حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: مفاهيم في الالحاد: كليات العالم (/showthread.php?tid=5999) |
مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - Enki - 03-19-2008 مرحباً هذه سلسلة من المقالات نهدف فيها الى توضيح مفاهيم اساسية للالحاد والموضوع موجه للملحدين ولغير الملحدين على حد سواء، سنبدأ اليوم بمفهوم مهم هو كليات العالم. كليات العالم لعل اهم نقطة يجب على كل ملحد ان يعرفها هي كيف نشأ العالم في ظل فرض الملحد انه لايوجد اله، وهنا انا اتحدث عن الالحاد الايجابي وعن المذهب الطبيعي في الالحاد ولا اقصد بذلك الالحاد السلبي او باقي المذاهب الفكرية الالحادية. نحن حينما نقول ان العالم او الكون ازلي فنحن لانقصد بذلك الارض والشمس والقمر والمجرات ومجاميع المجرات وغيرها من تنظيمات اعلى، فحينما يأتي احدٌ باثبات ان هذه حادثة فان هذا الامر لايعنينا لاننا لم نقل ان الشمس ازلية لكي يكون من يفند هذا مفنداً للالحاد، فهذه كلها جزئيات العالم او الكون ونحن نقول ان كليات العالم هي الغير حادثة بل هي ازلية ومنها صدر العالم. فالسؤال الان ماهي كليات العالم هذه؟ قبل ان نبحث الجواب لابد ان نحاول ان نفهم معنى كلي وجزئي والفرق بين كلي وبين كل. من الواضح اننا كلنا ندرك معنى كل وجزء بالفطرة فنعرف ان بغداد جزء من العراق وان حلب جزء من سوريا، فكأنما العراق كلٌ، واقسامه اجزاء هذا الكل، وتأتلف الاجزاء مع بعضها لتشكل هذا الكل. اما الكلي فهو ما يصدق على كثيرين في حين ان الجزئي هو ما لايصدق على كثيرين. على سبيل المثال، الانسان يصدق على زيد وعمر وخالد ولذا نقول ان الانسان كلي لانه يصدق على كثيرين، لكن زيد لايصدق الا على زيد فزيد لايصدق على عمر لان عمر غير زيد ولذا نقول ان زيد جزئي. فالانسان كلي، بينما زيد او عمر او خالد او اي انسان بتشخصه جزئي الانسان. بنفس الطريقة نقول ان الحيوان كلي لانه يصدق على الانسان وعلى الفرس وعلى الطير، بينما جنس الانسان (كموجود ذهني) لايصدق الا على الانسان ولايصدق على الفرس والطير. فالحيوان بحسب هذا التصنيف الاوسع يكون كلي بينما الانسان يكون جزئي الحيوان. وهكذا نقول ان المادة كلي لانها تصدق على الحيوان وعلى الجماد وباقي الاجسام، بينما الحيوان هو جزئي المادة. فمرة اخرى يكون عندنا المادة كلي بينما الحيوان جزئي المادة. فكأننا بهذا نبحث عن خصيصة مشتركة او جهة اشتراك بين عدة موجودات وتكون جهة الاشتراك هذه مثاراً للكلي فنحن لاحظنا وجود جهة شبه بين الانسان والفرس والطير وهي انهم كلهم احياء، ولذا كانت هذه الخصيصة مثاراً لاستنباط ماهو كلي الانسان والفرس والطير. اذن كلي العالم ماهو؟ هو هذا الذي يصدق عليه كل ماهو موجود في العالم بحيث يصدق ان يسمى كل شيء به فيمكن اطلاقه على الانسان والحيوان والمادة والامواج وكل شيء مهما كان، وهذا الكلي بالتحديد هو ركن كل الكون واساسه الذي يقوم عليه، انه مثل الاساس الذي قوم عليه البيت، وطبعاً البيت ليس هو الاساس كما ان الشمس ليست هي كلي العالم. في العلم يقال ان الاجسام تتكون من ذرات، وان الطريقة التي تترابط بها هذه الذرات هي ما يمنح الاجسام المختلفة خواصها، فهي بالاصل مبنية من نفس الوحدات البنائية ولكن نتيجة اختلاف كيفية البناء تختلف تبعاً لذلك خواص الاجسام، فماهيات الاشياء بناءاً على