حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا (/showthread.php?tid=6640) |
تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - ابن سوريا - 02-15-2008 تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا
منذر مصري إذا اتفقنا، أنه منذ عام 2000، ظهر إلى الوجود ما يمكن تسميته المعارضة السورية، بغض النظر عن أن البعض يعتبر هذه المعارضة كانت موجودة في حالة بيات سياسي، منذ عقد الثمانينات من القرن المنصرم، بعد الأحداث التي مرت بها سوريا في بداية ذلك العقد، ثم في وسطه، والتي نتج عنها دخولها في الطور الأمني وعدم استطاعتها الخروج منه لليوم. أي إذا اتفقنا أن المعارضة السورية بحلتها الجديدة، بدأت عند تسلم الرئيس الشاب بشار الأسد سدة الحكم في سوريا، وإلقائه خطاب القسم بتاريخ: 10/7/2000، الذي فسر خطاً أم صواباً بأنه رغبة في فتح باب الحوار، ودعوة لمشاركة أوسع، في تلمس السلبيات والمعوقات وتحديد طبيعتها، وفي اتخاذ القرارات المناسبة وأساليب تنفيذها، لخروج سوريا من واقعها، المتفق، آنذاك، من قبل كل الأطراف، على حاجته لرؤية جديدة ومنهاج جديد. وما تبع الخطاب من بيانات، أولها بيان التسعة والتسعين مثقفاً سورياً (27/9/2000)، وتشكيل لجان المجتمع المدني، وبداية ظاهرة المنتديات العلنية، أي ما سمي (ربيع دمشق)، وكأن من أطلق عليه هذا الاسم، كان يعلم أي فصل خاطف سيكون!. وبغض النظر أيضاً عن صحة تفسير خطاب القسم، وصحة فهم المرحلة المفصلية التي مرت بها سوريا في عام 2000، حيث يرى البعض بأنها ما كانت سوى فقرة الانتقالية، مقطع من طريق مستقيم يوهم تلويه بالانعطاف، أخذ فيها النظام قسطاً من الوقت، ليعيد إنتاج نفسه، ولضبط شيء من الاختلال أصاب توازنه بسبب غياب مؤسسه وعماده، ولملء الفراغ الذي خلفه هذا الغياب، الذي رغم التحسب له وتوقعه، جاء وكأنه قبل موعده. وإذا اتفقنا، أن هذه المعارضة بما هي عليه، من ضعف (قلة – ندرة) العدد، أولاً: حيث تتكون من بقايا أحزاب وتجمعات سياسية: (الحزب الشيوعي (مكتب سياسي)- حزب الاتحاد الاشتراكي العربي (جمال الأتاسي) - حزب العمال الثوري العربي، حزب البعث العربي الاشتراكي الديموقراطي (حركة 23 شباط)، حركة الاشتراكيين العرب، وهي الأحزاب المشكلة لما يطلق عليه التجمع الوطني الديمقراطي المؤسس منذ آذار عام 1980، بالإضافة لحزب العمل (رابطة العمل الشيوعي) الذي نجح أخيراً بالانضمام للتجمع بعد الكثير من التمنع، وبالتأكيد يمكن اعتبار موقفه الايجابي من إعلان دمشق، المبرر الرئيسي لقبوله، خاصة وأنه جاء كرد على اتهام البعض للإعلان بالطائفية! وأريد أن أضع جانباً الأحزاب الكردية الثمانية التي رغم قبولها البرنامج الوطني الديموقراطي للمعارضة وانضمامها لإعلان دمشق، تشكل برأيي طرفاً له خصوصية يمكن أن تربك السرد العمومي المبسط الذي أقوم به الآن)، وهذه الأحزاب إجمالاً ليست سوى فصائل انشقت عن أحزابها الأم المشاركة في الجبهة الوطنية التقدمية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ذي الأكثرية فيها. وهي محظورة رسمياً، ولو بتفاوت نسبي، وقد لوحق أعضاؤها واعتقلوا وأودعوا السجون والزنازين لسنين وعقود. يردف هذه المعارضة السياسية فئة من المثقفين والكتاب، دفعهم تصديقهم أن الحكم الجديد مقدم على إجراء الإصلاحات والتغييرات الكفيلة بنقل سوريا من واقعها السائد إلى مستقبلها المأمول، لدخول معترك السجال الفكري والسياسي والإدلاء بآرائهم وشهاداتهم في ما حصل ويحصل، مؤكدين على دور الثقافة الحقيقي في أي مجتمع حي، وبأنهم فعلاً (مثقفون)، الصفة التي شكك باستحقاقهم لها كل من ساءه تدخلهم في الشأن العام، ورأى أنهم يدسون أنوفهم في ما لا علاقة لهم به، دون أن ينتبه إلى أنهم بهذا التدخل بالذات، يقدمون الدليل على أن المجتمع السوري ما زال مجتمعاً (نابضاً بالحياة) خلاف كل ما يردده أعداء النظام عن قيامه بتصحير المجتمع السوري. ثانياً، وأعود الآن لتوصيفي حال المعارضة، لأصل إلى أهم نواقصها على الإطلاق، وهو ضعف رابطها الاجتماعي، وانعدام جماهيريتها، وخاصة بين فئة الشباب التي تشكل خمسة وسبعين بالمائة من عدد السكان في سوريا، وبالتالي عدم قدرتها تمثل أو تمثيل، ما كانت تدعيه، من رغبة كامنة لدى عموم الشعب السوري في التغيير والإصلاح. وبذلك تعطي هذه المعارضة الصورة المثلى للنخبة بالمفهوم السلبي، النخبة غير الفعالة وغير المؤثرة، بسياسييها الذين جاءوا من أحزاب ذات ايدولوجيات يسارية وقومية مهزومة، متنكبين على أكتافهم كل تاريخهم المأزوم. ومثقفيها أولئك الذين، من وجهة نظر مختلفة، ليسوا سوى حاملين لأفكار مفارقة عن مجتمعاتهم، وتصورات إرادوية، رغبوية، باتجاه مجتمعات أخرى تطورت في سياقاتها الخاصة المغايرة، عابرة مراحل تاريخية دفعت استحقاقاتها الباهظة (الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية) كاملة. أقول إذا اتفقنا، كلياً أو جزئياً، وحتى إذا لم نتفق على الإطلاق، أن ذلك الحراك السياسي والثقافي الذي اتصف به المشهد