نادي الفكر العربي
سأخون أمي - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: سأخون أمي (/showthread.php?tid=5459)

الصفحات: 1 2 3


سأخون أمي - ابن سوريا - 04-20-2008

سأخون أمي
(حوارٌ بين أمٍ ميتة وابنها)

1
ـ سأخون أمي ـ

نسجتك من الوهم الجميلِ
على أعتاب آحلامي العِذاب
ورأيت فيكِ أوراقاً صالحةً للحبِّ
وثمار عشقٍ مختالةٍ في كلِّ غاب
ورأيتُ فيكِ أم أولادي وأمي والقبيلة
وحسبتك فوق الأرضِ تمشينَ وروحكِ في السحاب
وانهارت الأحلام واكتشفتْ مناي أنكِ من صحاري
والشجر الأبي لا يعرش في السراب

أماه سأخون دمك الذي يجري في عروقي
سأخونُ كل بارقةٍ للتمرد والعواصف
وسأسقط في الثمالةِ والشراب
سأخون حتى الجوارح والوفاء

أماه لِمَ علمتني ذاك الإباء؟
لمَ كنت تحترفين مثلي انصهار الروح في العطاء
أماه خنتكِ واتخذتُ سواك أما
واحترقت الآن وصرت يتيماً مرتين
أماه كيف اعتقدتُ بأن الوفاء يكون بغيرك يا إلهة
وكيف اعتقدت بأن على الأرضِ إلاكِ وفيةً بين النساء
لماذا لم تعلميني الحقد المستباحا
طفلك اليوم يخونُ كلّ تعاليمك البالية
ويبصقُ دماً على كلّ بائعات الهوى
وكلّ شرايين البيع الرخيصِ وعصر الشراء
أماه هذا العصر ليس عصري
وهذا الدهر ليس دهري
أماه يا شهيدةُ .. خنتك مرتين بلا حياء
فمرةً نسيتك في عباب حبٍّ خائنٍ
والآن تنتثر السمومُ في كل قطرات الدماء

-2-
(برقية سريعة من أم لابنها الخائن)

أيا ولدي يا شعلةً من حنانٍ، يا ولدْ
لا تترك الأحقادَ تأكلك إلى الأبد
يا من تربى في كناني ومن كياني ارتعد
لا أتقن الأشعار وقافيتي مكسرة
لكنني أتقنت تربية الرجال على الوفاء
وعلى حبِّ الحبيب وإن خلفَ بما وعد
وأحبك رغم الخيانةِ
ورغم أوصالي المقطّعةَ
ورغم الشظايا في عيوني
ورغم دمائك المنثورة وارتعافكَ
ورغم بحركِ وما زبدْ
فتوقى حين تذكرني أن تكون حبّاً
ولو خانتك النساء جميعهنّ
لأنك المسيحُ بعيني
وبحبّك الناس ستسترد

-3-
(رسالة وفاء واعتذار من الابن الخائن لأمه)

أماه يا عشقي الوفي يا إلهة
يا منزهةً عن الخيانةِ والبلاهة
يا جزلةً يا معطاءةً يا سماحة
يا هرماً بين أقزامِ القباحة
يا أجمل العيون حين طلت
وحين عن رونقها الحب شاحا
يا وشاحاً يا وشاحا
يا قدراً مستحباً مستباحا
يا عطر زهرٍ زاكيٍّ حين فاحا
يا وحدكِ، يا ربةً، يا جبارةً
يا قمراً بان أحياناً ولاحا
لن يخون الابن بطناً مثل ذاك
ويصير إبليساً بعد أن كان الملاك
لن أخون العهد أمي
يا من ربيتني على الحنان
وجعلتني والحبّ صنوان خلان
وولدتني ذاك المسيحا
وسأظل أذكر من أنا
مهما القلب من آلامه ذاب وساحا
سأظل أنشر الحبّ من حولي
سأظل رجلاً صعب المراس
طيباً حلواً رهيفَ الحواس
وأطرز المذاق من لساني ومن جنوني
ومن عيوني ومن فنوني
وسأصنع من دموعي لجرح القلب
اللقاحا


