حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
يوميات باريسية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: يوميات باريسية (/showthread.php?tid=6021) |
يوميات باريسية - جرمانيوس - 03-18-2008 (f) خلال إقامتي الطويلة بباريس كنت أهوى السير في شوارعها لمطالعة الفيترينات ودخول المتنزهات والحدائق ومن تلك الشوارع السان ميشيل وتقاطعاته مع السان جيرمان واللا فونتين والحي اللاتيني و الكاتدرائية الشهيرة النوتردام . وفي أحد تلك الأيام دخلت متسكعاً أحمل جريدتي إلى الحديقة الشهيرة السان ميشيل التي غنى لأجلها المغني الفرنسي الراحل الشهير جو داسان أتأمل المارة وأغلبهم من السيدات الطاعنات في السن . كانت الحديقة تعج بمجموعتين تصور إحداها لمقابلة مع أحد الكتاب المشهورين وانشغلت الأخرى بتصوير لدعاية إعلانية جلست على أحد الكراسي متزامناً مع جلوس سيدة مسنة قبعت مقابلي كانت تتأملني بفضول والتقيت عينانا لأكثر من مرة لكني لم آت باي حركة وفتحت جريدتي وغصت بين صفحاتها وما هي إلا دقائق قليلة حتى قامت من كرسيها وجلست بجانبي قدرت عمرها بـ 75 سنة ، متوسطة القامة ترتدي جوباً متوسط الطول وقميصاً أبيض وجاكيت قطنية زهرية اللون، جلست ترمقني بنظرات نافذة، حتى اخترقتني وشعرت بالاضطراب إزاء سيدة غريبة تخترق عزلتي وفي فمها تجمعت عشرات الأسئلة .. ودون أن ترمي التحية سألتني من أين أنت ؟ كانت مقطبة الجبين غاية في الجدية سألتني أنا جرمانيوس الشاب الأسمر طويل القامة ذو الكرش الكبير المرتدي ثياباً قطنية بألوان فولكلورية فقلت لها مداعباً : - أنا كاتب السيناريو لهذه الدعاية كانت الكاميرا تقترب منا في تلك اللحظات تلتقط منظراً عاماً فتأملتني أنت مصري صح تركت الجريدة من يدي والتفت إليها كيف عرفت ؟ لأني من أصول مصرية أضافت من أين من مصر ؟ - إزاي أصولك مصرية . أجزم أيها الأصدقاء أن تلك السيدة لا تحوي في أي جزء ظاهر لها أم مخفي أي لاحة للمصريين على اختلافهم . - لا تبدين كذلك ابتسمت وأعادت سؤالها من أين من مصر من الصعيد فقالت بلسان عربي صعيدي وبلكنة لا يمكن تحاشيها لع ما تجولش كده اضطربت فلم أتخيل امرأة مسنة ذات ملامح أوروبية ظاهرة وتتحدث بفرنسية ذات لكنة أهل ليون ( وسط فرنسا ) قادرة على قول لع وبعد نوبة من الضحك قلت بصعيديتي الطلقة هو أنتي بلدياتي فقالت - هع وهنا أصبت بنوبة ضحك قاتلة وفقدت توازني فتزحلقت عن الكرسي إلى أرض الممر وسط ذهول تلك المرأة الأوروبية الناطقة بالصعيدية وهو أمر لا يمكن تخيله أبداً والغريب أنها مدت يدها إلي وانتشلت جرمانيوس السمين من الأرض بحركة واحدة ودون أدنى جهد وكأنها ترفع قطنة أو محرمة . وأصابني الذهول مرة أخرى وتابعت بصعيدية طلقة قوم وما تدحكش زي العيال دنت لميت عليها الخلق كلاتهم كانت نوبة الضحك الثالثة هي القاضية تهاويت على الكرسي الذي انكسر بفعل رشاقتي ووزني الخفيف، ووقعت على الأرض وأحسست بألم في ساقي لكني لم أقوى على التوقف عن الضحك وذرفت دموعاً كثيرة والتم حولي بعض رواد الحديقة يسألون عما أصابني وسط تلك الجمهرة وفي غفلة مني كانت سيدتي الناطقة بالصعيدية قد اختفت سألتهم : - هل شاهدتوا جليستي ؟ قالوا أنهم شاهدوها تغادر مع سيدة أخرى اعتذرت من الخلق واللمة وغادرت الحديقة في ذهول تام أقص لكم اليوم هذه القصة التي أرقتني لزمن طويل لقد قصدت حديقة السان ميشيل بعد تلك الحادثة مرات كثيرة وكلما تسنت لي الفرصة !! دون أن أنجح في لقاء تلك السيدة الناطقة بصعيدية قحة . وجاهدت في أن لا أنسى تفاصيل وجهها وصوتها الواثق ولكنتها الصعيدية المجلجلة . بعد قرابة السنة وفي أحد أزقة باريس لمحت صورة في إعلان ( بوستر ) تحتوي صورتها تأملتها جيداً كانت هي ترتدي نظارتها المذهبة وفي أسفل الصورة كتب عبارة آرليت أيضاً تعيش راحة أفضل مع AXA وانطلقت من ذلك الإعلان في بحث دؤوب عن المدعوة آرليت اتصلت بالشركة وأخذت عنوانها ورقم التلفون لم تجب على هاتفها وفي مكان إقامتها قال لي جارها الطاعن في السن أنها سافرت أفريقيا أما بواب البناء فقد حدد أكثر أنها ذهبت مصر ونفى علمه بأصولها كان برتغالياً وانتقل حديثاً إضافة إلى أني لم ارق له، فلم يتوسع بالحديث رغم التوسل بأسئلتي غادرت باريس بعد فترة قصيرة ولم التق آرليت لا أدري إذا كانت ما تزال على قيد الحياة فما أقصه عليكم زمنه سبعة سنوات وكثيراً ما تطوف بذاكرتي فأعود إلى نوبة الضحك كانت سيدة حملت لغزاً فهي تحدثت معي برقة أهل الصعيد وكأنها لم تغادره ليوم واحد لا أدري إذا كنت سأضيف لما ققصته لكم جديداً رغم أني متلهف لمقابلتها وسؤالها مئات الأسئلة لقد كررت عمتي دوماً مقولتها الأشهر كل الناس اللي شايفهم دولت صعايدة بس بيستهبلو لقد قدرت قيمة هذه الحكمة العظيمة لكن دون أن يتسنى لي أن أقص على مسامعها ما كتبته لكم فقد غادرت عمتي الحياة منذ سبع سنين طباق جرمانيوس والأجر على الله (f) يوميات باريسية - بهاء - 03-18-2008 قرأت لفتحى غانم فى أجمل رواية قراءتها فى حياتى " الجبل " حكايته عن سيدة كانت تعيش بالقرب من جبل يشتهر اهله بالتنجيم عن ذهب الفراعنة , وكانت هى تساعدهم على بيعه . وصفها بانها شابة جميلة تتحدث العربية , ولكنها اوربية الشكل والمظهر والروح لعلها هى (f) قصة جميلة يا جرمانيوس يوميات باريسية - أمان - 03-19-2008 Array لا أدري إذا كنت سأضيف لما ققصته لكم جديداً رغم أني متلهف لمقابلتها وسؤالها مئات الأسئلة لقد كررت عمتي دوماً مقولتها الأشهر كل الناس اللي شايفهم دولت صعايدة بس بيستهبلو لقد قدرت قيمة هذه الحكمة العظيمة لكن دون أن يتسنى لي أن أقص على مسامعها ما كتبته لكم فقد غادرت عمتي الحياة منذ سبع سنين طباق [/quote] صديقي العزيز جرمانيوس (f) تحية معطرة بالغاردينيا مزركشة بالياسمين لك و إكليل من الزهور البيضاء لروح عمّتك الغالية أعتقد أن النقطة الأهم التي أضفتها في هذه القصة هي معرفة أصل الإنسان فلم أكن أعرف أن كل الناس أصلهم صعايدة بس بيستهبلو :lol22: على ما يبدو أنك طالع لعمتك المرحومة بخفة الدم والشقاوة" :bouncy::bouncy: جرمانيوس قصتك جميلة ولطيفة لا أدري إذا كانت واقعية أم من نسج خيالك ؟ بكل الأحوال ليس هذا هو المهم فهي قصة تحمل بين طياتها مزيجاً من البساطة والجمال. ترسم بسمة على شفاه قارئها وتترك طعماً من الحيرة والغموض. <_< تلقي مزيداً من الضوء على شخصية كاتبها "أنت ياعزيزي" جرمانيوس.. قلمك رشيق وساحر ..كأنه قلم أديب أشعر أنك تقدّم لنا من خلاله وجبة دسمة مسبوكة بحرفية وأحياناً تكون الوجبة خفيفة لذيذة ومقرمشة :) في هذه القصة نقلتني من وراء طاولتي إلى باريس فوجدت نفسي أسير في شوارعها وأشم رائحة أزهار حديقة سان ميشيل واستمع للصوت الرائع " جو داسان" وأشاهد تصوير الإعلان وتلك السيدة "آرليت" صاحبة القميص الأبيض والجاكيت الزهري اللون... لكنني لن أنكر أنني شكرت الله لأنني لم أكن هناك لحظة وقوعك على الأرض فإذا كانت هذه السيدة فولاذية القبضة ورفعتك كأنها ترفع ريشة فأوأكد لك بأنني على العكس من ذلك :25: صديقي أشكرك على هذه الهدية الرائعة :present: وأتمنى أن تكتب المزيد من يومياتك الباريسية أو الصعيدية تحياتي ومودتي :yes: أمان يوميات باريسية - الليبرالي - 03-22-2008 (f) الأصدقاء : جرمانيوس بهاء وأمان قصة جميلة حقاً ولعلها كذلك بالنسبة لي لمعرفتي الوثيقة بمفرداتها لقد اخترت أماكن بسيطة وجميلة وبنيت عليها قصة شفافة أتمنى جرمانيوس أن تمطرنا بقصص أخرى علنا نتبادل الذكريات ودمتم جميعاً الليبرالي (f) |