حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
تحقيق حول تواجد تنظيم القاعدة في لبنان - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: تحقيق حول تواجد تنظيم القاعدة في لبنان (/showthread.php?tid=6679)



تحقيق حول تواجد تنظيم القاعدة في لبنان - ابن سوريا - 02-14-2008

مقال مهم وقوي عن دورية اللوموند ديبلوماتيك الشهرية الفرنسية للشهر الحالي شباط/فبراير 2008

تحقيق حول تواجد تنظيم القاعدة في لبنان
فداء عيتاني

التحالفات الغريبة للمجموعات الاسلامية المتطرّفة

طوال ثلاثة أشهر، بين آيار/مايو وأيلول/سبتمبر 2007، حاصر الجيش اللبناني مخيّم نهر البارد، شمال البلاد بعد أن كانت قد تحصنّت داخله مجموعةٌ غير معروفة من قبل، وهي "فتح الاسلام". هذه الأحداث، كما الاعتداءات على قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان، تشير إلى ظاهرةٍ جديدة، وهي تمركز شبكات اسلامية سنيّة متطرّفة مرتبطة أحياناً بتنظيم "القاعدة" تعتبر بلاد الأرز ساحةً هامّة لنشاطها.


يقول القياديّ في تنظيم "فتح الإسلام" شاهين شاهين لأحد مفاوضيه خلال حصار الجيش اللبناني لمخيّم نهر البارد شمال لبنان: "لقد تم توريطنا بقوّة في معركةٍ ليست لنا، وأنا كنت لا أفضّل قتال الجيش اللبناني". ولم يكن معروفاً حينها أنّ شاهين ليس سوى نجل السيّد أسامة بن لادن والمسؤول الكبير في تنظيم القاعدة. التردّد الذي عبّر عنه إزاء المعارك يعكس اختلاط مواقف هذه المنظمة في ما يتعلّق بلبنان. فهل هذا البلد ساحة مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها أم مجرّد قاعدة خلفيّة لتدريب وعبور مقاتلي القاعدة ؟

وفي الرابع من أيلول/ سبتمبر 2007، بعد يومين من سقوط مخيّم نهر البارد بأيدي الجيش، اعترف مدير المخابرات في الجيش اللبناني جورج خوري أن مقاتلي فتح الإسلام هم من عناصر تنظيم القاعدة. لكن جذور هذه المنظّمة في لبنان ترجع إلى زمنٍ أبعد. فمنذ التسعينيات من القرن الماضي، كانت تصدر قرارات وأحكام قضائية في لبنان بحق "أعضاء تنظيمات سلفيّة لتشكيلهم خلايا إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة".

هؤلاء المدانون كانوا لبنانيّين، وقد كان أوّل من عّبد الطريق للتيّار السلفي في لبنان هو السيّد سالم الشهال، الذي أسّس في طرابلس (شمال لبنان) جماعة "مسلمون" و "شباب محمد" منذ عام 1974. وقد حاول سالم الشهال فرض قواعد الحلال والحرام في المدينة، انطلاقاً من مهاجمة دور السينما ومنع الشبان من ارتيادها. وقد تجاوز نفوذ هذه الجماعة طرابلس إلى بعض المدن السورية. لكنّه في تلك الحقبة لم يكن الفكر السلفي يتمتّع بقواعدٍ راسخة بعد.

في أصول تنظيم "فتح الإسلام"

أبناء الطائفة السنيّة الموزّعون بين البرجوازية التجارية والإدارية، وبين أبناء الريف الذين ما زالت تنتشر بينهم الأميّة، كانوا يعبرّون عن قوميّتهم العربية ودعمهم للنضال الفلسطيني من خلال خياراتٍ سياسية توزّعت بين الناصرية واليسار. ولكن مع الدخول العسكري السوري إلى لبنان في العام 1976، ومع قيام الجيش السوري ومخابراته بعمليات قمعٍ واسعة طاولت السنّة بشكلٍ خاص، اتجهت مجموعات كبيرة منهم نحو الإسلام الراديكالي. خاصّةً وأنّه في ذلك الوقت، كان نفوذ حركة الأخوان المسلمين يتّسع في سورية ويهدّد نظام دمشق عبر عمليات مسلّحة قامت به "طليعتهم المقاتلة".

