حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
موت قبل الأوان - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: موت قبل الأوان (/showthread.php?tid=683) |
موت قبل الأوان - mc-sokrat - 03-19-2009 الخامس عشر من فبراير وقعت الحادثة ،ليست حادثة مهمة حتى يكتب عنها المرء،وربما تبدو لمن سيقرئها أنها أي الحادثة لا تستحق القراءة ولا عناء الكتابة عنها كونها تعكس مزاج لا أخلاقي بالمرة و شطط وعي يحاول الهرب من كينونته بالارتماء على الآخرين بغية إخفاء عيوبه أو إسقاطها على الآخرين ! ومن يدري ، بين قارئ وأخر توجد هفوات و شطحات كثيرة قد تحول النص ومعناه إلى لا جدواه بالمرة كما يشعر الكاتب نفسه بلا جدوى تلك الأحداث والشخصيات التي يحاول مط اللثام عنها في عالم ما عاد ينظر إلى تلك الأحداث والشخصيات إلا من خلف سجن الأخلاق والدين ـ بغية الهرب من مواجهتا وتتبع منابعها و مسبباتها . في ذلك المساء من مسائات فبراير المملة ، حين مررت من جانبها حيث كانت واقفة تنتظر الزبائن أو خيل إلي أنها تنتظر الزبائن، فشكلها لا يوحي أبدا أن هناك زبائن يمكن أن تصل بهم الوضاعة إلى النوم فوق نهودها و التمتع فوق صدرها و النظر إلى شحوب وجهها الذي تحول بفعل التجاعيد و أثار الشيخوخة وهموم الحياة المضجرة إلى ساحة حرب ما عاد فيها إلا جثث القتلى ورائحة تعفنهم ـ لكن رغم كل هذا ـ كانت تتوسط الشارع وتنافس أخريات من جيل غير جيلها و جمال غير جمالها ـ وتبدي ليونة و ابتسامة وهي تعاكس المارة وتحاول إغراءهم في محاولة عيش يائسة . كأن تلك الابتسامة و تلك الكلمات المغرية تمحي كل دمامتها و وضاعتها وتبدو في نظر المارة فتاة في عمر الزهو ر أو بهلوان يخلق الحياة في الجمادات !! توقفت إليها وأمام نهديها الكبيرتين نظرت وتأملت غير مبالي بوجودها كذات تحمل تلك النهود وذلك الجسد المثقل بالشحوم . مرت ثواني أو دقائق وأنا أتأملها و أتابع حركاتها، واسمع كلماتها الساخرة حين قالت بنبرة ساخرة: هل أنت طالب ؟حينها كان معي كتاب ـ الكلمات والأشياء لميشيل فوكو ؛ أجبتها : انني طالب علم و لذة جئت أتعلم من نبع معرفتك وغور جسدك ،بحثا عن متعة و لذة فوقه ا فهل تقبلينني تلميذ في مدرستك ؟؟ ابتسمت تلك العجوز الشمطاء من نبرتي العربية و أسلوبي في الكلام ، وقالت: هل معك مئة درهم ؟؟ قلت :نعم ـ و لو أردت أكثر فلا مانع عندي ـ المهم والاهم هي المتعة ! . بالنسبة لي كانت مئة درهم لا تعني شيء مقابل ما أصبو إليه من معاني غامضة وراء الأجساد المرهلة والمثقلة بهموم السنين وتغيرات الحياة و التجارب التي تراكمها جراء ذلك الكم الهائل من الوقت الضائع في متاهة الحياة و أيضا كانت بالنسبة لي فرصة للبحث عن الأمل والتشبث بالحياة من خلال رؤية هذه النماذج تحيا وتكافح من اجل البقاء والاستمرار ؛بينما جيلنا يعيش مرحلة موت وحقد ضد الحياة .