذا الشارع .. فمن يحمي ابن الطبقة الوسطى ؟.. لا أحد .. عندما تتزوج لن تظفر إلا بعروس من الطبقة الوسطى .. لن تظفر بـ (عطيات) حارة العواطف التي تؤمن أن (ضل راجل ولا ضل حيطة) ولن تتزوج (إنجي) التي رأت فيلمي (إيمانويل) و (قصة أو) عشر مرات .. إن عروس الطبقة الوسطى ابنة الأستاذ عبد الجواد موجه الجغرافيا تؤمن أن الارتباط بك ثمن لابد من دفعه مقابل الظفر ببيت وأطفال .. إنها أنثى الطبقة الوسطى التي تؤمن في لاوعيها بأن الحب خطيئة حتى في ظل مؤسسة الزواج .. هذا عن انتمائك للطبقة الوسطى، فماذا عن كونك في منتصف العمر ؟... هل تذكر (هيام) أو (رانية) زميلة دراستك التي همت بها حبًا ثم تخلت عنك عند قدوم أول عريس جاهز (لأنها يجب أن تضع مستقبلها في الاعتبار) ؟.. جرب اليوم أن تحب (مروة) أو (هبة) طالبة الجامعة الحسناء ولسوف تتركك من أجل زميلها المفلس (الروش) الذي لا يملك إلا شبابه، والذي يعرف آخر أغنية لتامر حسني، ويعرف كيف يميز بين حلا شيحة وعلا غانم بينما كنت أنت تعتبرهما نفس الممثلة.. هذا عن العمر الوسط فماذا عن الزمن الوسط ؟.. لست في زمن جيفارا والقومية العربية ومؤتمر باندونج ومظاهرات الشباب واجتماعات المثقفين مع سارتر.. لقد ولى هذا الزمن، لكنك كذلك لا تبتلع فكرة العولمة التي هي الأمركة بمعنى آخر .. وما زلت تعتبر توماس فريدمان مغرضًا كاذبًا، وتعتبر بوش دمية في أيدي المحافظين.. وفي الجهة الأخرى يقف ابن لادن والزرقاوي يقدمان لك بديلاً مغريًا من الذبح والدخول بالطائرات في ناطحات السحاب.. فأين تقف بالضبط ؟ هذا يقودنا للتساؤل عن الموقف الوسط .. كنت تصغي لشباب الجماعات الدينية فتبهرك جديتهم والتزامهم والطريقة البارعة التي يجدون بها مخرجًا لأنفسهم وسط كل هذا الحصار .. ثم تصغي للشباب اليساري فتفتنك ثقافتهم وعمق قراءتهم والنظرة العلمية الصارمة التي يخضعون لها كل شيء .. ثم تعود لدارك لتتساءل: من أنت بالضبط ؟ صديق لي يعاني عقدة الوسط هذه، وكان يتوق إلى أن تكون له مغامرات نسائية لكن العمر فاته، قال لي في ضيق: "قبل أن أدخل الكلية كانت تسيطر عليها ثقافة الهيبيز والتحرر وكان جون لينون بطلاً قوميًا، ثم دخلت الكلية في أوائل الثمانينات فخرج أحدهم أمام المدرج وصاح: فليجلس الأخوة في جانب والأخوات في جانب لو سمحتم .. لا نريد أن نحرج أحدًا ... وألغيت كل حفلات الكلية.. وهكذا سيطرت الجماعات الدينية على سني الدراسة، وكان الفتى يقول لزميلته صباح الخير فتأتيه باكية في اليوم التالي تطالبه بإصلاح غلطته !.. هكذا تركنا الجامعة .. هل تعلم ما يحدث في الكليات اليوم ؟.. الزواج العرفي يتم عيني عينك، وهناك طرق عجيبة للزواج مثل أخذ الموافقة على الموبايل أو أن يبلل كل من الطرفين طابعًا بلعابه ثم يلصقه على جبين الطرف الآخر .. الحق إنني اخترت الزمن الخطأ كي أوجد !" فكرت في كلامه فوجدته يعزف على نغمة لعنة الوضع الوسط التي أتحدث عنها .. وكما قلت من قبل: إن إمساك العصا من منتصفها والرقص على السلم لا يختلفان كثيرًا في الواقع، لكننا نحاول إقناع أنفسنا بأنهما مختلفان .. من يدري ؟.. ربما أمشي في ذات الدرب الذي مشى فيه ذلك الصحفي البريطاني .. ربما أختفي في الأيام القادمة فيعرف من يسألون عني أنني أستكشف جبال الهيملايا أو الوديان الثلجية في سيبيريا ! مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - shahrazad - 04-30-2008 عن محرقة المثقفين والمدرعة بوتمكين .د/أحمد خالد بقلم د/ أحمد خالد توفيق ليرحم الله أسامة عبيد .. عندما أتذكره تتداعى لذهني قافلة كاملة من الذكريات التي تمت لثمانينات القرن الماضي.. بيته في شارع الألفي، ونادي التمثيل في كلية الطب، ومسرح مدينة طنطا المتداعي الذي يصلح لتصوير أفلام الرعب، ومكتب أمن الدولة بالكليات الذي يدللونه باسم (رعاية الشباب)، وقصر الثقافة ودخان التبغ الذي تجمد في الهواء، وصرخاته العصبية في مجموعة الممثلين الهواة الذين يعتقدون أن المناداة على الطماطم والتمثيل ينتميان للفن ذاته. أسامة عبيد طالب الطب الذي ظل في السنة الخامسة حتى شاب شعره وتجاوز الأربعين، وصار زملاؤه أساتذة يدرسون له في ذات الكلية .. كان يشتعل بجنون المسرح الذي سرق حياته، لكن النقطة الأهم هي أنه كان ماركسيًا صريحًا بلا مواربة .. في ذلك العصر – أوائل الثمانينات - كان طالب الجامعة الماركسي يواجه خطرين: خطر أمن الدولة وخطر الجماعات الدينية. ولم يكن الطلاق قد تم بعد بين هذين الكيانين. إنها سياسة الحكومة الدائمة: عندما يزداد السكر في الطعام يجب أن تزيد الملح .. إلى أن يتضاعف خطر الملح فتضطر لزيادة السكر من جديد، وهكذا للأبد .. في ذلك العصر كان الخطر هو الملح .. أعني الشيوعيين والناصريين لهذا دللت الحكومة السكر .. أعني أعضاء الجماعات، قبل أن تفيق على أنهم صاروا يسيطرون على الجامعة