بعد نهاية الحرب الأهلية - مع اتفاق الطائف الذي تمّ توقيعه في العام 1989 -، كان السلفيون المحدودي النفوذ يخوضون صراعات مع فرقٍ أخرى، وخاصّة مع جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية والتي تُعرف أكثر تحت اسم "الأحباش" [1]. وقد سمحت هذه المواجهات للسلفيين بتطوير أدواتهم الفكرية والدعوية، وصار لهم أتباع في العديد من المدن والقرى. وكان انتشارهم الرئيسي بين المتعلّمين ومتوسطي الدخل ودارسي الشريعة الذين حصلوا على شهاداتهم في العلوم الدينية من المملكة العربية السعودية، وحافظوا على صلاتهم بالعلماء الأكثر تشدّداً هناك. لكن هذه المجموعات السلفيّة بقيت مقسّمة، وإن كان أشهرها في البلاد هي "جمعية الهداية والإحسان" التي أعاد تنظيمها الشيخ داعي الإسلام الشهال، ابن مؤسس التيار.

في 31 آب/ أغسطس 1995، اغتالت إحدى هذه المجموعات الشيخ نزار الحلبي، رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية. وقد شكّل ذلك الحدث صدمةً قويّة، حيث كانت المرّة الأولى التي تقوم فيها مجموعة سلفيّة بعملية اغتيال لأحد خصومها. وعلى الرغم من اعتراف المجموعة بشكلٍ واضح وأمام حبل المشنقة أنّها مسؤولة وحدها عن الاغتيال، إلاّ أن السلطات اللبنانية والمخابرات السورية (التي كانت تسيطر على البلاد آنذاك) فضّلت ربط هذه الجريمة بالفلسطيني عبد الكريم السعدي (أبو محجن)، وهو الذي يتزعم "عصبة الأنصار" في مخيّم عين الحلوة شرقي مدينة صيدا الجنوبية. وستُنسب إلى هذه المجموعة التي أسّسها مقاتلون سابقون في أفغانستان عملية اغتيال أربع قضاة وسط قصر العدل في صيدا، عام 1999.

وقد بدأ نسيج العلاقات بين السلفيين اللبنانيين ومنظمة بن لادن في تلك الفترة. حيث أقدمت منظّمة، شيشانية على الأرجح، مرتبطة بالقاعدة، بالطلب من شابٍ سلفي، هو بسام الكنج (أبو عائشة)، الذي كان قد تخلّى عن دراسته في الولايات المتحدة عام 1988 وتتلمذ على الجهاد العالمي في أفغانستان، تسهيل عبور مقاتلين إسلاميين إلى اسرائيل. فشكّل الكنج المجموعة المعروفة بـ"مجموعة الضنيّة" و طلب مهلة عامين لتأسيس تنظيمٍ مقاوم، قادر على فرض نفسه إلى جانب حزب الله كجزءٍ من المقاومة ضد إسرائيل.

وحينها، قدّم مفاوضون روس، كانوا يشرفون بالتعاون مع السوريين على الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان (25 آيار/مايو 2000)، إلى السلطات اللبنانية والسورية تسجيلاً لمحادثة بين الكنج والمجاهدين الشيشان. وقد عجّلت هذه المعلومة تحرّك الجيش اللبناني للقضاء على مجموعة الضنيّة ليلة رأس السنة لعام 2001. وفي موازاة ذلك، كانت السلطات السورية تشنّ حملة اعتقالاتٍ ضد إسلاميين متشدّدين في الجهة الأخرى من الحدود، ما يؤكّد الطابع العابر للأوطان لهذه الشبكة.

ولكن تنظيم القاعدة سينتظر الاجتياح الاميركي للعراق في آذار/مارس 2003 ليدعو علانيةً إلى تشكيل مجموعاتٍ في لبنان - مع التذكير بأنّ القاعدة ليست سوى "علامة تجاريّة"، وأن بنيتها ليست مركزيّة، ممّا يترك مجالاً واسعاً للحركة أمام الخلايا المحليّة. وفي نهاية العام 2005، بات لها حضورها الحقيقي، إذ تمكّنت السلطات اللبنانية من وضع يدها على أوّل عناصر من ستعرف "بشبكة الـ 13"، وعلى رأسها اللبناني حسن نبعة. وهذه مجموعة تضمّ سعوديين وسوريّين وفلسطينيين، وتعمل كشبكة دعمٍ لتنظيم القاعدة والمقاومة العراقية؛ وتتحرّك في لبنان وسورية، حيث خاضت عدداً من المواجهات مع المخابرات السورية في عدّة مناطق حدوديّة، وحيث يروى أنّها تمكّنت في إحداها من إسقاط مروحيّة سورية.

