حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
أخطاء محمد العسكرية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63)
+--- الموضوع: أخطاء محمد العسكرية (/showthread.php?tid=5424)

الصفحات: 1 2


أخطاء محمد العسكرية - وليد غالب - 04-22-2008

في هذا الموضوع أناقش مزاعم من يرون الكمال في شخصية محمد ويعتبرون ذلك دليلاً على نبوته ، مركزاً على الجانب العسكري كمثال على عدم كماله.
قال الزميل كميل:
((عندما نتحدث عن محمد :salla1: فاننا نتحدث عن رجل اكثر من مجرد عبقرى او رجل عظيم
و العقلاء من خصومه لا يسعهم الا اعتباره عبقرى من اعظم عباقرة التاريخ بل يقول القس الحداد :
(كانت شخصية محمد بن عبد الله الهاشمى القرشى ، النبى العربى ، مجموعة عبقريات مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء .
و هذا لم يجتمع لأحد من عظماء البشرية . كان محمد عبقرية دينية ... و كان محمد عبقرية سياسية ... و كان عبقرية دبلوماسية ... و كان محمد عبقرية عسكرية ... و كان محمد عبقرية إدارية ... و كان محمد عبقرية تشريعية ... و أخيرا كان محمد عبقرية أدبية)))

طبعاً ما قاله القس هو مما يؤمن به المسلمون ، ولذلك فإن مناقشتي لأقواله هى في ذات الوقت مناقشة لمزاعم المسلمين.

((كانت شخصية محمد بن عبد الله الهاشمى القرشى ، النبى العربى ، مجموعة عبقريات مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء ((.

هذه مبالغة درج المسلمون على ترديدها ، وفيها تجاهل كبير لظروف خارجية ساعدت محمد أعظم مساعدة ولم يكن لعبقريته دور فيها ، وأهم هذه الظروف:
1-انتماء محمد لأسرة مرموقة، ولذلك أهمية عظيمة في بيئة عربية تجعل للانتماءات القبلية والعشائرية أهمية قصوى تقيم بسببها أعتى الحروب لأتفه الأسباب.
فانتماء محمد لبني هاشم أعطاه حصانة قلما حصلت لمدعي النبوة ، حصانة مكنته من الدعوة لدينه جهاراً عشر سنوات ، عشر سنوات يسب فيها آلهة قريش ويسفه أحلامهم ، ولو أن من فعل ذلك كان ينتمي لأسرة ضعيفة معزولة لما بقي لعشرة أيام!
ولقد تجلت هذه الحصانة في شخص أبي طالب أحد سادة قريش ، فدافع ومانع عن محمد، قال محمد: مَا نَالَتْ مِنّي قُرَيْشٌ شَيْئًا أَكْرَهُهُ حَتّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ ، سيرة ابن هشام 1-416 ، وحتى حين أرادوا قتله ، وضعوا خطة تجنبهم التصادم مع بني هاشم ، فانتخبوا من كل قبيلة أشدها ، لتتكون مجموعة مهمتها أن تضرب محمد بالسيف ضربة رجل واحد فيُقتل ، فيتفرق دمه بين القبائل ، فلا يتمكن بنو هاشم وأنصارهم من الثأر.
إذاً حتى حين أرادوا قتله كانوا يخشون من حصانته كابن أسرة مرموقة.

2-لا يشك أحد في أن الهجرة من مكة إلى المدينة كانت هى البداية الحقيقية للإسلام ، بل جعل المسلمون من هذا الحدث بداية لتاريخهم الهجري.
ولكن السؤال هو: ما الذي جعل أهل يثرب بالذات يوافقون على تبني دعوة محمد؟ فقد عرض محمد دعوته على الكثيرين غيرهم:
فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِ كُلّمَا اجْتَمَعَ لَهُ النّاسُ بِالْمَوْسِمِ أَتَاهُمْ يَدْعُو الْقَبَائِلَ إلَى اللّهِ وَإِلَى الْإِسْلَامِ وَيَعْرِضُ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ اللّهِ مِنْ الْهُدَى وَالرّحْمَةِ وَهُوَ لَا يَسْمَعُ بِقَادِمِ يَقْدَمُ مَكّةَ مِنْ الْعَرَبِ ، لَهُ اسْمٌ وَشَرَفٌ إلّا تَصَدّى لَهُ فَدَعَاهُ إلَى اللّهِ وَعَرَضَ عَلَيْهِ مَا عِنْدَهُ
سيرة ابن هشام 1-425
وقبل ذلك عرض نفسه على ثقيف في الطائف ، فانتهى به الأمر مُلاحقاً بالصبيان يرمونه بالحجارة ، وعرض نفسه على بني كندة فرفضوا ، وعرض نفسه على بني كلب فرفضوا ، وعرض نفسه على بني حنيفة "فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه رداً منهم " سيرة ابن هشام 1-424، ثم عرض نفسه على بني عامر:
قالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي الزّهْرِيّ أَنّهُ أَتَى بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ فَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ - يُقَالُ لَهُ بَيْحَرَةُ بْنُ فِرَاسٍ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : فِرَاسُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَلَمَةَ ( الْخَيْرِ ) بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ - : وَاَللّهِ لَوْ أَنّي أَخَذْت هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ ، لَأَكَلْتُ بِهِ الْعَرَبَ ، ثُمّ قَالَ أَرَأَيْتَ إنْ نَحْنُ بَايَعْنَاك عَلَى أَمْرِك ، ثُمّ أَظْهَرَك اللّهُ عَلَى مَنْ خَالَفَك ، أَيَكُونُ لَنَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِك ؟ قَالَ الْأَمْرُ إلَى اللّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَفَتُهْدَفُ نَحُورُنَا لِلْعَرَبِ دُونَك ، فَإِذَا أَظْهَرَك اللّهُ كَانَ الْأَمْرُ لِغَيْرِنَا لَا حَاجَةَ لَنَا بِأَمْرِك ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ
سيرة ابن هشام 1-424

نلاحظ هنا بعداً جديداً في المعايير التي كانت قبائل العرب تقيّم بها دعوة محمد وهل تنصره أم لا، ألا وهو المصلحة! فبنو عامر لم تكن عندهم أي مشكلة مع دين محمد ودعوته لنبذ الشرك! ، ولكن كل مشكلتهم مع النبي كانت في المصلحة والمكاسب السياسية. فامتنعوا عن نصرة دينه لهذا السبب .
وبما أنك عرفت الآن بأن عوامل المصلحة والمكاسب السياسية كانت أهم من العامل الديني عند بني عامر ، سَهُل عليك أن تعلم بأن أهل يثرب قبلوا بمحمد لأنه كان في ذلك لهم مكاسب سياسية. ولم يكن العامل الديني هو الوحيد في قبول أهل يثرب لمحمد وقد رأيت موقف بني عامر.
فقد كانت تدور في يثرب فصول طويلة من الحرب الأهلية بين الأوس والخزرج ، حتى أن وفوداً منهم كانت تأتي لقريش تستنصرهم ، وفي إحدى المواسم لقي محمد جماعة من يثرب من الخزرج ، فحصل حينها القبول من أهل يثرب ، لننظر كيف حصل ذلك:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ إظْهَارَ دِينِهِ وَإِعْزَازَ نَبِيّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ لَهُ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْمَوْسِمِ الّذِي لَقِيَهُ فِيهِ النّفَرُ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فِي كُلّ مَوْسِمٍ . فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ لَقِيَ رَهْطًا مِنْ الْخَزْرَجِ أَرَادَ اللّهُ بِهِمْ خَيْرًا . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالُوا : لَمّا لَقِيَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : نَفَرٌ مِنْ الْخَزْرَجِ ، قَالَ أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ أَفَلَا تَجْلِسُونَ أُكَلّمُكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى . فَجَلَسُوا مَعَهُ فَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ الْإِسْلَامَ وَتَلَا عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ . قَالَ وَكَانَ مِمّا صَنَعَ اللّهُ بِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ أَنّ يَهُودَ كَانُوا مَعَهُمْ فِي بِلَادِهِمْ وَكَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَعِلْمٍ وَكَانُوا هُمْ أَهْلَ شِرْكٍ وَأَصْحَابَ أَوْثَانٍ وَكَانُوا قَدْ غَزَوْهُمْ بِبِلَادِهِمْ فَكَانُوا إذَا كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ قَالُوا لَهُمْ إنّ نبَيّا مَبْعُوثٌ الآن قَد أَظَلّ زَمَانُهُ نَتّبِعُهُ فَنَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ . فَلَمّا كَلّمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أُولَئِكَ النّفَرَ وَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ يَا قَوْمِ تَعْلَمُوا وَاَللّهِ إنّهُ لَلنّبِيّ الّذِي تَوَعّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ فَلَا تَسْبِقُنّكُمْ إلَيْهِ . فَأَجَابُوهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إلَيْهِ بِأَنْ صَدّقُوهُ وَقَبِلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْإِسْلَامِ وَقَالُوا : إنّا قَدْ تَرَكْنَا قَوْمَنَا ، وَلَا قَوْمَ بَيْنَهُمْ مِنْ الْعَدَاوَةِ وَالشّرّ مَا بَيْنَهُمْ فَعَسَى أَنْ يَجْمَعَهُمْ اللّهُ بِك ، فَسَنَقْدَمُ عَلَيْهِمْ فَنَدْعُوهُمْ إلَى أَمْرِك ، وَتَعْرِضُ عَلَيْهِمْ الّذِي أَجَبْنَاك إلَيْهِ مِنْ هَذَا الدّينِ فَإِنْ يَجْمَعْهُمْ اللّهُ عَلَيْهِ فَلَا رَجُلَ أَعَزّ مِنْك . ثُمّ انْصَرَفُوا عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَاجِعِينَ إلَى بِلَادِهِمْ وَقَدْ آمَنُوا وَصَدّقُوا .
سيرة ابن هشام 1- 428

نتيجة: أهل يثرب من بين كل القبائل الأخرى هم من وافق على نصرة محمد للسببين التاليين:
1-وجود اليهود معهم ، فقد كان اليهود يتوعدونهم بقرب قدوم نبي وإذا جاء سيحارب النبي مع اليهود عليهم. فأراد أهل يثرب أن يسبقوا اليهود إليه.
2-الرغبة في إنهاء الحرب الأهلية التي أنهكت الجميع. فتجتمع كلمتهم على الرسول.

إذاً ، أهل يثرب لم يختلفوا عن بني عامر الذين ردوا النبي ، فكلاهما لم يكن لديهما مشكلة مع دين محمد ، ولكن لأن بني عامر لم يكن لهم في نصرة محمد مصلحة امتنعوا عن نصرته ، أما أهل يثرب فوجدوا مصلحة في تبني دعوته ، فكانت الهجرة ، وكانت الدولة الإسلامية ، وكانت الأمة الإسلامية.
فلو لم يكن في يثرب يهود ، ولو لم تكن فيها حرب أهلية ، لما كانت لهم مصلحة في تبني دعوة محمد ، ولما نجح محمد في إيجاد بلد لدينه ، ولما تكونت للإسلام دولة. ومن المؤكد أن قريشاً كانت في النهاية ستضع حداً لحياته كما حاولت يوم هجرته.

