حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
ماأشبه الليلة بالبارحة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: ماأشبه الليلة بالبارحة (/showthread.php?tid=6537) |
ماأشبه الليلة بالبارحة - neutral - 02-21-2008 http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2008/2/305040.htm Arrayنتابع اليوم القراءة في الرسائل الكنسية التي تركها اللاهوتي الإسباني Don sardà Salvany ويبين فيها موقفه من الليبرالية كفكر و الليبرالية كممارسة. الرسالة الثانية ما هي الليبرالية؟ يرى Don sardà Salvany أنه في دراسة أي موضوع، وبعد سؤال وجوده an sit؟ فإن اللاهوتيين القدماء طرحوا سؤال طبيعته quid sit؟ وهنا في الرسالة الثانية، طبيعة الليبرالية هي التي تشغل اللاهوتي الإسباني. فما هي هذه الطبيعة من وجهة نظره؟ إنها، وضمن نظام الأفكار، مجموعة من الأفكار الزائفة، و ضمن نظام الأفعال، الليبرالية هي مجموعة من الأفعال الإجرامية، وهي أفعال ناتجة عن هذه الأفكار المزيفة. فيما يتعلق بنظام الأفكار، الليبرالية هي مجموع ما نسميه مبادئ ليبرالية مع نتائج تالية بشكل منطقي لهذا الفكر.أما المبادئ الليبرالية فهي: السيادة المطلقة للفرد، في كلٍ مستقل بالمطلق عن الله وعن سلطته؛ والسيادة المطلقة للمجتمع، ثم السيادة الوطنية، بمعنى أن الحق يعطى للشعب بوضع القوانين وأن يحكم بنفسه وبشكل مستقل عن جميع المعايير، وبإرادته وحده من خلال الأغلبية البرلمانية أو الناتجة عن الاقتراع؛ أيضا الليبرالية هي حرية التفكير من دون أي حاجز أو رادع، لا في السياسة ولا في الأخلاق، ولا حتى في الدين؛ حرية الصحافة بشكل غير محدود، وأخيرا حرية التنظيم والاجتماع. القاسم أو الأساس المشترك لهذه الأفكار، هو العقلانية الفردية، العقلانية السياسية و العقلانية الاجتماعية، ومن هذه العقلانيات تنتج سيادة وسمو الدولة في علاقتها بالكنيسة، حرية المعتقد، التعليم العلماني أو المستقل بطريقة بعيدة بالمطلق عن الدين. أما الكلمة الأخيرة لليبرالية فهي: الدنيوية، بمعنى عدم تدخل الدين في أي من تفاصيل الحياة العامة، وهذا يقود للإلحاد الاجتماعي كنتيجة منطقية للمبادئ الليبرالية. وفيما يتعلق بنظام الأفعال، الليبرالية هي اجتماع الأعمال التي استلهمت وبنيت من قبل المبادئ؛ كما هو مع قوانين " désarmortisation" (كلمة تم اختراعها من قبل أعداء الكنيسة لمحاولة إخفاء السرقات التي قام بها هؤلاء لممتلكات الكنيسة)، طبعا تعريف الكلمة هنا يعود للمؤلف نفسه، و إقصاء النظام الفكري الديني، ثم الاعتداء على حرية الكنيسة :lol22: بشكل رسمي أو غير رسمي، أيضا الفساد والإرهاب :lol22:الذي يسمح للعامة بممارسته، إما في القضاء أو الصحافة، وأخيرا الحرب المنهجية على الكاثوليكية وكل ما له علاقة بالإكليروس أو الأفكار اللاهوتية. إن الليبرالية التطبيقية هي نموذج مكتمل: لها حكمها وأمثالها، نماذجها وطرائقها، فنونها، آدابها، دبلوماسيتها، قوانينها، آلتها التي تسير بمبادئها، مكائدها وكمائنها. إنها نموذج إبليس، ولكن تنكرت اليوم تحت اسم الليبرالية، في معارضة تامة وحرب مفتوحة مع مجتمع أطفال وأبناء الله والذي هو الكنيسة، كنيسة المسيح.هذه هي الليبرالية كعقيدة فكرية وكممارسة عملية. الرسالة الثالثة: هل الليبرالية خطيئة، وأية خطيئة؟ يقول Don sardà Salvany الليبرالية هي خطيئة، إن كان في نظام الأفكار أو في نظام الأفعال. في نظام الأفكار أو العقيدة، هي خطيئة كبرى ضد الإيمان لأن معتقداتها بدع وهرطقة. وفي نظام الأفعال، هي خطيئة أيضا لأنها ضد مختلف أوامر الله والكنيسة، لأنها تنتهك جميع هذه الأوامر. بشكل أوضح، يتابع Don sardà Salvany، ضمن نظام الأفكار، الليبرالية هي بدعة شاملة لأنها تحتوي على جميع البدع الأخرى. وضمن نظام الأفعال، هي مخالفة شاملة وجذرية لقانون الله لأنها تسمح وتعاقب في نفس الوقت على جميع المخالفات، أي تأخذ دور الله. ولكن ضمن نظام الأفكار أو في طبيعة العقيدة الليبرالية نفسها، لماذا الليبرالية هي بدعة أو هرطقة؟ يقول Don sardà Salvany، البدعة والهرطقة هي كل عقيدة أو فكر ينكر شكلا و بشكل متشدد أو "ضمنا" أيضا معتقدا من المسيحية.وبالتالي، الليبرالية المذهبية أو الليبرالية المعتقد تبدأ من خلال إنكار كل المعتقدات المسيحية بشكل عام، وبعد ذلك تنكر كل معتقد على حدة. إنها تنكرها بشكل عام عندما تؤكد أو تفترض الاستقلالية المطلقة للعقل الفردي داخل الفرد وللعقل الاجتماعي أو المعيار العام داخل المجتمع. نقول "تؤكد" و "تفترض" لأنه في بعض الأحيان المبدأ الليبرالي لا يثبت أو يتأكد حيث يصبح الإثبات لديه ثانويا فيلجأ إلى الافتراض ويقبل بافتراضه. الليبرالية أيضا، تنكر التشريع المسيحي الآتي من المسيح ومن الله على الفرد والمجتمع، وبالتالي هي تنكر أيضا التوكيل أو الانتداب الذي أعطي لرئيس الكنيسة من قبل الله على المؤمنين بشكل فردي أو جماعي. إنها تنكر أيضا ضرورة الوحي السماوي وواجب كل إنسان في قبوله. كما تنكر الدافع وراء الإيمان، بمعنى رفض سلطة الله التي توحي. وأخيرا هي تنكر كل قضاء قادم من الكنيسة و الباباوات، بالتالي هي ترفض كل المذاهب الواضحة والمعرّفة والتي يتم تعليمها بواسطة هذا السماوي أو الإلهي. وضمن نظام الأفعال، يتابع Don sardà Salvany، الليبرالية هي خطيئة. فهي تدمر المبدأ، أو القاعدة الأساسية للأخلاق، والتي هي السبب الأبدي لوجود الله الذي يُفرَض على الإنسان؛وهي تكرّس المبدأ العبثي القائل بالأخلاق المستقلة، بمعنى الأخلاق من غير قانون أو الأخلاق الحرة، أو بشكل آخر الأخلاق التي ليست هي أخلاق، ففكرة الأخلاق تتطلب ليس فقط فكرة