وقد أثار اعتقال السلطات اللبنانية لهذه المجموعة واخضاعها للتحقيق جدلاً كبيراً، خاصّة أنّ اعترافاتها تضمّنت تفاصيلاً حول ضلوعها في عملية اغتيال رئيس الوزراء السابق السيّد رفيق الحريري، في 14 شباط/فبراير 2005. هذا مع العلم أن العديد من التساؤلات تدور حول كيفيّة انتزاع الاعترافات بهذا الشأن، وحول أيضاً علاقة هذه الجماعة مع شابّ فلسطيني يدعى أحمد أبو عدس، وهو الذي ظهر على شريط فيديو معلناً أنّه انتحاري سينّفذ عملية اغتيال رفيق الحريري [2].

وفي ربيع العام 2006، يحصل انشقاق في صفوف حركة فتح-الانتفاضة، وهي منظّمة تأسست سنة 1983 مرتبطة بشكلٍ وثيق مع النظام السوري، انشقّت عن منظمة فتح التي كان يرأسها ياسر عرفات. وبذلك، ينضمّ ما يقارب 70 عنصراً من هذا التنظيم إلى ضابطٍ فلسطيني من أصلٍ أردني يدعى شاكر العبسي (أبو علي). هكذا انتشر أفراد التنظيم المنشقّ في عددٍ من المخيّمات الفلسطينية: في برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، وعين الحلوة في صيدا، وشاتيلا في بيروت، ومخيّمي البداوي ونهر البارد في شمالي لبنان. ثمّ ينضمّ إليهم كذلك خمسون مقاتلاً يقودهم شهاب قدور (أبو هريرة)، وهو لبناني عاش أغلب حياته مطارداً بعد أن اعتقلته المخابرات السورية في طرابلس عام 1986، ولم يكن يبلغ وقتها سوى 14 عاماً.

وقد حصل تنظيم "فتح الإسلام" منذ بداياته على دعم قياديٌّ في الحركات الإسلامية الجهاديّة في مخيّم عين الحلوة، الذي أمّن له دعماً مالياً من تنظيم القاعدة. وفي موازاة ذلك، تمّ تدريب عناصر فتح الإسلام على يد مسؤول التدريب في تنظيم جند الشام الذي يتمركز أيضاً في مخيم عين الحلوة. وكان هذا التنظيم قد تأسّس عام 1999 في أفغانستان من قبل جهادّيين قادمين من بلاد الشام الأربعة (سورية التاريخيّة التي تضمّ أيضاً أراضي لبنان وفلسطين والأردن) وتميّز بإيديولوجيته الدينية المتطرفة.

حينها وقعت "حرب الـ 33 يوماً" في تموز/يوليو 2006 في لبنان بين حزب الله واسرائيل. فتستفيد المجموعات الجهاديّة من الفوضى لتوسّع تمركزه. كما أنّها ستستغلّ قرار "الدولة الإسلامية في العراق" (التي أنشأتها القاعدة) والقاضي بترحيل العناصر الذين لا يملكون خبرات وقدرات عسكرية خاصّة من هذا البلد، أو أولئك الذين لا يجيدون الاختفاء في الأراضي العراقية بين السكان المحليين. هكذا ستستقطب "فتح الإسلام" عديداً من هذه العناصر غير المرغوب فيها في العراق، مما ولّد ردّة فعلٍ سلبيّة لدى منظمة فتح ولدى المنظمات الفلسطينية الأخرى المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية. وقد تحضّرت هذه الأخيرة لتنظيف مخيم عين الحلوة. من جهة أخرى، قام الجيش اللبناني في نهاية حرب تموز بتنفيذ انتشارٍ واسعٍ جنوبي نهر الليطاني، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، الذي وضع حداً للحرب بين حزب الله واسرائيل. وقد أثار تواجد الجهاديين في مخيّم عين الحلوة، على مبعدة كيلومترات قليلة من 12 ألف جندي من قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان Finul، قلق الجيش اللبناني. في هذه الظروف، قررت فتح الإسلام اللجوء إلى الشمال، المنطقة ذات الأغلبية السنيّة، والتي تعتبر إذاً بنظرها صديقة.