سأخون أمي - ابن سوريا - 04-20-2008

هذيان عاشقٍ مجروح

1

كيف السبيل إلى حماكْ
والقلب مزّقه هواكْ
إن كان وجهي شاحباً
فلأني مقتولٌ بلاكْ
الروح مرخوصٌ فداك
والجرح فجّره جفاكْ
سالت دماءٌ من يديّ
ومن عيوني ومن سواك
يضمدها فتلتئمُ القروح
وأعودُ من درب الهلاكْ
يا من تعمّد في بحوري
وإلى جذوري منتهاكْ
يا من تواطأ مع وريدي
فاحتواني واحتواكْ
غيبت عن نومٍ جفوني
مذ علقنا في الشباكْ
وحبائل الشهوة اللعينة
تعتريني كما اعتراكْ
حبٌّ وأشواقٌ ووربٌّ
وعبادةٌ فمتى أراكْ
تأتي تخلصني وتحنو
وتقول لي: مالي عداك
يا من يذوبني برقة
كيف السبيلُ إلى رباكْ

2

ماذا أجيبُ إذا سئلتُ
أين هذيك الحبيبة
أأقول خانت ذيك عهدي
ومن الإرادة غدت سليبة
أأقول لم تحفظ هواي
وبأنها أضحت غريبة؟
لا لن أقول فمالي حيلٌ
لمن يراني ولن أجيبَ


سأخون أمي - ابن سوريا - 04-20-2008


أمنيات عاشقٍ متفائل

أمشي ..
مطاطئ الرأس حزين
يئن من آلاميَ الأنين
أصارع الهزيمة
وألتوي من لوعة السنين
أقسى عليّ هذه الحزائن
من طعن كلّ خائن
والخرابِ في العراق
والدمِ المهدور فيكِ
أيا فلسطين

أمشي ..
وينسكب فوق رأسيَّ المطر
أعانق الحدائق والطيور والشجر
وترجع البصيرة ويرتوي البصر
أقاوم الحزائنَ والهزيمة
ويأسيّ الأثيما
وحزنيَ المقيما
وألعن القدر
محالٌ أن أقبل الخسارة
دون حتى أن أقاوم
محالٌ أن أرفع الرايات بيضا
وأن يستكينا المحارب الأغر
لا بد لي أن أدخل الميدان
أصارع الثيران
فليس من معاركي مفر

أمشي ..
كحالمٍ معانقٍ مناه
مسلماً لحبّه قضاه
مقبلاً جبينها
والخدّ والشفاه
مربتاً عليها
ليعصر الكيان والجباه
ونرتوي محبة
لنكمل المشوار والحياه



سأخون أمي - أمان - 04-20-2008


(f)(f)
جميل يا طارق، جميل ومؤثر


بانتظار المزيد.....
ولي عودة
(f)(f)

تحياتي ومودتي
:yes:
أمان




سأخون أمي - العلماني - 04-20-2008


رائع يا "طارق" ... ولكن "حرام عليك"!!! (لا تغضب فـ"صديقك من صدقك" - وأنا، لأني أحبك، لن أتحدث بعكس ما أراه).

أنت تقتل هذه القصائد الرائعة حقاً بجوها ومضمونها وصدقها مع النفس وإحساسها المرهف بعاملين اثنين حبذا لو بقيت بعيداً عنهما ... إنهما:
1) الوزن : فأنت تركض وراء وزن يعطيك نفسه تارة ويروغ منك تارة أخرى ... بل تارات. (أستطيع أن أعطيك الكثير من الأمثلة والشواهد من خلال هذه القصائد الأربع فوق، ولكني أثق بأذنك الموسيقية جداً وأعلم بأنك سوف تكتشف الثغرات لوحدك لو أعدت القراءة بحس يقظ.