السوري خلال الست سنوات الأخيرة، كان يشكل معارضة، وأن هذه المعارضة كبنية وفاعلية كانت تقارب، ولا أقول تطابق، الاسم، فإن هذه المعارضة... انتهت. ـــ يستطيع أي متتبع للوضع السوري، أن يلاحظ بسهولة أن المعارضة السورية، الواهنة في الأصل، هي اليوم في حالة أسوأ بكثير من الوهن والسقم: (حسين العودات: (ظلم ذوي القربى)- تركي علي ربيعو: (المعارضة السورية إذ تنكفئ على نفسها)- ياسين الحاجصالح: (المعارضة الديمقراطية السورية في أزمة) .. وغيرهم كثيرون). ولا يتردد المرء كثيراً في الحكم، إنه ما عاد هناك معارضة سياسية في سوريا، و إن الباقي من آثارها، مقالات وبيانات في أراشيف المواقع الاليكترونية، وأخرى ما زالت تكتب من الحين والآخر، ما هو إلا ذيول لذلك الزخم الثقافي والفكري الذي عمَّ سوريا خلال السنوات الخمس الماضية. ما عاد هناك منتديات عامة في أي من المدن سورية، فمنتدى جمال الأتاسي في دمشق، آخر منتدى سوري له صفة المعارضة، وكان يقال إنه مستمر بموافقة الرئيس الأسد بالذات، وقد ذكره في بعض مقابلاته. وكان، كما روي لي، البعثيون والموالون يحتلون صفوفه الأولى، أغلق. ما عاد هناك ما يسمى لجان المجتمع المدني، أودع أهم ناشطيها السجون، على دفعات، ليكونوا عبرة لمن يعتبر، ثم انقسموا، ثم انفرط عقدهم. ولا أدري ماذا حل بإعلان دمشق، قرأت منذ فترة أنهم شكلوا لجاناً ووضعوا برامج، ولكن ذلك، عملياً، لم يسفر عن شيء. توقفت الاعتصامات، بعد أن تكسرت عصي الأعلام السورية التي حملها شبيبيون وطلبة اتحاديون على رؤوس ثلة من المعتصمين. أبطل المثقفون السوريون عادة إصدار الإعلانات والبيانات، مفوِّتين على أنفسهم أن يتم ذكرهم في كتاب (جينيس) للأرقام القياسية، ماعدا البيانات المؤيدة للمقاومة والشاجبة لأمريكا وإسرائيل والعولمة والليبرالية والشرق الأوسط الجديد، فكان إعلان بيروت دمشق- دمشق بيروت، آخر البيانات التي تمادت بطريقة أو بأخرى، وتدخلت في قضية تخص السلطة وحدها، وهي العلاقة بين الشعبين الشقيقين السوري واللبناني!. وهو الإعلان الذي دفعت المعارضة السورية ثمنه باهظاً، فبحجته سددت السلطة الضربة القاضية للمعارضة السورية، مع أن المباراة، في جميع جولاتها، كانت ذاهبة، باتفاق جميع الحكام والمراقبين، إلى الهزيمة ساحقة بالنقاط. ثم لوحق الناشطون في جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان ولجان العمل الوطني التي تشكلت جميعها دون تراخيص رسمية، وصلت هذه الملاحقة المكثفة أحياناً إلى مستوى جلسات الحوار الأسبوعية ونصف الشهرية والسهرات ، التي يغلب عليها التباين في الآراء أكثر من الاتفاق، والتي تعطي صورة مؤتلقة لحالة الوئام والرغبة في الحوار الذي يحيا بها الشعب السوري، أ كانت في بيوت الأصدقاء المضيافين، حيث يقتضي الأمر وضع طبق الفطائر، وطبق الفاكهة، على سطح الطاولة الصغيرة التي تتوسط المكان، أم كانت في المطاعم المعتدلة الأسعار، حيث يقوم أصحابها وسقاتهم بتقديم بقوائم دقيقة بأسماء الحضور وتقارير تفصيلية عما دار من نقاش فيها!؟ وكل ما احتاجته السلطة لتحقيق هذا الانجاز، هو استدعاء عدد منهم إلى فروع الأمن، وإفهامهم، بالعربي الفصيح، أن الوضع بات لا يسمح بأشياء من هذا القبيل، وأنه لا مجال بعد اليوم للتسامح وغض النظر اللذين اتصفت بهما السلطة سابقاً.. وهذه المرة تمّ حقاً التقيد بالخطوط الخمسة الحمراء التي تتلوى وتلتف حول بعضها لتصير سلكاً خماسياً، يصلح لأمور كثيرة منها تصفيد أيدي وأرجل الجميع. خط أحمر، الاتصال مع الخارج، ولو على مستوى سائح تعرفت عليه عند بائع الأشرطة الموسيقية: (- أنت تعلم أنه لا يمكن الائتمان لهم، وخاصة الأمريكيين والفرنسيين. + إذن.. لماذا تسمحون لهم بالدخول والتجول في طول البلاد وعرضها؟). فما بالك إذا رغب مسؤول ثقافي في سفارة أن يتعرف عليك ويزور مرسمك؟ وفي الواقع، أن الرئيس الأسد قد جعل هذا واضحاً، بتصريحه في إحدى مقابلاته التلفزيونية: (إننا حساسون جداً من هذه الناحية)، مشيراً بوضوح إلى أن المشكلة مع أولئك المعتقلين السياسيين الذين سأل عنهم صلاح قنديل هي علاقتهم مع الخارج. فصار السفر إلى لبنان، الشقيق المنشق، مثار ريبة وظنّ واستفسار الجهات الأمنية والإدارية أيضاً. كيف لا، ولبنان يحكم من قبل فريق يجاهر بعدائه الصريح لسوريا، فلا يجد أحد زعمائه مستقبلاً أفضل للشعب السوري من دعوة الولايات المتحدة الأمريكية إلى غزو واحتلال بلده! وإلى أن يخرج نواف غزالي آخر ليغتال رئيسه!؟ وكأن الغزو والاحتلال وعمليات الاغتيال هي ما تحلم به الشعوب العربية، والشعب السوري من بينها. وغير ذلك من مهاترات غير لائقة بأي فريق سياسي، والتي إن كان لها فائدة ما!