وهكذا ، تكون قد علمت الآن مدى المبالغة في قول المسلمين أن محمداً قد أسس أمة من لاشيء وقد رأيت أن أعظم حدث في تاريخ الإسلام لم يكن لمحمد يد فيه ، ولو أنهم نصاروه فقط بسبب نقاوة دعوته وإعجاز قرآنه ومهارته في الإقناع لقلنا حينها بأن تبني يثرب لمحمد يعود فيه الفضل لمحمد. ولكن هذا لم يحصل ، بل كان وجود المصلحة الدنيوية التي ليس لها أي علاقة بالدين ، كان هو ما دفع أهل يثرب لتبني محمد.

نعود إلى كلام القس:
((و كان محمد عبقرية سياسية يعرف كيف يجمع المؤيدين و الانصار و يداور المنافقين و الاشرار و يعرف كيف يساوم و يقاوم و كيف يماطل و يقاتل و كيف ينكسر و ينتصر.., و تلك الهجرة البارعة الباهرة من عاصمة الشرك العربى و بلد الاضطهاد الى المدينة ليحتل منها و بها البلد الذى يحاول اغتياله .. و هكذا توج سياسته الدينية الفذة بحجة الوداع التى جمع بها العرب جميعا حول شخصه
و كان محمد عبقرية دبلوماسية , و قد تجلت بعهد الاخاء بين المهاجرين و الانصار , و عهد الموادعة بين المسلمين و اليهود , و عهد المودة بين المسلمين و المسيحيين , و برعت فى مهادنة المنافقين حتى النهاية , و فى المعاهدات و الاحلاف مع الاعراب بعد الغزوات الناجحة , و فى العفو العام عن بنى قومه و الد خصومه اهل مكة بعد الفتح , و فى تاليف قلوب زعماء مكة بعد فتحها بتوزيع غنائم اخصامهم قبائل هوازن عليهم ,و فازت فى تفكيك التضامن بين اليهود و الاحزاب فى حملة الخندق الحاسمة .. و تفضيل معاهدة عدم اعتداء مع قريش فى الحديبية على قتال غير مكفول و فتح غير مامون , و انتصرت فى تحقيق فتح سهل , بعد فشل طارىء كاجلاء بنى النضير بعد هزيمة احد ,و القضاء على قريظة بعد حصار المدينة المخيف يوم الخندق , و غزو خيبر و قرى الشمال اليهودية بعد صلح الحديبية الذى اعتبره عمر و جماعته مشينا , و الحملة الجبارة على مشارف الشام بعد حصار الطائف الفاشل , و توج دبلوماسيته الظافرة بمبايعة وفود العرب العامة
و كان محمد عبقرية عسكرية و من اعظم قواد العالم العسكريين فى التصميم و التنفيذ ..
و هو يقود الغزوات و الحملات بذاته يعرف كيف يهيىء الحملة و كيف يقودها و كيف يعود منها غالبا و كيف ينقلب مغلوبا , و التصرف فى حال الهزيمة ابرع من نشوة الظفر , يتوسع بالجهاد كلما ازداد قوة , و لا يعلن عن اهدافه الا متى حان وقتها . يعرف كيف يستشير و كيف ياخذ براى صائب , و كيف يفرض رايه فى الظرف الحاسم و لو خالف راى زعماء الصحابة كما حدث فى اسرى بدر و صلح الحديبية و غزو تبوك
و يكون هو بذاته الاسوة الحسنة فى المعركة
فلولا موقفه البطولى فى هزيمة احد , و حصار المدينة لقضى على الاسلام , و لولا موقفه الجرىء فى معركة حنين لخسر فتح مكة و نصر الاسلام

و كان محمد عبقرية ادارية فى تنظيم شئون الحياة الدينية و الاجتماعية و السياسية و الحربية .. و كان محمد عبقرية تشريعية(( .. )

في كلام القس الكثير من الإنشاء والمبالغة ، ولعل ما دفعه إلى ذلك هو أن يوهم القاريء – في بداية كتاب له في انتقاد القرآن – أن يوهم بحياديته ونزاهته ، وإلا فإن كلامه مغرق في المبالغة ، فأولاً:
يبالغ في تنويع العبقريات: فالنبي كان عبقرية سياسية ودبلوماسية وإدارية!! ولو أنه قال عبقرية سياسية لكفى ، ولو أنك ألحقت أمثلة العبقرية الدبلوماسية بالسياسية لما شعرت بأي خطأ في وصفها بالسياسية ، ما يدل على التكلف في التقسيم والتنويع ليخرج بأكبر قدر ممكن من العبقريات فيعزز صورته كباحث محايد يمتدح محمداً. وتتجلى مبالغته في التنويع حين تحدث عن العبقرية الإدارية فقال:
و كان محمد عبقرية ادارية فى تنظيم شئون الحياة الدينية و الاجتماعية و السياسية و الحربية

أي استخدم العبقريات الأخرى لتعريف العبقرية الإدارية!! فقد سبق أن وصف النبي بالعبقرية الدينية والسياسية والعسكرية! مما يعني ألا فائدة أصلاً لذكر العبقرية الإدارية فمن المسلم به أن العبقري في قيادته العسكرية هو عبقري في إداره أموره العسكرية!.
ومن الجيد أنه اكتفى فقال: وكان محمد عبقرية أدبية ، وإلا وتبعاً لأسلوبه كان من الأولى أن يقول: وكان محمد عبقرية أدبية وعبقرية بيانية وعبقرية بلاغية وعبقرية أسلوبية.

ثانياً : هناك ترابط عضوي بين المسائل السياسية والعسكرية والتشريعية ، والتداخل بين هذه الأقسام الثلاثة كبير جداً ، فمن ينبغ في إحداها فذلك أدعى أن ينبغ في أخواتها.إذاً فمن الممكن جداً أن تجتمع العبقريات الثلاث هذه في الشخص الواحد لأن التداخل بينهم كبير، خاصة في الأزمان الغابرة حيث كانت السياسة والحرب علوماً بدائية وليست بشيء أمام التعقيد الحالي لها ، وكان لا يتطلب إتقانها دراسة أكاديمية ودورات وتجارب بل كانت تعتمد بشكل كبير على الذكاء. لذلك كان مصطفى محمود خاطئاً في تشبيه لعبقرية محمد العسكرية بعبقرية نابليون! فشتان بين الزمانين.

ثالثاً: ما هيأ لمحمد ظهور هذه العبقريات هو إتاحة المجال لظهورها! فهو كان متميزاً مسبقاً باللغة والمعرفة الدينية ، ولكن بعد تبني أهل يثرب لدعوته أصبح حينها قائداً سياسياً وعسكرياً فأتاح ذلك المجال لعبقرياته الأخرى للظهور.

وبالنظر إلى ما ساقه كميل من أمثلة عن عظماء البشر نجد أن ما تميز به محمد عنهم هو في اللغة والدين.

((لقد كان الاسكندر فاتحا عسكريا مظفرا , و تتلمذ على يد اعجوبة البشرية ارسطو و لكنه لم يكن المشرع و لم يكن النبى و كان ارسطو فريدا فى الفلسفة و المنطق و الاداب و العلوم , و لكنه لم يكن رجل الدولة و لا رجل الدين و لا القائد و كان نابليون رجل سياسة و قائدا عسكريا و مشرعا , و لكنه لم يكن صاحب الدين او رجل اللغة و الادب او الاخلاق و كان كل من شكسبير و جوته علما من اعلام الادب و الشعر و المسرح و لكنهما كانا اصفارا فى السياسة و التشريع و القيادة العسكرية او الرسالة الدينية))

لو أن أرسطو وصل للحكم لرأينا منه العجائب في العبقرية السياسية. وربما ذات الشيء ينطبق على شكسبير وجوته ، لكن الأكيد عدم إمكانية الحكم بتفوق محمد عليهم لأنهم لم يصلوا للحكم أصلاً ، ولو حصل ذلك لصلحت للمقارنة.

ومن الواضح من الأمثلة السابقة أن أبرز ما تميز به محمد عن العظماء الآخرين هو اجتماع التمكن بالأدب والدين مع التمكن في القيادة، وهنا السؤال: ما الذي سهل لمحمد اجتماع العبقريتين؟وبذلك يصبح مدار الموضوع على تمكنه الأدبي والديني. أما عن تمكنه اللغوي: فإن ما مكنه من ذلك هو نشأته في بيئة أدبية أصلاً شغلها الشاغل الشعر والبلاغة ، ولذلك وجدنا من قادة المسلمن بعد محمد من اجتمعت فيهم القيادة والتمكن في البلاغة ، مثل علي بن أبي طالب أمير البيان ، والحجاج بن يوسف الثقفي المعروف بخطبه البليغة.
أما معرفته الدينية فقد كان عمر محمد حين ادعى نبوته أربعين عاماً ، أي كان لديه سنوات طويلة يستطيع فيها أن يتعلم ما تعلمه عن الديانات السابقة ، والمعرفة الدينية التي عرفها ليس فيها أي صعوبة إذ يكفي لتلقيها السماع أو القراءة لفترة غير طويلة من الزمن.
فأين الإعجاز في اجتماع هذه العبقريات مع بعضها؟

رابعاً : سنسلم بإعجاز الشخصية المحمدية لو أن نبوغه في كل جانب مما ذكر كان نبوغاً تميز به عن كل نبغاء البشر ، بمعنى آخر: أن يكون نبوغاً كاملاً خالياً من الأخطاء ، فأعظم البشر لهم أخطاء ، ولكن لأن محمداً نبي ، فنبوغه يجب أن يكون كاملاً دون أخطاء ، خاصة حين يجعل المسلمون من عبقرياته دليلاً على نبوته.

يقول كميل:
((فالشخصية المحمدية بكل ما حققته و ما قدمته لا يمكن تفسيرها بالعبقرية التى تنبع من الانسان من حيث هو انسان لان العبقرية ان تبلغ ذاتك الذروة فى صفة فتبز فيها و تتفوق على اقرانك فهذه هى العبقرية و كما يقول الدكتور مصطفى محمود :
ان تبلغ الذروة فى الخطابة فانت ديموستين .. و ان تبلغ الذروة فى الشعر فانت بيرون , و ان تبلغ الذروة فى الزعامة فانت بركليس , و ان تبلغ الذروة فى الحكمة فانت لقمان , و ان تبلغ القمة فى فنون الحرب فانت نابليون , و ان تبلغ الذروة فى التشريع فانت سولون اما ان تكون كل هؤلاء , و ان تمتحنك الايام فى كل صفة فتبلغ فيها غاية المدى فهو الاعجاز بعينه))

وهذه نتيجة طبيعية لاجتماع كل هذه الأوهام عن كمال محمد وعبقريته ، وما سأفعله في هذا الموضوع أنني سأبين أن محمداً لم يكن بتلك العبقرية العسكرية التي يتصورونها، وسأقف في مواضيع قادمة مع عبقرياته الأخرى.

إذاً ، فإن زعم الإعجاز في شخصية محمد يمكن أن يوضع تحت الاختبار المباشر من خلال السؤال: هل كان محمد كاملاً في عبقرياته؟
وفي الحقيقة ، فإن هؤلاء الذين جعلوا من "كمالات" محمد دليلاً على نوبته ، قد أوقعوا أنفسهم في فخ هم نصبوه ، لأن ما قالوه يعني منطقياً أن إثبات عدم كمال محمد في جانب مما ذكروه يدل على أنه لم يكن نبياً!
وهذه نتيجة منطقية فالنبي من المفترض أن يكون مؤيداً من الله في كل شيء ومن هو أعظم البشر فيُفترض أن نجد فيه ما لم نجده في أي من البشر. ولكن حين نجد النبي يخطيء وفي قرارات مصيرية ، فإن ذلك يعني بدون شك بأنه لم يكن مؤيداً بقوة إلهية وأنه مثل بقية البشر.