الحياة بكل أشكالها ومعانيها ـ وما أن تجلس أمام احدهم حتى يبدأ في البكاء والعويل على وضعه الاجتماعي بكلام وأفكار تعكس غريزة كره الحياة. ببساطة إننا نمثل جيل العويل ـ و الانحطاط الأكثر قذارة من انحطاط الأجيال السابقة ــ سألتها بعد أن قلت لها مداعبا وساخرا : حين أراكي وارى أمثالك أطمئن واشعر بالفرح ـ فالرذيلة مازلت بخير و مازالت قادرة على إنتاج النماذج الأكثر نبلا وقدرة على التعبير عن الحياة و قوتها ! قالت وهي تضحك : باركا من التفلسف رآه الفلسفة هتخرج عليك !! على أي ـ أين هو المكان الذي سنذهب إليه ؟ قالت وهي تشير بيدها : هناك على يمين ذاك المطعم المقابل للفندق ، توجد الدار، حين نظرة إلى ذلك المكان بدا غير أمن من كثرة المارة وربما بدا انه وكر لرعاع و حراس الفضيلة ! قلت في نبرة حادة : هل يوجد مكان آخر غير هذا ؟؟ أجابت بالنفي و رسمت استياء على وجهها أعاد إليها دمامتها وأردفت أن المكان آمن و الدار وصاحبة الدار لا خوف منهما حيث يمكننا أن نستمتع بلا خوف ! مرت فترة صمت قليلة ثم أردفت قائلا :مارايك أن نذهب إلى ذلك الفندق مشير بيدي إليه ؟ ربما يكون أكثر أمانا و جلب للمتعة ! تمتمت بشفتيها كاشفة عن أسنانها الصفراء! وقالت إن الفندق لم يعد يعمل و أيضا غال التكلفة. ما يعني انه يتوجب عليك أن تدفع 100 درهم لي وحدي كما ستدفع للفندق ـ فهو ليس أفضل مني! أوه ـ لما تريدين أن تساوي نفسك مع صاحب الفندق ؟؟ فأنت تقدمين خدمة جنسية أما صاحب الفندق فيقدم لنا الأمان والراحة التي سأشعر من خلالها بالمتعة بعيدا عن الخوف و هواجسه. ثم أردفت قائلا : أن الأمر يتوقف عليك ـ فكلما تجاوبتي مع رغباتي كان لكي أفضل من الفندق وأكثر ـ المسألة في النهاية مسألة متعة وما يكتنفها من غموض في عوالم أخرى قد لا تجرئين على التفكير أو الولوج إليها؛ وما المال سوى وسيلة لبلوغها . فالمال مجرد وسيلة للغاية أعظم وأجمل . في تلك الأثناء وحين أنهيت خطابي ـ ارتسمت على وجهها ابتسامة الخبث والمكر قائلة ـ" تهلى فيا نتهلى فيك ـ: و سرنا على الرصيف نتجاذب النظرات و نرسم ابتسامة عابرة على وجوهنا بغية مواربة ما نحن سائرون إليه وهائمون عليه بلا تساءل ـ كان شكلها وسنها يمثلان لي انهيار للقيم وموت لكل معاني الحب و الجنس في آن معاً ـ وتفوق للغريزة على كل معاني الجمال والحب الذي صاغها الإنسان ومع ذلك ـ ما كنت لأتراجع عن جنوني و انقيادي الأعمى لغريزتي و شهواتي التي لا تعرف معنى للحدود والجمال . في فترة مبكرة من مراهقتي سننت لنفسي قانون وحيد حدد توجهي في بحار التيه والجنون ـ كل شيء مباح ـ هكذا رحت ابرر لنفسي كل فعل أقوم به و عمل آتيه و سلوك