، فهي إخراج النظام السوري عن طوره ودفعه لإقامة القطيعة الكاملة بين البلدين. (توسعت قليلاً في الفقرة السابقة لاعتقادي بتأثيرها السلبي جداً، إن لم أقل الكارثي، في ما آل إليه مصير المعارضة السورية، وخاصة شقها الثقافي). خط أحمر، التعامل مع التيار الديني، وخاصة الأخوان المسلمين في الخارج، أو من يمكن أن يمثل تياراً دينياً في الداخل. خط أحمر، الاعتصامات ولو كانت مؤلفة من ثلاثين مواطناً لا أكثر، عزّلاً من كل شيء، حتى من الهتافات واللافتات. خط أحمر، أي اقتراب من الشارع والجامعات والمدارس ومؤسسات الدولة والتواصل مع الناس. خط أحمر، التطاول على كل ما يعتبر، رمزاً للوطن، أو يمثل وحدة الوطن، خط أحمر الرئيس الراحل حافظ الأسد، فهو مؤسس النظام، وليس حقبة سياسية سابقة، كما يمكن أن يفهم البعض. خط أحمر، أحمر جداً، أي تدخل في شأن الجيش السوري، وأي تناول لدوره وقدراته. خط أحمر، حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي تنصّ المادة الثامنة في الدستور السوري، والدستور عند السوريين، نظاماً وشعباً، قرآن لا يمسه إلا المطهرون، بأنه قائد الدولة والمجتمع. إذن لا بيانات مثقفين بعد اليوم، لا مقالات سياسية مباشرة، (-: وهل تريدنا أن نعود للزنزانات!؟). لا استضافات أو ظهورات خاطفة في البرامج السياسية بالفضائيات العربية، التي حولت بعض المعارضين السوريين إلى أقطاب ونجوم إعلاميين!؟ فاتهمهم معارضون آخرون، بتشكيلهم سلطة غير منتخبة تحكم المعارضة وتقودها إلى حيث تشاء. لا مواقع اليكترونية سياسية من داخل سورية أو من خارجها تتجرأ على التطاول على النظام السوري ولو فقط بالكلام، فحجبوا ما شاء لهم حجبه منها، وأستغرب لماذا لم يحجبوها كلها!؟ ربما لأنها ساعدت أكثر ما ساعدت الجهات الأمنية في الكشف عن الذين لم يصدقوا هذه الخطوط الحمراء، وفي هذا تأكيد كاريكاتوري لمقولة رولان بارت: (لا يمكن للكتابة السياسية إلا أن تدعم المخابرات). فلم يفهموا أنها شبكة من الأسلاك المكهربة على حدود المنطقة المحرمة على الجميع سوى السلطة، وأن الشأن العام هو شأن خاص بها وحدها. وهؤلاء، منهم من أكتفي بتهديده وإخافته، ومنهم من سرح من عمله في الدولة، ومنهم من اعتقل وأودع سجن عدرا، وريث سجني المزّة وتدمر اللذين تم إغلاقهما، ومنهم من أحيل إلى المحاكم بأنواعها، فشمله عفو ما، أو صدرت به الأحكام بالسجن لشهور وسنين، أو ما زال ينتظر صدور مثل هذه الأحكام ليقدر كم من السنين يمكن له أن يعيش بعد انقضائها. في كل هذا أثبت النظام بأنه، لا يقبل أي مشاركة باتخاذ القرار، ولا أي اختلاف في الرأي عما يبثه أعلامه، الذي اعترف هو نفسه بهزاله وحاول جهده دون جدوى أن يصلحه، بل أنه لا يقبل أن يصل إلى مسامعه أو مسامع من يريد أن يعرف عنه شيئاً، أي صوت آخر غير صوته، ولا الهمهمات... فكما هو القوي الذي لا يحتاج لمساندة أحد، هو العارف الذي لا يحتاج لمشورة أحد، ولا لنصيحة أحد. ولكنه رغم ذاك يشك ويرتاب، ليس بهؤلاء الحالمين فحسب، مهما أظهروا من وطنية ووفاء لبلادهم في واقعهم وأحلامهم، بل أيضاً بمواليه السابقين واللاحقين، الذين لديهم لسبب أو لآخر ما يتبرمون منه. وهو بهذا، محق مائة بالمائة، كيف لا، والنظام نفسه يفسر انشقاق أحد سدنته، بأنه قد باع نفسه لتيار يعمل على توريط سوريا في جريمة اغتيال رفيق الحريري. ما لم يعرف لليوم أن معارضاً سورياً من الدرجة العاشرة قد قام بمثله. ولتبيان المسار السياسي للمعارضة السورية خلال هذه الست سنوات، أبين ما يلي: • كان رهانها الأول على وجود خط إصلاحي في النظام، توسمت ملامحه في القيادة الجديدة الشابة، لما بدت عليه من صفات خلقية وإنسانية، ولما تضمنه خطاب القسم، وكذلك في عبر ودروس الحقبة الماضية في سوريا وفي العالم، التي كانت المعارضة تتوقع أن النظام قد فهمها واستوعبها. • أعلنت أهدافها، على شكل مطالب محددة، محدودة، من النظام: (وقف العمل بالأحكام العرفية، إطلاق سراح السجناء السياسيين، عودة المنفيين، الاحتكام لصناديق الاقتراع..). حيث اعتبرت محطة بي بي سي البريطانية أن بيان ال 99 مثقفاً، عبارة عن مناشدة رفعها بعض المثقفين السوريين إلى رئيسهم الشاب لمباشرة إجراء الإصلاحات، التي هي من مصلحة أي نظام وأي شعب. • عملت بمؤشر النظام، سلباً وإيجاباً، أي أن النظام كان مرآتها ومحور دورانها.. فقد انصب كل عملها في ردود الفعل على ما يقوم به النظام، وما يحدث فيه.. بمعنى أنها ظلت تتوجه (أحادياً) إليه، ولم تخرج عنه، لا إلى المجتمع ولا إلى الخارج. • طمأنت المعارضة النظام وأهله، مراراً وتكراراً، بأنه ليس من أهدافها الظاهرية والمبطنة، المرحلية والمستقبلية، إسقاطه، أو تغييره. فهي لا تطمع بأكثر من حثه، ودفعه، إن استطاعت، لإجراء إصلاحات تدريجية. ووافقت أن يبدأ النظام بأي نوع من الإصلاحات الجزئية، فلم تشترط الإصلاح السياسي أولاً، رغم قناعتها بأنه البداية الصحيحة لكل الإصلاحات. وهذا ما أثبتته محاولات الحكومات السورية المتعاقبة في الإصلاح الإداري والاقتصادي. • اتخذت العلنية أسلوباً لنشاطها. أي أنها رفضت أساليب العمل السياسي السري، وكشفت نفسها كلياً للسلطة، فقيل إنها معارضة علنية لسلطة سرية!؟. • نبذت كل وسائل العنف، وأعلنت ببيان تم توقيعه من قبل أطرافها ومؤيديها ومتتبعي نشاطها كافة ، هيئات وأفراداً، أنها ترفض فكرة الاقتتال وحمل السلاح ضد أي