وقد حضّرت عدّة لقاءات لهذه الهجرة، ليس فقط مع إسلاميين سلفيين محليّين، بل أيضاً مع عددٍ من نوّاب "تيار المستقبل" الذي يرأسه السيد سعد الحريري، ابن رئيس الوزراء السابق المقتول، والذي كان قلقاً من تعاظم نفوذ حزب الله. وكان أحد هذه اللقاءات بين السيد شاكر العبسي وأحد نواب طرابلس السنّة، وهو طبيبٌ يساريّ سابق. وقد عبّر هذا الأخير عن خشيته من أن يتعرّض حزب الله الشيعي للسنّة في لبنان [3]. فأجابه العبسي أنّه لا يمكن أن يدخل في صراعٍ مع قوّة تحارب إسرائيل، "ولكنّه لن يسمح لأحد بالتعرّض لأهل السنّة".

مواجهة "التهديد الشيعي"

هكذا تمركز تنظيم فتح الإسلام في مخيّم نهر البارد حيث أعلن عن وجوده رسميّاً في بيانٍ إعلامي أطلقه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2006. وفي موازاة ذلك، كان عديدٌ من مقاتلي القاعدة يتحرّكون دخولاً وخروجاً من لبنان، سواء عبر المعابر الشرعية أو تسلّلاً عبر الحدود اللبنانية السورية. بعضهم يدخلون لأيامٍ إلى مخيم نهر البارد قبل أن ينتشروا في البلد ليكوّنوا شبكاتهم الخاصّة الصغيرة المتغلغلة في المناطق التي تضمّ كثافة سكانيّة سنية. وكانت أصول هؤلاء الأعضاء الجّدد من دولٍ عربية و لكن أيضاً من روسيا والشيشان وتركيا، الخ.

وفي نهاية العام 2006، وصل إلى لبنان الكادر القياديّ في تنظيم القاعدة أحمد التويجري، وهو سعوديّ الجنسية؛ وهناك قام بعقد العديد من اللقاءات مع كوادر فتح الإسلام، كما مع المجموعات السلفية اللبنانية. فتدفّقت على هذه الجماعات المساعدات الماليّة المتأتيّة من السعوديّة والكويت، سواء من العطاءات الحكوميّة أو الخاصّة - أي الآتية من "مجاهدين بأموالهم"، وهم رجال أعمال أثرياء يرغبون بدعم الجهاد.

وفي الوقت نفسه، جهدت الجمعيات السلفية [4] على تجميع قواها لمواجهة "التهديد الشيعي". وقد هيّأت الأزمة السياسية اللبنانية والمواجهات العابرة بين السنة والشيعة، كما بين مناصري المعارضة والموالاة، جواً مواتياً لذلك.

وصار يمكن لعناصر القاعدة المحليّين الاستفادة من حاجة تيار المستقبل السني الملحّة لتشكيل ميليشيا يحاول فيها فرض "توازن قوى" مع حزب الله الشيعي. ومع إدراك تيار المستقبل أنّه يتعامل مع مجموعات أصولية، إلا أنّه أجرى حساباته على المدى القصير في صراعه مع حزب الله ومع سوريا وايران. ومن خلال براغماتية عالية يمتاز بها تنظيم القاعدة، سيستغلّ هذا التنظيم الفرصة ويحصل على التمويل الذي سيسمح له بتجنيد عشرات المقاتلين الإضافيين وإقامة دورات تدريبيّة لمجموعاته في مخيم عين الحلوة، وكذلك لإعداد خططٍ لضرب قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، ولتنفيذ عمليات مراقبة ورصد لسفارات دول خليجية وغربية في بيروت ومحيطها.

وفضّلت سورية غضّ عينيها عن هذه النشاطات، تاركةً أعدائها، من تيار المستقبل إلى الجهاديين، للغرق في خياراتهم. ولكنّها بالمقابل، قامت بتشديد الطوق على القوى الجهادية السورية وتخلّصت من العديد من أفرادها الذين لجؤوا إلى لبنان.