سيطرة مطلقة، وقبل أن ترفع المقاعد ويتلاشى دخان المنصة ليرى الجميع جثة السادات الممزقة على الأرض .. في هذا العصر كان أسامة عبيد لا يكف عن التبشير بماركسيته، وكانت هذه المرة الأولى التي ألقى فيها مثقفًا ماركسيًا خارج الكتب، فبدا لي غريبًا ثائرًا بلا لحظة تعب واحدة .. كأنه خرج من أحد كتب جوركي أو شولوخوف. كان يتهمني بأن ثقافتي أفقية لا رأسية لأنني لم أنخرط معه، وكان يقول: "أي مثقف حقيقي هو يساري بشكل تلقائي"، لكني أعترف بأن هناك عاملاً مهمًا جعلني أبتعد عن دائرته هو الخوف .. كنت أتخيل دائمًا تلك الغارة الليلية أو الصباحية على داري والزنزانة المليئة بالماء والكرابيج والكلاب والصعق بالكهرباء، فكان هذا يقضي على أي حماس لي لفهمه أكثر .. فقط كنت أحتفظ بصداقته من بعيد، وأحضر مسرحياته التي كان يخرجها في حماس مشبوب كأنه بصدد الإعداد لثورة .. دخان التبغ والمقاعد المغبرة التي يعلوها طن من التراب، والخيش والفئران التي تجري على قدمك قبل أن ترفعها، والوجوه الغريبة التي تجلس في آخر القاعة ولا نعرف من أصحابها على الإطلاق .. أذكر كذلك تلك المسرحيات التي كان يختارها ذات الطابع الملحمي البريختي: (مارا صاد) و(غول لوزيتانيا) و(بهية وياسين) .. المسرحيات التي كانت تقدم في مهرجان الجامعة وكان هو يصر على أن يدس فيها آراءه الخاصة ... عرفت مدى فقر الإمكانيات ورثاثة كل شيء والممثلين الذين لا يعرفون ما هو التمثيل أصلاً، ومصر في مسرحياته هي دومًا فتاة شاحبة رديئة التمثيل جاء بها من مدرسة التمريض، لكنها باردة قادرة على تحمل صراخه وانفجاراته العصبية التي لا تنتهي .. وكنت أتساءل كيف يستطيع أن يستخلص فنًا من كومة الركام هذه .. لم يكن أحد يفهم ما يقول .. لم يكن أحد يعبأ بما يقول .. فقط جهة واحدة كانت تهتم وترصد وتراقب .. تذكرت هذه الأحداث وأنا أقرأ مأساة الفنانين الذين التهمتهم النار في بني سويف. هناك أخبار متضاربة بهذا الصدد ولست متأكدًا بصراحة من موضوع إغلاق المسرح بالجنزير عليهم من الخارج، وربما كانت إشاعة تناثرت وصدقها الجميع، لكني أعرف شيئًا واحدًا هو أن موضوع الجنزير كان يحدث حرفيًا أيام أسامة عبيد .. إن هذا الحادث البشع يكشف عن جوانب كثيرة من فكر الأمن والنظرة العامة للفن والشخصية المصرية نفسها .. عن جانب الإهمال حدث ولا حرج.. أذكر أنني كنت أحضر محاضرة يلقيها مهندس معماري شاب، قال لنا ضاحكًا إن هذه القاعة التي نجلس فيها تخالف أبسط قواعد التصميم الهندسي التي يعرفها أي طالب في إعدادي هندسة ، وأشار إلى الباب وقال: أي مكان يعقد فيه اجتماع عام يجب أن تفتح أبوابه للخارج لا للداخل، وإلا هشم الناس بعضهم في حالة هلع الحريق على باب لا ينفتح .. في الغرب يعرفون هذا الموقف جيدًا ويطلقون عليه Theater Panic لكن المشكلة في مصر أننا نعرف .. لسنا جهلة بل نعرف لكن أين التطبيق ؟ ما زلت أذكر بروفات أسامة عبيد والمخبرين الجالسين أفواجًا في الظلام على مقاعد المشاهدين، حتى أنني قلت له ساخرًا: أنت تساهم في تثقيف رجل الأمن بروائع المسرح العالمي، ولولا هؤلاء لما وجدت جمهورًا تقدم له عروضك. تذكرت رجال الأمن المركزي الذي يقفون خارج باب المسرح كأنهم يحرسون تسربًا نوويًا في مفاعل .. تذكرت كل هذا وقلت لنفسي: ما سر هذه النظرة التي تنظر بها أجهزة الأمن للمثقف والتي تدفعها لإهماله وتقديم قبو متداع يقدم فيه عروضه، ثم الشك فيه ومراقبته إلى درجة محاصرة عمله بالجنازير ورجال الأمن المركزي ؟ الإجابة هي أن الدولة تمقت المثقف وتشك فيه فعلاً.. إنه كائن منكوش الشعر متحذلق يلبس سروالاً من الجينز زمامه مفتوح، ويدخن كمحرقة الجثث، ويلبس نظارة سميكة تم لحامها بالنار، من وراء زجاجها ترى عينيه صغيرتين مستدقتين كعيني بقة .. إنه فقير كالأبالسة وثرثار ومزعج .. إنه يقول كلامًا غريبًا لا يفهمه أحد، وقد تعلم رجال الأمن أن يشكوا في أي كلام غريب غامض ... منذ خمسين عامًا تعلم رجال الأمن أن أي كلام لا يفهمونه هو أفكار شيوعية على الأرجح يقولها رجل شيوعي كافر وابن كلب غالبًا ... في كتابه الظريف (الطريق إلى زمش) يحكي عمنا الثرثار محمود السعدني عن صول المعتقل الذي دخل على المعتقلين يسأل عن أي رجل (متعلم ونبيه).. فمن يلبي نداءه إن لم يكن د. (لويس عوض) ؟.. اتضح أن الصول يريد من ينظف بالوعة المجاري المسدودة، ووقف المعتقلون يكتمون ضحكهم وهم يرون أستاذ الأدب الإنجليزي الوقور يشمر كميه ويمد يده العارية في البالوعة ليخرج ما بها من قاذورات.. لو صدقت هذه القصة فهي نموذج مثالي لرأي الدولة في المثقف عامة .. وما زلت مع تداعيات الحادث الذي ذكرني بمسرحيات أسامة عبيد .. لم يكن الأمر بهذا الخطر .. لم تكن أية مسرحية من مسرحيات أسامة قادرة على إحداث ثورة .. لسنا في (مونمارتر) هنا .. فلماذا يهتمون بها إلى هذا الحد ؟.. مخبرون وأمن مركزي وأجهزة تنصت وملفات .. هذا يقودنا إلى التفكير في حاسة النقد العبقرية العالية لدى الطغاة .. إن الطغاة أغبياء في كل شيء، لكنهم في هذه النقطة بالذات شديدو الذكاء والحرص.. وقد أبدى المخرج الكندي المشاغب كروننبرج إعجابه الشديد بذكاء الطغاة حين يشمون الخطر في أفلام مخرج أو قصائد شاعر، بينما النقاد غافلون عنه ..