الإشراف، بل أيضا تحتوي وبشكل جوهري على حدود وضوابط. أيضا الليبرالية ضمن سياق تطورها التاريخي سمحت لنفسها بمخالفة جميع الأوامر الإلهية. إذا الليبرالية في نظام الأفكار هي خطأ مطلق، وضمن نظام الأفعال هي فوضى مطلقة. وفي الحالتين هي خطيئة كبيرة بطبيعتها، إنها خطيئة قاتلة. الرسالة الرابعة: في الخطورة الخاصة للخطيئة الليبرالية. علم اللاهوت الكاثوليكي يُعلِّم أن جميع الخطايا الكبيرة ليس هي كبيرة، حتى في الظرف الذي يميزها عن الخطايا العرضية أو الطفيفة. هناك كما يقول Don sardà Salvany درجات في الخطيئة، حتى في فئات الخطايا القاتلة، كما هو أيضا في الأعمال الجيدة التي تكون وفق قانون الله. فخطيئة مهاجمة الله أكبر بكثير من مهاجمة شخص وسرقته. إن الخطيئة التي ترتكب ضد الإيمان والعقيدة هي أخطر الخطايا، فالعقيدة أو الإيمان هما أساس النظام ما فوق الطبيعي؛والخطيئة التي ترتكب ضد أساس النظام ما فوق الطبيعي"الله"هي أكبر الخطايا. في النتيجة، المذاهب الهرطقية مثل الليبرالية والأعمال المستلهمة من أفكارها تشكل أكبر الخطايا التي عرفتها العقيدة المسيحية في تاريخها. إذا أن تكون ليبراليا، كما يقول Don sardà Salvany فهذا يشكل أكبر الخطايا، أن تكون ليبراليا هي خطيئة أكبر من خطيئة القتل و السرقة، ولا يستثنى من العقاب إلا الذين دخلوا في الليبرالية بنية طيبة، بسبب جهلهم أو قلة التفكير. أما قانون الكنيسة يعلن الآن كما أعلن سابقا، إن هذه الأحكام والتقييمات ستبقى نفسها ولن تتغير، فبدعة الليبرالية و الأعمال المستلهمة من أفكارها هي الخطايا الأسوأ، وشر الليبرالية بالنسبة للمسيحية هي فوق كل شر. الرسالة الخامسة: الدرجات المختلفة التي يمكن أن توجد والتي توجد في الوحدة الخاصة لليبرالية. الليبرالية كما تراها الرسالة الخامسة، أي كنظام من العقائد، يمكن أن ندعوها "مدرسة"؛وهي منظمة:من أجل الوصول إلى هدف والدعاية له، وهي طائفة: مجموعة من الناس يجهدون لبناء أفكارهم في فضاء القانون العام، وهي حزب سياسي أيضا. ولكن عندما نعتبر الليبرالية مدرسة، حزبا و طائفة، فإن هذا يفتح في وحدتها المنطقية و الخاصة درجات مختلفة أو فوارق والتي على اللاهوتيين الكاثوليك شرحها وعرضها ومتابعة دراستها. بداية وكما يقول Don sardà Salvany، الليبرالية تشكل كلا من الأخطاء المنطقية والمتسلسلة؛لهذا السبب نحن ندعوها نظاما system. وعمليا إذا انطلقنا من مبدئها المؤسس القائل بأن الإنسان و المجتمع مستقلان كليا وبشكل مطلق عن جميع المعايير الطبيعية وما فوق طبيعية، فإننا نسير أو نُقاد تحت شرعيةٍ من استنباط النتائج وهذا يشبه لحد كبير ما تدعيه كبرى الديماغوجيات المتحجرة و الجامدة بل يسبقها في الإدعاء. إن النتائج الوحشية لليبرالية تأتي من خلال منطق لنظامها ordre، والذي، حتى في التصرفات الاستبدادية يدعي أنه يتحدث باسم الحرية. فإذا المجتمع اعترف بقانون اجتماعي واحد لتقييم ومحاكمة البشر، وإذا لم يتقبل معايير و أنظمة أخرى، فكيف يمكننا رفض أو الإنكار على الدولة الحق المطلق بارتكاب أي ضرر على الكنيسة، فالدولة بمعيارها الواحد وفي غياب معايير أخرى، في كل مرة تريد التقييم أو التحكيم فإنها سترتكب الأخطاء. ولو اعترفنا بوجود هذه الوحدة المنطقية للنظام system، فإن البشر لا يمكن أن يكونوا منطقيين دائما، وهذا يحدث داخل وحدة هذا النظام أو المنطق أو يقود على اختلاف ضمن وحدته. والبشر أيضا عندما يطبقون نظاما من الأفكار هم بشكل عادي سيكونون غير منطقيين ومتناقضين. وإذا طبقنا هذه الملاحظات على الليبرالية فإننا نقول كما جاء في الرسالة الخامسة: بفضل الله، يوجد بشكل نسبي القليل من الليبراليين الكاملين، ولكن هذا لا يمنع أن العدد الأكبر من الليبراليين هم ليبراليون حقيقيون، بمعنى أنهم تلاميذ أوفياء وأنصار أقوياء لعقيدتهم الليبرالية، التي يرون فيها مدرسة، طائفة وحزبا. مع ذلك، وإذا اختبرنا جيدا العائلة الليبرالية سنجد في دخلها التناقض والاختلاف. ففيها من يريد تطبيق الليبرالية على التعليم، وآخرون يردونها فقط في النظام المدني، والبعض يريدها حصرا في النظام السياسي. وفقط الليبراليون المتقدمون كثيرا بليبراليتهم يريدونها نقية صافية وخالصة وفي كل شيء. إذا هناك متغيرات في العقيدة الليبرالية وهي متعددة وتخضع للمصالح وحسب من يطبقها. فمن الخطأ الاعتقاد أن الإنسان يفكر دائما بعقله، في الوقت الذي، وفي معظم الأوقات، يستخدم قلبه في التفكير، لا بل في الغالب يستخدم معدته. وأخيرا من أين يأتي الخلاف داخل وحدة المنطق الليبرالي؟ يقول Don sardà Salvany: في الغالب إنها المصالح، وتارة التعليم المتقدم يلعب دوره فيعيق البعض من أن يأخذ خطوات سابقة على غيره؛وتارة الاحترام الإنساني للاعتبارات العائلية، للعلاقات الاجتماعي..الخ عزيزي القارئ: في نهاية الرسالة الخامسة، تبقى القناعة أن الليبرالية و الليبراليين مثل النبيذ السيئ أو الفاسد، اختلاف في درجة اللون وفي المذاق. Province de Barcelone 1887[/quote] http://saaid.net/Doat/abu_sarah/71.htm Arrayبسم الله الرحمن الرحيم نظرة في: "..