أقترفه ـ كسرت من خلال هدا القانون كل الحدود وكل المعايير الأخلاقية وسرت كما اردد دوما مجردا من كل الملابس ـ إنسانيا صرفا ً ـ بيدي انه خلال السنوات التي تلث ـ انهارت كل القيم والأخلاقيات في نفسي ولم تعد من وجهة نظري سوى قناع للقمع والإرهاب يمارسه المجتمع ضد أهوائه ونزواته التي جبل وفطر عليها ـ ؛ وفي فترة لاحقة أدركت أن مشكلة مجتمعنا تكمن في تقنعه ومحاولته البائسة في أن يكون فاضلاً كما يعلن عبر كتبه ومنابره. لاشيء يعادل المتعة والهيام فوق الأجساد المتهرئة حيث تختبئ المعاني الأكثر غموضا وتتجلى إرادة الحياة رغم كل شيء وحيث تذوب كل حواجز المجتمع وكل عوائقه وقيمه التي تحكمنا من بعيد . وحيث نلامس ونحن فوق تلك الأجساد موت الأشياء وفنائها ـ وانبعاثها من جديد على شكل أهات و والآلام. كنت أشعر بشعور غريب ـ بعلاقة حميمة تربطني بكل الأجساد التي التقي بها ـ علاقة حب و تصوف ـ كان الجسد طوال سنوات بالنسبة لي معبد بديل عن كل المعابد التي تركتها خلفي . وصلنا إلى الفندق المنشود ، بعد دقائق من المشي على أقدامنا ـ تقدمت أولا ـوألقيت التحية على رجل يجلس وراء مكتب قديم الطراز يعكس فيما يعكس تفاهة الفندق وقدمه ـ في الحقيقة لم يكن فندق بل بانسيون من الطراز القديم مكتوب عل واجهته ـ" بانسيون الراحة " استقبلني خادم الاستقبالات بابتسامة عريضة ـ ربما لأنني زبون معتاد ! لكن رغم ترددي المستمر عليه ـ لم تتجاوز علاقتنا تلك الابتسامة وما يتبعها من روتين ؛ أخرجت ورقة من فئة 100درهم وبعض الفكه الأخرى من فئة عشرة دراهم ووضعتها في يده قبل أن تصل تلك العجوز ، في الحقيقة كان تأخرها عن المجيء لأسباب أمنية بحثه ! أتذكر ونحن على مشارف الفندق أنها قالت :اذهب أنت وسألحق بك حتى لا يلمحنا الناس ! أثار تصرفها هذا استيائي كثيرا ـ أوه متى نتحرر من عيون الناس ؟؟ رددت مع نفسي وأنا أدخل عتبة البانسيون ؛ أشار الخادم قائلا ـ الغرفة رقم 12 على يمينك مباشرة وهو يضع المال في جيبه ، في تلك الأثناء وصلت تلك العجوز و هي تلهت كأنها قطعت أميال على أقدامها ! ملقية التحية على المدير بشكل تلقائي كأنها تعرفه منذ زمن ! واتجهت نحو الدرج تتبعني وهي تبتسم و تلهت في وقت واحد ؛ فجأة التفتت ورائها مخاطبة المدير بلهجة اختلطت بين حزنها و لهاتها قائلة له : ماتت الزهرة قبل ثلاثة أيام ! وأردفت في صوت خافت : أنه بعد قضائها في المستشفى 3 أيام سلمت الروح إلى الله وثم دفنها ليلة البارحة في إحدى المقابر ، أومأ المدير برأسه بغير اكثرات قائلا أنه سمع بالخبر ثم تمنى لها الرحمة ـ "كلنا لها" رددت تلك العجوز وصارت نحو الغرفة اثنا عشر غير مكثرة بما قالت وغيرة مبالية بما كان من أمر صديقتها الزهرة ، وربما بدا لي وقتئذ أنه موقف رائع ـ اللامبالاة وعدم الاهتمام بموت الآخرين مهما كانوا قريبين منا ـ تذكرت ما قاله فرويد في إحدى كتبه ـ الموت ليس موتنا بل هو موت الآخرين ! ربما كان إحساسنا هذا بكون الموت ليس موتنا مريحا وباعث على الإطمئنان! لكن مع ذلك لم يكن الأمر بالنسبة لي هين حين ألقيت عليها بعض الأسئلة حول الزهرة ـ تتعلق بشكلها وسنها و أماكن وقوفها بينما كانت تهيم الدخول إلى الغرفة ؛ ولكم كانت صدمة اعترافها قاتلة بالنسبة لي ـ حين أدركت من كلامها أن الزهرة لم تكن في حقيقة الأمر سوى إحدى العاهرات الذين ضاجعتهم قبل أسبوع من الزمن ـأي قبل موتها بأسبوع ـ تذكرتها ! بينما كانت تلك العجوز تتحدث عنها وعن فضائلها ، تذكرت صمتها وشكلها الأسمر و غرائب تصرفاتها و ملابسها ـ تذكرت حين قالت ردا على سؤال غبي مني ، أنها ليست" حديد" بل امرأة تشعر كما يشعر كل الناس ـ كان سؤالي حينها ـ حين كنت هائما فوق جسدها ـ ألهث بحث عن لذة ومتعه فقدت بفعل الزمن بوصلة هدفها ومعانيها ومع ذلك كانت بالنسبة لي لذة ـ " هل تشعرين بي " قلت لها حينها ـ بسذاجة البلهاء و جهل الجهلاء ـ كأن سؤالي هو الذي أخرجها من غيبوبة صمتها واغترابها عن عالمي ؛ إنها ليست "حديد" ـ مازالت تشعر وتحس ، أشعرني اعترافها هذا بنوع من الراحة و الرجولة الشرقية التي تمخر وعي وكل تجليات غرائزي المجنونة ؛ تذكرت هذا المشهد بينما كانت العجوز تواصل كلامها عن الزهرة ، في الحقيقة لم تكن مجرد ذكرى أو عودة بالزمن إلى الوراء ـ بل ـ استحضار الماضي إلى الحاضر الذي بدوره لم يكن بالنسبة لي سوى تيه في بحار العبث واللامعنى ! لقد تجاوزت الزمن أو تجاوزني بحيث لم يعد سوى عودا أبديا بلغة نيتشه ؛ خارج أو داخل ـ لم أكن أهتم أين أقف ـ كأن الأمس هو اليوم وهكذا ـ امتداد لا تحكمه قواعد التغيير والصيرورة . لكنني شعرت بشعور غريب لحظتها ـ كأن الزمن قفز قرن آخر دون أن أشعر به ؛ كيف تموت وتنتقل هكذا ـ لقد كانت آخر مرة رايتها فيها رغم أنها كانت صامتة وغريبة نوع ما ،في تصرفها وحركاتها إلا أنها ابتسمت معي في نهاية الأمر وأخبرتني عن اسمها ومكان سكنها قبل أن تختفي الى الأبد .في الحقيقة كانت تلك أول مرة أضاجعها ،لكن لم تكن المرة الأولى التي أشاهدها ـ واقفة في مكانها تغري الزبائن وتحدبهم عن طريق ابتسامتها وصمتها الذي يضفي عليها جمالا ما يغري أمثالي من الحمقى ؟ توقفت العجوز عن الكلام حين دلفت عتبة الغرفة و باشرت قلع جلبابها الذي أبان عن ملابسها التقليدية و جواربها الطويلة ـ بدت بهندامها ذاك كأنها تحفة من التحف النادرة ! وضعت الكتاب الذي أحمله جانباً فوق رف الكنبة التي سأنام وأحارب فوقها كالعادة ، وحاولت نسيان موت الزهرة حتى لا يشوش على قدراتي الجنسية المتوقدة بغير توقف ؛ بينما كانت العجوز تقتلع ملابسها الداخلية محتفظ بصدرية تمسك نهديها عن السقوط والتدلي على ما يبدو إلا أنني حين اقتربت منها ـ ممسكاً ورقة من 100درهم في يدي، أمرتها وأنا أضع تلك الورقة فوق نهديها أن تقلع تلك الصدرية وكل شيء ـ أريدك مجردة من ملابسك ـ فثمة جمال غريب نشعر به ونحن بلا ملابس بلا قيود ....