وقد تجاهل النقاد الألمان الفيلم السوفييتي الرائع (المدرعة بوتمكين)، فمن الذي شعر بأهميته وخطره ؟.. (هتلر) شخصياً !! .. عندما كان يصرخ في رجاله: أعطوني فيلمًا مثل المدرعة بوتمكين أو موتوا ! ليرحم الله فنانينا الذين افترستهم النيران فدفعوا ثمن أخطاء الحكومة وأخطاء الشخصية المصرية ذاتها. ليرحم الله أسامة عبيد الذي قتله الفشل الكلوي .. لقد كان نموذجًا للمثقف الثوري الذي لم يفهم رجال الأمن حرفًا مما يقول، لكنهم فهموا أن عليهم أن يحاصروه ويراقبوه ويضيقوا عليه الخناق، ولن أندهش لو كان ملفه ما زال مفتوحًا في مكتب ما بوزارة الداخلية برغم مرور أعوام على وفاته . مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - shahrazad - 05-01-2008 شيفرة دافنتشي: متى يتعلم الغرب الحرية منا ؟ أثبتت رواية (شيفرة دافنتشي) أن الغرب ما زالت أمامه أعوام طويلة حتى يتعلم الحرية منا نحن العرب، وحتى يقبل الرأي والرأي الآخر كما نفعل نحن بالضبط .. يا أخي متى يتعلم الفرنسيون والبلجيكيون وسواهم أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وأن رأيي قد يختلف عن رأيك لكني سأموت لأسمح لك بقوله ؟ ما أتكلم عنه هو نغمة الشماتة الواضحة في وسائل الإعلام العربية التي اكتشفت فجأة أن الغرب ضيق الفكر جدًا. فرحة غامرة تغمرنا لأننا والغرب سواء في التعصب وما فيش حد أحسن من حد.. دعك من الانتشاء بفكرة أن هذه الرواية وجهت ضربة قوية للمسيحية بيد واحد من أبنائها، وفات الكثيرون أن المؤلف سحب في نهاية الرواية كل ما قاله عن الفاتيكان، بل يتضح أن من قال هذا الكلام هو شرير الرواية الأساسي. الحقيقة أن رواية (شفرة دافنتشي) - الرواية التي طبع منها عشرون مليون نسخة بخمسين لغة - قد تحولت إلى حمى تجتاح العالم.. وكان مرشدو متحف اللوفر أول من لاحظ ذلك؛ لأن الناس يأتون لرؤية مسرح الرواية ويسألونهم عن كل مكان ورد فيها .. مئات من المقالات كتبت عنها، وعشرات المواقع الالكترونية أنشئت خصيصا لمناقشتها. الفاتيكان نفسه خصص موقعًا إلكترونيًا للرد على ما جاء بها. دفع الكتاب أيضا ثلاثة مؤلفين غربيين للرد عليه من خلال ثلاثة كتب: (الحقيقة وراء شفرة دافنتشي)، (حل شفرة دافنتشي)، و(الحقيقة والخيال في شفرة دافنتشي). (دان براون ) مؤلف الرواية ومعلم الإنجليزية السابق ذو الأربعين عامًا، يسيطر عليه في كتاباته هاجسان: فك الشفرات والمؤامرات الحكومية السرية، لذا جمع الاثنين للمرة الأولى في قصته (القلعة الرقمية) عام 1996 .. ثم قدم (ملائكة وشياطين) التي تدور بين مختبر سويسري والفاتيكان.. لكن رواية (شفرة دافنتشي) وثبت به إلى طبقة المليونيرات، وجعلته – حسب ترشيح (تايمز) – واحدًا من أكثر مائة شخصية تأثيرًا في العالم. قرأت الطبعة العربية التي تملك حقها الدار العربية للعلوم في لبنان.. ورأيي الخاص أن الترجمة ليست سيئة إلى الحد الذي شاع عنها، لكنها مليئة بالأخطاء اللغوية، ولم تعرب (ذو) مرة واحدة بشكل صحيح .. دعك من الطريقة الشامية في حذف أدوات النداء واستبدال حرف الجيم على غرار (مايكل أنغلو) و(لانغدون) فهذه أشياء تضايق القارئ المصري عادة. في الحقيقة ليست الرواية إلا قصة بوليسية عملاقة فائقة الإمتاع وأنا أوافق بشدة الناقد البريطاني مارك لوسون الذي وصفها بـ (الهراء الخلاب)، فيما عدا هذا تتعامل القصة مع شخصياتها من السطح تمامًا .. التكنيك عادي جدًا هو (البناء المتوازي) حيث تتحرك ثلاثة خيوط لثلاث شخصيات وتنمو معها .. ثم تتقاطع هذه الخيوط قرب النهاية. بطل القصة أستاذ جامعي أمريكي لكنه يأتي بما لم يأت به الأوائل، ويدوخ شرطة فرنسا وإنجلترا ويهرب من كل موقف تقريبًا، والكاتب نفسه قال عنه إنه (يشبه هاريسون فورد) أي إنه كان يتحدث عن صيغة أخرى من (إنديانا جونز) عالم الآثار الوسيم خارق الذكاء الذي لا يمكن قهره أبدًا. يقولون إنها تشبه كثيرًا رواية – لم أقرأها – هي (اسم الوردة) للكاتب الإيطالي (امبرتو ايكو) وإن كانت الأخيرة كما يقولون أعمق وأقرب لروح الأدب. . تدور (شيفرة دافنتشي) حول جمعية سرية - حقيقية بالمناسبة - تدعى (سيون) كان من أعضائها ليوناردو دافنتشي وفكتور هوجو ونيوتن، تحمي سرًا خطيرًا يمس العقيدة المسيحية، وآخر أفرادها هو القيم على معروضات عصر النهضة في متحف اللوفر، الذي يترك أثناء احتضاره رسالة لصديقه الأمريكي (لانجدون) عالم الرموز الدينية. هذا الأخير هو بطل الرواية الأساسي الذي يستدعونه في ظروف غامضة إلى اللوفر ليعاين الجثة . يستغرق الصراع في اللوفر حوالي نصف الرواية، وطرفاه المحقق الفرنسي الذكي العنيف (فاش) والعالم الأمريكي الذي يحاول فك الشفرات العديدة التي تركها له أمين المتحف المتوفى. هناك خط آخر تمثله منظمة (أوباس بي) الكاثوليكية المتطرفة التي ترسل رجلها الأبرص المخلص لدرجة الموت (سيلاس) لقتل من يعرفون هذا السر . يبدو عجيبًا أن يكون مخ الرجل الذي مات صافيًا وهو يحتضر إلى حد إعداد هذه السلسلة العجيب من الألغاز، حتى ولو كان أعدها من قبل. لغز يفضي إلى لغز إلى لغز: أصل النجمة الخماسية .. الرجل الفيتروفي .. متوالية فيبوناتشي .. نسبة فاي ..