![]() |
جنفييف كلانسي 1923 ـ 2005 :sssالشاعرة الفرنسية الملتزمة التي كرست حياتها لخدمة القضايا الإنسانية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: جنفييف كلانسي 1923 ـ 2005 :sssالشاعرة الفرنسية الملتزمة التي كرست حياتها لخدمة القضايا الإنسانية (/showthread.php?tid=6838) |
جنفييف كلانسي 1923 ـ 2005 :sssالشاعرة الفرنسية الملتزمة التي كرست حياتها لخدمة القضايا الإنسانية - بسام الخوري - 02-04-2008 جنفييف كلانسي 1923 ـ 2005 :sssالشاعرة الفرنسية الملتزمة التي كرست حياتها لخدمة القضايا الإنسانية منتجب صقر 04/02/2008 ولدت الشاعرة الفرنسية جنفييف كلانسي عام 1923 في باريس وتابعت فيها دراسة الفلسفة حيث حصلت علي شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون الأولي وكانت عنوان أطروحتها جمالية العنف . ثم درّست مادة الفلسفة وعلم الجمال في نفس الجامعة إلي أن وافتها المنية في الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2005. منذ نعومة أظافرها، وضعت جنفييف كلانسي في أولي اهتماماتها مسألة الالتزام بقضايا النضال في كل مكان في العالم فكانت تدعم في كتاباتها المشردين والشعراء المنفيين وكل من يعاني من جور الظلم وتعسفه. وهكذا فقد كان للقضية الفلسطينية نصيب كبير من أعمالها. في عام 1973 أسست الشاعرة الراحلة جمعية الدفاع عن حياة وحقوق العمال المهاجرين ، وقد حققت هذه الجمعية نجاحا باهرا وساهمت في الاعتراف بحقوق هؤلاء العمال بالعمل بحرية وممارسة حياتهم الطبيعية في فرنسا. في عام 1992، أسست الشاعرة الراحلة مع الكاتبين الفرنسيين فيليب تانسلان وجان بيير فاي المركز العالمي للدراسات الفنية وهوعبارة عن مؤسسة أكاديمية تعني بالبحث العلمي وتفتح الطريق أمام الدراسات المتخصصة بالفلسفة والشعر وعلاقتهما بالعلوم الأخري كالمسرح وعلم الجمال والذي جعلت مقره جامعة باريس الثامنة. كان الهدف من هذا المركز معالجة القضايا الشعرية والفلسفية عبر تنظيم الندوات والمؤتمرات المتوالية والتي كان يدعي إليها شعراء وفلاسفة معاصرون. ويستمر هذا المركز نشاطه حتي بعد رحيل الشاعرة حيث يدير الكاتب فيليب تانسلان هذا العام 2006 مؤتمرا ً حول موضوع الحضور والغياب في الشعر المعاصر. وقد كانت تدير أيضا ً مجموعة شعراء القارات الخمس التي تصدر عن دار لارماتان الفرنسية للنشر. توفيت الشاعرة في الحادي عشر من شهر تشرين الأول (نوفمبر) من العام 2005. وقد أقيمت العديد من الأمسيات الشعرية لتأبين ذكراها، أهمها الأمسية التي نظمها معهد الآداب والفنون العربية في باريس في مهرجان لقاء الثقافات. كما أقام متحف المونبارناس في باريس بين الخامس عشر من آذار (مارس) والثاني من نيسان (ابريل) 2006 معرضا ً ضم باقة من صور الشاعرة الراحلة مع شهادات كتبها كبار الفنانين والشعراء حول أعمالها الأدبية. لا يمكننا التفريق بين شعر جنفييف كلانسي والتزامها الإيديولوجي بقضايا المظلومين في كل مكان في هذا العالم ونري ذلك واضحا