نادي الفكر العربي
جيلُ الله و قداس الخيانة - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: جيلُ الله و قداس الخيانة (/showthread.php?tid=5726)



جيلُ الله و قداس الخيانة - مظفر - 04-03-2008

[b]"" أَ كلّما تمرّدَ شيطانٌ في إنسانٍ قامتْ لهُ امرأةٌ نبيّا ؟ أو كلّما قامت في قلبٍ أعاصيرُ جعلتها النّساءُ خطوطا مستقيمة ؟ دعيني يا هاته فقد كدتِ أن تقطعي عنّي سبيلي..." (( محمود المسعدي : حدّث أبو هريرة قال....))
...
حدّثني صديقٌ..و قد تركَ بلادَ الغربِ..بعدَ أنْ أتقنَ كلّ آلام المنفى..و قد عاودهُ الحنينُ إلى أزمنة الشّرقِ..عن سيرتهِ بالكتابةِ..و ما انتهى إليهِ بحرقِ ما أنشأهُ من كلامٍ ..و قال الكتابة أُنثى، ترتدُّ عليكَ عشقًا، فتُرْشِدُكَ للصّورةِ و تُبقي للمادّة ظلاًّ و أوهامًا..و تمنعُ عنكَ الاكتمالَ..لهذا أدمنتُ الاستعارة؛ أُقيمُ بها ما مِنّي من علامةٍ فنسجتُ بدربي متاهة حتّى لاَ يكونَ للعودِ عزمٌ..
قلتُ: لعلّكَ أنْشأتَ جهنّمَ الأسفارِ و كنتَ ربّا يُحْسِنُ دفعَ القولِ بنارٍ ؟ قالَ: ما كنتُ أوّلَ من بكُتُبهِ يَقومُ إليها، فيُحيلها رمادًا..و لن أكونَ الأخيرَ..و لستُ بأبي حيّان مقتَدٍ..فوهمي ما يبلَغُ طولهُ و لا بقولي من قولهِ ذاتُ الفتنةِ..
و إنْ تقاسمنا الغربة صرفا و مزجا..فهيَ كأسُنا و منها شُربُنا ...
و صديقي هذا..ليسَ بنادرةٍ فيلحَقُها الإنكارُ، أو يَشُوبُ سيرتَها العجيبَ الخلاّبَ..فهوَ منْ جيلٍ أفنتهُ الأحلام و أسلمتهُ إلى جيلٍ لاَ يَحْلُمُ..هو من طينٍ خذلته السّماء فحبست عنه الماء و أوقدت بوجههِ كلّ النار..و أطلّت عليهِ بأنبياء و رسلاَ لا يحملون كتبا..و يَعدون بجهنّم و بئسَ المصيرَ..
و هو من نعتٍ لإنسانٍ أدمنَ الحضورَ حتّى الغيابَ ..و أشفقَ على كيانٍ يتفتّتُ ..فتراهُ يُراقبُ موتَتهُ أو لعلّه يتخيّرها،بعدَ أنْ أنهكهُ الصّمتُ و قد كان منهُ للحياةِ همسُ القافية و لحنُ العبارة و سكر القول ...
هذا قولي..لكلّ من يكتُبُ اليومَ و يجدُ بفعلِ الكتابة الجدوى..أو ما بهِ يتحقّق كينونةً لها انكشاف المتعة ...هيهاتَ ثمَّ ويْلٌ لمنْ خالطهُ وجدُ القولِ فقد ظلَّ سبيل الطمأنينة و تعهّدتْ بهِ أزمنة تنشُرُهُ غريبا فيهِ و حوله..
أسألُ لمن بهِ علّة الكتابة و سؤال فتنها.. الرّحيل ..الرّحيل ..فهذا زمن جيلُ اللهِ و قُدّاسُ الخيانة..زمنُ عويلُ العقلِ ..و صحراءُ تلدُ كلّ يومٍ أعجوبة تتدحرجُ إلى قاع القيامة...فهل نحنُ من الأحياءِ ؟ و حولنا أقلامٌ تطعنُ أجسادنا،و تترصّدُ أحلامنا ..
هل نحنُ نوقُ هذا العصرِ؟..أم نحنُ للعشقِ تخيّرنا الربّ،و أنشأنا من صورته..و أخرجنا بحبل صرّتهِ، فنكونُ تكوينا جميلاً .؟