الليبرالية.." من الداخل مقدمة: لم يكن هذا البحث إلا أثرا عن قناعة بخطر الفكرة "الليبرالية" على مجتمعنا الشرقي، بعد أن تفاقمت سلبياتها على المجتمعات الغربية، وهبت رياحها علينا - منذ أمد ليس بالقصير - فأصابنا منها ما أصابنا، لكن لم يكن بالقدر الذي أصابهم، ربما لاختلاف النفسية الشرقية عن أختها الغربية. ومن العجيب أن نرى دعاة لهذه الفكرة بيننا، يفتخرون بها، ويتسمون بها، ويجاهرون بتقدمها، وصلاحها لعلاج كافة السلبيات المتراكبة المتراكمة في النواحي: الفكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية.. وينادون أن الحل في "الليبرالية، دون متابعة لما يجري في الغرب، مصدر الليبرالية، من معارضة وانتقاد لهذا النهج، بعد ظهور سلبياته المدمرة، المغلفة بالشعارات الجميلة والمكاسب الظاهرة. ويدور في الذهن سؤال: - هل أولئك الذين ينادون بالليبرالية، ممن يعيش في بلاد إسلامية، يدركون مفهوم "الليبرالية"، كما قرر له ووضع، أم أن لهم مفهوما يختلف عن ذلك؟.. إن مفهوم الليبرالية، كما وضع له في الغرب، يصطدم بالدين الإسلامي، بل كافة الشرائع، في أصول لايستهان بها، كاستبدال الحكم الإلهي بالحكم البشري، فيما يسمى بالديمقراطية، وكذا الحرية المطلقة في الاعتقادات، بالتغيير والتبديل، وغير ذلك.. فكيف يستقيم لمن يفهم هذه الحقائق عن "الليبرالية" أن يدعو لها، ويزعم صلاحها، وهي معارضة تماما للإسلام.. إذا كان مسلما؟!!. أما إن كان له مفهوم خاص عن "الليبرالية"، لا يتعارض مع الأصول الشرعية، فالحق أن هذا ليس هو"الليبرالية"، بل هو شيء آخر، ومثل على ذلك: في المغرب أسس: "الحزب المغربي الليبرالي"، وفي إطار التحضير لتأسيس الحزب، وبدعوة من جريدة "الصدى"، ألقى المؤسس محمد زيان يوم الأحد 21/1/2001 عرضا حول أسس الحزب، ومنها: - "منع المنع" الذي يعني الحرية الكاملة، في العمل والمبادرة، والتي لاتقف إلا عند حدود القانون. - منع الامتيازات التي تتنافى مع مبدأ مساواة المواطنين، وتكافؤ الفرص أمام الجميع. بعد ذلك أضاف شرطا فحواه: - إذا ثبت بآية صريحة أو حديث صحيح أن هناك تعارضا بين هذه الليبرالية ومباديء العقيدة، عطلنا العمل بهذه الليبرالية، وضحينا بها، من أجل ما تفرضه مبادئ الإسلام. كان هذا الشرط فاسخا، حسب وصف: محمد بودهان، الذي قال: " وبقراءة فاحصة ومحللة لكلام الأستاذ زيان، سنستنتج بسهولة أن كلامه عن الليبرالية والحزب الليبرالي مملوء بمفارقات لاتطاق، مفارقات قاتلة، تثبت ما يريد نفيه، وتنفي ما يسعى إلى إثباته، لنشرح ذلك: لقد أكد أن الليبرالية تقوم على مبدأ منع المنع، أي على الحرية التي ينظمها القانون، وليس الأهواء والأمزجة الشخصية للحاكمين ورجال السلطة، لكن الأستاذ زيان يخرق هو نفسه هذا المبدأ في الفلسفة الليبرالية، عندما يشترط في هذه الأخيرة، أن لا تكون في تعارض مع العقيدة الإسلامية، أي يمنع عن الليبرالية أن تكون غير إسلامية، في حين أن من مبادئ الليبرالية: أنها لاتمنع أي دين، ولاتدعو إلى أية عقيدة.. إذ عقيدتها الوحيدة هو الحياد تجاه كل العقائد، أي العلمانية، التي هي النتيجة المنطقية والعملية لمبدأ: منع المنع. ويكفي للتدليل على ذلك أن نشير إلى أنه لاتوجد في العالم أية دولة ليبرالية وديموقراطية حقيقية دون أن تكون علمانية، فالمبدأ الفلسفي العام الذي يحكم الليبرالية إذن هو العلمانية، فلا يمكن تصور فلسفة علمانية يكون من مبادئها الولاء لهذا الدين أو ذاك، أو الدفاع عن هذه العقيدة أو تلك" . وهكذا فإن "الليبرالية" ذات أسس وقواعد وأفكار محددة سلفا، فأي خرق لتلك الأمور نفي وإلغاء لما يقوم عليها، وهذا أمر ينبغي على كل من يدعو إلى فكرة ما مثل "الليبرالية، أن يفهمها بوضوح، كيلا يقع في مغالطة صريحة، فيلبس فكرة غير لباسها الملائم، ليعري في الحين ذاته عقيدة ومبدأ من لباسه. والفكرة في أول نظرة إليها، يتكون لها في الذهن تعريف مجمل غير دقيق، قد يصيب بعض حقيقتها، لكن بالتأكيد لن يكون ضابطا محددا جامعا دقيقا، إلا بالبحث والنظر والاستقصاء.. ونحن ندعو كل من أعجبته فكرة ما، أو أراد، أو اعتنق فكر ما، أن يبادر قبل ذلك إلى دراستها حتى يكون على بينة من أمرها، كيلا يأسف يوما على ضياع وقت أو هدف، لأجل خطأ في الاختيار.. ومساهمة في حل هذه المشكلة: [ مشكلة الاختيار الصحيح، والتعرف الدقيق على فكرة ما..] نقدم هذا البحث الموجز حول "الليبرالية، وفقراته العامة ما يلي: - ظروف تكوّن الليبرالية. - حقيقة الليبرالية. - الليبرالية من الداخل. وتحت كل فقرة من هذا الفقرات نقاط، تكشف عما فيها، مما يبينها ويوضحها.. والله المعين. -------------------------------------------------------------------------------- - ((.. ظروف تكوّن "الليبرالية":..)) الليبرالية فكرة إنسانية أوربية الولادة والمنشأ.. ونعني بـ"الإنسانية" أن الإنسان محورها، فمن أجله صدرت الفكرة وقررت وأسست وقعدت، أي لأجل منافعه وكرامته، ورفع معاناته من ذوي السلطة الدينية والدنيوية. - "رسالة الليبرالية: حماية الفرد والدفاع عن سيادته وصيانة كرامته، فإذا ضاعت حقوق الفرد، ضاعت الليبرالية". ونشأتها في أوربا خاصة دون غيرها يفرض دراسة الظروف التي عنها ظهرت وتكونت الفكرة، ولعل في بيان كونها إنسانية المذهب إشارة إلى واقع تلك الظروف.. إن مضمون الفكرة التمرد والرفض لكل أشكال السلطة الخارجية المانعة، من تحقيق الاستقلال الذاتي الفردي، وفي المفهوم الفيزيائي أن: [ لكل فعل رد فعل، مساوٍ له في المقدار، مضاد له في الاتجاه ]. لكن – والتجارب تشير إلى ذلك - ربما يكون رد الفعل أكبر في المقدار من الفعل الأصل، ذلك أن الفعل إذا كان ضد الفطرة والعقل، فإن الفعل المضاد يكون عنيفا مدمرا، خاصة إذا جاء بعد تراكم طويل للأفعال المضادة للفطرة والعقل، وهو أشبه بالسيل المندفع بقوة، إذا اجتمع وراء سد ضعيف. وهكذا نشأت الليبرالية في أوربا.. رد فعل عنيف مدمر على انتهاك بيّن لقيمة الإنسان باسم الدين والإقطاع والملكية، هذا الثالوث الذي حطم كرامة الإنسان الغربي، فلم يبق فيه مساحة لأدنى حرية. نتبين ذلك من خلال هذه اللمحة الموجزة عن تاريخ أوربا حتى ظهور وتكوّن "الليبرالية": --------- - أوربا تعتنق النصرانية: اعتنقت أوربا النصرانية (عام 325م) بعد مجمع نيقية، بأمر من الإمبراطور قسطنطين، ولم تعتنق دين المسيح عيسى عليه السلام، بل دين اليهودي بولص (= شاؤول)، الذي دخل في النصرانية بعد وفاة المسيح، فأدخل فيها الوثنية، وكانت أوربا قبل ذلك تحت الحضارة الرومانية الجاهلية، فلم تنتفع من الدين الجديد بشيء، بل انتقلت من وثنية إلى وثنية، لكن الوثنية الجديدة كانت كارثة كبرى على أوربا، حيث حطمت حضارتها، وابتدأت بها عصورها الوسطي المظلمة، التي امتدت من عام 410م (تاريخ سقوط روما بأيدي البرابرة) إلى عام 1210م (تاريخ ظهور أول ترجمة لكتب أرسطو في أوربا).. ثمانية قرون من التيه، اصطلح المؤرخون الغربيون على تسميتها بالعصور المظلمة، حيث الانحطاط الكامل في كافة الفنون والعلوم، وكل ذلك تزامن مع انتشار النصرانية في أوربا، وانتقال العاصمة من روما إلى القسطنطينية بعد الاجتياح البربري.. فهما حدثان: - اعتناق أوربا للنصرانية. - الاجتياح البربري لروما وانتقال العاصمة إلى القسطنطينية، وما تلاه من انهيار الحضارة. ربط بينهما بعض المؤخرين، مثل إدوراد جيبون أكبر مؤرخي تلك الفترة، وحكم بأن سبب انهيار الإمبراطورية الغربية: تحولها من الوثنية إلى النصرانية.. ومن هنا ارتبطت الوثنية بالحضارة والقوة، والدين بالهزيمة والانحطاط في الذهنية الأوربية، منذ فترة مبكرة، وهو ما كان له آثار بعيدة المدى في علاقة أوربا بالدين. فالربط بين انهيار الحضارة الرومانية بتحول أوربا إلى النصرانية، والممارسة الكنسية الدكاتورية، حمل الأوربي على التشاؤم والنفور من الدين جملة، وكان له الحق في ذلك.. وقد كان من الممكن أن يكون الإسلام هو الدين البديل الصحيح، المصحح للذهنية الأوربية كثيرا من الأفكار السلبية التي علقت بها تجاه الدين:lol22:، لولا أن البابوات أججوا العنصرية والكراهية تجاه الإسلام بوصفه بأبشع النعوت، وحملوا الشعوب على الخروج لقتال المسلمين فيما عرف بالحملات الصليبية، وهي وإن كانت لها الأثر الكبير في ترسيخ النفور من الإسلام، إلا أنها كذلك كانت نقطة تحول كبير في التاريخ الأوربي.. لقد كانت الحروب الصليبية بالنسبة لأوربا كشف غطاء عن ناحية مستورة لم تدرك يوما وجودها، من القيم والكرامة والحضارة، ففتحت عينيها بعد طول غمض على واقع جميل، لم تحلم به يوما، وهي تعيش تحت سلطة: البابوات، والإقطاعيين، والملوك. عندما يعيش الإنسان حياة لايرى فيها إلا وجها واحدا، سيظل لايرى إلا ذلك الوجه، وهو يظن أنه الأمثل، ولن يتطلع ولن يبحث في الآفاق وفي الأنفس، جهلا بما وراء ذلك، بما ضرب عليه من الحدود والأسوار.. لكن الاحتكاك سنة البشر، وبه تشرق الأوجه الأخرى، وفي حال أوربا فإن احتكاكها بالمسلمين بدأ بالحروب التي ابتدأتها، وبها اطلعت على أوجه جديد للحياة الإنسانية المشرقة،لم تعهدها من قبل، وأحست بالظلم والاستخفاف الذي أركست فيه، وكان محور القضية "الإنسان" من حيث كرامته وحريته، التي تحفظ عقله، ونفسه، وماله، وعرضه، والحرية نزعة إنسانية مترسخة، لايتردد الإنسان في بذل كل شيء لأجلها، والذي يغري بها، ويحرك النفس إليها، سماع أخبارها، لكن من يعاينها ويعايشها يكون أشد تحركا لتحصيلها، وهذا بالضبط ما كان من شعوب الغرب بعد احتكاكها بالشعوب الإسلامية.. - لقد رأت أوربا عظم مدن الإسلام، فأصغر مدينة كانت تبلغ عشرة أضعاف العاصمة روما. - وأوربا التي لم تعرف قرونا كتابا إلا الإنجيل، ولا قارئا إلا القسيس، تذهل للمكتبات الهائلة في مدن الإسلام، وهي تحوي كل الفنون، من الفلك إلى الأدب. - وفي الوقت الذي كان فيه الأوربي لايستطيع القيام بصلاته إلا من خلال القسيس، يرى المسلم يعبد ربه بلا واسطة، في بيوت كثيرة. - والشعب الأوربي الذي جله يعيش العبودية، يجد المسلمين أحرارا، يفعلون ما شاءوا. - وبينما كانت الكنيسة تحرق وتعذب العلماء، كان لعلماء المسلمين المنزلة والقدر الكبير. - وقد رأوا كيف يتعامل المسلمون بالعهود والمواثيق في السلم والحرب، عكس ما كانوا عليه. - وفي الوقت الذي كان الأوربي يعتقد أن القيصر من نسل الآلهة، وأن الله أعطاه حقا مطلقا في الحكم، يرى المسلمين وسلاطينهم تارة من العرب، وتارة من الترك، وهم بشر كسائر البشر. - وبينما كان الغرب منغلقين، لايعرفون إلا أوربا، كان المسلمون يجوبون الأرض شرقا وغربا، حتى إنهم اكتشفوا أجزاء من شمال أوربا قبل أن تعرفها أوربا، هذا عدى العالم الشرقي برا وبحرا. - أوربا التي كانت تتداوى بمركبات من الروث والبول وأشلاء الحشرات الميتة، تفاجأ بالعالم الإسلامي زاخرا بالمستشفيات والمعامل القائمة على المنهج التجريبي، والموسوعات الطبية. لقد كان الاحتكاك نقطة التصحيح والانطلاق من الأغلال، لكن هذا التحرر لم يحدث بين يوم وليلة، بل امتد قرونا، كان التحرر فيها يسير ببطء، لكن بإصرار، يظهر ذلك في محاولات العلماء كسر طوق الكنيسة حول المسائل العلمية، وتحملهم لأجل ذلك التعذيب والقتل والتحريق، وكذا الحركات الإصلاحية، مثل حركة مارتن لوثر وكالفن.. لقد بلغ إعجاب أوربا بالحضارة الإسلامية أن الإمبراطوا فرديدرك الثاني، وهو من أكبر أباطرة القرون الوسطى كان يتحدث العربية، وكان بلاطه عربي العلم واللسان، وحينما قابل الملك الكامل الأيوبي للصلح لم يحتج إلى مترجم، ولهذا اتهمته الكنيسة بالإسلام، وسمته الزنديق الأعظم. وظهرت في أوربا حركة تحطيم الصور والتماثيل في أوائل القرن الثامن الميلادي (= القرن الأول/ الثاني الهجري) وممن أصدر مرسوما بذلك الإمبراطور"ليو الثالث"، إلى أن عادت إلى الوثنية والتصوير مرة أخرى بأمر الإمبراطورة "إيريني" بعد مجمع نيقية الثاني 787م. وكان نقد الغرب لمنطق أرسطو واتخاذهم المنهج التجريبي بدلا من الفكري المجرد، تقليدا للمسلمين الذين رفضوا هذا العلم الإغريقي قبلهم بقرون .. ثم إن هذا التمرد الأوربي ما زال يكبر ويعظم، حتى كانت الثورة الفرنسية 1789م البداية الفعلية لجني الثمرة، وتحقيق الحرية حسب المفهوم والقواعد التي وضعت لها على يد المفكرين الغربيين. --------- "ورغم أن الليبرالية هي ظاهرة حديثة نسبيا، فإن بعض تباشيرها تظهر عند: - ديمقراطي أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد. - وعند الرواقيين. - وفي المراحل الأولى من المسيحية. - ثم في حركة الإصلاح البروتستانية: - ففي خطبة بركليس (495-429ق.