طرف، وضمن أي ظرف. • دعت للمصالحة الوطنية، ورفضت التعامل الثأري واستغلال أي من الفرص التي لاحت للبعض، في ظروف محددة مرت بها سورية، بعيد الاحتلال الأمريكي للعراق، أو خروج الجيش السوري من لبنان، وحددت أن ما تعمل لأجله هو أولاً وأخيراً أمن ومستقبل كل الشعب السوري. • تمسكت بالاعتدال في كل شيء، وبالممكن، في الأهداف وفي الوسائل على حد سواء، ونبذت أسلوب التصعيد، وتعففت عن المزاودات والمهاترات، رغم أنها ووجهت بالتشكيك والتخوين، ليس فقط من قبل أهل النظام بل أيضاً من قبل معارضين سوريين في الخارج، يستطيعون الكلام على هواهم، أخذوا عليها اعتدالها ووسطيتها، واتهموها بالعمالة والتبعية للنظام. • لم تركب المعارضة السورية، مركوب الدين، ولا الطائفية، ولا القومية (أنظر اشتراطاتها لقبول الأحزاب الكردية) مع علمها وعلم السلطة والجميع، بأن العوامل الدينية والطائفية والقومية، هي الأشد تأثيراً في الشعوب العربية جمعاء. والشعب السوري ليس على رأسه ريشة. • اتصفت المعارضة بعقائدية مثالية، معتبرة المعيار الأخلاقي معياراً أساسياً في العمل، حتى إنها لقبت من قبل البعض بالمعارضة الطهرانية، وتحسبت لأي خطر يمكن له أن يمس المجتمع والبلاد، في حال انتهاج البعض الأسلوب المكيافيلي، ألف باء السياسة: (الغاية تبرر الوسيلة)، بل انطلقت من أن ما تدعو إليه وتطالب به غايته الأولى والأخيرة مواجهة الأخطار التي تهدد أمن واستقرار ومستقبل سوريا. • حملت كل دعاوى النظام الإقليمية والدولية، كما في موقفها من القضية الفلسطينية والسلام وعودة الجولان بالرجوع للقرارات الدولية، وكذلك في موقفها المضاد للولايات المتحدة الأمريكية في غزوها واحتلالها العراق وفي محاولاتها تكريس الهيمنة الأميركية وضمان مصالحها النفطية والإستراتيجية في المنطقة. وكانت كلما زادت التهديدات والضغوط على النظام السوري، تطالبه وتعرض عليه وتناشده، وكأن هذا كل ما لديها، بالانفتاح على كل الشعب السوري، والثقة به، وبالوحدة الوطنية الحقيقية، باعتبارها الضمان الأكبر في مواجهة كل ما يمكن أن يتعرض له الوطن من أزمات ومخاطر، وهذا حرفياً خطاب النظام اليوم، مؤكدة أن العامل الخارجي، مهما كان هذا الخارج، ومهما كانت ادعاءاته، يعمل بالضرورة تبعاً لمصالحه الخاصة، وأنه من المحال أن ينطبق برنامجه وتنطبق أهدافه على برنامج وأهداف الشعب السوري. هذه المعارضة... التي أقريتم، أنتم قبل غيركم، بأنها معارضة وطنية، واعتبرتموها المثل الصالح للمعارضة في مواجهة المعارضة الخارجية، وخاصة تلك التي اختلقتها الولايات المتحدة الأمريكية، وأرادت لها أن تسير على هدى المعارضة العراقية في آخر عهد صدام حسين. هذه المعارضة الوطنية التي لم تجدوا يوماً ما تأخذونه عليها سوى استعجالها تحقيق الإصلاحات والتغييرات، متعللين بظروف طارئة خارجة عن إرادتكم، لا تساعد، برأيكم، سوى على إبطائها وتأجيلها، فأنتم أيضاً تعملون لأجل تحقيقها. هذه المعارضة التي واجهت حملات التشكيك في وطنيتها وتخوينها، بمطابقة خطابها السياسي والاجتماعي مع خطاب السلطة، إلا في بعض التفاصيل الإجرائية. والتي نجحت، من بين الأشياء القليلة التي نجحت بها، في أن تكون دليلاً، استخدم لدرجة الاهتراء، لدحض الحملات الإعلامية (المغرضة) ضد سوريا، وما يروج (من أكاذيب) عن سوريا في الخارج... تلك (الإدعاءات والأكاذيب) التي أدت، منذ سنتين، إلى إصدار الكونغرس الأمريكي قانون معاقبة سوريا، وصدور عدة قرارات من مجلس الأمن ضد سوريا، وحالت دون قبولها كشريك في السوق الأوروبية، ودخول سوريا في شبه عزلة دولية، والتي تلوكها السيدة كوندليزا رايس في كل مرة تريد الظهور بمظهر المهتم بسوريا وبالشعب السوري. نعم للأسف، لم يكن الاعتراف المرحلي والعرضي بهذه المعارضة سوى لاستخدامها كشاهد (ما شافش حاجة) على أن في سوريا، ديموقراطية (على طريقتنا)، وحياة سياسية (كما يناسبنا)، وأحزاب ناشطة خارج دائرة السلطة (على قدنا)، ومعارضة وطنية متنوعة (تعارض بعضها أكثر ما تعارض أي طرف آخر)، يمكن للمشككين بوجودها، الالتقاء ببعض ممثليها، في مقهى الروضة أو نادي الصحفيين أو كافتريا الهافانا، لا على التعيين، متمتعين بحريتهم الكاملة، برشف القهوة السادة والجلوس مع الشعراء والفنانين مستنكرين ذلك التهافت السوري غير المفهوم على كتابة الرواية. وأن هناك لجاناً وجمعيات مدنية (ترفض، بسبب عنادها الأخرق، تسميتها أهلية)، ومنتديات عامة مفتوحة للجميع، وهناك حرية التعبير عن الرأي (الموافق)، وثلاث أربع صحف ومجلات تتباهى كل منها بالإدعاء أنها أول... سياسية مستقلة منذ أربعين عاماً!؟. هذه المعارضة... بفضلكم، بفضل وطنيتكم، بفضل إخلاصكم وتفانيكم، بفضل غيرتكم وحرصكم على سوريا، أرضاً وسماء وبشراً وتاريخاً وهوية ومستقبلاً...