جيلُ الله و قداس الخيانة - عادل نايف البعيني - 04-04-2008

Array
[b]"" أَ كلّما تمرّدَ شيطانٌ في إنسانٍ قامتْ لهُ امرأةٌ نبيّا ؟ أو كلّما قامت في قلبٍ أعاصيرُ جعلتها النّساءُ خطوطا مستقيمة ؟ دعيني يا هاته فقد كدتِ أن تقطعي عنّي سبيلي..." (( محمود المسعدي : حدّث أبو هريرة قال....))
...
حدّثني صديقٌ..و قد تركَ بلادَ الغربِ..بعدَ أنْ أتقنَ كلّ آلام المنفى..و قد عاودهُ الحنينُ إلى أزمنة الشّرقِ..عن سيرتهِ بالكتابةِ..و ما انتهى إليهِ بحرقِ ما أنشأهُ من كلامٍ ..و قال الكتابة أُنثى، ترتدُّ عليكَ عشقًا، فتُرْشِدُكَ للصّورةِ و تُبقي للمادّة ظلاًّ و أوهامًا..و تمنعُ عنكَ الاكتمالَ..لهذا أدمنتُ الاستعارة؛ أُقيمُ بها ما مِنّي من علامةٍ فنسجتُ بدربي متاهة حتّى لاَ يكونَ للعودِ عزمٌ..
قلتُ: لعلّكَ أنْشأتَ جهنّمَ الأسفارِ و كنتَ ربّا يُحْسِنُ دفعَ القولِ بنارٍ ؟ قالَ: ما كنتُ أوّلَ من بكُتُبهِ يَقومُ إليها، فيُحيلها رمادًا..و لن أكونَ الأخيرَ..و لستُ بأبي حيّان مقتَدٍ..فوهمي ما يبلَغُ طولهُ و لا بقولي من قولهِ ذاتُ الفتنةِ..
و إنْ تقاسمنا الغربة صرفا و مزجا..فهيَ كأسُنا و منها شُربُنا ...
و صديقي هذا..ليسَ بنادرةٍ فيلحَقُها الإنكارُ، أو يَشُوبُ سيرتَها العجيبَ الخلاّبَ..فهوَ منْ جيلٍ أفنتهُ الأحلام و أسلمتهُ إلى جيلٍ لاَ يَحْلُمُ..هو من طينٍ خذلته السّماء فحبست عنه الماء و أوقدت بوجههِ كلّ النار..و أطلّت عليهِ بأنبياء و رسلاَ لا يحملون كتبا..و يَعدون بجهنّم و بئسَ المصيرَ..
و هو من نعتٍ لإنسانٍ أدمنَ الحضورَ حتّى الغيابَ ..و أشفقَ على كيانٍ يتفتّتُ ..فتراهُ يُراقبُ موتَتهُ أو لعلّه يتخيّرها،بعدَ أنْ أنهكهُ الصّمتُ و قد كان منهُ للحياةِ همسُ القافية و لحنُ العبارة و سكر القول ...
هذا قولي..لكلّ من يكتُبُ اليومَ و يجدُ بفعلِ الكتابة الجدوى..أو ما بهِ يتحقّق كينونةً لها انكشاف المتعة ...هيهاتَ ثمَّ ويْلٌ لمنْ خالطهُ وجدُ القولِ فقد ظلَّ سبيل الطمأنينة و تعهّدتْ بهِ أزمنة تنشُرُهُ غريبا فيهِ و حوله..
أسألُ لمن بهِ علّة الكتابة و سؤال فتنها.. الرّحيل ..الرّحيل ..فهذا زمن جيلُ اللهِ و قُدّاسُ الخيانة..زمنُ عويلُ العقلِ ..و صحراءُ تلدُ كلّ يومٍ أعجوبة تتدحرجُ إلى قاع القيامة...فهل نحنُ من الأحياءِ ؟ و حولنا أقلامٌ تطعنُ أجسادنا،و تترصّدُ أحلامنا ..
هل نحنُ نوقُ هذا العصرِ؟..أم نحنُ للعشقِ تخيّرنا الربّ،و أنشأنا من صورته..و أخرجنا بحبل صرّتهِ، فنكونُ تكوينا جميلاً .؟
[/quote]


سلاما يا مظفر(f)

نصٌّ رائع الفكرة والأسلوب والصياغة
يذكر بنصوص أيام زمان أيام كان للكتابة نكهة وليس وراءها فتنة
أراك تدعو الكتبة للرحيل
لن نرحل وسنظل نكتب بالرغم من طعن الأقلام
وأعتقد أنك أول الباقين ولن تكون من الراحلين
دام ألقك وقلمك الطاعن في البيان والتبيين
محبتي ومودتي


جيلُ الله و قداس الخيانة - بنى آدم - 04-26-2008

المتألق دائما مظفر

دمت ودامت نصوصك رصينة ثابتة .. لا يهتز لها جفن .. ولا يحين منها التفاته لغير ما هدفت اليه

مسحة اللا أمل متزايدة عندك كما هى متزايدة عموما فى الحياة ولعلها مسحة اللا يأس ولكن تأتينا فى صورة انعكاسية فنراها بسذاجتنا يأسا

ساحة الأدب يتزايد روادها المبدعين
وأنا ولسانى العيّ لا استطيع التعبير عن تقديرى لهم ولكتاباتهم الرائعة لقصر باعى ولقلة زادى
ولكنى أعتز بانتمائى الى هذه الساحة المبدعة