م) الشهيرة، التي أبّن فيها قتلى أثينا، الذين سقطوا في بداية الحرب ضد أسبرطه، صياغة بليغة لمبدأ مساواة جميع المواطنين أمام القانون، كما أن فيها تعبيرا واضحا عن أهمية الفرد ومسؤوليته السياسية. - كذلك فإن بروثاغوراس (485-399 ق.م) جعل الفرد مقياس كل شيء، وشارك ديموقريطس (460-370 ق.م) قناعته بأن القوانين والمؤسسات هي من صنع الإنسان، وأن الإنسان بالتالي، مسئول عنها. - ويبقى سقراط (470-399 ق.م) في حياته وتعاليمه نموذجا فذا للإيمان بقدرة العقل وأهميته، ولضرورة إخضاع معتقداتنا للنقد والتدقيق، في جو من الحرية والانفتاح.. - الظاهرة التي نحاول إبرازها والتي اتضحت معالمها في القرن الخامس قبل المسيح، هي خروج بعض المجتمعات اليونانية، خصوصا أثينا، من إطار المجتمعات القبلية المنغلقة، هذا الخروج الذي كاد أن يتخذ طابع الثورة، من خلال: التشديد على أهمية الفرد، والحريات العامة. - أما الخطوة التالية على طريق الانعتاق من عقلية المجتمع القبلي المنغلق، فقد حققها الرواقييون من خلال قولهم بمبدأ: وحدة طبيعة الإنسان، ومشاركة جميع البشر فيها؛ وهذا الإنجاز مهم جدا، خصوصا أن اليونان ظلوا إقليمي النظرة، حتى في أوج حضارتهم، وفي ظل الحكم الديمقراطي، كما أن الرواقيين ركزوا على أهمية حيّز في الذات الإنسانية، لاتستطيع أن تنفذ إليه سلطة المجتمع أو أي شكل آخر من أشكال السلطة، ومتى اكتشف هذا الفرد هذا الحيز، أصبح بإمكانه أن يتمتع بقدر من السيادة والحرية، لايتأثر بتقلبات الزمان أو بأهواء البشر. - وقد ساعد على هذا المفهوم الرواقي للحرية، المرتكز على ذاتية الفرد وخصوصيته، على انتشار المسيحية، لاسيما أن المسيحية ركزت على مبدأ المسئولية الشخصية، وأبرزت دور الضمير في تقرير أخلاقية تصرف الفرد، أو عدم أخلاقيته. - غير أن دور الفرد في القرون الوسطى أصبح ثانويا نتيجة السيطرة الكاملة التي مارستها الكنيسة الكاثوليكية على المجتمعات الأوربية برمتها، ومن هنا أهمية الدور الذي أدته حركات الإصلاح البروتستانتية ابتداء من القرن السادس عشر، ذلك أن الفرد، لا الكنسية وسلطاتها الإكليركية، بات هو المرجع في تفسير الكتاب المقدس، ومن ثم في إقرار نمط الحياة، وقد كان لهذه العودة إلى التركيز على الفرد أثر هام في نشوء الليبرالية بمعناه الحديث" . -------------------------------------------------------------------------------- حقيقة "الليبرالية". الليبرالية (LIBERALISME)كلمة ليست عربية، وترجمتها الحرية، جاء في الموسوعة الميسرة: "الليبرالية: مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي" . ولها تعريفات مرتكزها: الاستقلالية؛ ومعناها: التحرر التام من كل أنواع الإكراه الخارجي: دولة،جماعة، فردا؛ ثم التصرف وفق ما يمليه قانون النفس ورغباتها، والانطلاقة والانفلات نحو الحريات بكل صورها: مادية، سياسية، نفسية، ميتافيزيقية (= عقدية). جاء في موسوعة لالاند الفلسفية تحت مادة (LIBERALISME): - "المعنى الفلسفي الحق للحرية هو: الانفلات المطلق، لابغياب النزوع، بل بالترفع فوق كل نزوع وكل طبيعة. (ج.لاشلييه)". - "بمعنى عام، يمكن تعريف الحرية بأنها الاستقلال عن العلل الخارجية، فتكون أجناس هذا النوع هي: الحرية المادية، الحرية المدنية أو السياسية، الحرية النفسية، الحرية الميتافيزيقية.. (هاليفي)". - "احترام استقلال الآخر؛ تسامح؛ ثقة في الآثار الحميدة للحرية". وقد عرفها جان جاك روسو، فقال: - "الحرية الحقة ( الحرية الخُلقية كما يسميها) هي أن نطيع القوانين التي اشترعناها نحن لأنفسنا". فهي – بحسب هذا المفهوم - عملية انكفاء على الداخل(= النفس)، وعملية انفتاح تجاه القوانين التي تشرعها النفس، فالانكفاء على الداخل تمرد وهروب من كل ما هو خارجي، والانفتاح طاعة القوانين التي تشرعها النفس من الداخل، ولذا وصفها روسو بقوله: "أن نطيع القوانين التي اشترعناها نحن لأنفسنا"، اشترعناها نحن، لا غيرنا، ووصفها لاشلييه بقوله: (الانفلات المطلق). ويمكن أن تمثل بالمعادلة التالية: [ انكفاء على النفس (= استقلالية) + انفتاح على قوانين النفس (= انفلات مطلق)= الليبرالية ] وكما هو ملاحظ، فالتعريف موضوعه الإنسان، دون غيره، من حيث التركيز على أهميته، بجعله محور الحياة، مما يوجب مراعاته إلى أقصى درجة، ورفع كل العوائق التي تقف أمام طموحاته، جاء في الموسوعة الفلسفية العربية تحت مادة (الليبرالية) ما يلي: - "جوهر الليبرالية التركيز على أهمية الفرد، وضرورة تحرره من كل أنواع السيطرة والاستبداد". - "الليبرالي يصبو على نحو خاص إلى التحرر من التسلط بنوعيه: تسلط الدولة(الاستبداد السياسي)، وتسلط الجماعة(الاستبداد الاجتماعي)". ويمكن إدخال الإنسان (= الفرد)، الذي هو موضوع الفكرة، في المعادلة لتكون كما يلي: [ التركيز على أهمية الفرد + التحرر من كل سلطة خارجية = جوهر الليبرالية] بيد أن طائفة من المفكرين الغربيين ترى أن حقيقة الليبرالية لابد من احتوائها مفهومين أساسين، لا تكتمل الفكرة الليبرالية إلا بهما: الأول: المفهوم السلبي، وهو: غياب الإكراه (= الاستقلالية). الثاني: المفهوم الإيجابي، وهو: إمكان قوة العمل العقلي (= التخلص من الشهوات). فالحرية عند (م. برنيس) تتضمن أمرين: - " 1) معان سلبية أساساً: غياب الإكراه(غياب إكراه الفرد: أولاً: بتأثير مادي؛ ثانيا: بتأثير أخلاقي؛ ثالثا: خصوصا بتأثير زمرة اجتماعية متشكلة سياسيا)، في كل الحالات يبدو أن اللفظ المشترك الممكن تطبيقه هو لفظ: استقلال... - 2) معان إيجابية: إمكان قوة العمل العقلي، وهي قوة ناجمة في آن عن مزاياه الصورية(النظام والوحدة) وعن شمولية موضوعه، لكنه يعني فقط، مع تساوي كل الشروط، أن العمل الذي يجري في اتجاه ثابت، ولاسيما في اتجاه ثوابت الواقع، إنما يكتسب بذلك فعالية أعظم". وعرف هوبز الحرية بأنها: "غياب العوائق الخارجية التي تحد من قدرة الإنسان على أن يفعل ما يشاء، وهذا التعريف هو في الواقع أساس ما سماه الليبرالي المعاصر أيزبا برلين (المفهوم السلبي) للحرية.. ويصر دعاة هذا المفهوم على أن غياب العوائق الخارجية غير كاف لوجود الحرية، فإذا كنا عبيدا لشهواتنا فنحن لسنا أحرارا" . وتمثل الفكرة الليبرالية بحسب هذا المفهوم بالمعادلة التالية: [ الاستقلالية (= المفهوم السلبي) + إمكان قوة العمل العقلي (=المفهوم الإيجابي)= الليبرالية] وبحسب هذه المفاهيم والمعادلات والنتائج يمكن أن نصل إلى تحديد أدق لحقيقة الليبرالية بأنها تعنى: الاستقلالية التامة للفرد، بالانكفاء على النفس، والتحرر من سلطة الغير، ثم الانفتاح على قوانين النفس والانفلات معها عند بعضهم، دون بعضهم الذي يرى الحرية في التحرر من شهوات النفس. وهكذا نخلص إلى أن الليبرالية لاتتحقق إلا من خلال طرفين: - الفرد في ذاته، بتحقيقه التحرر الذاتي، بالانفلات والانطلاق مع قوانين النفس أو العقل. - الآخر، الذي يملك السلطة(= الدولة، المجتمع)، بكفه عن التدخل وفرض السيطرة. ولهذه الحرية مجالات، هي تلك التي يوجد الإنسان فيها، لتحقيق مصلحة أو تحقيق الذات، وهي: الفكرية، والسياسية، والاقتصادية؛ وهي مجالات حيوية، لاغنى للإنسان عنها، ولكل واحدة منها مفهوم خاص في الليبرالية(=الحرية) وإن كان يشترك في المفهوم العام مع باقيها. وقبل أن نشرع في بيان مجالات الليبرالية يحسن أن ننبه إلى أن الليبرالية كنظرية في السياسة والاقتصاد والاجتماع لم تتبلور على يد مفكر واحد، بل أسهم عدة مفكرين في إعطائها شكلها الأساسي. ففي الجانب السياسي يعتبر جون لوك (1632-1704م) أهم وأول الفلاسفة إسهاما، وفي الجانب الاقتصادي آدم سميث(1723-1790م)، وكذلك كان لكل من جان جاك روسو (1712-1778م) وجون ستيوارت مل (1806-1873م) إسهامات واضحة. وقد تقدم أن الليبرالي مذهب قضيته الإنسان، وعلى ذلك فكل المذاهب التي اختصت بهذا القضية كان لها إسهاما واضحا في تقرير مبادئ الليبرالية: - فالعلمانية تعني فصل الدين عن السياسة، كما تعني فصل الدين عن النشاط البشري بعامة، وعلى مثل هذا المبدأ يقوم المذهب الليبرالي في كافة المجالات: السياسية، والاقتصادية، والفكرية؛ بل لاتكون الدولة ليبرالية إلا حيث تكون العلمانية، ولاتكون علمانية إلا حيث تكون الليبرالية. - والعقلانية تعني الاستغناء عن كل مصدر في الوصول إلى الحقيقة، إلا عن العقل الإنساني، وإخضاع كل شيء لحكم العقل، لإثباته أو نفيه، أو معرفة خصائصه ومنافعه، والعقل المحكم هنا عقل الإنسان، وهكذا الليبرالية تقوم على مبدأ: أن العقل الإنساني بلغ من النضج العقلي قدرا يؤهله أن يرعى مصالحه ونشاطاته الدنيوية، دون وصاية خارجية. - والإنسانية تؤمن بالدفاع عن حرية الفرد، والثقة بطبيعة الإنسان وقابليته للكمال، وتقرر التمرد على سلطان الكنيسة، والليبرالية كذلك. - والنفعية تجعل من نفع الفرد والمجتمع مقياسا للسلوك، وأن الخير الأسمى هو تحقيق السعادة لأكبر عدد من الناس، والليبرالية كذلك .. وهكذا فكل هذه المذاهب وغيرها كان لها نصيب في صياغة المذهب الليبرالي، وهذه نتيجة طبيعية لمشكلة كان يعانيها كل المفكرين على اختلاف توجهاتهم، هي: انتهاك حقوق الإنسان. - الليبرالية الفكرية. - "في الذات الإنسانية حيّز لاتستطيع أن تنفذ إليه سلطة المجتمع أو أي شكل من أشكال السلطة، ومتى اكتشف الفرد هذا الحيّز أصبح بإمكانه أن يتمتع بقدر من السيادة والحرية لايتأثر بتقلبات الزمان أو بأهواء البشر". من هذه الفكرة، يضاف إليها رفض الاستخفاف بالإنسان وجبره على اعتناق ما لايريد، والقناعة بأن السبيل الصحيح لرقي المجتمع لايكون إلا برفض الوصاية على الفرد، نشأت الليبرالية الفكرية خاصة. جاء في موسوعة لالاند التعريف التالي لليبرالية: - "مذهب سياسي – فلسفي، يرى أن الإجماع الديني ليس شرطا لازما ضروريا، لتنظيم اجتماعي جيد، ويطالب بـ(حرية الفكر) لكل المواطنين" . وجاء في الموسوعة الميسرة: - "على النطاق الفردي: يؤكد هذا المذهب على القبول بأفكار الغير وأفعاله، حتى ولو كانت متعارضة مع المذهب بشرط المعاملة بالمثل؛ وفي إطارها الفلسفي تعتمد: الفلسفة النفعية، والعقلانية، لتحقيق أهدافها" . فهذا المذهب لايمنع أي دين، ولا يدعو إلى أية عقيدة أو ملة، إذ يقوم على الحياد التام تجاه كل العقائد والملل والمذاهب، فلكل فرد أن يعتنق ما شاء، وله الاستقلال التام في ذلك، لايجبر على فكر أبدا، ولو كان حقا، وهو ما عبر عنه هاليفي بالحرية الميتافيزيقية ، فهو بهذا المعنى يحقق العلمانية في الفكر، وهو منع فرض المعتقدات الخاصة على الآخرين، كما يمنع فرض الدين في السياسة، أو في شئون الحياة، وهذه هي العلمانية؛ ولذا لانجد دولة ليبرالية الفلسفة إلا وهي علمانية المذهب في الفكر. فهو حركة وتمرد، حركة لتحقيق ذات الإنسان واستقلاليته، وتمرد ومعارضة على التقاليد والأعراف