2) القافية: مثلها مثل الوزن معك، فأنت تطالها ولا تطالها في آن حتى تجهد نفسك وتتعب القاريء.

طارق، دع الوزن والقافية. حطمهما الآن وانطلق بمشاعرك إلى أبعاد قصية لا تقيدها هذه "السلاسل" الخارجية. بل عوضاً عن الجري وراءهما، حاول التخلص منهما حتى لو بذلا لك نفسيهما.
إسمع، نحن متعودون منذ صغرنا على "الوزن والقافية"، ومتعودون على التعريف القديم للشعر في إنه يتميز عن النثر بأنه "موزون مقفى". ولكن هذا التعريف انتهت صلاحيته منذ عقود كثيرة اليوم. فقصيدة النثر قد تحمل عناصر شعرية لا تستطيع أي قصيدة موزونة أن تحملها.
لذلك، اسمع مني واترك هذين القيدين (الوزن والقافية) ولا تتقيد بهما، لأنهما يهبطان بخواطرك المتميزة بمضمونها كثيراً ولا يضيفان إليها شيئاً.

اسمع مني إذاً، وطلق "الوزن والقافية" واعط للكلمات كل جموحها وتخلص من "قيود مصطنعة" لا علاقة لها بجوهر الشعر.
(f)

واسلم لي
العلماني


سأخون أمي - مظفر - 04-20-2008

أشارك العلماني ملاحظاته...
و أدعو الشاعر لإعادة النّظر في مفهومه للإيقاع ؟؟؟ الكلّي ؟؟


سأخون أمي - خوليــــو - 04-20-2008

نصوص مؤثّرة جداً جداً ..

لم أكن أعرف قبلاً هذا الجانب الأدبي من "طارق القدّاح" .. اكتشفته الأمس ليلاً .. وسعيد أنا باكتشافاتي العظيمة:)..


النصوص تفيض "ألماً" و"شاعريّة" .. ينغلق طارق على كلّ ثنائيّاته الوجدانيّة ثم يقذف لنا هذا المزيج العجيب حمماً بركانيّة ..

يا واد يا "أوديبي" :10:


خوليو


سأخون أمي - أمان - 04-20-2008

عزيزي طارق
:97:

أكثر ما أعجبني في هذه القصائد
أنّ من كانت سبباً في نثرك
هي حبيبتك الأولى
التي علمتك معنى الحب والعشق
(f)

فنحن كثيراً ما ننشغل في هذه الأيام
عن حبّنا الأول..حبنا الصادق..حبنا الفطري.

"الأم" وهل من حبيبة مثلها؟؟

لأمي، لكاتيا (f)(f)
لأمك وكل الأمهات(f)

تحياتي ومودتي
:yes:
أمان




سأخون أمي - ابن سوريا - 04-20-2008

الأعزاء
آمان، العلماني، مظفر، خوليو
أشكر جزيل الشكر مروركم وتعابيركم ومشاعركم وكلماتكم.

وأخص بالشكر العزيز العلماني، وكلماتك جواهر، وأنا فعلاً مقتنع بما تقول، هذه الرغبة الداخلية لدي دوماً بمراعاة الوزن أحسها عبء كبير على كتاباتي الشعرية، لأني فعلاً غير متمكن منها ولا أستطيع مجاراتها وتخرب بعضاً من المشاعر الفياضة بالقصيدة.
سأحاول قدر الإمكان التخلص من هذه الرغبة، والانفلات.
على فكرة أحسست بذلك في أول قصيدة أعلاه حينما قلت (وقافيتي مكسرة)
لأنه بالفعل عدم الرضوخ للقافية والوزن أسهل وأفضل وأجمل فنياً من الاستماع لقافية مكسرة.

ألف شكر للجميع مجدداً
(f)


سأخون أمي - Serpico - 04-21-2008

طارق! مش عارف! بقالك فترة غايب وبعدين راجع بالقصيدة الحزينة دي!

هل حصل حاجة لا قدر الله؟ طمنا يا زلمة