هكذا خلال النصف الأوّل من عام 2007، كان يمكن تسجيل نشاط لـ20 مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في لبنان: زيارات للقادة، دخول للمقاتلين، مغادرة مجموعات منهم إلى أوروبا (فرنسا، المملكة المتحدة، هولندا أو ألمانيا) بعد انتهاء تدريباتهم. وقام تنظيم القاعدة بالتعاون مع فتح الإسلام بإنشاء شبكةٍ ضخمة لن يتم في الحقيقة تفكيكها في مواجهات نهر البارد. و قد تأمّن تسليحها عبر عمليات تهريب عبر سوريا، وكذلك عبر الشراء في السوق المحلية ومن خلال السيطرة على مستودعات الأسلحة التابعة لمنظمة التحرير في هذا المخيّم الشماليّ.

انفجر الوضع ليل 19/20 أيار/مايو، حين قرّر فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي مداهمة مجموعة لتنظيم القاعدة في شارع المئتين في طرابلس. وقد رجال هذه المجموعة من بين المطلوبين من المملكة العربية السعودية يؤمّنون الدعم التقني للمجاهدين في العراق ويحظون بحماية فتح الإسلام. وبشكلٍ سريع انتقلت الإشتباكات إلى مخيم نهر البارد لتستمر 106 أيام، وتهلِك 170 جندياً لبنانياً، و47 مدنياً فلسطينياً، و200 من مقاتلي "فتح الإسلام". وبينما نجح 150 عنصر وقياديّ في التنظيم بالفرار، أُعدم 40 مقاتلاً في الأيام الأخيرة للمعارك، أغلبهم بعد أن أطلقت عليه رصاصة في الرأس. هكذا بسط الجيش سيطرته على مخيمٍ فارغ، مانعاً جميع الأطراف المدنية والإنسانية من الدخول، كما منع التصوير في محيطه. وعملت جرّافات الجيش اللبناني على إزالة الأبنية المدمّرة وكل آثار المعارك فيه.

وفي شهر حزيران، وبعد أكثر من شهرٍ من بداية المعارك، اكتشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية أن شاهين شاهين لم يكن سوى ابن، واسمه "سعد"، مسؤول تنظيم القاعدة أسامة بن لادن نفسه، وأنّه قد دخل المخيم بعد أيامٍ من بدء القتال وحاز على شعبية كبيرة بين مقاتلي "فتح الإسلام". وقد سبق لهذه الأجهزة الأمنية اللبنانية ذاتها أن رصدت وصوله إلى لبنان قبل أشهر من هذا التاريخ، حيث عمل على تنظيم خلايا وشبكات القاعدة في كافة المناطق اللبنانية بالتعاون مع شهاب القدور.

وعلى الرغم من انتكاستهم العسكريّة هذه، لم تخفّف المجموعات المرتبطة بالقاعدة من نشاطاتها في لبنان. فهي تتواجد في مخيم عين الحلوة وفي بعض المناطق السنيّة من البقاع وكذلك في بعض الأحياء الفقيرة السنيّة في بيروت. إذ كان شاهين شاهين قد ردّد على مسمعي بعد أكثر من شهر ونصف من بداية المعارك: "هل تعتقد فعلاً أنّنا مجرد 500 مقاتل محاصرين في مخيّم نهر البارد؟". كما أن ما نسبته قيادة الجيش في مؤتمرها الصحافي في 4 أيلول/ سبتمبر من أعمالٍ قامت بها فتح الإسلام، من تفجيرات في بيروت وضد قوات الطوارئ الدولية وصولاً إلى اغتيالات لشخصيات سياسية، وكذلك المعلومات التي توفّرت لدى مخابرات الجيش، نتيجة التحقيق مع أكثر من 200 موقوفٍ من التنظيم ومن السلفيين والجهاديين، قد أّكدت الدور الكبير الذي لعبه في لبنان هذا التنظيم المرتبط بالقاعدة.