هذه الألغاز المرهقة تدل على بحث دقيق قام به المؤلف في تاريخ الفن واللغويات والأديان القديمة، وهذا هو الجزء المثير في القصة الذي أنقذها من أن تكون مجرد رواية لأجاثا كريستي. يحاول لانجدون حلها جميعًا مع صوفي حفيدة أمين المتحف وشريكته في الفرار؛ هذا الفرار المذهل الذي يذكرنا بأفلام الأكشن .. يبدو أن علماء الرموز الدينية الأمريكيين يتدربون على العمليات الخاصة وفرق الصاعقة ضمن دراستهم الجامعية. على أن الجزء الخطر من الرواية يبدأ عندما يعلن المؤلف الحرب على الفاتيكان.. بل إنه جعله يلعب دور الشرير Villain في أكثر القصة.. إن العالم الفار من الشرطة بتهمة القتل يتذكر فجأة صديقًا بريطانيًا هو السير (لاي تيبينج)، وهو خبير آخر في الرموز الدينية وقد أفنى عمره في البحث عن الكأس المقدسة. لا يبدو ظهور هذه الشخصية المفاجئ مبررًا لكن هذا يعطينا الحق في سماع محاضرة طويلة عن دور الإمبراطور قنسطنطين الروماني في إخفاء دور مريم المجدلية المحوري في المسيحية، وأنه هو الذي قلص دور المرأة في المسيحية عامة وجعل فكرة الأنثى والجنس مؤثمة في أذهاننا (قرأت نفس الاتهام لكنه كان موجهًا لبولس الرسول في كتاب قديم للراحل صلاح حافظ).. مع تلميحات كثيرة لموضوعات مثل العقيدة المثرية وعبادة الشمس ومفتاح الحياة .. الخ ... خلاصة كلام السير المذكور أن الكأس المقدسة ليست سوى السر الذي حرص الفاتيكان على إخفائه طوال التاريخ ليحتفظ بسيطرة دنيوية مطلقة على المؤمنين. أما دافنتشي فكان ينتمي لعقيدة عبادة الأنثى الخالدة.. إنها عشتار .. أستير .. إيزيس .. فينوس .. لهذا حرص في كل الرسوم الدينية على أن يدس رموزًًا وثنية خفية .. الموناليزا ذاتها ليست سوى كائن خليط من ذكر وأنثى معًا (لاحظ أحمد رجب هذا منذ ثلاثين عامًا في مقال ساخر له) .. واسمها مزج بين اسمي (آمون) و(إيزيس). وهنا نجد أن الرواية تخلط بين عقيدة الأنثى المقدسة وسر مريم المجدلية ذاته. في النهاية يقدم الكتاب اعتذاره للفاتيكان بأن يتضح أن المخرج الأساسي للمسرحية هو السير (لاي تيبينج) نفسه؛ على طريقة القصص البوليسية البريطانية التي يكون القاتل فيها آخر شخص ممكن.. إذن المؤلف يعتذر في النهاية: لا ذنب للفاتيكان في سلسلة القتل ..هذه الجماعة المجنونة هي السبب .. الرجل الذي تكلم بالسوء عن الفاتيكان هو المجرم الأصلي .. بل أكثر من ذلك يفضل لانجدون ترك السر حيث هو.. لأن الإيمان مهم للبشر ومن دونه يضيعون. لكن لا يبدو أن أحدًا قرأ هذا الاعتذار أو اهتم به .. هذا الاعتذار الواضح في آخر الرواية لم ينقذها من غضب (المركز الكاثوليكي للاعلام) في بيروت الذي طالب بمنع تداول الكتاب. وتم هذا بالفعل. وفي فبراير الماضي وفي بلدة (فنتشي) مسقط رأس ليوناردو أجريت محاكمة للرواية .. لكن لم تكن المحاكمة بسبب ما قيل عن الفاتيكان فيها بل بسبب اتهامها دافنتشي بأنه (شاذ جنسي متطرف)، وفي هذا الصدد عرض المحاضرون صورًا رسمها ليوناردو تثبت أنه كان – بلا فخر - يشتهي الأنثى. كما فندوا اتهام الرواية له بأنه اخترع أسلحة خطيرة .. ثم ظهر مندوب منظمة (أوباس دي) التي اتهمها الكتاب بالسادية والمرض النفسي، والتي تنتمي لها أبشع شخصيات الرواية: الأبرص (سيلاس) الذي يربط فخذه بحزام شوكي ليعذب نفسه والذي يطيع أوامر قسه طاعة عمياء كأنه تابع فرانكنشتاين.. دافع الرجل عن المنظمة وقال إن ما ذكر عنها في القصة هراء. كل هذا الجو الفكري المنغلق أثار ذهول العرب الذين اعتادوا حرية الرأي حتى صارت طبيعة ثانية ثانية لهم .. لا أحد يصدق هذا الانغلاق الفكري ورفض الآخر.. ربما لهذا تخلف الغرب وتقدمنا نحن.. يقول أحد مواقع الإنترنت: "منع رواية (شفرة دافنتشي) في بلد يتمتع بحريات غير محدودة مثل لبنان، بحجة ان الرواية تسيء للفاتيكان كمؤسسة دينية، هي حجة واهية ولا تتناسب مع حرية الرأي والفكر والعقيدة، التي هي من ابرز سمات الدولة في لبنان! ". وينقل موقع سعودي خبرًا يقول: " قال كريس اليسون وزير العدل الاسترالي يوم الثلاثاء ان المسؤولين الاستراليين مزقوا نسخة من رواية «شفرة دافنتشي» للكشف عن مخدرات غير قانونية كانت مخبأة داخل نسخة للرواية الاكثر مبيعا بعد ان ارسلت الى استراليا من بريطانيا. ".. وعنوان الخبر يوحي بأن الحكومة الأسترالية مزقت الرواية لأنها لا تطيقها. هناك مواقع إنترنت تناقش الآن نظرة الغرب الدونية للمرأة تلك النظرة التي فضحتها هذه الرواية .. ترى لماذا لا تعامل المرأة على قدم المساواة مع الرجل مثل مجتمعاتنا ؟ الحقيقة أن هذه الرواية جاءت في وقتها لتقنع الفكر العربي بأننا (كويسين جدًا) وأن الغرب يعاني ذات عيوبنا وربما ألعن.. لكن على قدر علمي لم يطالب أحد بمصادرة الرواية هناك. لقد صودرت في بيروت لكن من قال إن اللبنانيين ليسوا عربًا ؟.. سيستمر (دان براون) في الكتابة .. ويبدو أنه لن يتخلى عن بطله (لانجدون) لأنه سيقدمه في قصة جديدة يواجه فيها الماسونية .. وهذا يدعم فكرة إنديانا جونز التي قلناها من قبل. ولسوف تغضب منه الجهات الدينية هناك... لكن هذا كل شيء.. لن يتطوع أحد بغرس سكين في عنق الرجل دون أن يقرأ روايته .. لن يضعوا كشك حراسة ينام فيه (بسطويسي) أمام باب بيته..لن يفر إلى هولندا مع زوجته بسبب دعوى حسبة .. لا داعي للشماتة إذن لأننا عائدون إلى دورنا المعتاد قريبًا.. سوف يكتب مؤلف عربي كتابًا ما يشعل الفتيل، ولسوف يصادر هذا الكتاب على الفور وبلا مناقشة .. من كان منا بلا خطيئة فليرجم الغاضبين على (شيفرة دافنتشي) بحجر ! د. أحمد خالد توفيق مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - shahrazad - 05-01-2008 ساباث في الفضاء الخارجي (السماء تلونت بالأزرق والأبيض لأنهما لونا علمنا) دولة ترسل أقمارًا صناعية للفضاء، وتدرس ذرات الغبار فوق البحر المتوسط، كما تدرس البكتريا وتأثيرها على جهاز المناعة، واضطرابات الهضم وتوازن الكالسيوم لدى رواد الفضاء، وتكوين الأجنة وهشاشة العظام. تتنبأ بالجفاف وحركات الزلازل وتصنع التلسكوبات المتقدمة للهند والصين. هذه الدولة تفعل ذلك بخمسين مليونًا من الدولارات، بينما تتسرب عندنا المليارات دون أن نشعر. وهذه الدولة ليست بعيدة إلى هذا الحد .. تصوروا ؟... إن اسمها إسرائيل. لا يختلف أحد على أن انفجار مكوك الفضاء الأمريكي كولومبيا يوم السبت 1 فبراير 2003 قبل هبوطه بست عشرة دقيقة كان كارثة حقيقية.. حتى وإن كان أحد رواده السبعة هو أول رائد فضاء إسرائيلي في التاريخ. على أن هذا الحادث المؤسف قرع نواقيس طالما حاول العرب أن يتجاهلوها، تذكرهم أن إسرائيل بالفعل تملك برنامجاً طموحاً لغزو الفضاء، وقد حققت فيه وثبات هائلة برغم حداثته النسبية والضغوط الاقتصادية الهائلة التي تسببها الانتفاضة الفلسطينية. كالعادة لم ير العرب في سقوط المكوك إلا انتقامًا إلهيًا خاصة أن المكوك سقط فوق بلدة أمريكية اسمها فلسطين !. لقد انتهت مهمة ناسا STS-107 لكن أياً من روادها لن يحتفل بعودته. كان رائد الفضاء الإسرائيلي هو الكولونيل إيلاي رامون الذي يبلغ التاسعة والأربعين من عمره، والذي كان بالنسبة للإسرائيليين بطلاً قومياً قبل الحادث، فصار بعده أقرب إلى أسطورة إغريقية. شارك في حرب أكتوبر 1973 ثم شارك في عملية السلام للجليل عام 1982 (تدمير المفاعل العراقي). عام 1980 صار طياراً في أول سرب لطائرات F-16 في إسرائيل، وعام 1997 انتخب ـ في ظروف بالغة السرية ـ للطيران على مكوك الفضاء. ثم في عام 1998 تدرب في مركز جونسون للفضاء في هوستون. وبإرسال رامون إلى الفضاء صارت إسرائيل الدولة التاسعة والعشرين التي ترسل أحد أبنائها إلى الفضاء. قال رامون إنه هو الدليل الحي للإسرائيليين على أن ما قاتلوا من أجله في القرن الماضي (وربما في الألفي سنة السابقة) قد صار حقيقة . المشكلة التي واجهت رامون هي كيف يستقبل السبت (ساباث) في الفضاء، حيث تشرق الشمس وتغرب كل 90 دقيقة.. لحل هذه المشكلة استشار رامون حاخاماً اقترح عليه أن يتبع توقيت كيب كانافيرال لأن الفقه اليهودي يحتم استخدام توقيت أقرب مدينة كبرى بها عدد معقول من اليهود. ولهذا السبب يتبع اليهود في ألاسكا توقيت سياتل. " "أثار دهشتي اهتمام ناسا بمطالبي" .. كذا قال رائد الفضاء الذي صمم على ألا يأكل طيلة الرحلة إلا الكوشير ـ وهو الطعام الإسرائيلي المقدس ـ ويحضر الحاخام الإقلاع بنفسه بناء على دعوة رائد الفضاء، ويقول: "مدهش .. هذا رائد فضاء ناجح لامع لكنه لا يفكر إلا في الساباث.. هذا لا يصدق.." يوم انطلاق المكوك قال داني أفالون السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة: أحسب أن السماء تلونت بالأزرق والأبيض خصيصاً لأنهما لونا علمنا .. وقد تكلم أرييل شارون مع رامون وهو في الفضاء وقال: أنا فخور بك ". اعتزم رامون أن يحمل معه للفضاء رسماً بالقلم الرصاص يعود لستين عاماً، رسمه صبي يهودي تشيكي مات في معتقل أوشفيتز. وهكذا ربطوا حلم صبي يهودي برحلة رائد فضاء يمثل ارتقاء الجنس اليهودي. وهكذا بعد ما عذبت إسرائيل العالم وأوروبا بالذات بقصة الهولوكوست، فإنها كانت حريصة أن يكون الهولوكوست أول ما يسافر للفضاء مع رائدها. ساهم رامون كذلك في هذه الرحلة بإجراء بعض تجارب خاصة بالبكتريا وتأثيرها على جهاز المناعة، والهضم وتوازن الكالسيوم لدى رواد الفضاء. كما قام بقياسات من أجل حصوات الكلى والإسهال وغيرها من أعراض تصيب الرواد في جاذبية منخفضة عندما يتنفسون هواء تمت إعادة تدويره. وكان الطلبة في مدرسة أورت – ماتزكين في حيفا يشاركون رامون بدورهم في دراسة اقترحوها هي نمو الألياف البلورية مع انعدام الجاذبية. وكالة الفضاء الإسرائيلية: تم تأسيس وكالة الفضاء الإسرائيلية عام 1982 وبرغم صغر حجم إسرائيل فإنها انضمت سريعاً إلى نادي البلدان الاستثنائية التي صممت أقمارها الصناعية الخاصة. وتصف الحكومة الإسرائيلية برنامجها الفضائي بأنه برنامج متواضع لكنه طموح.. في البداية كانت الوكالة مثيرة للشفقة إذ لا يعمل بها إلا 15 موظفاً وكانت تتلقى 2 مليون دولار كميزانية كل عام. لهذا كانت استعانتها بناسا ضرورية . بدأ التعاون بين الوكالة وناسا عام 1985 . وللوكالة كذلك تجارب عدة على تكوين الأجنة وهشاشة العظام ـ وهي دراسات تتم بكفاءة أكبر في ظروف الجاذبية المنخفضة ـ ومزارع الفضاء التي ستمد سفن الفضاء بالطعام في المستقبل. يقول مدير وكالة الفضاء الإسرائيلية أبي هار إيفن: أنا مندهش مما يمكن تحقيقه بلا مال تقريباً. لقد تم تخفيض الميزانية عن الرقم السابق الذي كان 50 مليون دولار لأن الحكومة تضع الأولوية لمحاربة الفلسطينيين. وبرغم هذا نحن مستمرون ونحقق نجاحات. الصاروخ شافيت: انطلق شافيت للمرة الأولى في 19 سبتمبر عام 1988 ليضع القمر الصناعي أفق-1 في مداره، وبهذا صارت إسرائيل ثامن دولة في العالم لديها القدرة على إرسال أقمارها الصناعية – وليست المؤجرة - إلى الفضاء. في عام 1993 –1994 قررت إسرائيل تطوير نموذج جديد لشافيت اسمه Next أي (التالي ) ويختلف نوعاً عن شافيت، وتطلق صواريخ شافيت من مكان سري قرب قاعدة (بالماتشيم) الجوية جنوبي تل أبيب. القمر الصناعي أفق: في سبتمبر 1988 دخلت إسرائيل عصر الفضاء بإطلاق أول قمر صناعي (أفق –1) باستعمال صاروخ شافيت، وهكذا لحقت بنادي الدول مثل أمريكا وروسيا وبريطانيا والهند والصين التي أطلقت أقمارها الخاصة. وقد تم إطلاق القمر الثاني عام 1990 وهو أفق-2، وقد دخل جو الأرض بعد ستة اشهر من الإقلاع. أما آخر قمر فهو أفق-5 الذي أطلق بصاروخ شافيت في مايو 2002 وقد دار حول الأرض دورة كاملة كل ساعة نصف، وهو قمر استكشافي ينقل صوراًَ عالية الدقة، ويتم حالياً تطوير أفق –6 القادر على كل دراسات الجو. وتعزو إسرائيل نجاح ورخص ثمن أقمارها إلى تصميمها أقماراً أصغر وأخف وزناً. وكان هذا القمر مشروعاً للطلاب ثم استكمل على يد علماء مهاجرين من الاتحاد السوفييتي. كذلك يتعاون البرنامج مع جامعات عدة لكن الإسرائيليين يزعمون إنه يهدف كذلك إلى التعاون مع مصر بشكل رئيسي لكنهم لا يقدرون على هذا (بسبب التوتر الإقليمي). والمشاريع الأخرى لوكالة الفضاء الإسرائيلية تتضمن: - دراسة السطوح المعمارية في منطقة معرضة للزلازل. - الاستشعار عن بعد لأغراض الزراعة والصيد، وبالطبع لم تقل إسرائيل مرة واحدة أن هدف التجسس على جيرانها هو الهدف الأساسي. AERONET - برنامج قومي يهدف لقياس وتحليل رمال الصحراء وقد قدمت ناسا الأجهزة اللازمة لجامعة بن جوريون، وهو مفيد لقياس تلوث الهواء. - تجربة إنديفر عام 1992 الذي انطلق حاملاً 180 دبوراً بهدف دراسة انعدام الجاذبية على نموها، والمشرف العام على التجربة كان إسرائيلياً من جامعة تل أبيب. كان هدف التجربة معرفة أسباب إصابة الرواد بالصداع والقيء، وهي غالباً ناجمة عن انعدام الوزن . -عام 1998 تم إجراء تجربتين على ظهر المكوك كولومبيا ... إحدى التجربتين كانت دراسة نمو جنين الفأر في حالة انخفاض الجاذبية، والأخرى لقياس نمو الخلية المخلقة للعظام (أوستيوبلاست) في هذه الظروف. - اتفقت إسرائيل مع الهند على تركيب تلسكوب إسرائيلي على قمر صناعي هندي ينطلق في العامين القادمين. - ستشارك إسرائيل في نظام غطاء الملاحة العالمي الأوروبي EGNOS ومشروع جاليليو. - تم توقيع اتفاق بين الوكالة الإسرائيلية وناسا والجامعة العبرية في القدس لإنشاء مركز لقياس هطول الأمطار الاستوائية TRMM للتنبؤ بالجفاف والفيضانات مع تحسين التنبؤ بالطقس. وقد وجدت الدراسة أن الغبار المتصاعد من أفريقيا يحرم شمال أفريقيا من الأمطار لأنه يدخل في السحب المطيرة. عام 1999 تعاونت ناسا ووكالة الفضاء الإسرائيلية على عمل أرشيف الشرق الأوسط التفاعلي ISA-MEIDA لإتاحة أرشيف علمي كامل على الإنترنت عن الشرق الأوسط. وهو من المراكز المشاركة في نظام ناسا . نظريات جديدة: - يتبنى علماء الفضاء بعض المفاهيم مثل (المادة السوداء) في الكون التي لا ترى ولا يمكن قياسها. والتي توحد المجرات معاً. يتحدى البروفسور إسرائيل دوستروفسكي من معهد فايتسمان للعلوم هذه النظرية. فهو يرى أنه لو تم تطوير قانون نيوتون الخاص بالجاذبية قليلاً فإنه يمكنه تفسير سلوك تجمعات النجوم. وقد بدأت بعض المعلومات الفلكية تؤيد ما يرمي إليه. - يدعي العلماء في جامعة بن جوريون إنهم سيقدمون دفعة كبرى لمركبات الفضاء. يقولون إن نوعاً جديداً من الوقود النووي سيقصر أمد الرحلة من الأرض إلى المريخ إلى أسبوعين بدلاً من 10 شهور.