تم القضاء عليها... انبسطوا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللاذقية- سوريا http://www.jidar.net/jed/modules.php?name=...le&sid=1933 تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - تموز المديني - 02-16-2008 :frown: ولكن يبقى منذر المصري يكتب من داخل سوريا (f) تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - ابن سوريا - 02-16-2008 العزيز "تموز" لست متشائماً جداً ومحبطاً كمقال منذر مصري، صحيح أن القمع زادت وتيرته في الآونة الأخيرة ضد أعضاء التجمع الوطني لإعلان دمشق، لكني أعلم أنهم مصممون على البقاء والمقاومة والمعارضة، ومعركة الحرية لا تكون أبداً دون تضحيات (f) وهذا بيان مثلاً لدى اعتقال فداء الحوراني وردة سورية الأسيرة لا يُمكن اعتقال "إعلان دمشق" رغم الحملة الأمنية الكبيرة التي تقوم بها أجهزة النظام الأمنية على قيادات وأعضاء إعلان دمشق، ومحاولة ترهيب أنصاره - وشعبنا معهم- من مجرّد التفكير بالاهتمام بالسياسة والشأن العام كما هو حال الإنسان في كلّ العالم، إلاّ أننا يمكن أن نقول ( لهم ولأنفسنا) إن "إعلان دمشق" لا يُمكن اعتقاله، ولا يُمكن أن يموت. ولا يعني هذا أن الزجّ بالكوادر النشيطة والقائدة في السجون لايؤثّر في الفعالية الكمية، لوقت قصير في حياة شعبنا الصابر، رغم إمكانية إكمال الطريق بالباقين، وبالمنضمّين إليهم كلَّ يوم، بل أنهم لم يفهموا روح ومعنى ومفهوم إعلان دمشق، الذي رأى المجلس الوطني تعريفه على شكلٍ لا تستطيع قوى الظلم والقمع – إلاّ إذا استطاعت اعتقال الريح والهواء- أن تحبسه عن الحياة والنموّ، حين قال إنّ إعلان دمشق هو " دعوة مفتوحة مفتوحة لجميع القوى والأفراد، مهما اختلفت مشاربهم وآراؤهم السياسية وانتماءاتهم القومية أو عقائدهم أو وضعهم الاجتماعي، للالتقاء والحوار والعمل معاً من أجل الهدف الجامع الموحّد، الذي يتمثّل بالانتقال بالبلاد من حالة الاستبداد إلى نظام وطني ديمقراطي." لقد اعتقلت الأجهزة الأمنية كوكبة فاعلةً من القيادات، حاولت فيها شلّ المجلس الوطني من طريق مكتبه، حين زجّت في السجن برئيسته الدكتورة فداء الجوراني وبأميني سرّه أكرم البني وأحمد طعمة. ونعترف أنّها بذلك قد أبطأت من متابعته لعمله خارج دوراته الرسمية. إلاّ أنها لا تستطيع أن تنهيها، ولا أن توقفها عن التجدّد والنمو وهي لا تدرك أن للمجلس الوطني آليّات منفتحة ومفتوحة تستطيع بثّ الروح والحركة فيه، مهما كانت الصعوبات. كما اعتقلت مجموعة من أعضاء الأمانة العامة، بينهم رياض سيف رئيس هيئة رئاستها، مع علي العبدالله وجبر الشوفي ووليد البني وياسر العيتي، والنشطاء البارزين فايز سارة ومحمد حجي درويش ومروان العش وطلال أبو دان، وذلك كله ينبغي أن تتبعه عبارة" حتى تاريخ كتابة هذا النص"، لأن المسألة مفتوحة، ولم يبدِ النظام أية علامة على التراجع او التوقّف حتى الآن. إلاّ أن الإعلان قادر على تحمّل أعباء الألم والمطاردة ومعالجة الجراح المختلفة المصادر، مع الاهتمام بالمتابعة والسير إلى أمام. إن المجلس الوطني إكمال لمسار ابتدأ منذ 16/10/2005، وتجدّد لا يتوقف عند ما أنجزه، وقد أشار في بيانه إلى طبيعة هذا المسار الجدلية حين أكّد انطلاقه " من روح وثائق إعلان دمشق جميعها، ومن التجربة التي مررنا بها في العامين الماضيين." ومن ناحية أخرى، ينبغي التأكيد أيضاً على أنّ العنف في مواجهة إعلان دمشق لن تستطيع الانحراف به عن قناعاته المبدئية التي ترى في التغيير الوطني الديمقراطي " عملية سلمية ومتدرّجة، تساعد في سياقها ونتائجها على تعزيز اللحمة الوطنية، وتنبذ العنف وسياسات الإقصاء والاستئصال، وتشكّل شبكة أمان سياسية واجتماعية"... وفي رؤيتنا أن "الحوار الوطني الشامل والمتكافئ، الذي يبحث في آليات وبرنامج الانتقال إلى الديمقراطية والعودة إلى سيادة الشعب وتداول السلطة، والخطى العملية اللازمة لذلك، هو الطريق الآمن إلى إنقاذ البلاد، وعودتها إلى مسار النهوض والتقدم." هذه وطنيّتنا، وهذه ديمقراطيتنا، فأين هم الآخرون؟! http://www.damdec.org/open.php تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - شهاب الدمشقي - 02-16-2008 لطالما آمنت بأن النظام السياسي القائم بشقيه (الحكم والمعارضة) هم نتاج المجتمع نفسه .. فحكامنا اليوم هم ذاتهم من كانوا في يوم من الأيام معارضة ! .. وما لعبة المعارضة والحكومة الا تبادل أدوار بين طرفين يحملان ذات الأفكار والنظرة والاسلوب ! .. أعجبتي عبارة لمحي الدين اللاذقاني (وهو معارض سوري) اذ يقول فيها : Arrayفالتربية العربية واحدة في الحالتين وكل هؤلاء الذين يتشدقون بالديمقراطية في العالم العربي ما ان يستلموا سلطة ما حتى يتحولوا الى سفاحين من الطراز الأول [/quote] http://www.tsdp.org/31-1-altyar-alsori-aldim.htm ترى هل تفكر المعارضة بعقلية مختلفة عن عقلية النظام !؟ .. الطريف أن جماعة اعلان دمشق التي تؤكد أدبياتها على التعددية والحق في الاختلاف، لم تحتمل وجود التعددية والاختلاف في صفوفها ! .. فكان أن انسحب من التجمع حزب بعد الاتحاد الاشتراكي، ورابطة العمل الشيوعي (فضلا عن بعض المستقلين مثل هيم مناع) وذلك لأن المنسحبين لا يحتملون فكرة وجود من يخالفهم !!!!! .. كيف يمكن أن نتوقع ممن لم يمارس الديمقراطية وهو في صفوف المعارضة أن يمارسها وهو على كرسي السلطة ؟ .. مع التيحة للعزيزين طارق وتموز (f) تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - أبو إبراهيم - 02-16-2008 Arrayترى هل تفكر المعارضة بعقلية مختلفة عن عقلية النظام !؟ ..[/quote] هل جربت قبل أن تحكم ؟ وهل هذا يغني أن نقضي على أي فوه معارض ؟ أوليس وجود المعارضة هو الأساس في اعتدال من هم في الحكم ؟ تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - Awarfie - 02-17-2008 هكذا ارى الامر : اولا ، منذر المصري يتكلم بنوع من ( الدوبلاجية) الازدواجية ، اي ان كلامه فيه مدح مبطن للسلطة من ناحية ، و فيه رثاء للمعارضة من ناحية أخرى . فهو كما يقول المثل الشعبي " مثل كس البقرة ، لا هو مع الجلد ولا هو مع العظم " . ثانيا ، المعارضة السورية ، و نتيجة لعقود من التضليل و الدجل و التعمية و التعتيم و كل صنوف القمع و الارهاب السري و المعلن ، الذي مارسته السلطات السورية بحق الشعب السوري ، علينا ان نتعتبر المعارضة بمثابة طفل يحبو و لم يكتمل نموه بعد . فحدثت فيها الانشقاقات و ظهرت بين رجالها التناقضات و اصيبت بالكثير من الاخفاقات ، لكنها تحمل هدفا جماهيريا حداثيا متقدما ، الا وهو الدفاع عن الديمقراطية و نقد الفساد ، حتى ولو كانت الجماهير غير ناضجة بعد للدفاع عن ذلك الهدف ، لشروط موضوعية خارجة عن ارادتها . ثالثا ، ما دامت الشروط الموضوعية من فساد و اجرام بحق الشعب السوري مستامرة و حية فان كلام مثل ان السلطات الارهابية السورية قد قضت على المعارضة ن يعتبر كلاما فارغا و غير مسؤول ، ولا يعبر عن بعد نظر او فهم حقيقي لشروط قيام اية معارضة . فالشروط القائمة هي بمثابة مولد تاريخي لمعارضات مستمرة ن مهما اشتد القمع و تكاثرت السجون في سوريا ! رابعا ، لم يسقط نظام سياسي ارهابي استبدادي كالنظام الاوتوقراطي في سوريا او غيرها من الانظمة الشمولية الا بعد ان دقع الكثير من المعارضين اثمانا كبيرة ! فامتلاء السجون بالمعارضين سيبؤدي ولو بعد حين الى سقوط النظام و لنا في بلدان اوروبا الشرقية و من بعدها نظام صدام خير مثال ! خامسا ، ان تركيز البعض في العزف على ضعف المعارضة و تشتتها و تمزقها و تناقضاتها و تشرزمها ....الخ لا يقدم في نجاحها ولا يؤخر فيه ابدا . فلا تغيير من دون خسائر و معاناة . و سقوط الابطال في المعركة اكثر من مرة لا يعني بان المعركة في النهاية ستكون لصالح الخصم التاريخي . و الشعب السوري هو البطل الذي سيكسب في النهاية . تحياتي .(f) :Asmurf: تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - ابن سوريا - 02-17-2008 العزيز "شهاب الدمشقي"؛ أعتقد أن فيما قلته بعض الصحة، وذلك يحيلنا للسؤال التاريخي "ما الحل"؟ بلا شك فإن الأنظمة والمعارضات هي أبناء وبنات شرعيات للمجتمعات التي نعيش بها والتي بشكل ما أنتجتها وأفرزتها، ولكنك والبعض الآخر ينظر للأمور بسوداوية محبطة، هي للأسف مزروعة فينا من قبل هذا النظام الذي حكمنا، فالديمقراطية والحداثة والعصرنة لا تأتي من الخارج، وثقافة الحرية والديمقراطية لا تنجز وتتعمق إلا بالمحاولة والتضحيات رغم الفشل والانتكاسات، إنها عملية مخاض لمعارك فكرية وسياسية طويلة يمر بها المجتمع ونخبه للوصول لبر الأمان. هذا الأمر ينطبق على كل مجالات الحياة الاجتماعية الأخرى والتي بينها علاقات جدلية دائمة. كما أن صراع الإرادات والقوى الذي يمكن ملاحظته بين قوى سياسية في المعارضة هو أمر طبيعي، ليس في بلاد العرب فقط بل هو قانون سياسي، لا بد أنه مر عليك في دراستك، هذا حال جميع القوى والتيارات السياسية في كل بلاد العالم الديمقراطي فما بالك ببلادنا نحن، يصبح الأمر مرضياً حين تقوم تيارات بتصفية بعضها البعض إما بالعنف أوبالسلطة الفاسدة (المال، الضغوطات القانونية كالمحاكمات وغيره). من ناحية أخرى، لا يمكنك أن تحكم على المعارضة من خلال فترات ضعفها، فالمعارضة غير قادرة على ممارسة حياة سياسية طبيعية أساساً فما بالك بممارسة الديمقراطية، والمعارضة السورية اليوم لا تنشد حتى تغيير النظام، بل تحاول دفع النظام لتحقيق تغييرات، فالمنتديات المدنية والمؤتمرات لا تطمح ولا تدعي بأنها اليوم قادرة على استبدال النظام، بل بالذات هي تدعو للتفكير سوياً للوصول لصيغة وحلول، بل أن اجتماعات المنتديات المدنية كان يحضر في صفوفها الأولى بعثيون ومحسوبون على السلطة والنظام. بل أزيدك من الشعر بيتاً أني لا أعتقد أن هناك اليوم معارضة بالمفهوم الحقيقي لكلمة معارضة (أحزاب وصحف ونشاطات اجتماعية) لأنها بكل بساطة ممنوعة، بل هناك مشروع تواجد لمعارضة حقيقية في البلاد، هناك اليوم نشاطات إنسانية معارضة في البلد تقتصر غالباً على بعض النخب والكوادر. المعارضة عزيزي لم تأتِ من المريخ، كما السلطة أيضاً، ولكن من الضروري وجود صراع وحراك سياسي في البلد كي لا نتجمد ونتحنط ونصبح حثالات ومستحاثات تعيش في العصر الحجري، ونحن بصراحة كذلك في الكثير من الصعد ولا سيما