حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الانتحال آفة فن الكاريكاتير - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: فـنــــــــون (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=80) +---- المنتدى: الكاريكاتيـــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=50) +---- الموضوع: الانتحال آفة فن الكاريكاتير (/showthread.php?tid=7024) |
الانتحال آفة فن الكاريكاتير - نزار عثمان - 01-24-2008 لم تكد سويعات قليلة تمر على الإعلان عن فوز فنان الكاريكاتير الروسي إيغور نيكيتين بالجائزة الكبرى لمسابقة «ناصر الدين خوجة الدولية» في دورتها السابعة والعشرين لعام 2007 في تركيا، حتى تصدر موقع الكاريكاتير الإيراني على الانترنت رسمة للفنان الايطالي دانغلس ماركو مشاركة في البينالي الدولي للكاريكاتير في طهران عام ,1995 يصل فيها التشابه مع اللوحة الأولى إلى حد المطابقة. سبق هذا منذ أسابيع قليلة خلت، توجيه اتهام بالانتحال إلى الفنان الهندي س ب شيبو من قبل الفنانة الرومانية بورتا أوفيديو التي اعتبرت أن الفنان شيبو قد انتحل عن لوحة منشورة لها عام ,2005 فكرة لوحته الفائزة بالجائزة الثالثة في مسابقة «آيدن دوغان الدولية» التركية في دورتها الرابعة والعشرين للعام ,2007 الأمر الذي دعا بالفنان الروماني جوليان بنا باي عضو لجنة التحكيم في المسابقة المذكورة، لإبراز توضيح مشفوع بلوحة فائزة بالجائزة الأولى في مهرجان بورتو ـ البرتغال عام 2003 للفنان التركي محي الدين كوروغلو، والمفاجأة كانت بحملها نفس الفكرة أيضا. معلوم انه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها موضوع الانتحال على اختلاف مسمياته في دنيا الكاريكاتير، فقد عمت هذه الظاهرة كافة الأطر التي قد يتمثل فيها هذا الفن من المهرجانات والمسابقات الدولية مرورا بالصحف وصولا إلى المواقع الالكترونية، وقد كتب عنها عدد من المختصين والمهتمين في هذا الإطار كل من زاويته ووجهة نظره. وبالتالي فحالات الانتحال لم تقتصر على المبتدئين أو على الصف الثاني من رسامي الكاريكاتير في العالم فحسب، بل شملت عددا من كبار المحترفين وأكثرهم شهرة، فعلى سبيل المثال قد يفاجأ المرء عند الاطلاع على لوحة للفنان الروسي الرائد ميخائيل زلاطكوفسكي تمثل القارات الخمس تتكون من أوراق الشجر، وعندما يشاهد الفكرة نفسها مع تغيير بسيط بالإسلوب منشورة في موقع الفنان التركي الشهير المقيم في فرنسا سلسوك ديميريل ممهورة بتوقيعه، والحال هو نفسه أيضا مع الفنان الايطالي آليساندرو غاتّو عندما يرسم شجرة تقطع جذعها لتهاجر، وفي الآن عينه يبرز كل من الفنانين الشهيرين المكسيكي آنغل بوليغان كوروبو، والكوبي آرستيد آريس، الفكرة نفسها في لوحتين مختلفتين، مع تغييرات بسيطة اقتضاها أسلوب كل منهما. لماذا السطو؟ آفة الانتحال أو السطو ليست مقتصرة على فن الكاريكاتير على ما بات معروفا، لكن خصوصية الكاريكاتير المتبلورة من خلال الصورة مع ما تستدعيه من حضور وتجلّ وانطباع في الذهن، تجعله أكثر عرضة لكشف مثل هذه الانتحالات وإيضاحها. وهنا لا يمكن الإغماض عن مركزية الدور الذي أدته الانترنت في تطور فن الكاريكاتير، فمن جهة اولى عرّفت بفن الكاريكاتير العالمي بشكل أوسع، وساهمت بتبادل الخبرات وتحسين النظرة العامة لهذا الفن، ومن جهة ثانية جعلت من الصعوبة بمكان تمرير الرسومات المنتحلة على المهتمين وعموم المتلقين. تجدر الإشارة في السياق ذاته إلى نقطة لها أهميتها في البين، وتتركز هذه النقطة حول مفهوم الاستلهام أو التشابه غير المقصود في خلق فكرة الموضوع، وإبداع تنفيذها، وهذا التشابه ليس من الدقة بمكان وسمه بالسطو، على اعتبار أن المؤثر في خلق موضوع لوحة الكاريكاتير عادة ما يستلهم من المخزون الثقافي والفني للرسام، مضاف إليهما المحيط، والمحيط لا يختلف بأفراده لدى أحد، فالجميع قد يرى اليد أو كرة السلة أو الطائرة الحربية أو الشطرنج على سبيل المثال، وكل هذه المفردات يصح أن تكون مؤثرة في الاستلهام، وموظفة كشخوص كاشفة عن الموضوع في اللوحة الكاريكاتيرية. لكن التشابه الفادح في الشخوص الموظفة بالفكرة وتوزيعها في المشهدية العامة من جهة، وفي الموضوع المشكل للخلفية المؤسسة لطبيعة اللوحة أيضا، فهذا لا اسم له غير التلاص. يشكل الكاريكاتير اليوم واحدا من أهم مرتكزات الإبداع في العالم، ولعل كثافة المهرجانات والمسابقات الدولية تشي بتلك المساحة التي احتلها الكاريكاتير في دنيا الفن والصحافة. بهذا، وأخذا بالضرورة الناحية باتجاه تضافر جهود الفنانين والمهتمين لتأسيس اللجان والهيئات الساعية لترشيد هذا الفن، والتعريف بثقافته، ورعاية حقوق الفنانين، وحماية إبداعاتهم من السطو، قام موقع دون كيشوت الألماني للكاريكاتير صاحب الامتياز بالمرتبة العالمية الثانية لأهم مواقع الكاريكاتير على شبكة الانترنت، بتشكيل لجنة تضم خمسة عشر فنان كاريكاتير دولي، ومن جنسيات مختلفة، يقع على عاتقها متابعة قضايا فن الكاريكاتير بعمومها، وإبداء الرأي فيها، وصياغة توصيات عامة بصددها. وانطلاقا من كون حال فن الكاريكاتير العربي ليس بأفضل، إن لم نقل هو أسوأ بكثير من هذه الناحية، بحيث لا يعدو المرء عن جادة الصواب لو اعتبر أن قضايا التلاص والانتحال كانت الطاغية والمخيمة على أجواء فن الكاريكاتير العربي بالعموم منذ مدة ليست بالبعيدة. هل لنا أن نتوجه بالاستفهام، أين هي مثل هذه اللجان في أوساطنا؟ وبالتالي في قبالة ما يصرح به بعض الخبراء العالميين في هذا الفن، من مثــل الإيــراني حسين نيرومند وغيره، عن تقوقع فن الكاريكاتير العربي، متى سيتم الشروع بمحاكاة الحراك العالمي في فن الكاريكاتير، من خلال المشاركة الفاعلة والكثيفة في المهرجانات والمسابقات الدولية؟ إستفهامات عدة قد تطرح من هذا القبيل، وتبقى برسم أصحاب الشأن والاختصاص. |