السائدة والسلطة السياسية، يرفض أن تكون إرادة الفرد امتدادا لآراء الجماعة أو الملة أو الطائفة، ويطالب بإخضاع معتقداتنا للنقد والتمحيص، في جو من الحرية والانفتاح والعقلانية والقبول. إنه مذهب يرى الحق في أن يكون الفرد حرا طليقا من القيود، وعليه مسئولية تقصي الحقيقة، ومسئولية اتخاذ موقف خاص والدفاع عنه، هذا في ذات نفسه، وعلى كافة الأطراف ذات السلطة: مجتمع، قبيلة، حكومة، مذهب، ملة؛ أن تحترم هذا المزايا والرغبات في الإنسان، وتكف عن كل ما يعرقل تحقيق هذه الذاتية، بل وتمنع كل من يعمل على تحطيم هذه الذاتية، بمنع أو وصاية، وعليها أن توفر كافة الظروف، وتهيء السبل للوصول إلى هذه النتيجة. - الليبرالية السياسية. هي نظام سياسي يقوم على ثلاثة أسس، هي: العلمانية، والديمقراطية، والحرية الفردية. - على أساس فصل الدين عن الدولة (=علمانية).. - وعلى أساس التعددية والحزبية والنقابية والانتخابية، من خلال النظام البرلماني(=ديمقراطية).. - وعلى أساس كفل حرية الأفراد(=حرية فردية). جاء تعريفها في موسوعة لالاند بما يلي: - "مذهب سياسي يرى أن المستحسن أن تزداد إلى أبعد حد ممكن استقلالية السلطة التشريعية والسلطة القضائية، بالنسبة إلى السلطة الإجرائية/التنفيذية، وأن يعطى للمواطنين أكبر قدر من الضمانات في مواجهة تعسف الحكم.. الليبرالية تتعارض مع الاستبدادية" . ويذكر في الموسوعة الفلسفية العربية: أن الليبرالية في الفكر السياسي الغربي نشأت وتطورت في القرن السابع عشر، وأن لفظتي: "ليبرالي" و "ليبرالية" لم تكونا متداولتين قبل بداية القرن التاسع عشر، وأن كثيرا من الأفكار الليبرالية موجودة في فلسفة جون لوك السياسية، فهو أول وأهم الفلاسفة الليبراليين. هذه الفكرة الليبرالية السياسية تبحث في: [ تحديد طبيعة الحكم، هل هي تعاقدية، ائتمانية، بين الحاكم والمحكوم، أم حق مطلق للحاكم؟] والذي دعا إلى هذا البحث، أحوال وأنظمة الحكم السائدة في أوربا، حيث الصراع بين الملكيات والقوى البرلمانية. فالملكية كانت تعتبر الحكم حقها المطلق، الموروث، الممنوح لها من خالق الكون، وحكمها بمشيئة إلهية، وثم فليس الحاكم مسئولاً تجاه المحكوم بشيء. أما القوى البرلمانية فقد رفضت ادعاء هذا الحق، وقررت أن الحكم ليس حكرا لفئة معينة، وأن العلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة إئتمانية تعاقدية، وبما أن الإنسان له حقوق طبيعية في الحرية والكرامة، وجب الإقرار بأن الحكم يجب أن يكون مبنيا على رضى المحكوم. [ فالشعب هو مصدر الحكم، والحكم حينئذ مسألة أمانة لا مسألة حق ] وعلى ذلك فكل حاكم معرض لمحاسبة المحكوم على نحو مستمر، وإن هو أساء استعمال الحكم الذي وضعه الشعب أمانة في عنقه، ساغ حينئذ الثورة عليه وخلعه. وقد كان هذا بالفعل مصير الملك جيمس الثاني، الذي خلع عن العرش عام1688م في الثورة البيضاء الشهيرة، المعروفة بالثورة المجيدة. وبذلك أقرت الديمقراطية ونحيت الحكومات ذات السلطة المطلقة، وبدأ الليبرالييون في تحديد ملامح الدولة، وتساءلوا إن كان يمكن الاستغناء عنها أصلاً أم لا؟. فذهب نفر إلى فكرة مجتمع بلا دولة، إيمانا منهم بأن التعاون الطوعي بين الناس يغني عن الدولة، لكن الأغلبية الساحقة من السياسيين والمفكرين اعتبروا وجود الدولة ضروريا، فالأمور لاتنتظم من تلقاء نفسها، لكن اختلفوا في تحديد ملامح هذه الدولة وسلطاتها، ومن هنا نشأ في الفكر السياسي الليبرالي مفهوم "دولة الحد الأدنى"، فالحاجة إلى الدولة حاجة عملية فقط، في التنفيذ، لا في التشريع والقضاء، ولايجوز أن توسع نطاق سلطاتها خارج الحدود التي تفرضها هذه الضرورات العملية. فالليبرالي هنا يحد من نطاق سلطة الدولة، ولو كانت ديمقراطية، وهو يفترض أن هنالك علاقة عكسيية بين سلطة الدولة وحرية الفرد: [ كلما ازدادت سلطة الدولة وتوسع نطاقها، نقصت حريات الفرد وضاق نطاقها] والفكر الليبرالي هنا يصر على إمكانية ائتمان المواطن على قدر من الحريات دون أن يهدد ذلك، بالضرورة، استقرار المجتمع وأمنه. ومشكلة سوء استعمال السلطة قديمة قدم التاريخ البشري، فإذا كان وجود الدولة ضروريا، فوجود السلطة كذلك، ولابد للسلطة أن تكون بيد أشخاص معينين، لصعوبة ممارسة الجميع لها، ومتى استقرت السلطة في أيدي أولئك، فما الذي يحول بينهم وبين سوء الاستعمال؟. هذه هي المشكلة التي نتجت عنها فكرة الليبرالية السياسية، وقد حاول منذ القديم بعض الفلاسفة وضع حل لها، فأفلاطون مثلا، كان يرى أن المشكلة تحل إذا اجتمعت السلطة والفلسفة في شخص واحد، لكن هوبز لم يرتض هذا الحل، ورفض معادلة أفلاطون: [ السلطة + المعرفة = مجتمع عادل ] مشددا على أن السلطة وحدها هي العنصر الأهم في بناء مجتمع مستقر، وهوبز من المعارضين للحل الليبرالي، وفلسفته السياسية تقوم على أن هناك علاقة عكسية بين الحرية والاستقرار، وهو يعطي الحاكم سلطة شبه مطلقة، نتيجة قناعته أنه بدون هذه السلطة المطلقة لانظام ولا استقرار ولا أمان. أما الحل الليبرالي الذي وضعه جون لوك وطوره مونتسيكو فيرفض حصر الخيارات بخياري هوبز: - مجتمع لا سلطة فيه (=فوضى). - مجتمع يساء فيه استعمال السلطة. وهذا الحل يتركز على مبدأ ثالث هو: - حكم القانون وسيادته، وعلى إصلاح مؤسسات المجتمع وتطويرها. ودعاة هذا الحل يرى أن من الخطأ أن يركز على الحاكم المثالي، ومن الأصح أن نركز على: اشتراع قوانين واستحداث مؤسسات تقلل من سوء استعمال السلطة، وتسهل مراقبة المسئولين، وتجيز معاقبتهم إن هم أساءوا استعمال مسئولياتهم. ويفترض هذا الحل أن إغراءات سوء استعمال السلطة ستظل موجودة، ولكنه يقلل من احتمال إساءة استعمالها فعلا، وحكم القانون يعني أن المرجع