كانت الملابس بحد ذاتها تعبر عن القمع والقيود ـ في مجتمعنا ـ كل شيء يحمل في طياته دلالة نقيض ما يوحي به المظهر ـ معنى آخر يحمل في داخله حقيقة الشيء كما هو ـ كذلك كانت بالنسبة لي ملابس المرأة ـ من حجاب وجلباب ورتوش أخرى ليست أكثر من معاني للقمع والكبت فقدت معانيها مع الوقت أو غاصت في القاع ولم يعد لها سوى ذلك المعنى الظاهر الذي أضيف إليها بفعل العادة . في تلك الأثناء شعرت بيدها تلامس الأعور ( رحم الله النفرزاوي الذي عرفني بأسمائه) وأنحاء أخرى من جسدي ـ ابتعدت قليلا عنها حتى يتسنى لي رؤية جسدها كله وتأمل تجاعيده ـ تلك أول مرة أرى فيها ذلك الجسد الذي قارب أو تجاوز الخمسين عاما مجرد من كل الملابس ـ عاريا بالكامل ـ ليس أول مرة أضاجع فيها امرأة شمطاء كهذه بل كانت أول مرة أرى فيها هذا العري بكل ما يحتويه من قبح وجمال وأنوثة تفجرت على شفتيها وترتسم على ملامحها حين ضمتني بقوة إليها؛ شعرت بحرارة جسدها ،وتوقد غريزتها كأنها لم تمارس الجنس منذ أعوام خلت ؛ ربما كان هذا جزء من المعاهدة ـ" تهلى فيا نتهلى فيك " بيدي أنني منحتها مبلغ بدا لها كبيرا وجدير بهذه الجرأة والشوق الجنسي الذي أبدته من خلال ذلك العناق!؟ ربما كان محض عمل ـ لست أول من حظي به ولا أخر من سيحظى به ، لكنني شعرت بالذوبان فوق جسدها ذاك وحرارتها المفتعلة تلك تدفق ماء لملعون الدافق شعرت بنشوة انتقلت عبرها إلى تلك العوالم الأخرى ـ عوالم لذة فقدت من خلالها وعيي بما هو كائن حولي ـ إلا من أنفاسها المنبعثة من أعماقها كشاحنة شحن قديمة ، حين لامست شفتاي شفتاها بقوة ـ سمعتها تقول :" مالك ياك ما سخفتي " كنت فاقدا وعيي بالكامل إدراكي للأشياء توقف ـ شعرت بان الزمان نفسه قد توقف ـ لم أعي وجودها كعجوز بقدر ما شعرت بأنوثتها كأنها مراهقة في صيف حار ؛ مازلت مندهشا من تلك الحالة التي مررت بها حالة نشوة استمرت لمدة من الزمن، لا مست من خلالها تلك العوالم الأخرى ، حيث انفصل وعي بما هو كائن ـ بما هو مدنس وغير متعالي ، في لحظة انغماسي في أعماق جسدها المرهل ـ بكل قواي ـ كانت في نفس الوقت لحظة تحرري من كل ما هو أرضي ومكاني ـ لم تدم تلك الحالة كثيرا ـ بقدر ما كانت حالة لا زمكانية بقدر ما كانت في غاية الروعة والجمال ـ أدركت حينها أن أجمل لحظات حياتنا يمكن أن تولد من أبشع المناظر والأماكن التي نخافها ونرتعش من ذكر اسمها ـ وأن الجمال الحقيقي لابد وأن يولد