منذ أولي كتاباتها في مجلة Change، فكثيرا ً ما كانت الشاعرة تبدأ محاضراتها بأبيات للشاعر الأرجنتيني روبيرتوجواروز مؤكدة ً معه أن الحياة تعود إلي طبيعتها في اللحظة المناسبة التي نختارها نحن، وأحيانا ً عبر المعجزة التي تتجاوزنا . وفي معظم أعمالها التي نشرت في دار لارماتان في باريس حيث كانت تدير مجموعة شعراء القارات الخمس كانت تعالج العلاقة بين الشعر والفلسفة ونلمس ذلك في دواوينها : جمالية العنف (2004)، جمالية المستقبل (1999)، دفاتر الليل (2004)، نذكر أن الشاعر الكبير أدونيس ترجم مقاطعا من قصائدها إلي العربية نشرها في صحيفة الحياة في زاويته مدارات مثل: التمرد الذي يتم لغاية واحدة : أن يفرض احترام الإنسان ـ كرامة وحضور ـ ضد القمع الذي يهدمهما، لا يمكن أن يخضع للمساومة، إنه تمرد محتوم ولا مرد له . لم تتواني الشاعرة جنفييف كلانسي عن مساءلة العنف في أعمالها الأدبية والشعرية، وهي تميز بين العنف والبربرية فنراها تهتم في كتاباتها بصورة الشاهد. وهكذا فإن مجزرة صبرا وشاتيلا تشكل عاملا ً محرضا ً للكتابة. في الثالث من شهر نيسان (ابريل) من العام 2002 أطلقت شاعرتنا بيانا ً لنصرة الشعب الفلسطيني وعنونته: نداء إلي المثقفين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وافتتحته بهذه الكلمات: إلي كل الرجال الأحرار... إلي كل الأحرار في كل مكان من العالم، نحن المثقفون والفنانون نطلق نداء ً إلي الفنانين والكتاب العرب ونطلب منهم التحرك لرفع صوتهم عاليا ً كي يصل إلي كل الناس في العالم أجمع تضامنا ً مع الشعب الفلسطيني الذي يخضع لأبشع ممارسات القوات الإسرائيلية. من احتلال البيوت والأملاك إلي تشريد الأطفال وقتل المدنيين العزل... وإضافة إلي ذلك فإن القوات الإسرائيلية تمنع المشافي وطواقمها الطبية من العمل وإكمال مهامها الإنسانية، إنها تمنع نقل الجرحي إلي سيارات الإسعاف وتمنع دفن الشهداء ! وختمت قائلة: إلي كل الرجال الأحرار في البلاد العربية وكل أصقاع الأرض، نحن بحاجة لعونكم ومساعدتكم. كان للشاعرة اهتماما ً واضحا ً بالأدب العربي فقد كانت تقرأ المترجم منه ومرة ً أجرت دراسة عن الفضاء الروائي في أدب غسان كنفاني، كتبت فيها: بين أوراق الدم تطفو بيروت علي البحر، مثخنة ً بالجراح، جسدها علي حافة الغرق وظلها يملؤه الصمت... بيروت، يا ضريح غسان كنفاني، اغتيل في 1972علي يد القوات الإسرائيلية... بيروت، يا ضريح ميشيل سورات، مترجمه وصديقه، من قتل عام 1985 في ليلة التفاوض علي الرهائن... وبين هذين الرجلين، تمتد قامة المرأة ـ الأرض: إنها العظيمة أم سعد، تلك التي ارتبط وجودها في ثنايا كتابات وأعمال غسان كنفاني... عندما كانت تبكي، تلك المرأة ـ الأرض، كانت تضع عينيها خارج نطاق الدموع. الماء يصعد من جلدها، من جدائل شعرها، من صوتها ومن ثيابها الممزقة... هي التي إذا لمست خشبا ميتا حولته إلي شجرة... وإذا كان غراسكي يعتبر أن القيمة التاريخية لفلسفة ما يمكن أن تحسب من درجة الفعالية التي حظيت بها