ولكن المراقبين ما زالوا يتساءلون عن عدم إشارة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، لما جرى في نهر البارد من أعمالٍ عسكرية، بينما اكتفى بمباركة عملية التفجير ضد جنودٍ من القوّات الإسبانية العاملة ضمن الـ Finul في جنوب لبنان، الذي قامت بها مجموعة قريبة من "فتح الإسلام"، في 24 حزيران/يونيو 2007. ويأتي التفسير لهذا التجاهل بما قاله لنا شاهين شاهين من أنّ التنظيم ينظر بغير عين الرضا إلى تورّطه في حربٍ ضمن دائرة مغلقة داخل مخيّم، مع العزلة السياسية التي عانى منها - حيث تنكّرت له غالبية القوى السياسية اللبنانية بما فيها السلفيّة. فالحصار قد قلّص هامش حركة القاعدة في لبنان، وسمح للجيش بالقيام بمئات عمليات المداهمة والاعتقال.

ولكن استمرار التأزّم السياسي في البلاد والنزعة المتزايدة إلى التسلّح وتجنيد الميليشيات لدى كافة الأطراف المحليّة، يمكن لهما يسمحا لتنظيم القاعدة بالتمويه على نشاطاتها خلف حركة التيار السني الأبرز في البلاد أي تيار المستقبل، خاصّة وأنّه راح يجنّد مقاتلين تحت ستار شركات أمنيّة خاصّة. هكذا جنّد تيّار السيّد الحريري 2400 عنصر ميليشيا، ووضع خطّة لتجنيد 14 ألف عنصراً آخرين في شمال لبنان وحده. لكن من جهةٍ أخرى، دفعت معارك نهر البارد بجزءٍ من النخبة السنيّة اللبنانية إلى اعتبار ثمن هذا التحالف مع القاعدة باهظاً جدّاً.

شعور بالظلم وغياب لحلّ للصراع مع إسرائيل

وقد أجّجت أحداث نهر البارد استقطاب السلفييّن لجزء من الطائفة السنية في لبنان، وذلك بالاستناد إلى وقائعٍ حقيقيّة: حيث تم تدنيس بعض مساجد نهر البارد من قبل جنودٍ مسيحيين في الجيش اللبناني، كما تم تدنيس القرآن كما حدث في سجن رومية حيث يُعتقل جهاديّون. وصار يمكن رصد مواقع متعدّدة على شبكة الانترنت، تعلن تأييدها بوضوح لتنظيم القاعدة، وتشيد بشهداء تنظيم "فتح الإسلام". حيث يمكن قراءة ما يلي على أحد هذه المواقع: "صبراً... فالقاعدة قادمة مجدّداً إلى لبنان: إذ أن نهاية البارد هي بداية القاعدة".

وقد بات الآلاف من الشبان السنّة المتعبين من صراعٍ سياسيّ محلّي مسدود الأفق، ينظرون بحسد إلى الشيعة الذين تمكّنوا من احتكار جهود المقاومة ضد إسرائيل. ويشعرون بالغبطة أيضاُ لضربات القاعدة في الغرب، ولنجاحاتها المحدودة في العراق. ويتّجه جيلٌ شاب نحو المساجد، حيث تتم تعبئته بالفكر السلفي الجهادي، وسط شلل واهتراء تعيشه الهيكليّة الرسمية للطائفة السنية في لبنان: من دار الافتاء إلى صناديق التعاضد الاجتماعية والمحاكم الشرعية الدينية. فقدان المصداقية هذا يرجع إلى دخول هذه المؤسّسات على خط التجاذب السياسي تأييداً لسعد الحريري وتيار المستقبل، و إيضاً، إلى ارتفاع مستوى الفساد فيها. و في النهاية، هناك الشعور بالغبن وبانعدام أيّ أفق لحلّ للصراع مع إسرائيل. يمكن إذاً للقاعدة أن تلعب على وتر الخوف من الشيعة ومن حزب الله، وعلى خشية السنّة من تهميشهم، وأيضاً على الشعور المعادي لأمريكا (في حين تظهر الحكومة والقوى السنيّة الرسمية كحليفة لواشنطن). وبالنسبة للبعض، يكمن الحل لهذه المشاكل في الإسلام، والطريق التي يجب اتباعها هي تلك التي تتّبعها القاعدة.