من القبح كما تولد الفضيلة من رحم الرذيلة وكما تولد الحياة من رحم الموت والمعاناة ؛ وبقدر ما نجرؤ على تجاوز عتمة مخاوفنا ـ بقدر ما تفتح أمام أعيننا ووعينا أماكن جديدة تضيء عتمة مخاوفنا وتحررنا من ضعف الإرادة وتدفعنا نحو قلب الأشياء وعمقها ـ أدركت حينها معنى الجمال ـ الذي ولد من قبح تلك العجوز و دمامتها التي لو نظر إليها أحد لما استطاع أ ن يأكل وربما شعر برغبة قوية في التقيا وانتابته موجة من الغثيان قد تفقده حياته مثلما وقع لي ؛ صحيح أنني شعرت بالجمال وأنا منغمس فوق نهودها وبين شفتاها و إرداف مؤخرتها و تجاعيد جسدها؛ لكنني شعرت أيضا بمعانقة الموت والالتحام معه ـ حين أفقت من غيبوبتي تلك ـ من نشوتي التي لم تكن سوى وهما كبيرا عشته لحظة سيطرة الغريزة وتوقدها على وعي ـ رأيت أمامي كيان محطم ـ مهشما ـ بالكاد يستطيع أن يقف ويتكلم ـ تجلت لي بشاعتها تلك مثلما تجلى لي الجمال الذي ولد منها ـ وبنفس شعوري بجمال تلك النشوة و تحليق روحي بعيدا عن كل ما هو أرضي ـ بقد رما كان ألمي الذي ولد من بشاعة منظرها وهي متجردة من كل ملابسها ـ وهي مستلقية فوق سرير تمسح ماءها بورقة كلينكس ؛ كأنها جثة هشمها الدود ومع ذلك مازال فيها نفس من حيا ة يحركها و يضحكها ؛ انتابتني موجة من السعال الذي تحول إلى غثيان وتقياُ فظيع ـ فقدت مجددا وعي بكل ما هو كائن من حولي ـ لكن هده المرة ـ لم أشعر باللذة و الجمال والنشوة بقدر ما رأيت نفسي أسبح في بحار الموت وظلماته محاولا بكل ما تبقى من قوة مقاومة الموت و ظلماته ـ رأيت الموت بعيني ولامسته بكل مشاعري و توتري ـ انهارت كل قواي الجسدية ـ وشعرت بمعنى الألم ولذته في آن معاً ـ ارتميت فوق السرير الذي تركته تلك العجوز لحظة موتي داك في حالة من الخوف انتابتها لحظة رؤيتها تلك الحالة التي كنت عليها ـ تركتني وحيدا في الغرفة أسترجع ذكريات حياة انتهت فوق جسدها وشفتاها التي التهمتهما التهاما في لحظة نشوة ما فتئت أن تحولت إلى كابوس كاد أن يقتلني و ينقلني إلى حيث ترقد زهرة موت قبل الأوان - عادل نايف البعيني - 03-20-2009 الزميل افريقي قرأت ما استطاعت نفسي أن تقرأ فوجت في طي الكلام ما قدمت له بأن الحادثة ليس فقط لا تستأهل أن تسفح من أجلها حبرا بل الأسلوب والكتابة التي وردت عليه.. فإلى جانب العديد من الأخطاء الإملائية والنحوية واللغوية التي تراكمت من كل حدب وصوب.. وجدت أن حرف الثاء أصبح يزاحم حرف التاء في أماكنه فلا يرى تاء إلا وزحزحه وحل مكانه عند غياب عين الكاتب..مثلا: ( خلال السنوات التي تلث ) (لأسباب أمنية بحثه !) هي تلهت كأنها قطعت وصارت نحو الغرفة اثنا عشر غير مكثرة بما قالت قرأت لك سابقا ما هو أكثر اتزانا ودقة في اللغة فعذرا هذه الحكاية لم تعجبني محبتي ومودتي |