فلم لا نعتبر فكر غسان كنفاني كمقياس للإحساس الجماعي الذي اقتبسه من حكايا وحياة شعبه، فقد كان يضعهما في ظل كتاباته كأعظم وجوه للتاريخ. تلك الوجوه المألوفة لشعبه 2. وكل من تابع تفاصيل الانتفاضة الثانية، لا بد وأن وجه كلانسي كان مألوفا ً له، فقد تصدرت صفوف كافة الوفود الأوروبية التي سافرت إلي فلسطين من أجل مساندة انتفاضتها. بل أنها هي أول من رقد أمام الدبابة الإسرائيلية ووضعتها في أحرج خياراتها، إما العبور إلي الجانب الفلسطيني أوسحق جميع أفراد الوفد الأوروبي الذي جاء ليعرف حقيقة ما يجري علي الأراضي الفلسطينية ومنع من العبور. تقول جنفييف: أولئك الذين يكافحون حتي التضحية الواعية بحياتهم، يذكروننا أن الإنسان لا يعيش بأي ثمن، أن نموت في موت الآخر، إنما هواحترام للإنسان الذي نواجهه، وهذا أمر يختلف جذريا عن الحرب 3. في ديوانها دفاتر الليل تتساءل الشاعرة: من هوالليل؟ ماذا نري الليل بين النور والنور؟ كيف نحرر الأرض من الليل ومن أهوال الظلام الذي يجثوعلي باب بيتنا؟ الليل طويل، ما الفكر إلا نجومه... . إن هذا الديوان لا يقترح جوابا ً قاطعا ً، بل يجعلنا نقف أمام محطات من التأمل والتفكير قضتها الشاعرة في وحدتها مع الليل. إنها تعطي العالم حضوره في لحظات الليل الثقيلة أملاً بأن تسكن إيقاعه الصامت بحضور المواقف التأملية. أفكار ذلك هوعنوان الكتاب الأخير للشاعرة وهومحصلة لأعمالها السابقة منذ الحفل النائم (سيغرز 1970)إلي دفاتر الليل (لارماتان 2004).إن اللغة الشعرية التي تميز هذا العمل تجعل من الشعر علي مواجهة مباشرة مع الكلمات فتغدو واضحة متحررة من الطابع السردي. في نصه الذي كتبه بمناسبة تأبين الشاعرة يقول الشاعر فيليب تانسلان (أخوالشاعرة): خلال خمسون عاما ً كنت تناضلين من أجل استقلال الجزائر وبعدها لم تتواني أبدا ً عن مساعدة المهاجرين في فرنسا كي يحصلوا علي حقهم في حياة حرة وكريمة... ثم كان نضالك إلي جانب الشعب الفلسطيني دعما ً لتحرره وطلبا ً لاستقلاله علي أرضه. لقد حملت فلسطين المحتلة طويلا ً في قلبك فكتبت عنها أشعارا ً تنبض بالحب والالتزام... (...) بين الموت الذي لم نعد نراه وعرض الحياة الأكبر الذي نسكنه بعماء، أي نزهة تستكشفنا، أي إشارات تشكل المارد الذي يصيح في وجه صمتنا .4 تقول الشاعرة جنفييف كلانسي عن الموت: الموت ليس عقبة في وجه الحياة، وإن القبض عليه بوصفه سلاحا، إنما هوإبقاء للحياة خارج كل استلاب حين سيفاجئني الموت، سوف أروي له قصصا حول كاهنات المعبد، وتاج الشوك فوق رأس المسيح، عن يأس القديسات، وكبد حمزة الممزق... سوف أردد علي مسامعه حكايات عن، نيتشه وفاغنر... حول حياة سارتر وساجان وسلفادور دالي، عن ألم لم أعرف يوما كيف أحاصره، عن صدر كان باتساع العالم ثم ضاقت أنفاسه فجأة، ثم أشكوله حياة أقصتني عن أيامها، وأرض أنجبتني ونفتني من تعدادها، وفحولة رجال أنهكتني دون مبرر واضح، حينها سوف أخرج معه في صمت، راجية ألا أعود مرة أخري ... كاتب من سورية mountajab1@hotmail.com 1 زودني الكاتب فيليب تانسلان بنبذة عن حياة جنفييف كلانسي الشخصية فقدمت منها هذه السطور الوجيزة. 