عن هذا قال الأستاذ أيجال رونين من قسم الهندسة النووية: ـ"من المعروف أنه كلما صغر حجم المفاعل الذي يمد مركبة الفضاء بالطاقة، كلما كان السفر في الفضاء أكفأ.." كما رأينا يمكن القول إن البرنامج طموح للغاية ومتشعب الاهتمامات، وإن كان من الواضح أن له هدفاً أهم بكثير من الدراسات البيئية ألا وهو التجسس، وهي أشياء لن تقولها وكالة الفضاء الإسرائيلية. لقد كان تحطم المكوك مأساة لكنها ليست ألعن من مأساتنا الخاصة حينما نتساءل: ماذا قدم العرب وسط هذا السباق العلمي اللاهث، والذي لم يكلف الكثير في مقابل المليارات التي يتم تبديدها بلا حساب في العالم العربي كله ؟. في الحقيقة لا أجد ما أقوله في نهاية المقال إلا عبارة واحدة تفتقر إلى التهذيب: جتنا ستين نيلة. http://www.rewayty.com/Public/ShowArticle.aspx?ArticleID=207 مقالات لماظة - د.أحمد خالد توفيق - shahrazad - 05-02-2008 قبل أن أخط حرفاً في هذا المقال، يجب أن أعترف بأن العبد لله ليس متخصصاً في السينما ولم يدرسها إلا بشكل هاو من خلال مشاهدة الأفلام، وقراءة كل ما وقع في يده عن هذا الفن الرائع. لكني أحسب أن عندي عقلاً يميز، وأعرف الزبد الذي يذهب جفاء وما ينفع الناس. أعرفه وإن كنت لا أعرف غالباً كيف أقدم الأخير. السؤال الذي أريد أن أسأله هو: هل العبقري (يوسف شاهين) عبقري حقاً ؟.. لنضع السؤال بشكل أدق: هل (يوسف شاهين) المؤلف Auteur قد أضاف شيئاً ليوسف شاهين المخرج ؟...سؤال أمين لا أبتغي منه إلا الظفر بإجابة أمينة .. ويجب أن اذكر القارئ الكريم بأنني أعتبر (الأرض) أعظم فيلم مصري على الإطلاق، ولم أستطع قط أن أرى لقطة واحدة من (باب الحديد) من دون أن أتابع الفيلم حتى كلمة النهاية. يكتم البعض ابتسامته الخبيثة ويهمس البعض في ضيق: "هي ذي اللعبة التقليدية .. اقذف العمالقة بالحجارة ليُذكر لك أنك يوماً قذفتهم .. جربها الكثيرون مع (العقاد)، وجربها (العقاد) نفسه مع (شوقي) في مستهل حياته حين فتح عليه مدافع الديوان..". لكني أكرر أن هذه هي المشكلة فعلاً.. لا أحد يصدق أو يقبل أو يسمح بأن يكون (يوسف شاهين) أقل من المكانة التي رسمناها له..ومن هنا يأتي السؤال: هل الإمبراطور بكامل ثيابه أم أننا نخشى الاعتراف بعكس ذلك كي لا نبدو حمقى ؟ لماذا؟.. لأنه الأستاذ.. لقد قدم شاهين فيلمه الأخير (إسكندرية نيويورك) وفيه تحدث عن الأمور التي تروق له كالعادة بدءاً بـ(فريد استير) والدراسة في أمريكا الخ، تملق تلك الأخيرة إلى حد لا بأس به، لكن هذا الصنم القاسي لم يتقبل القربان، ورأى أنه دون المستوى طبقاً لكلمات لجنة التحكيم في مهرجان نيويورك .. والنتيجة..سوف تبدأ أعنف حملة ممكنة تتهم رفض المهرجان لفيلم شاهين الأخير بأنه عمل عنصري قذر، وأنه يعبر عن الوجه القبيح الحقيقي لأمريكا. ولن يجرؤ أحد أبداً على مراجعة إمكانية أن يكون الفيلم رديئاً فعلاً. لماذا ؟.. لأنه الأستاذ.. هذه هي مشكلة يوسف شاهين.. إنه تحول إلى Cult غير قابل للمراجعة أو المناقشة. وحتى الكومبارس الذي يقدم للبطلة كوب ماء في أحد أفلامه يعتبر نفسه أستاذاً من أساتذة التمثيل، ويقول في وقار وغموض:" أفضل أن يرى الناس العمل ليحكموا بدلاً من أن أتكلم عنه". وغدا من التقليدي في كلام أي ممثل أن يحكي عن (تجربة التطهير أو الميلاد الجديد) التي اجتازها بالعمل مع شاهين. يصر شاهين على أنه مفكر .. وهنا أخطر المآخذ التي لا أدري كيف نقبلها في أفلامه .. إلام يفضي المسار الفكري لفيلم (المهاجر) ؟.. رؤية مختلة لقصة سيدنا يوسف مع تنويه واضح إلى أن (الأرض لمن يستطيع أن يزرعها) ولا أعرف إلام يفضي بنا هذا ؟.. ماذا عن الرسالة المضطربة في (وداعاً بونابرت) حول أن العلاقة المثلية بين جنرال فرنسي وشاب مصري هي الطريق الوحيد إلى امتزاج الحضارات والسلام ؟. حل مشكلة التطرف في (المصير) هو أن نرقص أكثر.. وقد نشب خلاف صحفي شهير عندما عرض (حدوتة مصرية) لأنه تجاهل كون الفكرة ليوسف إدريس .. قال يوسف إدريس إن شاهين جاءه بفكرة ساذجة عن ولد اسمه (آدم) وبنت اسمها (حواء) يلتقيان للحب فيبرز لهما رجل غليظ يحمل شومة المفترض أنه (المجتمع).. طبعاً لم يكن إدريس مستعداً لسماع المزيد من هذا الكلام، وقدم فكرته العبقرية التي تدور حول محاكمة إنسان داخل ضلوعه، بسبب