ملاحظة: لأن الموضوع هو للرد أصلاً على إثبات نبوة محمد ، فإنني في بعض المواضع أنحرف قليلاً عن الموضوع خاصة في شأن غزوة بدر إذ اجتمعت فيها نوادر تثبت عدم نبوة محمد وبشرية القرآن فلزم أن أتوقف عندها.




معركة بدر في السنة الثانية للهجرة

في معركة بدر لدينا مثال مهم جداً ووحيد في نوعه فهو قطعي الثبوت وقطعي الدلالة ، لأن النص هنا هو قرآن وليس حديثاً أو رواية في كتب السيرة ، والمعنى فيها واضح وصريح ، وقد نزلت قبل أن يلتحم الطرفان في بدر ، جاء في سورة الأنفال
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)

جاء في صحيح البخاري:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ ، فَجَاءَ التَّخْفِيفُ فَقَالَ ( الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) . قَالَ فَلَمَّا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنَ الْعِدَّةِ نَقَصَ مِنَ الصَّبْرِ بِقَدْرِ مَا خُفِّفَ عَنْهُمْ . 15-259

وهذا إخفاق وقع فيه من قال القرآن ، حيث لم يكن على دراية كافية بقدرات مقاتليه وبالغ في ذلك فأمرهم بأن يثبت الواحد منهم أمام العشرة! وهذه نسبة كبيرة وغير منطقية على الإطلاق ، وهذا الأمر العسكري بصمود الواحد أمام العشرة فيه استهتار كبير بحياة المقاتلين ورمي لهم إلى هلاكهم ، فلو أن سرية للمسلمين قوامها ثلاثون مقاتلاً اعترضها جيش قوامه ثلاث مئة مقاتل ، فعلى السرية أن تقاتل!
وبالطبع استثقل ذلك أصحاب محمد ، وبلغه ذلك ، فجاء التصحيح من القرآن: الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

لتهبط النسبة من حالق وتصبح واحداً إلى اثنين!
فانظر أخي القاريء إلى هذا الإخفاق الصريح في قراءة قدرات المقاتلين وانظر إلى الاستهتار بحياتهم ، وانظر كيف تحصل المراجعة والتصحيح في القرآن تماماً كما يحصل في كلام البشر. إن هذه الآية تثبت بشكل واضح أن المعرفة التي كانت وراء القرآن هى معرفة بشرية محدودة القدرات يجوز عليها الخطأ تماماً كالبشر ، وإلا فهل هذا شيء يصدر من الله العليم القدير الذي لا يعزب عنه مثقال حبة خردل في السموات ولا في الارض؟ فلم يعرف قدرات مقاتليه فأمرهم بما لم يحتملوه فأتى التصحيح بعد أن اشتكوا!
ولقد جعل علماء المسلمين الآيات السابقة ضمن ما يسمى بـ "الناسخ والمنسوخ" ، وآيتا سورة الأنفال مثال تجده غائباً عن الأسلوب التقليدي السطحي في عرض الناسخ والمنسوخ في كتابات المسلمين ، حيث يُظهرون الأمر على أنه تدرج من أجل مصالح العباد ويضربون لذلك المثال الشهير عن التدرج في تحريم الخمر ، ولكن هنا نجد مثالاً غائباً عن هذه التنظيرات التي تركز على أمثلة معينة ، ففي هذا الآيات من سورة الأنفال لا تجد مكاناً لتلك الحكم التي أغدقوها على النسخ. وإن وجدت فهى حكم ضعيفة ولا تستحق جعل كتاب الله محلاً للشك ، مثل ما حكاه الزرقاني في "مناهل العرفان في علوم القرآن":
أما الحكمة في نسخ الحكم الأصعب بما هو أسهل منه فالتخفيف على الناس ترفيها عنهم وإظهارا لفضل الله عليهم ورحمته بهم وفي ذلك إغراء لهم على المبالغة في شكره وتمجيده وتحبيب لهم فيه وفي دينه
2-141

فهل هذا كلام مقنع؟
إذاً ، لقد حصلت مراجعة واضحة وبشكل صريح في القرآن ، ولم يبقَ أسوأ من ذلك إلا أن يغير النبي في نص الآية التي نزلت بعد أن يعترض معترض!
والآن عزيزي القاريء المسلم ، ما سبق لم يكن افتراضاً مني ، فهذا الأسوأ وقع فعلاً ، وإن كنت قد استهجنت ما ظننت بأنه افتراض ، فإنك قد اعترفت بنفسك أن محمداً لا يمكن أن يكون نبياً ، فقد روى البخاري في صحيحه في شأن آية نزلت في غزوة بدر:
باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ ) إِلَى قَوْلِهِ ( غَفُورًا رَحِيمًا )

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ ( لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « ادْعُوا فُلاَنًا » . فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ أَوِ الْكَتِفُ فَقَالَ اكْتُبْ « لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ » . وَخَلْفَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ . فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا ( لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ) .
15-145

وقد روى هذا الحديث بألفاظ أخرى مسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم وأحمد في مسنده والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه والبزار في مسنده والدارمي في سننه والبيهقي في سننه الكبرى والطبراني في معجميه الأوسط والكبير وأبو يعلى في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه.

وقد جاءت هذه الروايات عن أربعة من الصحابة: زيد بن ثابت – وهو من كتب الآية - والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وفلتان بن عاصم ، ونقلها عن الأربعة خمسة:خارجة بن زيد بن ثابت وأبو إسحاق ومروان بن الحكم وقبيصة بن ذؤيب وكليب أبو عاصم.
ونقلها عن الخمسة ثلاثة عشر: زكريا وشعبة وأبو الزناد وسهل بن سعد وأبو بكر بن عياش وسليمان أبو معتمر والزهري وأبو سنان الشيباني وعاصم بن كليب وإسرائيل ومِسْعَر وسفيان وزهير.
وكثر بعد ذلك الناقلون إلى أن وصلت الروايات إلى مدوني الأحاديث كالبخاري ومسلم.

إذاً: الحادثة في صحة ثبوتها كالجبال ولا سبيل لإنكارها.

وهكذا ، وبعد كل ما يُقال عن إلهية القرآن وعظمته وإعجازه وتفرده وحفظه ، نجد أن آية من القرآن قد تعرضت للتعديل في نصها وبعد أن نزلت! فقد أمر محمد بكتابتها ، أي أن نزول الآية قد اكتمل ، ولكن ، حين اعترض ابن أم مكتوم الأعمى ، قام محمد وبكل بساطة بتغيير نص الآية ليتوافق مع ما استجد لديه من معرفة!
فماذا نريد دليلاً أكثر من ذلك على بشرية القرآن؟
الحادثة السابقة تثبت ما يلي:
1- أن الآية بصيغتها الأصلية كانت خاطئة المعنى.
2- أن مصدر المعرفة التي تقف وراء القرآن هو مصدر غير خارجي بل هو في ذات محمد، وإلا فإن الله لا يجهل بأمر الذي كان خلف محمد بعدة أمتار.
3- أن المراجعة في القرآن وصلت إلى حد المراجعة في النص ، وهذا عين ما يحصل في النصوص البشرية.


والآن أعود إلى الجوانب العسكرية في غزوة بدر ، نجد فيه شيئاً يتكرر في مغازي محمد الأخرى وهو: أن يكون لمحمد رأي وقد سار عليه ، فيصوبه له أحد أصحابه ، فيتراجع محمد عن رأيه السابق إلى رأي الصحابي . وطبعاً مثل هذه التصويبات تشير بوضوح إلى غياب الكمال المزعوم في قيادة محمد العسكرية والسياسية لأن قراره الأول كان خاطئاً.
جاء في سيرة ابن هشام:
فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُبَادِرُهُمْ إلَى السّمَاءِ حَتّى إذَا جَاءَ أَدُنَى مَاءٍ مِنْ بَدْرٍ نَزَلَ بِهِ .
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحُدّثْت عَنْ رِجَالٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ أَنّهُمْ ذَكَرُوا : أَنّ الْحُبَابَ بْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَرَأَيْتَ هَذَا الْمَنْزِلَ أَمَنْزِلًا أَنْزَلَكَهُ اللّهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدّمَهُ وَلَا نَتَأَخّرَ عَنْهُ أَمْ هُوَ الرّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ ؟ قَالَ بَلْ هُوَ الرّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ ؟ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِنّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلِ فَانْهَضْ بِالنّاسِ حَتّى نَأْتِيَ أَدْنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ ، فَنَنْزِلَهُ ثُمّ نُغَوّرُ مَا وَرَاءَهُ مِنْ الْقُلُبِ ثُمّ نَبْنِي عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَمْلَؤُهُ مَاءً ثُمّ نُقَاتِلُ الْقَوْمَ فَنَشْرَبُ وَلَا يَشْرَبُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَقَدْ أَشَرْتَ بِالرّأْيِ . فَنَهَضَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ النّاسِ فَسَارَ حَتّى إذَا أَتَى أَدْنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ نَزَلَ عَلَيْهِ ثُمّ أَمَرَ بِالْقُلُبِ فَغُوّرَتْ وَبَنَى حَوْضًا عَلَى الْقَلِيبِ الّذِي نَزَلَ عَلَيْهِ فَمُلِئَ مَاءً ثُمّ قَذَفُوا فِيهِ الْآنِيَةَ سيرة ابن هشام 1- 620

وبذلك نلاحظ أن أسلوب تعامل جيش المسلمين في معركة بدر مع آبار الماء والذي نُظر إليه دائماً على أنه من ملامح العبقرية العسكرية في معركة بدر ، نلاحظ أن ذلك لم يكن من عمل محمد بل من عمل صاحبه.


غزوة أحد في السنة الثالثة للهجرة:

وصل جيش قريش وعسكر قرب جبل أحد ، وحان الدور على المسلمين ليتخذوا قرارهم بشأن كيفية المواجهة مع قريش ، فحصل الخلاف هل يخرج الجيش إليهم أم يبقى في المدينة فإن هجمت قريش تكون المعركة فيها وبين أزقتها؟، جاء في سيرة ابن هشام:
وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَكْرَهُ الْخُرُوجَ فَقَالَ رِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِمّنْ أَكْرَمَ اللّهُ بِالشّهَادَةِ يَوْمَ أُحُدٍ وَغَيْرِهِ مِمّنْ كَانَ فَاتَهُ بَدْرٌ يَا رَسُولَ اللّهِ اُخْرُجْ بِنَا إلَى أَعْدَائِنَا ، لَا يَرَوْنَ أَنّا جَبُنّا عَنْهُمْ وَضَعُفْنَا ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُبَيّ ابْنُ سَلُولَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَقِمْ بِالْمَدِينَةِ لَا تَخْرُجْ إلَيْهِمْ فَوَاَللّهِ مَا خَرَجْنَا مِنْهَا إلَى عَدُوّ لَنَا قَطّ إلّا أَصَابَ مِنّا ، وَلَا دَخَلَهَا عَلَيْنَا إلّا أَصَبْنَا مِنْهُ فَدَعْهُمْ يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِنْ أَقَامُوا أَقَامُوا بِشَرّ مَحْبِسٍ وَإِنْ دَخَلُوا قَاتَلَهُمْ الرّجَالُ فِي وَجْهِهِمْ وَرَمَاهُمْ النّسَاءُ وَالصّبْيَانُ بِالْحِجَارَةِ مِنْ فَوْقِهِمْ وَإِنْ رَجَعُوا رَجَعُوا خَائِبِينَ كَمَا جَاءُوا
سيرة ابن هشام 2-63

نلاحظ هنا أن مؤيدي البقاء كانت حجتهم في ثلاثة أمور:
1- أفضلية تاريخية: لم يُهزم أهل يثرب في أي معركة خاضوها في مدينتهم.
2- أفضلية عسكرية: القتال في المدينة يفسح المجال لكل أهل المدينة بالمشاركة في المعركة فالصبيان والنساء يرمون بالحجارة.
3- إمكانية عدم وقوع المواجهة من أصلها ، فربما تُراجع قريش موقفها خاصة أن المواجهة ستكون مكلفة أكثر كونها ستقع في أزقة المدينة ، ففرق بين مواجهة جيش ومواجهة مدينة بجيشها. وغياب المواجهة هو لمصلحة المسلمين على ضوء اختلال موازين القوى فالجيش المكي أكثر عدداً بمرتين ويملك فرقة خيالة وليس للمسلمين خيالة.