2 نشر هذا المقال أول مرة في مجلة فيتور أنتريور (Futur Antژrieur)، في عددها رقم 5 الصادر في شهر نيسان عام 1991 في باريس. ونشر أيضا ً مرة أخري علي الانترنت في 15 حزيران عام 2004. 3 خصَّ الشاعر أدونيس بهذه المقاطع الشعرية زاويتَه مدارات في صحيفة الحياة، الخميس 9 أيار 2002. 4 مقطع من المقال الافتتاحي للكاتب فيليب تانسلان، مجلة دفاتر الفن ، العدد 11، دار نشر لارماتان، باريس، 2005، ص 5. جنفييف كلانسي 1923 ـ 2005 :sssالشاعرة الفرنسية الملتزمة التي كرست حياتها لخدمة القضايا الإنسانية - بسام الخوري - 02-04-2008 الشاعرة "جنفييف كلانسي" قاومت الظلم والقهر نشرت في 2006-05-20 عدد الزيارات: 122 عاشت حياتها رمزا للعطاء. كانت تعطي بلا حدود وكلما تفجر نبعا جديدا في أعماقها لعشق لحياة والبشر من حولها، كلما كانت تزداد تألقا وقدرة على منح الغير من فيض هذا النبع الذي لم ينضب يوما، حتى فارقتنا مؤخرا بعدما هزمها ذلك السرطان اللعين الذي تسرب إلى رئتها في غفلة منها.. هي جنفييف كلانسي، الشاعرة الفرنسية المعروفة، والأستاذة في جامعة السوربون، والتي منحتني الحياة فرصة المشاركة في واحد من أروع المهرجانات التي نظمت في باريس، خصيصا من أجل وداعها وتكريمها. بقدر ما ألمني خبر رحيلها، بقدر ما سعدت بهذا الاحتفاء بتاريخها، والذي حرص عليه معهد الآداب والفنون في باريس على مدى أربعة أيام متوالية، يحمل كل يوم وجه متميز من وجوه كلانسي.. في حقيقة الأمر، لا أعرف على وجه التحديد ما الذي يعرفه القاريء العربي حول هذه المبدعة المناضلة، بل لا أعرف ما الذي يعرفه غالبية المثقفين العرب عن حياتها ونضالها وإبداعها. ماذا لو عدنا إلى الوراء؟ إلى سنوات كانت جنفييف فيها فتاة صغيرة في مقتبل العمر، وكانت تتحمل مشقة حمل حقائب الأموال إلى جبهة التحرير في الجزائر، وتناضل معهم بكل قوتها ضد استعمار بلادها لأراضيهم وحريتهم وثقافتهم. تلك الصغيرة النحيلة التي ذاقت عذاب المعتقلات الفرنسية وقتها من أجل موقفها من أجل الحرية للجميع. وهو المبدأ الذي عاشت وفارقت الحياة من أجله " فالموت في سبيل القضايا العادلة ما هو إلا الحياة نفسها في أجساد من يستحقون". خرجت كلانسي من معتقل بلادها، لتكمل مسيرتها من أجل تحرير الجزائر. فقفزت بإيمانها بهذه القضايا العادلة فوق أسوار الظلم والمعتقلات والقهر حتى نالت الجزائر حريتها. وكانت تردد : التمرد الذي يتم لغاية واحدة : أن يفرض احترام الإنسان ـ كرامة وحضور ـ ضد القمع الذي يهدمهما، لا يمكن أن يخضع للمساومة، أنه تمرد محتوم ولا مرد له. هذه الكلمات ترجمها لها منذ فترة الشاعر الكبير أدونيس. وهكذا أيضا جاء اليوم الأول من أيام تكريم ذكرى الراحلة يحمل أسم (كلانسي المناضلة من أجل الجزائر) ومن خلاله ألقى كبار الشعراء الفرنسيين والجزائريين قصائدها، وتغنت الأصوات بأحلى القصائد الوطنية، وألقيت