لكن يبدو أن القاعدة - وليس بالضرورة جميع الجماعات التي تتبنّى الانتماء إليها - تريد قبل كلّ شيء أن يكون لبنان قاعدةً خلفيّة لها، ومعسكر تدريب وإعداد، وممرّ آمن لعناصرها إلى العراق، ومن العراق إلى أوروبا. وبالتالي، فالأولويّة لها هو أن يكون لبنان مخبر تجارب يستطيع ضمنه أفرادها تطوير وسائل عسكريّة حديثة: طائرات صغيرة مسّيرة لاسلكياً يمكنها تحمل 30 كيلوغراما من المتفجرات، أو أجهزة تفجير عن بعد قادرة على تجاوز تشويش المدرّعات الأميركية في العراق، أو أيضاً برامج كومبيوتر تمكّن قياديي القاعدة من التواصل بعضهم ببعض في الدول المختلفة عبر الانترنت دون الخضوع لمراقبة وكالات المخابرات المحلية، ولا حتى وكالة الأمن القومي الأميركية. ضمن هذا الإطار ليس للقاعدة، كما أشار شاهين شاهين، من مصلحة في التورّط بالنزاعات الداخلية اللبنانية.

ولكن كيف يمكن لهذا التنظيم أن يوفّق بين "حياده" النسبي وتهجّم الرقم الثاني فيه على وجود قوّات الطوارئ الدولية، وما تبع ذلك من اعتداءات؟ وهل تقبل المجموعات المحلية التي تُعلن انتماءها للقاعدة أن تبقى على هامش المشهد السياسي اللبناني؟ مهما كانت الأجوبة، هناك أمرٌ أكيد: وهو أن مستقبل تنظيم القاعدة في لبنان مؤمّن بشكلٍ جيّد.





* صحافي، بيروت





[1] مجموعة صوفية أسّسها السيد عبدالله الهرري، الحبشي المنشأ - ومن هنا جاءت تسميتهم بالـ"أحباش". وغالباً ما أقدمت الاستخبارات السورية على استغلال هذا التنظيم وتحريكه.

[2] راجع التحقيق الذي نشرته صحيفة "الأخبار" في بيروت بين 7 و10 ايلول/سبتمبر، على الموقعhttp://www.al-akhbar.com/ar/node/46169

[3] وقد أكّد هذا الطبيب اللقاء على شاشة التلفزيون. وأكّد أيضاً أن المخابرات اللبنانية قدّمت المساعدة لمنظمة "جندالشام" المتطرّفة تأميناً لانتقالها من مخيم عين الحلوة في الجنوب إلى نهر البارد للالتحاق بفتح الاسلام، وذلك تحت غطاء العمل "الإنساني".

[4] من بين هذه الجمعيّات: الاتحاد الإسلامي، وقف التراث الاسلامي في طرابلس، وقف الإحياء الإسلامي في طرابلس، وقف النور الخيري في شبعا والعرقوب، وقف البرّ الخيري في الضنيّة، وقف المركز الإسلامي ومسجد عبد الرحمن بن عوف في البقاع، جمعية الإرشاد ومدرسة الإبداع في عكار. ومما يظهر من اسماء هذه التجمعات أنّها تنتشر على كل الأراضي اللبنانية.


تحقيق حول تواجد تنظيم القاعدة في لبنان - Awarfie - 02-14-2008

حبكة هوليوودية يقوم بها فداء عيتاني عن طريق اللوموند ديبلوماتيك . لا تتجاوز نسبة الصحة فيها ال 20% .

مع تحياتي للعزيز طارق .:97:


:Asmurf:


تحقيق حول تواجد تنظيم القاعدة في لبنان - ابن سوريا - 02-14-2008

Array
حبكة هوليوودية يقوم بها فداء عيتاني عن طريق اللوموند ديبلوماتيك . لا تتجاوز نسبة الصحة فيها ال 20% .

مع تحياتي للعزيز طارق .:97:
:Asmurf:
[/quote]

كيف ولماذا؟

مع أجمل التحيات للعزيز آورفاي
وعيد حب وأنت والجميع بخير
:redrose:


تحقيق حول تواجد تنظيم القاعدة في لبنان - رحمة العاملي - 02-14-2008

ولو طارق
بدها سؤال كيف ولماذا ؟
لان لا شيء في المقال (التحقيق) يشير الى تورط سوريا
فلذلك هو بلا مصداقية عند الزميل اوارفي
سيمور هيرش كتب في النيوركر مثل هذا التحقيق قبل معركة البارد باربعة اشهر
وبردو حتة خشبة