وكان محمد يرى البقاء في المدينة ، ووافقه عبد الله بن أبي سلول ، ولرأيه أهمية كبيرة كونه كان زعيم المدينة قبل مجيء محمد.
وللبقاء في المدينة فوائد أخرى لم تصرح بها الرواية:
فالقتال في المدينة فيه مصلحة للمسلمين لأنهم كانوا الطرف الأضعف ، إذ سيجعل ذلك المعركة تقترب أكثر بما نسميه اليوم بـ "حرب الشوارع" يمكن فيها أكثر الكر والفر والاختباء والمفاجأة ويكون لصاحب الأرض الأفضلية لمعرفته بتفاصيل المدينة ، كما أن القتال في المدينة له:
-أفضلية معنوية فالمقاتلون يحاربون بين بيوتهم وأهليهم.
- إضعاف لسلاح الفرسان عند قريش ، فأن تحصل المعركة في المدينة وأزقتها وليس في فضاء من الأرض، وكون المدينة كثيرة النخيل أيضاً ، فإن هذا يضعف من قدرة الخيالة على التحرك الجماعي ويفقدهم القدرة على عمل المناورات المباغتة والسريعة.
-ميزة مهمة جداً وهى إجبار كل أهل المدينة على الدفاع عنها حتى المنافقين ، فحين تحصل المعركة في المدينة فإن المعركة تكون بين يثرب وقريش وليست فقط بين محمد وقريش، ولكن حين تحصل خارجها يمكن لم يريد أن يتخلف أن يتخلف.

هذا عن البقاء في المدينة ، أما الرأي الثاني رأي الخروج ، فحجة أصحابه أن البقاء في المدينة سيرى فيه الأعداء ضعفاً وجبناً. وهذا الرأي مبني على العاطفة والحماس ، خاصة أنه صدر من مجموعة متحمسة للقتال لم تشارك في أي معركة مع النبي من قبل ، فمن الواضح أن رأي البقاء أقلقهم من حيث أن البقاء لا يقطع بحصول المواجهة ، أما بالخروج إلى جيش قريش فإن المواجهة تصبح حتمية.
ولأن المسألة متعلقة بالعاطفة والحماس ، فقد أصر هؤلاء على محمد برأيهم ، فرضخ محمد لهم على الرغم من أنه كان لا يرى الخروج.
سيرة ابن هشام:
. فَلَمْ يَزَلْ النّاسُ بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّذِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ حُبّ لِقَاءِ الْقَوْمِ حَتّى دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَيْتَهُ فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ وَذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَيْنَ فَرَغَ مِنْ الصّلَاةِ . وَقَدْ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو ، أَحَدُ بَنِي النّجّار ِ فَصَلّى عَلَيْهِ رَسُولُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ

طبعاً من الواضح أن تخلي محمد عن الخيار الأفضل عسكرياً والذي يتبناه هو وفريق من أتباعه ، أن يتخلى عن ذلك لمجرد إصرار فريق آخر من أتباعه على رأي آخر ليس فيه أي ميزة عسكرية ، فإن هذا خطأ لا يمكن أن يقع فيه قائد عسكري متمكن.
وقد لاحت فرصة ذهبية لمحمد كي يقر البقاء في المدينة، يُكمل ابن هشام في سيرته:
وَقَدْ نَدِمَ النّاسُ وَقَالُوا : اسْتَكْرَهْنَا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَلَمْ يَكُنْ لَنَا ذَلِكَ . فَلَمّا خَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ اسْتَكْرَهْنَاك وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَنَا ، فَإِنْ شِئْتَ فَاقْعُدْ صَلّى اللّهُ عَلَيْك ،

إذا كان القائد العسكري قد أُجبر بسبب إصرار أتباعه على القبول بما لا يراه ، فإن هذا القائد لا يمكن أن يضيع فرصة ذهبية كهذه ، فقد تنازل المصرون عن رأيهم وفوضوا الأمر بأكمله إلى محمد ، أي أن المانع قد زال ، وصار الطريق سالكاً لتبني الطريقة التي تضمن تفوقاً عسكرياً أفضل ، فماذا قال محمد؟ قال شيئاً لا يمكن أن يصدر من أي قائد عسكري
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا يَنْبَغِي لِنَبِيّ إذَا لَبِسَ لَأَمْته أَنْ يَضَعَهَا حَتّى يُقَاتِلَ

وهكذا اتخذ محمد قراراً عسكرياً مصيرياً بناءً على شيء لاعلاقة له بأي منطق عسكري. اتخذه بناءً على أمور غيبية غير ملموسة. وهذا يشبه أن يتخذ قائد عسكري قراراته بناءً على "رؤيا" رآها في نومه.
وإذا عدنا إلى أساس الخطأ وهو رضوخه في البداية لرأي المصرين ، فإن مما يزيد الخطأ في القبول برأي الفريق الذي يرى الخروج أن رفض رأي هذا الفريق لا يمكن أن ينعكس في انسحاب جزء منه من القتال ، لأنهم في المدينة وستحصل المعركة في المدينة فلا مجال لمن يعترض ألا يقاتل ، ثم أيضاً لا يمكن لهم ألا يقاتلوا لأنهم كانوا في غاية الحماس ، فإن أخذوا على أنفسهم من رفض محمد لرأيهم فإن ذلك لن يؤثر في شيء حين تحين لحظة القتال ، ولكن رفض رأي من قال بالبقاء ففي ذلك خطورة كبيرة فالمعترض حينها يستطيع أن يعبر عن اعتراضه ببقائه في المدينة وتخلفه عن الجيش. ومما يزيد من الخطأ أيضاً ما قررناه سابقاً من فوائد البقاء في المدينة أن القتال في المدينة يُلزم الجميع بمن فيهم المنافقين بالقتال ، بينما الخروج يعطي الفرصة للمنافقين والمتخاذلين ألا يقاتلوا ، فكيف يعرضون أنفسهم للموت دفاعاً عن نبي لا يوقنون بنبوته؟

للأسباب السابقة ، حصل ما كان من العوامل التي ساعدت في هزيمة المسلمين يوم أحد ،إذ قال عبد الله بن أبي سلول أثناء تحرك الجيش إلى أحد:
أطاعهم وعصاني، والله ما ندري على ما نقتل أنفسنا ههنا أيها الناس

فوقع خلاف في الجيش نتج عنه انسحاب ثلاث مئة مقاتل ، أي ثلث الجيش ، وهؤلاء وصفتهم كتب التاريخ بأنهم من أتباع ابن أبي سلول ، وهذا يعني أن خطأ محمد في قبوله لرأي الخروج كان أكبر ، فأن يرفض رأي ابن أبي سلول وهو القائد السابق للمدينة وأن يكون ثلث الجيش من أتباعه فإن في ذلك مخاطرة كبيرة ، وتحقق الخطر بالفعل ، ولو كان محمد يملك ذهنية استراتيجية لما رضخ بالأصل لمن رأى الخروج.
إذاً ، انسحب ابن أبي سلول ومعه ثلاث مئة مقاتل..
وهنا أيضاً ، أخطأ محمد بما لا يقع من أي قائد عسكري ، فالقائد العسكري الذي يهمه أولاً وأخيراً الانتصار في المعركة سيتبع كل السبل التي تؤمن له الانتصار ، فحين يرى بأن ثلث جيشه قد انسحب وليس اعتراضاً على مبدأ القتال بل اعتراضاً على استبعاد خطتهم ، فإنه حينها لا بد أن يقبل بخطتهم فخسارة ثلث الجيش هى خسارة لا يمكن تعويضها بشيء خاصة حين يكون العدو أكثر عدداً ، فكيف إذا كان في تبني خطتهم اتباع للطريقة العسكرية الأفضل للمواجهة؟
إذاً محمد كان بإمكانه هنا أن يقرر العودة إلى المدينة والقتال فيها ، وبذلك يكسب الثلث الذي انسحب ، ويكسب التفوق العسكري الذي يقدمه القتال في المدينة.
ولكن من قال "ما كان لنبي إذا لبس لامته أن يضع لامته حتى يقاتل" فإنه من الطبيعي ألا يعود بجيشه وقد خرج به. ومرة أخرى، تتحكم عوامل لا علاقة لا إطلاقاً بأي منطق العسكري.

وهكذا ، مضى محمد بجيشه الناقص إلى ساحة القتال ، وكانت النتائج كارثية: فبسبب طبيعة أرض المعركة وفضائها المفتوح تمكن خيالة قريش من استغلال فرصة نزول الرماة من جبل عينين ، فقاموا بالتفاف سريع مباغت من خلف الجبل ، متحركين بكل سهولة ويسر ، لينقض مئتا فارس على جيش المسلمين ، وانقضاض مئتي فارس على جيش قوامه فقط 700 مقاتل ومن الخلف وما فيها من مفاجأة كبرى كون المعركة كانت منتهية ، فإن ذلك بلا شك سيجعل لهذا الهجوم تأثيراً كبيراً ، .ولو كانت المعركة في المدينة لما تمكنوا من القيام بمثل هذه المناورة ، وإن تمكنوا لما كان تأثيرها كبيراً ، فأفراد جيش المسلمين في معركة أحد متجمعون في حيز واحد ، فيكون لهجوم فرقة الخيالة وما تمتاز به من سرعة وقوة سيكون لهذ الهجوم تأثيراً قوياً عليهم بسبب تجمعهم واقترابهم من بعض ، فيسهّل ذلك ضربهم ويسبب الهجوم تفريقاً واضطراباً لهم ، بينما لو كانت المعركة في المدينة وأزقتها فحتى لو حصل هكذا التفاف مباغت فلن يكون له هذا التأثير الهائل لأن الخيالة لن يكونوا متجمعين مع بعضهم ولأن المقاتلين المسلمين متفرقون أصلاً.
فحصل الالتفاف في معركة أحد ، وكان له تأثيره البارز ، ولو أن الثلث المنسحب كان حاضراً لقلل ذلك من تأثير هذا الالتفاف ، لأن المعركة لم تنتهِ هنا ، فبعد أن رأت قريش ما فعل الخيالة جمعوا شتاتهم وعادوا للمعركة ، فصار المسلمون يُحارَبون بالمشاة من أمامهم ، والخيل من ورائهم ، وهنا حصلت الهزيمة ، ولو كان عدد جيش المسلمين أزيد بمقدار الثلث فإن ذلك بالتأكيد كان سيجعل من مهمة القرشيين أكثر صعوبة ، وربما لم يكن النصر ليتحقق لقريش.
وهكذا ، ساد الاضطراب جيش المسلمين ، وانهارت معنويات المسلمين أكثر حين ترددت صيحات تفيد بأن محمداً قد قُتل ، وهرب قسم من المسلمين متسلقين جبل أحد ، وهرب قسم آخر إلى المدينة ، وتركوا النبي مع مجموعة من ضيقة تحيط به ، ليمر محمد بواحدة من أخطر اللحظات في حياته ، فيُصاب إصابات مباشرة لو لم يكن يلبس ما يلبس من دروع لكانت قتلته. وقد كان المسلمون والمشركون يظنون بأن محمداً قد مات ، وكان مصدر هذه الشائعة أن ابن قمئة الليثي قتل مصعب بن عمير حامل اللواء فظن أنه قتل محمداً ، فراح يصيح بأنه قتل محمداً ، فانتشرت هذه الشائعة وترددت الصيحات بأن محمداً قد مات ، فانهارت معنويات المسلمين لدرجة أن توقف بعضهم عن القتال واكتفى بالتفرج ، فقد مر أنس بن النضر على مجموعة من المهاجرين والأنصار كانت قد توقفت عن القتال ومنهم عمر بن الخطاب وطلحة فقال لهم مَا يُجْلِسُكُمْ ؟ قَالُوا : قُتِلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ فَمَاذَا تَصْنَعُونَ بِالْحَيَاةِ بَعْدَهُ ؟ ( قُومُوا ) فَمُوتُوا عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ

صحيح أن خبر مقتل محمد قد أضر بالمسلمين من حيث إضعاف معنوياتهم ،ولكنه أيضاً قد خدم الإسلام خدمة جليلة جداً ، فأن ينهزم المسلمون في المعركة لا يعني ذلك نهاية الإسلام فهذه جولة من جولات ، ولكن أن يُقتل محمد فهذا يعني نهاية الإسلام ، وحين شاع لدى الجيشين أن محمداً قد مات فإن هذا جعل قريش تطمئن إلى ذلك فلا تسعى ولا تبحث عن محمد لتقتله ، وقد تنبه محمد لهذا الأمر:
جاء في سيرة ابن هشام:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَ أَوّلَ مَنْ عَرَفَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَعْدَ الْهَزِيمَةِ وَقَوْلُ النّاسِ قُتِلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَمَا ذَكَرَ لِي ابْنُ شِهَابٍ الزّهْرِيّ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ عَرَفْت عَيْنَيْهِ تَزْهَرَانِ مِنْ تَحْتِ الْمِغْفَرِ فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَبْشِرُوا ، هَذَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَشَارَ إلَيّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْ أَنْصِتْ . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَلَمّا عَرَفَ الْمُسْلِمُونَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَهَضُوا بِهِ وَنَهَضَ مَعَهُمْ نَحْوَ الشّعْبِ ، مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ ، وَعَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ ، وَالزّبَيْرُ بْنُ الْعَوّامِ ، رِضْوَانُ اللّهِ عَلَيْهِمْ وَالْحَارِثُ بْنُ الصّمّةِ وَرَهْطٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ .

إذاً فإن خبر موت محمد قد خدم محمد أكثر مما ضره لدرجة أن محمداً أراد لقريش أن تستمر بالاعتقاد بأنه ميت ، لأنه يعلم بأنهم لو علموا أنه حي وهو ما يزال في ساحة المعركة وبمتناول أيديهم لما تركوه ينجو.
لذلك حين انتهت المعركة كانت قريش تظن أن محمداً قد مات ، فأراد أبو سفيان أن يتأكد من ذلك ، جاء في سيرة ابن هشام:

ثُمّ إنّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ حِينَ أَرَادَ الِانْصِرَافَ أَشْرَفَ عَلَى الْجَبَلِ ثُمّ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ فَقَالَ أَنْعَمْتَ فَعَالِ وَإِنّ الْحَرْبَ سِجَالٌ يَوْمٌ بِيَوْمِ أُعْلُ هُبَلُ أَيْ أَظْهِرْ دِينَك ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قُمْ يَا عُمَرُ فَأَجِبْهُ ، فَقُلْ اللّهُ أَعَلَى وَأَجَلّ ، لَا سَوَاءَ قَتَلَانَا فِي الْجَنّةِ وَقَتْلَاكُمْ في النّارِ . فَلَمّا أَجَابَ عُمَرُ أَبَا سُفْيَانَ قَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ هَلُمّ إلَيّ يَا عُمَرُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِعُمَرِ ائْتِهِ فَانْظُرْ مَا شَأْنُهُ ؛ فَجَاءَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ أَنْشُدُك اللّهَ يَا عُمَرُ أَقَتَلْنَا مُحَمّدًا ؟ قَالَ عُمَرُ اللّهُمّ لَا ، وَإِنّهُ لَيَسْمَعُ كَلَامَك الْآنَ قَالَ أَنْتَ أَصْدَقُ عِنْدِي مِنْ ابْنِ قَمِئَةَ وَأَبَرّ لِقَوْلِ ابْنِ قَمِئَةَ لَهُمْ إنّي قَدْ قَتَلْت مُحَمّدًا. سيرة ابن هشام 2-93



وبذلك نرى بأن محمداً قد نجى من الموت نتيجة لخطأ غير مقصود من أحد مقاتلي قريش ، ولو لم يظن ابن قمئة ما ظنه ، لقُتل محمد ، ولانتهت دعوته ، ولكنا نسمع اليوم عن محمد كما نسمع عن مسيلمة الكذاب ، مجرد شخص ادعى النبوة وتمرد على السلطة وتجمع له أتباع ، ثم وقعت مواجهة فاصلة بينه وبين من تمرد عليهم فقضوا عليه .
صحيح أن استماتة أصحاب محمد في الدفاع عنه كانت أيضاً سبباً في نجاته ، ولكن من المؤكد أن انتشار شائعة موته قد أثر كثيراً على مسعى القرشيين في قتل محمد ويشهد على ذلك أمر محمد لمن نادى بحياته بأن يسكت.


إذاً ، فإن ما وقع للمسلمين من هزيمة يوم أحد يتحمل محمد مسؤوليته بما ارتكب من أخطاء عسكرية كادت أن تودي بحياته ، ورمت بجيشه إلى الهلاك. صحيح أن الهزيمة كانت بدايتها في مخالفة الرماة لأمر محمد فنزلوا للمشاركة في الغنائم فاستغل خالد بن الوليد ذلك فالتف من خلف جبل الرماة ، هذا صحيح ولا أنكر أن نزول الرماة كان السبب الرئيسي في الخسارة ، ولكن ما حصل في البداية من انتصار للمسلمين يؤكد أن البقاء في المدينة كانت ستكون له نتائج أفضل بكثير وكان سيجنبهم حدوث ما حدث من هزيمة ، فالمسلمون - بسبب معنوياتهم العالية - قد انتصروا على قريش وهم خارج المدينة وبدون الثلاث مئة مقاتل وبدون مشاركة النساء والصبيان وبدون عامل الأرض ، فماذا كان سيحصل لو وقعت المعركة في المدينة وهو الخيار الذي شهد النبي بأفضليته؟ بالتأكيد كانت ستقع على قريش هزيمة ساحقة لا يمكن للخيالة أن يردوها لاختلاف طبيعة أرض المعركة.

الخلاصة أن محمداً قد أخطأ في معركة أحد حين:

1-رضخ للرأي العسكري الأقل وجاهة فقط بسبب إصرار متبنيه ، على الرغم من أن رفض رأيهم لن يؤثر في مشاركتهم بالقتال ، بينما كلفه رفض الرأي الآخر انسحابهم من الجيش ففقد الجيش ثلث قوته.
2-حين تراجع الفريق الذي رأى الخروج عن إصراره ل


أخطاء محمد العسكرية - Seta Soujirou - 04-22-2008

قراءة هذا الموضوع في منتدى العنزة الطائرة له نكهة أخرى (:

طبعاً لن يغيب عن بال القارئ المسلم أن هذا "البحث" عن أخطاء النبي محمد العسكرية سيكون بلا قيمة - فكرية أو نقدية - في ضوء حالة "الرسوخ السياسي!" التي عاشتها الجزيرة العربية بعد موت المؤسس واستلام الخلفاء الأربعة الحكم.


أخطاء محمد العسكرية - السلام الروحي - 04-22-2008

موضوعك يا أخي وليد طويل ومتشعب ويصعب النقاش حوله بهذه الطريقة كونه موجه خاصة للمسلمين عن رسولهم وهذا حقك ، وحتى يتواءم العنوان مع المضمون يحتاج أن يكون على هذا النحو: أخطاء محمد العسكرية من خلال دين الإسلام ، لأنك تحاسب فيها النبي محمد من خلال إيمانهم به وما يترتب عليه ، وطبعا الغاء الشرط الزماني!

لكن عندما يتوجه عامة عن النبي الإنسان كما في سطر عنوانك عندها تختلف الرؤية!
لذلك دعني أسجل تحفظي على الموضوع من هذه الزاوية ، وعلى على قصة بني قريضة والمذبحة التي حلت بهم..

تحياتي..


أخطاء محمد العسكرية - رحمة العاملي - 04-22-2008

سيد وليد
بصرف النظر عن وجهة نظرك في (التحليل العسكري)
لان في قضية حصار الطائف بالذات جوانب اجتماعية وسياسية اهم بكثير مما ذكرته في مقالتك كانت هي السبب في فك النبي لحصاره عنهم

طيب ساسلم معك جدلا (مع ان الجدل لا يسلم ) ان النبي خسر معركة حصار الطائف
طيب لماذا لحقت وفود ثقيف بالنبي بعد ذلك بفترة وجيزة لا تتجاوز الاشهر تطلب الاسلام بشروط منها اعفائهم من هدم اللات واصنامهم الباقية ثلاث سنوات فلم يوافق النبي ولا حتى لشهر رغم انه اعفاهم من تولي هدمها
ولماذا ارسل ابو سفيان لهدمها (هنا السؤال المهم )
ثم طلبت ثقيف اعفائهم من الصلاة فلم يوافق النبي
فهل المنتصر يتقدم بطلب اعفاءات وتنازلات لمن هزمه ؟
هذا اذا سلمنا جدلا بالهزيمة العسكرية التي تفترضها مع انك اغفلت عن عمد او عن جهل لا ادري كثير من التفاصيل المهمة في قضية الطائف
منها مثلا ان النبي رفض ان يدعو الله على ثقيف (اهل الطائف) بالهلاك بل دعا لهم بالهداية مع انه قفل راجعا من حصارهم مهزوما كما تدعي
وهل فعلا ان النبي هو من طلب من اصحابه ان يتمركزوا قريب الحصن على مدى مرمى سهام ثقيف
ام ان اصحابه هم من اصروا على فتح الحصن مع ان النبي قال لهم سنقفل راجعين (يعني بلاها)
ولماذا ضحك النبي عندما رجع اصحابه ولم يفلحوا بفتح الحصن ؟


أخطاء محمد العسكرية - عاشق الكلمه - 04-22-2008

Array

وحتى حين أرادوا قتله ، وضعوا خطة تجنبهم التصادم مع بني هاشم ، فانتخبوا من كل قبيلة أشدها ، لتتكون مجموعة مهمتها أن تضرب محمد بالسيف ضربة رجل واحد فيُقتل ، فيتفرق دمه بين القبائل ، فلا يتمكن بنو هاشم وأنصارهم من الثأر.
إذاً حتى حين أرادوا قتله كانوا يخشون من حصانته كابن أسرة مرموقة.