الورود الحمراء أمام صورة جنفييف التي تصدرت قاعة المهرجان. وتمر السنوات وتتحرر الجزائر، لتبقى هذه المبدعة النادرة تحمل هم القضية الفلسطينية. وكل من تابع منا تفاصيل الانتفاضة الثانية، لابد وأن وجه كلانسي كان مألوفا له، فقد تصدرت صفوف كافة الوفود الأوروبية التي سافرت إلى فلسطين من أجل مساندة انتفاضتها. بل أنها هي أول من رقد أمام الدبابة الإسرائيلية ووضعتها في أحرج خياراتها، إما العبور إلى الجانب الفلسطيني أو سحق جميع أفراد الوفد الأوروبي الذي جاء ليعرف حقيقة ما يجري على الأراضي الفلسطينية ومنع من العبور. تقول جنفييف، أولئك الذين يكافحون حتى التضحية الواعية بحياتهم، يذكروننا أن الإنسان لا يعيش بأي ثمن، أن نموت في موت الآخر، إنما هو احترام للإنسان الذي نواجهه، وهذا أمر يختلف جذريا عن الحرب. لقد شدت أحلى الأصوات في اليوم الثاني للمهرجان (كلانسي المناضلة من أجل القضية الفلسطينية) بأجمل ما تغنت به فيروز من أجل فلسطين (القدس / زهرة المدائن) وألقيت قصائد محمود درويش بالفرنسية. كم كانت القدس حاضرة في ذلك اليوم الذي تبارى فيه الشعراء من مختلف الجنسيات من أجل إلقاء قصائد كلانسي حول فلسطين. أما جنفييف كلانسي، المرأة التي وهبت حياتها من أجل مساندة ثورات العالم الثالث، ومن أجل إعلاء قيم العدالة والحرية. فأنها قد ضحت بالكثير من وقتها وجهدها من أجل ما يطلق عليه المثقفون في الخارج، أبناء العالم الرابع، وهذه التسمية تطلق على فقراء المجتمعات الغربية، والذين لا ينتمي غالبيتهم للفرنسيين الذين اسقطوا من حسابات حكوماتهم المتعاقبة، بل ينتمي السواد الأعظم منهم إلى دول العالم الثالث الذي جاءوا منه تتقدمهم أحلامهم بحياة إنسانية لائقة، ثم تحطمت هذه الأحلام على صخور العنصرية والنظرة الفوقية لهؤلاء البسطاء. لكنها كلانسي كانت تحرص حتى آخر أيامها على الحياة بينهم، كل خميس من كل أسبوع. تلتقي بسيدات هذه الأحياء الفقيرة، وتحيا معهن مشكلاتهن، وتكتب عنها في محاولة لتعرية واقع ما يحدث في هذه الأحياء من إهمال لها وتهميش.واستخلصت من حياة أبناء العالم الرابع الذين أحبوها كثيرا، معظم مفردات قصائدها الأخيرة. فقد كانت تحمل همومهم بين ثنايا عباراتها. من أجل هذا حمل اليوم الثالث أسم (كلانسي الشاعرة والفليسوفة) وفيه تعرت بقوة ازدواجية المجتمعات المتحضرة من خلال قصائدها التي ألقاها العديد من الشعراء الفرنسيين، وزملائها في الجامعة. ومن الدفء الذي كان يسري دائما في شريان كلماتها وابتسامتها التي لم تفارق وجهها طوال حياتها، كان ختام المهرجان (كلانسي المرأة والملهمة) وفيه شارك كل من أحبها بقصائده، كما جاءت قصائد صلاح عبد الصبورـ بالفرنسية ـ الذي كانت تعشقه لتودع جنفييف كلانسي مع اعتراف بكل ما منحته هذه المرأة والمناضلة والشاعرة لنا جميعا طوال حياتها. والتي كانت أيضا رئيسة أهم جمعية أكاديمية فرنسية للشعراء من مختلف القارات. بجانب رئاستها لمجموعة (دواوين شعراء القارات الخمس) التي تصدر عن دار لارماتان