إحباطه للطفل بداخله.. وكيف تحول هذا الطفل إلى جلطة تسد شرايينه التاجية. يمكن لنا إذن أن نتصور الفيلم لو خرج بصورته الأولى ! في أفلام شاهين يتكرر ذلك الخلط الساذج بين المتصوفين ورواد الموالد والأصوليين، فهو – كالخواجات تماماً – يضع كل هؤلاء في سلة واحدة تمسك بالدف وتتطوح ذات اليمين واليسار، برغم أنه لا يمكن الجمع بين المتصوفين والأصوليين أبداً، فكلاهما يرى الآخر خارجاً عن الدين. وقد اتهمه د. (عاطف العراقي) أستاذ الفلسفة الشهير بأنه اخترع (ابن رشد) لا وجود له.. ماذا عن الإرهابي الذي يضع أيقونة القنبلة على بريده الإلكتروني ؟... لكن أحداً لا يعلق .. لماذا ؟.. لأنه الأستاذ.. أما عن الجانب الأخلاقي للأفلام فهناك ميزانان في الرقابة .. ميزان للعامة وميزان لشاهين .. هكذا تصفح الرقابة في تسامح أسطوري عن علاقات الحب المثلية التي لا يخلو منها فيلم من أفلامه تقريباً، ولعله تملق لتيار العولمة، وأراهن أنه يفتخر في مناقشاته الخاصة في الغرب بأنه أول من تجاسر على تقديم علاقات كهذه لمجتمع متخلف. تصفح الرقابة عن العلاقات الأسرية المختلة في كل فيلم..عن الاشتهاء الواضح من الأم لابنها في (الآخر)، وتصفح عن اشتهاء الأخت (صفية العمري) لأخيها في (المهاجر)..حتى زوجة الفيلسوف (ابن رشد) لم يرحمها .. إننا نرى في عينيها اشتهاء كاملاً للفتى الفرنسي الذي جاء يتتلمذ على زوجها. وتصفح عن مشاهد كاملة في (إسكندرية نيويورك) لو قدمها سواه لعلقوه مشنوقاً في ميدان (طلعت حرب).. ما معنى هذا ؟. نظارة هيبة العبقرية وضعت على عين الرقيب فلم يعد يرى... لماذا ؟.. لأنه يتعامل مع الأستاذ.. دعك من الميزانسين المحفوظ المكرر في أفلامه. فالناس لا يتكلمون بهذه الطريقة، كأن يقف أحدهم وراء جدار ويطل من نافذة فيه ليكلم الآخر الواقف في الناحية الأخرى. بالإضافة لهذا يبرهن يوسف شاهين عن أنه لا يفهم شيئاً عن الأسرة المصرية المتوسطة التي يقحمها في كل أفلامه. وهو يعتبر ذروة المصرية أن تقول (حنان ترك) لأمها وهي ترقص (خطبني تحت المطر) فتقول أمها دامعة العينين: (مش حاقول رأيي غير لما اشوفه).. أما عن التمثيل فهو لم يكف يوماً عن خنق موهبة ممثلين عظام مثل (محمود حميدة) وآخرين ليتحركوا في القيود الضيقة التي صنعها لهم، كما لم يكف عن اكتشاف وجوه لا علاقة لها بالتمثيل مثل (هاني سلامة) و(أحمد محرز) و..و... لماذا يقحم داليدا لمجرد أن يثبت أنه يستطيع ؟.. يقول الناقد (سامي السلاموني): "اختار (شاهين) للفيلم (سعاد حسني) ثم (محسنة توفيق) ثم (فردوس عبد الحميد) وفي النهاية استقر على (داليدا).. كيف يصلح لسعاد حسني ما يصلح لداليدا ؟.. معنى هذا أن يوسف شاهين لا يؤمن بقيمة الممثلين، وهو يرصهم كقطع الشطرنج في أفلامه ليقولوا أي كلام". لماذا ؟.. لأنه الأستاذ.. وترى الفيلم أي فيلم فلا ترى معجزة تمثيلية ما.. إن الممثلين متخشبون مسجونون في قيود فولاذية فرضتها شخصية شاهين القوية عليهم، ولا أحد منهم يجرؤ على حركة زائدة .. الكلام يخرج على طريقة (عمر الشريف) في (صراع في الوادي) من شفة عليا مسدلة متصلبة، وكأنه طلقات الرصاص مع نغمة ناعسة ملول لا داعي لها، والمقاطع مدغمة، والتعبير على الوجه يأتي بعد إنهاء الكلام لا معه. وأشك في أن كل من مثل معه عاش أقسى لحظاته وإن كان لا يعترف بهذا. ماذا عن الحوار الركيك الذي يصر على كتابته على غرار (أمريكا إلي محدش يقدر عليها) ؟.. وهو ينهي المصير بعبارة بالغة العمق (الأفكار لها أجنحة محدش يقدر يحبسها).. ماذا عن الإصرار على فريد أستير الذي لم يكن قد عرض له أي فيلم في مصر عندما انتشرت الكوليرا في (اليوم السادس).. ؟..يقول سامي السلاموني: "كيف عرف القرداتي كل هذا عن (فريد أستير) ما لم يكن قد سافر إلى نيويورك ليحضر عرض فيلمي (في المدينة) و(الغناء تحت المطر) ؟". لكننا نعرف السبب .. لقد قدم شاهين هذا فقط لأنه يحبه.. كما يمكن أن يقدم فيلماً كاملاً مثل (إسكندرية كمان وكمان) ليثبت أنه راقص بارع و(إسكندراني جدع).. لماذا ؟.. لأنه الأستاذ.. كما قلت في بداية المقال، لا اعتراض لي على يوسف شاهين المخرج .. بل إنه من أعظم مخرجينا وأكثرهم سيطرة على تكنيك أفلامه. لكن – كما يقول سامي السلاموني - ماذا يبقى من أفلامه إذن لو نزعنا التكنيك ؟. وطبعاً لا اعتراض على التصوير والمونتاج لأنه يعمل مع الطاقم الأفضل دائماً... المخرجون من عينة محمد خان وصلاح أبو سيف وخيري بشارة وداود عبد السيد قدموا أساليب فريدة ناضجة لكن من دون ادعاء، ولم يتهمهم أحد بالعبقرية، كما إنهم – على قدر علمي – لم يتلقوا قدراً زائداً من التدليل .. .. بالنسبة لي يوسف شاهين هو العبقري الذي قدم باب الحديد والأرض ... هو المخرج فقط لكن لي ألف اعتراض على المؤلف .. فما رأيك أنت ؟ http://www.rewayty.com/Public/ShowArticle.aspx?ArticleID=16 |