[/quote]

البحث مثقل بالمغالطات , ولو اردنا تفنيد تلك المغالطات فى بحث بهذا الطول سنحتاج الى بضعه مجلدات من الرد والرد المقابل , لكن لا باس ان نبدا ببداياته , وربنا يدينا ويديك الصحه وطوله العمر حتى نصل الى نهاياته .


تقول فى هذا المقطع انه كان ابن اسره مرموقه , وان اسرته كانت تخشاها قريش وان هذا كان بمثابه حصانه له , ونسيت ان مكانه اسرته لم تعطيه ولا تعطى اسرته نفسها تلك الحصانه , واظنك نسيت ان تذكر مقاطعه و حصار عشيرته كلها فى (شعب ابى طالب ) لمده تجاوزت ثلاث سنوات حتى كادوا ان يهلكوا من الجوع والعطش, حتى انهم كانوا ياكلون اوراق الشجر.
فاين تلك المنعه وتلك الحصانه ؟؟
ونسيت انهم كتبوا صحيفه بهذه المقاطعه وعلقوها على الكعبه , حتى ارسل عليها الله الارضه فاكلت كل مافيها الا اسم الله.

ثم تقول انهم عندما ارادوا قتله انتخبوا من كل قبيلة أشدها ، لتتكون مجموعة مهمتها أن تضرب محمد بالسيف ضربة رجل واحد فيُقتل ، فيتفرق دمه بين القبائل ، فلا يتمكن بنو هاشم وأنصارهم من الثأر.

واكتفيت بهذا ولم تذكر لنا كيف نجا من تلك الخطه المحكمه , وما دلاله نجاته من خطه كهذه؟؟
اظن انه من البديهيات ان تعلم ان الله عندما اصطفى رسوله كى يبلغ رسالته , فكان لابد ان يوفر اسباب بقاء هذا الرسول وتلك الرساله , والا فهلاكه يعنى هلاك رسالته وكان شيئا لم يكن, وعندما بدات تلك الاسباب فى التلاشى الطبيعى كسنه للحياه بوفاه زوجته السيده خديجه وعمه ابو طالب على سبيل المثال, فكان لابد من اسباب اخرى تبقيه وتبقيها , ومن بينها اسباب الهيه كنجاته من فخ قتله ,( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَِ) يس 9
ومنها ما هو دنيوى كتوفير اسباب حمايه اخرى بدخول اهل يثرب فى الاسلام واستعدادهم لاستقبال الرسول ومن معه وحمايتهم.











أخطاء محمد العسكرية - السلام الروحي - 05-02-2008


الأخ الكريم / رحمة العاملي

ما رأيك فيما ورد عن حادثة ( مجزرة بني قريضة) ؟

تحياتي..


أخطاء محمد العسكرية - رحمة العاملي - 05-03-2008

الزميل العزيز السلام الروحي
كنت قد كتبت في شأن موضوع المجزرة المزعومة في بني قريظة بالتفصيل التاريخي الموثق
اظن ان الموضوع في الارشيف لكني لست صاحبه بل شاركت به
سأبحث لك عنه انشاء الله لانه موثق وعادة ما يحتاج التوثيق الى ساعات وايام من المراجعة
ملخص الامر
كان بين بني قريظة وبين رسول الله (ص) عهد فنقضوه
فأرسل رسول لله (ص) سعد بن معاذ وآخرين إليهم لاستطلاع الأمر فحاول سعد إقناعهم بالتخلي عن فكرة نقض العهد، والبقاء على الحياد فسبوه هو والنبي
هذا كله حصل قبل معركة الخندق بعشرة ايام كعمربن سعدى
نقض العهد من قبل بني قريظة لم يكن مجرد التخلي عن الاتفاق بينهم وبين النبي مع ان مع كان بينهم وبين النبي هو عبارة عن صلح وعهد ان لا يتحالفوا مع عدوه
وليس عقد ذمة
فنقضوا الاتفاق مع النبي واتفقوا مع جيش الاحزاب على تمويلهم ضد النبي بالسلاح والعتاد والغذاء لان حصنهم كان يبعد عن المدينة 2.5 كلم فقط في منطقة العوالي اي اعالي المدينة
يعني الجماعة كانوا اللواء اللوجيستي في جيش الاحزاب لحصار المدينة وانهاء دعوة النبي وقتله مع انصاره ، وانهزموا الى حصنهم بعد معركة الخندق ولحقهم النبي في نفس اليوم لان المعركة كانت على حدود المدينة
بقي النبي محاصرا لهم اكثر من عشرة ايام وهو يدعوهم للنزول على حكمه فابوا ذلك فاسلم منهم نفر قليل وخرجوا من الحصن منهم قوم تعلبة وابناء سعية واسيد وابن عبيد
ومنهم من بقي على يهوديته لكنه رفض نقض العهد مع النبي وخرج قبل حصار النبي لحصن قريظة
وقبلوا في النهاية ان ينزلوا على حكم سعد بن معاذ لان قبيلته كانت من حلفاء بني قريظة في الجاهلية وهو من انزل بهم الحكم وليس النبي لان النبي الزمهم ما اختاروا

المهم كل المعطيات التاريخية تفيد بأن الذي نفذ بهم حكم الاعدام لا يتعدى الثلاثين رجلا من قريظة وهم خاصة من حزّب على النبي وشارك في الخيانة ونقض العهد وتمويل جيش الاحزاب ، قتل منهم علي بن ابي طالب عشرة وقتل الزبير عشرة ، رغم ان المصادر التاريخية لا تتفق على رقم معين وفيها اكثر من خمسة عشر قولا مختلفا
لكن بالتتبع الاستقصائي يتبين ان العدد بالعشرات التي لا تتجاوز الخمسين لان من اعدموا كانوا مجموعين في دار واحدة (دار اسامة بن زيد في المدينة) والدار هذه بحسب وصفها لا تتسع الا لخمسين نفرا على الاكثر وجيش النبي حين معركة الخندق لم يكن يزيد عن الف رجل ،وحكم سعد على بني قريظة كان بالنص ( حكم سعد بن معاذ بقتل من حزب عليه منهم) راجع مغازي الواقدي واخبار ابن الجوزي والمصنف للصنعاني وغيرهم الكثير مما ليس عندي الان ، لان خبر البخاري مشكوك فيه اي (قتل جميع المقاتلين وسبي الذراري ) لان البخاري قال ان الحكم حدث في المدينة والصحيح ان حكم سعد حدث خارج المدينة حتى يعطي لبعض المهاجرين دورا في الحكم لغاية ارادها البخاري لان الثابت ان بعض المهاجرين وبعض الاوس رفضوا حكم سعد في اليهود بالتشويش عليه لانهم كانوا يخافون على التجارة بين قريش وباقي القبائل وبني وقريظة (وهذه بدها موضوع لحالها)
وقد اشار بعضهم لابن المعتز شعرا الى ذلك التشويش بقوله
وعبت علياً في الحكومة بينه * وبين ابن حرب في الطغام الأشايب

وقد حكم المبعوث يوم قريظة * ولا عيب في فعل الرسول لعايب
يعني هناك من عاب على الرسول وسعد الحكم في بني قريظة
لان بني قريظة كانوا يقومون بدور (البروكر والضمان المالي ) في اقتصاديات المنطقة وتجارتها انذاك
المهم
حكم سعد بن معاذ قد جاء وفق ما يحكم به اليهود أنفسهم على الآخرين في حالات هي أدنى من حيث المبررات الموضوعية من الحالة التي توغل إليها بنو قريظة.
ثانيا
بني قريظة هم قد نقضوا حلفهم مع النبي وأعلنوا بذلك صراحة لسعد بن معاذ نفسه، وقالوا له كما في بعض النصوص التاريخية اثناء مفاوضتهم كي لا ينقضوا عهدهم قالوا لسعد : أكلت أير أبيك لا عهد بيننا
ثالثا
عدد بني قريظة كما يصرح ابن شهراشوب عند الاسر كان سبعماية بما فيهم الرجال والنساء والاولاد ، فكيف يكون عدد المقتولين اكثر من عدد المأسورين
هذا اذا افترضنا ان نصفهم من النساء والاولاد وهؤلاء لم يقتلوا
رابعا
يجب الرجوع تاريخيا الى عدد الذين نجوا من حكم سعد لنقارب العدد الحقيقي للمحكومين هذا عدا عن الذين قتل من بني قريظة في المعركة




أخطاء محمد العسكرية - السلام الروحي - 05-03-2008

Array بالتتبع الاستقصائي يتبين ان العدد بالعشرات التي لا تتجاوز الخمسين لان من اعدموا كانوا مجموعين في دار واحدة (دار اسامة بن زيد في المدينة) والدار هذه بحسب وصفها لا تتسع الا لخمسين نفرا على الاكثر [/quote]

هذا ما كنت أنتظره ، قضية جمعهم ببيت واحد داخل المدينة ، وأزيد على ذلك أن حفر الخنادق لهم وقتلهم داخل اسواق المدينة بهذا العدد ( على الأقل ستمائة) أمر عجيب ومثير للسخرية فالأسهل ضرب رؤسهم بمكان الخندق خارج المدينة ودفنهم فيه!

وهذا يدل على أن الحديث عن مجزرة هو ( دعاوي) بسبب خسارة اليهود العرب لمواقعهم وترحيلهم منها خاصة على يد عمر بن الخطاب ، وأعتقد أن ما فعله عمر كان خطا عندما تحدث عن أن النبي قال لا يجتمع دينان بجزيرة العرب ليسوغ بذلك إخراجهم مما تبقى بأيديهم من عهد النبي!
مع ملاحظة أنهم كانوا عربا وهذا ربما يفتح موضوعا آخر عن إيغال العرب بتاريخ اليهودية والمسيحية أكثر مما كنا نتصور!

تحياتي اخي رحمة على ما أضفت من معلومات(f)


أخطاء محمد العسكرية - وليد غالب - 05-04-2008

أعتذر أولاً لتأخري عن الرد لما أعانيه من ضيق في الوقت ، وأعد بأنني سأجيب عن كل انتقاد.

الزميلان سيتا سوجيرو والسلام الروحي شكراً لكما.

الأستاذ رحمة العاملي..