العلمية والتقنية والسياسية، أخشى ما أخشاه أن يُفتح القمقم علينا يوماً ما فنجد أنفسنا جالسين على بركان كما حدث في العراق. أخيراً؛ أنت تتصور أنه أمام النظام الحاكم الذي يملك كل المقومات للنهوض بالبلاد والتغيير، هناك معارضة قوية منظمة ومتجانسة، بينما هذا الأمر غير صحيح البتة، فعدا الأخوان المسلمين والمتواجدين خارج سوريا قيادات وكوادر، فمعارضة سوريا والتي أسميها (لبنة أساسية لخلق معارضة شعبية حقيقية) هي معارضة هشة مهمشة وملاحقة، هذه المعارضة ببنيتها الأساسية يمكنك حتى أنت أن تكون جزءاً منها، فهي لا تفرض عليك تصورها الكامل للأشياء، لأن هذا التصور غير متحقق، هو الآن ينبني، ولولا وجوده فأمامنا حل الجمود، أو انتظار فرج الله والتصفيق لنظام جديد يأتي على ظهر دبابة أمريكية، أو داخلية عبر انقلاب ما. و "عيش يا كديش" :D خالص تحياتي :redrose: تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - شهاب الدمشقي - 02-18-2008 عزيزي ابو ابراهيم (f) Arrayهل جربت قبل أن تحكم ؟ [/quote] فهم خطاب المعارضة لا يحتاج الى (تجريب) .. يكفي يا عزيزي أن تتأمل في خطاب المعارضة السورية بعين محايدة وموضوعية لتقف على مفردات الاقصاء والقمع والتخوين لكل من يختلف معهم في المنطلقات والاولويات وأساليب العمل .. ناهيك عن أدبيات البيعة الأدبية للمناضل الشريف (الذي يتماهى مع القائد الملهم !) .. لاحظ أن أغلب أحزاب المعارضة يراسها زعامات تاريخية لم تتغير وباقية على حالها ! .. Arrayوهل هذا يغني أن نقضي على أي فوه معارض ؟ أوليس وجود المعارضة هو الأساس في اعتدال من هم في الحكم [/quote] من قال هذا ؟ .. يا عزيزي نقد خطاب المعارضة لا يعني بأي حال دعم النظام أو الدفاع عنه أو مباركة قمع المعارضة .. انه مجرد تنفيس عن هموم .. Arrayالعزيز "شهاب الدمشقي"؛ أعتقد أن فيما قلته بعض الصحة، وذلك يحيلنا للسؤال التاريخي "ما الحل"؟ بلا شك فإن الأنظمة والمعارضات هي أبناء وبنات شرعيات للمجتمعات التي نعيش بها والتي بشكل ما أنتجتها وأفرزتها، ولكنك والبعض الآخر ينظر للأمور بسوداوية محبطة، هي للأسف مزروعة فينا من قبل هذا النظام الذي حكمنا، فالديمقراطية والحداثة والعصرنة لا تأتي من الخارج، وثقافة الحرية والديمقراطية لا تنجز وتتعمق إلا بالمحاولة والتضحيات رغم الفشل والانتكاسات، إنها عملية مخاض لمعارك فكرية وسياسية طويلة يمر بها المجتمع ونخبه للوصول لبر الأمان. هذا الأمر ينطبق على كل مجالات الحياة الاجتماعية الأخرى والتي بينها علاقات جدلية دائمة. كما أن صراع الإرادات والقوى الذي يمكن ملاحظته بين قوى سياسية في المعارضة هو أمر طبيعي، ليس في بلاد العرب فقط بل هو قانون سياسي، لا بد أنه مر عليك في دراستك، هذا حال جميع القوى والتيارات السياسية في كل بلاد العالم الديمقراطي فما بالك ببلادنا نحن، يصبح الأمر مرضياً حين تقوم تيارات بتصفية بعضها البعض إما بالعنف أوبالسلطة الفاسدة (المال، الضغوطات القانونية كالمحاكمات وغيره).[/quote] عزيزي طارق (f) لا اخفيك أني محبط تماما ! .. محبط من الواقع .. من خطاب المعارضة .. واشعر بالتشاؤم المر .. ما تقوله صحيح .. وصدقني كنت مثلك أشعر بالحماس الشديد لأي صوت معارض للنظام، وأرى في اي تيار معارض خلاص من بؤس النظام .. ولكن ونتيجة الاحتكاك المباشر مع خطاب المعارضة ورموزه (ولي علاقات شخصية مباشرة وغير مباشرة مع كثير من المعارضة ) شعرت بخيبة أمل مفجعة من خطاب المعارضة، وايقنت أن المعارضة هي ببساطة الوجه الاخر للنظام، بذات العقلية الاقصائية والقمعية .. فهم في نهاية المطاف نتاج ذات الظروف السياسية والاجتماعية .. نعم .. اتفق معك بأنه لا توجد معارضة حقيقية في سورية، فهي معارضة مهمشة تماما، ولكن من الواضح أن الواقع السياسي اليومي قد تغير، فهناك وجود اعلامي للمعارضة (اعلان دمشق، التجمع الوطني الديمقراطي) ورموزه لا يبخلون علينا بالبيانات والمقالات والتعليقات والتصريحات الساخنة احيانا .. وهناك تنام كبير للصحافة الالكترونية التي توفر هامشا ملفتا لحرية الرأي مقارنة بسنوات الثمانينات والتسعينات، والأهم من هذا كله : من الواضح أن رجل الشارع بات أكثر جرأة وصراحة في النقد والتعبير عن همومه اليومية، وكل هذا نتيجة تنامي الوعي الوطني والشعبي، وليس للمعارضة أو النظام منة في ذلك .. ولكن .. هل تعتقد أن المعارضة بوضعها الحالي تشكل بديلا حقيقيا وصالحا للنظام ؟ .. أشك في ذلك (و مجددا هذه ليست دعوة للابقاء على النظام أو الاطالة في عمره او تبرير قمع المعارضة .. محال ان افكر بذلك .. ولكني بصراحة فقدت الأمل بالاثنين معا: النظام ومعارضة البيانات والفاكسات ! ) .. يا عزيزي لقد باتت المعارضة تستهلك نفسها في قضايا لا تلامس هموم المواطن، فالقضية الرئيسة للمعارضة هي الغاء حالة الطوارئ ، وكأن رجل الأمن سيعجز عن اعتقال مواطن أو البطش به في حال الغاء قانون الطوارئ ! .. معاناة المواطن الحقيقية هي الغلاء وانخفاض مستوى المعيشة والفساد الاداري والرشاوى والمحسوبية والبطالة القاتلة .. وهي امور لن يحلها الغاء حالة الطوارئ ! .. وتزداد الصورة سريالية عندما نجد اشد الناس نقدا لظاهرة الفساد شريكا مباشرة في ظاهرة الفساد نفسه (أحد أهم رموز المعارضة في سورية محام، لا يمل من نقد الفساد، في حين ان الرشوة عنصر اساسي من عناصر عمله اليومي في القضاء ! ) .. نعم يا عزيزي .. أعلم ان النظام يتحمل جانبا من المسؤولية عن ظاهرة فساد المجتمع واختلال قيمه، ولكني في ذات الوقت اعلم يقينا أن المواطن يساهم بوعي أو بدون وعي في تدعيم وترسيخ ظاهرة الفساد اليومي، فالرشوة مثلا ظاهرة مركبة، يستلزم وجودها شخصان: فاسد قابض للرشوة .. وفاسد دافع لها ! .. والاثنان في الفساد سواء ! .. من المألوف اليوم أن تركب في تكسي، فيلقي السائق على مسامعك محاضرة في نقد الرشوة وتكالب الناس على المال وفساد الضمائر .. ولكن .. عندما تهم بمغاردة السيارة ودفع الاجرة للسائق يفاجئك بأنه قد اوقف العداد، أو يطلب مبلغا مضاعفا لما يظهره العداد ! .. من المسؤول عن الفساد السياسي حقيقة ؟ .. هل هو النظام ؟ أم أن المجتمع الذي ينتج الحكومة التي يستحقها ؟ .. هل صحيح أن المجمتع السوري سمن على عسل طوال حياته، ولم يفسده الا الحكام الفاسدون على طريقة مسلسل (وادي المسك ) لمحمد الماغوط ؟ .. صدقني .. كم أتمنى أن اكون مخطئا .. وأن تثبت لي خطئي .. فكم يقتلني الاحساس بأني مغترب .. في وطني ! .. تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - أبو إبراهيم - 02-20-2008 العزيز شهاب، المعارضة تعرضت إلى عدة أفخاخ مخابراتية كان أولها ما سمي بربيع دمشق الذي أخرج كل من يمكن أن يكون رديفاً للمعارضة إلى ما تحت العدسة الحكومية... وتلاها بعد ذلك حملة الاعتقالات الشهيرة لأعضاء الحوار المدني.... ثم تتالت المقالب التي أذكر منها مقلب تأسيس التجمع الليبرالي السوري الذي أوقع عن طريقه نبيل الفياض بكل من قد يكون رديفاً لحركة الليبراليين وبذلك أجهضت الحركة الليبرالية في سوريا منذ بدء الحمل أو بالأحرى عن طريق حمل كاذب مخابراتي..... كذلك الغادري في أمريكا تم الإيقاع به (راجع أحد مواضيع النادي القديمة) قبل أن يستطيع حتى أن يوجه خطاباً للسوريين يبين سياسته وأبعادها.... كل المقالب التي تمت بالمعارضة السورية تشبه وقوف منذر الموصللي في مجلس الشعب وهو يعطينا درساً في معارضة تغيير الدستور، والذي تبين بعده أنه مقلب في من قد يفتح فمه في مجلس الشعب، واستدراج للكثير من أعداء الحكومة السورية في الداخل والخارج... هذا ما أعلم من المقالب التي تمت بالمعارضة السورية وما لا أعلم أكثر عدداً وأكبر شأناً..... والأمن السوري قوي جداً، وفيه أناس متمرسون وأذكياء استطاعوا أن يلعبوا على حلس الملس ولجنته الأممية في لبنان، وأعطوا هذا الرجل الذي تغلب على المخابرات الألمانية الشرقية درساً لن ينساه.... فما بالك بفرد قرر أن يؤسس منتدى مدنياً على أنقاض ما سمعه عن السياسة من أجداده أو حتى الإخوان المسلمين العقائديين أكثر منهم محنكين ؟؟!! تم القضاء على المعارضة السورية... انبسطوا - النجم اللامع - 02-23-2008 ياااااااه صار لي زمان ما دخلت نادي الفكر..:lol: بس لفت نظري رد شهاب الدمشقي وحبيت اسأله.. قلت يا عزيزي.. Arrayالطريف أن جماعة اعلان دمشق التي تؤكد أدبياتها على التعددية والحق في الاختلاف، لم تحتمل وجود التعددية والاختلاف في صفوفها ! .. فكان أن انسحب من التجمع حزب بعد الاتحاد الاشتراكي، ورابطة العمل الشيوعي (فضلا عن بعض المستقلين مثل هيم مناع) وذلك لأن المنسحبين لا يحتملون فكرة وجود من يخالفهم !!!!! ..[/quote] انا لا اعرف كيف اعتبرت ما حصل عيبا في حق جماعة اعلان دمشق...!!!؟؟؟ يعني من لم يقبل التعددية والديمقراطية كما تقول هو من انسحب (فعليا هم لم ينسحبوا بل علقوا مشاركتهم).. وليس من بقي.. وبرغم ذلك اتهمت جماعة اعلان دمشق بانها لم تحتمل وجود التعددية والاختلاف في صفوفها فكيف يعقل هذا...؟ يعني هي محاولة ولو خجولة لمقارنتها بالنظام.. اليس من الطبيعي وجود بضع اشخاص مثلا متصلبين في ارائهم او رافضين للفكر الحر في اي حزب او جماعة...؟ الاتحاد الاشتراكي لم ينجح في الانتخابات التي حصلت لأمانة الإعلان لأنه نزل باكثر من مرشح فانسحب..لأنه كان يريد توزيع المقاعد بناء على الاتجاهات السياسية..وليس بناء على انتخاب ديمقراطي حر.. هيثم مناع قلبت معه وصار يريد الانتظار حتى تحرير فلسطين ومجابهة الهيمنة الأمريكي يعني تعالوا تحدثوا عن الديمرقراطية على ايام حافظ الثاني الخ الخ الخ.. رابطة العمل الشيوعي لا علم لي بها.. يعني كل واحد علق مشاركته لسبب ما ولكن الأغلبية العظمى التزمت بقواعد الديمقراطية والتصويت الحر.. فأين الجريمة هنا...؟ ثم ما دمت تفترض مسبقا ان كل نظام سيأتي سيكون نظاما ديكتاتوريا..فكيف تقول انك لا تطالب باطالة عمر النظام لا أفهم.. النظام الحالي ديكتاتوري..ومن سيأتي بعده سيكون كذلك.. والي تعرفه احسن من الي متعرفوش.. طيب ما المطلوب الآن بالضبط....؟ |