الأخير لم يعد إرادة فرد ما، أو مجموعة أفراد، بل أصبح مبادئ، اتفق عليها، ودخلت في بنية المجتمع وصلبه. - الليبرالية الاقتصادية. تقوم فكرة الليبرالية الاقتصادية على منع الدولة من تولي وظائف صناعية، ولا وظائف تجارية، وأنها لايحق لها التدخل في العلاقات الاقتصادية التي تقوم بين الأفراد والطبقات أو الأمم. والعلة في هذه النظرة: [ تضرر المصلحة الاقتصادية، الفردية والجماعية، متى ما تدخلت الدولة في الاقتصاد ] ويعد الاقتصادي آدم سميث 1723م-1790م هو المنظر لهذه النظرية الليبرالية الاقتصادية: "فقد افترض أن المحرك الوحيد للإنسان، والدافع الذي يكمن وراء كل تصرفاته الطوعية، هما الرغبة في خدمة مصالحه وإرضاء ذاته (وسميث هنا يشارك هوبز في نظرته إلى الإنسان ككائن أناني)، واعتبر سميث أن الاقتصاد تنظمه قوانينه الخاصة، كقانون العرض والطلب، وقوانين الطبيعة الإنسانية، وكانت لدى سميث قناعة تامة أن هذه القوانين إذا ما سمح لها بأن تأخذ مجراها دون تدخل من الدولة، تقوم بمهمتها على أكمل وجه، فتخدم مصلحة المجتمع ككل، وتخفف رغبات الفرد، وقد يبدو أن هذه القوانين جاءت نتيجة تصميم مصمم، أو أنها تشكل نظاما غائيا متعمدا، ولكنها ليست كذلك، أو على الأقل هذه هي قناعة سميث. فالخباز واللحام عندما يؤمنان الخبز واللحم لموائدنا لايفعلان ذلك حبا بالإنسانية أو حرصا على صحتنا، بل بدافع مصالحهما الخاصة وحبا بالربح. والمستهلك بدوره لايشتري السلع المتوافرة في السوق حرصا على مصلحة المنتج أو التاجر، بل لأن عنده الرغبة، ولديه المقدرة، على شراء ما يشتري. إذن فأفضل خدمة نقدمها إلى المجتمع هي: تسهيلنا للأفراد سعيهم إلى خدمة مصالحهم الخاصة. وهكذا فإن لعبة المصالح الخاصة هذه، إن لم يعقها تدخل خارجي مفتعل، تؤمن حاجات الجميع، وتخدم المصلحة العامة، وكأن هناك يدا خفية غير مرئية، تحدد الأدوات، وتنسق الحركات كي يسير على ما يرام. وعلى الدولة أن تترك هذه اللعبة تأخذ مجراها، فلا تتدخل باسم المصلحة العامة، أو العدالة أو المساواة فتمتلك وسائل الإنتاج، أو تحدد كمياته، أو أسعاره. وهكذا أدخل سميث مبدأ الاقتصاد الحر (تنافس حر، في سوق حرة) في مفهوم الليبرالية" . -------------------------------------------------------------------------------- الليبرالية من الداخل..... لم تكن الليبرالية محل إجماع بين المفكرين الغربيين، فقد رفضها هوبز، وعظم من شأن سلطة الدولة، حتى أولئك الذين تبنوا الفكرة – وهم الأكثرية – اضطربوا في تحديد نطاقها ورسم حدودها، بعد إذ لمسوا كثيرا من الخلل في التطبيق: - فالحرية المطلقة التي تدعو إليها الليبرالية تتعارض مع قيم أخرى، كالعدالة والمساواة، بل وحريات الآخرين، لذا فقد حاول جون ستيوارت ميل أن يجد معادلة توفق بين الليبرالية والديمقراطية، فلم يسمح بتقييد حرية فرد ما، إلا لمنع ضرر واضح يلحق بالآخرين، نتيجة تصرف هذا الفرد، وقد ميز جون ميل بين الحيز الخاص والحيز العام، فأعطى الفرد حرية مطلقة في الحيز الأول، وسمح للدولة بأن تتدخل فقط فيما يتعلق بالحيز الثاني. فهذا التقييد للحرية بهذا التقسيم، يتنافى مع الحرية المطلقة والاستقلالية التامة، لكن الفكر الليبرالي أدرك أهمية هذا التقييد، وإلا فلن تكون الليبرالية حلا صحيحا، متلائما مع حاجات الفرد قبل حاجات الجماعة، فحرية الفرد لاتصح أن تكون سببا في شقاء الفرد الآخر، كما لاتصح أن تكون سببا في إلغاء حرية الفرد الآخر، فما من حرية مطلقة ينادى بها للفرد، إلا وفيها إلغاء لحرية فرد آخر، فهذا الشعار الجميل في مظهره، يحمل في تطبيقاته مشاكل كثيرة، شعر بها وعاشها دعاتها وشعوب أوربا، ولذا اضطروا، كما رأينا، إلى قيد: عدم الإضرار بالآخر.. لكن هذا القيد غير محدد، ويختلف من شخص إلى آخر، ومن أمة إلى أخرى، تماما كما هو الحال في المقيد(= الحرية)، وإذا كان هذا القيد مختصا بالأفعال، فيمنع كل فعل يضر بالآخر، فليس من العقل إغفال قيد الأقوال، فالأقوال ربما لاتقل خطرا ماأشبه الليلة بالبارحة - نسمه عطرة - 02-21-2008 :D ماأشبه الليلة بالبارحة - neutral - 02-21-2008 أكثر الأشياء طرافة وإستفزازا في الخطاب الأصولي أنه ورغم أن خطابهم في الأساس موجه للعامة والهمج والرعاع وهم جمهورهم الحقيقي وقاعدتهم الصلبة إلا أنهم دائما مايحاولون إظهار تعاليهم علي قاعدتهم الصلبة وإحتقارهم لها وفرض وصايتهم عليها والعامة والهمج والغوغاء في ذهن الأصولي هو كل من لم يضيع وقته في دراسة الكتب المتحفية التي أدمن إجترارها متوهما أن مايجتره يسمي علم وحقيقة الأمر أنه لو ظل جاهلا لكان أفضل لنفسه وللضحايا الذين يغسل أدمغتهم بما يتقيؤه فشخص مثل أحمد زويل في نظر حشرة مثل إبن باز أنه واحد من العامة والدهماء يجب توجيهه عن طريق العلماء ورؤساء مراكز البحوث العلمية:lol22: من أمثاله! ماأشبه الليلة بالبارحة - طنطاوي - 02-24-2008 Spain is till now -after 500years of Don sardà Salvany -remains a relatively backward country compared to the rest of Europe
ماأشبه الليلة بالبارحة - ماجن - 02-25-2008 الأصولي .. حافظة معلومات فقط كأي فلاش ميموري لا يعرف ما يحفظ فقط يحفظ ويردد ماأشبه الليلة بالبارحة - Romeo - 02-28-2008 ايش هذا يا عمنا نيوترال شكلو فيروس نسمة5H3 N و فيروس بسام ×3K6 نقل العدوى الك شو هالموضوع الكوبي و البيست بس بتضل احلى حكيم بالنادي تحياتي:redrose: ماأشبه الليلة بالبارحة - نسمه عطرة - 02-28-2008 ليه كده يا ( محترم ) يا روميو يعني لازم علشان تمدح بأحد لازم تبدأ بالتطاول على آخر ؟؟ هو في حد دعس على ذيلك لا سمح الشيطان ؟؟ عالم غاوية جر شكل بصحيح ... اصطبح على الصبح :25: |