Arrayطيب ساسلم معك جدلا (مع ان الجدل لا يسلم ) ان النبي خسر معركة حصار الطائف
طيب لماذا لحقت وفود ثقيف بالنبي بعد ذلك بفترة وجيزة لا تتجاوز الاشهر تطلب الاسلام بشروط منها اعفائهم من هدم اللات واصنامهم الباقية ثلاث سنوات فلم يوافق النبي ولا حتى لشهر رغم انه اعفاهم من تولي هدمها[/quote]

حصار الطائف حصل بعد هزيمة ثقيف في معركة حنين فالتجأت فلولهم إلى حصون الطائف ، ولو أنهم استسلموا أثناء الحصار لنزلوا بذلك على حكم الرسول وبذلك يعرضون أنفسهم لخطر القتل أو السبي ، وبعد رجوع النبي عن الطائف جاءه وفد من هوازن – حلفاء ثقيف الذين شاركوا معهم في معركة حنين- وأعلنوا إسلامهم (ابن هشام 2-488) ، إذاً تصبح الصورة هكذا: حين اجتمعت ثقيف مع هوازن لم تقدر على هزم النبي ، فهل سيقدرون عليه وهم لوحدهم الآن؟
ولذلك:
ثُمّ أَقَامَتْ ثَقِيفٌ بَعْدَ قَتْلِ عُرْوَةَ أَشْهُرًا ، ثُمّ إنّهُمْ ائْتَمَرُوا بَيْنَهُمْ وَرَأَوْا أَنّهُ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِحَرْبِ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنْ الْعَرَبِ وَقَدْ بَايَعُوا وَأَسْلَمُوا . حَدّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَنّ عَمْرَو بْنَ أُمَيّةَ أَخَا بَنِي عِلَاجٍ كَانَ مُهَاجِرًا لِعَبْدِ يَالَيْلَ بْنِ عَمْرِو ، الّذِي بَيْنَهُمَا سُبِئَ وَكَانَ عَمْرُو بْنُ أُمَيّةَ مِنْ أَدْهَى الْعَرَبِ ، فَمَشَى إلَى عَبْدِ يَالَيْلَ بْنِ عَمْرٍو ، حَتّى دَخَلَ دَارَهُ ثُمّ أَرْسَلَ إلَيْهِ أَنّ عَمْرَو بْنَ أُمَيّةَ يَقُولُ لَك : اخْرَجْ إلَيّ قَالَ فَقَالَ عَبْدُ يَالَيْلَ لِلرّسُولِ وَيْلَك أَعَمْرٌو أَرْسَلَك إلَيّ ؟ قَالَ نَعَمْ وَهَا هُوَ ذَا وَاقِفًا فِي دَارِك ، فَقَالَ إنّ هَذَا الشّيْءَ مَا كُنْت أَظُنّهُ لَعَمْرٌو كَانَ أَمْنَعَ فِي نَفْسِهِ مِنْ ذَلِكَ فَخَرَجَ إلَيْهِ فَلَمّا رَآهُ رَحّبَ بِهِ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : إنّهُ قَدْ نَزَلَ بِنَا أَمْرٌ لَيْسَتْ مَعَهُ هِجْرَةٌ إنّهُ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ هَذَا الرّجُلِ مَا قَدْ رَأَيْت ، قَدْ أَسْلَمَتْ الْعَرَبُ كُلّهَا ، وَلَيْسَتْ لَكُمْ بِحَرْبِهِمْ طَاقَةٌ فَانْظُرُوا فِي أَمْرِكُمْ .سيرة ابن هشام 2 - 538

لذلك اتجهت ثقيف مضطرة – مثلها مثل الكثير من القبائل الأخرى – إلى مبايعة النبي.
أما عدم موافقته على شروطهم بتأجيل هدم أصنامهم وإلغاء الصلاة فأقول:
أولاً: التوحيد والصلاة من أساسيات الدين فمهما كان لا يمكن للنبي أن يساوم في هكذا أمر.
ثانياً : وفد ثقيف بمجرد قدومهم على النبي فإن النبي أصبح حينها هو صاحب اليد العليا وله أن يرفض جل شروطهم ، وإذا كانت ثقيف قد علمت أن لا طاقة لهم على المسلمين فطبعاً كان النبي يعلم ذلك فمن الطبيعي أن يعتبر نفسه الطرف الأقوى خاصة أن هوازن حلفاء ثقيف قد أسلمت.


Arrayولماذا ارسل ابو سفيان لهدمها (هنا السؤال المهم )[/quote]

نعم كان أبو سفيان من المؤلفة قلوبهم بل شمت بالمسلمين حين انكشفوا في حنين أول المعركة ، فأراد النبي باختياره – مع المغيرة - لهدم الصنم أن يكسر ما بقي فيه من جاهلية ، لكن ما علاقة هذا بنفيك لحصول الهزيمة؟

Arrayثم طلبت ثقيف اعفائهم من الصلاة فلم يوافق النبي
فهل المنتصر يتقدم بطلب اعفاءات وتنازلات لمن هزمه ؟[/quote]

سبق الإجابة عليه.
أما بالنسبة لهزيمة النبي فهى لم تكن تلك الهزيمة لأنه كان لتوه خارجاً من انتصار كاسح على جيش هوازن وثقيف ، ولذلك أسميت ما وقع من محمد بأنه "فشل عسكري" ولم أقل بأنه هزيمة ، أما كونه فشل عسكري فهذا لا ريب فيه ويشهد لذلك المحاولات المستميتة من جيش المسلمين لاختراق الحصون فقد استخدم النبي المنجنيق وكان أول من رمى بالمنجنيق في الإسلام ، تفضل وانظر في هذه المشاهد:

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَرَمَاهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْمَنْجَنِيقِ . حَدّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَوّلُ مَنْ رَمَى فِي الْإِسْلَامِ بِالْمَنْجَنِيقِ رَمَى أَهْلَ الطّائِفِ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : حَتّى إذَا كَانَ يَوْمُ الشّدْخَةِ عِنْدَ جِدَارِ الطّائِفِ ، دَخَلَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَحْتَ دَبّابَةٍ ثُمّ زَحَفُوا بِهَا إلَى جِدَارِ الطّائِفِ لِيَخْرِقُوهُ فَأَرْسَلَتْ عَلَيْهِمْ ثَقِيفٌ سِكَكَ الْحَدِيدِ مُحْمَاةً بِالنّارِ فَخَرَجُوا مِنْ تَحْتِهَا ، فَرَمَتْهُمْ ثَقِيفٌ بِالنّبْلِ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ رِجَالًا ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِقَطْعِ أَعْنَابِ ثَقِيفٍ ، فَوَقَعَ النّاسُ فِيهَا يَقْطَعُونَ .
ابن هشام 2 - 483

ويبدو أن الرؤيا كان لها دور في انسحاب النبي:
وَقَدْ بَلَغَنِي أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ الصّدّيقِ وَهُوَ مُحَاصِرٌ ثَقِيفًا يَا أَبَا بَكْرٍ إنّي رَأَيْت أَنّي أُهْدِيَتْ لِي قَعْبَةٌ مَمْلُوءَةٌ زُبْدًا ، فَنَقَرَهَا دِيكٌ فَهَرَاقَ مَا فِيهَا . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا أَظُنّ أَنْ تُدْرِكَ مِنْهُمْ يَوْمَك هَذَا مَا تُرِيدُ . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَنَا لَا أَرَى ذَلِكَ
ابن هشام 2 – 484

وجاء في مغازي الواقدي:
وَأَدْخَلُوا حِصْنَهُمْ مَا يُصْلِحُهُمْ لِسَنَةٍ لَوْ حُصِرُوا
1 – 925

وإذا كان النبي قد علم بذلك فهذا سيكون سبباً مهماً لانسحابه بعد فشل محاولات اختراق الحصن فلا يمكن تجويعهم وإجبارهم بذلك على الاستسلام.


Arrayهذا اذا سلمنا جدلا بالهزيمة العسكرية التي تفترضها مع انك اغفلت عن عمد او عن جهل لا ادري كثير من التفاصيل المهمة في قضية الطائف[/quote]

كل غزوة فيها تفاصيل كثيرة ، وأنا أقف على ما أراه أهمها وإلا كان بإمكاني أن أنسخ كل ما يرد في الغزوة من سيرة ابن هشام وألصقه ويضيع القاريء أمام النصوص الكثيرة – يعني على الطريقة الإسلامية - .


Arrayمنها مثلا ان النبي رفض ان يدعو الله على ثقيف (اهل الطائف) بالهلاك بل دعا لهم بالهداية مع انه قفل راجعا من حصارهم مهزوما كما تدعي[/quote]

ورفض النبي أيضاً أن عرض جبريل بأن يطبق الجبلين على قريش.

Arrayوهل فعلا ان النبي هو من طلب من اصحابه ان يتمركزوا قريب الحصن على مدى مرمى سهام ثقيف[/quote]

حتى لو كان الصحابة هم من طلبوا ذلك كما تزعم فلماذا لم يتسجب النبي لمشورة الحباب بأن يبتعد؟

حَلّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَصْحَابُهُ جَاءَهُ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّا قَدْ دَنَوْنَا مِنْ الْحِصْنِ فَإِنْ كَانَ عَنْ أَمْرٍ سَلّمْنَا ، وَإِنْ كَانَ عَنْ الرّأْيِ فَالتّأَخّرُ عَنْ حِصْنِهِمْ . قَالَ فَأَسْكَتَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .
فَكَانَ عَمْرُو بْنُ أُمَيّةَ الضّمْرِيّ يُحَدّثُ يَقُولُ . لَقَدْ طَلَعَ عَلَيْنَا مِنْ نَبْلِهِمْ سَاعَةَ نَزَلْنَا شَيْءٌ اللّهُ بِهِ عَلِيمٌ كَأَنّهُ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ - وَتَرّسْنَا لَهُمْ - حَتّى أُصِيبَ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِجِرَاحَةٍ . وَدَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْحُبَابَ فَقَالَ اُنْظُرْ مَكَانًا مُرْتَفِعًا مُسْتَأْخِرًا عَنْ الْقَوْمِ .
الواقدي 1- 926

Arrayام ان اصحابه هم من اصروا على فتح الحصن مع ان النبي قال لهم سنقفل راجعين (يعني بلاها)[/quote]

أنت تقصد هذا:

قَالَ حَدّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ رِيَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ لَمّا مَضَتْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ حِصَارِهِمْ اسْتَشَارَ [ ص 937 ] رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَوْفَلَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدّيلِيّ فَقَالَ يَا نَوْفَلُ مَا تَقُولُ ؟ أَوْ تَرَى . فَقَالَ نَوْفَلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ ثَعْلَبٌ فِي جُحْرٍ إنْ أَقَمْت عَلَيْهِ أَخَذْته ، وَإِنْ تَرَكْته لَمْ يَضُرّك شَيْئًا . قَالَ أَبُو هُرَيْرَة : وَلَمْ يُؤْذَنْ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي فَتْحِهَا قَالَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عُمَرَ وَأَذّنَ فِي النّاسِ بِالرّحِيلِ . قَالَ فَجَعَلَ النّاسُ يَضِجّونَ مِنْ ذَلِكَ . قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَاغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ . فَغَدَوْا فَأَصَابَتْ الْمُسْلِمِينَ جِرَاحَاتٌ . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّا قَافِلُونَ إنْ شَاءَ اللّهُ فَسُرّوا بِذَلِكَ وَأَذْعَنُوا ، وَجَعَلُوا يَرْحَلُونَ وَالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَضْحَكُ .
مغازي الواقدي 1 - 937

"إجبار" الصحابة للرسول كما ترى حصل في أواخر الحصار وبعد أن فشلت أبرز المحاولات يعني ثبت فشل النبي في الحصار ولو أن النبي كان من البداية لا يريد الحصار وأكرهه الصحابة لصح حينها استشهادك بذلك على أن الصحابة يتحملون المسؤولية.