الفرنسية للنشر والتوزيع. لقد عاشت كلانسي لتضرب لنا مثالا يحتذي به في الكيفية التي تجسد للجميع كيف يكون المبدع متسقا مع أفكاره ومبادئه طوال حياته. معركة واحدة فقط هي التي لم تصمد فيها طويلا. هي معركتها مع المرض الذي اكتشفت تسلله إلى رئتها بمحض الصدفة. حينما وصلتها دعوة للسفر إلى أكثر من بلد إفريقي لتكريمها. وتوجهت لإجراء الكشف الطبي عليها قبل إعطائها الأمصال الروتينية اللازمة لمثل هذه الرحلات. لكن كلانسي قالت، لقد قرأت نعيي على وجه طبيبي المعالج حينما رأيته يفحص صورة الأشعة الخاصة بي. وعلى الرغم من المفاجأة حاولت قدر استطاعتها أن تقاوم وأن تواصل حياتها بنفس الإيقاع الذي كانت تحيا به دائما. ولأنها كانت شديدة التميز ولم تعتاد أن تبدد جهدها في معارك عادية، يبدو أنها في نهاية الأمر قد اقتنعت بمقولة الكاتب البرتغالي " خوسي ساراماجو" من أن (الموت مسألة عادية جدا، وليس عملا بطوليا) فأرادت أن تغادرنا دون أي ادعاء للبطولة، بل رحلت وبشكل عادي جدا. هكذا تمكن الموت ذلك العادي جدا من أن يجفف أحد ينابيع التدفق الإنساني عن العطاء فجأة، والذي قالت هي عنه يوما. الموت ليس عقبة في وجه الحياة، وأن القبض عليه بوصفه سلاحا، أنما هو إبقاء للحياة خارج كل استلاب. بالكلمات القليلة الآتية وغيرها، شاركت في مهرجان وداع جنفييف كلانسي، التي ستبقى بداخل وجدان كل فرنسي وعربي لأجيال وأجيال قادمة. وسيبقى في أعماق كل منا أمنية بأن تمنحه قدراته وتفاصيل حياته لو قدرا ضئيلا من قدرة هذه المبدعة المناضلة على العطاء... حين يفاجئني الموت، سوف أروي له قصصا حول كاهنات المعبد، وتاج الشوك فوق رأس المسيح، عن يأس القديسات، وكبد حمزة الممزق.. سوف أردد على مسامعه حكايات عن، نيتشه وفاجنر.. حول حياة سارتر وساجان وسلفادور دالي، عن ألم لم أعرف يوما كيف أحاصره، عن صدر كان باتساع العالم ثم ضاقت أنفاسه فجأة، ثم أشكو له حياة أقصتني عن أيامها، وأرض أنجبتني ونفتني من تعدادها، وفحولة رجال أنهكتني دون مبرر واضح، حينها سوف أخرج معه في صمت، راجية ألا أعود مرة أخرى. جنفييف كلانسي 1923 ـ 2005 :sssالشاعرة الفرنسية الملتزمة التي كرست حياتها لخدمة القضايا الإنسانية - ابن حوران - 02-08-2008 تقول الشاعرة جنفييف كلانسي عن الموت: الموت ليس عقبة في وجه الحياة، وإن القبض عليه بوصفه سلاحا، إنما هوإبقاء للحياة خارج كل استلاب حين سيفاجئني الموت، سوف أروي له قصصا حول كاهنات المعبد، وتاج الشوك فوق رأس المسيح، عن يأس القديسات، وكبد حمزة الممزق... سوف أردد علي مسامعه حكايات عن، نيتشه وفاغنر... حول حياة سارتر وساجان وسلفادور دالي، عن ألم لم أعرف يوما كيف أحاصره، عن صدر كان باتساع العالم ثم ضاقت أنفاسه فجأة، ثم أشكوله حياة أقصتني عن أيامها، وأرض أنجبتني ونفتني من تعدادها، وفحولة رجال أنهكتني دون مبرر واضح، حينها سوف أخرج معه في صمت، راجية ألا أعود مرة أخري ... كلمات رائعة ... رائعة شكراً يا دكتور بسام على هذه المقالة :redrose: |