هذا لاتعدو ان تكون وصف لعلاقات الارتباط بين اجزاء الشيء. فالذرة تبعاً لذلك هي جزئي الاجسام لانها تنطبق على كثيرين، والذرة نفسها مركبة من جسيمات ذرية وهذه بدورها مركبة وسنستمر بهذا التفكيك حتى نصل في نهاية الامر الى صورة من صور الطاقة والتي منها تأتي الكتل والمادة (وان كان بصورة غير معروفة كلياً في الوقت الحاضر) والاشعاع وكل شيء اخر، فالطاقة هي كلي مانعرف من الكون، والفلسفة الالهية لاتعمل في ملعب العلم بل هي تعمل في ما لايستطيع العلم الوصول اليه من كليات ميتافيزقية*، ولذا نقول ان الكلي الذي يشكل اساس العالم ربما لن يستطيع العلم ان يكشف عن كنهه لانه لا اجزاء له فلو كان له اجزاء لكان جزئي امر اخر، تخيل معي مثلاً الكوارك، ماهو الكوارك؟ نحن اذا قلنا ان الكوارك لايمكن ان ينقسم او تكون له اجزاء فان السؤال ماهو الكوارك لايمكن ان يجاب عليه بذكر البنية لانه لابنية له ولو كانت له بنية لكان له اجزاء بينما المفروض انه لا اجزاء له، ومع ان هذا الامر غير مفروغ منه علمياً الا انه مثال جيد لتوضيح الفكرة. فكليات العالم لاتعريف ماهوي لها لانه لاماهية لها بل تعريفها آثاري، فهي مامنها وجود العالم وهي اساس الكون وقوامه، وهي ايضاً قوى طبيعية يصدر منه الفعل بحسب طبعها لابحسب علمها وارادتها. في المرة القادمة سننظر في ادلتنا على عدم بل استحالة حدوث كليات العالم. شكراً لقراءة الموضوع. ------------ * غالباً ما يساء فهم مصطلح فلسفة الهية، فالفلسفة الالهية بمعناها الواسع هو دراسة الموجود بما هو موجود او دراسة احوال الموجود ولايفهم منها دراسة صفات الاله الا اذا اريد المعنى الضيق من الكلمة، وكان ارسطو يشير لهذا الامر بكلمة ميتافزيقيا ويراد بها دراسة الموجودات او دراسة الكليات ومن ثم تحرف المعنى ليعني ماوراء الطبيعة. مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - الزعيم رقم صفر - 03-20-2008 Array م ولذا نقول ان الكلي الذي يشكل اساس العالم ربما لن يستطيع العلم ان يكشف عن كنهه لانه لا اجزاء له فلو كان له اجزاء لكان جزئي امر اخر، تخيل معي مثلاً الكوارك، ماهو الكوارك؟ نحن اذا قلنا ان الكوارك لايمكن ان ينقسم او تكون له اجزاء فان السؤال ماهو الكوارك لايمكن ان يجاب عليه بذكر البنية لانه لابنية له ولو كانت له بنية لكان له اجزاء بينما المفروض انه لا اجزاء له، ومع ان هذا الامر غير مفروغ منه علمياً الا انه مثال جيد لتوضيح الفكرة. فكليات العالم لاتعريف ماهوي لها لانه لاماهية لها بل تعريفها آثاري، فهي مامنها وجود العالم وهي اساس الكون وقوامه، وهي ايضاً قوى طبيعية يصدر منه الفعل بحسب طبعها لابحسب علمها وارادتها. . [/quote] فسر الماء بالماء فى إنتظار معرفة هذا الكلى الذى يتكون منه العالم و فى إنتظار العلم و العلماء للكشف عن الكلى السرى الخطير الوحيد الذى ينطبق عليه لفظة كلى بإطلاقها يمكن يكون خلطة كنتاكى السرية ؟؟؟؟؟؟ :what: مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - Enki - 03-20-2008 اهااااااااااا وقبل هذا في انتظار معرفة ابو الشباب الله اللي تقول عنه خلقك من طين نتن وفرحان اوي، بانتظار تحكينا عن الله الغير متزوج الذي ليس له صاحبه ويجلس على عرش تحمله الملائكة ولديه اصابع من الكثرة بحيث قلب كل مؤمن يقبع بين اصبعين من اصابعه ويركب طائرة البوينغ الالهية وينزل الى السماء الدنيا في الثلث الاخير من الليل ويتحسر على الجماعة اللي افناهم !!! يا شيخ اتنيل هو في دين مضحك في العالم اكثر من دينك واكثر من هذا الذي تسميه اله. يا امة ضحكت من جهلها امم مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - fkr - 03-21-2008 تسجيل متابعة تحياتي انكي :wr: مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - Beautiful Mind - 03-22-2008 صحيح يا إنكي .. كمل (f) (f) سيبك من الزعيم رقم صفر. هوه لازم يعمل كده عشان يتوه الموضوع. مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - أحمد طه مهدي - 03-22-2008 أكمل أستاذ Enki من فضلك ؛ ورجاء لا تلتفت إلى المداخلات غير الموضوعية . تحياتي :redrose: مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - كريم احمد - 03-22-2008 العزيز انكي الاناء ينضح مافيه.. فلا تهتم للناعقين واكمل موضوعك.. تحياتي لك..(f) مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - الليبرالي - 03-22-2008 (f) أين تتمة الموضوع في مثل هذا الموضوع يجب أن تكون المداخلة علمية لمناقشة إجدى الحيثيات وأتمنى من الصديق إنكي أن يتحلى بالروح العالية فالعلم لا يحتمل الجكر حافظ على رباطة جأشك صديقي وتابع لأن الموضوع شيق وهام دمت الليبرالي (f) مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - Enki - 03-24-2008 نأتي الان لنشرح لماذا لايمكن ان يكون كلي العالم معلولاً؟ وانه لابد ان يكون هو واجب الوجود؟. وفي الحقيقة فان الاجابة على هذا السؤال هو من البداهة بمكان حينما نعرف ماهو مناط الحاجة الى علة؟ اي متى يكون الشيء بحاجة الى علة ومتى لايكون بحاجة الى علة؟ وقبل ان نخوض في هذا المضمار لابد ان نتسلح بالمعرفة الصحيحة للعلية والمعلولية ونميز بين انواعها وخصائصها. اننا حينما نتحدث عن مفهوم العلية فنحن لانقصد مايفهمه الفلاسفة الحاليين من مفهوم السببية، فمعنى دراسة السببية عندهم هو دراسة الاثر والمؤثر، بينما نقصد بالعلة خصوص ما منه الوجود او قل: ذاك الشيء الذي يفيض او يمنح الوجود للمعلول، مثلاً حينما تصطدم احدى كرات البليارد بالاخرى فتسبب تدحرجها فنحن هنا نتحدث عن اثر ومؤثر، فالكرة الاولى باصطدامها بالثانية سببت حركتها، ولكنها لم تكن السبب في وجود الكرة الثانية. فالكرة الثانية موجودة سواءاً اصطدمت بها الاولى او لم تصطدم. فهنا عندنا اثر ومؤثر. ومن الواضح ان العلم الحديث حينما يتحدث عن خرق لقانون السببية وعن احداث بلا سبب فان هذا لاشأن له بموضوع نقاشنا، لانه حديث عن اثر مؤثر، فمثلاً يقال في الفيزياء الكوانتية او الكمية ان التموجات الفراغية لاسبب لها، فهذا لاينفي قانون العلية وانما ينفي قانون الاثر والمؤثر او قانون (لكل حدث محدث او سبب) الذي يتبجح المتكلمون وادعياء الفلسفة بصحته. من جديد حديثنا هو عن العلل الحقيقية، اي تلك العلل المفيضة للوجود لغيرها، مثلاً خذ المصباح الكهربائي، حينما يمر التيار الكهربائي في المصباح فان الضوء ينبعث من المصباح، فمرور التيار في المصباح هو علة وجود او على صدور الضوء من المصباح وهذا مثال تقريبي للعلة الحقيقية. لاحظ معي ان وجود الضوء في المصباح مرتبط بمرور التيار الكهربائي وانه لانفكاك بين الاثنين، فحالما نقطع التيار باستخدام مفتاح الطاقة حتى ينطفئ المصباح ويزول الضوء. فهناك اذن ارتباط وثيق بين العلة والمعلول بحيث انه اذا وجدت العلة لابد ان يوجد معها معلولها واذا غابت العلة غاب معها معلولها. ولايمكن ان ينفك المعلول عن علته مادامت تامة. لما يأتي من يقول ان الله كان موجوداً ولم يكن معه شيء ثم انه خلق العالم، فنحن نقول له ان هذا الكلام غير سليم، لانه يترتب عليه ان تكون العلة التمثلة بالله موجودة ومعلولها غير موجود، اي يترتب عليه انفكاك العلة عن المعلول وقد رأينا انه لايمكن ان تكون العلة موجودة ومعلولها غير موجود ! يقول الفلاسفة ان لازم وجود العلة بلا وجود معلولها هو جواز عدمه مع وجودها ولازمه تحقق عدم المعلول لعدم العلة من دون علة، يعني اذا امكن تصور الله بلا العالم فانه يمكن تصور العالم بلا الله ! الامر الاخر، هو اننا نلاحظ بالبديهة انه لايمكن ان يكون اي شيء علة لاي شيء، فلايمكن ان تصدر البرودة من النار او الحرارة من الثلج الى الانسان، ومقتضى هذا هو ان يكون في العلة خصوصية معينة تجعلها مثاراً لوجود المعلول، فلابد ان تكون في النار خصوصية معينة تجعلها علة للحرارة بحيث لاتكون هذه الخصوصية موجودة في الثلج. فاذن قانون العلية والمعلولية ليس قانون اعتباطي يجوز فيه ان يكون اي شيء علة لاي شيء على سبيل الاعتباط والخرافة والتأليف والتمني، وهذا هو ما يفصل منهجنا الواقعي عن السفسطة والخرافة. فحينما يقول قائل: انا اعرف سبب شروق الشمس انه صياح الديك، نقول له هذا غير ممكن لانه لايوجد ارتباط بين الامرين ولاتوجد خصوصية في الديك تجعله سبب شروق الشمس. وهكذا حينما يأتي مؤمن ويقول انا اعرف سبب وجود العالم، انه الله الخارج عن الزمان والمكان، نقول له هذا جواب سوفسطائي وليس جواب واقعي، لانه بحكم كونه خارج عن الزمان والمكان فقد انفك عن معلوله ولايمكن للعلة ان تنفك عن معلولها، كما انه مقتضى قولك ان الله علة العالم ان يكون لله خصوصيات متعددة بتعدد كل مافي العالم، ولازمه تعدد الخاصيات ولازم تعدد الخاصيات هو التركب لان مابه الاتفاق غير مابه الاشتراك ولايمكن ان يكون الاله مركباً لان المركب محتاج الى اجزاءه والحاجة دليل المعلولية، فلايمكن ان يكون المركب علة لا علة لها. طيب اذن لماذا يكون الشيء محتاج الى علة؟ او متى يكون بحاجة الى علة ومتى لايكون؟ نأتي لمناقشة بعض الاراء في هذا الموضوع: 1- المتكلمون وبعض ادعياء الفلسفة جعلو الحدوث مناطاً لحاجة الشيء الى علة فقالو: (كل حادث لابد له من محدث) او كما ترد على لسان بعض الفلاسفة الغربيين المتأثرين بدليل الحدوث او Kalam Cosmological Argument (كل ماله بداية لابد له من سبب). في الحقيقة لقد وقع هؤلاء في خطأ مزدوج، فحدوث الشيء من عدم مستحيل، فقد رأينا في مقال سابق بعنوان "لماذا لانؤمن بالخلق من العدم" ان كل حادث لابد ان يكون مسبوق بمادة، فمسبوقية وجود الشيء بعدم محال عقلي ورأينا ان السبب في ذلك هو تساوي نسبة الحدث الى كل لحاظ الزمان، ولما كانت هذه النسبة متساوية فانه لايوجد مخصص لصدور الحدث في هذه اللحظة عما سواها وبالتالي يستحيل الحدوث لاستحال الترجح بلا مرجح. ان هذا يعيد الامر الى البحث في الاثر والمؤثر لانه لاحدوث من عدم فيستحيل البحث في الاسباب هنا الى بحث عن مؤثر وليس علة حقيقية مانحة للوجود. الامر الاخر الذي اخطأ به هؤلاء هو ان الحادث من حيث هو حادث (اي مجرد مسبوقية الشيء بعدم) لايحتاج الى علة، فمناط الحاجة الى العلة لابد ان يبحث في ذات المعلول وليس في العدم السابق لها. 2- بعض الفلاسفة المؤمنين بفلسفة ابن سينا يرون ان مناط الحاجة الى علة هو الامكان، لان عندهم الماهيات متساوية النسبة الى الوجود والعدم، مثلاً الانسان يمكن ان نتصور انه موجود بنفس المقدار الذي يمكن ان نتصور انه غير موجود، واذا كانت نسبته متساوية الى الوجود والعم فلابد من ترجيح يرجح احدهما عن الاخر وهذا المرجح هو العلة، فمناط الحاجة الى علة عندهم هو الامكان الماهوي، كل ما له ماهية لابد له من علة. ومحل الخطأ في هذا الامر هو في اعتبار ان الماهية شيء اصيل وان الوجود ظرف يضاف الى الماهية، اي ان الوجود امر اعتباري بينما الماهيات اصيلة، وهذا خطأ لانه اذا كان الوجود هو المخرج عن حد استواء الماهية فانه لايمكن ان يكون اعتباري اذ لايمكن ان تكون العلة امر اعتباري، فلابد ان تكون الاصالة للوجود وتكون الماهية من توابع الموجود وليس العكس. اذن ماهو مناط الحاجة الى علة؟ في الحقيقة ان الجواب على هذا السؤال بديهي جداً من الطريقة التي عرفنا بها العلة، فقد قلنا ان العلة هي مامنه الوجود، فاذن المعلول هو هذا الذي يتلقى فيض الوجود فهو على هذا خال ذاتياً من الوجود محتاج لمن يفيضه عليه، فمناط الحاجة الى العلة الوجودية هي خلو ذات الشيء من الوجود او بكلمات اخرى افتقار الشيء الى الوجود. فمادام الشيء محتاج الى غيره فهو معلول ومادام الشيء مستغنٍ في ذاته عن غيره فهو غير معلول، وهذا هو مناط الحاجة الى علة. نأتي الان الى كليات العالم. قلنا ان العالم المعروف لدينا من مجرات وشموس ونجوم وكواكب وما اليه كله قائم على اساس اسميناه كلي العالم، وقلنا ان هذا الكلي موجود في كل مكان ومحيط بكل مكان ومرتبط بكل شيء لاينفك عنه ابداً. فهو على هذا مانح الوجود لكل الموجودات المعروفة عندنا في هذا العالم، فلو فرضنا انه معلول لغيره لكان خالياً من الوجود لاننا قلنا ان مناط الحاجة الى العلة هو الفقر الوجودي، ولو صح هذا لاستحال ان يمنح كلي العالم الوجود الى العالم نفسه لانه يترتب عليه ان يكون فاقد الشيء معطي، بينما فاقد الشيء غير معطي. واثبات هذه القضية يتلخص في انه حيثية منح الوجود الى العالم هي حيثية وجدان (اي ايجاد) بينما حيثية الافتقار الى الوجود هي حيثية قبول (اي يقبل المعلول فيض الوجود من العلة) ولما كانت حيثية الوجدان (وهي مـَلـَكة) تقابل حيثية القبول (لانها عدم ملكة) فانه يستحيل ان تكون كليات العالم واجدة وقابلة او علة ومعلول لاستحالة اجتماع المتقابلين في حيثية واحدة (المتقابلان هنا هما: الملكة والعدم). قد يقال ولم لا تقول ان لها حيثيتان؟ تكون في الاولى علة وفي الثانية معلول، كما هو شأن العديد من الموجودات التي تكون علة لشي ومعلول لاخر؟ فنجيب ان شرط الكلي هو البساطة فلايمكن ان تكون له اكثر من حيثية والا لكانت اجزاءه جزئيات ولها كلي اخر، ولما كان الفرض انها كلي العالم الذي لا كلي بعده كان يجب ان يكون بسيطاً. شكراً لقراءة المقال. مفاهيم في الالحاد: كليات العالم - خالد - 03-24-2008 متابعة! رغم اتباعي منهجا مغايرا، إلا أنني مهتم بقراءة نقض اسلوب المتكلمين والمناطقة المسلمين وسائر المتدينين! هل من أسماء فلاسفة قدماء أو معاصرين بحثوا نفس الأفكار يا أنكي؟ |