Arrayولماذا ضحك النبي عندما رجع اصحابه ولم يفلحوا بفتح الحصن ؟[/quote]

حتى هذه استشهدت بها؟
من الرواية تلاحظ أن الصحابة انقلبوا 180 درجة فبعد أن ضجوا من قرار التراجع أصبحوا - بعد أن تعرضوا لجراحات جديدة – أصبحوا فرحين بالقرار ، ولذلك ضحك النبي على هذا الانقلاب في موقفهم.

شكراً لك.


السيد عاشق الكلمة ، تقول:

Arrayتقول فى هذا المقطع انه كان ابن اسره مرموقه , وان اسرته كانت تخشاها قريش وان هذا كان بمثابه حصانه له , ونسيت ان مكانه اسرته لم تعطيه ولا تعطى اسرته نفسها تلك الحصانه , واظنك نسيت ان تذكر مقاطعه و حصار عشيرته كلها فى (شعب ابى طالب ) لمده تجاوزت ثلاث سنوات حتى كادوا ان يهلكوا من الجوع والعطش, حتى انهم كانوا ياكلون اوراق الشجر.
فاين تلك المنعه وتلك الحصانه ؟؟[/quote]

لأن قريشاً لا تستطيع أن تضع حداً لشخص النبي أنزلت عقوبة جماعية ببني هاشم خاصة بعد أن طالبت قريش أبا طالب ثلاث مرات أن يكف محمداً أو يخلي بينهم وبينه ، أي استأذنوه ليسقط عنه الحصانة التي أعطاه إياها ، بل وحتى بعد قرار الحصار اجتمعت بنو هاشم يداً واحدة:
قال ابن إسحاق : فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قد نزلوا بلدا أصابوا به أمنا وقرارا وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم وأن عمر قد أسلم فكان هو وحمزة بن عبدالمطلب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وجعل الإسلام يفشو في القبائل اجتمعوا وائتمروا بينهم أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم و بني المطلب على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم
قال ابن إسحاق : فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم و بنو المطلب إلى أبي طالب بن عبدالمطلب فدخلوا معه في شعبه واجتمعوا إليه وخرج من بني هاشم أبو لهب عبدالعزى بن عبدالمطلب إلى قريش فظاهرهم

ابن هشام 1– 350


وهذا يدلك أكثر على تأثير الانتماء القبلي في ذلك المجتمع فمن إجل فرد واحد تُعاقب المجموعة بأكملها بل وتنحاز المجموعة إلى هذا الفرد الذي لا يوافقونه على ما يفعل من شق الجماعة ومع ذلك يناصرونه فقط لأنه منهم.

وما يدل أكثر على مدى عجز قريش عن اعتراض محمد أنهم وبعد أن اشتدت الفتنة التي أحدثها النبي فكثر أتباعه وكانوا من مختلف القبائل اتجهت قريش إلى الضغط على أتباعه ، فلماذا تتبع قريش هذه الطريقة وكان بإمكانها أن تصفي محمد وتستريح من الأمر برمته؟ أليس بسبب حصانته كأحد أفراد بني هاشم وحماية أبي طالب له؟

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ . ثُمّ إنّهُمْ عَدَوْا عَلَى مَنْ أَسْلَمَ ، وَاتّبَعَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَوَثَبَتْ كُلّ قَبِيلَةٍ عَلَى مَنْ فِيهَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَجَعَلُوا يَحْبِسُونَهُمْ وَيُعَذّبُونَهُمْ بِالضّرْبِ وَالْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَبِرَمْضَاءِ مَكّةَ إذَا اشْتَدّ الْحَرّ ، مَنْ اُسْتُضْعِفُوا مِنْهُمْ يَفْتِنُونَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يُفْتَنُ مِنْ شِدّةِ الْبَلَاءِ الّذِي يُصِيبُهُ وَمِنْهُمْ مِنْ يَصْلُبُ لَهُمْ وَيَعْصِمُهُ اللّهُ مِنْهُمْ .
ابن هشام 1 – 317

وتحدث ابن إسحاق بشكل صريح عن أن البلاء كان يقع على أصحاب النبي دونه لما كان له من منعة أبي طالب.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَلَمّا رَأَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا يُصِيبُ أَصْحَابَهُ مِنْ الْبَلَاءِ وَمَا هُوَ فِيهِ مِنْ الْعَافِيَةِ بِمَكَانِهِ مِنْ اللّهِ وَمِنْ عَمّهِ أَبِي طَالِبٍ وَأَنّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَمْنَعَهُمْ مِمّا هُمْ فِيهِ مِنْ الْبَلَاءِ قَالَ لَهُمْ لَوْ خَرَجْتُمْ إلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَإِنّ بِهَا مَلِكًا لَا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ ، وَهِيَ أَرْضُ صِدْقٍ حَتّى يَجْعَلَ اللّهُ لَكُمْ فَرَجًا
ابن هشام 1 – 321


وحين مات أبو طالب قال النبي:
مَا نَالَتْ مِنّي قُرَيْشٌ شَيْئًا أَكْرَهُهُ حَتّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ
ابن هشام 1 – 146

وبعد موت أبي طالب مباشرة بدأ النبي مساعيه للخروج من مكة ، وهذا يدل مرة أخرى على الدور الكبير الذي لعبه أبو طالب.

قال ابن إسحاق : ولما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأذى ما لم تكن تنال منه في حياة عمه أبي طالب فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف والمنعة بهم من قومه ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله عز و جل فخرج إليهم وحده .


Arrayثم تقول انهم عندما ارادوا قتله انتخبوا من كل قبيلة أشدها ، لتتكون مجموعة مهمتها أن تضرب محمد بالسيف ضربة رجل واحد فيُقتل ، فيتفرق دمه بين القبائل ، فلا يتمكن بنو هاشم وأنصارهم من الثأر.

واكتفيت بهذا ولم تذكر لنا كيف نجا من تلك الخطه المحكمه , وما دلاله نجاته من خطه كهذه؟؟
اظن انه من البديهيات ان تعلم ان الله عندما اصطفى رسوله كى يبلغ رسالته , فكان لابد ان يوفر اسباب بقاء هذا الرسول وتلك الرساله , والا فهلاكه يعنى هلاك رسالته وكان شيئا لم يكن, وعندما بدات تلك الاسباب فى التلاشى الطبيعى كسنه للحياه بوفاه زوجته السيده خديجه وعمه ابو طالب على سبيل المثال, فكان لابد من اسباب اخرى تبقيه وتبقيها , ومن بينها اسباب الهيه كنجاته من فخ قتله ,( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَِ) يس 9
ومنها ما هو دنيوى كتوفير اسباب حمايه اخرى بدخول اهل يثرب فى الاسلام واستعدادهم لاستقبال الرسول ومن معه وحمايتهم.
[/quote]


نعم ، وكنت تستطيع أن تتحدث أيضاً عن الأسد الذي رآه أبو جهل جوار النبي حين أراد أن يرميه بحجر كبير أو حين دعا النبي شجرة فأتته إلى عنده ، أو حين انشق القمر فرأى ذلك أهل مكة فقط دون بقية العالم وكأن لأهل مكة قمرهم الخاص ، بالتأكيد سأرفض هذه الروايات التي تخالف صريح العقل وإلا للزمني أيضاً أن أقبل بالمعجزات التي يرويها الهندوس والبوذيون وغيرهم ، بل داخل الإسلام نفسه تجد بين أتباع المذاهب رفض لروايات تصل حد التواتر ، بل حتى داخل المذهب الواحد – السني مثلاً – هناك من أنكر قصة الدجال ونزول المسيح على الرغم من تواترها في كتب أهل السنة ، فهل تنكر علي أنا الغير مسلم حين أنكر روايات تتحدث عن حصول ما هو مستحيل عقلاً؟

وأعود إلى ما قلته أنت في بداية مشاركتك:
Arrayالبحث مثقل بالمغالطات , ولو اردنا تفنيد تلك المغالطات فى بحث بهذا الطول سنحتاج الى بضعه مجلدات من الرد والرد المقابل , لكن لا باس ان نبدا ببداياته , وربنا يدينا ويديك الصحه وطوله العمر حتى نصل الى نهاياته .[/quote]

فأقول: فعلاً لو أنك ستجادل في كل شيء كما جادلت في مشاركتك هذه في مسائل واضحة ، فسأحتاج إلى عمر نوح وصبر أيوب.



أخطاء محمد العسكرية - عاشق الكلمه - 05-04-2008

Array
نعم ، وكنت تستطيع أن تتحدث أيضاً عن الأسد الذي رآه أبو جهل جوار النبي حين أراد أن يرميه بحجر كبير أو حين دعا النبي شجرة فأتته إلى عنده ، أو حين انشق القمر فرأى ذلك أهل مكة فقط دون بقية العالم وكأن لأهل مكة قمرهم الخاص ، بالتأكيد سأرفض هذه الروايات التي تخالف صريح العقل وإلا للزمني أيضاً أن أقبل بالمعجزات التي يرويها الهندوس والبوذيون وغيرهم ، بل داخل الإسلام نفسه تجد بين أتباع المذاهب رفض لروايات تصل حد التواتر ، بل حتى داخل المذهب الواحد – السني مثلاً – هناك من أنكر قصة الدجال ونزول المسيح على الرغم من تواترها في كتب أهل السنة ، فهل تنكر علي أنا الغير مسلم حين أنكر روايات تتحدث عن حصول ما هو مستحيل عقلاً؟
[/quote]


وهكذا ارى انك غير موضوعى .....

الاسد اللذى راه ابو جهل اين تم ذكره؟؟
والقمر اللذى انشق اين تم ذكره؟؟

انت تاتى من كتب السيره بما يوافق هواك وترفض ما لا يوافق هواك؟؟
ما يخالف صريح عقلك مسجل ومدون فى نفس الكتب اللتى اتيت منها بما يوافق هذا الصريح , فاما ان تاخذ بكل الكتاب او لا تاخذ بكل الكتاب , لان اى شك فى مجرد جمله واحده فى كتاب تجعل الكتاب كله محل شك , فكيف تستطيع ان تحكم ان هذا يوافق صريح العقل وهذا لا يوافقه؟؟

نحن هنا بشان حدث وقع بالفعل وانت من ذكرته وليس انا ....
اجتماع اربعون رجل من كل قبيله للنيل من الرسول محمد وقتله ليتفرق دمه بين القبائل , فكيف نجا من ذلك؟؟

هل لك ان تدلنا كيف نجا من ذلك ما دمت تنكر ماهو مسجل بالكتب اللتى استشهدت منها؟؟

ثم عندما ااتيك بايه قرانيه تؤكد على ما يخالف صريح عقلك وترفضها , فهل تقبل منى انا كمسلم ان اوافقك على ما يوافق صريح عقلك ويخالف قرانى؟؟

اى منطق هذا؟؟


Array

وأعود إلى ما قلته أنت في بداية مشاركتك:
فأقول: فعلاً لو أنك ستجادل في كل شيء كما جادلت في مشاركتك هذه في مسائل واضحة ، فسأحتاج إلى عمر نوح وصبر أيوب.
[/quote]

وعمر نوح هذا اللذى تستشهد به ... الا يخالف صريح العقل؟؟
بزمتك شفت حد عاش 950 سنه؟؟

وصبر ايوب لا يخالف صريح العقل ؟؟

سمعت عن احد حدث له ما حدث لايوب وكان صابرا؟؟


عموما لاعمر نوح ولا صبر ايوب .........

اتضح عدم موضوعيتك فلا داعى لاى جدال

تحياتى.